| إلـه الكــون |
….
قد زادت ذنوبي
:: تحميل النشيد ::
….
قد زادت ذنوبي
:: تحميل النشيد ::
معلمومات عن الشيخ
فضيلة الشيخ رجب زكى هو إمام وخطيب مسجد الرحمن الرحيم المعروف بمسجد (توشيبا العربى) والواقع بطريق صلاح سالم بعد مسجد الشرطة.
حفظ القرآن وعمره ست سنوات ونصف، وبدأ الخطابة وهو في الصف الثالث الإعدادي، التحق بالأزهر الشريف وتخرج في كلية الدعوة الإسلامية عام 1984، يعتبر الشيخ عبد الحميد كشك مثله الأعلى وصاحب الفضل عليه حتى قبل أن يلتقي به، فكان يحرص على اقتناء خطبه وحفظها ثم إلقائها في الجمعة التالية في مسجده، بل إنك عندما ترى الشيخ رجب تلاحظ الشبه الكبير بينه وبين الشيخ كشك في ارتدائه نظارته وحركات جسده، وأيضا أسلوبه في الخطابة واستخدامه للطرفة ورسم البسمة على وجوه مستمعيه حيث يستخدم الفكاهة والنكتة..
الان مع التحميل
مقسم 4 روابط كل واحد 190 ميجا معدا الا11 ميجا
الجزء الاول
الجزء الثانى
الجزء الثالث
الجزء الرابع
يجب تحميل الاجزاء الاربعة ثم وضعهم فى فولدر واحد ثم فك الضغط
لا تنسونى من الدعاء بظهر الغيب
بسم الله الرحمنالرحيم
الحمدلله وحده نحمده ونشكره ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضلله ومن يضلل فلا هادي له
أشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بالإحسان الى يوم الدين
ربنالا علم لنا إلا ما علمتنا, إنك أنت العليم الخبيرربنا لا فهم لنا إلا ما أفهمتنا, إنك أنت الجوّادالكريــم
ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلللي
عقدة لساني يفقهوا قولي
أما بعد .
فإن أصدق الحديت كتاب الله تعالى وخير الهدي, هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
فاللهم أجرنا وقناعذابها برحمتك يا ارحم الراحميـــــــــــــــن
تعرف عن الحبيب عن قرب عليه افضل الصلاة و السلام
فيديو عن حبيب رب العالمين
فرص لن تعود
أعلم غفر الله لنا ولك
ان هناك ساعات و أياما وشهورا إذا فاتتك
فلن تعوضها حتى أنه جعل اياما أفضل من بعض
وجعل ليله خير من ألف شهر
وفى كل منها وظيفة وطاعة علينا ان نقوم بها
وما في هذه المواسم الفاضلة موسمٌ إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعته، يُتقرَّب بها إليه،
ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه،
فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها
من وظائف الطاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بها سعادة
يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات
هل من الممكن أن يصير الليل المظلم مُشرق الأنوار؟ أو يتعطر الصمت المطبق بآيات القرآن؟. نعم، يمكن أن يتبدد السكون الموحش بانحناء الأصلاب وسجود الجباه، ويتبلل الجفاف اليابس بدموع الأسحار، وخشوع القلوب، وتزكية الأنفس زكية، وذكر الألسن، وسهر الأعين، وجباه ساجدة، وجنوب متجافية.
إنه مساء الصالحين وليل العابدين. إنها همة المتهجدين ولذة المتضرعين. إنه أنس المنفردين وحب المخلصين. إنها مجاهدة السالكين ومكابدة المرابطين؛ الله أكبر، ما أروع هذا الليل وما أحبه وما أمتعه وما أروعه.
أين هذا الليل من نوم طويل وركون ثقيل وغفلة تامة؟ شتان بين النور والظلمة، وبين السمو والدنو، وبين الثرى والثريا. إنه قيام الليل أيها النائمون، اسمعوا النداء ممن عمروه بالطاعات، وملئوه بالصلوات.
فهذا "زمعة العابد" كان يقوم فيصلي ليلا طويلا فإذا كان السَحَر نادى بأعلى صوته: " يا أيها الركب المعرسون، أَكُل هذا الليل ترقدون؟ ألا تقومون فترحلون"، فإذا طلع الفجر نادى: " عند الصباح يحمد القوم السرى"
دعني أريك ليلهم، بل دعني وإياك نقضي ليلة معهم. هذا أبو هريرة رضي الله عنه " كان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثا، يصلي هذا ثم يوقظ هذا " . فالليل كله صلاة ومناجاة، ودموع وخشوع، وذكر وشكر، والشعار لا للفرش الوثيرة، والنوم اللذيذ.
إنهم الموصوفون بأبلغ قول وأعظم صورة في قوله تعالى:{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبهُمْ خَوْفا وَطَمَعا } [السجدة:16]، يرسم القرآن لهم " صورة المضاجع في الليل تدعو الجنوب إلى الرقاد والراحة والتذاذ المنام ولكن هذه الجنوب لا تستجيب؛ لأن لها شغلا عن المضاجع اللينة والرقاد اللذيذ شغلا بربها، شغلا بالوقوف في حضرته، والتوجه إليه في خشية وفي طمع يتنازعها الخوف والرجاء "
استمع إلى يزيد الرقاشي وهو يقول: "إذا نمتُ فاستيقظتُ ثم عدتُ في النوم فلا أنام الله عيني"، وتأمل هذا الحوار مع الفراش حيث كان عبد العزيز بن أبي رواد " يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل، فكان يضع يده على الفراش ويتحسسه ثم يقول: ما ألينك، ولكن فراش الجنة ألين منك، ثم يقوم إلى صلاته.
هؤلاء القوم مشغولون عن النوم المريح اللذيذ بما هو أروح منه وأمتع، مشغولون بالتوجه إلى ربهم، وتعليق أرواحهم وجوارحهم به، ينام الناس وهم قائمون ساجدون، ويخلد الناس إلى الأرض وهم يتطلعون إلى عرش الرحمن ذي الجلال والإكرام " .
ولله در الفضيل بن عياض وهو يعرض وضعا شعوريا إيمانيا بديعا؛ حيث يقول: " أدركت أقواما يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الهجعة، إنما هو على الجنب فإذا تحرك قال: ليس هذا لكِ، قومي خذي حظكِ من الآخرة.
ولا تنس أنهم كانوا بذلك التعب يتلذذون، وبالقيام يفرحون، وبعيون غير أعيننا إلى الليل ينظرون. فهو عندهم موطن تنتعش فيه الأرواح، وتبتهج وترتاح، وتتقلب بين مسرات وأفراح، وتكثر من المساءلة والإلحاح. فهي قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وما يَرِدُ عليها في تلك المقامات " .
ولذا جاءت وصاياهم وقد عملوا، وتذكيرهم وقد اعتبروا، وحثهم وقد سبقوا، فها هو الحسن ينادي بكم قائلا: " كابِدوا الليل، ومدوا الصلاة إلى السحر ثم اجلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار"
وقال أبو محمد الجريري: " قصدتُ الجنيد فوجدتُه يصلي فأطال جدا، فلما فرغ قلتُ: قد كبرتَ وَوَهَنَ عَظْمُكَ ورق جلدكَ وضعفتْ قوتكَ ولو اقتصرتَ على بعض صلاتك، فقال: اسكت، طريق عرفنا به ربنا، لا ينبغي لنا أن نقتصر منه على بعضه، والنفس ما حملتها تتحمل، والصلاة صلة والسجود قربة ولهذا قال تعالى: { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }، ومن ترك طريق القرب يوشك أن يُسلَك به طريق البعد" .
ويجدد أبو سليمان الداراني هذا الفقه، ويبين هذا الشعور بقوله: " أهل الليل بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا، ولو لم يعط الله تعالى أهل الليل في ثواب صلاتهم إلا ما يجدون من اللذة فيها لكان الذي أعطاهم أفضل من صلاتهم .
في ظلمة الليل للعباد أنوار *** منها شموس ومنها فيه أقمار
تسري قلوبهم في ضوئهن إلى *** ذاك المقام ومولاهم لهم جار
تخالهم ويك موتى لا حراك بهم *** وهم مع الله إقبال وإدبار
إن ينطقوا فتلاوات وأذكار *** أو يسكتوا فاعتبار وأفكار
مستيقظين لذي الذكرى فكلهم *** لذا التذكرِ أسماع وأبصار
ولم يستثقلوا القيام لأن النفوس راغبة، والنوايا صادقة، والخشية غامرة، " وإذا قوي الباعث وكثرت الرغبة، وعظمت الرهبة، نشطت النفس وخف الجسد، وذل الصعب، وهانت المؤنة " .
وإليك الترجمة العملية لذلك فيما قاله رجل لحممة العابد: "ما أفضل عملك ؟ فقال: " ما أتتني صلاة قط إلا وأنا مستعد لها ومشتاق إليها، وما انصرفت من صلاة قط إلا كنت إذا انصرفت منها أشوق إليها مني حيث كنت فيها، ولولا أن الفرائض تقطع لأحببت أن أكون ليلي ونهاري قائما راكعا ساجدا "
فذلك هو الشوق والتعلق والذوق والتعبد. وتتصل القلوب بالله؛ عندما تراها ظامئة للعبادة، ترتشف ولا ترتوي، تزيد ولا تحيد. وتتلذذ النفوس بالذكر، وتغترف ولا تنصرف، تنصب ولا تتعب، إذ " كان صلة بن أشيم يقوم الليل حتى يفتر فما يجيء إلى فراشه إلا حبوا " .
ويقتدي المؤمنون حقا في قيام الليل بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم. وقد خاطبه ربه: { يَاأَيهَا الْمُزملُ * قُمِ الليْلَ إِلا قَلِيلا } وناداه مولاه: { وَمِنَ الليْلِ فَتَهَجدْ بِهِ نَافِلَة لَكَ }، فقام ليله بلا مزيد عليه وسئل عن إتعاب نفسه وقد تورمت قدماه فقال – وما أعظم ما قال -: "أفلا أكون عبدا شكورا".
ومن هنا جاء وصفهم بلسان الحسن حيث قال: " صحبت أقواما يبيتون لربهم في سواد هذا الليل سجدا وقياما، يقومون هذا الليل على أطرافهم، تسيل دموعهم على خدودهم، فمرة ركعا ومرة سجدا، يناجون ربهم في فكاك رقابهم، لم يَمَلُوا كلال السهر لما قد خالط قلوبهم من حسن الرجاء في يوم المرجع، فأصبح القوم بما أصابوا من النصب لله في أبدانهم فرحين.
وبما يأملون من حسن ثوابه مستبشرين، فرحم الله امرأ نافسهم في مثل هذه الأعمال، ولم يرض من نفسه لنفسه بالتقصير في أمره باليسير من فعله، فإن الدنيا عن أهلها منقطعة، والأعمال على أهلها مردودة " ثم يبكي حتى تبتل لحيته بالدموع . وحالهم يطول وصفه، والسعيد من اقتدى بهم، ولي ولكم أقول: " هكذا كانوا.. فهل نكون ؟ ".
الاستخارة الاستخارة…
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
كم من مرة تعرضتَ لعشرات الخيارات بين أمور تُقدِم عليها، وأمور تُحجِم عنها، فهذا مقبل على زواج… هل يُتِمه أم لا؟ وآخر تُعرض عليه وظيفة… هل يتقدم لها أم لا؟ وغير ذلك كثير!!
والناس أمام هذه الاختيارات يعيشون في هَمِِّ عظيم، فهم قبل الاختيار يعيشون في حيرة وقلق واضطراب؛ لعدم علمه أين الخير، هل هو في الإقدام على هذا الأمر أم في الإحجام عنه؟
ثم هو إذا عزم أمره واختار، وقع في همِ آخر، وهو هم الندم والتأسف، والتوجع، وعدم الرضا، ويفتح على نفسه باباً واسعاً للشيطان لكي يسخطه على قدر الله -سبحانه وتعالى- فيقول: لو كنت اخترت غير هذا الأمر لكان خيراً لي!!
لكن إن استخار ربه ارتاح من هذين الهمين… همِ الحيرة قبل الاختيار، وهمِ الندم والحسرة بعد الاختيار؛ لأنك عندما تستخير ربك لا تختار بحولك وقوتك، لكن تختار بحول وقوة العليم القدير، ثم تكون بعد الاستخارة راضياً مطمئناً، سواء وُفِّقت أو لم تُوفق لما تُريد، لكمال رضاك بما اختاره لك مولاك، ويقينك التام أنه لا يختار لك إلا ما فيه الخير لك في دينك ودنياك.
وليس معنى الاستخارة هو التواكل عليها، أو انتظار رؤيا أو منام، أو أن تتوقع تيسير للأسباب بطرق خارقة وغير عادية -وإن كان قد يقع مثل هذا-، بل بعد الاستخارة عمل دءوب وسعي في الأخذ بالأسباب، فإن لم يُقدَّر أو قُدِر هذا الأمر أيقنت كل اليقين أن الخير كل الخير هو في هذا المنع أو العطاء.
ومن الناس من يكون مع الاستخارة بَيْن أمرين، إما أن ينسوها، ولا يعملون بها، ويعتمدون على أنفسهم في اختياراتهم، أو أنهم يتذكرونها، ولكن لا يقومون بها على الوجه الصحيح، فيكون حالهم كحال المستخير، لكنهم لا يستخيرون ربهم على الحقيقة، بل يذكرون دعاء الاستخارة ككلمات ينبغي أن تقال وفقط؛ ولا يستحضرون حقيقتها ومعانيها.
لذلك هيا بنا نقف لنتدبر بعض معاني هذا الدعاء العظيم ممن أوتي جوامع الكلم -صلى الله عليه وسلم- فعن جابر -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقولإذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال عاجل أمري وآجله- فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني بهقال ويسمي حاجته) رواه البخاري وغيره.
– لاحظ معي قول الراوي: في (الأمور كلها)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا هم أحدكم بالأمر) يعني أي أمر لتعلم أن الاستخارة تشمل الأمور كلها صغيرها وكبيرها، حقيرها وعظيمها؛ لأنه رُبَّ أمرٍ حقيرٍ ترتب عليه أمور عظيمة، والعلم عند الله،
– ثم إن الاستخارة تكون في الأمور كلها، حتى لو تيقنت برأيك القاصر العاجز أن الخير كل الخير فيما تهم به وما تنوي فعله، لأنك لا تعلم الغيب (وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(البقرة:216)، وإن كان تعلق الاستخارة هو بالأمور المباحة أو في المفاضلة بين المستحبات، فالاستخارة لا تكون في فعل واجب أو ترك محرم.
– ثم انظر معي إلى تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن ضبطاً وحفظاً؛ لعظيم حاجتهم إليها، كما يحتاجون إلى السورة من القرآن في الصلاة، لتعلم أي شرف وأي مكانة عظيمة لهذا الدعاء المبارك عند النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وتعلم كذلك مدى تقصيرنا وتفريطنا في حفظه والاهتمام به.
ثم تأمل معي كيف أنك قبل أن تبدأ هذا الدعاء تركع ركعتين؛ ليكونا لك مفتاحاً للدخول على الملك والقرب منه (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)(العلق: 19)، ففي هاتين الركعتين من حسن الثناء على الله، والتذلل بين يديه، وتطهير القلب من التوجه إلى غيره أو الاعتماد عليه، وتقديم عمل صالح يكون سبيلاً لتوطئة بين يدي هذا الدعاء المبارك.
وقولك بعدهما: (اللهم إني أستخيرك) أي أطلب الخير والخيرة منك، ففيه إشعار بأن تفرغ قلبك من أي إرادة ورغبة لهذا الأمر، فالكل عندك سواء، وما تريده هو ما يختاره لك مولاك، لاعتقادك تمام الاعتقاد أن الخير فيما يختاره لك الله، فكن صادقاً في طلب الخير والخيرة من الله، ولا تعتقد خيراً فيما تريده أو تهم به، بل لا خير إلا فيما يختاره -سبحانه وتعالى-.
ثم بعد ذلك تتوسل بصفتين عظيمتين من صفات الله، وهما العلم والقدرة؛ ليكون فيه من تمام الأدب في الدعاء أن تبدأ بالثناء على الله بما هو أهله، وبما يناسب مقامك من احتياجك لصفة العلم المحيط، ليعلمك بالخير فيما تقدم عليه، والقدرة التامة ليوفقك إلى فعل هذا الخير.
– ثم تقوم بعد ذلك بعقد هذه المقارنة بين علم الله وعلمك، وقدرة الله وقدرتك؛ لكي تتعلم فائدة عظيمة وهي على من تتوكل؟ وبمن تثق؟ وعلى من تعتمد؟ ومن تستخير؟
من هو الركن الركين الذي تأوي إليه إذا حلَّ بك كرب أو مرت بك مشكلة؟
إن ربك غني، مالك خزائن السموات والأرض، جواد، ماجد كريم، يحب أن يعطي، ذو الفضل العظيم وذو الفضل الكبير، سحَّاء الليل والنهار، دائم الصب على عباده، يده ملأى لا تغيضها نفقة، لو أن أهل سماواته وأهل أرضه، إنسهم وجنهم، سألوه فأعطاهم لم يغض ذلك ما في يمينه إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر.
وهو الرزاق… (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)(هود:6).
عليم حكيم، قدير قدرة تامة لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، بيده كل شيء، وإليه يرجع كل أمر، إنما قوله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، هذا هو ربك فهل عرفته؟
كل ما سوى الله فهو عارٍ عن ذلك متصف بضده، فكل الخلق فقراء، ضعفاء، أذلاء، لا يملكون لأنفسهم -فضلاً عن غيرهم- شيئاً، عندهم الشح والبخل، كلهم يفنى ويموت، كلهم محتاجون مقهورون، موصوفون بالجهل والظلم والعجز. هذا هو وصف الخلق فهل عرفتهم؟
فإذا عرفت ربك، وعرفت نفسك والخلق من حولك، فلمن تلجأ؟ ولمن تركن؟ وعلى من تتوكل؟ وإلى من تشتكي وتأوي؟ (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ)(الفرقان: 58).
– إنك بهذه المقارنة تخلص إلى جواب لهذا السؤال:
لماذا ننسى الاستخارة في كل أمر من أمورنا؟ لأننا نعتمد على علمنا وقدرتنا، وخيرتنا التي هي في علم الله وقدرته لا شيء، فيكلنا الله إلى أنفسنا فَنُحرَم التوفيق والسداد، إن أكبر فائدة تتعلمها من هذا الدعاء المبارك هو توكلك على ربك في كل أمر من أمورك، وألا تلتفت بقلبك إلى الخلق أبداً (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)(آل عمران: 122).
– ثم انظر كيف أنك تبدأ بأمر الدين في قولك: (خير لي في ديني)، لأن أغلب من يستخير يريد الخير في الدنيا، وينسى هل هذا سوف يضر بآخرته أم لا؟! حاله حال من قال الله فيه: (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآَخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ)(البقرة:200).
فأعد ترتيب أولوياتك كما رتبها لك النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الدعاء العظيم، وعظِّم أمر الدين في قلبك، وارض باختيار الله لك حتى ولو أضر بدنياك، فلعله خير لك في دينك، فأي خير تظن أنك ستحصله إذا حزت خير الدنيا كله ثم فقدت دينك.
فهذا هو المصاب الأعظم والمفقود الذي لا يعوض، وهذا ما كان يستعيذ منه النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول: (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا) رواه الترمذي، وصححه الألباني، ولا تحزن فكل حال المؤمن له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
– هذه بعض المعاني المتعلقة بهذا الدعاء المبارك، وإن كان هناك الكثير والكثير من الفوائد والعبر عند التأمل والنظر.
والله المقصود من وراء ذلك، وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
منقول للفائدة
تعريف بالحلقة :
إذا أردت علما فاعلم أن أرفع علم هو معرفتك
بالله تعالى
كلما تعرفت على الله أكثر خشيت منه أكثر
لذلك كان يقول النبى صلى الله عليه وسلم ( أنا أعلم بالله وأشدكم له خشية )
فكلما كان العبد لله أعرف كان
لله أخوف
فهيا بنا نتحدث عن ربنا جل وعلا وما أجله من حديث عن الرب تبارك وتعالى
[CENTER]
http://www.emanlive.com/radio/index.php
بامكانكم التواصل مع الشيخ ياسر سلامة
من خلال خانة التعليقات في الرابط التالي
http://www.emanlive.com/home/askonli…er-salama.html
لحضور اللقاء
http://www.emanlive.com/radio/
———————أقدم لكم هدية
الموضوع————————-
[h2]انشودة الله الله بدون إيقاع للتحميل
– الله الله الله – دعاء
:: تحميل النشيد ::
للحفظ اضغط هنــا
أو
اضغط هنــا