الحمد لله والصلاة السلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن آمن به ووالاه
الإخوة والأخوات الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
شهر شعبان له فضائل عظيمة منها وقوع حادث الإفك ، ثم تلاه نزول آيات براءة أم المؤمنين عائشة .
فما هي قصة نزولها ؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج للسفر أقرع بين أزواجه ، فإذا خرج سهم واحدة منهن خرجت معه ، فكان السهم من نصيب زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فخرجت معه بعد نزول آيات الحجاب ، ولما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة " بني المصطلق " التي كان بها عائداً إلى المدينة ، قامت السيدة عائشة لتقضي حاجتها ، ولما عادت اكتشفت ضياع عقدها ، فرجعت مرة أخرى للبحث عنه ، وبدأ الرحيل ، ولم يشعر الركب بعدم وجودها في الهودج ، إذ كانت خفيفة الوزن صغيرة السن ، وعندما وجدت العقد وعادت إلى مكان الركب لم تجده ، فجلست مكانها .
وبينما هي كذلك غلبها النوم فنامت ، وكان الصحابي صفوان بن المعطل من وراء الجيش يتمم ويبحث عما تركه سهواً الجنود لاستعادته ، وكان يعرف أم المؤمنين قبل الحجاب فلما رآها قال " إنا لله وإنا إليه راجعون " فاستيقظت ، ولم يكلمها ، ثم اناخ الراحلة وركبت حتى لحقت بالجيش ،في ساعة الظهيرة .
فلما رآها الناس تكلم كل منهم في حقها ، ووجد زعيم المنافقين عبد الله بن أبي سلول متنفساً يفرغ فيه ما بداخله من حسد وحقد ، فجعل يحكي الإفك والكذب ، تلمحاً وتصريحاً ، حتى النتشر بين الناس .
ووصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشاور أصحابه ، فأشار بعضهم بالفراق ، وبعضهم بالإمساك ، وكل هذا والسيدة عائشة لا تعلم شيئاً .
ولما خرجت مع خادمتها أم مسطح ليلاً تعثرت أم مسطح فدعت على ولدها ، وكان من الذين خاضوا في حديث الإفك ، وعلمت منها السيدة عائشة ما يدور على ألسنة الناس ، فمرضت وانتقلت إلى بيت أبيها ، وظلت تبكي ، وصارحها النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر ، فقالت قول نبي الله يعقوب علي السلام " فصبرٌ جميل والله المستعان على ماتصفون "
ثم نزل الوحي ببراءتها ، فشكرت الله على ذلك ونزلت آيات سورة النور { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيراً لكم }
وقد أقيم الحد على مُسطح بن أثاثه ، رحمنه بنت جحش وحسان بن ثابت ، ولم يُجلد عبد الله بن ابي سلول ، لأنه كان يشيع الخبر سراً ، ولكن الله توعده بالعذاب في الآخرة ..
فبرأها الله من فوق سبع سموات بآيات تتلى حتى يوم القيامة . وقد وقعت حادثة الإفك في شهر شعبان في السنة السادسة من الهجرة .
فرضي الله تبارك وتعالى عن أم المؤمنين السيدة عائشة وجعل أعلى عليين مأواها
والله المُوَفق
مع وافر تحياتي وتقديري
أخوكم في الله / سيد الجندار