التصنيفات
قصص قصيرة

الفـأس هذا .. فأين الوطن ؟ ! قصة قصيرة

قـصه قـصيره

تناول كسرة من الخبزِ المتجمد بلا ثلج ! وحملَ فأسهُ الوحيد فوق

كتفه البالي ، وودّع أهله في ذلك الصباحِ بحثاً عن قوت يومه ، ولقمةَ

خبز منقوعة بقناعةِ عرق الجبين ، كيْ يسّكن بها صرخات صغاره

المتجمهرينَ في المساء عند الباب!.

وفي الطريق إستوقفوه وقالوا له بحزم ، ما أسمك؟ قال فلان ! وأين

تسكن ؟ .. قال أسكن هناك عبرَ هذا الجسر الذي يعانق ضفتي نهر

موطني!!

فصرخوا به جميعاً .. موطنك ؟! وهل لك موطن يا هذا ؟ أما علمتَ أن

الأوطان كالثعابين تنزع جلدها ؟ بل كيف تجرؤ على الكذب!!.

عندها أيقنَ المسكين النهاية ، واحتسب صغاره لله ، ورمى بفأسهِ

التي إنتهى كفاحها بمسمياتِ الوطن الجديد …

مـنقـوله

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

حكاية النسر قصة جميلة

يحكى أن نسرا كان يعيش في إحدى الجبال ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار وكان عش النسر يحتوي على 4 بيضات ثم حدث أن هز
زلزال عنيف الأرض فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي
وتعتني ببيضة النسر هذه وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس. وفي أحد الأيام فقست البيضة
وخرج منها نسر صغير جميل ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة وفي
أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج شاهد مجموعة من النسور تحلق عاليا في السماء
تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عاليا مثل هؤلاء النسور لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء
من الدجاج قائلين له: ما أنت سوى دجاجة ولن تستطيع التحليق عاليا مثل النسور وبعدها توقف النسر
عن حلم التحليق في الأعالي وآلمه اليأس ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج.

أنك إن ركنت إلى واقعك السلبي تصبح أسيرا وفقا لما تؤمن به فإذا كنت نسرا وتحلم لكي تحلق عاليا في سماء النجاح فتابع أحلامك ولا تستمع لكلمات الدجاج

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

زوج يهدد زوجته بعد الطلاق بنشر صورها المثيرة !!

السلام عليكم

من المألوف بل من الطبيعي ألا يكون بين الزوج وزوجته حاجز من حرج أو تمنع إلا فيما حرم الله سبحانه وتعالى. وهكذا كانت حال صاحبنا وزوجته اللذين نتناول موضوعهما هنا، فقد كانا من أسعد الناس في محيطهما يعيشان في وئام ووفاق تام، وغالباً ما كانا يلتقطان صوراً تذكارية لبعض الأوضاع الحميمة التي لا يقوم بها سوى الأزواج ، وبالطبع لم يكن يخطر على بال الزوجة أن هذه الصور يمكن أن تنقلب إلى سلاح فتاك يهدد شرفها وسمعتها ومستقبل حياتها، وهو ـ ويا للأسف- ما حدث .فبعد فترة من الزمن اختلف الزوجان ونشبت بينهما نزاعات انتهت بالطلاق . وكما هي سنة الحياة رغبت المرأة المطلقة في الزواج مرة ثانية- بعد انقضاء المدة الشرعية- عندها أبرز الزوج السابق وجهاً قبيحاً وشرع يهددها بأنه سينشر الصور التي التقطها لها عندما كانا متزوجين، وهي كما أسلفنا صور لا ترغب أي امرأة في أن يراها شخص آخر رجلاً كان أم امرأة ناهيك عمن ترجوه زوجاً مستقبلياً لها، فضاقت بها الأرض بما رحبت وظنت أن حياتها توقفت عند هذه النقطة، بيد أن تفكيرها هداها إلى إبلاغ أحد مراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شرق العاصمة الرياض الأسبوع قبل الماضي التي تحركت وباشرت القضية، وتابعتها إلى أن ضبطت الزوج السابق وطالبته بتسليم كافة الصور التي تم إتلافها بحضور صاحبة الشأن-الزوجة السابقة- كما أخذت الهيئة عهداً على الرجل بالاستقامة والحفاظ على العشرة الزوجية السابقة بينه ومطلقته

مع تحياتي ؛أوس العراقي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

قصة حزينة عنوانها قلب متحجر قصة قصيرة

اليوم راح اضع قصة بمجهود شخصي
ومن ذهني ارجوا ان تنال اعجابكم
قصة تحكي عن اب و إبنته
قصة حزينة جدا عنوانها : القلب متحجر
نبدأ
كانت هناك في قرية تدعى قرية لياروا قوانين صارمة حيث تعتبر الأنثى عارا كبيرا على رجل كانت جميع حقوقها مسلوبة تمنع من كلام إلى رجال , وتمنع من خروج من القبو او المطبخ وتضرب بقساوة طوال وقت أما الرجال فقد كانوا يطبقون هذه قوانين بجدية وفي تلك قرية كانت هناك فتاة صغيرة أسمها ميوي اسم اطلقته عليها امها فأبوها لم يهتم تى بأطلاق اسم عليها كانت ميوي تتسلل من منزل ألى الخارج لتروي زهور فكانت تحبها بشدة وخصوصا أحدى الشجر شجرة عملاقة كانت تختبأ فيها احيانا وتنام بين اغصانها واسعة وطويلة جميلة وفي احد ايام اكتشف والدها مساو ميوي عندما وجدها في الشجرة انزلها بالقوة وادخلها البيت فعذبها غذبا ليس له مثيل ولا تحتمله فتاة في مثل سنها فصارت تنزف من انفها و تسعل دماءا وجرحت عدة جراح خطيرة ثم امسكها من شعرها ورماها في علية حتى لا تتمكن من الهرب مجددا لكن ميوي كانت تحب والدتها ووالدها كثيرا رغم قساوة والدها عليها لهاذا تعود إلى منزل بعد خروجها منه خرج مساو وحمل الفأس و أعطاه لأحد الشباب و أمره بأن يقطع الشجرة سمعت ميوي ذلك ذهب الشاب هو ومجموعة من رفاقه لقطع شجرة فتحت ميوي نافذة العلية ورأت الشاب على وشك قطع الشجرة حينها قفزت من النافذة الى احد اغصان الشجرة وفي ذلك وقت حمل الشاب الفأس على عاتقه حتى يقطع شجرة ولما كاد الفأس يلامس شجرة ظهرت امامه ميوي فأصابها فأس بجرح عميق مماجعلها تسقط ارضا امام مرآى والدها الذي كان يقف قريبا منها سمع والدها صرخة ابنته الوحيدة ركض ليرى ماذا يحصل فوجد ابنته على ارض تحتضن شجرة وترسم عليها بأصابعها مليئة بدمائها
وبدأت ميوي بالغناء :
كم احبك يا أبي كم تمنيت ان تأتي بي ذات يوم انا وامي وانت إلى هذه شجرة حتى نلعب بالقرب منها هذا هو حلمي هذا هو حلمي كم احببتك يا امي كم احببتكما يا والدي اتمنى لو ارى بسمة يوما ما على وجهيكما وانتما تحتضنانني و الأن انا اتألم في وسط بركة من دمائي اصبحت ارى كل شيئ ابيض على الأقل سأسقي هذه شجرة دمائي احبكي يا امي وكذلك يا ابي كانت دموعها تشارك دمائها حينها كانت الشباب في حالة صدمت حمل الأب ابنته والدموع من عينه كالسيل
ميوي : من هذا هل هذا انت يا أبي ارجوك اخبرني فأنا لم اعد ارى سوى اللون ابيض
ماساو : سامحيني يا ابنتي سامحيني
ميوي لقد سامحتك يا ابي لكن ارجوك لا تقطهع شجرة
مساو اعدك يا صغيرتي ميوي
وصل ماساو إلى قبو حيث كانت والدتها روزلين
روزلين : ماذا فعلت بأبنتي ايها القاتل
ميوي : اهذه انتي يا امي
روزلين : هل انتي تتألمين يا حبيبتي
ميوي : سيزول الألم بعد قيل يا امي
مساو : سامحيني يا روزلين
روزالين : قاتل لن اسامحك
اخذت روزالين ميوي من ماساو
ميوي : امي لا تغضبي من ابي ارجوكي
كانت تلك اخر كلمات ميوي وماتت بين احظان امها
روزالين : ميوي , ميوي اجيبيني ميوي حبيتي حلوتي صغيرتي ميوي
صرخت روزالين صرخة عارمة وصدم ماساو
روزالين : لن اغضب منك فهذهي وصية ابنتي و لكني لن اسامحك ابدا ابدا ايها قاتل
ماساو : ميوي ميوي
دفن ماساو إبنته بالقرب من الشجرة واصبح عطوفا مع زوجته ولم يعد يهتم لأحد وهاكذا بدأت حياة تعود إلى قلوب متحجرة في قرية لياروا
وشكرا لا تبخلوني من انتقادات وشكرا لحسن القراءة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

تقدم شاب لخطبة فتاة…فماذا حدث بعد ذلك؟؟؟ -قصة رائعة

تقدم شاب لخطبة فتاة
فلما وجد الأب فيه الصفات المناسبة طلب منه مهر ريال واحد سعودي

أدري أحين تقولون وين نحصل مثل ها الأب؟؟؟

قال الأب : نحن نشتري رجل ولا يهمنا المال
فرح الشاب و تم الزواج

كانت هناك حركة يقوم بها الزوج دوما على سبيل المزاح

كلما اشترى الرجل قوطي بيبسي يقول لحرمته : أنت والقواطي نفس الشيء كلكم بريال

والزوجة مقهورة وتكتم غيظها

طلعوا مرة يتمشون واشترى بيبسي قال لها :
تخيلي ؟؟!! أنتي خسرتيني نفس ما خسرني البيبسي ههههههه (

طفح الكيل)…….

طلبت الحرمة تزور أهلها واشتكت هناك لأهلها من زوجها قائلة :
أرخصتم مهري فأرخص قدري

عصّب الأب وقال للزوج الذي أتى لأخذ زوجته :
خليها اليوم وتعال أنت وكل


أهلك بكرة عندنا عزيمة

فرح الرجل ( ما يدري شو بيصير له)

اليوم الثاني أتى هو وعائلته الذين خطبوها

فوضع لهم الأب قوطي بيبسي


استغرب الضيوف لكن الزوج بدأ يشعر أن السالفة عن تعليقاته ثم أتى الأب بقوطي ثانيوثالث

ووضعها أمام أهل الشاب قائلا لهم :

أخذتوا بنتنا بقوطي بيبسي


والآن نعطيكم 3 قواطي ورجعوها كاد الزوج يغمى عليه من الإحراج أمام أهله فلم يفهموا شيئا شرح لهم الأب الموقف فغضب الجميع على الزوج ،أهكذا جزاء من أكرمك؟؟

حلف الأب ألا تخرج البنت من بيته إلا بـ300 ألف ريال وأيده الجميع … أحرج الزوج وعلم أنه يستحق ما حصل له

وجمّع المبلغ ورجع



زوجته

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

مَجَرّدْ كَلاَمْ …لقَد فُتِحَتَ جرَوحِيِ مرَة أخرىَ! قصة جميلة

[




هذا العالم الذي ولدت فيه مجرده من حنان الشخصين الذان انجباني
في هذا العالم البأس
لا يوجد مكان …
لا يوجد احد…
لا يوجد شيء…
انا وحيدة اقاتل إرادتي للحياة
لقد ولدت تحت هذه السماء الرمادية
التي بكت بولادتي كأنها تتحسر بوجودي تحتها
هل هذا ما يسمى بالقدر أم ماذا؟
هل وجب علّي أن أعاني كل هذا ؟ هل وجب أن اعيش هكذا؟
هل وجب ان اكون هدف يرمى بإسهم جارحة؟
لا يمكنني تقبل هذا !
سوف انتقم منهم جميعاً !
لا يمكنني الوثوق باحد لأن هذا مصيري في هذا العالم

نبذة عن القصة
الاسم العربي :مَجَرّدْ كَلاَمْ …لقَد فُتِحَتَ جرَوحِيِ مرَة أخرىَ!
الاسم انجليزي:Just talk … I opened my wounds again!
الكاتب :Rita
عدد الفصول : فصل واحد (متكون من جزئين)
التصنيف : التراجيديا ، خارق للطبيعة، ،غموض

القصة :في عالم يطبق قانون (القوي يأكل الضعيف )
حيث يعيش النبلاء في المنزلة الاعلى والاقوى و تكون تحتهم المنزلة السفلى
ومن بينهم بطلتنا في مواجهة القدر المحتم في ذلك العالم فكيف سيكون مصيرها؟

الجزء الاول
(الحريق الابيض)
لفحات الهواء تضرب جسدي لا يوجد مايحميه إلا خلّق بالية ممزقة
أنكمش بجسدي علّني التمس قليلاً من الدفئ لكن لا فائدة ،تسللت اشعة الشمس
من اعلى الافق لتتوجه على جسمي المرتعش فتحت عيناي بهدوء لتتوضح الرؤية عندي
لم يكن مشهد جدير بالاهتمام فهو كالعادة مجموعات القش المرتبة وبعضها متناثرة
على الارض الموحلة بينما صرير السقف المزعج الذي يقتحم افكاري دائماً يوقظني بنشاط

نهضت من على الارض الباردة و افرك يدي وكتفاي الشبه عاريين
امشي على الارض الموحلة الباردة برجلي الحافيتان
اتجهت إلى بيت او بالاحرى كوخ خشبي مهترى
له طابقين مع اني اتوقع سقوط الطابق الثاني قريباً
هممت بمد يدي على المقبض الذي نال منه الصدأ
حتى يرن صراخ تلك السيدة المزعجة داخل راسي
لا اريدك ان تطئ قدمك عتبة هذا المنزل مرة اخرى !
حاضر حاضر سيدتي هذا ما قلته داخل رأسي بينما ملامح السخرية مرسومة
بوضوح في وجهي وانا اتذكر تهديدها السابق

تراجعت للخلف قليلاً ورفعت نظري إلى نافذة زجاجية في الطابق الثاني
قلت بصوتي الخافت والمرتعش من شدة البرد
– سيدتي! سيدة مارس! ارجوك استي…
لم اكاد اكمل كلامي حتى اُفزع بتكسير الزجاج وارتطام شيء بالارضية الموحلة
قبل ان انظم ماحدث في رأسي يفزعني مرة اخرى صراخ السيدة المزعجة
-اصمتِ ايتها المزعجة !هل تعلمين الساعة كم الأن!
انتِ من طلبتي ان اوقظك في هذا الساعة ! ولا يحق لك ان تناديني بالمزعجة
ايتها العجوز!
بالطبع اردت ان اقول هذا لكن بالنسبة لمن يعرفونها يكون هذا بمثابة انتحار فوري
لذا اكتفيت بالصمت مع ذلك وجهت نظري على الارض لأتفاجأ بمسحوق تجميل
مرمي مع بعض من قطع الزجاج المتكسر !

انفجرت ضحكاً لكن بصمت كي لا تسمعني العجوز مزعجة
لترمي اغراض اخرى فوق رأسي
لكن لا يمكنني تصور خوفي في تلك اللحظة توقعت ان تكون نوع من المتفجرات الموقوتة
لكنه كان احد القنابل التي تضعها السيدة على وجهها
التفت اناظر الشمس المتربعة في وسط السماء لقد ارتفعت بسرعة
ارتديت وشاح رمادي صتعته بنفسي وخباته في بين القش
فبطبع لا تعطيني السيدة شيً اتدفأ به والشتاء على الابواب
توجهت إلى خلف الكوخ اخذت مكنسة قديمة
نظفت الساحة الخلفية وغسلت الملابس واتممت واجباتي كلها وتلك العجوز
ماتزال في عالم احلامها الخاص

تلونت السماء بالون البرتقالي وارسلت الشمس اشعتها
لتودع الارض الباردة
لم اطيق ان اترك السيدة نائمة لتصحو في الليل وتغضب مني
دفعت باب الكوخ الخشبي ليصدر ضجيج رن صداه في زوايا المدخل المظلم
تراكضت اشعة الشمس الى داخل الكوخ لتنير لي طريقي قبل ان تذهب
الى خلف الافق

تقدمت بخطوات هادئة الى الدرج المهترى وصدى خطواتي يتعالى في الكوخ
وصلت الى باب خشبي مملوء بالفتحات الصغيرة والكبيرة قرعت الباب
لم يجب احد ، مرة اخرى ، بلا فائدة
افكاري تتجه للأسوء
مسكت المقبض بيدي المرتجفة
توكلت على الله وفتحته
كانت الغرفة صغيرة الحجم اشعة الشمس تتراجع ببطىء من النافذة المكسورة
سرير يتوسط الغرفة
-س.. سيدتي هل انتِ بخير
تقدمت بخطوات خائفة تاركه الباب مفتوح على مصرعيه
ناظرت وجهها المتجعد تحت الحاف الابيض القديم
حركت كتفها علها تستيقظ
– سيدتي !سيدتي ! انه الغروب استيقظي
فزعت بقيامها المفاجئ
سقطت على الارضية الخشبية لم استوعب ماحدث لمست خدي المحمر
رفعت نظري الى تلك السيدة ،شعرها البني الجاف
الواصل الى كتفها، جسمها البدين وجهها الممتلئ
عيناها البنيتان الجاحضتان تناظراني بغضب، لقد فهمت الان لقد ضربتني
لكن ما سبب هذا ؟ لا اسمح لها ان تضربني بدون سبب مقنع ؟
اردت ان اعترض اقول شيئاً ما لكن لساني يخونني مرة اخرى!
– لماذا لم توقظيني قبل الان ! الم اخبرك من قبل ان توقظيني مبكراً !؟
كما ماذا تفعلين هنا ؟ والم اخبرك الا تدخلي هذا المنزل مرة اخرى ؟
يالكِ من ناكرة للمعروف ! اهكذا تجازين من اخذك من الشارع و عاملك افضل معاملة؟
كنت اراقب وجهها الذي يتجعد بقبح عند صراخها بكلامها الكاذب اي معاملة ؟
معاملة الحيوان افضل من معاملتي!
مالذي فعلته كي استحق هذا ؟ سيصيبني الجنون ! اهناك من مخرج ؟
لا يمكنني حبس دموعي اكثر من هذا، مهما تصنعت القوة يظل الضعف مختبأً
داخلي ينتظر الوقت المناسب للظهور.

صوت تلك العجوز لم يخترق عالمي الأسود
كل ماهناك هو الظلام فقط
لا يوجد مكان… ، لا يوجد احد… ، لا يوجد شيء…
هذا هو قانون العالم الاسود صوت
رن صداه في زواي السواد…
سوف انتقم منهم جميعاً ……

ارتدت السماء ثوبها الارمادي وبدأت بالبكاء كأنها تحضر جنازةٌ ما
امشي في الطرقات جسدي يمشي وانا واقفة
لا استطيع التحرك سلاسل القدر تحاصرني من جميع الجهات
لا ارى شيء سوى الطريق الى مستقبل التعيس
نظرات السخرية تطاردني ينظرون إلي كأني حيوانً ما
اكرههم من يظنون انفسهم ؟
تعثرت وارتطم جسدي ببركة ماء المطر البارد سقطت خصلات شعري الاسود
عل وجهي لكي تخفي معاليم البكاء
اريد ان ابكي اريد ان اصرخ

انا انسانة!

اجل انا انسانة مثلكم ومثل غيركم
جميعنا بشر لا يوجد من هو افضل او من هو اسوء
جميعنا متساوين جميعنا فقراء امام الله

اردت قول هذا لكن لا حاجة لقول لساني يأبى التحرك
نهضت من على الارض الباردة بتثاقل
ذهبت إلى المحل المطلوب اشتريت ما طلبته العجوز المزعجة
ورجعت الى الكوخ اقصد العذاب فتحت الباب لأراها تناظرني بنظرات غريبة
لم افهمها
– اعيديهم !
– ماذا تقصدين سيدتي؟
– لا تتظاهري بالغباء سكارليت اعلم انك دخلتي غرفتي وانا نائمة
لم افهم شيئاً مما تقول اتقصد دخولي لإيقاظها ام ماذا؟
– اجل دخلت لك……..
لم اكمل كلامي لتبدأ التجاعيد تنتشر في وجهها بقبح
– تعترفين إذا
اعترف بماذا لا اعلم مالذي تقوله افكر بالاجابة لتسحب تلك العجوز شعري الاسود
بقوة وترميني على حافة الباب كانت الضربة قوية فتألمت بشدة
– تسرقين اغراضي التي تعبت وعملت ليلاً ونهاراً من اجلها ! حقاً يالكِ من ناكرة للمعروف
ماذا سرقت اغراضها ؟ هل جنت هذه العجوز ام ماذا ؟
ناظرت خلفها

اتضحت الاجوبة
ابتسامة خبيثة ، نظرات مستكبرة
معاليم وجه الشيطان طُبعت على وجهها البريء
تناظرني بستكبار تبتسم ابتسامة مشبعة بالخبث والحقد
واقفة على زاوية الدرج تمسح على شعرها البني الطويل
كانت الشيطان عينه

– هل تسمعينني سكارليت؟
اجبتها دون تفكير
– اجل سيدتي
– اريد اعرف ما مدى غباءك اقول لك اعيد اغراضي حالا
وما ادراني اين خبأتهم ابنتك الشيطانة ايتها العجوز!
طبعاً لم اقل هذا اكتفيت بالصمت عله يخرجني من هذا العذاب
– الخطأ كله على والديك لولا وجودك في الحياة لما عانينا هذا الجحيم!
لم استطع السكوت في تلك اللحظة
– ومن انتِ كي تعتبرين وجودي في هذه الحياة يعد جحيماً
قلت هذا ونظراتي مليئة بالثقة
رسمت ملامح السخرية على شعور الغضب
– الفتاة الضعيفة تكلمت اخيراً، إذا لن اعتبرك جحيما او اي شيء اخر
فقط اخرجي واخبريني من الذي سيجعلك تنامين تحت سقف دافئ ويدللك مثلما فعلت
هربت الثقة مني وتجمعت الدموع في عيناي كل ماقالته صحيح
من الذي سيقبل بفتاة يتيمة وضعيفة مثلي؟ لا احد
– كل هذا بسبب والداك الفقيران بسببهم اصابتني عدوى الفقر البأس
لو لم ينجباك كانا سيكونان على قيد الحياة ويدينان لي بالمال الكثير واكون احد النبلاء
لكنهما عنيدان لم يستمعا إلى كلامي الناصح
هذا يكفي يكفي لا احتمل هذا لا اريد ان يهين احد والداي اكره هذا

عالمي الاسود …
ضوء اجل انه ضوء نقطة ضوء صغيرة تلمع في وسط الظلام
امد يدي كي اطاولها …لقد مسكتها انها دافئه

لهب دافئ
ابتسم ابتسامة الحرية
لقد احرقت سلاسل القدر
لقد غيرت المستقبل
اناظر اللهب المتراقص
على اماكن متفاوته من الكوخ
ارى على زجاج متكسر
شعري شديد السواد
قد اصبح ناصع البياض
عيناي الرماديتان
اصبحا حمراوتان
………
هذه انا سكارليت
لقد انتقمت من المصير

لا احد يرد
.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

امريكي يموت في الكعبة المشرفة…

امريكي يموت في الكعبة المشرفة…

لم يكن يخطر بباله قبل أنْ يأتي إلى المملكة العربية السعودية أن يفكِّر في دين الإسلام، أو يشغل ذهنه بالمسلمين وبما هم عليه من هُدَى الإسلام، فهو موظف كبير في شركة كبيرة، مكانته في عمله مرموقة، وحياتُه حافلةٌ بالعمل الجاد الذي مكًّنه من الحصول على عددٍ من الشهادات والأوسمة من كبار المسئولين في شركته وفي دولته «العظمى» أمريكا، يقول عن نفسه: «قبل أن آتي إلى الرياض مسئولا كبيراً في الشركة الأمريكية لم أكن أشغل بالي بالدين، ونصوصه وتعاليمه، حياتي كلُّها مادةٌ وعمل وظيفي ناجح، وإجازاتٌ أروِّح عن نفسي فيها بما أشاء من وسائل الترويح المباحة وغير المباحة، شأني في ذلك شأن ملايين البشر في هذا العالم الذين يعيشون حياتهم بهذه الصورة المملَّة من الحرية المزعومة.
ومرَّت بي شهور في عملي الجديد في مدينة الرياض وأنا مستغرق في تفاصيل وظيفتي المهمة في مجال عملي، كان همِّي الأكبر أن أنجح في هذا العمل حتى أزداد رقيَّاً في الشركة التي أعمل فيها، ومكانةً مرموقة بين الناجحين في بلدي الكبير الذي يجوب العالم طولاً وعرضاً مسيطراً متدخلاً بقوته العسكرية في شؤون الناس.
وذات يومٍ كنتُ جالساً في مكانٍ، في لحظة استرخاء، ولفت نظري لأول مرَّة منظر عددٍ غير قليل من المسلمين سعوديين وغير سعوديين يتجهون إلى مسجد كبير كان قريباً من ذلك المكان، وكنت قد سمعت الأذان أوَّل ما جلستُ، وشعرتُ حينما سمعتُه بشعور لم أعهده من قبل – هبَّت من خلاله نسائم لا أستطيع أن أصفها، وانقدح في ذهني سؤال: لماذا يصنع هؤلاء الناس ما أرى، ومن الذي يدفعهم بهذه الصورة إلى المسجد، وكأنهم يتسابقون إلى مكان يدفع لهم نقوداً وهدايا ثمينة تستحق هذا الاهتمام؟؟
كان السؤال عميق الأثر في نفسي، جعلني اهتمُّ بمتابعة ما يجري بصورة أعمق وسمعت حركة صوت مكبِّر الصوت، ثم الإقامة، وبدأت أفكَّر بصورة جدَّية، وحينما سمعت الإمام يقول «السلام عليكم»، وجهت نظري إلى بوَّابة المسجد الكبيرة فإذا بحشود المصلِّين يخرجون يتدافعون، ويصافح بعضهم بعضاً بصورة كان لها أثرها الكبير في نفسي، ووجدتني أردِّد بصوت مرتفع «يا له من نظام رائع»، وكانت تلك بداية دخولي إلى عالم الإسلام الجميل، وفهمت بعد ذلك كلَّ شيء، ووجدت جواباً شافياً عن سؤال سألته ذاتَ يومٍ وأنا غاضب ، حيث كنت في سوق كبير من أسواق الرياض وكنت أريد شراء شيء على عجلةٍ من أمري ففوجئت بالمحلات التجارية تغلق أبوابها، وحاولت أن أقنع صاحب المحل التجاري الذي كنت أريد شراء حاجتي منه أن ينتظر قليلاً فأبى وقال: بعد الصلاة إن شاء الله، لقد غضبت في حينها، ورأيت أن هذا العمل غير لائق، وبعد أن أسلمت أدركتُ مدى الدافع النفسي الدَّاخلي القوي الذي يمكن أن يجعل ذلك التاجر بهذه الصورة.

أتمَّ عمرته قبل صلاة العشاء، وكان حريصاً على الصلاة في الصف الأوَّل المباشر للكعبة، وحقَّق له مرافقاه ذلك، وبدأت الصلاة، وكان الأمريكي المسلم في حالةٍ من الخشوع العجيب، يقول أحد مرافقيه: وحينما قمنا من التشهُّد الأوَّل لم يقم، وظننته قد استغرق في حالته الروحية فنسي القيام، ومددت يدي إلى رأسه منبها له، ولكنه لم يستجب، وحينما ركعنا رأيته يميل ناحية اليمين، ولم يسلَّم الإمام من صلاته حتى تبيَّن لنا أن الرجل قد فارق الحياة، نعم، فارق الحياة، أصبح جسداً بلا روح، لقد صعدت تلك الروح التي رأينا تعلُّقها الصادق بالله في تلك الرحاب الطاهرة، صعدت إلى خالقها يقول المرافق: لقد شعرت بفضل الله العظيم على ذلك الرجل رحمه الله ، وشعرت بالمعنى العميق لحسن الخاتمة، وتمثَّل أمام عيني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، عن الرجل الذي يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، لقد عرفت هذا الرجل الأمريكي كافراً قبل أن يسلم، ورأيت كيف تغيَّرت ملامح وجهه بعد أن أسلم، ورأيت خشوعه لله في صلاته، ورأيته طائفاً ساعياً، ورأيته مصلَّياً ورأيته ميتاً في ساحة الحرم المكي الشريف، وودَّعته مشيعاً حيث تم دفنه في مكة المكرمة بعد استئذان أهله في أمريكا.
قال أحدهم: إنني أغبطه على هذه الميتة، قلت له: لماذا؟ قال: لأنه مات في أهم بقعة، وأعظم مكان في ميزان الدين الإسلامي الذي آمن به واعتنقه

اللهم انا نسالك حسن الختام يا رب الانام
اذا لم استعن بك يا الهي
فمن عوني سواك ومن مجيري ؟
اللهم اني اسالك حسن الخاتمة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

*زهرة الزمان ..في الظلام ~ -قصة

*مدخل :-

أنغام طفولية :-

"بابا" …مقطوعة نستعذب نطقها جميعنا
لتخضع لها قلوب أسرتنا بحنانها وشرّعت
لنا أبوابها …نطرقها متى نشاء !!

فكيف بمن حرموها وحرّمت تلك الأسماع والقلوب
من أنغامها المتناغمة …الضاحكة الباسمة

تلك الأنغام الطفولية ..تتلاشى ..لتحلّ محلها وخزات
وتصبح أنغام نهرب منها .فتواجهنا
ببرائتها وعذوبتها …
هذا حال من فقد
زهرة زمانه ..ليجدّها في الظلام
متنقلة بين ترهات الألم وقسوة الأيام !!

*ملاحظة :- اللون الأزرق يعني عودة الى الماضي

بخفوت وهدوء خطت الطفلة على الرصيف المظلم وقد تجاوزت ضحكات بعض السكارى
وألقت بكلماتهم الساخرة الى الوراء

تعثرت ببعض الزجاجات الفارغة فانسدل شعرها الذهبي المسترسل على جبهتها

بهدوئها المعتاد عاودت المشي من جديد فرفعت رأسها الصغير الى السماء لتنعكس صورة القمر على عيناها الزرقاوان فتبتسم أبتسامة باهتة تخرج بها براثين الألم التي تنهش صدرها باستمرار

" عزيزتي …ماذا تفعلين هنا؟! "

خاطبها صوت حان سمح لذاك الباب الموصد بذاكرتها بالأنبلاج كوميض مؤلم فتتبعثر بعض الصور في مخيلتها وتحدّث وخزة ألم في قلبها …أنتبهت الى الصوت

فاستدارت بهدوء وحدّقت بوجهه الابيض فأخفضت رأسها حزناً عندما زجرها بود:-

" يجب عليك عدم مغادرة المنزل …وخاصة في هذا الوقت "

تنبه قليلاً الى كلماته فنزل الى مستواها ونظر الى شعرها المبعثر بصمت
التقط دميتها البالية بعد أن أرخت الطفلة قبضتها عليها فهمس لها بهدوء :-

" سوف نجدّ منزلك ياصغيرتي"

لم تصدّر منها أية كلمة بل اختصرت أجابتها بدموع منهمرة انسابت على خدّها المتسخ قليلاً فضيق عيناه السودوان بألم ومال بوجهه الى وجهها لتتساقط خصلات شعره الأخضر وتلامس ذراعيها النحيلتين فقال لها مبتسماً :-

"وحيدة ….أنتي مثلي !!"

اتسعت حدقتيها ورمشت بعينيها وهي تحملق بتقاسيم وجهه الجميلة البيضاء فتراجعت الى الخلف واستدارت بسرعة وهي تسمع نداه الحانٍ الحزين …صمت آذانها وأختبأت في أحد الأزقة وأسندت ظهرها وهي تنزلق على الرصيف المليئ بالكثير من الزجاجات وبعض الأتربه التي حملتها الرياح …قبضت على صدّرها وقد أحست بخطوات متسارعة وأنفاس لاهثة …..استقامت من جديد وضاعفت خطواتها المتهالكة …فتمدد ظله على الحائط المقابل لها وعاودت تلك الألحان اليائسة الحزينة تنبلج من شفتيه :-

"عودّي ياصغيرتي ….أين أنت ؟! …لن أسبب لك الأذى ..أعدّك

خرجت من مكانها وهي تنظر الى ظله الذي تلاشى رويداً رويداً

رفعت قدميها للحاق به فمنعتها ذكرى غصت بعنف في قلبها الجريح فتراخت على أحد الأعمدة بهدوء وسوط الذكريات يجلدّها باستمرار

قابل بقامته الطويلة صفوف الكتب المرصوفة داخل الخزانة التي ارتدت ثياب الغبار وَزُينت بخيوط العنكبوت
بعثر شعره الأخضر باستياء ووضع كوب الشوكولا الساخنة على الطاولة الصغيرة الخشبية …مدّ ذراعيه في الهواء قبل أن يجول أمامه طيف تلك الطفلة الصغيرة
نظر بحزن الى الأسفل وهو يعيد ذاك اللقاء الذي قد غرس في ذاكرته بالرغم من مرور يوم واحد ألا أنه قد أحب تلك النظرة التي بدّت في نظره نظرة مشرقة خلاف طياتها الحزينة لولا تلك الفاصلة الحمقاء التي ألقاها على الصمت المرفرف عليهما لأطال ذاك اللقاء لتتخلله إبتسامة عذبة بريئة تستلقي على شفتيها الصغيرتين
تهالك بجسده على كرسيه الوحيد الخشبي ونظر الى ساعته التي تجاوزت السابعة صباحاً
لقد أراد أن تعيش معه …هل أخطأ عندما ألقى تلك الفاصلة ؟!
لم تكن نيته سيئة بل أراد أن يصنع سلماً تتسلق فيه الأبتسامة من قلبها الى فمها وليس سلماً للدموع ومواطن الألم
أعاد جملته مرة أخرى بلهجة متعمقة :-
"وحيدة …..أنت مثلي !!"
نهض وبدأ يذرع الغرفة محاولاً استنباط أي جرح قد تحمله كلماته ….توقف برهة وقد التمعت برأسه فكرة أراد أخفائها وسط بعض الذكريات فعاود الجلوس وتمتم وهو يهزّ رأسه برفق :-
"تحرير الذكرى " ..هذه هي وخزة الألم !!

قلّب صفحات الكتاب بشرود وارتشف القليل من الشوكولا وهو يركز نظراته على الجمل المخطوطة "عبّق الماضي"

تحركت بحركة طفوليه لتداعب وجه والدها المستلقي على الأريكة الخضراء ففتح عيناه الزرقاوان ذي النظرة الحانية وضمها بين ذراعيه وقد تعالت ضحكاتها كأوتار موسيقية أدمن على سماعها في كل رحلة ألم .
نهض بتكاسل وهي مازالت مستلقية على بطنه فرفعها بهدوء على كتفه فلامست بيديها الصغيرتين خصلات شعره الأخضر المموج وهمست بأذنه تذكره بأمر طفولي خاصة بها :-
بابا …لقد وعدتني بالذهاب الى مركز الألعاب " "
أنزلها وتقرفص أمامها وهمس بأذنها بودّ :-
" بالتأكيد …وهل تعتقدين أن بابا قد غفل عنه ؟! "
دارت بسعادة وراقصت شعرها وهي تهز رأسها بالنفي
"ملاك صغير" شعور طبيعي يجرّف مشاعر كل أب حالما تطلق أبنته المعزوفات التي يتراقص لها قلبه:-
"بابا ….حبيبي …بابا ….حبيبي …كم أهواه "
عبر الى المطبخ لتلحقه بحماس ومرح طفولي فصرخت بسعادة :-
"وجبتي المفضلة !!"
لقد أحضرتها بالأمس ..كما وعدتك " "
حضنت ساقيه ومسد شعرها بحنان أبوي قبل أن يصلصل هاتفه الخلوي فتسرع"مارجريت" أليه وتحمله بين يديها بحذر حتى لايسقط فيلتقطه ليمنحها قبلة على جبهتها فتبتسم بابتسامة يكون تأثيرها واضحاً على عينيه المنتشيتين فرحاً
تحب أن تكرر" مارجريت " هذا الموقف لتشاهد تلك السعادة في عينيه دائماً فهي على علم برحلة الألم التي يخوضها عندما ترتدي السماء الثوب الأسود فيطلق لتلك الدموع الحرية بالأنسياب على وجهه ليعلن بدء حفلته البكائية الصاخبة
أنهى مكالمته وشاهدت " مارجريت " سحابات الحزن تحوم فوقه فتقدمت وهمست له :-
"أيها الألم ابتعد ….ارحل بعيداً …ابتعد عن بابا الآن"
أضافت جملتها الأخيرة ووضعت راحة كفها على جبهته ورفعت نفسها لتطبع قبلة على خده فضمها بقوة وتمتم بأسى :-
" لدّي عمل مارجريت ….لن نذهب اليوم "
ماكان يدور في عقل مارجريت هو أسعاد والدها ولو كان بذلك أسقاطاً لبعض حقوقها الطفولية
أحاطت ذراعيها حول رقبته وأخرجت كلماتها لتكون بلسماً لألمه :-
لا بأس ….فأنت تتعب من أجلي " "
رفع يديه وأطاقها حول جسمها الصغير النحيل الذي يشكو من الجوع الشديد

بعد نصف ساعة من رحيل والدها كانت مارجريت تحاول كبّت ألمها بعدم الذهاب الى مركز الألعاب وغياب والدها عن البيت أيام طويلة ودّعت ظل والدها بابتسامة ومشاعر ممزوجة بالألم فأوصدت الباب وأسندت ظهرها عليه وهي تعصر طرف قميصها بخنق.

رفعت يدها محاولة حجب أشعة الشمس عن عيناها الزرقاوان فنهضت بتململ واستقرت عيناها على دميتها المبلولة بالماء المتساقط من أعلى المبنى المجاور ….خطفتها بسرعة لتسقط زخات من الماء الملوث من الأنبوب الصدئ
ضمت لعبتها الى صدرها وأخذت تجر قدميها باتجاه الشارع المزدحم بالأشخاص والسيارات المختلفة

فتوقفت بجانب الجدار تحدّق بأحد الرجال وقد أمسك بين أصبعيه الوسطى والسبابة بصورة لطفلة صغيرة

تراجعت الى الخلف بعدما شاهدت الزي العسكري الذي يزيد من هيبته ويطعم كبرياؤه فعادت مرة أخرى الى مكانها وارتقت درج المبنى بخوف دفعها للارتطام بالجدار وبقوة ….أمسكت جبهتها الدامية وصعدّت الطوابق الأخرى حتى وصلت الى إحدى النوافذ المنخفضة المقابلة للشارع لتدور عيناها باحثة عن الرجل العسكري الذي أنطلق بسيارته بعيداً

بقيت تراقبه حتى غاص في الزحام الخانق فأغلقت النافذة ونظرت الى الممر الذي يستمد ضوءاً بسيطاً من النوافذ المفترشة على الجدار

أطلقت ضحكة خفيفة وهي تتطلع الى القطة البيضاء التي زين عنقها بطوق أسود جميل فتحت راحة يدها واستدّعت القطة بسعادة …تقدمت القطة بحذر خطوة واحدة ثم مالبثت أن ابتعدت عنها فتذمرت من تصرفها وجلست القرفصاء وهي تنفخ بأنفاسها خصلات شعرها المنسدلة على عينيها

بقيت على هذه الحالة قرابة عشر دقائق فستذكرت تلك اللمحة اللطيفة التي برقت أمام عينيها ثم اختفت نتيجة تصرفها الأعرن …

كانت تمشي بخطوتها الهادئة لتمشي بجانبها العديد من المقاطع والذكريات وينكشف الستار ليعلن بدء دور مشاعرها المختلجة
توقفت برهة لتلتقط دميتها وترفع ثوبها الأبيض الرث لتكشف عن ساقيها النحيلتين بعظامها البارزة
عادت الى ذاك المكان الذي التقته به فأضاء طيفه الجوانب المظلمة في قلبها وأطرقت برأسها وعاودت جرّ دميتها التي أهلكتها الشقوق كما هي شقوق روحها البريئة .

*يرجى رجاءاً حار بعدم الردّ ^^"

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

صيدلانية .. والتـــعين ***؟

طبعــا ً أنا عندمـا قرأت القصة تذكرت أخي و زميلنا و حبيبا ً الصـــــــــيدلي …

وله مني أحلى تحــــــــــية …

********
تخرجت من كلية الطب منذ عدة سنوات وجلست بعدها في البيت أنتظر التعيين أو النصيب .. !! وذات يوم دق جرس الهاتف لأجـد شخصا يقول لي :
" تم تعيينك في مستشفى المواساة .. يجب أن تباشري غدا وإلا …!!"
قلت له :
" لا .. لا داعي لـ " وإلا " هذه .. سأكون أول من يدخل باب المستشفى صباح الغد بمشيئة الله ..
لم أنم ليتها جيدا .. ألف صورة تعبر مخيلتي و ألف شعور يغمرني وألف " وإلا " قفزت أمام عيني .. ولذلك لم أذق طعم النوم ..
جاء الصباح وجاء يوم العمل الأول .. عندي " بالطو " أبيض أحتفظت به من أيام الجامعة .. حاولت أن أرتديه .. جيد .. لا زلت أحتفظ برشاقتي .. أتأمل نفسي في المرآة .. نعم .. يبدو أن زمن الرشاقة قد ولّى .. !! رميت البالطو جانبا لألحق بالعمل الجديد ..
عندما وصلت المستشفى كنت حقا أول من وصل من الموظفين و الممرضات و العمال .. لم أبالي .. يجب أن أثبت جدي و اجتهادي من أول يوم ..
بحثت عن المكان الذي سأمارس فيه عملي .. سأكون صيدلية بإذن الله .. هكذا كنت أحلم طوال عمري .. و اليوم سيتحقق احلم ..
سألت : أين سأعمل ؟؟
لا أحد يعرف ..
بدأ الموظف المختص بتقليب الأوراق و الدفاتر و المعاملات .. ثم نظر إليّ بعد حيرة طويلة وقال :
" انه هنا .. هذا اسمك .. ستعملين تحت .. في البدروم .. في الدور الأرضي "
قلت :
" هل هناك صيدلية في البدروم ؟"
تأملني كاتما ضحكة أوشكت أن تفلت منه وقال :
" عفوا .. الصيدلية هنا .. خلف مكتبنا .. ولكن أنت ستعملين في ثلاجة الموتى .."
انتفضت أطرافي و تلعثم لساني وأوشكت قدماي أن تهويا بي .. تماسكت ولملمت أشلائي لأقول له :
" ثلاجة موتى .. ولكن .. أنا صيدلانية .. والموتى حسب معلوماتي يحتاجون للدعاء والترحم ولا يحتاجون إلى صيدلانية مثلي "
قال :
هذا صحيح .. ولكن .. لست أنا من وضعك في هذا العمل .. وان أردت نصيحتي باشري عملك بضعة أيام ثم حاولي أن تطلبي نقلك إلى مكان آخر بالتفاهم مع مديرك "
قلت :
" عفوا .. ولكن لا أصلح في هذا المكان "
قال بعد أن ألقى بظهره على الكرسي ووضع رجلا على رجل:
" وهل أنا أصلح هنا .. وذاك هل يصلح هناك .. قولي لي يا سيدتي هل هناك شخص مناسب في مكان مناسب في هذا الزمان ؟! إنها مسألة أكل عيش .. وعلينا أن نعمل في أي مكان وإلا " ..!!
أطلقت تنهيدة من أعماق قلبي وقلت له :
" ما حكاية " إلا " هذه ..؟ لا بأس ..أمري إلى الله .. "
أنهيت إجراءات مباشرة العمل ثم نزلت إلى المكان الذي سيضم خطواتي القادمة .. مكان كئيب .. إضاءة خافتة تخلق الرعب في النفس .. دخلت الغرفة التي تحتضن الثلاجة وأنا أجر قدمي جرا .. وجدت زميلة تنتظرني .. أفهمتني أن عملي سهل جدا ..
" سيأتي أهل المتوفى بورقة يفترض أن تطابقيها ببيانات موجودة على باب الثلاجة التي تضم جثمان متوفاهم .. وإن تطابقت عليهم عندها أن يأخذوا ميتهم من هنا "
أطلقت زميلتي ضحكة عالية و هي تحاول أن تزرع الشجاعة في قلبي لتضيف قائلة :
" لن تلمسي أمواتا و لن تحملي جثثا .. فقط ستتعاملين مع بيانات .."
قالت كلمتها و هي تتوجه نحو الباب .. أطبقت على يدها بفزع و قلت :
" إلى أين ؟"
قالت :
" المعذرة .. لدي مشوار تم تأجيله أربع مرات لحين مباشرتك العمل .. لا تقلقي .. سأعود خلال ساعة و ربما أقل .. إلى اللقاء "
وتبخّرت من أمام عيني في لحظة و تركتني زائغة العينين أشم رائحة الموت من كل اتجاه ..
هربت من الغرفة .. سحبت كرسيا و جلست في الممر ..وبقيت أضرب أخماساً في أسداس .. بل في أرقام كثيرة بلا نهاية .. ما هذه الورطة ..؟ هل سأقول لأمي و أبي و اخوتي أني أعمل حارسة على بوابة ثلاجة الموتى ..؟ هل الموتى بحاجة إلى من يحرسهم ؟ وهل أفنيت عمري و سهرت الليالي لأكون في هذا المكان ..؟ وأين أذهب بعلم الصيدلة و الأدوية والكيمياء و كل ما تعلمته ؟ هل أذيبه في كوب ماء و أشربه ..؟
انتبهت إلى واقعي .. صمت عميق يكاد يحاصر المكان لولا أصوات بعيدة تتسلل إلى أذني .. بدأت الوساوس تنبت في محيطي ..
كأني سمعت طرقا من داخل الغرفة ..!!
هل هناك من يهمس باسمي ..؟!
كأني رأيت شيئا يتحرك كالبرق أمامي ليختفي .. !!
يا إلهي .. هواجس و ظنون وأوهام خلقتها بنفسي لأداري إحباطي تطوقني وتخنقني .. وفي ما أنا أسيرة هذه الهواجس إذا بصوت عال محتد يصرخ بي :
" السلام عليكم "
قفزت من الكرسي وأنا أردد " وعليكم السلام " ووجهي يدور في كل مكان أبحث عن هذا المخلوق الذي ذبح وحدتي ..
رأيت نفسي فجأة أمام رجل ضخم يحمل ورقة صغيرة جدا يقدمها إليّ ويقول:
" تفضلي "
شعرت وكأن قلبي قفز بين يدي .. هل هذا حلم أم واقع .. ؟ لم أقرأ الورقة .. سألته فقط ..
" ما هذه "
قال :
" انه جدي .. اختفى منذ شهر و نحن نبحث عنه وربما يكون هنا في هذا المكان "
قلت وقد بدأت أشعر بأنفاسي تعلو وتملأ المكان :
" والمطلوب ؟ "
قال بغضب ظاهر :
" سلامة فهمك .. المطلوب أن تفتحي جميع أدراج ثلاجتكم العامرة وتبحثين عنه "
قلت و أنا أظن أني أرد له غضبه بما يستحق :
" المعذرة .. سلامة فهمك .. أنا لا أعرف جدك ولا شكله "
أدخل يده بسرعة في جيبه ليخرج صورة وضعها أمام بؤبؤ عيني وقال :
" هاهو .. "
قلت بارتباك ظاهر :
" تعال إذن وابحث عنه بنفسك "
قال وقد فطن إلى حقيقة الأمر :
" عفوا .. أنت هنا لهذا العمل .. وقد تحوي ثلاجتكم العامرة نساء لا يصح أن أنظر إليهن .. ولهذا سأعود إليك بعد قليل لآخذ الإفادة .."
وهرب من أمامي قبل أن أنطق بحرف ..
تأملت صورة جدّه ، ثم أطلقت نظري في أرجاء الثلاجة التي تحوى أكثر من عشرين درجاً ، تراني هل أتجرأ و أفعلها ؟
ويح قلبي .. أنا التي يهلع قلبي لذكر الموت أجد نفسي فجأة أمامه وفي أكثر من صورة ؟
هل أنسحب ..؟
نعم .. هذا أفضل ..
أفضل ..؟ لمن ..؟
تخطر في ذاكرتي كلمة ( وإلا ) التي ترددت على مسمعي أكثر من مرة بسبب هذا العمل .. أم يقل ذاك الموظف أن المسألة " أكل عيش " ؟
أطل في الصورة مجدداً .. أجد قدماي تقوداني إلى داخل غرفة الثلاجة .. أقترب من أول درج .. أقرأ كلمة ( مجهول .. حادث سيارة ) مكتوبة على ورقة معلقة بإهمال على مقبض الدرج ..
المطلوب مني أن أفتح الدرج وأفتح عيني جيد وأتأمل الموت .. ألاحق تفاصيله .. أستكشف بصمته .. مطلوب مني أن أقارن الموت بصورة .. والمجهول بعلامة استفهام .. يالله .. ماذا أفعل .. قلبي يكاد يتوقف .. أمد يدي إلى الدرج أحاول سحبه .. إنه يترنح في الهواء .. أتراه فارغ ؟ أسحبه بهدوء ..
يا الله .. زلزال يضرب كياني .. إنها جثة طفل صغير .. أتأمله بخشوع .. كل كياني يبكي .. أي جبار عات دهس طفولتك وبراءتك أيها الصغير ؟ أي أرعن أخرق قطف بسمتك وداس فرحة أبويك وقذف بك إلى أحضان الموت ..
أحاول أن أمد يدي إلى جبهته .. لم أتردد .. لأول مرة في حياتي ألمس ميتا وأنا التي كنت أتحاشى الاقتراب من مريض .. لمست جبينه البارد .. عبثت يدي بشعره .. قوة غامضة دفعتني إلى تقبيل خده .. شعرت أني أقبّل عصفورا صغيرا ..
صوت يخترق أذني .. " عفوا ..مكانك ليس هنا " .. نظرت خلفي فإذا به ذاك الموظف الذي قذف بي صباحا إلى هذه الثلاجة ..
قلت وأنا أمسح دموعي وألملم مشاعري : " ألم تقل لي صباحا أن مكاني هنا وأن كشوفاتك تؤكد ذلك " ..
قال مرتبكا : " أرجو أن تعذرنيي .. يبدو أني لم أغسل وجهي جيدا هذا الصباح ولكن عندما سألوا في الصيدلية عن الموظفة الجديدة إكتشفت خطأي .. السماح منك مرة أخرى " ..
لم أفرح بالنبأ .. لم أفرح بالصيدلية .. نظرت إلى جثمان الطفل من جديد .. قلبي مذبوح وكياني مشروخ ويدي لا تريد أن تفارق وجه الطفل .. قلت للموظف :
" ما حكاية هذا الطفل ؟ "
قال : لا توجد حكاية .. طفل مشرد كان يتسول عند إشارة مرور دهسته سيارة طائشة .. لا أحد يعرف شيئا عن هذا الطفل ومنذ سنة والجثة هنا والشرطة ترفض دفنها قبل التعرف على ذويه ، وحتى من ارتكب الحادث لازال حرا طليقا .. على أي حال .. أرجوك .. يجب أن تذهبي إلى الصيدلية فورا قبل أن تحدث لي مشكلة .. "
قال كلماته تلك واختفى من أمامي .. وبقيت أنا وهذا المشرد الصغير .. يا لوعتي عليك أيها الملاك .. عشت مشردا وتموت مشردا .. عشت فقيرا وتموت مكسورا لتغفو وحيدا في ثلاجة من الصقيع .. قتلك الظلم وهرب .. دهستك القسوة واختفت ..
ماذا أفعل الآن يا ربي ..؟ أنا الآن صيدلانية " رسمي " .. ومكاني ليس هنا .. ولكن .. كيف أترك المكان وقلبي هنا .. وكياني هنا .. وإنسانيتي هنا .. كيف أغادر وعصفور يبحث عن الراحة ميتا ولا يريدونها له قبل أن يستكملوا أوراقهم .. هل يتصورن أن ضمير القاتل سيستيقظ بعد سنة ليقول : أنا من دهسه .. خذوني فغلوني ..؟
لن أترك يا صغيري تموت مرتين .. سأسعى إلى إخراجك من هذا القبر البارد ..
انحنيت عليه وقبلته من جديد .. ودموعي تغسل وجهه .. وهمست في أذنه : " أقسم لك يا صغيري أني لن أتركك هنا " وأغلقت درج الثلاجه وكأني أغلق قبرا على روحي ..

قصــــــــــة أعجبتني ونقــــــــــــــــــلتها لكم

تحــــــــــــgad.fat_tmــــــــــياتي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

نحتاجكَ أبي.. قصة قصيرة

*