التصنيفات
قصص قصيرة

انكشاف المستور وبيان الحقيقة -قصة رائعة

[size="5
انتشر خبر المصيبة في أوساط الناس كانتشار النار في الهشيم وأصيب الناس بالذهول وخصوصا المقربين ممن عرفوا صفوان وسمية أقرباء وأصدقاء , ومنهم حامد ورؤوف وفاهم…لم يستطع أحدا منهم أن يتحمل ألم المصيبة وقوة الكارثة حتى تشعبت الصدمة ببعضهم فتاهوا في انتقادات حادة على صفوان وسخط عارم على ناهد..
حتى أن حامد تندَّر , وهو يبرز اعتداده باستقامته , واعتزازه بنفسه , مظهرا تأسفه على تردي صديقين عزيزين بغمضة عين ولمحة برق , بسوء تصرف صفوان وحمقه كما قال , وكأنه يحمله كل تبعات ما حدث , دون سواه متجاهل أساس الجريمة.
قال معتزا:ـ نصحتَ صفوان مراراً وتكرارا فلم يصغي ولم ينتصح وهذا جزاء المعرض عن النصيحة.
استشف رؤوف بين عيني حامد تمعرٌ وغضب من عدم سمع صفوان لنصحه…ورأى نبرة السمو تتدلى من ثنايا قوله , كأنما هو في منأى بعيد عن الوقوع بما وقع به صفوان , ولعلى رؤوف شعر بأن حامد مرتاح لنفسه مزهوا بعقله وعلمه , يأوي إلى ركن شديد وحرز منيع , يقيه سوء التصرف ومغبة الحمق.
لذا رد عليه من فوره ودون تردد: اللهم لا شماته لا تقل هذا يا صديقي , كلنا معرَّضين للبلاء , فكل شيء بقضاء , ولا أحد يعلم منا ما تخبئ له الأيام , إننا لا نعلم أنكون سعداء أم تعساء ؛ لأن العواقب بيد من برأ النسمة وفلق الحبة , نسأله حسنها… ثم استرسل قائلا : بعد أن تنهد نهدة عميقة خرجت على أثرها زفرة كأنها مزجة بجبال من الحزن وبحار من الأسى :
ــ من كان يتوقع أن يحدث لصفوان وسمية هذا المصاب المفزع , فقد كانا كالشمس والقمر يمنحان من حولهما الضياء والنور, والبهجة والسرور, وما كنا نظن أن يمسهما نعسة من خسوف ولا غمضة من كسوف , ناهيك أن يحدث لهما ما حدث فالمصاب جلل والفاجعة مدوية عظيمة , رحمهما الله , ثم أجهش باكيا وأبكى صديقيه معه.
نهض فاهم من مقعده كأنه يريد أن يتكلم عن قرب , وقد تقدم نحوهما مثقل الخطى لا يكاد يحمل قدماه , والدمع في عينيه يترقرق كالغيل المحبوس بين الصخور, من هول الفاجعة.
قال: بعد أن تأثرا بما سمع من رؤوف : إني لم أفق من صدمتي بعد , فهما أعز حبيبين لي بعدكما… وقد أصابني الشرود والحزن منذ داهمي الخبر… ثم نظر إلى رؤوف وقال لا فض فوك قلت فأجدت وأفصحت فأبنت.
ثم التفت نحو حامد ودنى منه وربت على كتفيه , وقال وهو يتلعثم كأنما يلاحق أفكاره المتطايرة كتطاير الفراش بعد غيم وصحو , كأنما شغله أمر يريد أن يلحق فواته ويدرك نواته.
ـ لقد صدقتْ فراستك يا حامد .
حامد ما الأمر يا فاهم لماذا تبكي ؟ هون عليك ؟!.
ـ لقد وصلني الجواب.
ـ أي جواب تقصد.
ـ جواب تساءلي عن حكمة مشروعية الطلاق الذي حدثتني به في بوفية راشد قبل زفاف صفوان وسمية , هل نسيت ؟ يومها حملتُ على مشروعية الطلاق الذي كنت أرى أنه يفكك بنيان الأسرة ويشتتها…فقد كنت أظن أنه ورا تشريد البنين وتعريض النساء للمصائب والهلاك , واليوم جاءني الجواب من هذا الحادث المفزع الذي أودى بصفوان وسمية في طياته الموحشة.
ـ حامد كيف ذلك؟!.
ـ فاهم الآن أنا أكثر يقيناً بأن مشروعية الطلاق ؛ لغاية نبيلة , وما كنت جاحدا.. فالطلاق يدرئ به مفسدة ويستجلبُ به مصلحة , وإنما سوء استخدامه هو من يجلب الكوارث , فإذا استخدمَ في غير موضعه , يُخلِّفُ أثاراً سلبية , وإذا تُركَ الأخذ به حيث ينبغي , يُخلّفُ جرائم إنسانية.
ـ وقفت طويلاً متأملا أتساءل ما الذي حمل صفوان على فعل ما فعل وفي يده عقدة الطلاق , لوكان فكر قليلا وأخذ به عندما داهمته شكوكه وانطلت عليه حيلة اللعينة , لنفك مما ألم به ؛ وذلك أهون عليه , ولما حصل له ما حصل…كان بوسعه استخدامه ؛ لتعود المرآة بالنسبة له أجنبية كما كانت ؛ لا يهمه أمرها ولا يعنيه شأنها , استقامتْ أم لم تستقمْ , لقد أعادة جريمة صفوان إلي رشدي , فشعرتُ بأن الطلاق مخرج لمن لا مخرج له , وبخاصة عندما يعظم المصاب وتنعدم الحيلة ويطغى الأذى.
لقد تعلمت درسا بليغا ؛ بأن أسَلّمْ تسليماَ مطلقا لله في كل ما شرع , ولن أجد في نفسي بعد اليوم أي غموض ولا تساءل , سواء على مشروعية الطلاق أو غيره , وعلى أثر ذلك أعلن توبتي أمامكم مما قلته واشهدكم عليها ولن أعود لمثله .
حامد رحم الله صفوان وسمية , كانا نافعين لنا في حياتهما وفي مماتهما.. وتاب الله علينا جميعا.
لنأخذ العبرة مما حدث , ولا ينبغي أن نطيل الحزن عليهما ؛ لأن ذلك يؤذيهما.
ثم نادى حامد فاهم :تعال أريد أن أحدثك بأمر هام على انفراد… واستأذنا رؤوف.
وتنحيا في زاوية قريبة منه.
قال حامد لفاهم: إن صفوان وسمية قد أفضيا إلى ما قدما , دعنا ننشغل بأمرنا الذي أقضَّ مضاجعنا وأرق أنفسنا وأسهر أعيننا , , نريد أن نحسم موضوعنا…في المشروع بأسرع ما يمكن ونبحث عن العامل الذي باعه دون علمنا لنسترد ثمنه لنعرف أين اختفى ألم تعلم به بعد؟! فأنا في كرب عظيم منذ داهمتنا المصيبة.
لم أعلم بعد لكني سأعرف كيف أجده.
أنك تواعد بهذا القول منذ أخبرتك ولم تصنع شيئا حتى أنك لم تتحرك في البحث بين من يعرفونه فتسألهم إلى متى يستمر هذا التساهل يا فاهم ؟!.
طأطئ فاهم رأسه وانصرف ولم ينطق ببنت شفه ربما حياء وعجزا كونه المسؤول ويلزمه تبعات إهماله وكل ما حصل له.

[/SIZE]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

[مأسًٱة قَلبّ بّريّء] >> مشّٱركتُيّ فُيّ مسًٱبّقَةة ٱلقَصِة ٱلقَصِيّرة -قصة رائعة




كانت تلك الطفلة ذات الشعر البني الناعم والعيون الزرقاء الواسعة تمشي ممسكة بدمية الدب المحشو خاصتها .. تنظر تارة لأنقاض البيوت المحطمة .. وتارة لبقع الدم التي لم تعد رؤيتها في أي مكان في هذه القرية غربيّ [دمشق] غريبة كما كانت منذ بضعة أشهر خلت .. تساءلت (( ما قصة الألعاب النارية التي تأتي وتذهب كل بضع ساعات..؟ لمَ ليست ملونة..؟ ولماذا أرى الناس يهربون كل ما أتت..؟ ألأنها ليست جميلة..؟ وأيضًا… لم أفهم حتى الآن.. السبب الذي جعنا نترك منزلنا منذ زمن .. من ذلك الأسد الذي تتحدث عنه أمي وتدعو عليه دائمًا بعد كل صلاة..؟ هل هو سيء..؟ هل هو الذي دمر روضتي..؟ لكن الأسود لا تدمر.. فقط تصطاد الأرانب لتأكلها!))

من الصعب على طفلة لم تتجاوز الخامسة من عمرها أن تستوعب ما يجري حولها من خراب ودمار وفوضى وسفك للدماء…

تعالت الأصوات .. صراخ ممتزج بالنحيب .. وأناس يهربون .. أو بالأحرى يتخبطون كالمجانين .. وقد غزى الرعب قلوبهم .. توقفت [سهر] عن المشي وراحت تحملق فيهم كالبلهاء .. وهي لا تزال متمسكة بدبها المحشو .. إلى أن هزّ طبلة اذنها صوت انفجار…

– عادت الألعاب النارية المدمرة من جديد.

هذا ما قالته في داخلها قبل أن تستدير وتبدأ بالجري لتبتعد عن المكان .. فقد قيل لها أن تهرب مباشرة ما إن تعود الانفجارات .. وفي أثناء جريها لمحت امرأة تبعد عنها بضعة أمتار .. تبدو قلقة جدًا ومن الواضح أنها تبحث عن شيء ما .. فاتجهت نحوها وهي تهتف:

– أمي… أمي…!

عندما رأتها المرأة حملتها بسرعة وراحت تجري مبتعدة حتى لا تصيبها قذائف مدافع جيش النظام…

ظلّت الأم تجري حاملة [سهر] لعدة دقائق إلى أن وصل إلى الملجأ…

لم يكن هذا الملجأ سوى مغارة في تل يصعب الوصول إليها .. تحتمي فيها [سهر] وأمها وأختها [سحر] التي تبلغ من العمر الثامنة والعشرين .. مع عائلة مكونة من أم وطفليها…

قالت الأم لـ [سهر] معاتبة:

– ألم أحذركِ من الخروج وحدكِ؟! هذا خطر جدًا!

قالت [سهر]:

– أنا آسفة ولكنني شعرت بالملل.

– لا بأس ولكن لا تكرريها.

– حاضر.

أشارت [سهر] لأختها [سحر] التي تجلس وحيدة تحدق في الفراغ وأردفت:

– سأطلب من [سحر] أن تلاعبني.

أمسكت الأم بيدها وقالت بصوت منخفض:

– دعي أختكِ وشأنها يا عزيزتي، فهي وحيدة وتريد أن تبقى وحيدة.

– لماذا؟

– لقد فقدت زوجها.

– إذًا لمَ لا تبحث عنه؟

– إنها لا تستطيع، فقد خرجت روحه من جسده وصعدت إلى السماء.

– مثل أبي وصديقتي [نور]؟!

– أجل.

نفخت [سهر] وجنتيها بغضب وقالت بانزعاج:

– يا له من لئيم!

قالت الأم بتعجب:

– ولماذا؟؟

– لأنه لم يخبرني بأنه سيصعد إلى السماء وإلا لكنت أوصيته بأن يقول لـ [نور] أن تنزل حتى نلعب معًا، فأنا أشعر بالملل.

ابتسمت الأم بحنان لتفكير ابنتها وقالت:

– إذا عرفتِ بأن روح أحدهم صعدت إلى السماء فلا يجوز أن تتحدثي عنه بسوء، بل يجب أن تقولي "يرحمه الله".

أردفت:

– سأعد لكِ شيئَا لتأكليه.

ابتسمت [سهر] بسعادة وقالت:

– أريد شطيرة باللحم المشوي كالتي أعددتها لي في يوم ميلادي.

– ليس لدينا سوى زيتون وبعض الخبز.

– زيتون! أنا لا أحبه! إنه مرّ الطعم وليس لذيذًا!

– أعدكِ يا عزيزتي، حالما أستطيع سأعد لكِ ما تشتهين حتى تأكلي ملئكِ.

تنهدت [سهر] بقلة حيلة وقالت:

– حسنًا…

ثم جلست على الأرض لتلعب بدبدوبها .. بينما احتل الأسى وجه الأم وراحت تدعو الله أن يفرج همهم…

مضت بضعة أيام كانت على [سهر] كالدهر .. لم ترَ فيهم الشمس أبدًا .. فقوات النظام لم تتوقف عن القصف ولو قليلاً .. بينما أمها وأختها تجلسان على نفس السجادة تدعوان الله وتسجدان له كي يحميهم وينصرهم ويكف الأذى عنهم…

فجأة وبلا سابق إنذار… توقف القصف .. وساد هدوء غريب في المكان .. أثار ذلك استغراب ودهشة الجميع داخل المغارة .. لم يكسر هذا الهدوء أي ضجيج لبعض الوقت .. حتى وقفت [سحر] وشدت الحجاب على رأسها قائلة:

– سأذهب واستطلع الوضع.

حاولت أمها أن تثنيها عن ذلك لكنها لم تفلح .. فإذا حدث أي شيء في الخارج لن يعلموا به ما لم يخرج أحدهم ويتفقد الأمر…

خرجت [سحر] من المغارة وهي تقول:

– دعواتكِ أماه.

جلست الأم على الأرض بهدوء وراحت تدعو الله أن يحمي [سحر] ويعيدها سالمة بينما قلبها يغلي لشدة قلقها…

مضت خمس دقائق .. فعشرة .. فعشرون .. فنصف ساعة .. فساعة .. فساعة ونصف… ولم تعد [سحر] .. طفح الكيل عند الأم فوقفت وأوصت [سهر] بألا تبرح مكانها حتى حين عودتها .. ثم خرجت لتبحث عن [سحر]…

بعد مرور عشر دقائق أخرى… لم تعد [سهر] تطيق الانتظار .. فحملت دبدوبها وخرجت من المغارة .. ابتعدت بضعة أمتار ثم وقفت تراقب .. لا شيء غير حطام المباني وقليل من الضباب .. حتى عاد القصف من جديد .. مع ذلك لم تتحرك [سهر] شبرًا واحدًا وبقيت تراقب…

مضى وقت ليس بطويل .. و[سهر] لم تبرح مكانها .. لا تعير لطلقات المدافع أي اهتمام… حتى جاءت تلك اللحظة .. مرّ كل شيء بسرعة البرق .. لمحت [سهر] والدتها وأختها تجريان معًا باتجاه المغارة فابتسمت بسعادة .. ولكن…. وأمام عينيها البراقتين…. أصابتهما طلقة مدفع .. تسمرت [سهر] في مكانها .. بعد ثوانٍ قليلة انقشع قليل من الدخان الناتج عن الانفجار .. فتمكنت من رؤية بقع الدم التي تلطخت الأرض بها .. انهمرت دموعها بغزارة .. نطقت:

– صعدتا إلى السماء… وتُركت أنا وحيدة…!

بعدها سقطت أرضًا مغشيًا عليها…

.

.

.

بالتأكيد تتساءلون ما الذي حدث لـ [سهر] بعدها…

إنها الآن تجلس على سرير في أحد المراكز الصحية بـ [لبنان] .. وحيدة .. فاقدة لقدرتها على الكلام .. ولقدمها اليسرى .. ولبيتها .. ولأمها وأبيها .. وأختها .. لم يبقَ لديها سوى ذلك الدبدوب الذي أصبح عتيقًا متسخًا .. مبتلاً بدموعها…

هذا ما تستطيع فتاة في الثانية عشرة تخيله عن المأساة التي يعانيها أطفال سوريا .. وهو بالتأكيد ليس أسوء مما يحدث فعلاً!!


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

وحدي في المنزل…..home alon -قصة

التصنيفات
قصص قصيرة

حمامه بيضاء قصة قصيرة

الشخصيه فتاه صغيره في عمرالزهور كما يقولون في ال17 مغامره وتحب وطنها
هيه الشخصيه الرئيسيه والوحيده والراويه

ملاحظه : أولا تلك القصه خياليه فقد لايكون أغلب مايحدث بها ممكنا لكن دعوني احلم ولا تحتكروا حتى أحلامي الصغيره ودعوني ابكي دموعا لامعه وانا واهمه وغارقه في تلك الأحلام
ثانيا اعلم بان الرحلات غير مرتبه وعشوائيه ولكن أنا أتعمد هذا فأزور كل بلد حيث الظروف التي دفعتني لزيارتها

تبدا القصه

حمامه بيضاء صغيره في قفص ذهبي
وضعتها بيداي فيه رغم ان هاذا يخالف كل عاداتي فدائما ما أشتري الحمام لأطلق صراحه
ولكن تلك الحمامه شأن أخر وحاله خاصه وضعتها في هذا القفص الذهبي لسبب أخر لسبب خاص

أجول بها الدنيا ولا اتركها ابدا
عندما اتيحت لي الفرصه للسفر وحدي وان أجول الدنيا وسمح لي والدي بالخروج من منزلي وخطوت اولى خطواتي بلا رفيق
خارج باب المنزل ذهابا الى المطار كان اولى محطاتي بعدما حجيت قبلا مع والدي كانت اولى محطاتي منفرده هي بلاد الرافدين حيث رأيت أحلى المناظر وأبدع ماخلقه الله في تلك الأرض الطيبه وزرت صديقه احبها حبا جما وأخيرا التقينا والتقت أعيننا ورأيتها تتعجب من ذلكالقفص الذي احمله معي وبه تلك الحمامه الصغيره ماهذا يا صديقتي هذا سر لن ينطلق الا عندما ابلغ مرادي عشقت تلك البلد وعشقت أهلها وعشت أيام حلوى في بلاد الرافدين وحان وقت الرحيل من تلك الزياره القصيره وزيارة بلد اخرى كان من الممكن أن أزورها اولا بل كان هذا المفترض ان أفعله لكن تغلب شوقي للعراق على شوقي لأهلي في ليبيا زرت اماكن عديده ورأيت الشوارع النظيفه والمناظر اللجذابه زرت أعز العائلات التي كانت الأقرب الى قلبي من عائلتي أحببت بلدهم اكثر مما احببتهم والا حبهم عندي لا تضاهيه حبات الرمل عددا يحين رحيلي وحان وقت الذهاب الى محطه أخرى اودعهم وأبكي مره ثانيه اودعهم وداع تكرر والم يزيد بعد ان كاد يطيب من لقائي اخيرا لهم وتشد صديقتي يدي وتقول لي سأشتاق لكي كما أشتقتي لي عندما تركت مصر فلا أستطيع حجز دموعي وحبسها وتنزرف كما الانهار ومن ثم تنظر الى القفص ويتكرر السؤال
ماهذا يا صديقتي وأجيب هذا سر لن ينطلق الا عندما ابلغ مرادي
أذهب لتونس ليس لي بها اصدقاء ولكن بمجرد ان خطوت بها خطوه وجدت الكل اهلي واحبتي وأجد أحلى الأصدقاء هناك ويسألوني عند رحيلي عن ذلك القفص الذهبي مستغربون ويتكرر الامر مرارا وتكرارا واجيب
هذا سر لن ينطلق الا عندما ابلغ مرادي
كذا الجزائر أحلى البلدان وأجمل مكان وهي بأختصار جنه خضراء نضره لا مثيل لها لا أصدقاء ولكن وجدت اناس لا مثيل لهم كرم وأخلاق وحسن ضيافه أحببتهم وعشقتهم وعشقت أرضهم ولكن حان وقت الرحيل قد سألتني اخت عرفتها منهم صارت صديقه عزيزه سالتني بمجرد رؤيتها للقفص نفس السؤال واجبت نفس الأجابه وعند رحيلي قالت أنتظري يا اختي في الله تلك رساله مني لكي لا تقرايها الا عندما تبغلين ذلك الهدف وأدعو لكي بالتوفيق
كما احببتها واحترمتها وكم أحزن لفراقها ولكن محطه اخرى تنتظر ماذا أنها السودان أنسيتها ؟
لاطبعا ولكن ذهابي لها ليس شئ جديد علي فهي امتداد لبلدي وأهلها هم اهلي ونيلها نيلي وترابها تراب ارضي ولكن اخذني الشوق لمن لم اراهم عنها اعتذر بلدي الحبيبه امتداد بلدي مصر ذهبت اليها ولقيت الأصدقاء والأهل يتوعدون لي بالضرب للفراق الذي طال دون سؤال أعذروني أقسم انني لا أقدر على فراقكم ولكن الدنيا أخذتني لا لاتحزنو مني أن كان هذا سيريحكم سأبرح نفسي ضربا لا قالت صديقتي عشوقتي لا يافتاه كفا غبائا تعالي نزور بقية الأصدقاء ونمرح في احلى الاماكن في احلى بلد فابتسمت لها كم تلك البلد رائعه وكم هي جميله فيها اشعر انني في مصر تماما أشعر بان حتى الذم الذي يسري في عروقنا واحد بلد أصيله وأناسها طيبون وودودون :’)
اوووووووووووووو حان وقت الرحيل تسأنلي صديقتي لم تخبريني لما تلك الحمامه وأجيب هذا سر لن ينطلق الا عندما ابلغ مرادي
زرت الصومال بلد تعاني لكن يعيش اهلها بعزه وكرامه لا يشتكون الا الى الله اناس لو رأيتهم لأنزهلت فكم ياعنون ورغم ذلك يستقبلونك بأبتسامه وكرم وسخاء كذا سوريا كذا كل البلدان اهل واصدقاء واحبه وكذا يتكرر نفس السؤال ونفس الجواب
أحببت تلك البلدان تماما كما احببت اليمن والبحرين والكويت بلدان تشعر فيها انك في النعيم خيرات ماشاء الله زاد وبارك فيها الخالق حسنها وابدعها كما حسن خلق اهلها تشعر فيها بالدفئ والمحبه وكما الحال في كل بلد هم كما اهلك وناسك وأصدقاء تقابلهم يستقرو تماما في قلبك فيصعب عليك فراقهم ولكن يجب الرحيل فمحطات اخرى تنتظر
وكما الحال في كل مكان زرته يكرر الأصدقاء نفس السؤال واجيب نفس الجواب

حبي لهم كنواة التمر مستقره وسط الحلو والسكر تماما كما الامارات
يا الهي كم ان الأمارات جميله كم هي رائعه كم هي خلابه كم فيها من أشياء تذهلك وتبهر عقلك
أجل نظرات عيني تكفي لوصف المنظر الذي رأيته المناظر التي أذهلتني كما أحببتها كم أنشغل عقلي بها وباهلها وبما رأيته فيها يالها من بلد لاتفارق الكيان وكما الحال في كل بلد زرتها أهلها هم اهلك وناسك وعشيرتك اغلى الاصدقاء وأعز الناس ولكن ذلكالسؤال مازال يطاردني ولايكف لساني عن تكرار الاجابه

زرت كل مكان واعتذر ان غفى عن زهني مكان فالبلدان العربيه بروعتها لايستطيع العقل ادراكها ادراك مدى روعتها ومدى كبر حجمها ومدى كثرة خيارتها كل تلك الأشياء التي يطمع فيها الاعداء الحاقدون ولم يستوعب يوما عقلي مدى كثرة عدد أهل هذا الوطن يا الهي نحن نستطيع هرس أي عدو بأصبع قدمنا الصغير وهذا مايخافه الأعداء مايخافون أن ندركه ونعلم مدى قوتنا الحقيقيه لذا لاسبيل لهم دائما الا سلاحهم الخبيث
التفرقه
واخيرا حانت محطتي الاخيره والتي هي هدفي
أجل عندما فقط ادركت انها قد حانت وحان وقتها زرفت عيناي الدموع ولم أخشى ان يراني احد وانا أبكي فأنا لم اهتم فذهني سارح في عالم اخر أجل انه حلمي يتحقق أنها فلسطين اول مافعلته عندما نزلت على أرضها قبلت ترابها وبكيت بكاء مريرا رأيت وجوها بها العزيمه والصبر والنضال وجوها تقول ليلا نهارا حي على الفلاح حي على الجهاد سنزل صامدون ولو ظل ينظر الينا الكل فقط ويشاهدون بل انظرو وشاهدوا كيف نحن نناضل من أجل وطننا كيف نظل صامدون في وسط كل المحن أجل أنظروا وانزهلو بل انتظرو الضربه الاخيره فان نصر الله قريب ولو لم تمدو لنا يدا فنصر الله لنا أت لا محاله وقفت أشاهد بزهول هؤلاء الناس واتأمل وجوههم النضره التي حفر على جبين كل واحد فيهم كلمة شهيد بل مناضل وشهيد
يعيشون أصعب الاوقات ورغم ذلك ارى الامل مازال يشق طريقهم فيهم يركض الي طفل صغير حامل ورده ما أجملها وما أحلى عطرها فأقبل رأسه وأئخذ الورده واضمها الى قلبي حان وقت تحقيق حلمي اجل المسجد الاقصى
أجل أنا فيه وها انا أطلق سراح تلك الحمامه وأخيرا أراها تطير ودموعي تنزرف وأنا أبتسم واضحك ضحكات عاليه وانا أردد أجل انتي حره اجل أنتي حره

أنتهت قصتي وحققت حلمي
على الأقل احلم بانني حققته