التصنيفات
قصص قصيرة

قصه حزينه لشباب اليوم

يارب….استر علينا وعلى امة محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
**********************

هذه قصة حصلت لأحد الشباب في الخبر في مقهى انترنت
قصة شاب مؤلمة يرويها بنفسه >>>

منقووول((للامانه))

عندما كان يشرب قهوته في احدى مقاهي الخبر واذا به يرى امامه!!!
في ذات يوم أسود في أحد الأسواق التجارية وفي مدينة الخبر شرقي
السعودية كنت جالساً في أحد المقاهي (coffee shop) أشرب القهوة
وأقرأ جريدتي المفضلة فإذا بفتاة جميلة العينين جذابة في جسمها
تتغنج في مشيتها تمر من أمامي وهي تناظرني نظرة الولهانة المتعطشة
لجمالي ووسامتي وأناقتي ، فإذا بي أقوم واقفاً وأطردها من غير شعور
فإذا بها تدخل أحد المحلات فلم أستطيع أن ادخل خلفها وذلك خوفاً من
رجال الهيئة وليس خوفاً من الله ( والعياذ بالله ) فادارت وجهها إليّ
وأشرت بيدها البيضاء الجميلة الناعمة المذهبة بالخواتم والألماس ومن
غير شعور دخلت المحل وقالت لي بكل أدب لو سمحت ممكن الرقم ، فأمليته
عليها شفهياً وهي تسجله في الجوال الذي ظهر لنا في هذا العصر وجلب لنا
المصائب والمشاكل.وبعدها بساعات آخر الليل هاتفتني وبدأنا بالكلام الحلو
والإعجاب من كل الطرفين وقالت لي أنها مطلقةوسيدة أعمال وتملك أموالاً
وتبلغ من العمر (31 ) عاماً وإذا رأيتها كأنها فتاة بعمر ال ( 18 )
ربيعاً . وبعد كل هذا الكلام بدأنا بتحديد المقابلات وتقابلنا كبداية
في المطاعم ثم المقاهي ، كنت في كل مقابلة لم أستطيع أن أقبلها
أو حتى أقبل يديها فزاد تمسكي بها أكثر ، لأنني قلت في نفسي أنها شريفة
ولم تتعرف على أحد غيري من قبل ولا تريد أن تتعرف على أحد غيري لأنني
في نظرها الشاب الوسيم وهذا صحيح فأنا على قدر كبير من الجمال .
وفي ذات يوم هاتفتني وقالت لي أريدك في أمر مهم ، فقلت لها أنا تحت
أمرك يا حياتي ، فقالت لي أريدأن أقابلك في المطعم الفلاني بعد ساعة
فقلت أنا قادم على نار ( بل على جحيم ) … فقابلتها في المطعم ودار
الحديث بيننا فقلت لها ماذا تريدين مني يا حياتي أن أفعله ؟؟ فإذا بها
تخرج من حقيبتها تذكرة سفر إلى القاهرة بالدرجة الأولى بإسمي وكذلك
إقامة لمدة ثلاثة أيام في فندق سميرا ميس ( خمس نجوم ) .. وكذلك شيك
مصدق بإسمي بمبلغ وقدره عشرة الآف ريال سعودي (10000) ، فقالت لي أريدك
أن تذهب إلى القاهرة بعد غد كما هو محجوز في التذكرة الى ذلك الفندق
( الجحيم ) إلى شخص يدعى ( فلآن ) وهذا رقم هاتفه (؟!؟!؟!) حتى يذهب بك
إلى الشركة الفلانية وتوقع نيابة عني معه على كمية من الملابس والأزياء
العالمية القادمة من باريس ، وهذه ورقة توكيل مني بذلك ، فارجو منك
الذهاب فقلت لها من عيني يا حياتي . فأخذت إجازة من العمل بعد الشجار
مع رئيسي فسافرت في نفس الموعد ( فياليتني لم أسافر تلك السفرة )
فبعد أن وصلت هناك في الساعة الرابعة عصراً أخذت قسطاً من الراحة ،
وفي تمام الساعة السادسة مساءاً أخذت هاتفي الجوال وطلبت ذلك الرقم
( فياليتني لم أطلبه ) … توقعوا من كان على هذا الرقم ؟؟؟
إنها صاحبتي !!!!!!! فقلت لها فلانة ؟؟ فقالت نعم بشحمها ولحمها
هل تفاجأت يا حبيبي ؟؟ فقلت نعم فقالت لي أنا أتيت لأشرح لك الأمر أكثر
ثم قالت لي تعال يا حبيبي إلى الجناح رقم ( ؟!؟!؟! ) فذهبت فوراً وأنا
مبسوط فدخلت عليها بالجناح في نفس الفندق وهي لآبسة الملابس الشفافة
الخليعة الفاتنة التي من رآها وهي بتلك الزي لا يستطيع أن يملك نفسه !!!!
ونسيت نفسي وحصل المحظور …. وهكذا أحلوت الجلسة فمدّدت إجازتي إلى
عشرة أيام ( 10 ) ومكثت هناك كل المدة معها ، وبعد أن عدنا
إلى السعودية على طائرة واحدة وفي الدرجة الأولى المقعد بجانب
المقعد ونحن في الجو والله يرانا من فوق وكأننا لم نحس بوجوده والعياذ
بالله !!!! وأستمريت معها على هذا الحال لمدة سنة!!! أذهب لها للجماع
في فلتها وهي كذلك تأتي في شقتي المتواضعة ، وليس لشقتي التي لا تليق
بمقامها ولكن كانت تأتي لجمالي ووسامتي وإشباع رغبتها الجنسية ليس
إلا.. !! وفي ذات يوم كنت أنا وأخي في مدينة الرياض العاصمة الحبيبة
قدّر الله وحصل لنا حادث مروري فأصيب أخي بنزيف حاد وأنا لم أصب بأي
أذى والحمد لله وإنما كدمات خفيفة غير مؤلمة ، فتجمهرت الناس علينا
وأتى الهلال الأحمر وأسعفنا إلى احد المستشفيات القريبة من الحادث فأدخل
أخي غرفة العمليات فوراً وطلب مني الطبيب ان أتبرع لأخي من دمي لأن فصيلتي
تطابق فصيلته .. فقلت أنا جاهز .. فأخذني إلى غرفة التبرع بالدم وبعد
أن أخذوا مني عينة بسيطة وفحصها من الأمراض المعدية وكنت واثقا من نفسي
ولم يطرأ على بالي لحظتها صديقتي التي جامعتها ، فبعد نتيجة الفحص أتى
الطبيب ووجهه حزيناً فقلتله ماذا أصاب أخي يا طبيب ؟؟؟؟
قل لي أرجوك ؟؟ فقال :- يا إبني أريدك أن تكون إنساناً مؤمناً بقضاء
الله وقدره ، فنزلت من السرير واقفاً وصرخت قائلاً هل مات أخي ؟؟..
هل مات أخي ؟؟.. فقال لا .. فقلت ماذا إذاً ؟ فقال لي الطبيب :- أن دمك
ملوث بمرض الإيدز الخبيث ( فنزل كلامه عليّ كالصاعقة .. ليت الأرض أنشقت
وابتلعتني ) ..ولم يقل لي هذا الكلام ، فإذا بي أسقط من طولي على الأرض
مغشياً عليّ ، وبعد أن صحوت من هول الصدمة وجسمي يرتعش وهل حقاً أني مصاباً
بهذا الداء القاتل يا الله يا الله ومنذ متى وأنا بهذه الحالة ؟؟
وقال لي الطبيب :- أنت غير مصاب ولكنك حامل للمرض فقط وسوف يستمر معك
إلى مدى الحياة والله المستعان .
وبعد يومين من الحادث توفي أخي رحمة الله عليه فحزنت عليه حزناً شديداً
لأنه ليس مجرد أخ فقط ولكن كان دائماً ينصحني بالإبتعاد عن تلك الفتاة
( صاحبتي ) لأنني قد صارحته بقصتي معها من قبل ..فبعد
موت أخي بعشرة أيام إذ بصاحبتي تهاتفني تقول لي أين أنت يا حبيبي ؟
طالت المدة فقلت بغضب شديد :ماذا تريدين ؟ فقالت ماذا بك ؟ فقلت مات
أخي بحادث وأنا حزين عليه ، فقالت الحي أبقى من الميت ولم تقل رحمة
الله عليه .. لقسوة قلبها ، فقالت عموماً متى أراك ( ولم تقّدر شعوري بعد )
فقلت لن أراك بعد اليوم ، فقالت لماذا ؟ فقلت
لها بصراحة أنا أحبك ولا أريد أن أضرك بشيئ فقالت ما بك ؟؟
فقلت أنا حامل مرض الإيدز فقالت كيف عرفت ذلك ؟؟ فقلت عندما أصبنا
بالحادث أنا وأخي رحمة الله عليه ( فقلت لها القصة كاملة ) .. فقالت
لي هلأتيت فتاة غيري ؟ قلت لها لا .. وأنا صادق ثم قالت هل نقل إليك
دم في حياتك ؟ فقلت لها أيضاً لآ .قالت إذاً قد تحقق مناي قلت لها غاضباً
ما قصدك يا فلانة ؟؟ فقالت اريد أن أنتقم من جميع الشباب الذين هم من
كانوا السبب في نقل المرض لي وسيرون ذلك وأنت أولهم والبقية من أمثالك
في الطريق !!! وبعدها بصقت في وجهي وأغلقت السماعة . فقلت حسبنا الله
ونعم الوكيل عليك يا فتاة الإيدز ، وكلمات أخرى لا أريد أن أذكرها حتى لا
أجرح مشاعركم فانا اليوم أبلغ من العمر (32 ) عاماً ولم أتزوج بعد وأصبت
بهذا المرض وأنا في ال (29 ) من عمري وكنت لحظتها مقدم على الزواج
( الخطوبة ) وإلى هذا اليوم ووالدتي وإخوتي يطالبونني بالزواج
ولكنني أرفض ذلك لأنني حامل للمرض الخبيث وهم لا يدرون ولا أريد أن
أنقله إلى شريكة حياتي وأطفالي ،علماً بأنني أكبر إخوتي ووالدي رحمة
الله عليه كان يريد أن يفرح بي ولكنه توفي وأنا في ال ( 29 )
من عمري ولم أحقق حلم والدي .. حتى زملآئي في العمل يكررون علّي دائماً
بأن أتزوج فأنا اليوم متعب نفسياً ونزل وزني إلى ( 55 ) كيلو بعد أن
كان قبل المرض ( 68 ) كيلو .. كل ذلك من التعب النفسي والكوابيس المزعجة
من هذا المرض ال(***)(***)(***)(***) الي لا أدري أين ومتى سيقضي على حياتي فقد تبت إلى
الله توبةً نصوحاً وحافظت على الصلوات وبدأت أدرس وأحفظ القرآن الكريم ولو
أنه كان متأخراً بعد فوات الآوان ..

*********************************** *****

رساله من الشاب النادم:

فأنا أوجه رسالتي هذه إلى جميع إخواني
وأخواتي المسلمين بالإبتعاد عن كل شيئ يغضب الله كالجماع الغيرشرعي
( الزنا ) وغير ذلك من الأمور المحرمة .
وهذه نصيحتي أوجهها عبر صفحات الإنترنت وعبر النشرات اقول فيها :-
أن الحياة جميلة وطعمها لذيذ وبالصحة والعافية وطاعة الله ألذ .. ..
وليس في لذة دقائق جماع غير شرعي تضيع حياتك وتؤدي بك إلى الجحيم
والكوابيس المزعجة وغير ذلك التي أعيش بها اليوم وكل يوم والله المستعان
وهذا القصة كتبتها لكم لحبي وخوفي الشديد عليكم من الأمراض الخبيثة
فارجو منكم التقرب إلى الله أكثر وتقوية إيمانكم به حتى لا يغويكم الشيطان
إلى المحرمات والعياذ بالله..

*********************************** *****
واخيراً
رجاء من هذا الشاب النادم:

أرجو منكم الدعاء لي بالشفاء وجزى الله خيراً من أعان على نشر
هذه القصة للعبرة والعظة ..
من يقرأها عبر صفحات الإنترنت ارجو منه أن يرسلها إلى من يعرفه
من أصدقائه عبر الإيميل او المدونة لاخذ العظه والعبره لاللشماته

التصنيفات
قصص قصيرة

الطفلة التى اطعمت الجن قصة حدثت بالفعل -قصة

كان رجل من الصالحين
عرف و إشتهر بفعل الخير من إعانة محتاج و إغاثة ملهوف و تفريج كرب مهموم ….بما أعطاه الله من فضل الحكمة و الرحمة و الصبر…
قدر الله له الزواج بإمرأة طيبة و أنجب معها طفلان و كانت إحدى قريباته و هي إبنة عمته تعاني من عقم لم يعرف سببه فقد تزوجت ثلاث مرات و في كل الحالات حرمت الدرية
طلبت من الرجل أن يترك معها إبنته لأيام حتى تستأنس بها و تزيل عنها وحشة الحرمان
و كانت الطفلة لا تتجاوز الخمس سنوات
مرت الأيام تجر بعضها البعض و ترمي بثقل بعاد الطفلة عن أسرتها على قلب الأم التي كادت أن تبدي بانزعاجها و تخوفها و قلقها لولا أن ربط الله على قلبها بتصبير زوجها لها و تذكريه بأن لها في ذلك أجر عظيم
إزدادت الشكوك تغرس أشواكها في قلب الأم خاصة عندما كان زوجها يرد خائبا كلما أراد أن يستعيد طفلته أحيانا بأعذار مختلقة تتعذر بها إبنة عمته و أحيانا يحس بثقل و نفور يشده عن الذهاب و مرات أخرى يطويه بعد المسافة و يثنيه عن السفر…. حتى مر شهر كامل على غياب الطفلة عن أسرتها
بدأت التوترات تحفر بمخالبها في حياة الزوجين فقرر الأب إسترجاع إبنته مهما كلفه الثمن فكانت عندها المفاجأة
فقد رفضت إبنته الذهاب معه و أصبحت تصرخ و تصرخ و تبكي بكاء مرا و تريد الفرار من المنزل
إندهش الأب من تصرفات طفلته فأخبرته عمته و إبنتها أنها إرتاحت معهما و طلبتا منه أن لا ينزعج من الأمر و أنهما سيقنعانها بالذهاب معه في المرة القادمة
عاد الرجل و كأن هموم الدنيا قد أثقلت كاهله لا يدري كيف يواجه زوجته هل يخبرها بما حدث فيحرق قلبها أم يخترق لها قصة ليبعد عنها أشباح الوساوس
رجع الوالد إلى بيته مهموما و أخبر زوجته أن إبنتهما ترفض الرجوع لأنها أحست بالراحة هناك و الإنسجام ممتنعا عن إخبارها بتفاصيل ما حدث …
ولكن قلب الأم حدثها قبل أن ينطق لسانها بأن في الأمر شيء غير طبيعي فحتى و إن إرتاحت الطفلة فلا يمكن أن ترفض الرجوع لأسرتها …
طلبت الزوجة من زوجها أن تذهب معه في المرة القادمة لإحضار طفلتها و أن لا تعلم بذلك أحدا و أن تكون الزيارة مفاجئة و إخترا يوم من أيام العطلة …
كانت المفاجأة شديدة الوقع على البنت التي أصبحت ترتجف من الخوف حالما رأت والدها و والدتها
و أصيبت بحالة خوف شديد تبعه الصراخ و البكاء و الإختفاء وراء تلك المرأة مستنجدة بها راجية منها أن لا تتركها تذهب معهما ….
أصيبت الأم بالذهول و كادت أن تسقط من هول ما سمعته و ما رأته فأخذت تسأل عما حدث للطفلة ….و هل هي مريضة أو بها حمى ….
فأخدت تلك القريبة تهدئ من روعها و تدعوها لأن تشرب القهوة و تبيت الليلة حتى تحس الطفلة بالأمان و في الغد يكون في الأمر شأن آخر …
و لكن الأم رفضت حتى كوب الماء الذي قدم لها و أصرت أن تأخد طفلتها معها مهما كلفها ذلك من ثمن
إحتضن الأب طفلته هي تصرخ و تبكي و أخرجها من البيت و ركبا سيارة الأجرة التي كانت في انتظارهم و عاد الجميع للبيت
ضلت الطفلة في حالة هستيرية عجيبة حيث أنها ترتعد و ترتعش كلما رأت وجه والدها و تختفي تارة وراء والدتها و أخرى تريد الهروب من المنزل …..وسط ذهول الوالدين و تعجبهما مما يحدث للطفلة و لكن سرعان ما انتبهت الأم و بدأت تقرأ عليها الفاتحة و تضمها إليها و تعيد القراءة مرات و مرات حتى هدأت الطفلة و نامت
و تلك بداية قصة معاناة طفلة كانت تطعم الجن
مرت أيام سيئة تجرعت الأسرة بأكملها مرارتها من قلة نوم و هلع و خوف على الطفلة التي أصبحت لا تكاد تنام ساعة إلا و تنتفض مفزوعة تصرخ و تبكي و في الكثير من الحالات تشير عند الإستيقاظ من النوم فجأة لوالدها بأصبعها و تقول له أنت السبب أنت السبب ….
فيسألها ماذا فعلت لك حبيبتي؟؟؟ ما المشكلة ؟؟؟ بما تحسين ؟؟؟ ….
و يا لها من صرعة تقذفها الطفلة في وجهه إذا أراد إحتضانها أو التقرب منها
حزن الأب حزنا شديدا فقد ظن أن طفلته أصبحت تكرهه بسبب إعادتها من بيت إبنة عمته لأسرتها من جديد و أصبح يحاول بشتى الطرق أن يتقرب منها و لكن دون فائدة
و كانت الأم تشعر هي أيضا بنفور إبنتها منها و لكن ليس بنفس القدر الذي كان تجاه الوالد
كانت الطفلة كثيرا ما تستيقض من النوم و تمشي دون وعي و تذهب للخلاء ( أعزكم الله ) و تجلس فيه مدة طويلة تواصل هناك نومها …
فما كان من الوالدين بعد الإنتباه للأمر إلا أن أغلاقا الحمام في الليل إغلاقا محكما
فأصبحت تمشي في منتصف الليل و هي غير واعية في وسط الغرفة بعدأن فشلت من فتح باب الحمام
و ذات مرة و الاسرة غارقة في نومها فتحت الطفلة باب المنزل و خرجت دون أن يشعر بها أحد
و لكن بعد مدة إنتبه الأب إلى صوت الرياح تدفع الباب فاستيقظ فإذا به مفتوح على مصراعية
قام بغلقه و قبل أن يعود لفراشه تفقد إبنته فإذا بها غير موجودة ….
أيقض زوجته ليخبرها بالخبر …ثم خرج هائما على وجهه يبحث عنها في وسط الليل البهيم و ينادي عليها …
و لكن رحمة الله واسعة و فضله على عباده عظيم فقد وجدها في إحدى الزوايا نائمة لا تعلم بشيء
حملها بين ضراعيه و أخذها للبيت و من ثم أصبح المسكين لا ينام إلا بجانب الباب الخارجي للمنزل خوفا من أن تعيد الكرة مرة أخرى
كانت الطفلة ترى كوابيس كثيرة و أحداث سيئة تتحقق الكثير منها على أرض الواقع
أعراض كثيرة كانت تصاحب الطفلة فتقض مضجع أسرتها …
و منها أن أصبحت تحب العزلة رغم صعر سنها و لا ترغب في اللعب و لا في إتخاذ أصدقاء
و قلة شهيتها و رغبتها في الطعام ….
عرضها الأب على طبيب لكنه قال أنها طبيعية و لا تعاني من أية مشكلة عضوية أو عقلية
مرت الأيام تجر بعضها بعضا فإذا بالأم تكتشف عند تنظيف الغرف أن زوايا البيت دائما فيها بقايا من الطعام
تعجبت للأمر ثم إنتبهت للطفلة و حاولت مراقبتها عند الأكل
فإذا بها تلاحظ أنها قبل أن تبدأ في الطعام تأخذ منه قليلا و ترميه في الزوايا
فسألتها : لماذا تفعلين ذلك ؟
فأجابت البنت : أنهم طلبوا منها ذلك في المنام
فتسألها الأم : من هؤلاء ؟
فتجيب الطفلة : لست أدري و لكن وجوههم مخيفة و قد هددوني إن لم أفعل فسيتعرضون لي بالضرب و الأذى تعجبت الأم من الموقف و طلبت من طفلتها أن لا تفعل ذلك و لن يستطيع أحد ان يتعرض لها و لكن البنت كانت تبكي و هي ترتعد خائفة
فقامت الأم بوضع ملح في ماء و قرأت عليه بعض السور الصغار من كتاب الله ثم قذفته في زوايا المنزل
و أصبحت تمنع طفلتها من أن تلقي أي طعام هناك
هدأت الأمور بعض الأيام لتعود من جديد بطريقة أخرى
مرت الأيام و توقفت الطفلة عن رمي الطعام في الزوايا و لكنها أصبحت تفزع و تخاف كثيرا إذا رأت دما أو قطعا من اللحم أو الدجاج
و كانت الظاهرة غريبة و محيرة إمتنع الأب بسببها من ذبح الدجاج في البيت و أصبح يحضره جاهزا و كانت الأم تحاول دائما إخفاء اللحم الني عن الطفلة …. و ظن الجميع أن السبب خوف طبيعي قد يحدث للأطفال من منظر اللحوم ملطخة بالدماء
و ذات يوم رأت الأم إبنتها تفتت قطعا من الدجاج الناضج و تضعها في زوايا المنزل و كذلك تفعل مع اللحم …..فتعجبت من الأمر
و سألتها : لماذا تفعلين ذلك ؟
فقالت لها الطفلة : لقد أخبروني في المنام أن أفعل ذلك
و تكرر المشهد الماضي و لكن هذه المرة مع اللحوم
كانت الطفلة لا تستطيع أن تأكل قبل أن ترمي و لو قطع صغيرة في الزوايا …
و مع تصرفاتها إحتارت والدتها كيف تتصرف معها …
و ذات يوم نسيت الطفلة فأكلت اللحم و لم ترمي ببعض القطع في الزوايا … و بعد الإنتهاء تذكرت فأصبحت تبكي و تقول لأخيها الكبير أعطني قطعة من عندك و إلا فسأموت
و الأخ الأكبر يضحك من طلبها و يمتنع من إعطائها اللحم
سمعت الأم بالأمر فطلبت من الطفلة أن تتوقف عن فعل ذلك
و لكنها قالت لها كالعادة: سيؤذونني وقد يقتلونني
زادت حيرة الأم من طفلة صغيرة تقول كلاما غريبا كذاك ….و لكنها هدأت من روعها …. و قالت لها مشجعة (من يستطيع أن يفعل ذلك و نحن معك ….قولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم …. و سمي الله دائما …..)
و جاء الليل كعادته و كان وطؤه ثقيلا عندما جاء يحمل معه الهموم…. فقد إرتفعت حرارة الطفلة و أصبحت تهدي و تقول لأمها (إني أرى مكاني بين القبور… إنهم يحفرون تحت رأسي …..)
و الأم تحاول جاهدة تخفيض درجة الحرارة دون فائدة
وقفت الأم بعدها و أخذت ملحا و قرأت فيه بعض السور الصغار من كتاب الله..و نفثت فيه..ثم ألقت جزءا منه في زوايا المنزل..و احتفظت بالباقي وضعته تحت وسادة الطفلة )
فهدأت الطفلة قليلا …و لكن الحمى لازمتها حتى الصباح
و من ذلك اليوم تخوفت الأم من منع الطفلة من رمي اللحم في الزوايا … فأصبحت عادة تفعلها البنت أمام ناظري والديها
ذات يوم ضاقت الأم بصنيع الطفلة و أخبرت إحدى قريباته بالأمر.. فأرشدتها للذهاب إلى أحد الرجال بالمدينة و قالت لها إن له قدرة على ترويض الشياطين.. و جلب الحظ.. و إبعاد الأذى.. و فك السحر و العين …
فقالت الأم ربما كان ساحر أو مشعوذ و لا يمكنني أن أذهب لهؤلاء لأنه كفر
طمأنتهاالقريبة محاولة إزالة مخاوفها .. و أخبرتها بتجربتها معه فقد ذهبت له مرات كثيرة و ساعد في حل الكثير من المشاكل و أزال عنها الكثير من الهموم و كسر الكثير من العقبات التي واجهتها و اسرتها فك …ثم أكملت بعد مدحه بان لا تخف لأنه شيخ يقرأ بالقرآن
و من هنا تبدأ رحلة الطفلة في العلاج ؟
فهل فعلا كان الرجل راقي؟ أم مشعوذ ؟
و هل إقتنعت المرأة بأخذ طفلتها ؟أم تناست الأمر؟
جلست الأم مع طفلتها ذات يوم في جلسة زينتها بالمداعبة و الملاطفة و اللعب و المزاح ثم بدأت تلقي عليها بعض الأسئلة
فتقول لها : من أكثر إنسان تحبينه في الدنيا ؟
فتقول الطفلة : فلانة و تقصد ( إبنة عم والدها )
فتسألها الأم : و ما مدى حبك لها ؟
فتقول الطفلة : أكثر من الدنيا
فتسألها الأم : أين كنت تنامين؟
فتقول الطفلة : كثيرا ما كنت أنام بين أحضانها
فتسألها الأم : طوال الليل تنامين بين أحضانها ؟
فتقول البنت : نعم لأنني كنت أحبها كثيرا و أحب رائحتها
فتسألها الأم : أية رائحة ؟
فتقول البنت : رائحة عرقها كنت أحب رائحة عرقها و خاصة إذا كانت قوية ( و تقصد البنت إذا كانت منتنة ) فكنت أفضل وضع رأسي تحت إبطها
فتتعجب الأم "هل الحب يدعو الطفل بأن يحب شم الرائحة المنبعثة من المحبوب و إن كانت كريهة " "عجبا "
إبنتي الصغيرة لم تكن تحب أحدا بهذا المقدار من الحب حتى والدها و والدتها
ثم تواصل أسئلتها لطفلتها
فتسألها مع من كانت تلعب … و كيف و متى و كذا عن الطعام… و الشراب و مع من كانت تأكل … و ماذا كانوا يطعمونها …..
و عندها تقول الطفلة كلاما يقع على قلب الأم موقع الجمار
فتقول الطفلة: قبل المغرب تناديني و تلزمني بشرب الماء و كذلك قبل الفجر و أكون متعبة أريد النوم و لكنها تجبرني بشرب الماء
و تقول لي : حتى تبقي معي و لا نفترق إشربي هذا
فتسألها الأم :هل كان طعم الماء عادي ؟
فتقول الطفلة : لا لم يكن طعمه عادي .. و كنت أكره شربه .. و لكنها تجبرني على ذلك .. و ذات يوم سمعت والدتها تقول لها "حرام عليك هل تريدين أن تقتلي البنت "
و هنا نتساءل
لماذا تلزم الطفلة بشرب الماء في أوقات المغرب و قبل الفجر ؟
و لماذا كان كطعمه يختلف عن طعم الماء العادي ؟
و لماذا أم المرأة قالت لها جملتها الغريبة حرام عليك هل تريدين أن تقتلي البنت
و لماذا تقول المرأة للطفلة إشربي حتى لا نفترق ؟

(الحوار الذي كتبته لم يكن بالتفصيل و لم يكن حرفيا طبعا و لكن أحداثه كانت صحيحة)

ذهبت الأم مع قريبتها مصطحبة إبنتها و إبنها الأكبر إلى الرجل …
و عرضت عليه حالة الطفلة بالتفصيل …
فأعطاها بخورا و تميمة …
فطرة الأم و ربما تخوفاتها جعلتها تسأل الرجل عن ماذا تحتويه تلك التميمة ..
فطمأنها و طلب منها أن لا تخاف لأن في التميمة آيات من القرآن منها سورة يس و أرشدها أن لا تفتحها حتى لا يصيبها أذى .. و أن تعلقها في رقبة إبنتها .. و أن لا تنزعها أبدا …و طلب منها أن تعود إليه مرة أخرى ليكتمل العلاج …
كما أعطى إبنها الكبير هو أيضا تميمة ليعلقها حفاظا عليه و و قاية له من الحسد و العين …
سألت الأم الشيخ هل تستطيع نزعها عن رقبة طفلاها عند النوم و عند الدخول للحمام ؟
فأجابها بأن عليها أن لا تنزعها أبدا لا في الليل و لا في النهار و حتى عند دخول أطفالها للخلاء
واستحسن إخفاءها عن أعين الناس …

عادت الأم إلى البيت و قد ساورتها بعض الشكوك بأمر الرجل و رغم ذلك فقد علقت التميمة على رقبة طفلتها …
و مرت أيام قليلة عندما لاحظت الأم بعض الهدوء على الطفلة خاصة أثناء النوم فحمدت الله على ذلك و أيقنت أن الرجل قد أعطاها فعلا ما جعل طفلتها تنعم ببعض الهدوء و الراحة …
و لكن مسألة إبقاء التميمة معلقة على رقبة الطفلة حتى عند دخولها دورة المياه زاد في حيرة الأم و تعجبها " فكيف ندخل بكلام الله إلى أماكن النجاسة" ؟

لم يمضي أسبوعا على الهدوء حتى عاودت حالة الإضطراب و الصراخ و البكاء و التأوه الطفلة و أصبحت تتكلم أثناء النوم .. و تستيقض مفزوعة منه .. و تبقى مدة من الزمن حتى تستطيع إستعادة وعيها ….
تعجبت الأم من عودة الأعراض تقض مضجع طفلتها برغم أنها فعلت كل ما طلب منها ذلك الشيخ و نفذته حرفيا ….
ثم قالت : و الله لأفتحن هذه التميمة لأنظر ما كتب فيها …فإن كان كلام الله فلن يضرني لا أنا و لا إبنتي و إن كان غير ذلك فسيكون لي في الأمر شيء آخر …
سمت الله و قرأت بعض السور الصغيرة من القرآن ثم قامت بفتح التميمة
فماذا وجدت فيها يا ترى ؟؟؟

يا للعجب إنها ورقة صفراء .. بها رائحة .. مليئة بالطلاسم
فكانت مفاجأة كبيرة للأم و أحست بالخديعة و المكر …
و أقسمت أن تفضح ذلك الساحر و تنبه الناس و تحذرهم منه

لقد عانت الطفلة معاناة شديدة لمدة سنوات سببت لها عزلة إنقطعت فيها عن مصاحبة الأطفال ….و حرمت من حقها الطبيعي في طفولة بريئة مليئة بالفرح و المرح ….
و ذات يوم سمعت في المنام مناديا يناديها و يدعوها للصلاة و لم تكن تعرف عندها معنى الصلاة .. لم تكن تعرف عنها إلا إسمها …
فطلبت من والدتها أن تعلمها كيفية أدائها …و بدأت تصلي قبل أن تتم تعلمها جيدا …لكنها إجتهدت حتى أتمت تعلمها بسرعة و أصبحت الطفلة تصلي و تذهب أحيانا للمسجد …
فكانت الصلاة أول باب يفتح للطفلة لكي تخاطب الله عز و جل و تحكي له عن قرب معاناتها
"فقالت كنت أحس بانقطاع أنفاسي عندما أسجد و أن الموت أقرب لي من الحياة و لكنني كنت أقاوم ذلك بالدعاء فقد سمعتهم يقولون أننا نكون أقرب من الله سبحانه في السجود "
كنت أطلب من ربي أن يرحمني و يخفف عني معاناتي و قد إستجاب لي سبحانه "

وذات يوم ذهبت لزيارة جدها و قد كان رجلا من الصالحين فوجدته كعادته يقرأ كتاب الله عز و جل فجلست تستمع له بإصغاء و تتفكر في معاني الآيات محاولة فهمها و تسليط معلوماتها البسيطة على ضوئها و عندما إنتهى سألته لماذا يكثر من القراءة في المصحف
فقال لها : لأنه كلام الله … و هو يقوي الإيمان …و يعطينا بكل حرف حسنة …و يحفظنا من بين أيدينا و من خلفنا … و من أي شر يتعرض لنا …
فقالت له : أنت محظوظ يا جدي لأنك تستطيع القراءة من المصحف فقال لها : الحمد لله و أنت أيضا تستطيعي فعل ذلك عندما تكبرين
أطرقت الطفلة برأسها الصغير ثم قالت : أنا أعرف القراءة من كتاب المدرسة لقد تعلمت ولكنني لم أجرب من المصحف و أحس بأنه يختلف عن كتاب المدرسة
فقال لها : عندما تكبرين ستتعلمين حتما القراءة من المصحف أيضا
فسألته مباشرة : و كم بقي لي حتى أكبر ؟
فقال لها : و هل أنت مستعجلة على ذلك ؟
فقالت الطفلة : نعم أريد أن أقرأ مثلك يا جدي
فقال الجد : يا بنيتي العلم بالتعلم و لو إجتهدتي في تعلم القراءة من المصحف فسيكون لك ما أردتي
فقالت له : و لكنني لا أملك مصحفا و لا أدري من أين أحصل عليه
فقال لها : سأعيرك مصحفا من المصاحف القديمة و سأعطيك مدة شهر فإن تعلمتي القراءة منها فسيسهل عليك القراءة من أي مصحف كان و سيكون هذا المصحف لك مني هدية
"لقد كان المصحف من المصاحف الأثرية القديمة و كانت بعض الحروف تختلف عن التي نستخدمها هذه الأيام بل حتى أوراقه و غلافه كان مختلفا "
أخذت الطفلة المصحف و هي تكاد تطير فرحا و خرجت تحتضنه بعدما قبلت رأس جدها لتبدأ رحلتها مع كتاب الله عز و جل
و كان كلام الله الباب الثاني الذي فتح لها للتخلص من معاناتها
داومت الطفلة الصغيرة على الصلاة و على قراءة القرآن حيث كانت تجد فيهما سلوتها و قد كانت العزيمة تقودها بقوة و تدفعها قدما لتحقيق رغبتها في إجادة تعلم القراءة من كتاب الله فكان لها ما أرادت و هي بنت التسع سنوات و عندها بدأت تشعر بالتحسن يطرق أبوابها و الإستقرار يلوح لبياض أيامها و كانت كلما إشتد بها المرض فزعت لكتاب الله تقرأ منه تارة و تحتضنه أخرى…
كان هناك باب ثالث مهم سهل الله به للطفلة التخلص من معاناتها لتستعيد عيش حياة طبيعية فقدت فيها طفولتها و لكنها كسبت قوة الإيمان و حسن التقرب من المولى سبحانه
ذلك الباب هو الصدق مع الله و من يصدق الله فقد فاز فوزا عظيما
لقد دعت الطفلة و ألحت من الله في الدعاء و قالت إن كتب الله لي الشفاء قسأرتدي الحجاب و أستتر و هي بنت العاشرة أو ما يزيد عن ذلك بأشهر
و قد كانت ظاهرة الحجاب قليلة جدا و إن وجدت فبين كبيرات السن و العجائز و ما زاد في تثبيتها هو أنها كانت كثيرا ما ترى نفسها في المنام بعد دعائها أنها متحجبة
كم سخر منها جمع كبير من الناس أولهم الأقارب عندما كان بعضهم يبث سمومه كالعقارب ليثني الطفلة عن إرتدائه فتارة تلام الأم و أخرى يحاولون الضغط على والدها
و كم سمعت قريباتها يسخرن منها بكلمات مرة بلمزها و أخرى بإدعاء نصحها و موعظتها …
و ما أكثر ما قلن لها بأناها كتبت على نفسها حياة العنوسة و هي لم تبلغ الحلم بعد فمن يرضى الزواج بمن تحمل على أكتافها خيمة كخيام الفقراء …
لقد لاقت الكثير من الأذى قبل إرتداء الحجاب و بعده لكنها آثرت الوفاء و أن تصدق ما عاهدت الله عليه و كانت قوة إيمانها و صبرها و عزيمتها يمدونها بقوة التحمل برغم المشقة و صعوبة الطريق
و كان من فضل الله أن كتب لها الشفاء من رحلة معاناة دامت لسنوات
و كبرت لتصبح من الداعيات اللواتي إهتدين على يديها كثير من النساء

و هذه عبرة لنا نحن الكبار عندما نبتغي النجاة و لكننا نبتعد عن الله عز و جل و نطرق كل الأبواب إلا بابه
وإذا طرقنا بابه كان الإستعجال و سوء الظن به سبحانه يحدونا فيحرمنا من إجابة الدعاء
إنتهت القصة يا كرام و انتهت معاناة طفلة كانت تطعم الجن

و نسأل الله أن تنتهي معاناة كل من يعاني من سوء بالعودة الصادقة لله عز و جل و اليقين بالإجابة عند الدعاء و الإبتعاد عن الإستعجال قولا و عملا ..
و من القول أن يقول دعوت و لم يستجب لي …
و من العمل أن يقنط من رحمة الله عز و جل

فهذه طفلة إهتدت و عرفت بأن لله باب من دقه و سأل صاحبه فلن يرد خائبا فأحسنت طرق الباب فلم يحرمها من فضل رحمته و كرمه .عالم الجن

المصدر : عالم الجن

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

فارس برغم كل شئ

أسرع الخطى مع أمه ..
تثائب متململاً ..
من ينظر إليه لايستطيع أن يقول أنه فتى فى السادسة عشرة من عمره ، وذلكلنحافة جسده .. كان يبدو كصبى فى الثالثة عشرة من عمره أو ربما الثانيةعشرة.
قال لأمه فى صوت خافت: أمى ألايوجد سبيل أن تعملى فى وقت مبكر عن ذلك .. إنى أصحو كل يوم فى هذه الساعة حتى أعود بك من مكان العمل إلى البيت .. ثمأنام مرة ثانية لأصحو لمدرستى .. وذلك يصيبنى يالإرهاق.
نظرت له أمه فى حنو بالغ وقالت : إطمئن ياجاسر لقد تكلمت مع صاحب العمل ، ومن غد سأعمل فى وقت أفضل وأبكر ياحبيبى.
*

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

ليلة سوداء

ملاحظة ما سيقرا الان منقول.

. إنها ليلة سوداء بحق .. ليلة لا تصدق .. لازال ذهني مشتتاً .. ولا زلت عاجزا عن تصديق ما حدث !! .. ربما .. ربما يجب أن أحدثكم عن نفسي أولا .. فأنا شاب يتيم لا أملك شيئا في هذا العالم إطلاقا !! ؟؟ بل لا أملك حتى الشهادة أو الوظيفة التي تؤمن لي معيشة طيبة .. ومع صحبة السوء بدأت أدخل عالم السرقات ..فأصبحت منعزلا تماما عن العالم .. أنام طوال فترة النهار .. وفي وقت متأخر من الليل أكسر نوافذ السيارات لأسرق كل ما يوجد فيها من هواتف نقالة أو نقود أو أجهزة الكمبيوتر المحمول .. أو حتى العملات المعدنية التي يضعها غير المدخنين عادة في مطفأة التدخين !!
كنت أسرق من مختلف المناطق حتى تصعب عملية البحث عني من قبل رجال المباحث .. فأحيانا أكون في منطقة ( الجهراء ) وأحيانا أخرى في منطقة ( الجابرية ) البعيدة كل البعد .. وهكذا .. حتى جمعت ما يقارب العشرة آلاف دينار في سنوات قليلة دون أن يقبض علي رجال المباحث !!.. لقد كنت أنوي ممارسة ما يطلق عليه اسم ( غسيل الأموال ) ولكن على نطاق ضيق بالطبع وأن يكون هذا خارج الكويت .. وغسيل الأموال – إن كنت لا تعلم – هو استغلال اموال يحصل عليها الإنسان بطريقة غير قانونية لعمل مشروع تجاري قانوني *
كانت الأمور تسير على أفضل وجه قبل أن تحدث الكارثة !!.. ففي ذات يوم كنت في أحد مطاعم الوجبات السريعة في منطقة السالمية عندما وقعت عيناي على محفظة رجل كان يخرج منها بعض المال ليدفع فاتورة طعامه .. كنت المحفظة مكتظة .. مليئة بالأوراق المالية .. كنت واثقا أنها تحوي مالا يقل عن 400 دينار وربما أكثر .. ووجدت نفسي مفتونا مسحورا اتبع ذلك الرجل إلى خارج المطعم .. تبعته سيرا على الأقدام وهو يبحث عن سيارته في موقف السيارات ..
وفجأة .. وجدت نفسي أهجم على الرجل بمطواة صغيرة احملها معي دائما لفتح ابواب السيارات .. ورحت أهدده بكلمات مخيفة واضعا المطواة بالقرب من رقبته ورائحة الخطورة تفوح من كلماتي .. ولكن الرجل كان قويا شجاعا بحق .. إذ لم يفاجئ بهذا الهجوم .. بل بالمقابل أمسك بيدي الممسكة بالمطواة ولفها خلف ظهري قبل أن يأخذها مني ويدفعني بقوة .. هنا جن جنوني .. فهجمت على الرجل مرة أخرى ورحنا نتبادل الضرب من قبل أن أنتزع منه المطواة .. و .. و .. أدخلتها في معدته .. إنها تلك اللحظات التي تتشاجر فيها ثم تفكر بفداحة ما فعلت .. تحولت لحظات الشجار في ثانية واحدة إلى رجل ممدد على الأرض تنزف معدته بغزارة .. وبالطبع لا بد أن يراني أحدهم بعد كل هذا .. فقد كان هناك مجموعة من الأولاد المشاكسين الذين شاهدوا ما حدث .. فقاموا بالصراخ لجذب انتباه المارة .. و .. من دون تفكير أطلقت ساقي للريح .. جريت كما لم اجري من قبل .. والهلع يسيطر تماما على عقلي ..المصيبة أن هؤلاء المراهقين رأوا وجهي جيدا .. بل أن بعضهم تحمس لمطاردتي .. فرحت أركض متجها إلى العمارات السكنية التي تكتظ بها منطقة السالمية حيث أستطيع الاختباء هناك ..وظللت أدخل من حي إلى آخر إلى أن تمكنت أخيرا من الهرب لأصل بعدها إلى شارع عمّان الشهير حيث شقتي القديمة المتهالكة والرعب يسيطر على كل ذرة من كياني ..
جلست ساعات طويلة في شقتي وجسدي يرتجف بقوة .. يجب أن افكر بعواقب ما فعلت ..لقد طعنت رجلا .. ربما سيموت .. على الأرجح سيموت .. فقد كان ينزف بغزارة ..يا للهول لم أرى في حياتي كل هذه الدماء .. لقد كان هذا مخيفا .. ثم .. ثم العشرات من الناس قد رأوني ورأوا ملامحي جيدا .. اللعنة .. أنني لفي مأزق رهيب .. آه .. لقد نسيت المحفظة .. لقد سرقت محفظة ذلك الرجل لحسن الحظ .. من المستحيل أن أفعل كل ما فعلت دون أن أسرق المحفظة .. أخرجتها من جيبي بلهفة .. وكما توقعت تماما .. كانت تحوي 450 دينار .. مصروف شهرين – أو ربما أكثر – في جيبي الآن .. جلست ليلتها أفكر بما يجب فعله .. قبل أن أصل إلى حل منطقي جدا .. الهروب من البلد .. إنني أخطط منذ مدة طويلة أن أعيش في إحدى دول الخليج .. ربما ( دبي ) حيث تذوب فيها جميع الجنسيات .. أو ربما ( سلطنة عمان ) حيث أستطيع هناك أن أبدأ تجارة صغيرة دون أن ألفت أنتباه أحد .. ولكن مهلا كيف سأخرج من هذا البلد ؟.. لا شك أن رجال الشرطة الآن يعرفون ملامحي .. لن يكون الخروج سهلا على الإطلاق .. ثم أن ذهابي لدول الخليج لن يكون هروبا حقيقيا .. فقد تسلمني السلطان هناك للسلطات الكويتية في حال كشف أمري ..
ظللت أفكر وأفكر ثم تذكرت أمرا هاما .. لدي صديق يعرف العديد من المزورين والنصابين .. ربما لو عرضت عليه مشكلتي .. قد يتمكن من إيجاد حل .. راقت لي الفكرة .. فخرجت مسرعا متجها إلى أحد البقالات كي اتصل بصديقي .. لم أشأ استخدام هاتفي النقال .. فقد اصبت بجنون البارانويا .. أخشى أن يتعقب رجال الشرطة هاتفي .. اتصلت بذلك الصديق من هاتف البقال ورجوته أن يأتي مسرعا لألتقي به في مكان بعيد عن شقتي ..
وفي اقل من ساعة كان ذلك الصديق معي .. اخبرته بكل ما حدث .. وتوسلت إليه أن ينقذني وانها ستكون المرة الأخيرة التي يراني فيها إذا ما تمكن من إخراجي من البلد .. و .. لحظات قليلة من التفكير قبل ان يقول :
– هناك رجل من جنسية عربية يشتهر بدقته في تزوير الجوازات ..سيستخرج لك جواز سفر مزور لتتمكن من مغادرة البلد .. طبعا لا بد أن تغير شكلك قليلا .. احلق شعرك على سبيل المثال .. او ارتد نظارة ..
سكت قليلا كأنه يفكر بجدوى ما يقوله لي .. فاستطرد بعدها بحماس وقد راقت له الفكرة .
– نعم .. تغيرات بسيطة في مظهرك مع جواز سفر مزور تحمل فيه اسما مختلفا .. لا أعتقد بعدها أن أحدا سينتبه إليك .. ولو كشف رجال الشرطة أمرك فسيكون هذا بعد فترة طويلة تكون فيها قد ابتعدت تماما ولن يستطيعوا ملاحقتك .
نظرت غليه طويلا وأنا أفكر .. همممم .. إنها فكرة لا بأس بها على الإطلاق .. أنا أملك حاليا عشرة آلاف دينار .. وأستطيع أن أبدا حياة جديدة خارج الكويت .. ربما ساضطر للعمل لمدة سنة تقريبا كي أجمع المزيد من المال كي ابدا بمشروع تجاري صغير يؤمن لي مستقبلا جيدا .. وافتت دون تردد .. وقد أخبرني صديقي ان هذا المزور سيطلب 300 دينار نظير خدماته ..إنه مبلغ رائع بكل المقاييس ؟؟ ولم اكن لأرفض .. لا بأس .. لا بأس على الإطلاق ..
أخذت بعدها عنوان ذلك المزور الذي يطلق عليه ( أبو كسّاب ) .. ثم ذهبت على شقتي أولا لأجمع أغراضي .. وبالطبع لم أنسى أن أحلق شعري كله بماكينة الحلاقة .. حتى بدوت كـ الممثل المشهور ( كوجاك ) .. واشتريت بعدها نظارة تخفي بعض ملامحي .. إنني أبدوا مختلفا نوعا ما .. فعلا .. حلاقة الشعر تغير الكثير من ملامح الانسان … حسنا .. هذا رائع .. ثم .. لا يوجد لدي الكثير لأحمله ..كل ما يهمني وضعته في حقيبة صغيرة .. لقد عرفت من صديقي أن ذلك المزور سيصنع لي جواز سفر في ظرف ثلاث ساعات .. وإنني ساسافر بحرا إلى إيران في الصباح الباكر .. ومن هناك سأتجه إلى ( دبي ) .. أو إلى أي دولة خليجية أخرى حيث سأستقر فترة من الزمن قبل الهرب من مكان آخر لم أحدده بعد .. لن تكون هناك خطورة طالما أني سأكون في ( دبي ) بجواز سفر يجعل أختي مختلفا ..

خرجت من شقتي في الواحدة فجرا محاولا أن أبدو طبيعيا .. كان التوتر يأكلني من الداخل .. يجب أن أذهب على المدعو ( أبو كساب ) بأسرع وقت ممكن .. إنه يسهر عادة حتى ساعة متأخرة .. هذا ما عرفته من صديقي .. ولم أنسى أن أتصفح جريدة الغد .. تلك الجريدة التي كانت قد طبعت بالفعل وتم عرضها للبيع في البقالات التي تسهر حتى الفجر .. تصفحت الجريدة بقلق لتتجمد الدماء في عروقي .. هناك خبر صغير عن طعن رجل ووفاته أثناء نقله على المستشفى .. يقول الخبر أن عدد كبير من الشهود قد شاهدوا الجاني – الذي هو أنا بالطبع – وأدلوا بأوصافه لرجال الشرطة ..وجار البحث عني .. يا للهول ( ابو كسّاب ) أنقذني أرجوك .. ( ابو كسّاب ) أنقذني أرجوك .. كنت أردد تلك الجملة طوال الوقت كـ المجنون وأنا متجه إلى شقة ذلك الرجل .. لم أعد أستطيع السيطرة على أعصابي .. كنت أرتجف بقوة وبشكل يوحي كانني مصاب بالحمى ..لم استغل سيارة أجرة للوصول على شقة ( ابو كسّاب ) .. كنت أخشى الجميع .. اخشى كل شي … فاضطررت أن أمشي أكثر من ساعتين كي أصل على شقته في منطقة ( النقرة ) حتى بلغ مني الارهاق مبلغا
وصلت على شقة الرجل التي تقع في عمارة سكنية قديمة في الثالثة فجرا تقريبا .. و … سمعت صوتا غريبا عند وصولي على باب شقته .. همهمة ؟؟ .. لا اعلم .. ترددت كثيرا قبل أن أطرق الباب .. ولكن .. عندما تذكرت المصيبة التي أواجهها .. اتخذت قراري .. طرقت الباب بأصابع مرتجفة ..
لحظات قبل أن يفتح الباب شابا في العشرينات من العمر ويشير على بالدخول دون أن يسالني عن هويتي .. دخلت الشقة مستغربا .. وإذا بأمر آخر بمنتهى الغرابة .. شابين آخرين .. وامرأة عجوز .. جميعهم مستيقظين صامتين تماما ينظرون على بنظرات خاوية .. قبل أن أتنحنح بحرج قائلا :
-أعتذر عن هذه الزيارة المتأخرة .. ولكن الأمر لا يحتمل التأخير .. هل .. هل أستطيع أن أقابل ( أبو كسّاب ) من فضلكم ؟
لحظات من الصمت قبل أن يرد علي احد الشبان الثلاثة :
-هل أنت صديقه ؟
أجبتهم بحرج :
-في الواقع .. لا .. لكنني أريده بأمر هام جدا .. خدمة لا تستطيع الانتظار حتى الغد ..
نظرت إلي السيدة العجوز قبل ان تلقي بمفاجأة مدوية هي أقرب إلى قنبلة تفجرت بعقلي وقلبي وكل أنحاء جسدي .. عندما قالت بأسى :
-لقد تأخرت يا أستاذ .. ( أبو كسّاب ) أعطاك عمره .. لقد توفاه الله مساء أمس .. طعنه شاب في بطنه بمطواه في ( السالمية )..
لم استمع إلى الباقي .. بل صعقت .. صعقت .. صعقت .. صعقت .. لا أعرف كم يجب علي ترديد هذه الكلمة حتى أعبر عن مدى الصدمة التي شعرت بها .. إن الرجل الذي طعنه في الأمس هو ( أبو كسّاب ) نفسه .. يا للهول ..نظرت نظرة شاردة مجنونة في أرجاء الشقة قبل أن أجد صورته معلقة على الحائط .. إنه هو الذي قتلته بالفعل .. لا أذكر كيف خرجت من الشقة .. لا أذكر أنني ودعتهم .. بل خرجت شاردا ضائعا أهيم في الشوارع والشعور بالضياع يسيطر علي ويقتلني قتلا .. لقد أصبحت عملية القبض علي مسالة وقت .. ومن بعيد رأيت مخفر شرطة ( النقرة ) فوقفت أنظر إليه مشدوها .. هل أسلم نفسي على رجال الشرطة ؟؟ .. لا أعلم اشعر بالضياع .. لا يمكن أن يكون هناك حظ سيئ أكثر من هذا .. أن تقتل رجلا ويتضح أنه هو تحديدا من ستحتاج إلى مساعدته فيما بعد .. هذا لا يصدق .. لا يصدق ..
عدت إلى شقتي مهزوما منكسرا وفي أسوأ حالاتي المعنوية ..والخواطر تلتهمني التهاما .. لا زلت أفكر .. وأفكر .. إن كان يجب علي تسليم نفسي أو لا .. لا زلت عاجزا عن اتخاذ القرار ..

__________________

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

قصة عن التعامل مع الصغار للدكتور محمد العريفي

قصتي اليوم تتحدث عن _سيرةالنبي صلى الله عليه وسلم _
هو تعامل النبي مع الصغار راح اقولكم بالقصة وانشاءالله تعجبكم وتستفيدون منها في حياتكم

كم هي المواقف التي وقعت لنا في صغرنا ولاتزال مطبوعة في اذهاننا الى اليوم…..

سواء كانت مفرحةاو محزنة ..

عد بذاكرتك الى ايام طفولتك .. ستذكر لا محالة جائزة كرمت بها في مدرستك .. او ثناء اثناه عليك احد في مجلس عام .. فهي مواقف تحفر صورتها في الذاكرة .. فلا تكاد تنسى ..
والى جانب ذلك ..لانزال نتذكر مواقف محزة .. وقعت لنا في طفولتنا .. مدرس ضربنا.. او خصومة مع زملاء ف المدرسة ..او مواقف تعرضنا للاهانة من اسرتنا ..و تعرض لها احدنا من زوجة ابيه .. او نحو ذلك ..
وكم صار الاحسان الى الصغار طريقا الى التأثير ليس فيهم فقط .. بل في آبائهم واهليهم .. وكسب محبتهم جميعا .. يتكرر كثيرا لمدرس المرحلة الابتدائية ان يتصل به احد ابوي طالب صغير ويثني عليه وانه يحبه لمحبة ولده وكثرة ذكره بالخير .. وقد يعبرون عن هذه المشاعر في لقاء عابر .. او هذية او رسالة .. اذن لاتحتقر الابتسامة في وجه الصغير .. وكسب قوله .. وممارسة مهارات التعامل الرائعه معه ..

القيت يوما محاضرة عن الصلاة لطلاب صغار في مدرسة .. فسألتهم عن حديث حول اهمية الصلاة ..فأجاب احدهم : قال صلى الله عليه سلم _ : بين الرجل وبين الكفر او الشرك ترك الصلاة ..
اعجبني جوابه .. ومن شدة الحماس نزعت ساعة يدي واعطيته اياه .. وكانت _عموما _ ساعة عادية كساعات الطبقة الكادحة ..!
وكان هذا الموقف مشجعا لذلك الغلام .. احب العلم اكثر .. وتوجه لحفظ القرآن .. وشعر قيمته .ز

مضت الايام .. بل السنين .. ثم في احد المساجد تفاجآت ان الامام هو ذلك الغلام الصغير وقد صار شابا متخرجا من كلية الشريعة .. ويعمل في سلك القضاء بأحد المحاكم .. ولم اذكره انما تذكرني هو..

فانظروو يااحبابي كيف انطبعت في ذهنه المحبة والتقدير بموقف عاشه قبل سنين ..

فكرة :

الطفل طينة لينه نشكلها بحسب تعاملنا معه ..

هذي طبعا قصة من قصص عاشها الدكتور العريفي بالسيرة النبوية ..

واتمنى ان القصة هذي نالت اعجابكم وتمنياتي لكم اخذ العظة والعبرة منها لتفيدكم في ديناكم وآخرتكم ودمتم بود يالغالين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

قلم ذهبيي/تـــفــجرت فتــطايرت الأشلاء..! قصة قصيرة


ابدعت صديقتي..،
لا تحرمينا من قصصك الرائعه..

.
.
لأجلك يا وطني فقدت دمائي…ولأجل حبك فقدت حياتي..!
سأكون محامياً لترابك أنت… فلولاك لما عرفت الشهادة..!
.
الأنفجارات في أرضي … الدمار في داخلي… الدخان في سماء بلادي…. الأشلاء تتطاير في ألأرجاءِ… هذا حالنا في بغدادي

.
.
.

صعب ] جداً [ ان تفقد شخصاً تحبه وبشدة.
الأصعب ان يكون ]موته[ امام عينك..
."
.
.
.

وقفت أمامه بشعرها الأسود الطويل وعينيها السوداوين يطالعانه بحب وأحترام..على شفتيها الوردتين تكونتا جملة:بحفظ الله أخي..
أبتسم المعني قائلاً وهو يحضن أخته:أنتبهي جوريتي للبيت ولا تفتحي الباب أبداً..!
اجابته وهي تضحك بتغنج:لما هل تخاف عليّ؟
تجهم وجهه بمرح قائلاً:كلا ليس عليك وانما على أشياء البيت.. ضربته على كتفه فأحتضنها أكثر مقبلاً جبينها:وهل لدي غيرك يا حبيبتي..
ضحكت ثم ودعته واقفلت الباب…دلفت الى الطبخ ذو الجدران البيضاء وانتبهت الى حقيبة الطعام التي وُضعت على المنضدة البنية المستندة على الجدار.. أبتسمت بمرح وشقاوة وهي تصرخ بخفوت:أوووه أخي لقد نسي حقيبة طعامه..يا إلهي ماذا أفعل به..
ذهبت الى غرفتها وأرتدت فستان أبيض مزخرج بدانتيل من الأسفل يصل لساقها مع حذاء مسطح ذو بقعات حمراء وركبة طويلة يغطي ما أظهره الفستان وأرتدت فوق الفستان سترة حمراء ..سرحت شعرها الطويل وخرجت من البيت بعد أن قفلته تحمل بيدها حقيبة الطعام..
لا تعلم ما الذي ينتظرها..
.
.
&&&&&&&&
.
مشى وهو يفكر بجوري الجميلة..اخته الحبيبة البالغة 14 سنة..لقد صارت فاتنة ويجب ان يحميها جيداً من أعين الشباب خاصة الجيل الجديد في بغداد..تأوه بصمت لذكره حبيبته الأبدية بغداد التي سلبوها فتنتها وبراءتها..أنتهكوا حرمتها… انهم قساة لقد عثوا في الأرض فسادا..لم تبقى بقعة في بغداد ولم يتلطخ بدماء الشهداء…لقد فقد والده بأحدى الأنفجارات التي حدثت في الطريق على حين غفلة من الاجهزة الامنية..مات والده وجوري في سن التاسعة..كانت صدمتها كبيرة حين رأت تابوت أبوها يُحمل على أربع اكتف من رجال عشيرته..هو نفسه لم يتحمل الأمر وأجهش بالبكاء لكنه لا يستطيع الان سوى توفير الحماية التي فقدتها جوري..خاصة بعد نوم والدته في الغيبوبة منذ موت والده.. مسكينة جوريته الجميلة فقدت اهم شخصين في حياتها في وقت واحد… وصل الى مكان عمله وهو موقع بناء تجمع به الكثير من العمال وهو كان مشرفاً عليهم .. كان يعاملهم كأنهم عائلته وأخوته… أرتدى ملابس العمالة وبدأ يعمل معهم رغم عدم تطلب اشرافه ذلك لكنه يحب ان يعمل معهم… .
.

.

بعد نصف ساعة
.
.
زادت اشعة الشمس وقوة وحرارة رفع احمد رأسه وهو يضع يده على جبينه يمسح قطرات العرق التي تعلقت به نظر للشبان الذين يعمل معهم في هذه البقعة كانوا معه خمسة أشخاص جميعهم يرتدون ذاك البنطلون الأصفر والتشيرت بلا أكمام وانما حمالات خفيفة ولكن عريضة بيضاء ..ايديهم مغطاة بقفازات صفراء أيضاً…
رفع طابوقة كبيرة وحملها ليضعها فوق البناء الذي يبنونه لكنه سمع صوتاً ما كدقات ساعة
"تك تك تك تك" أحس بأنقباض في صدره وهو يتجه نحو مصدر الصوت ليرى صندوقاً أسود ذو غطاء كارتوني .. حمله بيدين مرتجفتين ونادى الشباب..تجمعوا حوله ورفع حوله الغطاء ليرى قنبلة موقوتة تنفجر بعد 30 ثانية.. أرتعبوا جميعاً وظهر الهلع على وجوههم ثم تساقطت الدموع من اعينهم وقد تذكر احدهم انه لم يقبل والدته صباحاً..والاخر لم يرى زوجته او ابنه…آخر تذكر أبوه..أما احمد فتذكر جوري أيعقل أنها عندما قبلها قبل أن يأتي احس أنها القبلة الاخيرة..أنها المرة الأخيرة التي يرى شعرها الأسود الطويل الذي أحبه منذ جاءت الى الدنيا..سيشتاق الى تمرير يده في خصلاته وطبع القبل على وجنتها..سيشتاق لشقاوتها وحتى لحزنها.. سيشتاق لبسمتها التي تشفي احزانه… دقت القنبلة تلعن انتهاء وقتها لينظر الشباب الى بعضهم مرة اخيرة يودعون بعضهم بالدموع والصمت الذي أكتنف المكان…دقت قلوبهم بفزع واغمضوا عيونهم لتنفجر القنبلة وتتطاير اشلاء شباب لم يفعلوا شيئاً سوى خروجهم من بيوتهم ليجلبوا رزق عائلاتهم… تطايرت أشلاهم وسار نهر دمائهم التي امتزجت مع بعضها البعض وتفتت احلام احبابهم في رؤية آخر نظرة من اعينهم وتوديعهم وادعاً آخيراً…أنفجرت ومع صوت انفجارها صرخت جوري بقوة:أحمممممممممممممممممممممد….!
انفجرت مخلفة دخاناً أحتل سماء بغداد لتصبح سوداء حزينة
على الشباب الذين أستشهدوا على ترابها وتحت شمسها التي هي الأخرى أختبئت وراء غيمة لا تحتمل قساوة بشر فقد الانسانية لتفجيره أشخاصاً لم يكن لهم ذنب سوء عيشهم في أرض أحبوها في أرض عراقهم وبغدادهم ..أرتدت بغداد السواد على اولئك الذين أستشهدوا وأحدهم مات امام أعين اخته..!
.

*********** .
لقد سارت بركة دماء اخي واصدقائه تحت قدمي..لقد شاهدت أشلاء اخي تتطاير أمامي تسقط قطعة لحم من جسمه بين أحضاني…لقد عشت الجحيم وأنا أتذكر ذلك المشهد كل يوم في احلامي..أتذكر أبتسامته عندما ودعني ثم ابتسامته وهو يودع الحياة … أرقتني تساؤلات منذ موت اخي.. من وضع تلك القنبلة ؟ ولما ؟ ماالذي سيستفديه؟! ايظن أنه سيدخل جنة الله عندما يقتل ؟ أم أنه يجاهد حسب قوله ؟! لم افعل شيئاً سوى ترك الأنتقام على الله… فقط اقول حسبي الله ونعم الوكيل
كتبت جوري تلك الكلمات على حاسبها الشخصي ودموعها تسقط على وجنتيها ثم على لوحة المفاتيح… لقد مرت عشر سنوات على ذلك الحدث المشؤوم وهي تتذكره كأنه حدث البارحة ..هي تقوم بكتابة القصة كل يوم وتمسحها ثم تعود كتابتها دون تغيير شيء ما… قامت من مكانها واتجهت الى حمامها توضت ثم فرشت سجادة الصلاة ..أرتدت حجاب الصلاة الطويل وبدأت تصلي ركعتين أهدتهما الى أخيها واصدقاءه.. الى شهداء بغداد ومحبي تربتها التي سارت عليها دماءهم…
اكملت صلاتها وعادت الى حاسبها تكتب
.
.
بغداد سابقى احبك مهما طال الأمد…
سأبقى أحبك لو كان القتل هو جزائي..
مهما فقدت من الأحباءِ على أرضكِ يا بغدادي..
سأبقى وسنبقى لتربتك اوفياءُ..
لن نتركهم يقتلون ويسبون ويعبثون على حسابك..
انتِ الزهرة الشذية..أنتِ الطاهرة النقية..
حتىلو اخذوا برائتك أنتِ عند ربك بريئة..
سأبقى احبك وسأوكل امري على ربي لأجل تربتك الشهية..
لأجل برك الدماء التي سالت عليها..
لأجل الأشلاء التي تطايرت في سماءها..
بغداد يا بغداد العراق المنسية ..!
.
.
.
.

تـــــــــمـــــــت..*
.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

عائشة أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل قصة البراءة

يقال أن الحياة مجموعة من القصص والحكايا لم تجد بعد من يرويها، بهذه الفكرة صرفت ملل الانتظار على بوابة معتقل تلموند الإسرائيلي اترقب ظهور عائشة، أصغر سجينة تطلق السلطات الإسرائيلية سراحها. ففي هذا المعتقل الذي أقف أمامه ولدت الصغيرة قبل ثلاث سنوات، وفي عالم حدوده قضبان المعتقل وملامحه تكشيرة السجان، قضت سنوات عمرها الثلاث محرومة من لون السماء.

الطفلة عائشة خارج السجن
وذنب عائشة الوحيد أنها الابنة الوحيدة لامرأة فلسطينية اسمها عطاف عليان، تتهمها إسرائيل بالانتماء لفصيل سياسي معاد لها.

كانت الجدة أم وليد تجلس أمام السجن على صخرة وضعها الحرس لمنع اقتراب المركبات من البوابة. والجدة، التي جاوزت السبعين، هي ما تبقى للصغيرة عائشة من عائلتها بعد أن اعتقل الجنود الإسرائيليون والدها قبل الإفراج عنها بيومين فقط.

كان التوتر والقلق باديين على ملامح العجوز: " لو أنهم أجلوا اعتقاله يومين أو ثلاثة، سيعيش ولدي بحسرة لأنه لم يضم ابنته إلى صدره"، قالت أم وليد فيما تحجب أشعة الشمس عن وجهها بيديها.

واستطردت تروي تفاصيل اعتقاله التي بدت مشابهة لمئات قصص الاعتقال التي اسمعها، قبل أن تطلب مني أن أسأل الجنود الثلاثة على بوابة المعتقل متى يطلق سراح الطفلة.

ظهور عائشة
وقبل أن أقنعها باستحالة الاقتراب، فتحت البوابة الإلكترونية ببطء مصدرة صريراً مزعجاً، لتظهر عائشة… كانت تمسك بيد رجل تبين فيما بعد أنه محامي الوالدة عطاف وقد كلفته إدارة المعتقل باستلام عائشة وتسليمها لذويها بالخارج.

وفي تلك اللحظة صاحت الجدة وقد انتفضت واقفة على قدميها "يا حبيبتي يا ستي.. يا حبيبتي يا ستي" فيما اندفعت باتجاه الصغيرة تحتضنها وتقبلها.

لم تتقبل عائشة جدتها التي كانت تراها للمرة الأولى، واختبأت باكية خلف الرجل الذي اصطحبها فيما تصرخ بصوت حاد "ماما". وبدأت تسحب يد مرافقها للخلف فيما تتركز عيناها الدامعتان على البوابة التي أغلقت خلفها فحجبت عنها والدتها المنتحبة على فراق صغيرتها.

وبخطوات مترددة، خطت الصغيرة أولى خطواتها خارج العالم الوحيد الذي عرفته تحتضن بين ذراعيها دمية من قماش وما اتسعت له ذاكرتها الغضة من سنواتها الثلاث التي قضتها في السجن.

عائشة جاوزت سنتها الثالثة بشهرين، ويقول المحامي: "كان يجب أن تغادر قبل اليوم بستة أشهر على الأقل، وحسب قانون مصلحة السجون، لا يجوز للأطفال فوق سن الثانية مرافقة الوالدة المعتقلة".

ومثل عائشة، ولد خمسة أطفال داخل المعتقلات الإسرائيلية لأمهات سجينات، وفق إحصائيات "مؤسسة الضمير" التي ترعى شؤون الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية، خرج ثلاثة منهم مباشرة بعد الولادة لأسباب صحية تتعلق بظروف الولادة الصعبة، فيما توفي طفل واحد خلال عملية الولادة، وكانت عائشة الخامسة التي أصرت والدتها على إرضاعها.

عودة الى البيت
بسرعة، انشغلت عائشة بهاتفي الخلوي الذي لفت انتباهها برنينه المستمر، وهكذا أفلتت يد المحامي لترافقني وجدتها إلى المنزل.

هناك، انطلقت الصغيرة مستكشفة كل زاوية من زوايا المكان، فيما جلست أحادث الجدة بعد أن فشلت كل محاولاتي مع الصغيرة أحثها على الكلام، كان قلق الجدة يتمحور حول قدرتها على العناية بحفيدتها "لو أنهم تركوا أحد أبويها طليقا على الأقل، أنا لن أقوى على ملاحقتها في كل مكان، فمرض السكري أتلف قدمي".

اشتكت الجدة فيما تتنقل نظراتها مع قفزات الصغيرة التي بدت وكأنها تكتشف عالمها الجديد باحثة لنفسها عن مكان فيه.

غابت عائشة بإحدى غرف المنزل لتعود راكضة وقد حملت بين يديها صورة والديها يوم زفافهما، وبما أنها لم تعرف والدها إلا من خلف القضبان ولخمس وأربعين دقيقة فقط هي مدة الزيارة الواحدة، لكنها بالطبع ميزت والدتها…"من هذه؟" سألتها محاولة جرها للحديث.

نظرت إلي الصغيرة وكأنها تعاتبني على جهلي "ماما…وين ماما؟..أروح ماما؟" تمتمت الصغيرة بمفرداتها الخاصة بها فيما تسمرت عيناها على الإطار الذي تحمله فتتحسس الصورة تارة وتقبلها تارة أخرى. "وين ماما راحت".

كنت أستعد للمغادرة عندما استوقفتني الصغيرة وهي تشد حقيبتي وتتمتم بكلمات لم أفهمها، انحنيت مقتربة من عائشة أحاول فهم ما تقول، بدت وكأنها تستجمع ما في قاموسها الصغير من كلمات علها تحصل على ما تريد ثم نطقت "أروح معك؟… أجيب ماما؟".

وقفت عائشة بتحد تبوح بشوقها لحضن أمها وإن احتجزته القضبان. فسنواتها الثلاث كن بالنسبة لها عمراً كافياً لتدرك الكثير…
———— —-

انهم خائفون منها لانها مسلمه
لا تعرف الاجرام ولكنها مؤمنه
سوف تكبر وتكون ضربتها مؤلمه
لله درك يا طفلة الاسلام يابنت بطل وام مؤمنه

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

زَهرَةَ ألكآمِيليِآ ألذابِلَةِ ~بقلمي -قصة


الحب لا يستمر فلا بد ان ياتي شيء ويدمره ..

وان كنا على وفاق فلا بد من الفراق ..

تذكري باني كنت احبك .. وانتي كذلك ..

الى اللقاء يا زهرتي

زهرة تطايرت وريقاتها مملؤة بالدماء

:
:

قصتي

زهرة الكاميليا الذابلة


بحلته السوداء وهو يضع منديلا صغيرا في جيب سترته

خلع قفازيه و وضعهما في جيب بنطاله بينما

كان يهم بحمل باقة من بتلات الكاميليا التي ذبلت على قبر

زهرته وحبيبته ِِ وضعها في كيس بلاستيكي واعطاها الى الخادم الذي يقف بجواره

لياخذ منةه الكيس ويعطيه باقة جديدة تفوح منها رائحة البتلات الجديدة

اشار للخادم بان يرحل ويتركه بمفرده قليلا

شم عطرها بينما وهو يقول بصوت ٍٍ غنائي :- زهرتي يا زهرتي لم تركتني وذهبتي ..

اسودت ايامي واصبحت ليالي باردة كبرود الثلج من بعدك ..

ذَهبَت بسمة القصر واصبح حزينا ويئن لفراققك ..

فما بالك بحال صاحب القصر !! انه يتيم مشتاق معذب …

انحنى بجوار ضريحها وجلس فى العشب الاخضر الذي يحيط بالقبر

وضع الباقة مع وضعه لراسة على حافة الشاهد

الخاص باسمها حيث نقش اسم

× كاميليا جاكسون × اخت و زوجه وصديقة ..

نظر للاسم بلوعة وسقط دموعه على وجنتيه مع همسة :- اشتقت اليك ِِ عودي الي .

×

كاميليا كانت ذات شعر ذهبي كانه مزج من اشعة الشمس

مع العسل ليصبح براقا لامعا وعيون زرقاء كزرقة

السماء عند الفجر تعكس لونين ازرقاً مع الرصاص .

ذهبت ضحية لخلل ميكانيكي في السيارة التي كانت تقودها

مع انه ليس خلل بل هو فخ وقعت فيه

بسبب غنى زوجها و هي بدورها تماثله في الثروة التي تملكها لكن زوجها السبب ..

كان قد ربح مناقصة مالية كبرى ادت بارتفاع اسهم الشركة

التي يديرها والذي خسر المناقصة ماكان ليسكت

على ذلك فدخل في منتصف الليل الى موقف السيارات

ولم يكن هناك حرس في هذه الجهه من القصر

وقام بقطع مكابح السيارة وزيادة نسبة اشتعال الوقود

باضافه مادة تساعد على الاشتعال الى خزان السيارة

لكن سيارة كاميليا و ماثيو متشابهتان ومن يفرق في الظلام .

×

مسح دموعه وهو يقول :- زهرتي الذابلة لن انساكي

مهما حدث ستبقين في ذاكرتي وفي قلبي

سابقى اتذكرك في كل لحظة ..

ساتي لرؤيتك كما اعتدنا كل ثلاثة ايام ستجدينني هنا ..الى اللقاء ..

انه على هذه الحال منذ 8 شهور

تمت



جمعت وريقاتكِِ وظممتها الى صدري باكيا ..

لم تركتيني وحيدا بلا امل للعيش ..

ساشتاق واشتاق الى زهرتي النظرة في كل صباح

السلام عليكم يا حلوين <توة الناس

المهم من زمااااااااااااان وانا طالبة التنسيق ذا بس كانت القصة كاملة بعقلي <لا صدق

ولمة اجيت اكتب لقيت حالي نسيتهه

لكن اليوم غيرت بالفكرة واحتفظت بنفس الاسم

وكذا مع بداية الفكرة السابقة الي نسيته اصنن

المهم انتظرردودك والتقييم التقييم ترة بشوف تقيمماتي <تهديد

خبروني رايكم باقصوصتي

وشكرا لحبي دندونة عالتصميم الخق مثله لمة تجي

هي تقيمونة بعد فاهمين <وتتشرط

شسمة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

الطهي بالتسبيح قصة واقعية قصة جميلة

الطهي بالتسبيح!!!
قصة واقعية

لا أخفي عليكم أنني لستُ مِن هواة الطهي، فقد كنت أعتبره مضيعةً للوقت والجهد، فلما تمت خطبتي إكتشفت أن حماتي من الذين يقضين معظم أوقاتهن بالمطبخ ، بل و تهوى التفنن في إعداد الأصناف الجديدة من الطعام كل حين وآخر، مستعينة بشتى كتب الطهي العربية والغربية، فكان هذا الأمر- بالطبع- يقلقني، فلابد أن خطيبي بعد الزواج سوف يقارن بين طعامي وطعام والدته، فلما انتهينا من إعداد كل شيء للزواج وتم تحديد الموعد مع والدي ، لا حظ خطيبي أنني أؤجل موعد الزواج ، و أنني في كل مرة أتعلل بسبب مختلف ، فسألني صراحةً:" إنك تؤخرين الزواج لسبب لا أفهمه، فما الأمر؟" فشعرت أن الأمر مكشوف، ولم يعد أمامي إلا أن أذكر الحقيقة ، فقلت له:" بصراحة ..أنا أكره المطبخ!!!!"، فضحك متعجباً، وقال لي:" على كُلٍ أنا أحب الأكلات البسيطة ، كما أنني لا أهتم إذا تناولت لوناً و! احداً من الطعام لمدة يومين على التوالي " فطمأنني هذا الكلام ، ولم أؤجل الزواج بعد ذلك، ولكنني بعد الزواج شعرت بأنني مسؤولة عن البيت وكل شؤونه، ومن بين هذه الشؤون : المطبخ!!!! فقلت لنفسي:" لا بد من أن تبذلي جهدك لتبدعي في المطبخ حتى لو كان زوجك يحب البسيط من
الأكلات"

وفي أول يوم أدخل مطبخي للطهو إستعنت بالله تعالى وتوكلتُ عليه ورجوته ألا يكون طعامي أسوأ كثيراً من طعام حماتي ، ثم بدأت بالطهي… وفي هذه الأثناء تذكرت- بفضل الله-كلمات قالتها لنا أخت فاضلة كانت تعطينا درساً بالمسجد في شهر رمضان ، قالت لنا- جزاها الله خيرا- " إن المرأة العربية تقضي معظم أوقاتها بالمطبخ ، وخاصةً في شهر رمضان، مما يضيِّع عليها الكثير من فضل هذا الشهر العظيم … إن رمضان يا أخواتي كالعطر يتبخر سريعاً!!! فلا تضيِّعنه بالمطبخ وما شابه من أعمال … فإن كان ولا بد، فلماذا لا نذكر الله في المطبخ ؟؟!!!!"
"هل جرَّبَت إحداكن أن تطهو وهي تسبِّح الله وتذكره؟؟!!!!"

وشعرتُ بأنني في حاجة لأن أفعل ذلك، ليس لاغتنام شهر رمضان- فقد كنا في شهر آخر لا أذكره- ولكن عسى الله أن يجعل نكهة الطعام الذي أطهوه طيبة!!!!!!
وقررت أن أبدأ بالبسملة عند كل خطوة من إعداد الطعام!!! بدءاً بإشعال الموقد ومروراً بوضع الدهن بالإناء ، ثم البصل أو الثوم ، ووضع الطماطم …. وانتهاءً بإطفاء الموقد.

وفي المرة الثانية قلتُ لنفسي: لماذا لا أتلو سورة الإخلاص بعد البسملة عند كل خطوة ؟ إنني أحب هذه السورة كثيراً، كما أنها قصيرة، وفي تلاوتها الكثير من الثواب أيضا؟!!!!
فصرتُ أفعل ذلك بفضل الله … ثم هداني الله سبحانه إلى أن أقوم بالتسبيح ريثما ينضج الطعام ، وفي أثناء غسل الأطباق مثلاً أو تنظيف المطبخ.

وكان رد فعل زوجي هو الثناء على طعامي ، حتى أنه قال لي أنني تفوقت على والدته!!!! ولم أصدقه وقتها بالطبع- فلستُ من الذين يدققون في نكهة الطعام مادام صالحاً للأكل والملح غير مبالغ فيه- و ظننتُه يجاملني… فأنا مازلت عروساً حديثة العهد، وهذه المجاملات الزوجية شيء معتاد.
ولكني لاحظت أنه يكرر هذه العبارة كثيراً فأسعدني ذلك ولكني لم أصدقه تماماً و ظننت ذلك تشجيعاً منه ، خاصة عندما اكتشفت أن زوجي من هواة الطعام المعد بإتقان ، كما أنه يدقِّق في طريقة إعداد كل صنف…. وأن ما قاله لي قبل الزواج كان من قبيل التشجيع فقط!!!!

ولما كنت أدعو حماتي لتقضي معنا أياماً، كانت هي الأخرى تُثني على طعامي ، فكنت أظنها هي الأخرى تجاملني، وكنت ألاحظ أنها كانت تقضي معي الأوقات بالمطبخ ، فكنت أرجوها أن ترتاح بغرفة المعيشة فكانت ترفض… فكنا نتجاذب أطراف الحديث… ولكني لم أنتبه إلى أنها كانت تراقب خطواتي في إعداد الطعام ، حتى سألتني ذات مرة عن طريقة إعداد صنف معين، فلما ذكرت ذلك لها لاحظتُ العجب على وجهها ولكني لم أفهم السبب ، حتى اتصلَت بي بعد شهور من زواجي لتقول لي :" يا عفريته،أنا أستحلفك بالله أن تذكري لي سر النكهة الطيبة التي يتميز بها طعامك!!!!"، فسألتها إن كان تمزح، فأقسمَت أنها لا تمزح!!!!"

فكانت تلك مفاجأة بالنسبة لي، ولكني عصرتُ ذهني لأبحث عن السبب ، فلم أجد غير البسملة وسورة الإخلاص ، وأحياناً التسبيح… فقلت لها :" هل تريدين الحقيقة؟" قالت لي :" بالطبع" فذكرت لها ما كان من أمري، فتعجبت ، ولكن يبدو أنها لم تصدقني تماماً فلاحظتُ أنها حين زارتنا في المرة التالية كانت تتابعني أثناء الطهو لتتأكد من من صدق حديثي!!!! ولما اطمأن قلبها وتأكدَت قالت لي بعد ذلك أنها أصبحت تفعل مثلي، وأنها لاحظت تقدَّماً في نكهة طعامها أيضاً!!!!!!

والطريف في الأمر أنني لم أعد أكره الطهو ، ولا البقاء في المطبخ …خاصة عندما خصصتُ جهاز تسجيل للمطبخ أستمع من خلاله إلى القرآن الكريم ومختلف الدروس الدينية، فصار وقتي الذي أقضيه بالمطبخ ممتعاً !!! ولم أعد أشعر بالوقت إلا بعد الانتهاء من كل شيء!!!

ليس هذا فحسب وإنما صرت –بفضل الله-لا أقتصر على إعدا د الوجبات الرئيسة ، وإنما تطور الأمر بي إلى إعداد المخبوزات مثل الكيك ، و البيتزا، بل والتورتة أيضاً، وأحياناً بعض المخللات والمربى…حتى أن صديقاتي والمقربين لم يصدِّقوا حين علموا بذلك!!!!!

فسبحان الله إن لذِكر الله أسرارٌ نغفل عنها …إلا أن غفلتنا هذه لا تنفي أبداً عجيب هذه الأسرار…فسبحانك ربي ما أعظمك

التصنيفات
قصص قصيرة

"حكاية بو " -قصة رائعة

ربما يسعد البعض بهذا اللقاء .. لكنني لا أضمن أن تدوم هذه السعادة حتى نهايته.. اللقاء هذه المرة سيكون مع السيدة الصغيرة فرجينيا كليم .. زوجة بو .. إدجار ألان بو ..

"لازلت أذكر إدجار آلان بو .. ذلك الصبي الذي ماتت أمه ثم مات أبوه ..ثم مات أخوه الأكبر وجُنت أخته الصغيرة "
ليلة مظلمة هي .. باردة .. لها فحيح كفحيح ألف أفعى غاضبة .. لا يأتيها نور .. إلا على هيئة ظلال أتت لتدهن جدران الغرفة وتزيدها ظلاما .. أحاول أن أكتم سعالي .. لأنني أشعر بطعم الدماء إذا سعلت .. بل هي دماء حقيقية .. دماء صدري .. كنت أسعل دما .. فقراء معدمين كنا .. نبذل جهدا حقيقيا لنعيش بآدمية كبقية بني الإنسان ; ننام على فرش و نشرب في أكواب … نستر أجسادنا … ونستر أقدامنا . أمام تلك النافذة المغلقة بإحكام كان يقف .. ينظر سارحا من خلالها لسماء لا يدري بم تهمس له بالضبط … يسمع سعالي فيستدير … ويتنهد .. ويقترب إليَ … يضم معطفه الموضوع على جسدي محاولا ألا يجعل للبرد فرجة إلى صدري .. لكن قدماي و ساقاي يرتجفان .. أراه ينظر إلىً بتلك الملامح المميزة التي يمتلكها … و كفه يمتد إلى جبيني … أحيانا كثيرة يشعرني حنانه وحده بالدفء .. فأنظر له برضا .. و أبتسم بشحوب .
أتذكر لما قابلته لأول مرة في حياتي .. كنت طفلة في السابعة .. أتى إلى بيتنا عندما لم يبق له مكان آخر يذهب إليه .. أمي ماريا هي عمته .. وهي تعمل خياطة فقيرة في بالتيمور و بالكاد كانت تجد مصروفات منزلها .. بالرغم من هذا فهو لما دخل إلى بيتنا ، كانت سعادتها به لا توصف … تلك كانت أول مرة أرى فيها إدجار .. إدجار آلان بو .
كانت طفلة
وكنت أنا طفلا
في هذه المملكة قرب البحر
تحاببنا بحب كان أكثر من حب
أنا .. و آنابيل لي
كان في العشرين من عمره .. لم أكن أعي عنه إلا أنه ابن عمي الذي توفيت أمه و توفي أبوه .. وهو هنا ليعيش معنا في هذا المنزل .. كانت له ملامح من الطراز الذي يجعلك تنظر لها مرارا بلا سبب واضح .. ملامح خلق فيها الحزن قبل أن تخلق … كنت دائما أحدق في ملامحه لفترات طويلة كطفلة لا تكترث بإخفاء إعجابها.. كان ينظر إلى وقتها ويبتسم .. ربما كنت أنا الشيء الوحيد في هذا العالم الذي استطاع جعل هذه الملامح تبتسم .
عدت أسعل دما مرة أخرى .. نظر إليٍَِِ بيأس وقلة حيلة .. ثم إنه نظر وراءه على الأرض إلى القط الذي كان يتثاءب في كسل و يموء في جوع.. رأيت إدجار يقوم من مكانه فجأة ويحمل القط .. ثم يقترب مني … ثم يزيح تلك الملاءة الرقيقة عن صدري بهدوء .. ثم يضع القط على صدري .. كنت مندهشة .. لكن كفه كانت تمسح على شعري بحنان لو خرج من قلبه إلى الدنيا لملأها نورا و ضياء .. ثم نظر إلى القط الرابض على صدري والذي كان يحاول النزول لكن إدجار يمنعه .. و أخذ يمسح على رأس القط حتى نام .. نام على صدري .. ثم ضم إدجار علَيَ ذلك المعطف الذي كنت أرتديه .. ونظر إليَ بابتسامة وقال لي .. " عسى أن ينجح هذا القط التعيس في تدفئة هذا الصدر الجميل "
هذا الموقف أتذكره كل ساعة .. ولا أنساه أبدا .. كان إدجار يعشقني .. كنت أشعر أنه يود لو يخرج روحه و يهديها إلي َ .. لم يكن يريد أن يفقدني بعد أن فقد كل شيء في حياته .. ولما كان يزورنا زائر في بيتنا للسؤال عني ، كان إدجار يصر أنني لست مريضة و أن كل ما لدي مجرد تمزق بسيط في أحد شراييني سرعان ما سيشفى .
أصدقاء آخرون قبله طاروا
وهو غدا سيتركني
كما مضت جميع آمالي من قبل
منذ أربعة و ثلاثين عاما كان إدجار يقف نفس الموقف .. لكن الراقدة على السرير تسعل كانت أمه إليزا .. كان وقتها في الثانية من عمره .. لا يفقه شيئا لكنه يشعر بحزن طفل يرى أمه تتألم وتبكي … كان في تلك الغرفة التي لم تكن تختلف عن هذه الغرفة الفقيرة .. يقف هو و أخوه ويليام ذو الأعوام الأربعة بينما أخته الصغيرة روزالي تزحف على الأرض … ظلت الأم تسعل وتنظر إلى أطفالها وتبكي.. كانت تحدث ويليام بصعوبة .. ثم رآها إدجار تنام .. ولم يرها إدجار ثانية … لم يكن يدرك أن أمه قد ماتت .
كان أبوه قد مات أيضا قبل أمه بشهور … هو حتى لا يعرف أبوه .. ولا يعرف شخصا يتذكر أبوه .. كأنه لم يكن … تفرق الأبناء بعد موت أمهم .. ويليام ذهب إلى أقاربهم في بالتيمور.. وروزالي الصغيرة أخذتها عائلة أخرى في بالتيمور و تبنتها .. أما إدجار فقد تبنته امرأة عقيمة لا تلد تدعى فرانسيس .. فرحت به فرحا كبيرا و تولت تربيته كما لو كان ابنها .
ربت مسز فرانسيس إدجار الصغير حتى العشرين من عمره .. كانت تعطف عليه جدا و تحبه من قلبها .. لكن زوجها آلان كان يكرهه .. ويرفض محاولاتها المستميتة لتبنيه.. وفي ليلة من تلك الليالي التي لا تنسى فارقت السيدة فرانسيس الحياة .. في تلك الليلة شعر إدجار بشعور مألوف … شعور تشعر به عندما تتركك أمك وحيدا في الدنيا .. شعر به مرة وهو ابن سنتين .. و هاهو يشعر به الآن مرة أخرى .
تحفر كل جذوة ظلا على الأرض لها وهي تموت
وكم تمنيت أن يأتي الصباح
عبثا
بعد سنتين تقريبا من مجيء إدجار إلى بيتنا سمعنا عن مرض أخوه ويليام بالسل .. كان هذا الخبر يبدو مثل القشة التي قسمت ظهر إدجار .. كنت أرى تلك الملامح الحزينة تبكي .. وفي ذات يوم ذهبنا معه لزيارة ويليام .. كان نائما على ذات السرير الذي كان يتشاركه مع إدجار في طفولتهما … وكان ويليام يسعل ويسعل بقوة .. و إدجار يخفي عينيه … حتى انتهى سعال ويليام .. لم يجرؤ إدجار على فتح عينيه .. في تلك اللحظة كان أخوه ويليام أيضا قد فارق الحياة .
مرت سنوات على تلك الحادثة .. حتى أتى ذلك اليوم الذي ذهب إدجار فيه لزيارة العائلة التي تبنت أخته الصغيرة روزالي .. لم يكن قد رآها منذ موت ويليام .. استقبلته العائلة المتبنية بابتسامات من النوع الذي لا يريحك عند رؤيته .. كان يريد رؤية روزالي … وكان يبدو أنهم يخفون عليه أمرا ما .. ارتفع توتر إدجار إلى أقصاه و هم يماطلون في الإجابة عن حال روزالي و أخذ يصرخ فيهم كالمجنون … لم يكن ليتحمل لو عرف أنها تركته هي الأخرى … كان سيقلب هذه الدنيا رأسا على عقب .. لكن العائلة هدأت من روعه و قالوا له أن أخته روزالي تتمتع بصحة جيدة .. لكنها حاليا تقيم في مكان أكثر أمنا .. مستشفى الأمراض العقلية .
انهار إدجار .. وسقط على الأرض يضربها بقبضتيه .. لم يكن لبشري أن يتحمل كل هذا … ليس هذا فقط .. بل كانت هناك أيضا صدمة عاطفية مرت به منذ فترة ليست بالقليلة و هزت أوصاله … كان يحب فتاة تدعى ساره رويستر تدرس معه في جامعة فيريجينيا .. لكنه اكتشف فجأة أنها لم تعد تريده بعد اليوم و أنها تزوجت من أول رجل ثري طلبها للزواج … لذا رأيت بعيني إدجار الذي لم يكن قد أكمل الخامسة و العشرين من عمره ينهار .. وكنا نهون عليه نواسيه خشية أن يقتل نفسه .
لازلت أسعل الدم .. كان سعالي يبدو كالصراخ المتقطع .. وهناك وقف إدجار آلان بو ينظر إليَ .. لازلت أذكر ذلك اليوم الذي طلب فيه من أمي الزواج مني و أنا لم أبلغ الثالثة عشر .. أمي ماريا وافقت بفرحة غامرة و كأنها كانت تنتظره … كان فقيرا جدا .. ودائما سيتذكره التاريخ بأنه كان أول شاعر و كاتب يعتمد على كتاباته كمصدر رزق وحيد له لم يجرب غيره… تلك الكتابات التي لم يهتم بها أحد في حينه .. أذكر أن أكبر جائزة فاز بها كانت مائة دولار في أحد المجلات التي يرسل إليها أعماله .
كان إدجار دائما ما يمسك يديً بتلك اليد الدافئة التي يمتلكها ويهمس لي ألا أتركه وأرحل .. و أن أتمسك بالحياة … و دفئه هذا وحده هو الذي جعلني أقاوم لفترة طويلة رغم القحط الذي كنت أعيش فيه .. كنت أحبه .. أعشقه .. لكنني في ذات ليلة .. عرفت أن لحظتي قد حانت .
همست باسمه في خفوت .. التفت إلي من بين همومه وهرع إلي ممسكا بيدي .. قلت له أنني أحببته .. منذ كنت في السابعة من عمري … اتسعت عيناه الحزينتين في قلق وترقرقت بالدموع … همست باسمه مرة أخرى … نظر إلي من بين دموعه … لم يعرف أبدا ما كنت أريد أن أقوله له .. لأنني لم أعد معه .. كنت قد تركت له الغرفة وحيدا ينادي علي ..وسمعت نحيبه و أنا أحلق بعيدا .
يا هذا النبي أيها الشرير
طيرا كنت أو إبليسا أو نبيا
بحق هذه السماء فوقنا
بحق رب واحد نعبده أنا و أنت
قل لروح يسحق الحزن حشاها
هل أستطيع أن أضم الغادة القديسة التي يسميها الملاك لينور ؟
أعانق الطاهرة المشعة التي يسميها الملاك لينور ؟
قال الغراب
أبدا بعد اليوم
لم يقدر إدجار حتى أن يوفر نفقات دفني .. لكن الجيران تطوعوا للقيام بهذا الأمر .. وعاش وحيدا من بعدي .. و أصبح يكتب بغزارة .. وكأن الكتابة ستعيد له ما فقده .. كتب عني قصيدتين .. وفي كل واحدة منهما سماني باسم قال أن الملائكة تسميني به .. فكنت "لينور" في قصيدة سماها "الغراب" .. و آنابيل لي في قصيدة بنفس الاسم … إدجار كان زعيما للقصائد الرومانسية و قصص الرعب والغموض القصيرة .. وحتى القصص البوليسية .. كان بارعا جدا في كتاباته .. الذوق الأمريكي زعم أن كتاباته كانت مليئة بالفوضى و الغموض .. لكن الذوق الفرنسي فهمه و تذوقه و ترجم جميع أعماله .
في هذه المملكة قرب البحر
هبت ريح من غمامة في الليل
قضت على آنابيل لي
فجاء أقاربها النبلاء
وحملوها بعيدا عني
ليدفنوها في قبرها
في هذه المملكة قرب البحر
حاولت مرات في صغري و هو في بيتنا أن أقر كتاباته .. رأيت مرة شعرا كتبه عنوانه " الأعراف " .. قرأت بعضه لكني لم أفهم شيئا .. لم أعلم أنني قد وقعت على القصيدة التي كتبها إدجار آلان بو في سن الخامسة عشرة من عمره والتي قلما يفهمها الكبار عند قراءتها .. كانت تتحدث عن شيء غريب … تتحدث عن أناس واقفين في مكان يدعى الأعراف .. و أنهم تساوت خطاياهم مع حسناتهم .. لا يعلمون إلى أي المصيرين سيكون مآلهم .. إلى النار .. أم إلى الجنة .. كانت كل معلومات القصيدة مستقاة من سورة الأعراف في القرآن الكريم … وتلك كانت أطول قصيدة كتبها إدجار في حياته.
لا يسطع ضياء القمر إلا و يجلب لي الأحلام
عن آنابيل لي الجميلة
ولا تلتمع النجوم دون أن أرى فيها
عيني آنابيل لي الجميلة
وهكذا أقضي الليل مسهدا
وأرقد بجوار حبيبتي .. حياتي .. عروسي
في ضريحها بجوار البحر
في قبرها بجوار البحر
بعد سنوات مضت بثقل .. في أحد شوارع بالتيمور بعد منتصف الليل .. كان يمشي رجل يدعي جوزيف والكر بهدوء متجها إلى منزله … لكن مشهدا استوقفه وجعل عينيه تتسعان … رجل فقير في حالة يرثى لها ملقى على الأرض .. كان يبدو يائسا بائسا وكأنه خرج من بين تراب هذا الشارع المقفر .. كان يحتاج لإسعاف عاجل .. طلب جوزيف الإسعاف وتم نقل الرجل إلى مستشفى كلية واشنطن القريبة .. و مدفوعا بالشهامة وحدها تابع جوزيف الرجل وهو في المستشفى للاطمئنان عليه … كان الرجل أبعد ما يكون عن التمسك بالحياة … وحاول المسعفون كل ما أمكنهم .. بلا فائدة .. يقول جوزيف أنه سمع الرجل ينادي بخفوت و يقول " يا إلهي .. ساعد روحي المسكينة يا إلهي " ثم فارق الحياة .
– هل تعرف اسم هذا الرجل يا مستر جوزيف ؟
– لا .. لقد وجدته ملقى في الشارع يتلوى
– دعني أر هنا .. هذه الأوراق التي يحملها .. هذا هو اسمه .. حسنا شكرا لك مستر جوزيف
– ماذا هو اسمه ؟
– إنه يدعى بو .. إدجار آلان بو .. هل مرعليك الاسم يا مستر جوزيف ؟
– لا .. كان فضولا ليس إلا .
لم يعرف حتى الآن السبب الحقيقي لوفاة إدجار آلان بو .. لكن سجلاته الطبية تشير إلى أنه يحتمل أن يكون من الخمر أو الكوليرا أو الذبحة الصدرية أو حتى السل .. ليس هناك شخص يعرف تحديدا .. أعلنت وفاته بعد يومين في الجريدة المحلية و تم دفنه في الميريلاند في بالتيمور .. استغرقت جنازته بالضبط ثلاثة دقائق في جو بارد و أجواء مقبضة .
حمدا لله
قد انتهى الخطر .. وولى المرض الطويل
وانتهت الحمى التي يسمونها "الحياة"
أعرف أن قواي قد فارقتني
وأنني عاجز عن تحريك عضلة واحدة
لكن هذا لا يهم
أشعر أنني أفضل حالا بكثير
لقد سكن كل هذا الأنين والعواء والتنهد و البكاء
ومعها سكن ذلك الخفق الرهيب في القلب
لقد انتهت الحمى التي يسمونها "الحياة

-تمت-
بقلم زورك نيمسيس
مع خالص ودي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده