التصنيفات
قصص قصيرة

قصتي… نظرة فلسفية قصة جميلة

قصتي قصة لا تحكى
قصتي قصة إنسان
قصتي جرح الزمان
زمان يحكي بقدره قصة إنسان
قصتي غصة في حلق ملهوف…
قصتي ستبقى خالدة تثرى طول الدهر على لسان الجدات في ليل بهيم يتسلى بها الصبيان على خشبات مسرح حزين, يشاركونني لوعتي وحزني الدفين, ويستيقظون في الصباح على حقيقة زمانهم الخادع, ناسين قصتي التي هي قصتهم طال الزمن أم قصر, وهذه هي قصة الإنسان مع واقعه, حيث يظن أن خيال القصص خيال, وهو في الحقيقة عين وحق الحقيقة.

ويوم يتعامل الإنسان مع القصة كخطاب موجه له, يومها يدرك قصته من تواجده أو بعض قصته, فالقصة رسالة حفظها التاريخ, وحفظها بالتأكيد ليس عبثا, فالتاريخ لا يعبث, التاريخ عاقل ومدرك, ويسجل و بإمعان بقلم مفكر فنان, يسجل حتى صغائر الأشياء في مذكرة الزمن حتى ينتبه من أراد الإنتباه و يعتبر من أراد الإعتبار…

القصة هي المعلم الأول, والحكيم الأخير, تؤدب الناس وتربيهم, وتأخذ بأيديهم إلى بر النجاة, وهي من السنن الربانية منذ الأزل الممتد والأبد اللامنتهي, لهذا تتناقلها الألسن من جيل إلى جيل, بل حتى الرسالات السماوية تعتبرها ركيزة في التبليغ, فالقصة اقتفاء وتتبع على منوال ومثال, تتغير الشخصيات وتختلف الأحداث والأزمان والقصة هي القصة وكأني أعيش شخصية عنترة أو قيس أو ابن الفارض أو ابن عربي… الفكرة واحدة والشخصيات مختلفة أقصد القصة واحدة …

وبموت فرعون هل انتهى عصر الفراعنة؟؟؟ … كلا, وإلا لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ° أبو جهل فرعون أمتي…° ولو عاش الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا لوجد نفس القصة لكن مع فراعنة كثر.

وهكذا حتى قصص الأمم البائدة تعاد وتحاك كما أرادها المبدع جل في علاه أليست أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جامعة لجميع القصص ؟؟؟… قصة سيدنا لوط عليه السلام, قصة سيدنا هود عليه السلام, قصة سيدنا صالح عليه السلام …
أخال الجواب واضح.

بل انطباعات الإنسان وتصوراته ما هي إلا أحداث اقتبسها من واقعه المشهود اليومي ومن تراكمات الزمن, فهي قصة لحظات وومضات يعيدها انطلاقا من شخصيته ومجتمعه…

الأمراض نفس الشيء حتى أصبحت مفهرسة معروفة لها أعراض متشابهة ومراحل غير متباينة وما تطورها وبلوغها إلى أخطر المراحل وإن لم تكن ظاهرة من قبل كالسيدا وأنفلونزا الطيور أو الخنازير والجمرة الخبيثة… إلا تجمع لمجموعة من القصص أعطت قصة جديدة ما تلبث أن تصبح عادية معروفة تتكرر عند كل مبتلى أعاذنا الله منها جميعا.

قصة النجاح, الزهو, الكبرياء… قصة واحدة بل العالم كله يدور على محور واحد…

والعجيب, الغريب في كل هذا, قدرة الله العظيم. معيد القصص بمنظور جديد وإن كانت قديمة, فصبغة مسرح القصة والذي قد يكون إنسان أو غير ذلك, حاضرة. بمعنى لابد من بصمته, ومن شخصيته في هذه القصة المعادة وهذا هو الفرق بين القصص وإن تكررت فهي دائما قديمة جديدة وجديدة قديمة وهذا لا ينفي إعادتها بحذافيرها إعجازا وعظمة من المكون المبدع , فالتاريخ يعيد نفسه ….

إذن قصتي لاتخرج عن قصص أخرى وهذا في حد ذاته عزاء لي مهما بلغت ذروتها فقد عاشها آخرون وسيعيشها قادمون لامحالة .ونحن كلنا في ملعب سباق منا من يبلغ في قصته المائة متر ومنا من يبلغ المائتين وهكذا. وهذا نوع آخر من الإختلاف هو عمق التجربة في القصة فنفس القصة مع اختلاف في مداها وتعقيدها واشتباكاتها وعمقها, الإنسان فيها على قدر همته.
لنا نفس القصة ولكن هناك من يكملها إلى آخرها وهناك من ينسحب في نصفها أو ربعها بل هناك من ينجح فيها في ربعها بخلاف من نجح في نصفها لأن المدار على الهمة والتجربة والعلم و…..

إذن لماذا أحمل هم قصتي ولي كامل التصرف فيها بعدما علمت شبيهاتها؟؟؟
بل لما أحمل همها وقد تكفل بها صاحب القصص ومكونها ؟؟؟
وعند هذه النقطة تبرز أسئلة كثيرة مثل :
هل فعلا حددت شبيهات قصتي ؟؟؟
لما لاتنعرج عن هذه الشبيهات إلى قصص أخرى ؟؟؟
ماأدراني ؟؟؟
هل أنا مكيل أمري إلى صاحب القصص بالكلية ؟؟؟
هل أنا مخلص في التوجه بدرجة مائة بالمائة؟؟؟
هل التعلق به كامل ؟؟؟
والعديد العديد من الأسئلة التي لن أجد لها جوابا إلا ببلوغ آخر القصة.
"اعملوا فكل ميسر لما خلق له"

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

بهجت وبهيجة 2 -قصة




بهيجة:بهـــــجت انت لسة نايم يا راجل دي الساعة بقت 9

بهجت:حرام عليكي ده النهاردة الجمعة

بهيجة:وأيه الفرق بين جمعة ولا سبت كلها ايام وبتعدي
بهجت:يا انا يا اللي في بالي ولو اللي في بالي يبقى احسن

بهيجة:انت بتدعي عليه

بهجت:هو انا اتكلمت

بهيجة:ما انت بتقول يا انا يا اللي في بالي وهو في حد في بالك غيري

بهجت:أحبك كده وانتي واثقة من نفسك قوي ريحي نفسك مش انتي

بهيجة:ومين بقى اللي في بالك ياسي بهجت

بهجت:هيفاء وهبي

بهيجة:ومين الست الهيفا دي كمان

بهجت:معلش نسيت انك من العصر الحجري

بهيجة:والنبي ياخويا مااعرف هي مين

بهجت:لا دي واحدة كده بتبيع جرير على ناصية الشارع
بهيجة:والحزمة بكام يمكن تكون ارخص من السوق
بهجت:يـــــــــــارب الصبر من عندك يارب

بهيجة:شوفت نستني

بهجت:افتكري يابهيجة عشان اخلص وانام

بهيجة:مش فاكرة

بهجت:لما تفتكري تبقى صاحيني

بهيجة:أفتكرت أفتكرت انا عايزة فلوس

بهجت:ارحميني شوية حتى يوم الأجازة عايزة فلوس هتعملي بيها ايه

بهيجة:عايزة اشتري دش
بهجت:عندك واحد في الحمام

بهيجة:انا مش قصدي الدش اللي في الحمام انا اقصد الدش اللي بيتحط فوق السطوح

بهجت:الناس في الزمن ده بتعمل حاجات عجيبة انا اعرف ان الدش بيتحط في الحمام مش فوق السطوح كده مرة واحدة

بهيجة:ياراجل افهم بقى انا عايزة دش بتاع التليفزيون بتاع القنوات الفضائية فهمت ولا لسة

بهجت:مش تقولي كده من الصبح وهنعمل ايه بالمحروس ده ما احنا عندنا 11 12 قناة مش عاجبين
بهيجة:ما كلو رغي في رغي انا عايزة اتفرج على نور ومهند ويحيى ولميس
بهجت:بهيجة بلا يحيى ومنهد وبلا نور ولميس
روحي شوفي وراكي ايه وخليني انام احسن
بهيجة:لأ يا بهجت لازم اجيب الدش عشان تشوف الرجالة بيعملوا مرتاتهم اذاي
بهجت:وانتي بتصدقي الكلام الفارغ ده
كله تمثيل في تمثيل
بهيجة:ماهو انت لوشوفت مهند هيموت على نور اذاي مكنتش قولت كده
بهجت:عشان هي نور مش بهيجة يا بهيجة

شــــــــــــــهــــــرزاد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

من الحياة (قصص واقعية مثيرة ومؤثرة لعلنا نأخذ منها عبر ودروس )!!!!!!!!!!!! -قصة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حبيت انقلكم هذه القصه الرئعه اعجبتني كثير

انشاء الله تعجبكم

من الحياة (قصص واقعية مثيرة ومؤثرة لعلنا نأخذ منها عبر ودروس )!!!!!!!!!!!!


توقف القلب وبقيت على لسانها الشهادتان

أُدخلت إلى قسم الإسعاف امرأة في الخامسة والخمسين من عمرها … وذلك إثر ذبحة صدرية شديدة … أدت إلى توقف قلبها …

اتصل بي الزملاء … وطلبوا مني الإسراع لرؤيتها ، وكان ذلك في السابعة صباحاً تقريباً …

هرعت إلى الإسعاف لعل الله أن يكتب لها الشفاء على يدي … فلما وصلت … وجدت أن الذبحة الشديدة أدت إلى فصل كهرباء القلب عن القلب … فطلبت نقلها بسرعة إلى قسم قسطرة القلب لعمل القسطرة وتوصيل الكهرباء لها …

وفي أثناء تدليك قلبها ومحاولة إنعاشه ورغم أن الجهاز يشير إلى توقف قلبها إلا أنه حدث شئ غريب … لم أره ، ولم أعهده من قبل !!!

أتدرون ما هو ؟! لقد انتبهت المرأة وفتحت عيناها …بل تكلمت !!! لكن .. أتدرون ماذا قالت ؟! هل تظنون أنها صرخت ؟ هل اشتكت ؟! هل طلبت المساعدة ؟! هل قالت إين زوجي وأولادي ؟!

هل نطقت بكلمة عن أمر من أمور الدنيا ؟!

لا والله … بل كانت أول كلمة سمعتها منها كلمة التوحيد العظيمة .

أشهـد أن لا إله إلا الله .. وأشهـد أن محمداً عبده ورسوله ثم … ثم ماذا ؟! ماذا تتوقعون ؟!

توقـف القلـب مرة أخـرى … وصاح الجهاز معلناً توقف قلبها …

فحاولت مرة أخرى بالتدليك وإنعاش القلب مرة ثانية …

وسبحان الله !! تكرر الأمر مرة أخرى … فُتحت العينان … ونطق اللسان بالشهادتين

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .

وهل تصدقون أن ذلك تكرر أمام ناظري ثلاث مرات يتوقف القلب … ثم ينطق اللسان بالشهـادتيـن ولا أسمـع كلمة أخـرى … لا أنين … ولا شكوى …ولا طلب دنيوي …

إنما فقط ذكر لله ونطق بالشهادتين !!

ثم بعد ذلك توفيت رحمها الله ورأيت أمراً عجباً …

لقد استنار وجهها !!

نعم … صدقوني … والله الذي لا إله إلا هو لقد استنار وجهها … لقد رأيته يُشع نوراً …

وهكذا كانت نهايتها …

قال أبو مصعب – عفا الله عنه – وهذه من علامات حسن الخاتمة إن شاء الله … فإن الله جل وعلا يقول ) يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة( وهذا من تثبيت الله لها … أن أنطقها بالشهادتين عند موتها وقد صح في الحديث عن أحمد وأبي داود عن معاذ قال ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة )15

ثم إن استنارة وجهها … وإشراقته علامة أخرى أيضاً .

ففي حديث طلحة بن عبيدالله عند ما زاره عمر وهو ثقيل وفيه ( إني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ما منعني أن أسأله عنه إلا القدرة عليه حتى مات ، سمعته يقول : إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه ، ونفّس الله عنه كربته ، قال ، فقال عمر : إني لا علم ما هي ! قال : وما هي ؟ قال : تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمّه عند الموت : لا إله إلا الله ؟ قال طلحة ؟ صدقت هي والله هي )16 .

ومحل الشاهد قوله أشرق لها لونه … وهذا ما شهد به الأخ خالد حفظه الله بعد نطقها مراراً بالشهادتين … فهنيئاً لها ونسأل الله حسن الخاتمة .

ولكن !! هل انتهت القصة عند هذا الحد ؟! الجواب لا يواصل محدثي الدكتور خالد :… فخرجت إلى زوجها معزياً فوجدته رجلاً بسيـطا … متواضع الملبس … يظهر أنه فقير الحال … فواسيته وعزيته وذكرتّه بالله ، فلم أر منه إلا التسليم والاسترجاع والرضى بما قدّر الله تعالى … ورأيت في وجهه نور الإيمان والطاعة …

فقلت له : يا أخي الكريم لقدحصل من زوجتك أمراً عجباً بل أمور تبشر بالخير والحمد لله ولكني أحب أن أسألك سؤالاً … كيف كانت حياتها … وماذا كانت تصنع ؟!

قال وبكل بساطة وبدون تعقيد لقد تزوجتها منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً … ومنذ تلك الفترة وطيلة حياتها معي لم أرها تترك صلاة الوتر وقيام الليل في ليلة من الليالي إلا أن تكون مريضة أو معذورة !!

فقلت في نفسي … لمثل هذا فليعمل العاملون … نعم … قيام الليل وما أدراك ما قيام الليل ؟!

إنه شرف المؤمن كما في حديث جبريل الصحيح وهو دأب الصالحين قبلنا …

قال تعالى ( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون. وبالأسحار هم يستغفرون ) الذاريات 17 – 18

إذا ما الليـل أقبـل كابدوه فيسفـر عنهـم وهم ركوع

أطار الخوف نومهـم فقاموا وأهل الأمن في الدنيا هجوع

لهم تحت الظلام وهم ركوع أنين منـه تنفرج الضلـوع

وصدق الله ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون.فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) السجدة 16/17 .

نسأل الله التوفيق لقيام الليل وعمل الصالحات وحسن الختام .

كتاب قصص واقعية للدكتور خالد الجبير ( الكتاب تحت الطبع لدى دار السنة بالخبر

طبعا منقول

شكرا ومع احر سلاماتى


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

رواية الحب لا يعرف الستسلام

التصنيفات
قصص قصيرة

قصة خالد عبدالرحمن مشهورة؟؟؟؟

قصة خالد عبدالرحمن مشهورة؟؟؟؟

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

قصة تضحية , تحفظها نساء غزة , ويتسابق لها الفتيان -قصة رائعة

بســم الله الرحــمن الـــرحيم
نساء غزة وفتيانها , يكتبون تاريخ الأمة بلغة عصرية
والعالم يصنفها ضمن القصص والموروث الإنساني
وشباب الأمة يختزنها ليوم التحرير العظيم
تحرير الأقصى , ونهاية دولة إسرآئيل
وزوالها من مصنف التاريخ
البشري

قصة تضحية تاريخية
تكررت في غزة
أورد ابنُ الجوزي
في صفة الصفوة عن
رجل من الصالحين اسمه
أبو قــــــــــدامة الشـــــــــامي
وكان رجلاً قد حبب إليه الجهاد
والغزو في سبيـل الله ، انـه قال
خرجت مرة مع أصحاب لي لقتال
الصليبيين على بعض الثغور فمررت
في طريقي بمدينة الرقة في العراق على
نهر الفرات واشتريت منها جملاً أحمل عليه
سلاحي ، ووعظت الناس في مساجدها وحثثتهم
على الجهاد والإنفاق في سبيل الله ، فلما جن عليّ
الليل اكتريت منزلاً أبيت فيـه , فلما ذهب بعض الليل
فإذا بالباب يطرق عليّ ، فلما فتحت الباب فإذا بامرأة
متحصنة قد تلفعت بجلبابها
فقلت
ما تريدين ؟
قالت
أنت أبو قدامة ؟
قلت
نعم
قالت
أنت الذي جمعت المال اليوم للثغور ؟
قلت
نعم

فدفعت إلي رقعة وخرقة مشـدودة
وانصرفت

باكية ، نظـرت إلى الرقعـــة , فإذا هي تقول
إنك دعوتنا إلى الجـــــهاد , ولا قــدرة لي
على ذلك , فقطعت أحسن ما فيَّ , وهما
ضفيرتاي , وأنفذتهما إليك لتجعلهما
قيد فرسك , لعل الله يرى شعري
قيد فرسك في سبيله , فيغفر لي
***********************
قال أبو قدامة
فعجبت والله من حرصــها وبذلها
وشدة شوقها إلى المغفرة والجنة
*************************
فلما أصبحنا خرجت أنا وأصحابي من الرقة
فلما بلغنا حصن مسلمة بن عبد الملك , فإذا
بفارس يصيح وراءنا وينادي
يقول
يا أبا قدامة يا أبا قدامة ، قف عليَّ يرحمك الله
قال أبو قدامة فقلت لأصحابي تقدموا عني وأنا
أنظر خبر هذا الفارس
فلما رجعت إليه ، بدأني بالكلام وقال الحمد لله
الذي لم يحرمني صحـــبتك ولــــم يردني خائباً
فقلت ::
ما تريد ؟
قـــال ::
أريد الخروج معكم للقتال !!
فقلت ::
أسفر عن وجهك أنظر إليــــــــك فإن كنت كبيراً يلزمك
القتال قبلتك ، وإن كنت صغيراً لا يلزمك الجهاد رددتك
فكشف اللثام عن وجهه , فإذا بوجه مثل القمر وإذا هو
غلام عمره سبع عشرة سنة
فقلت ::
يا بني , عندك والد ؟
قال أبي قد قتـــــــــله الصليبيون
وأنا خارج أقاتل الذين قتلوا أبي
قلت ::
أعندك والدة ؟
قال :: نعم
قلت ::
ارجع إلى أمك فأحسن صحبتها
فإن الجـــــــنة تحت أقــدأمـــها
فقال ::
أما تعرف أمي ؟
قلت ::
لا
قال ::
أمي هي صاحبة الوديعة
قلت ::
أي وديعة ؟
قال ::
هي صاحبة الشكال
قلت ::
أي شكال ؟
قال سبحان الله ما أسرع ما نسيت !
أما تذكر المرأة التي أتتك البارحة
وأعطتك الكيس والشكال ؟
قلت :: بلى
قال
هي أمي ، أمرتني أن أخرج إلى الجهاد
وأقسمت عليَّ أن لا أرجع وإنها قالت لي
يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر
وهَب نفسك لله واطلب مجاورة الله
ومساكنة أبيك وأخوالك في الجنة
فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيَّ
ثم ضمتني إلى صــدرها ، ورفعت
بصرها إلى السماء
وقالت ::
إلهي
وسيدي ومولاي ، هذا ولدي ، وريحانةُ
قلبي ، وثمرةُ فؤادي ، سلمته إليك فقربه
من أبيه وأخواله
ثم قال ::
سألتك بالله
ألا تحرمني الغزو معك في سبيل الله
أنا إن شاء الله الشهيد ابن الشـــهيد
فـإني حــــــــــــــــــــافظ لكتـــاب الله
عارف بالفروسية والرمي
فلا تحـقرَنِّي لـــصغر سني
********************
قال أبو قدامة
فلما سمعت ذلك منه أخذته معنا
فوالله ما رأينا أنشط منه ، إن ركبنا
فهو أسرعنا ، وإن نزلنا فهو أنشطنا
وهو في كل أحواله لا يفتر لسانه عن
ذكر الله تعالى أبداً
**************
فنزلنا منزلاً وكنا صائمين وأردنا أن نصنع فطورنا
فـأقسم الغلام أن لا يصـــنع الفطور إلا هــو , فذهب
يصنع الفطور , وأبطــــأ علينا فـــذهبت لارى مــا به
فلما , وصلت اليه فإذا الغلام قد أشعل النار بالحــطب
ووضع من فوقها القدر ثم غلبه التعب والنوم ووضع
رأسه على حجر ثم نام , فكرهت أن أوقظه من منامه
وكرهت أن أرجع الى أصحابي خالي اليدين , فقــمت
بصنع الفطور بنفسي , وكان الغلام على مرأى مني
فبينما هو نائم لاحظته بـــدأ يتبسم ثم اشتد تبسمه
فتعجبت , ثم بدأ يضــــحك , ثم اشتد ضحكة ثــم
استيـــــــقظ , فلـــــــــما رآني فـــــــزع الغــلام
وقال ياعمي , أبطأت عليكم دعني أصنع الطعام
أنا خادمكم في الجهاد
فقال أبو قدامة
لا والله لست بصانع لنا شيء حتى تخبرني
ما رأيت في منــامك وجعلك تضحك وتتبسم
فقال :: يا عمي هــذه رؤيا رأيتها
فقلت :: أقسمت عليك أن تخبرني
فقال :: دعها بيني وبين الله تعالى
فقلت ::
أقسمت عليك أن تخبرني
قال الغلام

رأيت ياعمي في منامي أني دخلت إلى الجنة
فهي بحسنها وجمالها كما أخبر الله في كتابه
فبينما أنا أمشي في الجـــنة , وأنـا بعـجب شديد
من حسنها وجمالها، إذ رأيـت قصــراً يتلألأ أنواراً
لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وإذا شُرفاته من الدرّ
والياقوت والجوهر، وأبوابه من ذهب , فـإذا بجارية
كأحسن ما أنت رائي من الجواري وإذ بها تشـير إلي
وتحــــــدث صاحبتها وتقول , هذا زوج المرضية هذا
زوج المرضية , فقلت لها أنتي المرضية ؟فقــــالت أنا
خادمة من خدم المرضية.. تريد المرضية ؟ ادخــل إلى
القصر.. تقدم يرحمك الله , فإذا في أعلى القصر غرفة
من الــذهب الأحمر عليها سرير من الــزبرجد الأخضر
قوائمه من الفضة البيضاء ، عليه جارية وجهـها كأنه
الشمس ، لولا أن الله ثبت علي بصري , لذهب وذهب
عقـلي مـــن حسن الغـــــرفــة وبـــهاء الجــــــــارية
فلما رأتني الجارية قالت , مرحباً بولي الله وحبيبه
أنا لك وأنت لي
فلما سمعت كلامها اقتربت مها , وكدت ان أضع يدي عليها
قالت : يا خليلي يا حبيبي أبعد الله عــنك الخناء , قد بقي لك
في الحياة شيء , وموعدنا معك غدًا , بعد صـــــــلاة الظهر
فتبسمت من ذلك , وفرحت منه يا عم
فقلت ::
رأيت خيرًا إن شاء الله
*****************
ثم إننا أكلنا فطورنا ومضينا الى أصحابنا
المرابطــــين في الثغور , ثم حضر عدونا
وصف الجيوش قـــــائدنا وبينـما أنا أتأمل
في الناس , فإذا كـل منهم يجمع حولـــــه
أقاربه وإخوانه ,إلا الغــــــلام فبحثت عنه
ووجدته في مقـــدمة الصفوف فذهبت إليه
وقلت يا بني هل أنت خبير بأمور الجهاد ؟
قال لا يا عم :: هــــذه والله أول معركة لي
مع الكفار
فقلت يا بني :: إن الأمـر خـــــــلاف ذلــــك
إن الأمر قتال ودماء , يا بني كـــن في آخر
الجيش فان انتصرنا , ــــــــ أنت معنـــا من
المنتصرين , وإن هُزمنا لم تكن أول القتلى
فقال :: متعجبا أنت تقول لي ذلك؟
قلت :: نعم أنا أقول ذلك !!!!!!!!!!
قال :: يا عم أتود أن أكون من أهــل النار ؟
قلت أعوذ بالله , لا والله , والله مـا جئنا إلى
الجهاد إلا خوفًا منها
فقال الغلامُ
هل تريدني أوليهم الأدبار , فأكـــون من أهل النــــار؟
فعجبت والله من حرصه وتمســـكه بالجهاد , وأبى ان
يرجع , فأخذت بيده أُرجعه إلى آخر الصفـوف , وأخذ
يسحب يده عني فبـــــدأت الحرب وحـــالت بيني وبينه
******************************************
فجالت الأبطال ، ورُميت النبال ، وجُرِّدت السيوف
وتكسرت الجماجم ، وتطايرت الأيدي والأرجل
واشتد علينا القتال , حتى اشتغل كلٌ بنفسه
حتى دخل وقت صـــــلاة الظهر
فهزم الله جل جــلاله الصليبين
فلما انتصرنا جمـــعت أصحابي
وصلينا الظهر ,وبعد ذلك ذهب
كل منا يبحث عن أهله وأصحابه
إلا الغلام فليس هنالك من يسأل عنه
فذهبت أبحث عنه , فبينمــاــ أنا اتفقده
وإذا بصوت يقول أيها الناس ابعثوا إليّ
عمي أبا قُدامة ابعثوا إلي عمي أبا قدامة
فالتفت إلى مصدر الصوت فإذا الجسد جسد
الغلام وإذا الرماح قد تسابقت إليه والخيلُ قد
وطئت عليه فمزقت اللحمان ، وأدمّـــت اللسان
وفرقت الأعضاء ، وكسرت العظام وإذا هو يتيم
مُلقى في الصحراء , فأقبلت إليه ، وانطرحت بين
يديه ، وصرخت ها أنا أبو قدامة .. ها أنا أبو قدامة
فقال الحمد لله الذي أحياني إلـــــــى أن أوصي إليك
فاسمع وصيتي
قال أبو قدامة
فبكيت والله رحمة به
ورحمةً بأمه التي فجعت عـــــــــام أول بأبيه
وأخواله وتفجع الآن به ، أخذت طرف ثوبي
أمسح الدم عن وجهه
فقال الغلام :: تمسح الدم عن وجهي بثوبك !
بل امسح الدم بثوبي لا بثوبك ، فثوبــــي أحق
بالوسخ من ثوبك
قال أبو قدامة :: فبكيت والله ولم أحد جواباً
فقال
يا عم ::

أقسمت عليـــك إذا أنا مت , أن ترجع إلى الرقــــة
ثم تبشر أمـــي بأن الله قد تقبل هديتهــــــــــا إليــه
وأن ولدها قد قُتل في سبيل الله مقبلاً غــــير مدبــر
وإن الله , أن كتبني في الشهداء , فإنــــي سأوصل
سلامها إلى أبي وأخوالي في الجنة
ثم قال
يا عم إني أخاف ألا تصدق أمي كلامك , فخذ معك
بعض ثيابي التي فيها الدم ، فإن أمـــــي إذا رأتها
صدقت أني مقتول ، وقل لهــــــا إن الموعد الجنة
إن شاء الله
الله خليفة الشهيد في بيته
يا عم إنك إذا أتيت إلى بيتنـا ستجد أختاً لي صغيرة
عمرها تسـع سنوات ما دخلتُ المنزل إلا استبشرتْ
وفرحتْ ، ولا خرجتُ إلا بكتْ وحزنتْ ، وقد فجعت
بمقتل أبي عام أول , وتفجع بمقتلي اليوم ، وإنهــا
قالت لي عندما رأت علي ثياب السفر : يا أخــــي لا
تبطئ علينا وعجل الرجوع إلينــا
فإذا رأيتهـا فطيب صدرها بكلمات
وقل لها
يقول لك أخــوكِ
الله خليفته عليكِ

ثم تحامل الغلام على نفسه وقـال
يا عمّ صدقت الرؤيا ورب الكعبة
والله إنـــــي لأرى المرضــــــــية
الآن عند رأسي , وأشم ريـــحها
ثم انتفض وتصبب العرق
وشهق شـهقات ، ثم مات
********************
فأخذت بعض ثيابه لما دفناه
لم يكن عندي هم أعظم من أن
أرجعَ إلى الرقة وأبلغَ رسالته لأمه
فرجعت إلى الرقة
وأنا لا أدري ما اسم أمه وأيــن تسكن
فبينما أنا أمشي وقفت عند منزل تقف
على بابه فتاة صغيرة ما يمر أحد مــن عند
بابهم وعليه أثر السفر , إلا سألته يا عمي
من أيــن أتيت ؟ فيقـول من الجهاد
فتقــول لـــــــــــه معكم أخـــــــي ؟
فيقول ما أدري مَن أخــوك ويمضي
وتكرر ذلك مرارًا مع المارة ويتكرر
معها نفس الرد فبكت أخيرًا
وقالت ::
مالي أرى الناس يرجعون
وأخي لا يرجع ؟
فلما رأيت حالها أقبلت عليها
فرأت علي أثر السفر
فقالت ::
يا عم من أين أتيت ؟
قلت من الجــــــــهاد
فقالت معــكم أخي ؟
فقلت أين هي أمك؟
قالت في الداخل
ودخلت تناديها
فلما أتت الأم
وسمعت صوتي
عرفتني وقالت ::
يا أبا قدامة أقبلت معزيًا أم مبشرًا ؟
فقلت كيف أكون معــــزيًا ومبشرًا ؟
فقالت ::
إن كنت أقبلت تخبرني أن ولـدي
قُتل في سبيل الله مقبل غير مدبر
فأنت تبشرني بأن الله قد قبل هديتي
التي أعدتها من سبعة عشر عامًا ، وإن
كنت قد أقبلت كي تخبرني أن ابنـي رجع
سالمًا معه الغنيمة , فإنك تعزيني
لأن الله لم يقبل هديتي إليه
فقلت لها
بل أنا والله مبشر
إن ولدك قد قتل مقبل غير مدبر
فقالت ما أظنك صادقًا وهي تنظر إلى الكيس
ثم فتحت الكيس وإذ بالدماء تغطـــــــي المــلابس
فقلت لها أليست هذه ثيابه التي ألبستيه إياها بيدك؟
فقالت :: الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر , وطارت فرحا
********************************************
أما الصغيرة فقد شهقت لــما سمعت الخبـــــر
ثم وقعت على الأرض , ففزعت أمها ودخلت
تحضر لها ماء , لتسكبها على وجهها
أما أنا فجلست أقرأ القرآن عند رأسهـا
ووالله ما زالت تشهق وتنـــادي باسم
أبيها وأخيها , ومــا غادرتها إلا ميتة
فأخذتها أمها وأدخلتها وأغلقت الباب
وسمعتُها تقول
اللهم إني قد قدمت زوجي
وإخواني وولدي في سبيلك
اللهم أسألك أن ترضى عني
وتجمعني وإياهم في جنتك
********************
الله خليفة الشهيد في بيته
بل والخارج في سبيـل الله
نساء غزة وفتيانها , يكتبون تاريخ الأمة بلغة عصرية
والعالم يصنفها ضمن القصص والموروث الإنساني
وشباب الأمة يختزنها ليوم التحرير العظيم
تحرير الأقصى , ونهاية دولة إسرآئيل
وزوالها من مصنف التاريخ
البشري
****
قال الله في علاه
"
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
(169)
فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَيَسْتَبْشِرُونَ
بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ
أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
(170)
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ
وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ
(171)
"
***
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
"
يُشَفَّعُ الشَّهِيدُ
فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ
"
**

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

قصه قصيره ولكنها مؤثره جداااااااااااااااااااااااااااا تذكرها كلما نظرت الى اصحابك -قصة

قصة قصيرة جـــدا لن تاخذ منكم دقيقه ولكن تاثيرها سيبقى كلما تذكرت ونظرت في وجه اصحابك
لو سمحتو اقراوها

عجبتني فنقلتها لكم مش صارت معي

مررررررررره روعه

ورقة صغيرة

كُتبت بخطٍ غير واضح ، تمكنت من قراءتها بصعوبة بالغة … مكتوب بها

فضيلة الشيخ : هل لديك قصة عن أصحاب أو أخوان … أثابك الله …

كانت صيغة السؤال غير واضحة ، والخط غير جيد…

سألت صديقي : ماذا يقصد بهذا السؤال ؟

وضعتها جانباً ، بعد أن قررت عدم قراءتها على الشيخ …

ومضى الشيخ يتحدث في محاضرته والوقت يمضي …

أذن المؤذن لصلاة العشاء …

توقفت المحاضرة ، وبعد الآذان عاد الشيخ يشرح للحاضرين ، طريقة تغسيل وتكفين الميت عملياً …

وبعدها قمنا لآداء صلاة العشاء …

وأثناء ذلك أعطيت أوراق الأسئلة للشيخ ومنحته تلك الورقة التي قررت أن استبعدها ، ظننت أن المحاضرة قد انتهت …

وبعد الصلاة طلب الحضور من الشيخ أن يجيب على الأسئلة …

عاد يتحدث وعاد الناس يستمعون …

ومضى السؤال الأول والثاني والثالث …

هممت بالخروج ، استوقفني صوت الشيخ وهو يقرأ السؤال …

قلت : لن يجيب فالسؤال غير واضح …

لكن الشيخ صمت لحظة ثم عاد يتحدث …

جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعة من أقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني الغسيل ، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع …

وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر …

ولسانه لايتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلا بالله …

هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً …

بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به بالشاب …

– إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر

التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي

ألجمتني المفاجأة ، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيب

– نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ من أخي …

سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه …

– إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ، ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم …

– كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي ، تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً …

التحقنا بعمل واحد …

تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين …

رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن …

عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزان عندما نلتقي …

اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة …

نذهب سوياً ونعود سوياً …

واليوم … توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء …

– يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا …

خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما ..

أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله …

أنتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله …

لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه سيهلك في تلك اللحظة …

راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه …

أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه …

وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة …

أما الشاب فقد أحاط به أقاربه …

فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً …

وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه …

سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو …

انصرف الجميع …

عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله ، وتقف عنده الكلمات عاجزة عن التعبير …

وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت اتأملها ، الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته …

نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه …

تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً …

يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه …

يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده ، بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء …

انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه …

رددت بصوت مرتفع :كيف مات ؟

– عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ، رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون …

– إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ، يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي …

قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه …

توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة …

لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً …

قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل …

أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد ، يالها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمعت القبور بينهما أمواتاً …

خرجت من القبر ووقفت ادعو لهما : اللهم أغفر لهما وأرحمهما ، اللهم واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما …

انتهى الشيخ من الحديث ، وأنا واقف قد أصابني الذهول ، وتملكتني الدهشة ، لا إله إلا الله ، سبحان الله ، وحمدت الله أن الورقة وصلت للشيخ وسمعت هذه القصة المثيرة ، والتي لو حدثني بها أحد لما صدقتها …

وأخذت ادعو لهما بالرحمة والمغفرة

اللهم أجمعني بأصدقائي وإخواني في الدنيا ولا تحرمني من لقياهم في الجنة

يا أرحم الراحمين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

قصه الطفل المتوحش في المغرب قصة قصيرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعيدا عن مفهوم الأسرة ودلالاتها وما توفره من حنان واطمئنان ولد أحمد لا يعرف أباه ولا يدرك معنى الاستقرار بين أحضان أسرة، ذلك أن أمه حملت به بطريقة غير شرعية وما كان عليها إلا أن تتخلى
عنه لفائدة امرأة فقدت كل شيء، فقدت معنى الأمومة بحكم أنها عاقر لا تنجب وهذا ما سبب في اختفاء زوجها وتركها تجتر عقدها ومعاناتها النفسية، هي المسماة (ز.غ) موظفة سابقة بابتدائية مراكش من مواليد 1951، احتضنت الطفل الحامل لأزمته وعمره لا يتجاوز ثلاث سنوات، وتسلمته من أخت والدة الطفل الذي تكفلت به في البداية درئا للفضيحة وخوفا من "الشوهة" وبين هاته وتلك تحول الطفل إلى عبء يجب التخلص منه بأي وسيلة،

الموظفة السابقة بابتدائية "مراكش" "ز.غ" تسلمت الطفل بهدف أن يملأ عليها حياتها ويخرجها من عزلتها التي فرضها عليها القضاء والقدر لكنها لم تتسلم مع الطفل أية وثيقة، مما أدى إلى أن يكون الطفل مهملا بدون وثائق تثبت هويته وانتماءه لأمه الشرعية وأبيه اللاشرعي.

انتقل الطفل ذو ثلاث سنوات إلى منزل "ز.غ" في حي شعبي، لكن ونظرا لحركية الطفل ومرحه وإقباله على الحياة يكتشفها وهذا يميز كل طفل، كان أحمد يتعرض للعنف بشتى أنواعه، أحيانا كانت تضربه ضربا مبرحا وأحيانا أخرى كانت تمنعه من الخروج من المنزل لملاقاة أصدقائه في الحي، واهتدت "ز.غ" أخيرا إلى فكرة حبسه في سطح المنزل رفقة القطط والكلاب خاصة وأنها كانت تهوى تربية الحيوانات الأليفة، ربما كانت هذه الحيوانات تملأ عليها الحياة وربما أنها تعاملت منذ البداية مع أحمد على أنه لا يختلف عن باقي حيواناتها، التي كانت تملك القدرة على الهرب عندما تتعرض لعنف "ز.غ" لكن أحمد كان يفتقد لهذه الخاصية، وأصبح مصيره بيد هذه المرأة الفاقدة لكل حس إنساني.

أحمد الطفل الذي حكمت عليه مربيته بالسجن القهري

في ركن من أركان السطح اتخذ أحمد مأوى له إلى جانب القطط الضالة والكلاب المتوحشة، مع مرور الوقت تحول الطفل إلى حيوان لا يقف على قدميه وإنما يمشي على أعضائه الأربعة (اليدان والرجلان) لأنه أحس بأنه لا يختلف عن باقي الحيوانات التي يتقاسم معها فضاء السطح بل عاش معها صراعاتها وتاه بين مواء القطط ونباح الكلام، ولم يتبن أي صوت من أصوات الحيوانات التي ألفها، بل فقد القدرة على النطق وفقد ذكرياته التي نقشت سابقا في ذاكرته عندما كان يخرج إلى الزقاق ليلعب مع أصدقائه من الأطفال.

فجأة انقطع خبر الطفل أحمد عن والدته وخالته والجيران، لم يعد أحد يراه، خالته كانت قد تعودت على رؤيته والإطمئنان عليه، إذ كانت الجانية متعودة على الذهاب به عند خالته، خلال الثلاثة الأشهر الأولى من تحملها مسؤولية تربيته، طبعا سألت الخالة عن أحمد لكن "زغ) كانت دوما تقدم الأعذار إلى أن اهتدت إلى فكرة جهنمية مفادها أن الطفل انتقل إلى الرباط ليعيش مع أختها المحامية وأنه يعيش حياة هادئة وسعيدة بل أكثر من هذا فقد تم إلحاقه بمدرسة خاصة.

أمام هذه الكذبة الجهنمية، لم تجد الخالة ما تقول، بل استراحت واطمأنت على ابن أختها وقالت في نفسها، إن احمد حظه سعيد ولعله يعيش الآن حياة جد مريحة في أحضان أسرة راقية وبحي راق. الحقيقة غير ما أفصحت عنه المرأة الجهنمية (ز.غ) لأن أحمد يعيش مع القطط والكلاب، وقد أمنها وأمنته، وتعود على العزلة يخاطب الحيوانات بأصواتها وحركات يبدو أنها هي الأخرى فهمتها.

مع مرور الوقت تحول أحمد إلى طفل متوحش، يتصارع أحيانا مع الحيوانات التي عيش معها، خاصة عندما يكون هناك خصاص في الطعام، وفي يوم من الأيام دخل في صراع مع كلب شرس لم يرد أن يتقاسم الطعام مع أحمد فانقض عليه ناهشا أنفه، مما أدى إلى تشوه فظيع في وجه الطفل الضحية، "ز.غ" لم تحرك ساكنا ولم تقدم الإسعافات للطفل وتركته على حاله، ينمو بهذا التشوه الذي جعل منه طفلا مشوها يبدو كأنه من عالم آخر، أو كأنه كائن جني يخاف منه الإنسان إذ صادفه فجأة.

ثلاث سنوات كاملة عاشها أحمد معزولا عن العالم الخارجي، يأكل ويقتات مع الحيوانات بل يأكل غائط الكلاب والقطط وساءت أحواله الصحية نتيجة نقص الغذاء .

الجيران يكتشفون الطفل المتوحش

صدفة كان أحد شباب الحي فوق سطح منزله، فرمق بالجهة المقابلة كائنا يتحرك لا يحمل سمات الإنسان،
يمشي على أربعة، حاول أن يستطلع الأمر، فإذا به يصاب بصدمة فينزل مسرعا إلى الحي اتجاه أصدقائه يخبرهم بأن هناك جنيا على سطح منزل "ز.غ"، طبعا لا أحد صدق الشاب بل أصبح محط سخرية واستهزاء، لكن الشاب لم يتراجع عما صرح به لأصدقائه وأصر على ضرورة مصاحبته للسطح ليروا ما رأى بأم عينيه.

تحت شدة الإصرار، صاحبه خمسة من شباب الحي إلى السطح، وعندما لمحوا المشهد، أصابهم الروع والخوف، وطرق أحدهم يتلو آية الكرسي بينما هم الآخر بالرجوع من حيث أتى وفي تلك اللحظة شاهد من بقي على السطح الطفل المتوحش وهو يلتقط غائط الكلاب ويأكله.

واحد من الشباب الخمسة تشجع واقترب أكثر من الكائن الغريب ومد له يده طالبا إياه بالإقتراب أكثر ، فقام الطفل من مكانه ماشيا على أطرافه الأربعة، مستجيبا الدعوة، أحاطت به المجموعة من الشباب المتبقى على السطح وأدركوا أن الكائن الغريب ليس بجني أو وحش وإنما هو طفل، وعرفوا أن هذا الطفل إنما هو أحمد الذي اختفى عن الأنظار مدة ثلاث سنوات.

لقد كانت الصدمة قوية، شعررو وافيها أن كل القيم الإنسانية قد اندثرت، وشعروا باليأس والشفقة، وتساءلوا في قرارة أنفسهم كيف تغير أحمد من الطفل الوديع إلى طفل متوحش يخيف كل من نظر إليه؟!!

على إثر هذا الإكتشاف الغريب والفظيع في نفس الوقت، قام أحد شباب الحي بإبلاغ المصالح الأمنية التي انتقلت إلى عين المكان فوقفت على حالة الطفل المزرية والخطيرة، وفتحت تحقيقا في القضية، وتم اعتقال الجانية "ز.غ" بتهمة تعريض قاصر للخطر والإعتداء على قاصر بينما وجهت للشخص الذي يسكن معها بنفس المنزل تهمة عدم تقديم مساعدة لقاصر في خطر نترك لكم التعليقات على امل ان تشفي غليلكم من عمل اجرامي بحق طفل نهشت براءته

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

رحله الى المجهول ( مشتركه ) -قصة رائعة

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
القصة قصه مشتركه وفكرتها 10 اشخاص يضيعون في غابه تقول الاساطير عنها ما تذعر النفس لسماعها وتحدث هناك احداث (اكشن حزن فرح خوف وغيرها)
وتكون قصة لعشر اشخاص كل شخص يكتب جزء من القصة على ان تكون الفصول متناسقة مع بعضها وهكذا الى نهايته وكل شخص يختر شخصيه ايضا مع صورة لها ان كانت فتاه او فتى ان امكن
ونحتاج فقط لعشراشخاص

اولا سأبدا بشخصيتي
الاسم : سيشو
العمر :15 سنه
الشخصيه :شجاعة ومتهورة وتحب صنع المقالب بالاخرين
الصورة :

وسنبدأ في الخميس القادم اذا اكتمل العدد
ولا تحرموني من ردودكم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

لا تحكم على احد من اول نظرة -قصة رائعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحكى أن رجلاً عجوزاً كان جالسا مع ابن له يبلغ من العمر 25 سنة في القطار

وبدا الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب الذي كان يجلس بجانب النافذة
أخرج يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ

"أبي انظر جميع الأشجار تسير ورائنا"!!

فتبسم الرجل العجوزمتماشياً مع فرحة إبنه
وكان يجلس بجانبهم زوجان ويستمعون إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه

وشعروا بقليل من الإحراج فكيف يتصرف شاب في عمر 25 سنة كالطفل!!

فجأة صرخ الشاب مرة أخرى: "أبي، انظر إلى البركة وما فيها من حيوانات،

أنظر..الغيوم تسير مع القطار"

وأستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى
ثم بدأ هطول الامطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب,
الذي إمتلأ وجهه بالسعادة وصرخ مرة أخرى ،
"أبي انها تمطر ، والماء لمس يدي، انظر يا أبي"

وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت وسألوا الرجل العجوز"

لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لإبنك؟"

هنا قال الرجل العجوز:
" إننا قادمون من المستشفى حيث أن إبني قد أصبح بصيراً لاول مرة في حياته "

تذكر دائماً:

"لاتستخلص النتائج حتى تعرف كل الحقائق"

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده