تعرف الشعور لمن تركب قطار الموت .. او القطار السريع .. او لعبة الإعصار اللي بالمدينة الترفيهية ؟
معدتك تدغدغك .. وراسك يدور .. وتصرخ وتصرخ وتصرخ بأعلى صوت .. و ترفع يدك عالي في الهوا ..
ويتأرجح إحساسك .. بين السعادة .. والخوف ..
عشان تروح و تقط راسك على صدره وتقول له عن شعورك
هذا اهو أشبه شعور .. وأقرب شعور .. ممكن أصف فيه شعور أبطال قصتنا ..
تحياتي ..
أحبك وأفكر بغيرك ..
الرواية
أحس إن الفرح محال ولا يمكن يحين ..
كل ما مضى لي من سنين ..
يناير 1989– بعد صلاة العصر ..
بجت آخر دمعة .. و شهقت آخر شهقة .. وونت آخر ونة ..
لونه أبيض .. مثل نفنوف العروس..
وهذا مو نفنوف .. هذا كفن !!
مدت ايدها حق تلفونها تتصل على الكوافيرة ..
تنحنحت تتخلص من بحة الألم اللي في صوتها ..
فصة :
Hi .. eve .. [ الترجمه: مرحبا يا " ايف " ]
Eve :
Hi Mam .. are you okay ? you sound terrible !
[ مرحبا سيدتي .. هل انت بخير ؟ يبدو صوتك مروعا ! ]
فضة :
I’m fine .. ammm .. listen .. I need you to come today ..
[ أنا بخير .. اممم .. اسمعي .. أريدك أن تأتي اليوم .. ]
Eve :
Ok .. when ? [ حسنا .. متى ؟ ]
فضة :
Now .. [ الآن .. ]
Eve :
Now ?!! [ الآن ؟!! ]
فضة :
Yes .. now .. is that a problem ? [ أجل الآن .. هل هذه مشكلة ؟ ]
Eve :
No ! not at all ! what’s the occasion ? [ لا أبدا !! مالمناسبة ؟ ]
فضة :
Just .. don’t be late .. [ فقط لا تتأخري !! ]
وصكرت فضة التلفون بسرعة تتهرب من هالسؤال ..
وقعدت تجابه همومها بروحها ..
أكو أحد جرب يغرس سجين بصدره ؟
اكيد في أحد جرب .. بس محد جرب وعاش عشان يقولنا !!
احساس قاتل مثل السجين اللي تنغرس في الصدر ..
تعبير عادي ممل قريناه بألف قصة وألف خاطرة وألف شعر ..
بس محد يحس بقوة هالتعبير "الممل" ..
والحين .. فضة قاعده تعيشه ..
دقايق إلا و eve عندها ..
دخلت eve بشعرها الأشقر وابتسامتها المريحة ..
Eve :
Hi Mam .. are you ready ? [ مرحبا سيدتي.. هل أنت مستعدة ؟ ]
فضة ردت عليها بابتسامتها الملائكية المعهودة :
Hi Eve … yes .. I am .. [ مرحبا ايف .. أجل أنا مستعدة .. ]
Eve :
Okay then .. let’s get started .. [ حسنا إذن .. لنبدأ .. ]
و طلعت eve أغراضها من سبري و جل و ميك اب و غيره ..
Eve :
What’s the coulor of your dress Mam ? [ ما هو لون فستانك سيدتي ؟ ]
فضة :
White .. [ أبيض .. ]
Eve :
only white ? [ فقط أبيض ؟ ]
فضة :
Only white ! [ فقط أبيض ! ]
Eve :
Ok .. what do you want me to do ? [ حسنا .. ماذا تريدنني أن أفعل ؟؟ ]
فضة :
Just make me beautiful !! [ فقط اجعليني جميلة .. ]
Eve :
Mdam .. you are beautiful !! [ سيدتي .. أنت أصلا جميلة !! ]
ابتسمت فضة :
Then do what ever you like .. [ إذن افعلي ما يحلو لك !! ]
/
/
في صالة الفندق ..
المكان اللي راح يبتدي فيه حلم .. وتنتهي فيه حياة !
كانت الأغاني لاعبة لعب .. والحريم كلهم يصفقون والبنات حولينهم
يرقصون و يغنون .. والكل مستانس
والأجواء كانت رومانسية بحتة .. كل بنت كانت قاعدة في الصالة
ظنت انها سندريلا او سنوايت .. ونست ان العرس اصلا مو عرسها !!
وفي وسط هالحشد والمعازيم تألقوا أهل المعرس والعروس ..
أم صباح تصفق و تحاجي أختها : أقول ..
أم صباح : شقلتو حق فضة ؟؟
أم مريم : هههههههه افا عليج بس .. صرفتها !!
أم صباح : و عاااااشو .. كلللللوووووولووووووووووش !!
/
Eve :
Wow !! Mam .. allow me to say .. you look like an angel !!
[ واو !! سيدتي .. اسمحي لي أن أقول .. تبدين كالملاك !! ]
تاملتها Eve لوقت أطول .. كانت راضية تماما عن التحفة اللي بين ايدها .. تحفة طبيعية ..
Eve :
Damn I’m good !! [ تبا !! كم أنني بارعة !! ]
ضحكت فضة رغم كل الألم اللي فيها ..
صعب إنك تتألم و تبجي .. بس الأصعب .. انك تتألم و تبتسم ..
والمصيبة .. لي تألمت .. وضحكت !!
فضة :
Thank you Eve .. you did a great job
..
[ شكرا يا ايف .. لقد قمت بعمل رائع ! ]
Eve
:
Thanks Mam .. I really didn’t do any thing .. you have the most beautiful face ever !!
[ شكرا لك سيدتي !! انا لم أفعل شيئا حقا .. أنت تملكين أجمل وجه على الإطلاق !! ]
ابتسمت فضة وتأملت شكلها برضا ..
و نظرة من الإصرار والتحدي والكبرياء ترتسم في عيونها ..
هالإنسانة فيها شموخ مو طبيعي !
توقف مرة ثانية و راسها أعلى من قبل !!
Eve :
You didn’t tell me yet Mam .. who’s wedding is it ??
[ لم تخبريني بعد يا سيدتي .. عرس من هذا ؟؟ ]
فضة :
My husband’s wedding !! [ عرس زوجي !! ]
/
/
وصلت السيارة الفندق ..
استجمعت نفسها في ثواني ..
تأكدت من نقابها اللي تألقت من خلاله عيونها ..
حطت ريلها برة السيارة على الأرض الصلبة ..
الأرض الصلبة اللي حست انها لو طاحت و احتوتها .. راح تصير لينة وراح تمتص همها و تمتصها اهيا
عشان تختفي و يختفي معاها الهم ..
بس لأ .. الأمور مو بهالسهولة ..
لازم توقف بريلها على هالارض الصلبة وتكون أصلب منها وتروح توقف في ويه الهم وتقول له بس يا هم ! كافي !!
بس ياهم كافي .. انا ابي الطلاق يا هم !!
خطت خطواتها بكل برود و ثقة .. وفي عينها ابتسامة انتصار المهزوم !!!
دخلت صالة أفراح الفندق الفخمة ..
أكواب العصير اللي قعد تتنقل بينهم ..
فرحة الكل بالمعاريس اليدد ..
و دخول فضة بعبايتها ونقابها ..
ومحد تعرف عليها واهيا لابسة هالنقاب ..
دموعها على وشك الانحدار ..
و هناك .. على الكوشة الفخمة ..
عروس قاعدة بمكانها جنها البخت ..
ابتسمت و قعدت في مكان يقابلها ..
قعدت فضة في مكانها تنطر زوجها يدخل يشوف عروسه ..
والله حلوة العروس ! بس جنه المكياج لاعب دور كبير مع الإضاءة؟!
مو غيرة .. صدقوها مو غيرة ..
بس اهيا خبيرة بوجوه البشر .. و في معدنهم ..
الله يعين زوجها على هالعروس !!
أعتقد إن هالدعوة عمرها ما انوجدت في قاموس الدعوات ..
اكو زوجة تدعي حق زوجها ان الله يعينه على العروس اللي خذاها عليها !!!!
فضة راقبت البنات يتراقصون حولين العروس و جنة على راسها الطير ..
و قعدت تطالع حماتها ام صباح واهيا تصفق و تحوم حولينها بكل حب ..
و الظاهر اللي معاها اهيا ام مريم .. اختها ..
/
كللللوووووووولوووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووش ..
ببشته .. و دشداشته .. ورزته .. اشحلاته والله يسحر !!
قعدت تصلي على النبي عن العين ..
اقترب من عروسه على صوت الغنية التقليدية القديمة
" يا معيريس .. عين الله تراك .. القمر والنجوم تمشي وراك .. "
امه و خالته لاحقينه بالبخور والتصفيق ..
اقترب منها على حيا .. و نزلت اهيا راسها ..
إلا شفايفه تمتد لي راسها .. و يبوسه !!
جم مرة رحتو عرس و شفتو المعرس يبوس راس عروسه ؟!
بالذمة مو كل البنات يذوبون من الرومانسية من يشوفون هالحركة ؟
اي نعم .. كل البنات بالصالة تنهدوا .. كلهم ذابوا .. من الرومانسية !!
فضة ذابت .. فضة ذابت من الألم !!!!!
شفايف زوجها تلامس جبهة غيرها !!
بس كانت مصحوبة بابتسامة ..
ابتسامة ما يعرف معناها الا سبحانه ..
فلاشات التصوير تلاحق العروسين .. و الأغنية الساحرة لازالت تصدي في الأجواء ..
الكل كان قاعد في جو حالم ..
اعتقد انكم تتضايقون من طعم المر صح ؟
و تتضايقون أكثر من الواقع صح ؟
اشكثر راح تتألم .. اشكثر راح تنزف ؟
هدأ الوضع .. قعد العروسين في مكانهم يتبادلون جم كلمة حلوة..
فصخت النقاب .. وقطت العباية ..
طلبت منهم اغنية السامري " دكتوري عالجني " ..
وطلبت منهم يقولون انها اهداء من شخص عزيز على المعرس ..
راحت خذت الشال الأبيض و غطت ويهها استعدادا لرقص السامري ..
و وقفت عند الكوشة .. وبدت ترقص لهم أحلى سامري ..
المعرس والعروس استانسوا على هذي ..
و يوم كانت الرقصة على نهايتها .. تفاجأ بأخته تركب الكوشة و توقف يمة وتصفق حق المرة اللي قعد
ألطاف : كنت بالحمام you know .. fresh up my make up
عادل : عيل .. مـ.. منو هذي ؟
ألطاف: ما أدري بس يحليلها ترقص سامري عدل ..
و تكمل تصفق واهيا تغني مع الفرقة ..
و في الختام .. كملت فضة آخر فصل من الرقصة ..
صفقوا لها الحريم و عطوها تشجيع قوي ..
حست كأنها قاعدة في مسرحية استعراضية ..
لاحقة على المسرحيات يا فضة .. المسرحية اللي راح تصير بعد ثواني .. على خشبة " الكوشة " مع طاقم
شفايفها .. خدها .. عيونها .. كل ذرة منها ابتسمت ..
اللي لما تطيح تبتسم .. ولما توقف تبتسم .. ولما تنجرح تبتسم.. ولما تفرح تبتسم ..
وفي كل ابتسامة .. نصر لها !!
تلاقت عيونها بعيون العريس ..
أي احاسيس حملتها هاللحظة ؟؟
شهقت أم صباح .. وأم مريم وقفت مكانها مصدومة ..
وألطاف حست بالدموع تتجمع بعينها .. و العروس ضايعة بالطوشة ..
اما العريس … خلوها على الله !!
اقتربت فضة من الكوشة .. ركبت الكوشة بكل رقة و نعومة ..
حس الكل بالفرق .. صحيح العروس مملوحة و شكلها فيه مسحة نعومة ..
وهذا الشي طبعا أقل ما يقال في حقها !
احنا الحين في موقف أهم من ان نوصف جمال فضة !
موقف الزمن اللي تجمد .. لحظة بدت جنها دهر أو مليون دهر أو يمكن أكثر ..
حملت في طياتها كل المعاني اللي ممكن تحملها النظرة ..
معاني متناقضة يمكن عبرت عن وايد أشياء ..
بس ما شرحت كفاية عن مشاعر الطرفين !!
العروس عرفت ان فضة ياية تسلم عليها .. مدت ايدها ..
و باستها على خدها الأول والثاني ..
فضة : يا رب حياتج تكون كلها افراح .. كلووولوووووووش
مريم : ما تقصرين حبيبتي ..
فضة : ولو حياتي .. هذا اقل شي اقدر اسوي .. انتي مرت الغالي ..
و حطت عيونها في عين " الغالي " مرة ثانية ..
وحس "الغالي" انه مو غالي .. انه حقير !!
برميل من الحقارة والسفالة والانحطاط ..
اقتربت فضة من "الغالي" ..
يمكن ألم .. عتاب .. لوم .. بس كبرياء .. شموخ .. قوة ..
واهوا احتواها .. حط ذراعه حولينها بقوة ..
ضاعت الكلمات وسط زحمة الأحاسيس وضجيج الدموع..
عادل : آ..آنا آ..ســ.. ــف ..
فضة تهمس باذنه : اشش .. لا تقول شي يكدرك حبيبي .. الليلة ليلتك يا معرس..
و افلتت نفسها من ذراعه ..
مريم بعصبية : عادل من هذي ..
فضة طالعت مريم بابتسامة ..
فضة : وحدة من الماضي .. بالمبارك .. دير بالك على عروسك يا عادل .. وانتي بعد يا مريم .. ديري بالج
أم صباح و أم مريم اللي كانوا يتدراكون الموقف و يبتسمون و يضحكون عشان لا احد يشك بالموضوع ..
محد من المعازيم درى شنو صار على الكوشة غير ان وحدة الظاهر انها اخت المعرس عطته اهداء ورقصت
له ولمته و باسته على خده..
وتركت المعرس و طلعت برة صالة الفندق ..
التم الكل حولين المعاريس ..
عين عادل لاحقتها لين طلعت من الصالة ..
فضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــة !!
يا ترى .. لسانه اللي صرخ .. ولا روحه .. ولا إحساسه ؟!
/
فبراير 1989 – الساعة 3 الفير :
الجرس يرن بعصبية وإلحاح ..
لبست الروب بسرعة وكل خوف ..
طلت من العين السحرية و اخترعت من اللي شافته ..
بطلت الباب و بدون لا يعطيها الطارق اي فرصة للكلام او السؤال او السلام او حتى همسة ..