ما أجمل تلك النصرة … نصرة الحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم ..
وهي ليست بمستغربة على أمة محمد صلى الله علية وسلم ما أجملها من نُصرة .. و( بعض ) الحكومات الإسلامية والمنظمات .. بالتنديد والشجب والاستنكار على ما قام به رسامو الكاريكاتيرات بالدنمرك والنرويج والتي – زعموا – بأنها للحبيب صلوات ربي وسلامه عليه ، ووضعوها على سبيل الاستهزاء ( شل الله أركانهم ).. ما أجملها من نُصرة .. وإعلان تلك المقاطعة الكبرى .. ( نسأل الله أن يعوضهم خيرا ) ما أجملها من نُصرة .. ( لانبيع المنتجات الدنماركية ) وغيرها من العبارات الرائعة .. ما أجملها من نُصرة .. من الأمور في تلك القضية والتحذير من شراء سلعهم ، وكذلك لمراسلة وزاراتهم وجرائدهم وسفاراتهم .. ما أجملها من نُصرة .. تتزين بشعارات نُصرة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه .. من بنرات ومقالات وصوتيات وكذلك وضع رسالة جاهزة للإنكار على هذه الفعلة الشنيعة .. وصور النّصرة عديدة ورائعة ولست بصدد سردها جميعاً لئلا يطول المقال ..!! ( والأجمل من ذلك كله )… وأقصد ( النُصرة الحقيقية ) هي : التّمسك بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم … قولاً وعملا .. ظاهراً وباطنا … قال تعالي في محكم التنزيل : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) ) هل تأملتم الآية يا رعاكم الله !!؟؟ هل سنعمل بمقتضاها !!؟؟ بادر أخي العزيز … بادري أختي الفاضلة … أعلنها من الآن مدوية … كن بطلاً … وكوني بطلة … أصدرا القرار الشجاع .. بالتوبة والرجوع إلى الله ، والاستقامة على الدين .. واسألا الله الثبات على الحق حتى الممات … من يقول ومن ستقول : أنا لها وسأبدأ من الآن ، وأعلنها توبةً ونُصرةً وإتباعاً للنبي صلى الله علية وسلم ؟؟ من يعلنها صادقة خالصة من قلب يحب الله ورسوله !؟؟ أملي في الله ثم فيكم كبير للقيام بهذه الخطوة .. فإنها بلا شك أجمل صورة للنُصرة .. بإنتظار الجميع للقيام بالنصرة الحقيقية … حفظكم الله ورعاكم جعلني الله وإياكم ممن يعملون بكتاب الله ، ويُطبقون سنة نبيه عليه الصلاة والسلام .. قولاً وتحقيقا … آمين .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~( فداك أبي وأمي ونفسي يارسول الله )~ |
||
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهـرين..
دعاء لتحقيق حلم كل فتاة بإذن الله
دعاء تيسير الزواج هذا عن الشيخ فرحات السعيد المنجي وهو أحد علماء الأزهر
….
"اللهم اني اسألك بأني اشهد انك انت الذي لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد.
اقضي حاجتي..آنس وحدتي..فرج كربتي..اجعل لي رفيقاً صالحاً كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا فأنت بي بصيرا.يامجيب المضطر اذا دعاك..احلل عقدتي..آمن روعتي..يا الهي من لي الجأ أليه اذا لم الجأ الى الركن الشديد
الذي اذا دعى أجاب. هب لي من لدنك زوجاً صالحاً.. اجعل بيننا المودة والرحمة والسكن..فأنت على كل شيْ قدير..يامن قلت للشيْ كن فيكون.. ربنا آتنا في الدنيا حسنه وفي الأخرة حسنه ..وقنا عذاب النار.. وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"
….
وعن اصل دعاء تيسير الزواج يقول المنجي:انه دعاء مأثور من بعض الصالحين عندما كان هناك رجل صالح في ضيافة رجل له سبع بنات ولم تتزوج منهن واحدة فقال له:ألا ادلك على بعض الكلمات سمعتها من الصالحين وطرف منها لبعض الصحابه والتابعين وعلمه هذا الدعاء ثم يقول والد البنات السبع عن نفسه "والله لبركة هذا الدعاء ما مر العام الا وكانت بناتي جميعهن في بيوت أزواجهم".
و الله أعلم
….
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « الدعاء مخُّ العبادة ، ولا يهلك مع الدعاء أحد» إذا توفرت شروط قبول الدعاء
فل يكن في قلبك اليقين بأن الله سيستجيب دعائك
أليس هو سبحانه القائل فى كتابه العزيز ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أُجيبُ دعوة الداع إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )
وقال الحق سبحانه
( وقالَ ربُكُم ادعُوني أستجب لكم إنّ الذين يستكبرُون عن عبادتي سيدخُلُون جهنَّم داخرين )
نفعني الله وإياكم بكتابه الحكيم و الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى الصادق الأمين
سيلي هذا الموضوع موضوع شروط قبول الدعاء
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احب افيدكم بها المعلومة ,في بعض العادات تداولها الناس عن اجدادهم وهي اعتقادات خاطأة وليس لها وجود في ديننا الاسلامي.منها رش الماء على القبور لسبب اعتقاد الانسان انه يخفف عذاب القبر على الميت وهذا اعتقاد خاطأ لا يجوز في ديننا الاسلامي الحنيف وليس له وجود.منتشر هذا الاعتقاد كثيرا في اليمن والامارات وقد لاحظها عدة اشخاص واتأكدنا من المشايخ انه امر لا يصح اطلاقا ويخالف ديننا الاسلامي الحنيف.
اتمنى اكون افدكم
وهكذا خطط لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتمها على افضل وجه، وهو الذي يعلمنا: «ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه». هكذا تحرك سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، بطريقة سرية واستراتيجية ومسؤولية، وعندما جاء الاذن وجاء الأمر اخبر الصديق في الوقت الملائم.
ولا شك ان المتتبع لمراحل
الهجرة يدرك ان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لم يغادر مكة المكرمة التي احبها وولد ونشأ وترعرع بين جنباتها الا بعد ان دعا الله عز وجل: «اللهم، وقد اخرجتني من أحب البقاع الى، فاسكني في احب البقاع اليك»، فكانت الهجرة الى يثرب المكان الذي اختاره الله سبحانه وتعالى لهذه الهجرة، واصبح اسمها بعد ذلك المدينة المنورة والتي اشرق فيها نور الاسلام بوصول خير الأنام اليها، هذا المكان الطيب الطاهر الكريم والمهاجر الأمين الذي اختاره الله عز وجل لرسوله، صلى الله عليه وسلم.وتبقى الحقيقة الأساسية، وهي أن
الهجرة مراد الله وأمره وتدبيره عز وجل. هذه هي الصورة المشرقة لصمود رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والذين معه رضوان الله عليهم. وهناك قضية مهمة وهي ان الهجرة الى المدينة لم تكن مجرد تحرك عشوائي او تصرف عابر او خروج او هروب من مكة، لكنها كانت نقلة استراتيجية مهمة حرص فيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على أن يحمي الدعوة بعد أن اشتد الضغط عليها في مكة المكرمة وازداد الإرهاب والظلم والقسوة على أتباعه رضوان الله عليهم.ولا شك أن العامل الآخر هو أن المدينة المنورة قد بدأت تستقبل الإسلام، ودخل فيه واعتنقه عدد من اهلها. وكان هذا الأمر مهما شجع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على التوجه إلى المدينة المنورة. أضف إلى ذلك أنه في ذلك الوقت كان لها دور أساسي، باعتبارها مركزا مهما من الناحية التجارية ومن الناحية الزراعية، وكانت مدينة تعج بالحركة والنشاط بالإضافة الى كونها ملتقى القوافل التي كانت تمر من الشام إلى اليمن، ومن اليمن إلى الشام، وهذا أيضا جعلها مؤهلة أن تلعب دوراً أساسيا في انتشارالدعوة الإسلامية.
وقد فرح رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عندما جاء الاذن بالهجرة الى المدينة لأن فيها أخوال جده من بني النجار، فكان يأنس من دون شك للذهاب الى المدينة ولقائهم ليعوضوه عن قسوة الأهل في مكة وظلم ذوي القربى من قريش وعنادهم وغطرستهم، فوجد في اخواله في المدينة صدرا رحبا وأنصارا كراما».
وهناك قضية اساسية يجب ان نلفت النظر اليها ونتدبرها، وهي ان عمل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان عن قوة إيمان وثقة في الله عز وجل، قبل ان تكون المسألة مسألة عدد وعده، فقد كان اتباعه قلة وضعافا ولكنهم أقوياء بإيمانهم بالله، وصبروا على كل الأذى الذي احاط بهم وفي نهاية الأمر كان الحق احق ان يتبع، لأن تلك سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه، فكان وقوف هذه القلة المؤمنة وصبرها واحتسابها وصمودها درسا قويا لكل الاجيال القادمة، كان الواحد منهم كالطود الشامخ لأنه مؤمن بنصر الله عز وجل، ومؤمن بالمبادئ التي يدافع عنها، وقد خسر المشركون وباءت جهودهم بالفشل، ولم يستطيعوا أن يطفئوا نور الله عز وجل، فقد ابى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون، وهذه المواقف الايمانية تذكرنا بموقف أمنا هاجر وأمنا خديجة.
ومن ينظر في قصة
الهجرة وترتيباتها، يحس بأبعاد ذلك التخطيط الدقيق الذي سبقه التوكل والعزيمة والامتثال لأمر الله عز وجل ثم تلاه الأخذ بالأسباب، فهذا أبو بكر الصديق يتشوق للهجرة مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولكن الرسول، صلى الله عليه وسلم، يدعوه إلى التريث حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي أدرك فيها أبو بكر الصديق، أن الوقت قد حان وأن الصحبة حاصلة وأن الهجرة قد أذن بها الله عز وجل.وجاء اليوم المشهود، وجاء، صلى الله عليه وسلم، إلى دار أبي بكر في وقت لم يكن من المألوف أن يزورهم فيه، فقد كان يلم بدارهم كل يوم صباحا أو في العشي، ولكنه لم يكن يزورهم أبدا في الهاجرة، واشتداد الحر في مكة، كما حدث في ذلك اليوم، فقال الصديق، رضي الله عنه: ما جاء برسول الله، (صلى الله عليه وسلم) إلا أمر عظيم، وربما توقع كنه هذا الأمر وانه الساعة التي كان ينتظرها. لقد اخبره عليه الصلاة والسلام ان الله تعالى قد اذن له في الهجرة، وعليه ان يعد العدة ويستعد للخروج معه رفيقا مؤنسا معينا في هذه الرحلة الخالدة بخلود كتاب الله المجيد، فبكى أبو بكر من شدة الفرح، ومنذ الساعة تزايد إحساسه بالمسؤولية عن سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن نجاح هذه الرحلة الميمونة، استأجر دليلا خبيرا ماهراً مؤتمنا، من بني عبد بن عدي، تسلم الراحلتين يعتني بهما ويعلفهما حتى تأتي الساعة الموعودة، ثم رتب مع عامر بن فهيرة مولاه أن يرقبهما حتى إذا استقرا في الغار ويروح عليهما باللبن من غنيمات أبي بكر كل يوم ليشربا لبنها ولتختفي آثار أقدامهما تحت أرجل الغنم، وكلف ابنه عبد الله أن يأتيهما كل ليلة ـ حين تهدأ الرجل ـ محاذرا ـ ليخبرهما بما سمع من حديث المشركين وخططهم وتدبيرهم، وكلف اسماء بنت أبي بكر أن تعد سفرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بما سيحملانه في هذه الرحلة من زاد وماء.
هذه اذا ملامح من
الهجرة النبوية توضح الصمود والصبر والرغبة فيما عند الله عز وجل ولكنها في الوقت نفسه توضح لنا أن الهجرة النبوية لم تكن قضية مفاجأة ولا أمرا عفويا، بل كان فيها الإعداد والتنظيم والتخطيط الذي سبقه التمهيد لهذه الهجرة سواء بعقد بيعة العقبة الأولى أو الثانية أو الثالثة يوم كان ينتهز رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مواسم الحج فيلتقي بأهل يثرب ويدعوهم ويهيئهم، ثم ما فعله مع الخزرج في العام التالي واخذ، صلى الله عليه وسلم، يتدرج في البيعة، ثم عندما أرسل مصعب بن عمير إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يخبره بالرجال والنساء الذين دخلوا في الإسلام فحرص الرسول، صلى الله عليه وسلم، على لقائهم في موسم الحج التالي وتمت البيعة والرسول، صلى الله عليه وسلم، يحادثهم ويقول لهم: «ابايعكم على ان تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم فردوا عليه: نعم، والذي بعثك بالحق نبيا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحروب وأهل الدروع ورثناها كابر عن كابر».هكذا مهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لهذه
الهجرة ثم خطط لها لخداع المشركين يوم طلب من سيدنا علي بن أبي طالب البطل المغوار أن ينام في فراشه، فهذه التنظيمات من كتمان تام لخبر الهجرة، واختيار ملائم للتوقيت والخروج في وقت الهزيع الأخير من الليل وسلوكه طريقا غير الطريق الذي تألفه قريش، كل هذه الأمور تعلم الأمة أهمية التخطيط في حياتها وأهمية التنظيم وأهمية الشورى وأهمية التعاون، ثم العزم والتوكل على الله والصمود في سبيل مرضاة الله عز وجل مهما كانت الصعاب ومهما كانت الكوارث ومهما كانت التحديات.إنه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يعلمنا الدروس والسنة الشريفة ولذلك فقد حرص عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح أن يؤكد على قضية مهمة: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي»، لأنه القدوة ولأنه الأسوة ولأن هؤلاء الرجال أخذوا عنه.
وانه لأمر مهم ان نستغل المناسبات الاسلامية المهمة لتذكير النشء والاسرة والمجتمع بأهمية مثل هذه الايام التي هي ايام الله عز وجل. والهجرة النبوية واقعة حقيقية وقضية أساسية في حياة هذه الأمة، ولهذا فمن المناسب الوقوف عندها دائما، وان نحكي لأولادنا احداثها ووقائعها، ولكن المهم هو ان نقف عند هذا الحدث التاريخي ونتعلم منه قضايا أساسية أهمها تلك اللمحات المشرقة في حياة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذي لم يهاجر حتى اذن له الله سبحانه وتعالى بالهجرة وصمد وكافح وصبر على كل ألوان الأذى والبلاء والرزايا في مكة المكرمة، ومن أهله وذويه، ثم من أهل الطائف من أعراب وغيرهم، كل ذلك يعطينا درسا في أبعاد هذه
الهجرة وذلك لأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صمد وكافح وصبر امتثالا لأمر الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى قدم لنا في حبيبه، صلى الله عليه وسلم، القدوة والأسوة لكل من يريد ان يتصدى للدعوة الإسلامية ويدعو الى الله بصدق وإخلاص وبحكمة وموعظة حسنة فلا بد ان يصبر ويتحمل الأذى في سبيل ذلك، كما تحمل الرسول، صلى الله عليه وسلم، من اقرب المقربين له وممن حوله، ومن أهله وذويه، وكان من الممكن ان يجنبه الله عز وجل كل هذه البلايا، ولكن إرادة الله سبحانه وتعالى سابقة جعلت فيه القدوة والأسوة لهذه الأمة.وختاما فهذه لقطات من جوانب
الهجرة النبوية التي نتعلم منها كل يوم دروسا جديدة من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فهو القدوة وهو الأسوة لهذه الأمة، وعلينا ان نتعلم ونعلم اولادنا جوانب من السيرة العطرة ونربيهم عليها السلام عليكم…
مرحبا باحبابي…
لقد تم اغلاق جميع المواضيع
التي يحصل فيها سباب بين الاعضاء
بناءا علي طلب
"ابو هايل"
وساستمر في الكتابه فيها كما كنت ان شاء الله
وستظل كما هي مثبته
وكل هذا لنبعد عن تبادل الشتائم
ونحفظ صحابة رسول الله من الاهانه والسب
وجزاكم الله خيرا
"مؤمن الرشيدي"
اقدم لكم:
انشودة بعنوان [النفس تبكي على الدنيا] رائعة ومؤثرة جدا
تحياتي للجميع
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمد عبده ورسوله .
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " [ آل عمران/102 ]
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "[ النساء /1 ]
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " [ الأحزاب/70-71 ]
أما بعد
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله تعالى ، وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
إخوتي في الله ..
هل تعلمون يقينًا لماذا خلقكم الله ؟ هل تعلمون حقًا حقيقة هذه الدنيا ؟ هل تعلمون أنَّ بعد الموت بعثًا ؟ وأنَّ بعد البعث حسابًا فإما جنة وإما نار ؟
هل تعلمون ..؟ هل تعلمون …؟ آهٍ .. يا ليت قومي يعلمون .
إخوتي في الله ..
إن أول ما ينبغي عليك تعلمه فقه السير إلى الله ، فتعرف السبيل الموصلة إليه جل وعلا كي تمضي فيها ، ومن المعلوم أنَّ كل سبيل لا يخلو من عوائق ، وكل طريق لابد له من نهاية ، ودائمًا تكون الأهداف هي الباعث المحفز للجدية في السير ، فعُلِم من هذا أنَّ مبادئ هذا العلم ثلاثة :
1) معرفة السبيل .
2) معرفة العوائق التي فيه .
3) تعلق القلب بالمقصود .
إخوتاه ..
لقد انشغل الناس عن هذه السبيل ، وشغفوا بالجدل ، وراحوا يخبطون خبط عشواء فيما لم يخلقوا لأجله ، وإذا بالقوم يمتحنون في هذا العلم فيرسبون ، لأنهم اهتموا بالمفضول وتركوا الفاضل ، اهتموا بالتناظر حول المسألة والمسألتين ، ودب الخلاف الذي قطع أواصر الأخوة ، وأتى على بنيان الدعوة من القواعد .
إخوتاه ..
تعالوا لنداوي القلوب السقيمة ، تعالوا نستذكر مسائل هذا العلم الشريف ، تعالوا لنتعلم كيف السبيل إلى رب العالمين .
وأول ذلك أن تعرف حقيقة الدنيا .
حقيقة الدنيا
الدنيا عدوة لله عز وجل ، بغرورها ضل من ضل ، وبمكرها زل من زل ، فحبها رأس الخطايا والسيئات ، وبغضها والزهد فيها أم الطاعات ، وأس القربات ، ورأس المنجيات "
1) الدنيا حقيرة لا تساوي عند الله شيئًا .
قال الله تعالى : " اعلموا أنَّما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " [ الحديد/20]
أخرج الترمذي في جامعه والضياء في المختارة وصححه الألباني عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء " .
ولحقارتها زهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فشبهها بما تنفر منه السجايا السليمة .
أخرج الإمام أحمد والطبراني والبيهقي وحسنه الشيخ الألباني عن الضحاك بن سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى جعل ما يخرج من بني آدم مثلا للدنيا " .
وأخرج ابن حبان والطبراني وحسنه الألباني عن أبي بن كعب أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن مطعم ابن آدم قد ضرب مثلا للدنيا و إن قزحه و ملحه فانظر إلى ما يصير " .
قال ابن الأثير في النهاية : قزحه : أي توبله ، من القزح وهو التابل الذي يطرح في القدر .
والمعنى أن المطعم وإن تكلف الإنسان التنوق في صنعته وتطييبه فإنه عائد إلى حال يكره ويستقذر ، فكذلك الدنيا المحروص على عمارتها ، ونظم أسبابها راجعة إلى خراب وإدبار .
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ : أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ ؟ فَقَالُوا : مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ . قَالَ : أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ . قَالُوا : وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ : فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ .
2) الدنيا دار فناء .
إنها إلى زوال ، وكل ما فيها لا يبقى على حال ، نعيمها منغص لأنَّه ناقص ، وما هي إلا أيام معدودات .
قال الله تعالى : " ما عندكم ينفد وما عند الله باق " [ النحل/96 ]
في صحيح مسلم عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ : خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ ، وَوَلَّتْ حَذَّاءَ ( أي مسرعة ) ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ يَتَصَابُّهَا صَاحِبُهَا ، وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا ، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ ، فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفَةِ جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا لَا يُدْرِكُ لَهَا قَعْرًا ، وَ وَاللَّهِ لَتُمْلَأَنَّ .أَفَعَجِبْتُمْ وَلَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ مِنْ الزِّحَامِ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا فَالْتَقَطْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ فَاتَّزَرْتُ بِنِصْفِهَا وَاتَّزَرَ سَعْدٌ بِنِصْفِهَا فَمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا أَصْبَحَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ مِنْ الْأَمْصَارِ وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وَعِنْدَ اللَّهِ صَغِيرًا وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلَّا تَنَاسَخَتْ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَاقِبَتِهَا مُلْكًا فَسَتَخْبُرُونَ وَتُجَرِّبُونَ الْأُمَرَاءَ بَعْدَنَا .
وهكذا كانوا رحمهم الله تعالى يعرفون حقيقة الدنيا وأنها دار خراب لا دار عمران وأن الآخرة هي دار القرار فعمروها وتركوا عمارة الدنيا لأهل الخسران .
قال ثابت البناني : بنى أبو الدرداء مسكنًا ، فمرَّ عليه أبو ذر ، فقال : ما هذا ؟! تعمر دارًا أذن الله بخرابها ؟! لأن تكون رأيتك تتمرغ في عذرة ، أحب إليَّ من أن تكون رأيتك فيما رأيتك فيه .
قال ابن مسعود : من أراد الآخرة أضرَّ بالدنيا ، ومن أراد الدنيا أضرَّ بالآخرة ، يا قوم ، فأضروا بالفاني للباقي .
3) الدنيا سبب الزيغ والضلال
أخرج ابن ماجه وحسنه الشيخ الألباني عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : " آلفقر تخافون ؟ والذي نفسي بيده لتصبن عليكم الدنيا صبا، حتى لا يزيغ قلب أحدكم إن أزاغه إلا هي ، و أيم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء .
فالدنيا كلها فتن لذلك حذرنا الله منها ، لأنها تغوي البشر فيضيعون في التكالب على زخرفها
أخرج الإمام أحمد في مسنده وصححه الشيخ الألباني عن مصعب بن سعد قوله صلى الله عليه وسلم : " احذروا الدنيا فإنها خضرة حلوة " .
وفي الصحيحين عن عمرو بن عوف الأنصاري قال صلى الله عليه وسلم : " فوالله ما الفقر أخشى عليكم و لكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم " .
والناس عادة ما يقعون فريسة النظر إلى من هم أعلى منهم في الدنيا ، وقد يرى أهل الإيمان الكفار يتطاولون في البنيان ، ومن لا يفقه سنن الله الربانية قد يصاب بهزيمة نفسية ، وقد يتطلع بعضنا إلى حضارة الغرب الآن فيحسدهم على ما هم فيه من ترف وثراء ، ويمضي ليحاكيهم في هذه ويترك الأهم .
وقد أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عالية ، شعار حزب الله المفلحين " أما ترضى أن تكون لهم الدنيا و لنا الآخرة ؟ " [ متفق عليه ] .
وللأسف نحن في عصر يقول القائل فيه : من معه دولار أو جنيه فإنه يساوي دولارًا أو جنيهًا ، وهذه من علامات استحواذ الدنيا على الناس ، فصارت هي المعيار والمقياس الذي يقاس به كل واحد .
وصدق رسول الله إذ يقول كما في حديث بريدة الذي أخرجه الإمام أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم في مستدركه وحسنه الشيخ الألباني " إن أحساب أهل الدنيا : الذين يذهبون إليه هذا المال " .
4) الدنيا سبب الهلاك والذل .
حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوقوع في شراك التنافس على المال ، وبين أن هذا كان سبب هلاك الأمم السابقة ، وأنه سبب هلاك أمة الإسلام .
أخرج الطبراني والبيهقي وصححه الشيخ الألباني عن ابن مسعود و أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن هذا الدينار و الدرهم أهلكا من قبلكم و هما مهلكاكم .
وقال بشر الحافي : قل لمن طلب الدنيا تهيأ للذل .
5) الدنيا دار ابتلاء
فالمؤمن يعرف أنها قنطرة إلى الآخرة وأنه لابد من امتحان ليعرف ماذا قدم وليصحح النهج إن أخطأ ، أما الكافر لا يرى سواها فيتكالب عليها ، بل يعبدها .
أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر "
وفي مسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني ومستدرك الحاكم وصححه الألباني عن أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " حلوة الدنيا مرة الآخرة ، و مرة الدنيا حلوة الآخرة " .
كان الحسن يقول عن الدنيا : خَبَاث ! كل عيدانك مضضنا ، فوجدنا عاقبته مرًا.
تفريغ القلب منها
فإذا كان هذا سمتها حقيرة فانية زائلة مضلة مهلكة مُبلية فما بال قلبك مشغولاً بها ، إنَّ مكانها الحقيقي تحت الحذاء .
لماذا أنت مهموم بها ؟ لماذا تستحوذ على قلبك فلا يعود فيه شيء من طلب الآخرة .
انظر كيف كانت قلوبهم معلقة بالآخرة ، إنهم فطنوا لحقيقة الأمر ، فصارت الدنيا لا تساوي عندهم قيد أنملة .
قيل لبعض السلف : متى يذوق العبد حلاوة الأنس بالله ؟
قال : إذا صفا الود وخلصت المعاملة .
قيل : فمتى يصفو الود ؟ قال : إذا اجتمع الهم في الطاعة .
قيل : فمتى تخلص المعاملة . قال : إذا كان الهم همًا واحدًا .
قيل : بم يتعان على ذلك ؟ قال : بالتحري في المكسب .
قيل : زدني خلالا . قال : كل حلالاً وارقد حيث شئت .
قيل : أين طريق الراحة قال : خلاف الهوى .
قالت امرأة أبي حازم لأبي حازم : هذا الشتاء قد هجم علينا ، ولا بد لنا من الطعام والثياب والحطب .
فقال لها أبو حازم : من هذا كله بد ، ولكن لا بد لنا من الموت ، ثمَّ البعث ، ثمَّ الوقوف بين يدي الله تعالى ، ثمَّ الجنة ، أو النار " .
وكان الإمام أحمد يقول : إنما هو طعام دون طعام ، ولباس دون لباس ، وإنَّما هي أيام معدودات .
قال سليمان بن الأشعث : ما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط .
فكانوا لا يبالون بالدنيا ولا بأهلها ، بل كانوا يحقرونها ويسفل عندهم من رضي بها .
قال أبو بكر بن عياش : من عظم صاحب دنيا فقد أحدث حدثًا في الإسلام .
6) ما الدنيا من الآخرة ؟
ولذلك لم يصح أن تعقد المقارنة بين الدنيا والآخرة ، فكل ما في هذه الدنيا لا يساوي أقل القليل من الآخرة .
أخرج الطبراني وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما أخذ المخيط غمس في البحر من مائه " .
وفي رواية لمستدرك الحاكم وصححها الألباني " ما الدنيا في الآخرة إلا كما يمشي أحدكم إلى اليم فأدخل إصبعه فيه فما خرج منه فهو الدنيا " .
وأيم الله ما الدنيا من الآخرة ، فهل تعلمون ماذا أعد الله لعباده المؤمنين ، هل تعلمون أنَّ فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فكل ما يخطر ببالك فالأمر بخلاف ذلك .
أخرج الطبراني وصححه الألباني عن سهل بن سعد مرفوعًا " إنَّ في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب أحد " .
فيا ليت قومي يعلمون " ما الجنة " ؟
1) هي دار الخلود .
في معجم الطبراني وصححه الألباني عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن المرد إلى الله إلى جنة أو نار خلود بلا موت و إقامة بلا ظعن "
2) الجنة دار النعيم لا شقاء فيها .
في صحيح البخاري عن أبي هريرة. مرفوعاً " إنَّ رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له : ألست فيما شئت ؟ قال : بلى ولكن أحب أن أزرع ! فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه و استحصاده فكان أمثال الجبال فيقول الله : دونك يا ابن آدم ! فإنه لا يشبعك شيء .
3) وأعظم من كل ذلك أن أهلها يظفرون بأعظم نعيم حين يرون رب العالمين من كل يوم جمعة الذي يدعى هناك يوم المزيد أما تشتاقون لذلك .
في صحيح مسلم عن أنس مرفوعًا " إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة ، فيها كثبان المسك ، فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم ، فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهليهم ، و قد ازدادوا حسنا و جمالا فيقول لهم أهلوهم : و الله لقد ازددتم بعدنا حسنا و جمالا فيقولون : وأنتم و الله لقد ازددتم بعدنا حسنا و جمالا .
أخرج الإمام أحمد في المسند وابن ماجه في سننه وابن خزيمه وابن حبان في صحيحيهما عن صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة و أهل النار النار نادى مناد : يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون : و ما هو ؟ ألم يثقل الله موازيننا و يبيض وجوهنا و يدخلنا الجنة و ينجنا من النار ؟ فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه و لا أقر لأعينهم " .
فإنْ سألت عن وصفها .
فلها ثمانية أبواب
أخرج ابن سعد وصححه الألباني عن عتبة بن عبد " الجنة لها ثمانية أبواب والنار لها سبعة أبواب " .
فإن شئت أن تعلم ما وصف تلك الأبواب فانظر شأن مصراعيه .
ففي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعًا " والذي نفسي بيده إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة و بصرى "
وأما أرضها فخبزة بيضاء
أخرج أبو الشيخ في العظمة وصححه الألباني عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أرض الجنة خبزة بيضاء " .
وفي الجنة أنهار
أخرج الإمام أحمد والترمذي وصححه الألباني عن معاوية بن حيدة مرفوعًا " إن في الجنة بحر الماء ، و بحر العسل ، و بحر اللبن ، و بحر الخمر ، ثم تشقق الأنهار بعد "
وفي الجنة نهر الكوثر الذي أعطاه الله لنبيه
في البخاري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " بينا أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف قلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاكه الله ثم ضرب بيده إلى طينه فاستخرج مسكا ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نورا عظيما
وأخرج الشيرازي في الألقاب وصححه الألباني عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أربعة أنهار من أنهار الجنة سيحان و جيحان والنيل و الفرات " وفي الجنة غرفٌ
أخرج الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني عن أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام و ألان الكلام و تابع الصيام و صلى بالليل و الناس نيام .
وفي الجنة شجر عظيم الشان
في الصحيحين عن أنس مرفوعًا " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع في ظلها مائة عام ما يقطعها " .
في المسند وصحيح ابن حبان وحسنه الألباني عن أبي سعيد الخدري أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها "
أما بيوت الجنة فبناؤها الذهب والفضة
أخرج الإمام أحمد والترمذي وصححه الألباني عن أبي هريرة مرفوعا " الجنة بناؤها لبنة من فضة ، ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس و يخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم " .
وفي الجنة خيام من لؤلؤ .
في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا .
وفي الصحيحين عن أبي موسى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون " .
وأزواجك في الجنة لا تسل عن وصفهن
أخرج الطبراني في الأوسط وصححه الألباني عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط إن مما يغنين : " نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام " ، ينظرن بقرة أعيان ، وإن مما يغنين به : " نحن الخالدات فلا يمتنه نحن الآمنات فلا يخفنه " نحن المقيمات فلا يظعنه .
إخوتاه ..
ولكن الجنة درجات ، وكلٌ بحسب عمله وكسبه
في البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنَّه أوسط الجنة و أعلى الجنة و فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة.
أخرج الإمام أحمد في مسنده و الترمذي في جامعه وصححه الألباني عن معاذ بن جبل أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ذر الناس يعملون فإن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض و الفردوس أعلاها درجة و أوسطها و فوقها عرش الرحمن و منها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس " .
وبعد
فهل لما علمتم شأنها شمرتم عن ساعد الجد لتظفروا بها ، أم مازلتم تؤثرون الحياة الدنيا الفانية ، أم مازلتم في الغفلات المهلكة .
هذه الجنة فأين من يعمل لها ؟
هذه الجنة فأين من يهواها ويشتاق لها ؟
فإن ظللتم فيما أنتم فيه من البلاء ، وآثرتم العاجلة على الباقية ، فهل تعلمون إلى أين المصير ؟
هل تعلمون عن جهنم شيئًا ؟
فيا ليت قومي يعلمون " ما النار ؟ "
النار أعاذنا الله وإياكم منها
كان من دعائه صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أسألك الجنة و ما قرب إليها من قول أو عمل و أعوذ بك من النار و ما قرب إليها من قول أو عمل و أسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا " .
كان مالك بن دينار يقول : لو وجدت أعوانًا لفرقتهم ينادون في سائر الدنيا كلها : أيها الناس ، النار .. النار .
قال عطاء السليمي : إذا ذكرت جهنم ما يسعني طعام ولا شراب .
وكان طاووس يفرش له الفرش ، فيضطجع ويتقلى كما تتقلى الحبة في المقلى ، ثم يثب فيدرجه ويستقبل القبلة حتى الصباح ، ويقول : طيَّر ذكر جهنم نوم الخائفين .
النار .. النار .. وما أدراكم ما النار .
في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " .
1) أشد ما شعرت به من حر الصيف أو زمهرير الشتاء هذا فقط مجرد نفس من أنفاسها .
في الصحيحين عن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء و نفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر و أشد ما تجدون من الزمهرير .
وفي رواية للترمذي وصححها الألباني " فأما نفسها في الشتاء فهو زمهرير وأما نفسها في الصيف فسموم " .
وفي الصحيحين أيضًا عن عبد الله بن عمر أنًّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم "
2) نار الدنيا جزء من سبعين جزءًا منها
في الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ناركم هذه التي توقد بنو آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم قيل : يا رسول الله ! إن كانت لكافية ؟ قال : فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها "
3) أشد ما تجد من شقاء وبلاء لا يقدر بغمسة فيها
في صحيح مسلم عن أنس بن مالك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في جهنم صبغة ثم يقال له : يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا و الله يا رب و يؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة فيقال له : يا ابن آدم ! هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول : لا و الله يا رب ! ما مر بى بؤس قط و لا رأيت شدة قط .
4) أدنى عذابها
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ أدنى أهل النار عذابا ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه " .
5) وفيها من يدخل بغير حساب
أخرج الإمام أحمد والترمذي وصححه الألباني عن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصران وأذنان يسمعان و لسان ينطق يقول : إني وكلت بثلاثة : بكل جبار عنيد ، وبكل من دعا مع الله إلها آخر و بالمصورين " .
6) وهي بالغة العمق
أخرج الترمذي عن عتبة بن غزوان وصححه الألباني : " إنَّ الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي بها سبعين عاما ما تفضي إلى قرارها "
وأخرج هناد وصححه الألباني عن أنس مرفوعًا " لو أن حجرا مثل سبع خلفات ألقي عن شفير جهنم هوى فيها سبعين خريفا لا يبلغ قعرها " .
سلم يا رب سلم .
7) وهي لا تشبع
قال تعالى : " يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد "
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تزال جهنم يلقى فيها و تقول : { هل من مزيد } حتى يضع فيها رب العزة قدمه فينزوي بعضها إلى بعض و تقول : قط قط ، وعزتك وكرمك ، ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا آخر فيسكنهم في فضول الجنة .
8) لها سبعة أبواب .
قال الله تعالى : " لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " .
9) طعام أهلها الزقوم وما أدراك ما الزقوم .
أخرج الإمام أحمد والترمذي في جامعه وغيرهما وصححه الألباني عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن تكون طعامه ؟ " .
أخرج الترمذي عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يلقى على أهل النار الجوع فيعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام من ضريع ، لا يسمن ولا يغني من جوع ، فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة ، فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب ، فيستغيثون بالشراب ، فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد ، فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم ، فإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم ، فيقولون ادعوا خزنة جهنم فيقولون : ألم تك تأتيكم رسلكم بالبينات . قالوا : بلى . قالوا : فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال . قال : فيقولون : ادعوا مالكا . فيقولون : يا مالك ليقض علينا ربك قال فيجيبهم إنكم ماكثون قال الأعمش نبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام قال فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال فيجيبهم اخسئوا فيها ولا تكلمون قال فعند ذلك يئسوا من كل خير وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويل .
إخوتاه ..
ثمَّ ماذا ؟
هل من توبة قبل الموت حتى تأمن شرها ، أخي ابكِ على خطيئتك الآن قبل أن تبكي غدًا دما .
في مستدرك الحاكم وحسنه الألباني عن أبي موسى الأشعري أنَّ النَبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم جرت و إنَّهم ليبكون الدم " .
إخوتاه ..
اتقوا النار فإنكم لا تدرون ما هي ؟ اتقوا النار فاجعلوا بينكم وبينها سترًا ، قدموا الآن القرابين قبل فوات الأوان .
أخرج الطبراني عن فضالة بن عبيد مرفوعًا " اجعلوا بينكم وبين النار حجابا و لو بشق تمرة " .
الصفحة الرئيسة