التصنيفات
قصص قصيرة

قصة من روائع القصص التي يمكن ان يقرأها الانسان حقيقية -قصة رائعة

لم اجد افضل من هذا القسم لاحكي لكم هذة الملحمة التي صاغها احد العرب في المهجروهي احدى مأثرة الكثيرة التي شكلت حياتة كأنسان قبل أي اعتبارات اخرى وكثيرة تبعث على ان يفتخر بهذا العربي جميع من عرفوة او سمعوا بة .
قصة حقيقية من الواقع الذي نعيشه وقد تكررت كثيرا بشكل أو بأخر ولاكنها هنا تفردت انفراده خاصة لأنها كانت في بدايتها حرب وأصبحت في نهايتها قصة جميلة كل أبطالها مستفيد من كل منتجاتها وتبعاتها .
هي قصة حصلت في أوائل السبعينات من القرن الماضي وهي تحاكي جانب من حيات شاب مسلم في بداية عقدة الثالث في المملكة المتحدة وراهبة ومبشرة كاثوليكية واليكم التفاصيل .

العربي شاب في بعثة دراسية في بريطانيا
الراهبة (مارجريت تالي) ممرضة في إحدى مشافي لندن وهي مبشرة وعضوه في اتحاد المبشرات الإنجيليات في الكنيسة البريطانية .

أحداث القصة :-

تعرض الشاب العربي لحادث سير بسيط نقل على أثرة إلى المشفى لتلقي العلاج جراء الحادث وقد كسرت إحدى ساقية فيه
الراهبة سمعت أنة يوجد عربي في المشفى وهو مسلم وهي تتمنى أن ترى هذا النوع من البشر الذي دائما تحذرهم الكنيسة من التعامل معهم أو ممارسة أي نشاط تبشيري أمامهم
لاكن هذه الراهبة إنسانة مخلصة لدينها جدا وتود أن تخدم هذا الدين من أصعب الطرق وأخطرها حتى تكسب من الأجر الشيء الكثير وهي شابة قوية مفعمة بالتحدي والقوة ولا تهاب أي شيء آبدا بل إنها دائما تحب أن تفعل ما يعجز عنة الآخرون
جاءت الراهبة الشابة إلى الشاب العربي وكانت قد شحنت نفسها بالقوة والعزيمة لتواجه وتنتصر على هذا العدو القوي والخطير وتجعله حسب مفهومها يتخلى عن بعض أفكاره الشريرة وإتباع الدين المخلص وهو الدين المسيحي.

أول حوار………………

الراهبة : مرحبا بك ياسيدي
العربي : مرحبا بك آيتها الأخت
الراهبة : آسفة جدا على ما أصابك
العربي : لا تأسفي فهذا قدر وأنت لستي سبب أو طرف فيه
الراهبة : يسرني أن أقدم لك كل ما استطيع لأساعدك على تخطي ألمك
العربي : شكرا جزيلا لك ولاكن لماذا أنا بالذات أليس كل من هنا يحتاج إلى المساعدة
الراهبة : نعم ولاكن أنت عملي هنا وكل واحد من هؤلاء سيكون له شخص محدد ليساعده
العربي : شكرا لك ويسعدني قبول المساعدة منك
الراهبة : لاشكر على واجب فهذا واجبنا تجاه الرب والعذراء قدوتنا ونحن نكمل المسير لطاعة الرب يسوع
العربي : بصوت خافت ووجه مبتسم مليء بالثقة والأدب الرب هو الله الذي لا آلة غيرة هو الذي خلق ادم وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام ومريم عليها السلام وهؤلاء كلهم عبيدة أولا وانبيأة ثانيا وكل من على وجه الأرض وما تحتها ومن في الكون جميعا إلا عبيدة ويسبحون له .
الراهبة : هذا هو الله ربكم انتم أما نحن…………
العربي : مقاطعا لاتتسرعي لم أكمل كلامي بعد

فسرد عليها القصص عن أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام موسى وإبراهيم وعيسى وعن مريم عليها السلام وقصة بني إسرائيل بطريقة مختصرة وبتركيز على النقاط التي يؤمنونها المسيحيين وصحت في الرواية الإسلامية .

سمعت الراهبة كلام العربي وتسلل إلى قلبها وسيطر على عقلها بشكل غريب وتمكن منها لأنة صاغ كلامة بطريقة مثيرة وهادئة وبلغة انجليزية قوية جدا مع الكنة العربية التي تجعلها اكثر قدرة على الاقناع والسيطرة على العقول.

فجاة انتفظت الراهبة وكأنها تحللت من سحر او اسر شيطاني من هذا العربي وخرجت من الغرفة بسرعة كبيرة دون حتى ان تودع العربي
عادة الى الدير وفي مضجعها اظناها السهر وباتت تتقلب في فراشها والكلمات التي سمعتها من العربي تجول في راسها وتسيطر على تفكيرها
وبدات الشكوك تراودها فقررت ان تذهب لشحن قلبها بالايمان مرة اخرى لتحاول التخلص من هذة الوساوس التي زرعها فيها هذا المسلم العربي
ذهبت في الصباح الراهبة الى محراب الغفران في الكنيسة لتعترف وتأخذ المغفرة من الكاهن وبدأت في سرد الوقائع للحكاية امام الكاهن وردار هذا الحوار.

الكاهن : ماذا تقولي الم نطلب منكم عدم الاحتكاك بالعرب المسلمين وخاصة هؤلاء (الريدكاليين ) لم يكن مسمى ارهابي بعد يستخم ضدنا
الراهبة : ولاكني احاول ان ارية بعض مزايا ديننا وسماحتة وان اخلصة وادلة على طريق الخلاص
الكاهن : هؤلاء الناس يعرفون ديننا اكثر من أي شخص اخر ولاكنهم لا يحبونة ولا يمكن ان يتركو دينهم ابدا
الراهبة : لماذا ياأبتي اليس ديننا افضل من دينهم
الكاهن : نعم ولاكن هؤلاء الناس اغبياء وهمج وجهلة واشرار
الراهبة : لابد ان لديهم عذر او ان شيء غير واضح عندهم عن ديننا فهذا العربي شاب مثقف ومثير ومتعلم جدا ويتكلم بلغة تدل على انة ليس من هؤلاء الذين تصفهم بالهمج والاشرار
الكاهن : اسمعي ان كنتي تريدي مغفرتي فلا تقابلي هذا العربي الشيطان ابدا ولا تكلمية ودعي أي شخص اخر يعتني بة او دعوة يموت
الراهبة : ولاكن يا أبتي ……..
الكاهن : انتهى الحديث في هذا الموضوع ماذا تختارين
الراهبة : اختار مغفرتك يا ابتي
الكاهن : قد غفرت لك بوركتي باابنتي

بعد يومين مازالت الراهبة غير مقتنعة بما قالة الكاهن في الدير والفضول اتعبها وشل تفكيرها وتريد ان تذهب الى العربي المسلم لتهزمة لانها لم تتعود الخسارة او الانساحاب ابدا
في الصباح التالي أي بعد يومين من التفكير المستمر ذهبت الراهبة الى العربي ودخلت الغرفة وملامح وجهها تشير الى الخوف والحيرة والتحدي في ان واحد ودار هذا الحوار بينها وبين العربي

العربي : مرحبا ايتها الاخت
الراهبة : مرحبا ياسيدي كيف حالك اليوم ( بصوت شاحب وخافت)
العربي : الحمد للة انا في تحسن مستمر ولاكن عندي سؤال لماذا غبتي عني يومين الم تقولي اني عملك هنا
الراهبة : نعم ولاكن (بتردد) لم استرح الى كلامك السابق
العربي : هل اخطأت في شيء او اسأت اليك دون علم فأنا اسف
الراهبة : لم تسيء لي ولاكنك اسأت في تصوراتك وايمانك وكنت ستجرني معك الى الخطيئة
العربي : على العموم انا اعتذر منك ولاكن انا لم اجرك الى الخطيئة بل انتي من جاء الى هنا لتبشري بدينك وانا قبلت ان اسمع واتعامل معك وعندما حان دوري لاريك الدين الذي انا مؤمن بة قلت انني اجرك الى الخطيئة

صدمت الراهبة من ذكاء هذا العربي وحكمتة وحاولت تغيير الموضوع

الراهبة : لماذا تضع خاتم في يدك هل انت متزوج
العربي : نعم ولدي اولاد ايضا
الراهبة : اين هم
العربي : في بلدي
الراهبة : حسنا اني ذاهبة
العربي : ارجوك لاتذهبي اريد ان اكمل حديثي معك ولن اضايقك ابدا
الراهبة : لالا لااريد ان اكون طرف في حديث يجلب الذنوب والاثام
العربي لا ارى أي ذنوب في حديثنا انا مقصدي ان اعرفك عن عقيدة ودين عدوك حتى تنتصري علية في الجولة القادمة وانا احسست انك من النوع الذي لا يستسلم ابدا
الراهبة : يالك من انسان صريح جدا الى حد الوقاحة ولاكنها وقاحة مشروعة ومحببة , ولاكني وعدت الكاهن ان لا اتحدث معك مطلقا والا لن يغفر لي ابدا بعد اليوم
العربي : اللة وحدة من يغفر الذنوب والخطايا وليس لعبد من عبادة ان يقوم بهذا العمل والا لفسدة الارض وشاع الخراب فيها

وبداء العربي في شرح هذا الدين العظيم لهذة الراهبة التي اراد اللة ان ينور قلبها ويهديها الى الاسلام وبدات تتردد علية كل يوم في المشفى وتسمع منة القصص والحكايا والاعجاز الذي في هذا الدين سواء من كتاب اللة او سنة نبية يوما بعد يوم الا ان جاء وقت مغادرة العربي المشفى قررت الراهبة ان تتخلى عن نذروها وان تصبح انسانة عادية لانها احبت هذا العربي ووقعت في غرامة فجائت الية في الصباح قائلة

الراهبة : قررت التخلي عن نذوري وترك التدين
العربي : لماذا
الراهبة : لانني احبك واريد العيش معك
العربي : لايمكن ان يحدث هذا بهذا الشكل
الراهبة : الا تحبني
العربي : ليس الامر هكذا
الراهبة اشرح لي الامر ارجوك
العربي : ان الاسلام كرم المرأة ولا يسمح لنا ديننا الاختلاء بأي مرأة الا وفق ضوابط حددها ديننا ليحفظ كرامة هذة المخلوقة الغالية
الراهبة : بذهول وتعجب ماهي هذة الظوابط
العربي : اما ان تكون من المحارم ( أي النساء الاتي لايمكن الزواج بها) او تكون زوجة
الراهبة : ولاكن انت متزوج اصلا
العربي : نعم واحب زوجاتي ولاكن ديننا يسمح بالزواج من اربع نساء شريطة ان نعدل بينهن ونكون بحاجة لهن جميعا
الراهبة : تعرض علي الزواج
العربي : ان كنتي لا تمانعي نعم
الراهبة : ولاكني لست من دينك
العربي : الاسلام يسمح للمسلم الزواج من الكتابيات أي اليهود والنصارى
الراهبة : وهل يسمح للمرأة المسلمة من الزواج من غير المسلم
العربي : لا لايسمح ابدا لان للمرأة قيمة كبيرة وعزة كفلها الاسلام وان تزوجت من غير الملسلم لن يعاملها المعاملة التي تحفظ كرامتها مثل ما سيعاملها الزوج المسلم

استغربت الراهبة من كرم هذا الدين وعظمتة وسماحتة وعلوة واسرت في قلها حبها واقتناعها وايمانها الكبير بهذا الدين ووافقت على الزواج بالعربي ولاكن اشترطت علية ان لا يجبرها على اعتناق الاسلام ابدا وافق العربي على شرطها وتزوجها ولم يمر شهر الا واشهرت اسلامها بمنة وفضل من اللة العلي القدير على يد العربي في احد التجمعات الاسلامية التي كانت صغيرة جدا تلك الايام في بريطانيا وعاشت عامين في لندن مع العربي ثم رحلت معة الى بلدة وعاشت في بيت واحد مع زوجاتة الاخريات وسمت نفسها مؤمنة بعد الاسلام وانجبت للعربي بنت وولد وتعلمت العربية بشكل سريع جدا حتى انها حفضت بعض من القرأن الكريم وكانت تعلم اولادها منة
عاشت مع العربي حوالى اربعة وعشرون عام وتوفت هي وابنها في حادث مروري مؤلم في بلد العربي وتوفي هذا العربي قبل ايام معدودة في اطهر بقاع الدنيا في مكة المكرمة ومازالت ابنتة حية ترزق وهي وبكل فخر واعتزاز راوية هذة القصة ………..

ارجو ان تنال هذة القصة اعجابكم وارجوا ان لا اكون قد اطلت عليكم واشعرتكم بالملل ولاكني اشهد اللة ان هذا الحديث في هذة القصة التي روتها والدتي لي مرارا وتكرارا على مدى السنين وقد اختصرت فيها قدر المستطاع حتى لا افقدها جمالها ولاكن كل حرف فيها كان صادق وواقعي وقد لمست حقيقتة وواقعيتة بنفسي .

وفي الاخير اسأل اللة العلي القدير ان يرحم ابي وامي واخي وان يسكنهم فسيح جناتة وان يلحقني بهم في الصالحين مع النبيين والشهداء والصديقين والصالحين اللهم امين
واخر دعوانا ان الحمد للة رب العالمين

(منقوووووووووولة)
قصة وملحمة في قمة الروعة رأيتها واعجبتني كثيرا وقلت اشارككم بها لتتمتعوا بحمالها وصدقها
شكرا لكم جميعا

تمام الكثيري

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

لآ تيأس فقد يطير الحصآأإن..!!! -قصة

السلام عليكم
حكم أحد الملوك على شخصين بالإعدام لجناية ارتكباها،
وحدد موعد تنفيذ الحكم بعد شهر من تاريخ إصداره
وقد كان أحدهما مستسلما خانعا يائسا قد التصق بإحدى زوايا السجن باكيا منتظرا يوم الإعدام …
أما الآخر فكان ذكيا لماحا طفق يفكر في طريقة ما لعلها تنجيه
أو على الأقل تبقيه حيا مدة أطول…
جلس في إحدى الليالي متأملا في السلطان وعن مزاجه وماذا يحب وماذا يكره…
فتـــذكــــر..
مدى عشقه لحصان عنده حيث كان يمضي جل أوقاته مصاحبا لهذا الحصان
وخطرت له فكرة خطيرة….
فصرخ مناديا السجان طالبا مقابلة الملك لأمر خطير،
وافق الملك على مقابلته وسأله عن هذا الأمر الخطير
قال له السجين إنه باستطاعته أن يعلم حصانه الطيران في خلال السنة
بشرط تأجيل إعدامه لمدة سنة وقد وافق الملك حيث تخيل نفسه
راكبا على الحصان الطائر الوحيد في العالم
سمع السجين الآخر بالخبر وهو في قمة الدهشة
قائلا له: أنت تعلم أن الخيل لا يطيرفكيف تتجرأ على طرح مثل تلك الفكرة المجنونة؟!
قال له السجين الذكي أعلم ذلك ولكنني منحت نفسي أربعة فرص محتملة لنيل الحرية:
أولها أن يموت الملك خلال هذه السنة
وثانيها لربما أنا أموت وتبقى ميتة الفراش أعز من الإعدام
! – والثالثة أن الحصان قد يموت
والرابعة قد أستطيع أن أعلم الحصان الطيران !

تذكــر دائــمــا
في كل مشكلة تواجهك لا تيأسولا تقنط وترضخ لحل وحيد..
أعمل عقلك واشحذ ذهنك وأوجد عشرات الحلول
فلعل أحدها يكون النجاح والتفوق..

جرب لن تخسر شيئااا

م ن ق و ل

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

قصر الأحلام -قصة رائعة

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا جديدة في مجال الكتابة وهذه أول محاولة لي أتمنى تعجبكم.

قصر الأحلام

لكم تمنيت أن أبتعد عن هذا العالم الحقير، عالم مليء بالحقد والكراهية والتعصب، إنه عالمنا مجتمعنا الذي نعيشه كل يوم، كل ساعة، بل كل ثانية.
كنت فيما مضى أظن أني أعيش في عالم ملؤه الحب والتعاون بين أفراده، عالم مثالي يسوده حب الخير للعامة ولكن فيما بعد اتضح العكس، مجرد أحلام، جميعنا نعيش وسط عالم من الأحلام لكي نستطيع أن نستمر مع هذه الحياة، والدليل على ذلك أنه عندما ينجلي غطاء الأحلام الوردية الدافئ نحس بصقيع الواقع وقسوة برده، هنا فقط وبعد أن ينكشف غطاء الأحلام نشعر بأن هناك واقع مرير يختفي تحت ستارة مليئة بالرسوم التي نصنعها من خيالنا حيث نستطيع الإستمرار ونحن مرتاحون.
هناك أناس لا يعرفون كيفيةالرسم على الستار أو أنهم لا يحبون الرسم يفضلون الطبيعة ورؤية الأشياء عاريتا من التزييف و التصنع، يفضلون العيش في الواقع يسدلون الستار وهم يظنون أن الوجه الحقيقي للحياة جميل وناعم وجذاب، يظنون أن أرض الواقع بستان أخضر مليئ بالأزهار والورود التي تملأ الجو بعطرها الساحر، حيث العصافير تملأ السماء بتغريدها العذب الطروب، والنسيم الخفيف يداعب شعرك وقطرات الندى التي تسقط على وجهك فتزيده نورا وجمالا. لكن ما أن تتضح لهم صورة الواقع في أعينهم حتى يتحول البستان الأخضر إلى صحراء قاحلة مليئة بالأشواك والصبار، وتتحول العصافير إلى غربان تملأ السماء بنعيقها، ويختفي النسيم وتجف قطرات الندى.لماذا هذا الواقع مرير؟ ولماذا لم نعد نستطيع أن نضع علينا غطاءنا الوردي لنتدفأ بأحلامه السعيدة؟ لماذا لم نعدنستطيع الرسم على ستائرنا؟
أتذكر أنه في يوم ليس ببعيد كان مثلجا وباردا، خرجت أتجول في المدينة، وصلت إلى شارع واسع وطويل تملأ الأشجار أرصفته والثلج يغطي كل شيء فتجمدت أوصالي ووقفت مسحورة بجمال المنظر، وبينما أتأمل ملكوت الله، رأيت مكانا تجمع فيه الثلج على شكل منزل صغير فجاءتني فكرة تصميم قصر ثلجي، انجذبت للونه الأبيض الناصع النقي، فاعتقدت أن شكل الأشياء تدل على مضمونها، اعتقدت أن بياض الثلج ونقائه يدل على صدقه وصفائه وطهره.
اتخذته أساسا ولبنة لبناء قصري في الشتاء، رغم شدة البرد إلا أن بياض الثلج كان يجذبني إليه، بنيت قصر أحلامي وكنت أقصده كل يوم، فرشته بآمالي ، وزرعت في حديقته كل الأماني وكان قصري يعدني بأنه سيحميني للأبد ولن يتخلى عني،مرت الأيام، وانقضى فصل الشتاء وانقضى معه وقت السبات، وكان لابد من إزالة الغطاء وإسدال الستار، فأرست شمس الواقع شعاعها وحرارتها نحو قصري الثلجي فأذابته و أذابت معه كل آمالي وأحلامي، وتحول إلى ماء يسيل في الأرض ويتسرب في مناكبها، فتبخر بالحرارة وتبخرت معه كل وعوده وعهوده.
هذه هي الحياة نرى أحلامنا تتبخر في الهواء أمام أعيننا نقف مذهولين وليس في استطاعتنا فعل شيء، تبخر قصر أحلامي في الهواء وصعد للسماء مشكلا سحابة،هو في السماء وأنا في الأرض كخطان متوازيان لا يلتقيان أبدا.
الحلم سحابة تحاول الوصول إليها إلا أنك لا تستطيع وإن وصلت يوما تكتشف أنه مجرد دخان لا يمكنك أن تمسك به.

أتمنى أن تعجبكم كتابتي وأن تبعتولي بردودكم تعطوني من خلالها أراءكم سواء كانت سلبية أم إجابية أرجوكم أخبروني بصراحة .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

أنا قادم إليكِ ملكة قلبي -قصة

~*

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

قصص من هموم الفتيات .. قصة جميلة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

..المقدمة..
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد :

إن الفتاة – هذا المخلوق اللطيف – تئن وتتوجع وتغرق في بحر من الهموم والأحزان. لا يسمع لها أحد. ولا يفهمها أحد هموم تحطم الفتيات. نعم إنها صرخة تخرج من قلوب تلك الفتيات فهناك صرخة فتاة مطلقة. أو عانس، وصرخة فتاة مظلومة من زوجها، أو من أبنائها، أو من أهلها.

صرخات مكتومة، وهموم محبوسة في الصدور تقتل في الفتاة كل معاني الجمال فيها. من يسمع هذه الصرخات والآهات والهموم؟ من ينقذها من هذا المستنقع؟

إن هذه الفتاة هي أختي وأختك، بنتي وابنتك، أمي وأمك، زوجتي وزوجتك إذا لم نسمع لها ونشاركها همومها فمن يسمعها .. هل نتركها تعيش في غياهب الهموم والأحزان؟

لهذا أخرجت هذا الكتاب وأسميته ((قصص من هموم الفتيات)).
جمعت فيه غيض من فيض من هموم الفتيات. أحببت أن أخرج هذه الهموم والآهات والصرخات من مكامنها ومن صدور صاحباتها. فأرجو من الله أن أكون قد أخرجت بعضاً من هذه الهموم والآهات، من صدور الفتيات، فقد تجد من يهتم بهن ويرعاهن.

ولا تنسونا من صالح الدعاء في ظهر الغيب.

المؤلف : محمد بن صالح القحطاني

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

على، أنغ،ــآآام الهَارمُونِيكاآآ،~ -قصة رائعة

*

؛

لقد ولت أيامها مثلما مرت أعوامها
أضحت روحاً بجسد شبحي يحتوي فتات طفلة دمرتها الحظوظ تحت وطأة غير راحمة
قبلاً كانت تسمع تلك الموسيقى المطربة لأسماعها مانعة لها عن التفكير في مهالك الماضي المتعبة
ها هي الآن بعد مضي سنون من حادثتها التي أودت بحياتها وأحالتها جسداً وروحاً هائمتين ببحر مكدر معكر في هذا المعترك الحالك بأفاعيل البشر… رهينة بين موتها وذكرياتها الجميلة
كانت طفلة تلعب أمام ساحة بيتها قبل عشرين عاماً، تلاطف بيديها ذرات الندى على العشب المبلل قبالتها
الملل رسم نقشه على عينيها القسطليتين بكل براءة
فراحت تنفخ وجنتيها بضجر ناظرة صوب والدها المنهمك بإصلاح الأرجوحة لها فقد تلفت بفعل الزمن
ثوانٍ من الصمت الشائك التزمتها فاستطردت قائلة
– أبي، متى سيعود "باسم"؟؟

لم يكن باسم سوى جارها وصديقها الوحيد هنا والذي سافر قبل عدة أيام رفقة أبويه لزيارة جده
وهي لم تكن بذاك الصبر على فراقه
رد الأب مولياً لها بظهره مخفياً لإبتسامته البشوشة عنها
– سيعود لا تقلقي عزيزتي "أنغام"

كلمة سيعود ليست كافية أو حتى مشبعة لتسكت قلق أنغام الصغيرة وتجبره على الصمت بجوف قلبها
اشتاقت إلى عزفه على آلة الهارمونيكا وإلى ضحكه ولعبه معها
إلى عبثهما بأدوات والده وإلى توبيخ والدته لهما
زفرت لمرة ثانية بضجر لتلج البيت محتضنة دبها القطني الأبيض بين يديها

قبل أن تدخل تهادى إلى أسماعها صوت والدها منادياً
– تعالى إلى هنا لقد فرغت من تصليحها، ستلعبين بها حتى عودة باسم وحينها سيكون لكل حادث حديث

أعادت خطواتها مهرولة نحوه غير آبهة لباقي ما قاله حول المستقبل وشعرها البني القصير المتطاير زاد ظرافة على ابتسامتها التي غايرت شكلها قبل برهة، وضعت الدب بجوارها أسفل الشجرة

اتسعت عينيها مغنية للسعادة عندما رفعها بهدوء حتى جلست عليها، دفعها قليلاً فضحكت بفرحة عارمة
ببراءة كان قد افتقدها منها هي ناجته أن يلبث معها لوقت إضافي
– أبي ابقَ معي قليلاً

نفى بيده ليأخذ عدته مولياً أدراجه للداخل
– عزيزتي، أشعر بالإعياء الآن… لا تبقي هنا كثيراً وافني فيما بعد
طرفت عينيها بحزن طردته عندما رماها والدها بابتسامة هزت كيانها بحياتها وغادر

رفعت رأسها أماماً وبدأت بهز نفسها ببطء مسبلة لعينيها
تدندن بأنغام الهارمونيكا الغناءة بين عقلها ووجدانها
نغمات جذبتها وسحبت أنفاسها، جعلتها تبتسم من عمق أعماق فؤادها الصغير

يتراءى لها بوقفته عندما يهتف لها منادياً وبعدها يمسك بيدها ليلعبا معاً بالأرجوحة ويقضيا الوقت بين خصام مؤقت وانزعاج تعود إليه البسمات بعد ساعات من الفراق حسباها أعواماً
هي طفلة لطالما رأت في عينيه الحالكتين كما الليل نوراً تهادى لها من عدمه

في ذاك الوقت لم تشاطر إحساسها معه فقد أخذتها الأنانية لتحجب كل شيء عنها وعنه
هزت نفسها ببطء لتعود الأرجوحة برفق إلى الوراء جاعلة من نسمات الخريف العبقة تلامس شعرها وتبعثره كما بعثرت أوراق الشجرة بأعلاها

تدندن بذات النغمات، ضحكت ونطقت اسمه لأكثر من مرة، تشعر بالسعادة لأنه سيعود أخيراً
لكن متى؟؟

على اقتراب منها كان يحاول كبحها عند المنعطف، لكنه فشل
حاول من جديد لكن صرخات احتكاك العجلة بالإسفلت سبقته وسبقت محاولة تحكمه بمسار شاحنته ولم تسمعها أنغام، بل لم تكن بفطنة لها

لقد اقتربت منها أكثر، الأجدر بها الهرب
بين الدندنة وضرب الاحتكاك العنيف كانت مقارنة بغير وقتها
كانت جالسة بمكانها كأنها تغني للموت المنتظر بترنيمة ساكنة لا تحفل بشيء

راحت ضحية ميتة تناثرت على جسدها الهزيل أوراق فقدت الحياة كما فقدتها هي بذاك اللون البرتقالي المصفر المتآكل
مزدانة بحمرة قانية اكتسبتها من جثة الطفلة ذات ملامح باسمة وروح بيضاء ناصعة بعبق طفولة معلقة
مرت عشرين عاماً وهي تتحرق له، ترغب برؤيته وأن يكتنف يدها كما كان

فلقد غادر أبويها البيت بعد أن حزنا على فراقها وبكيا حتى جفت الدموع عنهما في محاولة يائسة لنسيان شكلها ونسيان طلتها الضاحكة

فكرا بأن نهاية ألمهما هو الرحيل لكنهما نسيا تماماً حزنها فهي لازالت على تلك الأرجوحة الخيالية تدندن بنغم الهارمونيكا وخالت أنهما بذاك الفعل نسياها حقاً وتركاها وحيدة بين عالم غريب وعالمها الذي غادرته

دبها لازال موضوعاً بمكانه رغم انكسار الشجرة وتشوه مظهرها عبر مرور الزمن

في وقتها انتشرت شائعات بأن صوتاً للحن ما يعم في البيت، لحن أرعب كل من أراد استئجاره والمكوث فيه
هي من سببته وأرادت وقوعه لأن أملها باقٍ في أن أبويها سيعودان يوماً لأجلها ولأجل أخذها معهما
بالمقابل لم تنسى باسم الذي صدم بعد رجوعه من زيارة جديه بأنها قد اختفت

الموت كان الصدمة الكبرى عليه بعد أن أخبره أهله بأن هذه السنة هي الثانية المارة على يوم وفاتها

فهرع حاملا للهارمونيكا وعاد لعزفه أمام الشجرة المكسورة معيدا لدبها بجوارها، أحس أن روحها كانت تنتظره ولازالت، تأسف لها عبر أنغام هي وحدها من يفهمها ويترجم ما يعنيه بلحن دامع حزين ومتألم… تلك الروح الجالسة على أرجوحة الوحدة
يفعل هذا كل يوم حتى بعد سبع حين أصبح يدرس بالثانوية
شغله العالم عنها فترك روحها وحيدة مجدداً وسلك درب الحياة التي فقدتها هي

فكان إن تذكرها أحياناً يقف مقابلاً لها كأنه يناجي طيفها بنظرات آسية هائمة ويمر بذات العيون الغائبة بأغوار ماضيه
بنفسها تعرف أن ملامحه تلك ناتجة عن الحزن المفرط فها هو يحاول تناسيها بما يفعله

ثم تراه يخرج من بيته ولا يزوروها، مرت أيام وكبر كل شيء فيه… نظرته وتفكيره، بعدها سنوات غيرت جل ما بملامحه التي أضحت ساكنة على غير ما عهدت منه من مرح وطفولية بوقتها معه

عزمت ذات يوم أن تترك مكانها وتدخل بيته أن تكلمه وإن كان خيالها عابثاً
ترجلت عن أرجوحتها التي لم تتركها لمدة عشرين عاماً ومضت ببطء تحتضن دبها بين يديها
مترددة الملاح وخائفة من ألا تجد في النصر نجوتها
مرت تخترق جدران البيت بطيفها الشبحي المفزوع
أعلت ناظرها تبحث عنه بغرفته، كل شيء تغير الآن، حتى بيته… لا أحد فيه

هل يعقل بأن أفراده قد هجروه مثلما فعلوا مع بيتها؟؟
هذا ما جرى بمخيلتها الصغيرة، أجبرت نفسها مجدداً على البحث عنه لتجده منهكاً نائماً على أحد الأرائك بغرفة مظلمة
كشبح روح بلا جسد استطاعت رؤيته وسماع ضرب أنفاسه العميقة والمتنهدة المتعبة

رأت يده تتحرك بسكينة لتلامس شعره الكحيل الذي أخفى عينيه اللطفتين عنها

فتحركت هي كذلك لتقف مقابلة له نطقت بأنغام الهارمونيكا الوحيدة التي تحب، طالبة منه أن يروي عطش اشتياقها لها
لكنه لا يراها ولا يسمعها فكيف له أن يلبي مطلبها الأسمى؟
لم تستطع بدورها منع دموعها عن النزول فقد اقتنعت أنه فعلياً نسيها بعدما مدت يدها لتربت على رأسه… فكانت يدها تمر عبر اللامكان وتكبحها عن أية أمل آخر ليعيد ولو دقائق لبهجتها
اختفت من أمامه يائسة مجدداً لن يستطيع رؤيتها فهي روح لا يمكن لأي شخص آخر رؤيتها

عادت إلى أرجوحتها الخيالية لتهزها ببطء كما كانت تفعل قبل لحظات موتها أغمضت عينيها وبدأت تدندن بأنغام الهارمونيكا الحزينة

أنغام، لطالما أرادت أن تكون قريبة بشكل كبير من باسم… لكنها الآن بعيدة بشكل كبير عنه
دمعت عينيها كما ذرف قلبها جل اشتياقه في درب العبرات معها، رافقها كما الحنين

فجأة رفعت رأسها نحو بيت باسم ولازالت الحيرة متعلقة بناظريها صحبة دموعها الحارقة
سمعت صوت سعال قوي كأنه آخر لحظة بآخر شهقة
لم تدري ما هو مصدره فراحت تشهق بفزع وطارت بطيفها ناحية الصوت
– باسم؟؟

هتفت باسمه على غير هوادة مسرعة نحوه، ففمه كأن سيلاً من الدماء قد خرجت منه
يده تقبض على جهة قلبه وتكمش قميصه بقوة وألم تربع على عينه التي سكنت بتلك الثواني القلائل
تراجعت بحزن فلم تطق النظر إليه وهو كذلك متوقف عن الحراك كما كانت

جلست بأرجوحتها مبتسمة بآسى على حال باسم تدندن بنغمها… لم ترتعب من تلك اليد التي وضعت على كتفها
رفعت رأسها نحوه هاتفة باسمه
– كنت أنتظرك

– وأتيت إليكِ

– تأخرت وأتيت، "أحبك باسم"

ابتسم بود لم يكن بباخل به يوماً
نزلت من على أرجوحتها وهي تمسك الدب بيد وتمسك بيده باليد الأخرى … خيم السكون على مشيتهما وهما يبتعدان عن المكان حتى اختفى طيفهما معاً

أرادت أنغام أن يرافقها باسم وها قد أتى لكي تكمل دربها معه بتلك الضحكة وتلك البسمة المتواضعة منه
باسم كان مريضاً بالسل منذ مدة وكان يحس بقرب أنغام منه فلم يكف عن حمل الهارمونيكا والعزف عنها بأي مكان حتى وإن لم تكن هي معه… فهو يحس بطيفها في كل مكان

*
؛

~تمت~

،

*…*…*…*
*…*…*

..
*

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

جيل صعب ان يتكرر -قصة

بسم الله الرحمن الرحيم

جيل صعب ان يتكرر

أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه

‏قال عمر: ما هذا

‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا

‏قال: أقتلت أباهم ؟

‏قال: نعم قتلته !

‏قال : كيف قتلتَه ؟

‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً ، وقع على رأسه فمات…

‏قال عمر : القصاص ….

‏الإعدام .. قرار لم يكتب … وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟

‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر – رضي الله عنه – لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ..

>>‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا

قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟

‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..

‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه ‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر ‏رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟

‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..

‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!

‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ،وقال:

‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله

‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!

‏قال: أتعرفه ?

‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟

‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏الله

‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك

‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين …

‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع ‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ….

‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!

‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت‏الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.

‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان…

‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون‏معه

‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!

‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..

وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس

فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر :

خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس

‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟

‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..

وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !

‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ….

‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ

‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك …

‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك…

‏قال أحد المحدثين :

والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام

في أكفان عمر!!.

‏وجزى الله خيرا للذين نقلوا لنا هذه القصه

‏وجزى الله خيرا للذين ينقلونها للاخرين

هذا هو بن الخطاب رضى الله عنه وهذا ابو ذر الغفارى رضى الله عنه ورضى الله تعالى عن كل الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

♥~قَصَةّ مُبَدَعةّ~♥إنعكاسٌ ضائع .. ! -قصة رائعة



مُحتجزةٌ في العلية .. !


#رَوَعَةّ يَ قَمر

كنتُ هنا لفترة طويلة .. طويلةٍ جداً .. حتى إنيّ فقدتُ عدها ،

شيءٌ واحد أدركه .. و هو كونيّ فيها منذ أن أبصرت عيناي .. هذه الدنيا !

[ شانا ] .. لن تحررنني أبداً .. ،

تقولُ بأني شريرة .. ولكنها لن تفهم مطلقاً .. بأنيّ لا أتظاهر ..

كلا .. ليس أنا !!

و كما أجلسُ على الأرض .. أحملق في النافذة التي تحتل منتصف السقف ..

القمر الكامل ينعكسُ في عينيّ الفضيتين .. و كما ألتفت ..

فيصدمنيّ إنعكاسُ وجهي الشاحب على المرآة … غريب .. من تكون صاحبةُ هذا الوجه ؟!

مُنْفِر .. ملتوٍ .. ونازف !!

و حينما ألمسُ وجهي .. لا دماء .. أو جروح تعتليه ..

يقتربُ ذلك الإنعكاسُ مني .. مشوه .. بشعرٍ أحمرَ ماثل شعري .. !

" كلا .. لا يمكن أن تكون حقيقاً ! "

أصرخُ بها بجنون .. فتكادُ أحباليّ الصوتية تتقطع

" كلُ هذا في عقلي وحسب ! "

أحاول إقناع نفسي .. ولكن بأي قطرةِ إيمان أُقنعها ؟!

ظلالُ الجنون .. " كلا أنتِ لستِ أنا !!! "

" أنتِ لستِ أنا !!! "

يسودُ هذه العلية الظلام .. فقط خيوط الفضة القمرية تضيئها ليلاً ..

والذهبية الشمسية نهاراً !

لم أخرج .. حتى لمرة منها .. لم أرى غير هذه الأركان السوداء ..

والصمت القاتل .. ،

حياتيّ هذه في العلية .. كم أحبُ فيها كرسيّ الهزاز ..

فصوته يريحني .. ينسيني هموميّ ،

وكما تأتي [ شانا ] لتراني .. فتطعمني .. تحممني .. وترعاني هنا !

[ شانا ] إمرأةٌ غجرية .. خصلاتها بيضاء كالثلج .. بشرتها سمراء وعيناها زرقاوتان .. !

زلّ لسانها مرة تخبرني أنها عثرت عليّ .. بين أطلال و خرائب الحرب .. ،

لكن أيُ حربٍ هذه ؟! ما كانت ؟! ومتى حصلت ؟! .. لا أعلم !!

أُحدق في الظلال .. أجثمُ في الزوايا .. أنتظرُ شيئاً ما ..

أضحك على اللاشيء .. أقهقه بشدة كالمجانين .. لكن لا أحد هناك .. !!

و مرة تلو مرة أتسائل .. هل هناك المزيد ؟

كيف هي الحياة خارج باب هذه العلية .. ؟!

إنعكاسُ القمرِ في مقلتيّ .. هل كلُ هذا حقيقي ؟!

إنعكاسُ المرآةِ المفقود .. هو داخلي !!

يا تُرى .. هل أنا أهلوس ؟ .. ما الذي أفعله .. أخدشُ الجدران بأظافري ..

أتحدث في أركان الغرفة وأقهقه .. هل هناك أحدٌ ما معي ؟!

لما .. هذه الهالاتُ السوداء أسفل عينيّ ؟! .. ولما .. أصواتٌ مرعبة تداعب قوقعتيّ ؟!

قوى غاشمة تحيطُ جسدي .. وتصيبُ عقلي بلوثةٍ قاتلة ،

فتنظرُ إليّ أعينٌ خفية من الظلام .. بويلٍ و وعيدٍ .. شديد !!

تتعالى الصرخات .. الهمسات الشبحية .. والأعين الشيطانية تقتربُ مني !!

رغبتيّ بالإنعتاق من حياتي المزيفة .. تتزايد .. تنمو كالعضالِ في جسدي ،

نظراتُ الغلِّ هذه .. من اللا أحد .. من اللا مكان !

قضيتُ ردحاً من حياتي هنا .. هل سأتحملُ أكثر ؟!

تساؤلات .. تساؤلات .. و تساؤلات !! ولسانيّ .. عاجزٌ عن التعبير ..

فكم من كابوسٍ قضّ مضجعي ؟! .. وكم من صرخة عالية صمّت أذني ؟!

ومالي .. أرى قبراً .. وهوام الأرض و شوارد الطيور .. تنهش في جثته الميتة ؟!

أزدادت الأصوات .. كلا .. لا أريدُ أن اسمع ..


" أنتِ شريرة .. إبنة الشيطان ! "

" كلا !! لستُ شريرة !! "

" أنتِ منبوذة .. عفنة الدماء ! "

" أصمتوا !! لا تتحدثوا !! "

" سوداء الروح .. ذابلة الجلد .. قبيحة المحيا ! "

" توقفوا !!!! "

" لا سلام لمن كان بين الخراب يحيا ! "

" إبتعدوا عني .. !!! "


خيوطً العناكب و أحلامٌ مغبّرة متربة .. !

سكاكينُ حادة و وصرخاتٌ مجوفة .. ،

عينان واسعتان من الرعب .. الفزع والهلع !!

أظافر .. تخدش وتخمش باب العلية .. ليست أظافري !!


" أنتِ لا تستطيعين الإحتمال بعد الآن ! "

" من الأفضل أن تذهبوا بعيداً .. أتركوني !! "

" إخرجي .. حطمّي القيود .. أنتِ للموت تعودين ! "

" أنتم تكذبون !!!! "

" أسرعي … "


همهمة .. تصدح في كلِ مكان .. قهقهات .. من شتى الأزمان .. !


" من هناك ؟!! "

" لا أحد هناك "

" أنتِ لستِ أنا !!!!! "

" أنتِ لستِ .. أنا ! "


و كما الأصوات تردد عبارتيّ .. يشّتد جنوني !

ويرتجفُ جسدي .. فتقتربُ أصواتُ خطوات أقدامٍ للباب .. [ شانا ] .. أتت للإطمئان ..

و حينما تفتحه .. أهبّ مسرعة فأدفعها .. تسقط … وأهرعُ أنزل السلالم ..

نحو الحرية أخطو .. لحيثُ الحياة التواقة إليّ و إليها .. ،

فأصل للباب .. و [ شانا ] تصرخ ناهرة

" لا تفعلي .. ! "

فأفتح الباب .. ضوءٌ حرقّ عينيّ لثوان .. ،

فلما تلاشى .. أبصرت الحياة التي أبتغيتها ..

خرابٌ .. منازل مجهورة .. بيوتٌ مدمرة .. و رياحٌ باردة زمهريرة .. !

دمارٌ قد عاث في كلِ مكان .. لا حياة غيرنا هنا .. ،

سماءٌ رمادية .. مدينة رمادية .. بلا حياة .. بلا ألون !!

هذا .. من بقايا الحروب .. وربما يكونُ التراب هذا .. جثثاً متفحمة !!

فكما أسقط على ركبتيّ صريعة لفجيعة تحطّم الأحلام .. أدركُ أمراً

[ شانا ] .. ربما فقط .. أرادت أن تحميني .. من هذا الزمان !


" لا مكان .. لا أحد .. لا حياة .. وحيدةٌ أنتي .. مع الأشباح ! "


فعدتُ لعليتيّ .. أجثو في ركن الظلام .. أحدق .. بعينين متسعتين .. نحو الفراغ ..

وللأبدية .. سأبقى .. في صدمة من الحياة !

أنا [ ميركيدس ] .. مدفونة كالأموات .. في عليّة كانت يوماً .. مِلّكاً .. للأحياء !

تمت

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

هكذا نهاية كل ظالم اللهم لا تجعلنا من الظالمين قصة قصيرة

اخى الحبيب.. اختى الحبيبة .. احبتى فى الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

اليكم موضوع اليوم

عجائب قدرة الله في الظالم
قصة عجيبة
رأيت رجلا مقطوع اليد من الكتف ،وهو ينادي من رآني فلا يظلمنّ أحدا ،، فقدمت إليه وقلت : يا أخي ما قصتك؟؟ ،، فقال : يا أخي قصة عجيبة وذلك أنّي كنت من أعوان الظلمة فرأيت يوما صيادا قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني فجئت إليه فقلت: أعطني هذه السمكة ، فقال: لا أعطيكها ، أنا آخذ بثمنها قوتا لعيالي ، فضربته وأخذتها من قهرا، ومضيت بها قال : فبينما أنا أمشي بها حاملها إذ عضت على إبهامي عضة قوية ، فلما جئت بها إلى بيتي وألقيتها من يدي ضربت عليّ إبهامي وآلمتني ألما شديدا
حتى لم أنم من شدة الوجع والألم، وورمت يدي فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم ، فقال : هذه بدء الأكلة، اقطعها وإلا تقطع يدك فقطعت إبهامي ، ثم ضَربت عليّ يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدة الألم.. فقيل لي اقطع كفك فقطعته، وانتشر الألم على الساعد وآلمني ألما شديدا ، ولم أطق القرار وجعلت أستغيث من شدة الألم ، فقيل لي :اقطعها إلى المرفق
فقطعتها ، فانتشر الألم إلى العضد، وضربت عليّ عضدي أشد من الألم الأول ، فقيل : اقطع يدك من كتفك وغلا سرى إلى جسدك كله ،، فقطعتها
فقال لي بعض الناس: ما سبب ألمك ؟
فذكرت قصة السمكة، فقال لي : لو كنت رجعت في أول ما أصابك إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قطعت من أعضائك عضوا،، فاذهب الآن إليه واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى باقي جسدك
قال: فلم أزل أطلبه في البلاد حتى وجدته فوقعت على رجليه أقبلها وأبكي
وقلت له: يا سيدي سألتك بالله ألا عفوت عني فقال : ومن أنت ؟؟ ، قلت: أنا الذي أخذت منك السمكة غصبا، وذكرت له ما جرى ، وأريته يدي، فبكى حين رآها ثم قال: يا أخي قد أحللتك منها لما قد رأيته بك من هذا البلاء
قلت : يا سيدي بالله هل كنت قد دعوت عليّ لما أخذتها؟؟ قال : نعم
قلت : اللهم إن هذا تقّوى علي بقوته على ضعفي على ما رزقتني ظلما أرني قدرتك فيه فقلت : يا سيدي قد أراك الله قدرته فيّ وأنا قد تبت إلى الله عز وجل عما كنت عليه من خدمة الظّلمة ولن أعود إليه أبدا
============ =====
اللهم لا تجعلنا ظالمين ولا على عبادك معتدين
اللهم أمين
منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص قصيرة

اذا اكتمل البدر (خاص بالمسابقة) -قصة

ذات مساء بارد تلفه موجات البرد القارس وكانت فيه الشوارع فارغة لا يوجد بها الا القطط والكلاب التي اتخذت الزوايا الضيقة ملجئا يعصمها من الزمهرير الشديد …. كان البدر مكتملا الا ان السحاب الداكنة والكثيفة قد منعت وهج من الاستمتاع بمنظره وهي بالشرفة وقبل ان تمتعض لاجل ذلك لاح لها خيال امرأة عجوز يسير في الشارع واوجست منها خيفة ولما اقتربت من المنزل اتضحت ملامحها فكانت في غاية القبح لا يظهر الا وجهها تحت عبائتها السوداء المهترئة وبدت للفتاة انها احد الغيلان الذين يجوسون في انحاء المناطق السكنية قادمون من الصحراء …. توقفت العجوز وبدأت ترمق وهج فدخلت الاخيرة مذعورة الى الداخل بعد ان اغلقت باب الشرفة وفرت الى جُحر والدتها ايمان التي كانت كما يقولون في الامثال ((اسم على مسمى)) فقالت لها وهي تمسح على شعرها ((ما الامر يا وهج…عسى ان لم تري شيئا افزع قلبك؟!)) وفجأة ظهر صوت دق على الباب فازداد خوف الابنة فصرخت بذعر وذهب شقيقها عامر الذي يصغرها بعامان لفتح الباب الا ان والده صادق منعه من ذلك وذهب هو بنفسه لفتح الباب وحاول ان يتحلى بالحزم والاتزان ففتح الباب لتظهر المرأة العجوز تطلب اذن الدخول بصوت اجش لكنه رفض طلبها……. الا ان الام ارتفع حسها الانساني وألحت على زوجها استضافتها بعض الوقت رغم توسلات ابنتها الا تفعل فاخذتها الى غرفتها واجلست شقيقها معها فاغلقت الباب ليكونا في عصمة وامان واقبلت على زوجها وقالت ((اطلب منك الاذن في السماح لها)) ….. وفي آخر الامر رضخ للامر وادخلوها الى غرفة الضيوف وارشدتها الام ايمان على مكان جلوسها فجلست فقالت بصوت خافت ومخيف ((انا عطشة اريد بعض الماء)) فذهب الزوجين ليحضرا الماء لها تاركانها وحدها في الغرفة فاخرجت كيساً من تحت عباءتها لتخرج منه مادة كالتراب ولونها شديد الاحمرار فنفثته حولها …. وجاء الزوجان بخطوات حذرة لكنهم لم يجدوها .

وهرول الاب مذعورا يبحث عنها فوجد باب المنزل الامامي مغلق فخرج ليبحث عنها لكنه لم يجدها …. صب الغضب في عروقه وتسلسل الخوف الى قلب زوجته التي كانت تتفحص المادة التي تركتها على الارض وارادت ان تلمسها لكن زوجها منعها وطلب من الخادمة تنظيف المكان بعدما ايقظها فنهضت وهي تتذمر واخذت المكنسة لتنظف ومن ورائها الزوجان اللذان ينظران لتلك المادة بانتباه شديد……. قطع الصمت الرهيب هرولة وهج وعامر اليهما وبدأت تلقي اسئلتها عليهم بفضول شديد لكنهم لم يجيبوا فرأت ما رأوه مسبقا فوضعت يداها على فمها لتحبس شهقة ذعر فقالت وهي تنتحب ((الم اقل لكم لا تفتحوا لها الباب؟))….انتهت تلك الليلة المثيرة عند ذلك الموقف بعد ان حاول الزوجان تهدأت روع ابنتهم ومضت الايام والاسابيع حتى نسي الجميع تلك الحادثة غير ان هناك ثمة تغيرات طرأت على الخادمة اذ انتابتها روح شريرة وزادت وطئتها عليها عندما اقترب القمر من الاكتمال ولما اكتمل لم تتمكن من ردع الروح لشريرة التي بها ونوت على ايذاء من تخدمهم في قادم الايام….. وفي نفس اليوم شعر الجميع بحدوث اشياء غريبة في الدار اذ كانوا يسمعون اصوات غريبة في زواياه وذهبت وهج لتستحم فرأت علامة عين على جسدها فصرخت بهلع شديد فاغمى عليها ونقلها ذويها الى المستشفى وباتت هناك عدة ايام لتخرج بعد ذلك وقد تفحصت تلك العلامة فلم تجدها….فكر الجميع بامر تلك العجوز الغريبة وسلموا انها السبب فيما يحصل لهم ……وذهب ذلك اليوم بشره واتت ايام ولم يحصل فيها لهم اي شيء .

اتى الشهر الجديد واكتمل البدر يومها واتت بسببه غيمة سوداء اظلت بظلالها القاتم فوق تلك العائلة المسكينة حيث سمع الجميع صوت صراخ مهول يصدر من غرفة الخادمة فتوجهوا نحوها ففتح الاب الباب ليجدوها تتقلب على ظهرها وبطنها وتنظر لهم بعيون جاعظة حمراء كأن الدم يقطر منها وجال في بال الجميع ان روحا شيطانية تقبع خلف تلك العينان …. نهضت الخادمة لتنقض على من في المنزل بضراوة منقطعة النظير الا ان الاب قد اغلق الباب واوصده بالقفل ورأت وهج كيف ان مقبض الباب يتحرك بشكل فظيع بفعل الخادمة …. كانت تصرخ وتقول بلغة اعجمية افتحوا الباب ….. انهارت الام وانتحبت الابنة وظل الابن يراقب بذهول ما يحدث وهو ينظر الى الاب الذي بدا عاجزا ما يفعل ثم ذهب الى الهاتف كي يخطر الشرطة بهذة الحادثة …… لكنه كان مفصول لسبب لم يعرفه احد منهم …. قامت وهج بلوم امها ((انتي السبب؟ انتي من سمحتي للعجوز القبيحة بالدخول لمنزلنا)) فرد الاب مهدئا اضطراب ابنته ((ما حدث قد حدث ويجب ان نفكر بحل)) عندئذ زادت حدة خبطات الخادمة على الباب واوشكت ان تفتحه فخرج عامر من المنزل ولم يعرف لما خرج فرأى مشهد غريب جدا حيث انه وجد امامه كلب اسود ضخم الحجم ينظر بامعان اليه ووجده متسمرا فتسلسل الذعر الى قلبه وعاد لمنزله…… فوجد اباه منهكا بوضع اكبر قدر من الاثاث امام غرفة الخادمة فاقبل عليه وقال بتعب شديد ((اسمع انا ذاهب الآن لاخبر الشرطة بما حصل ـــ عليك ان تبقى مع والدتك وشقيقتك ريثما اعود ولا تتركهما لاي سبب ولن يحصل لكم شيء)) ولما ذهب سمع باقي افراد عائلته صوت عراك فهرول الابنان الى الشرفة لينظروا ماذا حدث فاذ هي قد كانت الفاجعة ـ لقد رأوا الكلب الاسود الضخم يمزق والدهم ولم تكن هذه آخر الاحداث السيئة فقد فتحت الخادمة الباب واطبقت بيداها على انفاس والدتهم كالوحش الهائج وهرعوا لانقاذها غير ان الوقت قد فات والتفتت الخادمة لهم لتقضي عليهم ولاحظت وهج ان حجمها قد تغير وزاد باضعاف ولم يكن لهم مفر غير الهروب من المنزل ولما فعلوا وخرجوا قد لحقت بهم لتمسك بهم واكتشفوا ان الخادمة كانت ميتة منذ البداية اذ رأ وها ممدة على الارض ينزف الدم منها وبجانبها اباهم فلم يستطيعان فعل اي شيء غير الهرب من الخادمة التي تلاحقهم او بالاحرى الشيطان المتشبه بها . وصلوا الى منطقة مهجورة واستسلم عامر لليأس وادرك ان الشيطان المتمثل بخادمتهم سيلحق بهم ليقضي عليهم ونفرت وهج من يأسه فمسحت دموعها وقالت ((لقد لاحظت انه لم يكن هناك احد من الناس اثناء ما حصل لنا)) ثم اردفت قائلة ((ان كل الاحداث التي حدثت لنا كان وقتها البدر مكتمل وحتما للعجوز يداً في الامر فهي نفسها رأيتها والبدر مكتمل)) فاجابها عامر ((قد تكون تحليلاتك صحيحة ـ لكن كل شيء انتهى قد مات والدنا وماتت والدتنا )) عندئذ انخرط الاثنان في البكاء الحاد حتى سمعوا صوت الكلب الضخم المتوجه نحوهم وكانت تركبه غولة تشبه العجوز نفسها التي اتت لمنزلهم بل كانت في الحقيقة هي وبالطبع فر الاثنان لكن عامر قد خارت قواه فوقع على الارض وحاولت وهج مساعدته غير ان الكلب سبقه اليها ونهش لحمه فجثت على ركبتاها واصبحت تنظر الى ما حولها وكأنها في عالم آخر من شدة الصدمة فنطقت العجوز اخيراً وقالت ((لماذا اتيتم الى هذا المنزل؟ ـ انه لنا ولا يسمح لاحد من الانس ان يقطنه )) ثم اردفت قائلة ((لقد ارسلنا لكم اشارات لكنكم لم تنتبهوا اليها وكان ما كان – وقد تم طرد عائلة قبلكم وهذا للعلم)) ….

وفجأة صحت وهج من سباتها على صوت خبطات العجوز لباب منزلهم وكانت قد ما زالت في الشرفة تتخيل الشر الذي قد يحدث من قبل هذه العجوز وراحت امها تفتح الباب غير ان وهج منعتها من فتح الباب وقالت ((ان هذه العجوز ما هي الا شيطان يريد بنا شراً)) فلم تأبه الام لحديث ابنتها ففتحت الباب وظهرت العجوز تطلب اذن الدخول فسُمح لها لكن وهج وقفت بوجهها فدفعهتا على الارض لينهال عليها توبيخ والداها ومع سقوط العجوز قد كُشف المستور وسقط الكيس الذي به تلك المادة وظهرت بشاعة مخلوق لم يكن في الحقيقة امرأة عجوز بل كان كائنا ممسوخا قزم الخلقة واحمر الوجه ذو عيون جاحظة ورأس اصلع له ذنب حمار وفر هاربا لتلحق به وهج رغم مناداة والداها لها غير انها لم تجب فاضطر شقيقها عامر ان يتبعها وتمادوا في الولوج داخل الظلام الدامس الذي يخيم على منطقة مهجورة فيها شجر ولم تكن الا لمساكن الكلاب المسعورة. امسك عامر بها وحاول ان يجبرها على الرجوع لكنه تركها بعد ان سمعوا صوت كلب ينبح فاتبعوا الصوت فوجدوا ذلك الشيطان يجلس على احد جذع شجرة ساقطة على الارض وحاول الشقيق ان يقنع شقيقته بالعدول عن اتباع ذلك المسخ فقد كانت اجرؤ منه بطبيعة الحال لكنها لم ترضخ لطلبه واكتشفت ان الكلب الذي يتودد له ما هو الا ذلك الكلب الاسود!. قد لحق الوالدان بابنائهما واعادوهم الى المنزل.
ايقنت وهج ان القصة لم تنتهي وكانت ترى امها تنتفض من الخوف الذي رأته فذهبت اليها فمسحت على شعرها وقالت ((لا تقلقي يا اماه … فلن اسمح لذلك الشيطان القبيح ان يمسكم بسوء)) شكرتها والدتها واثنت على شجاعتها ودفع الضرر عن عائلتها ….. كانت وهج تترقب موعد اكتمال البدر ولما اكتمل قد استعدت واعدت اهلها للاستعداد لما قد يحصل … قد تأخر الوقت وذهب الجميع للفراش فبقيت هي في الشرفة تلتفت من هنا وهناك ولم تجد شيئا فذهبت الى مخدعها وهناك شعرت بان شخصا ما قد لمس كتفها وشعرت بهواء بارد يتسلل الى رقبتها فانتابها الخوف الشديد غير انها بقيت صامدة وتدثرت بفراشها واختبئت تحته فمضى قليلا من الوقت حتى سمعت صوت احدهم يتنهد في غرفتها ولم تجد بدا من الانتقال الى حجرة شقيقها الذي كان مستسلما للنوم …. ولم يحدث شيء آخر بعد ذلك ….. نسى الجميع مع مرور الايام كل ما حصل لهم في الآونة الاخيرة باستثناء وهج وكان موعد اكتمال البدر كابوس مزعج لها ….. اتى موعد اكتمال البدر التالي وهذه المرة حصلت امور ارعبت الجميع فقد كانت الخادمة عادة تسمع الاغاني من آلة الاغاني فسمع الجميع صوت الاغاني الصادر من غرفة الخادمة فانزعجوا فذهبت الام غاضبة الى غرفتها ففتحتها ولم تجد احدا بها غير آلة الاغاني فدب الذعر في اوصال الجميع بما فيهم الخادمة واصرت ان تذهب وتترك امر خدمة هذه العائلة لخادمة غيرها ولم يملكون غير الموافقة غير ان هذا ليس اهم ما حدث فقد تمادت الاحداث لتلك العائلة وظلت مستمرة ولم تقتصر على وقت اكتمال البدر فقط اذ اصيب الاب بضربات مبرحة دون ان يرى من فعل به هذا واصابت الام ندبات متقيحة كانت منتشرة في جميع انحاء جسمها بسبب الجرذان المنتشرة في المنزل بفعل الشيطان الذي كان يجمعها ويأخذها لمنزلهم … وهنا قد ذاق الجميع ضرعا بما يحصل لهم وانتقلوا باسرع وقت الى شقة وابتعدوا قدر الامكان عن ذلك المنزل الذي سكنته عائلة وحصل لهم ما جال في بال وهج في بادىء الامر. ونجح ذلك المنزل بطرد عوائل كثيرة وتحول الى ملجأ للشياطين .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده