أبدَعتي وربيَ ، نورتي القِسم
– آلَصِـدُآقَةّ ، جَ ـنِةّ لَآ يّقَيّمِ فُيّهِآ إلَآ آلَصِـدُيّقَ آلَصِـدُوِقَ
فُلَطٌآلَمِآ كثًـروِآ آلَأصِـدُقَآء وِ قَلَوِ آلَأوِفُيّآء
وِقَتُ آلَرخٌ ـآء يّكوِنِوِنِ كظٌـلَك
وِقَتُ آلَشّـدُةّ يّتُنِآفُروِنِ كآلَطٌيّوِر آلَمِهِآجَ ـرهِ
خٌ ـوِفُآ مِنِ آلَبّـردُ آلَقَآرصِـ
لَكنِ ~ هِنِآلَك مِنِ سًسًـيّتُشّـبّـثًـ بّـثًـآيّك
وِ إبّـتُسًسًـآمِةّ رآقَيّهِ حً ـنِوِنِهِ تُزَيّنِ ثًـغّ ـرهِ
وِ سًسًـيّوِآسًسًـيّك بّـأكبّـر قَدُر لَتُشّـعَ ـر بّـآلَآمِآنِ
فُيّ هِذِهِ آلَلَحً ـظٌـةّةّ ، أعَ ـرفُ وِ تُذِكر
مِهِمِآ كلَفُك آلَزَمِنِ لَآ تُفُرطٌ بّـهِذِآ آلَإنِسًسًـآنِ –
لبست السماء ثوبها البرتقالي الجميل
بدت بأبها حلةة و الشمس بدت تختفي بحياء من الجميع
و البحر يبدو كالمرآه يعكس لون السماء و الغروب
هذا هو الشاطئ ، الذي كان يكتظ بالناس
.. ومالبث أن حل الغروب حتى بدؤ يعودون تدريجيا بإبتسامة
رسمتها لهم أمواج البحر الهادئه
بقي هنالك شخص واحد يحدق في البحر بهدوء
و نظراته شاردة تماما ، فيما لا نعرف
و هو يسمع تلك الأنغام الجميلة الصادره عن أمواج البحر العذبه
لطالما أحب البحر ، وصوته ، هيجانه وهدوءه وكل شيئ
سارت أمامه بهدوء ذكرى ليوم قريب ، تمتم قائلا
:" لا أستطيع إستوعاب ذلك ، رانجي ! أكان حقا أنت من تجاهلني "
حملت يداه كومة من الرمل الذي تستطيع يداه حمله
بدت تتسرب كالمياه من بين أصابعه بإنتظام
شعر بضربة خفيفة على رأسه ، ليسمع صوت أنثوي مميز مزمجرا و بضجر حدثته
:" سحقا ! كيوشين ؟ أنت لا تمل من البحر أبدا كنت واثقة بإنك هنا لا محالة "
-" أوه نينا هذه أنت ! "
أضافت وهي تجلس بقربه واضعة إحدى أصابعها على رأسه لتلمس أناملها خصلات شعره الأحمر
-" لا سأكون ، شبحها مثلا صحيح عزيزي"
بملل أبعد ناظريه عنها هامسا لها
-" إنك سخيفة جدا ، تعلمين "
تسابقت ضحكاتها و بإبتسامة هادئه تعبر عن عدم إستيائها منه
-" أعرف ذلك ، أيها المتبجح "
لم يرد عليها و إكتفى بالصمت
إسترسلت هيا كلامها
-" والآن تجاهلت سابقا حالتك المزرية هذه ؛ عليك إخباري بما يحدث معك"
حرك عدسة عينه القرمزيه ليعيدها إلى طيف الشمس الذي مازال متشبثا بالسماء بقوة
نهض بعدها ليأمرها بلهجته المتسلطة والآمره
-" عودي لمنزلك أيتها الفتاة سيحل الليل "
ركلته على ظهره بقوه ثم تتقدم لتخنقه و هي تبتسم بشر
-" إنك متبجح ، مغرور و متسلط ، عديم القلب "
وضع يده بجيب بنطاله الرمادي و بملل تكلم وهو يتثائب محاولا إسكاتها
عن سيل الشتمات الذي ستطلق له العنان ، حالا
-" أعرف أعرف ، شكرا لك لتذكيري "
-"العفو " أجابته لتكمل سخريته ثم تبتعد عنه وهي تلوح بيدها
-" فتاة غبية "
هذا ماقاله وطيف إبتسامة حاول أن يداعب شفتاه قليلا
وصل إلى منزله الذي يعيش به وحده
فوالدته قد توفيت قبل سنة من الآن
و بقي هو وحيدا
بل من الصحيح لنقول بإنه أصبح وحيدا قبل مدة من الآن
لإن عندما توفت والدته ، كان بجانبه – رانجي – صديقه الذي لم يتركه البتة
.
.
قبل عدة آيام ، كانا يسيران بفناء الجامعة الكبير
وهما يتبادلان أطراف الحديث بمحبة صادقة
لطالما حسدوهم الجميع على علاقتهم الآخوية الأخاذه
وها قد حان وقت درس كيوشين ، ليودعه الآخر منتظرا الإنتهاء من حصته
بما أن جدول جامعته اليوم فارغ
بالنسبة لرانجي * بعد نصف ساعة * ، أتى له أحد ما مصطحبا معه ثلاث أشخاص
نظر لهم لبرهه ليعيد النظر إلى جهازه المحمول و يكمل عمله
لم يكن لديه شيئ اليوم ليفعله لكنه آتى لإجل كيوشين لا غير
قطب الآخر حاجباه وهو يرى شآب ذي شعر أسود كثيف و عينان سوداء و ضيقة بعض الشيئ ، يعرفه حق المعرفه ، ولا يود رؤيته إضافة بإنه لا يطيقه
إبتسم بخبث وحقد ليباشر بالحديث مع رانجي الفتى العشريني ذي الشعر البني الداكن و العينان العسليتان الناعستان و الواسعتان
-" أووه ! رانجي هنا ؟ لا تخبرني بإنك تنتظر ذلك البليد !"
إبتسم رانجي بسخرية لاسعة تذكر مقولة شكسبيريه تقول* إن أصحاب العيون الضيقة يحملون الحسد و الحقد*
من نظره فهي غير صحيحة ، لكن الآن ……!!
رد عليه بنفس الإبتسامة
-" شيباتا ! مالذي تريده أيها الغيور "
قال بغيظ
-" هل أصابك مرض سخرية ذاك البليد "
قال بكره له
-" إسمعني يا شيباتا ، لا تسئ لكيوشين ، بينما أنا موجود ، لقد سئمت منك -.- "
-" إسمع ، ألا تظن بإنك ساذج لتخدع بمشأعر الصداقة تلك الذي بثها كيوشين إلى قلبكك "
أطلق ضحكة صاخبه ليقول وهو يكبت ضحكته محاولا
-" ماهذه السذاجة شيباتا ! أعلم بإنك تكره كيوشين بسبب إعجاب نينا به ، لكن – بجدية ضيق حاجبيه و نظرة حادة إحتلت نظراته – لكن ليس بهذه الطريقة لدرجة بإنك ستفرق بيننا ! "
إبتسم الآخخر بسخرية
-" أوه ، عزيزي إنك تسيئ الفهم ، أنا أقصد أن أنبهك لا غير "
-" عذرا شيباتا ! ، ليسس لدي وقت لك "
-" أتنتظر ذاك البليد ، لن يأتي صدقا ، حتى وإن آتى فهو يرأف بحالك صدقا لا يريد أن يخبرك بإنه متملل منك ، هو لا يريد الإبتعاد عنك فقط لمصلحته ، صدقني "
-:" ………….. !! "
كانت إجابته الصمت لا غير وهو يسير إلى تلك القاعات الداخليه متجاهلا إياه
سار إلى قاعة المحاضرات في صف كيوشين الذي يصغره بسنة فقط
عندما كان يهم بفتح الباب
قاطعه صوت كيوشين يقول
"- أووه ، ذاك مايزال ينتظرني ياله من أمر مخزي لإمشي مع من لا أحب ، أنا فقط أنتظر اللحظة التي سأتخلص منه فيها "
صدم وهو يسمع منه ذلك
لم يستطع الكلام بعدها أو السماع بعد ذلك ..
لم يستوعب شيئ ، حتى أنه لم يستطع الحراك والذهاب ليسأله عما يتفوه بهه ، ومن يقصد بذلك !
إستيقظ بسرحانه بعد فتره ليسمع كيوشين
-" إلى اللقاء ، سنلتقي غدا ! إنه ينتظرني الآن ! "
فر هاربا إلى مكان منعزل تقريبا ، وهو يجلس على إحدى المقاعد
" بالتأكيد هنالك خطأ ما هو لا يقصده بكل تأكيد "
ظل جالسا لفتره لكنه شعر بإقتراب أحد ، إنشرح صدره وهو يفكر بكونه كيوشين ..
بالتأكيد هو لم يقصده بقوله فلماذا يهرب منه !
إبتسم قائلا هذر وهو يفتح عينيه
للحظة ظن بإنه توهم لما يراه
فلقد رآه يتحدث مع شيباتا ضاحكا ، بكل سرور ..
وقف بصدمة وهو يتجاهلهم ،، خارجا من الجامعةة كلها ..
.
.
هذا ما حدث قبل ثلاثة آيام
ومايزال كيوشين مستغربا تجاهل أرانجي المستمر له !
غير مصدق للوسوسة التي بثها شيباتا داخله ، فهو لا يمكن أن يشك بصديقة الذي وقف معه بأصعب اللحظات ~!
صباح يوم جديد ..
نينا تقف وهي ترتدي ثياب جامعتها ، خرجت من منزلها متحيرة ! هنالك شيئ ما يحصل
بخصوص ، رانجي و كيوشين بالتأكيد إعدات أن تراهما معا في كل ثانية ، هل حصل شيئ بينهما ؟
بدأت تشك في هذا ، ولقد ربطت أخيرا الشك باليقين وهي تسير مسرعة إلى الجامعة التي لا تبعد كثيرا عن منزلها ..!
رأت الكثير من الطلاب هي لا تستطيع التفريق بينهم
ظهر لها شيباتا باسما
-" أوهايو ، نينا سعيد بلقائك "
-" غير سعيده برؤية وجهك أبدا ، شيباتا المزعج ، أرأيت كيوشين و رانجي "
عض على شفاهه بقهر إبنة عمه لا تميل لغير صديقاها الآخرقين تمتم ب " لا " وهو يسير مبتعدا عنه ، متوعدا لهما بداخله ، وكأنما مافعله لهما لا يكفي ..
لم تعره إهتماما البتة ، وهي تبحث عنهما .. أخيرا وجدت رانجي يجلس وحيدا ، مرتديا ثيابه الرسمية السوداء
إقتربت منه وهي تغمض على عينيه قائلة بسذاجة
-" من أنا "
إبتسم الآخر لمحاولاتها في جعله يضحك دائما ..
-" انتِ هي الجنية التي ستحقق لي ما أتمنى "
تسابقت ضحكتهما في الإرجاء لتقول الأخرى
-" لم أعلم أن خيالك واسع رانجي ، فهذا لا يتبين أبدا من ملامحك الهادئه"
ضحك عاقبا
– " أوه ألا يحلو لي الخيال كما أشاء ، على العموم مالذي تريدينه مني "
إبتسمت بهدوء وهي تجلس بقربه
-" أنت ذكي جدا لتشعر بإني أريد منك شيئا ، أريد أن أسألك هل أنتما في خصام ؟ "
بإستغباء سألها
-" من ! "
-" لا تحاول الإستغباء معي رانجي ، أقصدك أنت و كيوشين ! بالطبع "
– " في الحقيقة نعم "
-" لما إذا "
– " لسبب لا أستطيع أن أتكلم به "
– " ستتكلم مجبرا أيها الذكي على كل حال أخبرني "
بتردد نظر للسماء ، متيقنا بإنه ليس هنالك سبيل للفرار منها
تنهد بيأس ثم أجابها ، بإخبارها بكل شيئ
إتسعت حدقتا عينها وهي تقول بصراخ مأنبة إياه
-"ماهذه السذاجة ! أرانجي ؟ أتعتقد بإن كيوشين سيفعل مثل هذا ؟ لا أصدق أن صداقتكما دامت سنتين أو ثلاث و صدقت شيئا كهذا !
إبن عمي غيور جدا لدرجة بإنه يريد التفرفة بينكما "
أغمض عينيه وهو يفكر في واقعية كلامها ، كيف أمكنه تصديق ذلك ! لكن من ناحية أخرى ذاك الهاجس السيئ يوسوس له بإمكانية أن شيئ مثل هذا قد يحدث
شعر فجأه بصفعة على رأسه و يد تمسك ياقة ملابسه وتجذبة إليه ، فتح عينيه بدهشة وخوف وهو يسمع شهقة نينا ، رأى تلك العينان القرمزيتان تنظر له بغضب لا مثيل له
همس مناديا بإسمه
-" كيوشين !! "
صرخ كيوشين غير آباها بقوة لدرجة أن بعض الطلاب القريبين منهم قد إلتفتو لهم
-" أيها المعتوه ، لا أصدق كيفية تفكيرك بهذا الشيئ الغبي ؟ ألا تثق بكون أن صداقتنا عميقة و لا يمكن لشيئ أن يعيقها !
سأشرح لك إذا مالذي حصل ، عندما كنا في القاعة كنت أريد حفظ ذاك النص الذي سأشترك فيه في نادي المسرحية ، و عندما كنت مع شيباتا كنت أسأل عنك ، ثم أخبرني كلام غبي ومعتوه ، لكنني ضحكت بسخرية لكلامه عنك ظانا مني بإني سأصدقه ! "
صدما كثيرا لتدخله فجأة هكذا
ولصراخه غير المعهود منه ومن شخصيته الهادئه
فكرا في لحظة بإن الشخص البارد و الهادئ
سيكون إنصهار الثليج من على قلبه وتحوله إلى نار حارقة
تماما كما إنصهر هدئه و بان غضبه .. سيكون عظيما جدا !
قال بندم وهو يدنو رأسه و خصلات شعره البنيه قد ترنحت مع حركته
-" أسف لشكي بك "
فك قبضته عنه وهو مازال عاقد لحاجبيه
-" أصمت لا يحق لك الإعتذار بعد كل هذا أيها الذكي "
إحتضنه الآخر وهو متندم على شكه بصديقه الوفي
نطق كيوشين باسما
-" سأذهب للبحر لاحقا ! "
إبتسم وهو يعرف بإن هذه الكلمة تعني * إذهبا معي ، نينا ، رانجي ، لاحقا إلى البحر ، * لكن بالنسبة لكيوشين فإنإ يعبر عن ما يريده بطريقه مختلفة
إبتسمت نينا وقد تمتمت بشيئ واحد وبكل مرح أضافت
-" أخيرا عادت المياه لمجاريها ، أما لشيباتا صغير العقل سأهتم بقطع لسانه لاحقا "
ظهر شبح إبتسامة على شفتي كيوشين
أما أرانجي فقد ضحك لتعليقها الأخير
نظرو لبعض مستمتعين ، حامدين المولى على هذه الصداقه التي ربطت بين قلوبهم
تمت ~