رن جرس الهاتف
" السلام عليكم.
" يا ميت ألف أهلا وسهلا.
" من أنتي اختي
" من أنت يا عسل
" أختي أنتي مخطئة بالرقم.
" لا مو مخطأة . اسمك يالحلو
عرفت حينها أنها ليست مخطأة في الرقم ولكن تريد المغازلة
" أسمي أحمد
" كم عمرك حمودي ..؟
" لماذا تسألين.؟
" للمعرفة .
" ما أسمك أنتي
" بسمة
" وكم عمرك ..؟
" ثمانية عشر سنة , فأنا بيضاء الجسم ممشوقة القوام , براقة العينين . حرير شعري وملمسي ناعم , والبس ,,,
" على رسلك , لم أطلب منك أي شيء لست في الأحوال المدنية .
" ههههههههههه . دمك خفيف
" يبدوا عليك هادئ الطبع وذكية وصادقة فيما تقولين
" تأتي محلل في قناة الجزيرة . ما تلبس
" دعكي من لبسي , لماذا لم تنامي
" أحببت أن أضحك معك
" أنك لم تعرفينني . فكيف تثقي بي.
" من كلامك عرفتك , قوي الشخصية , مفتول العضلات , صوتك الشجي .
" كم عندك من الأخوان والأخوات.
" إنا معك الآن وحدي فلا تشرك أحد معي الآن .
" فقط لحب المعرفة
" كأنك تحقق معي , لم يفعلها أبي من قبل
" في أي مرحلة دراسية .
" في السنة الأولى جامعة.
" ما شاء الله , وما تخصصك
" تخصصي إدارة أعمال
" لابد لمدير الأعمال أن يكون ذكياً عاقلاً غير مندفع في تصرفاته وأسلوب حياته وأن يكون مترسلاً في كلامه
فالتجارة مغامرة للأذكياء
" ماذا تعمل
" أنا ,,,
" لا أنا
" لا أدري ما تعملين
" أقصد أنت
" هل خاطبتي أحداً في حياتك بكل ما في صدرك من مشاعر وأحاسيس
" نعم
" أصدقيني القول
" نعم
" بالطبع أنتي لا تعرفينني , ولا أعرفك , فلماذا لا يبوح كلٌ منا بأحاسيسه الحقيقة , وأن نلقي ما في قلوبنا من أحزان ومشاعر مضطربة .
" لا بد أنك دكتور نفساني .
" اختي بسمة
" نعم حبيبي
" يتملكني شعور أحب أن أقوله لك لأنك لا تعرفيني ولا أعرفك فسيكون أخراج مشاعر وكأنها للهواء
" مثل ماذا .
" سئمت من النساء والاتصالات والمغازلة وغيرها و…
" أنا موجودة أتكلم معك فيما تشاء , تزيح أحزانك وهمومك , وأشعرك بالحب والرومانسية
" ولكن أخاف أن يسمعنا أحد
" لن يسمعنا مخلوق
" ماذا
" لن يسمعنا مخلوق
" هذه هي المصيبة ,,؟
" كيف
" لأنك قلت لن يسمعنا مخلوق فكيف بالخالق
" غير الموضوع
" لماذا تهربين ,
" سأغلق السماعة عليك
" لا تغضبي مني
" كم لك أخوان
" لا شأن لك
" ربما كلامي أثقلك, أو بعثر أحزان في صدرك
" لأنك أول واحد في حياتي يذكرني بالمرارة وأنا اريد أن انساها
" أفتحي صدرك , تخيلي أنك تتكلمي إلى المرايا , أنتي أنسانة نقية , جميلة , تتسم فيك صفات رائعة , لكن غبار الزمن طغى عليها , فيك نقاء رغم المظاهر , فيك أحساس رغم الشعور بالتعاسة .
" كفى , أرجوك كفى ,
" غاليتي, في زماننا من يتكلم بالحقيقة لا يتقبل منه , ومن يتكلم بالزيف والخداع وتغيير الألوان يعتبر صادق
" بيتنا كبير جداُ , لدرجة أنك تضيع فيه , أخواني وأخواتي كلُ منشغل بدنياه , كانت تربيتي على يد الخادمة , كانت تغرس فيني ديانة غير الأسلام . كرهت الأسلام وأهله , فيهم العصبية والجهالة والانحطاط والرجعية ,
ذهبت بعدها للحرية والإنفتاح , والشعور بأني حرة لا يتدخل في حياتي مخلوق ولا يقض مضجعي إنسان
" وبعد ,,
" قرأت كتباُ كثيرة وتابعة مجلات أكثر , لم يفتني مسلسل أو فلم أو قصة أو رواية أو برنامج لفنانين ومطربين وعلمانيين ومغنيين , وكلامهم فارغ من أي شراب , لأن كل إناء بما فيه ينضح
بعدها ضاقت علي الأرض بما رحبت , من يدعون الأسلام كذابون , حتى الاسلام متناقض وكلهم رغبات انحطاطية مقيتة ,
" وبعدها
" كأن كلامي لا يعجبك , حتى أخواني لا يعرفون معنى الحرية ولا معنى الإنفرادية و كلهم متحجرون , صداقات مع بنات وخمور وعزلة ولا نلتقي الا في الأسبوع مرة أو مرتين , صديقاتي كلهن يركضن وراء الحب الزائف وأصدقائي كلهم خونة , من يخون زوجته ومن يكذب على صديقته ومن يبيع اللحوم بدراهم معدودات
حياة كئيبة , والدي من سفر إلى سفر ومن تجارة إلى تجارة ومن صفقة إلى صفقة ووالدتي من معارض للأزياء لتشتري والحلي والجواهر والسهر بالحفلات والأعراس
الدنانير بين يدي أقلبها كيف أشاء والفراغ قاتل والحب كذب والصداقة زائفة والشعور ميت وال
آه يكاد قلبي ينفجر , عدة مرات فكرة بالانتحار والموت لأستريح وما كلاهما مريح ولا عايش بمستريح
كأنما أنا طير لا جناح له فما استطاع بغير الدمع تبيانا
أين أذهب , شعور بالوحدة رغم كثر الأصدقاء , وفراغ قاتل رغم الدراسة والتعليم والمطالعة والهيام وغيره
قلت أقراء عن الديانات كلها مثل بعضها , من يتعصب لرأيه ومن يناقض كلامه فعله ومن يركض خلف الدينار بسم الدين
الحياة برغم كبرها واتساعها الا انها خاليه وتعيسة
جئت لا أعلم من اين ولكني اتيت ولقد أبصرت قدامي طريق فمشيت
وسأبقى سائراً أن شئت هذا أو أبيت
كيف جئت , كيف أبصرت طريقي لست أدري ولماذا لست ادري لست أدري
وانخرطت تبكي بكاءً مراً يئن السامع لصدى بكائها
لماذا قلبت لي المرارة والمواجع
لماذا جعلتني أسرد الحنظل من فمي وحياتي
آه
" هل تظنين أنه لا يوجد طيب في هذا الكون ولا يوجد رحمة ولا حب
اين يفر الظالم من العقاب بعد أن يقتل ويذبح ويدمر , لا بد أن له من حساب
من لا يعرف ماضية لن يعرف حاضرة ومستقبله
انظري إلى السماء من النافذة ستجدين ملايين من النجوم والكواكب وغيرها من المذنبات وتلك السماء الكبيرة الصافية ينورها القمر في إطلالته الجميلة
داخل صدورنا يحس أن هناك من يراقبنا ويعلم ما نفعل وما نصنع وما يخلج في عقولنا من أفكار وغيره
لا بد لهذا الكون من موجد ومنظم وقانون يمشي عليه
مستحيل أن تجدي سيارة خرجت تمشي بمفردها أو التلفون اللذي نستخدمه لابد له من صانع عرف ان المستخدم يحتاج ليسمع ويتكلم ويرسل ويكتب وينبه
جهز هذه الإشياء لتكون لنا سهلة يسيرة
الله
خالق كل شيء خلق فرزق فأعطى فقدر فهدى فأخرج المرعى فأرسى الجبال وبسط الارض رغم كرويتها
" ومن خلق الله
" بلسانك تناقضين نفسك , الله خالق فإذا قلنا ومن خلق الله جعلناه مخلوق , الله ليس كمثله شيء
اتقن كل شيء خلقه
" لماذا يتركنا يتخبط في هذه الأرض دون ان ينير طريقنا
" هو أنار طريقنا فقال ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
" لماذا يحاسبنا على ذنوبنا
" انتي لا تتركين المخطئ بدون حساب ولا المتقن بدون شكر وجزاء واحسان
" إذا كان الله يعلم ما سنفعل في حياتنا فهو متحكم بنا وليس من تلقاء نفسنا
" تخيلي معي أن مدرس في مدرسة , قام بتدريس الطلبة لمدة عام وبعد العام قام بإعطاء أوراق الاختبارات للطلاب ثم من قبل أن يصحح دفاتر أختبارهم وضع الدراجات على ضوء مستواهم السنوي وبعد الإنتهاء آخذ الأوراق وصححها فوجد النتيجة كما كتبها من قبل ’ هل معنى ذلك أنه من أرسبهم
" لا , لأنه يعلم مستواهم ,
" الله الذي خلقنا و الذي لا يتحكم به الزمان ولا المكان , يعلم ما هو كائن وماكان وما سيكون كيف يكون لو كان
يعلم الماضي والمستقبل والحاضر , وإذا قلتي أنه لا يعلم جعلتي منه مخلوق , وهو خالق
خلق الزمان والمكان حتى أنه جعل الزمان يختلف بالمكان
بين لنا ذلك بالقران الكريم
فمرة يقول
(( رب المشرق والمغرب)) ومرة يقول (( رب المشرقين ورب المغربين )) و مرة يقول (( فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون ))
بل أنه بين أن الزمان لا يأتي الا بعد المكان فقال
( إن عدة الشهور عند الله أثنى عشر شهراً في كتاب الله )) ثم بين (( يوم خلق السموات والأرض))
" لماذا مرادفات الكلمات بالمشرق والمشرقين والمشارق
" لأن كل كلمة لها معناها
المشرق هو شروق الشمس على الكرة الأرضية والمشرقين
هو شروق الشتاء وشروق الصيف يختلف بينهما
وقولة المشارق
لكل منطقة إشراق غير الأخرى ولكل مدينة غروب غير غيرها فكم في الكون من مشارق ومغارب
" لماذا يتركنا نتخبط في الحياة
" لم يجعلنا نتخبط , بل أرسل الرسل والأنبياء والمنهاج , هل سمعتي في التاريخ ان كتاب الله مثلاُ القران صارت له بعض التعديلات
صالح لكل زمان ومكان , لا يتغير لأنها كلامات الرب الأعلى
" كم عدد الإله
" واحد , لو كان هناك إله غيره لفسدت السموات والأرض , لذهب كل إله بما أراد ولطغى إله على إله
" اتمنى أن أراه
" أغمضي عيناكي , هو يسمعك الأن من دون أن تفتحي فمك , يعلم ما يدور في صدرك , يحبك , ينير طريقك
كل يوم يظهر لك اشياء في حياتك لتتأكدي أنه يراكي
فلو مررتي بشارع ووجده لوحة مكتوب عليها مراقب باللادار لأحسستي أن هناك من يراقبك ويعرف خطواتك
فكيف بمن خلقك ورزقك , لم ينساكي , رغم عصياننا وتقصيرنا بل وبعض الناس يكفرون به الا أنه يرزقهم ويعطيهم ويجعلهم يتلذذون بشهواتهم وحياتهم , كم هو رحيم
بحب التائب ويصفح عن العاصي ويساعد الفقراء و يرحم الموتى ويرزق الكائنات ويقدر الاقدار ويكور الليل والنهار
يرزق النملة السوداء في الصخرة الصماء في الليلة الضلماء
إذا ناديناه خاطبنا وسمعنا وكلمنا
" أريد أن ألقاه
" تخيلي لو كان ملكاً في الدنيا فسيكون اللقاء به صعباُ جداً , لكن الله لم يجعل بينك وبينه حواجز ولا سكرتير ولا وزراء
بل يخاطبك وحدك , يجلس معك , تتمنين أي شيء يعطيك
ينفرد بك وحدك ياااااااااااااااااه ما أجمله وما أرحمه وما أعظمة
رحيم إذا رحم , جبار إذا قصم , عادل إذا حكم , كريم إذا أعطاء
" لا تقول لي أن أصلي , فلا لذة فيها
تخيلي أن تجلسي معه فماذا ستقولين له
" أن يهديني , يشرح صدري ييسر أمري , ينور طريقي , أن لا يجعلني مضله ولا تائه وأن يساعدني في حياتي , ووو كثير
" أنتي تقولين الله أكبر لانه الكبير المتعال , العظيم
تقولين الحمد الله رب العالمين , يقول لك حمدني عبدي \
الرحمن الرحيم يقول لك اثنى علي عبدي
مالك يوم الدين , مجدني عبدي
إياك نعبدوا وإياك نستعين
هذا بيني وبين عبدي
جمع في هذه الكلمة العبادة المعنوية وجمع الحياة بكافة شمولها من تعبها ومرها وحلوها وشقاها وكل مافيها بقوله إياك نعبدوا وإياك نستعين
أهدنا الصراط المستقيم
هذه الكلمة هي معنى الصلاة كلها أنت تهديني يا رب للصلاة المستقيم فقد ضاقت الأرض بما رحبت وقد طغت علينا الهموم والأحزان والمشاكل والمصائب وغيرها
صراط الذين أنعمت عليهم في هذه الدنيا وفي الأخر من الأنبياء والأولياء والصالحين والشهداء
غير المغضوب عليهم من اليهود الذين غضب الله عليهم ولعنهم
ولا الضالين من النصارى اللذين جعلوا الإله ثلاثة وهو أحد فرد صمد
تخيلي بعد هذه الكلمات يقول لك
سألني عبدي ولعبدي ما سائل
هنا انفجرت بالبكاء المر وشهيق طويل وعويل
وأحمد يقول لها
" والله أنك وجده إذهبي إليه , إذهبي إليه بعد طول مرارة وشقاء وجدته خاطبيه , كلميه , انثري ما في صدرك من هموم وأحزان
واكثري في السجود وقولي بأي لغة ولا تنمقي الكلام فقط قولي يفهمك ويعلم ما تريدين قوله وما تشعرين به
" لكن وقت الصلاة لم يحن بعد
" ولكن الأن الثلث الأخير من الليل , ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول
(( هل من تائب فأتوب عليه , هل من مستغفرٍ فأغفر له , هل من طالب حاجة فأعطيه , هل هل هل
" أحمد , ليتني عرفتك منذ القدم
" لا , لأن الله أراد بك أن تعيشي في الأرض فتعرفي حبه من تلقاء نفسك وبعدها جمع بيننا بإتصال فقط
و علمي يا بسمة
" أسمي الحقيقي دلال
" واعلمي يا دلال ان الله يساعدك بما تريدين , فإذا أردتي الخير سهله لكي وإذا إردتي الشر سهله لك
(( فأما من أعطى وصدق بالحسنى , فسنيسره لليسرى ,, وأما من بخل وأستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ))
ويقول سيد الخلق
" كل ميسر لما خلق له . والله أني أحسدك الأن
لأنك سوف تقبلين على الله بقلب نقي طاهر , يحبه ويتمنى كلامه وحبه
والله عزوجل يقول في الحديث القدسي
" يابن آدم أني لك محب فبحقي عليك كن لي محبا"
ويقول سيد الخلق
" من أحب لقاء الله أحب الله لقائه .
" لي عودة معك ولكن ليس الأن , إذا دخلت الوساوس في رأسي سأتصل بك لم ينتهي كلامي بأشياء في الأسلام من أفكار ومعتقدات وفوازير وغيرها
" إن شاء الله في أي وقت وأي سؤال وأي استفسار أنا معك بأذن الله
وأغلقت السماعة
وإلى لقاء في كلمات جديدة
أخوكم الصمت الحزين