التصنيفات
القسم الاسلامي

العدل اساس العمران -الكتاب و السنة

الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده أما بعد من القيم العظيمة في الاسلام العدل الذي هو اساس العمران كما قال ابن خلدون فبدونه لا يكون امن ولا استقرار تابعوا اخواني ما جاء عن تطبيق العدل في الاسلام

مفهوم العدل :
المراد بالعدل : إعطاء كل ذي حق حقه ، إن خيرًا فخير ، وإن شرًا فشر ، من غير تفرقة بين المستحقين ولأهمية العدل ومنزلته ، بعث الله رسله وأنزل كتبه ، لنشره بين الأنام ، قال تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } والقسط : العدل ، وهو قوام الدنيا والدين ، وسبب صلاح العباد والبلاد ، به قامت السموات والأرض ، وتألفت به الضمائر والقلوب والتأمت به الأمم والشعوب ، وشمل به الناس التناصف والتعاطف ، وضمهم به التواصل والتجانس ، وارتفع به التقاطع والتخالف .

وضعه الله تعالى لتوزّع به الأنصبة والحقوق ، وتقدر به الأعمال والأشخاص ، إذ هو الميزان المستقيم ، الذي لا تميل كفته ، ولا يختل وزنه ، ولا يضطرب مقياسه ، فمن رام مخالفته ، وقصد مُجانيته ، عرّض دينه للخبال ، وعمرانه للخراب ، وعزته للهوان ، وكثرته للنقصان ، وما من شيء قام على العدل ، واستقام عليه ، إلاّ أمن الانعدام ، وسلم من الانهيار .
العدل مشعر للناس بالاطمئنان والاستقرار ، وحافز كبير لهم على الإقبال على العمل والإنتاج ، فيترتب على ذلك : نماء العمران واتساعه ، وكثرة الخيرات وزيادة الأموال والأرزاق ، ولا يخفى أن المال والعمل ، من أكبر العوامل لتقّدم الدّول وازدهارها ، بينما في المقابل تكون عواقب الاعتداء على أموال الناس وممتلكاتهم ، وغمطهم حقوقهم ، هي الإحجام عن العمل ، والركود عن الحركة والنشاط ، لفقد الشعور بالاطمئنان والثقة بين الناس .

وهذا يؤدي بدوره إلى الكساد الاقتصادي ، والتأخر العمراني ، والتعثر السّياسي يقول ابن خلدون : [اعلم أن العدوان على الناس في أموالهم ، ذاهب بآمالهم في تحصيلها واكتسابها ، لما يرونه حينئذ من أنّ غايتها ومصيرها ، انتهابها من أيديهم ، وعلى قدر الاعتداء ونسبته يكون انقباض الرّعايا عن السّعي في الاكتساب ، والعمران ووفوره ، ونفاق أسواقه إنما هو بالأعمال ، فإذا قعد الناس عن المعاش ، كسدت أسواق العمران ، وانتقصت الأموال ، وابذعر-أي تفرق- الناس في الآفاق ، وفي طلب الرّزق ، فخفّ ساكن القطر ، وخلّت دياره ، وخربت أمصاره ، واختل باختلافه حال الدّولة]

ب-أنه بغير العدل ، يتحيّن الناس الفرصة ، للثورة على الحكومة الظالمة ، وخلع يد الطاعة عن أعناقهم ، ذلك أن النفوس مجبولة على حبّ من أحسن إليها ، وكره من أساء إليها ، وليس هناك إساءة أشد من الظلم ، وأفدح من الجور ، ولذلك تقوم الثورات كل حين ، وتزداد الانتفاضات هنا وهناك ، لتقويض كابوس الظلم ، ورفع وطأته عن كاهل الشعوب . وما قيام "الثورة الفرنسية" في أوروبا ، والانتفاضة الفلسطينية في الشرق الأوسط ومقاومة التمييز العنصري في أمريكا وجنوب أفريقيا إلاّ صورة معبرة عن فقدان العدل في تلك الأماكن وانتشار الظلم فيها ، فأسفر عن إعلان غضب شعوب المنطقة على الظلم وأهله ، وكراهيتها لأساليب القمع والاضطهاد ، والتعذيب والتنكيل ، والطغيان والاستبداد التي تمارسها السّلطات القائمة في تلك المناطق ضد شعوبها .

طبّق المسلمون "العدل" في أعلى صوره ، بدءًا برسول الله ، الذي حكى عنه القرآن قوله : { إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ } فقد وضع نفسه في مصاف مرتبة البشر ، ولم يحمله شرفه العظيم للامتياز عن الناس تبريرًا لأخذ حقوقهم من غير وجه حق ، بل كان نموذجًا رائعًا في إقامة العدل ، حتى على نفسه الكريمة رغم كونه نبي الله ورسوله .

فقد رُوى أن « أسيد بن حضير – رضي الله عنه – كان رجلا صالحا ضاحكا مليحا ، فبينما هو عند رسول الله ، يحدث القوم ويضحكهم ، طعن رسول الله في خاصرته ، فقال : أوجعتني . قال صلى الله عليه وسلم : "اقتص" قال : يا رسول الله إن عليك قميصا ، ولم يكن عليّ قميص . قال : فرفع رسول الله قميصه ، فاحتضنه ، ثم جعل يقبل كشحه ، فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أردت هذا »

وهذا من أروع الأمثلة على العدل ، الذي سيظلّ يعجز عن تحقيقه أعظم الزعماء إنصافًا مع رعاياه عبر القرون والأجيال . ومثال آخر في تطبيق العدل في الإسلام ، عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أمير المؤمنين ، الذي لم تزد قيمة شهادته على شهادة غيره من الناس لمجرد كونه أميرًا . فقد روي عنه أنه كان يمر ليلًا – على عادته – ليتفقد أحوالرعيته ، فرأى رجلًا وامرأة على فاحشة ، وجمع الناس وخطب فيهم

ما قولكم أيها الناس في رجل وامرأة رآهما أمير المؤمنين على فاحشة؟ فرد عليه عليّ بن أبي طالب : يأتي أمير المؤمنين بأربعة شهداء ، أو يجلد حد القذف ، شأنه شأن سائر المسلمين . ثم تلا قوله تعالى : { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } ولم يملك أمير المؤمنين إلاّ أن يمسك عن ذكر أسماء الجناة ، حيث أدرك أنه لا يستطيع أن يأتي بباقي نصاب الشهادة وأنه لا فرق في هذا بينه وبين سائر المسلمين .

ومثال آخر : عليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه – الخليفة الرابع ، افتقد درعه – يوما من الأيام – فوجدها عند رجل نصراني ، فاختصمه إلى شريح القاضي ، فقال عليّ مدعيا : الدّرع درعي ، ولم أبع ولم أهب ، وسأل شريح النصراني في ذلك فقال : ما الدّرع إلاّ درعي ، وما أمير المؤمنين عندي بكاذبٍ . فالتفت القاضي إلى أمير المؤمنين عليّ ، فقال : يا أمير المؤمنين ،

إن النصراني صاحب اليد على الدّرع ، وله بذلك حقٌ ظاهر عليها ، فهل لديك بيّنة على خلاف ذلك تؤيد ما تقول؟ فقال أمير المؤمنين أصاب شريح ، مالي بيّنة ، وقضى شريحٌ بالدرع للنصراني ، وأخذ النصراني الدّرع وانصرف بضع خطوات ، ثم عاد فقال أما أني أشهد أن هذه أحكام الأنبياء ، أمير المؤمنين يدنيني إلى قاضيه ، فيقضي لي عليه ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، الدّرع درعك يا أمير المؤمنين ، اتبعت الجيش وأنت منطلق من صفين ، فخرجت من بعيرك الأورق . فقال علي : أما وقد أسلمت فهي لك وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة ، التي تدلّ على تطبيق العدل في الإسلام في أعلى درجاته ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

إمام الأنبياء الكتاب و السنة




الإسراء والمعراج معجزة كبرى من معجزات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أكرمه الله بها تأييدا لدعوته، وإظهارا لفضله وعلو منزلته، وقد حارت فيها بعض العقول، فزعمت أنها كانت بالروح فقط، أو كانت مناما، لكن الذي عليه جمهور المسلمين ـ من السلف والخلف ـ أنها كانت بالجسد والروح، قال الله تعالى عنها: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }(الإسراء :1 ) .
قال ابن حجر: " إن الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة، في اليقظة بجسده وروحه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وإلى هذا ذهب جمهور من علماء المحدثين والفقهاء والمتكلمين، وتواردت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة، ولا ينبغي العدول عن ذلك، إذ ليس في العقل ما يحيله، حتى يحتاج إلى تأويل " .
وقال ابن القيم‏: "‏ أُسْرِىَ برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكبًا على البُرَاق، صحبة جبريل ـ عليهما الصلاة والسلام ـ، فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إمامًا، وربط البراق بحلقة باب المسجد‏، ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا " .

إن رحلة ومعجزة الإسراء والمعراج لم تكن مجرد حادث عادي، بل اشتملت على معان ودروس كثيرة، وأظهرت بشكل واضح فضْل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على جميع الأنبياء والرسل .

إمام الأنبياء :

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي ، فسألتني عن أشياء في بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربة ما كربت مثله قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، ولقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رَجُلٌ ضَرْبٌ (وسط) جعد (من جعودة الشعر)، كأنه من رجال شَنُوءَة (قبيلة مشهورة)، وإذا عيسى بن مريم قائم يصلي، أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم – يعني نفسه ـ، فحانت الصلاة، فأممتهم ) رواه مسلم .
هذه الواقعة حدثت في ليلة الإسراء والمعراج حيث وردت في سياق حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن سؤال المشركين له عن أوصاف بيت المقدس، وفيها دلالة واضحة على أفضلية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على جميع الأنبياء، فقد صلى بهم إماما، وفيهم من فيهم من أولي العزم من الرسل ـ إبراهيم وموسى وعيسى ـ صلوات الله وسلامه عليهم جميعا ـ.
قال ابن كثير في تفسير قول الله تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى }(الإسراء من الآية: 1): " يُمجَّد تعالى نفسه، ويعظم شأنه، لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، فلا إله غيره، { الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ } يعني: محمدا ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ، { ليْلاً } أي: في جنح الليل، { مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } وهو مسجد مكة، {إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى } وهو بيت المقدس الذي هو بإيلياء، معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل، ولهذا جمعوا له هنالك كلهم، فأمهم في محلهم ودارهم، فدل على أنه هو الإمام الأعظم، والرئيس المقدم، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين " .

لا شك أن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو أفضل الأنبياء، بل هو سيد ولد آدم جميعا، فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ، آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ) رواه الترمذي .
والأنبياء جميعا ـ عليهم السلام ـ لو قّدِّر لهم أن يجتمعوا في عصر واحد ما وسِعَهم إلا أن يتبعوا نبينا محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقد قال النبي ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ لعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: ( لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حيّا ما وسعه إلّا اتّباعي ) رواه أحمد، وفي رواية أخرى: ( لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي )، ويؤيد ذلك قوله تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ }(آل عمران: 81).
يقول السعدي: " فكل الأنبياء لو أدركوا محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ لوجب عليهم الإيمان به واتباعه ونصرته، وكان هو إمامهم ومقدمهم ومتبوعهم، فهذه الآية الكريمة من أعظم الدلائل على علو مرتبته وجلالة قدره، وأنه أفضل الأنبياء وسيدهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ " .

فائدة :

حياة البرزخ ـ التي بين الدنيا والآخرة ـ وأحوالها تختلف تماما عن الحياة الدنيا، فلا تقاس عليها، ومن ثم يجب على المسلم أن يعتقد أن الحياة البرزخية لا تجري عليها سَنن الحياة الدنيوية، وإذا كانت حياة الشهداء البرزخية عند ربهم كاملة، فإن حياة الأنبياء أكمل، وقد ورد في كتاب الله في حق الشهداء أنهم أحياء يُرْزَقون، فكيف بالأنبياء والمرسلين، قال الله تعالى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }( آل عمران 169: 171 ) .
والثابت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه رأى موسى ـ عليه السلام ـ في قبره يصلي، ورآه أيضا في السماء، وأنه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ صلى بالأنبياء إماما بما فيهم موسى ـ عليه السلام ـ، فالله على كل شيء قدير، ولا يجوز إنكار ما ثبت صحته عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الموطن أو غيره، لحيرة العقول فيه، أو قياس عالم الغيب وعالم البرزخ على عالم الشهادة، فكل ذلك خطأ وانحراف عن الصراط المستقيم، ومن ثم فالمسلم يؤمن بهذه الحياة دون التعرض لكيفيتها وحقيقتها إلا بنصوص من الوحي ـ القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة .
قال ابن حجر: " وما أفاده من ثبوت حياة الأنبياء حياة بها يتعبدون، ويصلون في قبورهم، مع استغنائهم عن الطعام والشراب كالملائكة أمر لا مِرْية فيه " .
وقال القرطبي: " فإن قيل: كيف يصلون بعد الموت وليس تلك الحال حال تكليف؟، فالجواب: أن ذلك ليس بحكم التكليف، وإنما ذلك بحكم الإكرام لهم والتشريف، وذلك أنهم كانوا في الدنيا حببت لهم عبادة الله تعالى والصلاة بحيث كانوا يلازمون ذلك، ثم تُوفوا وهم على ذلك، فشرَّفهم الله تعالى بعد موتهم بأن أبقى عليهم ما كانوا يحبون، وما عُرِفوا به " .
وقال ابن تيمية: " هذه الصلاة ونحوها مما يتمتع بها الميت ويتنعم بها كما يتنعم أهل الجنة بالتسبيح، فإنهم يلهمون التسبيح كما يلهم الناس في الدنيا النَّفَس، فهذا ليس من عمل التكليف الذي يطلب له ثواب منفصل، بل نفس هذا العمل هو من النعيم الذي تتنعم به الأنفس وتتلذذ به " .
وقال الألباني: " ثم اعلم أن الحياة التي أثبتها هذا الحديث للأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ إنما هي حياة برزخية، ليست من حياة الدنيا في شيء، ولذلك وجب الإيمان بها دون ضرب الأمثال لها ومحاولة تكييفها وتشبيهها بما هو المعروف عندنا في حياة الدنيا، هذا هو الموقف الذي يجب أن يتخذه المؤمن في هذا الصدد: الإيمان بما جاء في الحديث دون الزيادة عليه بالأقيسة والآراء، كما يفعل أهل البدع الذين وصل الأمر ببعضهم إلى ادِّعاء أن حياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قبره حياة حقيقية!، قال: يأكل و يشرب ويجامع نساءه !!، وإنما هي حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه وتعالى " .

لقد فضل الله ـ سبحانه ـ نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخصَّه بأشياء دون غيره من الأنبياء، تشريفا وتكريما له، مما يدل على جليل قدره وعلو منزلته، ومن هذه التشريفات صلاته بالأنبياء إماما في رحلة الإسراء والمعراج، وإذا كانت كل أمة من الأمم السابقة تفتخر وتدَّعي انتسابها إلى نبي الله إبراهيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ لشرفه وإمامته، فحقيق بأمة الإسلام أن تفتخر أنها تنتسب إلى خاتم النبيين ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ الذي صلى إبراهيمُ وموسى وعيسى ـ عليهم السلام ـ وراءه مأمومين، ويكون هذا الانتساب إليه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بالقول والاتباع والعمل .

اسلام ويب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

شاهد و حمل الان اجمل الادعيه الدينيه اسلاميات

اقدم لكم اليوم اجمل الادعيه الدينيه وان شاء الله تعجبكم ربنا يتقبل من الجميع

اتمنى لكم مشاهده ممتعه وللمزيد من اجمل الصور والتى يمكنك ان تراها من خلال موبايلك الاندرويد عن طريق

DU player

https://play.google.com/store/apps/details?id=com.hao123.global.duplayer


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

ادعوا لهم فهم فى حاجة لدعائكم

بسم الله الرحمن الرحيم

صور فيضانات باكستان

نرجو الدعاء لهم لكى يفك الله كربتهم


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

انشودة لو تشوف الحزن بعيوني..كلمات مؤثره وحزينه تؤلم القلوب لـ2022 -اسلامية

السلام عليكم

::انشودة لو تشوف الحزن بعيوني..كلمات مؤثره وحزينه تؤلم القلوب لـ2017::

والان مع تحميل النشيد……

رابط اخر للانشوده……

,,,,,,,,شكرا لكم وبارك الله فيكم,,,,,,,,,

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

أنشودة2022 يا صعب والله ما تحصل بهالدنيا صديقmp3


أنشودة
2022
بعنوان

الصديــــــق ..
ادآء / صالح اليــــــــآمي
يا صعب والله ما تحصل بهالدنيا صديق

التحميل
من ..هنـــا



لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

قصه مؤثره جداااا (( لاتخلو من العظه والعبره )) -الكتاب و السنة

الصراحه احترت في الموضوع اضعه هنا او في قسم القصص ؟؟؟
لكن موضوع القصه هادف ومؤثر فاقلت اضعه هنا ان شاء الله بيفيدكم

ويكون اختياري في محله

السلام عليكم

دارت أحداث هذه القصة في عطلة الحج قبل سنتين في منطقة
الشعيبه وهي منطقه ساحليه بريه على شواطىء البحر الأحمر


تقع جنوب جده على طريق الليث,, وتعتبر منطقة تخييم < طلعات >
للشباب والعوائل في إجازة الشتاء

المهم كنا 5 من الشباب وصلنا الصباح و نصبنا خيمتنا على شاطئ
البحر وكالعادة ذبحنا الذبيحة ووو الخ
أنا بصراحة وأعوذ بالله كنت الوحيد بينهم ما أصلي نهائيا يعني وقتها كان عمري 21 ولا أركعها
مع أن أبوي إمام مسجد و كنت أطيعه في كل شي يقوله ويامربه ألا الصلاة
وفي حياتي ماسمعتة يدعي على ماكان يقول غير الله يهديك ويصلحك بس
كان يقومني للصلاة أروح اخذ فره بالسياره وارجع بعد ما يخلصون
لأنه هو أول واحد يدخل المسجد وأخر واحد يطلع منه
عشان كذا مراح يفقدني
يعني كنت عاصي لدرجه مو طبيعيه,,,,
المهم بعد ما تغدينا جهزوا الشباب عدتهم يبغون ينزلون البحر يروحون رحلة غوص
وطبعا كان لازم واحد يجلس في الخيمة جلست أنا لأني موقد كذا في الغوص
جلست لوحدي في الخيمة وكان جنبنا شباب أذن واحد منهم وطلعت برى
شفتهم يتجهزون للصلاة قلت تجنبا للإحراج خلني انزل للبحر
اخذ لي شوط سباحه,,
المهم لبست ونزلت للبحر .. مشيت مشيت الين جيت في منطقه حلوه للسباحه موعميقه مره ولا قريبه
سبحت وسبحت وسبحت ومنطقة الشعيبة معروفه بالأجراف
تعرفون الأجراف أكيد,,
المهم تعبت شوي وقلت خلني أنام على ظهري وأهمل جسمي على أساس أريح شوي وارجع
سويت الحركة و جلست أطفو شوي وووفجأه حسيت أن واحد سحبني لتحت ونزلت تحت المويه
حاولت أوقف على ارض البحر وادف نفسي فوق على بالي أن المسافة مترين تقريبا
اثاريني وأنا أسبح بعدت ونزلت في جرف وأنا ما ادري وطبيت في منطقه عمقها 5 أمتار تقريبا
حاولت اطلع حاولت وحاولت مااقدرت حسيت كان فيه شخص فوقي وماسكني مع راسي ويدفني لتحت
احاول بكل الطرق اللي تعلمتها في النادي ماقدرت اطلع
كنت في حاله ياشباب لا احسد عليها
كنت متلخبط واخبص في المويه حسيت أني ولاشي,
حسيت وقتها أني اضعف من الذباب
من منكم في يوم حس انه عاجز عن نفسه؟
بدأ النفس يضيع النفس مني بديت احس بالدم يحتقن في راسي
بالعربي بدأت احس بالموووووت,,,,,
بديت أتذكر أبوي وأمي وإخواني وأقاربي وأصحابي وعيال الحارة والعامل في البقاله
وكلللللللللللل شخص مر علي بحياتي تذكرت كل شيء سويته وكلها في ثواني معدووده,,
وبعدها تذكرت نفسي,,,!!!
بديت اسأل نفسي: صليت؟لا, صمت؟لا, حجيت؟لا, تصدقت؟لالالالالالالالالالالالالا
أنت في طريقك لربك خلاص مفارق لدنياك مفارق لأصحابك كيف تبي تقابل ربك؟؟؟؟
وفجأة سمعت صوت أبوي وهو يناديني باسمي ويقول قوم صلي
تكرر الصوت بأذني ثلاث مرات بعدها سمعت صوته وهو يأذن
حسيت انه قريب بيجي يطلعني صرت أنادي عليه وأصيح
باسمه والمويه تدخل في فمي
أصيح وأصيح مامن مجيب..
حسيت بالملوحة المويه في أعماق جسمي
وبدا النفس يتقطع,,
أيقنت بالهلاك,,حاولت انطق بالشهادة.. نطقت أشه.. أشه..
ولا اقدر أكملها كأن فيه يد قابضه على حلقي تمنعني من نطقها حسيت أن روحي خلاص بتطلع,,
وتوقفت عن الحركه,,
وهذ آخر شي كنت أتذكره,,
صحيت في الخيمه وكان عندي عسكري من خفر السواحل والشباب اللي جنبنا,,
أول ما صحيت قالي العسكري حمد لله على السلامة ومشي
سالت اللي عندي قلت منهو ذا ومتى جاء وكيف قالوا ما ندري
جانا فجأه وطلعك وزي ما تشوف مشي فجأه!!!!
سألتهم قلت شفتوني وانا في المويه قالوا مع أننا كنا على الشاطي لأكن قسم بالله ماشفناك
ما درينا عنك الايوم جاء العسكري وطلعك من البحر,,
مع العلم أن مركز خفر السواحل يبعد عن خيمتنا تقريبا حوالي 20 كيلو متر طريق بري
يعني يبيله تقريبا ثلث ساعة عشان يوصل لنا أذا جاه بلاغ….
وحادث الغرق صارت في دقائق معدوده
واللي جنبنا وهم اقرب ناس مني وقتها يحلفون انهم ما شافوني
كيف شافني العسكري وجاني؟؟؟وربي اللي خلقني ليومكم ذا ما اعرف كيف وصل لي..!!
ودق جوالي مسكته ألا وهو أبوي بدت الأمور تتلخبط عندي بدا التشويش قبل شوي سمعت صوته والحين يتصل؟؟
رديت عليه كفيك وش أخبارك سألني قالي أنت بخير وكررها كذا مره
طبعا ما ابي اعلمه عشان مايقلق سايست الأمور وقفلت..
قفلت من عنده و قمت صليت ركعتين في حياتي ماصليت مثلها
ركعيتين جلست اصليهم في نص ساعه
ركعتين صليتها من قلب صادق
وبكيت فيهم الين انبح صوتي
في نفس اليوم يوم رجعوا الشباب قلتلهم أنا ماشي ورجعت للبيت
اول مارجعت كان ابوي موجود
اول ما فتحت الباب الا وهو في وجهي قال تعال ابيك
جيت معاه قال امنتك بالله وش صار معاك اليوم العصر؟؟
تفاجأت واندهشت وتبلعمت ما قدرت اتكلم…
حسيت كأن عنده خبر!!
كرر السؤال مرتين…
المهم حكيت له بالتفصيل الممل
قالي والله اني سامعك تناديني وانا ساجد السجود الثاني في آخر ركعه وكانك في مصيبه مابعدها مصيبه
انت تناديني بصياح واحس قلبي يبي يتقطع وانا اسمع صوتك وما دريت عن نفسي الا وانا ادعيلك بأعلى صوتي والناس تسمع,,
وفجاه حسيت كأن واحد كب علي مويه بااااارده,
طلعت من المسجد بعد الصلاه واتصلت عليك على طول والحمد لله رديت علي وحسيت اني ارتحت اكثر,,
لكن ياولدي الصلاة انت مفرط فيها وعلى بالك
الدنيا بتدوم لك ماتدري أن ربك يقدر يقلب حالك في ثواني
وهذا شي بسيط من اللي يقدر ربك يسويه فيك,,
لكن ربي كاتب لك عمر جديد……
عرفت أن اللي أنقذني من الموقف كان برحمة الله اول شي ثم دعوة ابوي لي,,
وهذه لمسه بسيطة من لمسات الموت لكي يرينا الخالق عز وجل أن الإنسان مهما بلغت قوته وبطشه
يصبح اضعف مخلوق أمام بطش الله وجبروته عز وجل
ومن يومها ماغابت عن بالي الصلاة ولله الحمد
ويا شباب عليكم بطاعة الخالق وطاعة الوالدين
صدقوني من بر والديه مراح يخيب ابد,,
برهم أساس سعادتك في الدنيا وتوفيقك وحمايتك من الشرور بعد طاعة الله عز وجل,,,

الصلاة الصلاة ياشباب

اخوكم
الجاثوم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

موضوع: الدعاء على النفس بالموت

االكثير منا عند الغضب او الانزعاج يدعوا على نفسة (( الله ياخذني .. جعلي اموت ..الخ ))

وغيرها من الادعية على النفس بالموت

ان هذا النوع من الادعية لا يجوز الدعاء بها كما لا يجوز تمنيها

كما أخبرنا رسول الله صلى الله علية وسلم في حديثة

((لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنياً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي))[1] متفق على صحته،

وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: ((اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي))[2]،

فنوصيكم بهذا الدعاء اعضاءنا وعضواتنا الكرااام

والله يوفقنا لما يحبة ويرضاه

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

فضيلة عقبى الحسنى عن عبد الله بن جعفر الصادق -الكتاب و السنة

الحمد لله وكفى و سلام على عباده الذين اصطفى وبعد السلام عليكم ورحمة الله تابعوا اخواني هذه القصة التي يرويها لنا المعافى بن زكريا عن فضيلة عقبى الحسنى فانها من عجب العجاب ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون

عن أبي خالد بن محمد ، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله بن جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه، أن رجلاً من بني إسرائيل خرج في بعض حوائجه، وكانت له امرأة فأوصى بها أخاه، وسأله يتعهدها ويقوم بحوائجها وما تريد، فكان يأتيها فيسألها عن بعض حوائجها وما تريد، إلى أن رآها فوقعت في نفسه، فراودها فأبت عليه، فقال لها: والله لئن لم تفعلي لأهلكنك، قالت: لا والله ما أنا بفاعلة ولا أنا متابعتك على ما تريد فعله فافعل ما أنت فاعل،

فسكت عنها إلى أن قدم أخوه فتلقاه وسأله وحادثه إلى أن جرى ذكرها، فقال: يا أخي علمت أنها راودتني عن نفسي وفعلت وفعلت؟ فقال: أخوه أي شيء تقول؟ قال: هو والله ما قلت لك، فلما قدم الرجل لم تكن له همة إلا أن حملها ولم يسألها عن شيء تصديقاً لأخيه، فأنزلها ليلاً وضربها بسيفه حتى ظن أنه قتلها ثم مضى، وإن المرأة بقي بها رمق، فقامت تدب إلى أن انتهت إلى أصل دير راهب فسمع أنينها فأشرف عليها من ديره، فلما رآها نزل ودعا غلاماً له أسود فاحتملاها فأدخلاها الدير، فلم يزل الراهب يعالجها حتى برأت،

وكان له ابن صغير قد ماتت أمه، فقال الراهب: إن شئت أن تذهبي فاذهبي، وإن شئت أن تقيمي فأقيمي، فقالت: بل أقيم فأخدمك أبداً، فدفع إليها ابنه وكانت تربيه إلى أن وقعت في نفس العبد الأسود فراودها، وقال: والله لئن لم تتابعيني لأهلكنك، قالت: ما أنا بمتابعتك فافعل ما أنت فاعل، فلما كان الليل جاء إلى الصبي وهو نائم بين يديها فذبحه، فلما فعل لك مضى إلى الراهب فقال له: أما علمت ما كان من أمر هذه الخبيثة وما فعلت بابنك؟ وترى هذه فعل بها ما فعل إلا من أمر عظيم قد أتته، قال الراهب: ويحك وما فعلت بابني؟ قال: ذبحته. فجاء الراهب فوجد ابنه متشحطاً في دمه، فقال لها: ما هذا؟ قالت: لا علم لي غير أن غلامك كان من أمره وكان، فقصت عليه القصة،

فقال الراهب: قد شككتني في أمرك، ولست أحب مقامك معي، فهذه خمسون ديناراً فخذيها وامضي حيث شئت تكون لك قوة، فأخذتها ومضت حيث انتهت إلى قرية، فإذا رجل قدم ليصلب والناس مجتمعون والوالي، فقالت للوالي – وقد يرفع الرجل على الخشبة – هل لك أن تأخذ مني خمسين ديناراً وتخلي سبيل هذا الرجل؟ قال: هات. فحلت كمها فدفعت إليه الخمسين ديناراً فخلى سبيل الرجل، فقال لها الرجل: ما صنع أحد بأحد ما صنعت لي أنت، ولست بمفارقك، أخدُمك حتى يفرق الموت بيننا.

فمضى معها حتى انتهيا إلى ساحل البحر والناس يعبرون في السفن فدخل وأدخلها وكان لها هيئة وجمال، فلما رآها أهل السفينة قالوا: من هذه المرأة منك؟ قال: مملوكة لي، وقد وقعت في نفس رجل منهم لما رآها، فقال له الرجل: أتبيعها؟ قال: إني لأكره بيعها، ولو أردت ذلك ثم علمت للقيتُ منها أذى لأنها تحبني، وقد أخذت على ألا أبيعها أبداً، قال الرجل: بعها وخذ مالك واخرج ولا تعلمها، فباعه إياها بمال كثير فدفعه إليه وأشهد عليه أهل السفينة وهي مع النسا، وقرب إليه قارباً فرجع فيه وهي لا تعلم ومضوا في البحر،

فلما علم الذي اشتراها أنه قد تباعد ولا تقدر عليه قام يكلمها ويعلمها أنه قد اشترها، قالت: اتق الله فإني امرأة حرة، قال: دعي هذا عنك فقد مضى صاحبك فلا تقدرين عليه، فلا تزوجي بما لا تنتفعين به، وأقبل أهل السفينة عليها وقالوا: يا عدوة الله! قد اشتراك الرجل ونحن نشهد، قالت: ويحكم! خافوا الله فإني والله امرأة حرة وما ملكني أحد قد، قالوا: قم إليها حتى تفعل بها كذا وكذا، فإنك إذا فعلت ذلك سكنت، فقام إليها فلما خافت على نفسها دعت الله عز وجل عليهم فإذا السفينة قد انقلبت بهم، فلم ينج منهم غيرها على ظهر السفينة،

وكان للملك ذلك اليوم عيد على ساحل البحر من الجانب الآخر، وهو واقف وأهل مملكته فلما رأى ذلك بعث من دخل عليهم في السفن فلم يقدر على غيرها، فأخرجت إليه، فسالها عن أمرها ودعاها إلى التزويج فأبت، وقال: إن لي قصة وليس يجوز لي التزويج، فصيرها في دار فكان إذا ورد عليه الأمر الذي يهوله أتاها فشاورها، فتشير عليه فيرى في مشورتها البركة، إلى أن حضر الملك فجمع أهل مملكته، فقال: كيف كنت لكم؟ قالوا: كالأب الرحيم فجزاك الله

خيراً، فقال: كيف رأيتم أول أمري من آخره قالوا: كنت في آخر أمرك أحزم، قال: فإن جميع ما رأيتم من ذلك كان بمشورة هذه المرأة، وقد رأيت لكم رأياً قالوا: وما هو أيها الملك؟ قال: أملكها عليكم من بعدي، قالوا: فرأيك، فملكها عليهم ومات الملك، وإنها أمرت بحشر الناس إليها ليبايعوها،

فحشر الناس وجلست تنظر، فمر بها زوجها وأخوه، فقالت: اعزلوا هذين ثم مر بها المصلوب الذي باعها، فقالت: اعزلوا هذا، ثم مر بها الراهب وغلامه، فقالت: اعزلوا هذين، ثم صرفت الناس ودعت بهم فقالت لزوجها: تعرفني؟ قال: لا والله، إلا أني أعلم أنك الملكة، قالت: أنا فلانة امرأتك، وإن أخاك فعل بي وفعل وخبرته الخبر، وإن الله تعالى يعلم أنه لم يصل إلي رجل منذ فارقتك، ثم دعت بأخيه فقتل، ثم دعت بالراهب فأجازته، وقالت: ارفع علي ما كانت لك من حاجة، وحدثته بقصة الغلام وما صنع بابنه، ثم أمرت بالغلام فقُتل، ثم دعت بالمصلوب وأمرت به أن يقتل ويصلب، ففعل ذلك بهن ومكثت في ملكها ما أراد الله أن تمكث ثم ماتت.،

قال الراوي مما تقدمت روايتنا إياه في هذا المجلس من التنبيه ما يبعث الألباء على تأمل عاقبة أعمالهم، وما تؤثره نياتهم ومقاصدهم في أفعالهم، وحسن عقبى الحسنى وسوء مغبة السوء. نسأل الله عز وجل أن يهب لنا بصيرة مؤدية لنا إلى السلامة والغنيمة في الدنيا والآخرة، فلم ينل أحد خيراً إلا بتوفيقه وإحسانه، ولم يحلل به سوء في دنياه إلا بامتحانه، ولا في دينه إلا بخذلانه.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

مقطع مؤثر: هل تُريد ضمان خاتمة حسنة؟ -الكتاب و السنة

مقطع مؤثر: هل تُريد ضمان خاتمة حسنة؟

الشيخ خالد الراشد فك الله اسره

رابـــ المشاهده ــــط,

http://ar.islamway.net/video/39573

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده