التصنيفات
قصائد منقولة من هنا وهناك

… مأساة يهودية أسلمت …


مأساة يهودية أسلمت
الأديب الكبير : علي احمد باكثير يرحمه الله
نظمها في عدن سنة 1932م

قَلَتْ دينَها حُبّاً بِدينِ محمَّدٍ *** وقالتْ له يا أيّها الباطِلُ ابعَدِ
لَقَد وَضَحَ الحقُّ المبينُ لِناظِرِي *** فَيا ظُلُماتِ الكفْرِ عني تبدَّدي
أفي الحقِّ أنْ يَبْقَى ضميرِي معذّباً *** بِكِتْمانِ إيمَانِي وَقَدْ صَحَّ مقْصِدِي
أأُغْضِبُ رَبي كي أسُرَّ عشيرتِي *** وأنقُضُ عَزْمي مَعْقداً بعد مَعْقِدِ
ولو كنتُ في دَارِ العشيرَةِ أيِّماً *** لكان غِيابي عَنْهُمُ مثْلَ مشهَدِي
ولكنَّ لي زوجاً يُفرِّقُ بَينَه *** وبينِيَ دينٌ قدْ مَدَدْتُ لَه ُيدَي
وما أنا من ترضَى السِّفَاحَ لنفْسِها *** أبَى ذاكَ إحْصَاني وخُلْقِي ومحتدِي
فَيَا عَزَماتي أنقذِيني وأسعِفي *** ويَا رَحْمةَ المولى أعِينِي وأنجِدِي

أَتَاحَ لَهَا البارِي كَرِيماً كهَمِّها *** فتًى غَيرَ رِعْديدٍ ولا مُتَبَلّدِ
فَما لَبِثتْ أنْ كاشفتْه بحالِها *** وأدمُعُها مِثْلُ الجُمانِ المُبدَّدِ
تقولُ لهُ اشهدْ يا أخا العُربِ أننِي *** تبرّأْتُ من ديني إلى دِينِ أحمدِ
فهلْ ليَ من مأوَى لَدَيكَ يصونُني *** ويمنعُ عني كلَّ باغٍ ومعتدِ ؟
حَمَاها وآوَاها إلى بيتِ زوجهِ *** وأهليهِ في صافٍ منَ العيش أرْغدِ

وفي (الشيخِ*) قَاضٍ وجهُهُ وجهُ مُتَّقٍ *** ولكنَّ في أضلاعِه قلْبَ مُلْحدِ
يسبحُ باسم المالِ طُولَ نهارِهِ *** ولاسيما اسمِ الأصْفَرِ المتوَقِّدِ
دَعَاهَا إلى السُكنَى لَدَيْهِ كمُحْسِنٍ *** يُريدُ يلقِّيها رُسُومَ التَّعبُّدِ
وَيُظْهرُ إشفاقاً عَلَيها ومَا دَرَتْ *** بِأن زمَامَ الدِّينِ في كفِّ مُفْسِدِ
فمَا رَاعَها إلا اليهودُ تدفَّقوا *** إلى بيتِ قاضي المسلمِينَ المُمجَّدِ
وَمَا شَعَرَتْ إلاّ وهمْ يَحْملُونَها *** تصِيحُ: أ ما لي منْ مُغيثٍ ومُنجدِ؟
وبينهم القاضِي يَلُمُّ رِدَاءَه *** تُشِيرُ إليها عَينُهُ أنْ تهوَّدِي

فقُبِّحتَ يا عبدَ اليَهُودِ وسُبَّةَ ال *** جُدُودِ وَعَارَ العُربِ في كلِّ مَشهَدِ
أجهلاً وتدجيلاً وظلماً ورِشوةً *** ولهواً بدينِ الله لهوكَ بالدَّد ؟
فيا ساكني (شمسانَ*) قوموا لدينِكم *** ولا تترُكوا الجاني يروحُ ويغتدي
أتُرغَمُ إرغاماً عَلَى دينِ ضِلَّةٍ *** فتاةٌ أتتكم بِاختيارٍ لتهْتَدي ؟
فحسبُكمُ ما قد مَضَى منْ سكوتِكم *** على مثلِهَا والنذلُ بالنذلِ يقتدي
أيُعطى لسِمسارِ اليهودِ قَضاؤُكم ؟ *** إذًا فاستعدوا للشِّقَاءِ المُؤبَّدِ
وذا واجبٌ لا يُبتغى منْ سِواكمُ *** فيا أُمَمَ الإسْلامِ في العَالمِ اشهدِي

* الشيخ: حي من أحياء عدن .
* شمسان: اسم جبل في عدن .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصائد منقولة من هنا وهناك

جُنُونْ اللَّحْظَه ..

جُنُونْ اللَّحْظَه ..

/
.. "

مَدْخَلْ" …

قَدْتَتَسَاوى اللَّحَظاتْ فِي اعْيُنِنا .,
ونكُونُ ذِكراً اَوْنَسياً مَنسِياًاَو عِ شقَاً مجنُوناً .!
بِ قلبٍ اِستَوطَنَ مِنامَدائِنَ الأَمانِي .,
فَ اَصبَحَحُ لماًتَمتَدُإليهِ اَذْرُعَ الْوِصالْ.!

/

/

**حِينَ اكُونُ " مَعَكْ" ..
اَعْلَمُ يَقِيناً بِانِياَمتَلِكُ الكَونَبَينَ قَبضَةِ يدَي .!
اُسجِرُنِيرانَ الْشَوقْ لِ تلتَهِمَ نبضٌ بِكَ يَلتَحِفْ .!
اِثِقُ بِ انَّالْسَعادَه بَلَغَتْذُرَى الْسَماء.!
وانَّ القَلبَاُغدِقَ بِ فَيضِ نَقَاءِ الْمَاءْ .!

**حِ ينَ اكُونُ " مَعَكْ" ..
تَمُوتُ فِينِي اَلفُ لَحظَةِ وَلَحظَه مِنْ حِمِمِ الاَنِينْ .!
فَ تستَكِينْ وتُطفِئُ كُلَ دَياجِيرِ الْظُلَم .,
تُولَدُ فِينِياِشْراقاتُ الاَمَلْلِ تُداعِبَاحْدَاقِي .,
تَتَكاتَلُ عَلى شِفَاهِي بَسماتٌ لَمْ اَعرِفهَا مِنْ قَبلْ .!
رُسِمَتْ بِ رِيشَةِ عَ اشِقٍ فَتَّانْ .,
اَتقَنَ الْرَقصَ عَلىاِيقاعَاتِ نَبضِالْقَمرْ .!
تَلَونتْ فَضاءاتِي بِ دَلالِاَنغامِ وَجدِه .,
وسَمتْ سَماوَاتِي بِ هَدِيرِ ..
يُطرِبُ مَلائِكَةِاحسَاسِي .!

**حِ ينَ اكُونُ " مَعَكْ" ..
تُزَلزَلَ الاَرضَ مِنْ تحتِ قَدَمَي .,
وتَتَحَ وَّلَ فُصُولِي لِ فصلٍواحِدْ .!
تلْتَهِبُ مِعهَاشِفاهُ الإاشتِياقْفَيحتلُنِي
صَقِيعُ الحَنِينْ لِ رُوحِكْ .,
وَاَتَجَردُ مِنْ ذَاتِي لِاكتَسِيذَاتِكْ.!
جَ نَةُ عِ شقِكَ مَنْ تُدَثِرُنِي .,
وتَضُمُنِي بَينَ فِردَوسِ اَنفَاسِكْ .,
وتَنتشَي جَ وارِحِي اَطيابُنسَائِمِك ..

**حِ ينَ اكُونُ " مَعَكْ" ..
تَهرُبُ مِنِي كُلَ اشْيَائِي تُهروِلُ إليكْ .!
بَاحِثَةَ عَ نكْمُدَونِةًبَعثَرةِ المَسِيرْوتَعثراتِ الخُطَى .!
لِتستكِينَ جَ وفَكْ .!

قِيثَارَةُغَ رُورِيتَتَهاوى ..!
كَ اقمارٌ بَينَ راحَتَيكْ .,
فَ تَشدُو عَلىمَسامِعِي ..!
انتِ غُ رُورِي .,
يَسُكراً اثمَلنِيبِ عِ شقِهْ .!

**حِ ينَ اكُونُ " مَعَكْ" ..
اُوقِنُ بِ انِي اَنسَلختُ مِنْ كُلِي بِ " كُلِكْ" .!
فَ جردتُ الْرُوحَ مِنْ مُهلِكاتِ الْفَقدْ .,
لِ اتَلَبسُكَعِ شقَاً شَوقَاً وَجداً ..
وَنَغماًتسْتَلِذُ اسْمَاعِيلِ رَناتِهْ .!
اِرْتَديتُكْ اَفرَاحَ عِ يدِي .,
وزَينتُ بِكَمَسافَاتُ الاِنتِظارْ .!
لِ تبقَى "اَحلَى مَواعِيدِي" .,
وسَيرتُ بِكَ قَوافِلَ القَلَمْ حرُوفَاً وسُطُورْ .!
فَ بِكَالحِبرُ يَبتدِي .,
والقَصائِدُ بِ عَ ينَيكْ []تَنتَهِي .!

**حِ ينَاكُونُ " مَعَكْ" ..
تَتحَولُ مَساحَاتُ نبضِي لِطِفلَةَ الْبَراءَه .!
تُلَملِمُ اَطرافَها بِ دِفئِ احْضَانِكْ .,
يَتَملَكُها الْوَجَلْ مِنْقَدرٍ مُقترِنٌبِالْرَحِيلْ .!
مُتَمَسِكَه بِ تلابِيبِ ثِيابِكْ تَرجُو مِنكَ الْبَقاء .,

" تَهْواكْ" ..
بَسمَهْ تُعَانِقُ شَفاهٌتشْتَاقُ وَصلَكْ .!
"
تَعشَقُكْ" ..
رَجُلاً يَهوىفِيها فِتنةِ الْجُنُونْ .!
"
تُحِبُكْ" ..
مَلِكاًيَقتَحِمُ اسَوارَ مَملَكَتِها بِ عِشقِه .!
لِ يُعلِنَ لِ " الْمَلاْ" ..
فَاتِنَتِي مِنْ بَينِ كُلِ الْنِسَاءْ .,
اَمِيرَه فَاقَتْ بِ قَلبِهَا حَدِّ اُفُقِ الْسَماءْ .!
فَاتِنَةْتَرَبعتْ عَلىعَ رشِ الْنَبضْ.,
وبُعِثَتْ فَراشَاتِالنُورْ مِنْ نَقاءِ اِحسَاسِها.!

مَالِكِي لَستُ إلا بِكَفَاتِنَهْ.,
ولِ نبضِكَ اُمسِكُ بِ عَصَى سِحرِيه .!
لِتخِرَ لَكَ الْمَشَاعِرَ جَ اثِيه .,
فَ مِثلُكَ لاَ يَملِكُهُ " سِواكْ" .!
فَاتِنٌ سَخَّرَ جُ يُوشِ الْشَوقِ بَينَ يَدَيه .!
مجنُونٌ تَفرَدَّ بِ سَفكِ الجُنُونِ ..,
رَاشِقاً جَ وارِحِي فِياحضَانِ اللاَّمعقُولْ.!

اَفَ بَعدَ ذَاكَ الاِحتِلالْلِ كُلِي .!
تَلُومنِي بِ عقلٍ اَنتَ مَنْاِغتَالَ سُكُوونَه.!

/

/

مَخرَجْ " …

تَبقَىاللحْظَه سُكراًبِ قُربِهْ .!
فَتَثمُلْ .. وتَثمُلْ وتقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدْ.!
فَ مَهمااِنهمَرَ العِشقُعَلى الْرُوحْ .,
فَ لنْ تكفِيهَا اسطُرَ الْبَوحْ

.&la

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصائد منقولة من هنا وهناك

أوكي وأخواتها ؟!

أوكي وأخواتها
( أوكي ) ترددها وقلبك يطربُ ** وتلوكُ من ( أخواتها ) ما يُجلَبُ

فتقول : ( يَسْ ) مترنمًا بجوابها ** وب( نُو) ترد القولَ إذ لا ترغبُ

وتعدّ ( وَنْ ) مستغنيًا عن ( واحدٍ )** وب( تُو) تثنّي العدّ حين تُحسِّبُ

تصف الجديد ( نيو) و( أُولْدَ) قديمَه ** و(بْليزَ) تستجدي بها من تطلبُ

وإذا تودعنا ف( بايُ ) وداعُنا ** وتصيح (ولكمْ -هايَ) حين ترحبُ

مهلا بُنيّّ .. فمستعارُ حديثِكم ** عبثٌ ..وعُجْمَةُ لفظِه لا تُعرَبُ

تدعو أخاك اليعربيّ كأعجمٍ ** مستعرضًا برطانةٍ تتقلبُ !!

تستبدل الأدنى بخير كلامِنا ** وكأنّ زامرَ حيِّنا لا يُطرِبُ !!

أنعدّ ذاك هزيمةً نفسيةً ** أم أنّه شغبٌ .. فلا نستغربُ ؟

مهلا أخي في الضّاد يا ابن عروبتي ** إن الفصاحةَ واجبٌ بك يُندَبُ

حسْبُ العروبةِ أن تخاذلَ قومُها ** فلنحتفظْ منها بلفظٍ يَعْذُبُ

للشاعر :محمد بن عبد الله العود

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصائد منقولة من هنا وهناك

الخُفّاش

الخُفّاش
للشاعر عبدالرحمن حبنكة الميداني

إنّ فِي الخُفاشِ من اتْقانِ صُنْع ألف آيةْ
إنَّ جُنْحَيَهِ شِرَعاَنِ أُعِداً بِعِنَايةْ
جِذْعُهُ أطرافُهُ مُنْغَمِساتٌ بِعَبَاية
غَيْرَ إبهَاميهِ ظَلاً خَارِجَيْنِ لِلنِّهايةْ
هُوَ ذُو ضَرع وَلكنْ شَذَّ إذْ طَارَ لِغايةْ
وهوَ طَيْرٌ شذَّ لا يَحْتَاجُ مِنْ ريشٍ وِقَايَة
هَوَ طَيرُ اللَّيلِ جَوَّابُ الدَّياجِي بِرِعايَة
فَاتِحاً للصَّيْدِ ثَغراً مُتقِناً فَنَّ الرِّمَاية
وَهوَ إذ يُبصر قَد يُبصرُ مِن دُون الكِفاية
يَتَحدَّى كُلَّ دَيجُور إلى حَدِّ العَمَايَة
كَيفَ لاَ تَصْدِمُهُ الأشياءُ؟ مَا هذي الحِمايَة؟
إنَّهُ يَعطِفُ عَنْهَا بِعَجِيبٍ مِنْ دِرَاية
بَحَثُوا قَالُوا: هُو "الرَّادَارُ" يُعْطِيهِ الهِدَايَة
هُو بالصَّوتِ وَرَجع الصَّوتِ يفرِي بِعِنَايَة

تَفَكَّرتُ فِي أمْرهِ البَاهِرِ
فآمنْتُ بالخالقِ القَادرِ
خَفَافِيشُ فِيها لِمَن يَعْتَبِرْ
رَوَائِعُ آيَاتِ رَبِّ الْبَشَرْ

… فآمَنْتُ بِهْ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصائد منقولة من هنا وهناك

قصيدة تهزك ولو كان قلبك حجر(1)

بسم الله الرحمن الرحيم
-يا اخي على ايش الكدر والضيقة والهم والضجر
ابسالك …..ياصاحبي امانة صليت الفجر
نويتها قبل المنام او نيتك بس بالكلام
وقت المنبه للصلاة ولا على وقت الدوام
تخيل انك ما صحيت الموت جاك وانتهيت
بتقابل الله باي وجه والا بتقول انك نسيت
الله عطاك لي تب الى متى ياصاحبي
………..يتبع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصائد منقولة من هنا وهناك

تهددني بتتركني توكل مابي طاريك

تهددني بتتركني توّكل ما أبي طاريك
تراني عفت اسلوبك وعفتك قبل اسلوبك

انا ماني بتابع لك وكل همه يجي يرضيك
أنا سيد لأسيادك وفارس رغم عذروبك

تراني يوم أقوول آسف تحسبني بعد أبغيك
تمهل واسمع الباقي وخل الناس يدرو بك

إذا كان الوفا في الحب تجرحني وذا يرضيك
دخيلك ظف لي وجهك ترى قلبي مهو بصوبك

أنا لا جبت طاري الحب نطق قلبي وهو شاريك
حرام الّي تسوينه أنا ثوبي مهو بثوبك

أقابل حبك الجافي بحب(ن) صادق(ن) يرويك
أشوف الزيف في ضحكك وأجامل واستر اعيوبك

تحملت الخطأ منك كتمته ما أبي أشقيك
صبرت وقلت يتغيّر معا الأيام محسوبك

عطيتك قلبي الغالي رجع لي باكي(ن) يشكيك
يقول أوفيت انا وياه … طعني …صار يلهوبك

خذيت القلب ضمدته ….صرخت …علّتي هي فيك
تشوف الناس تجرحنا وتسمح من لفا صوبك

أبيك تتوب يا قلبي ترا هالحب هو يفنيك
أبيك تتوب من عالم تخادع تروي إذنوبك

كفايه ما تحملنا ..كفايه دمعتي تكفيك
كفايه من مآسينا …كفايه غير ادروبك

كفايه لا تعذبني …كفايه ما بها تشكيك
كفايه صادقه مني ولك انسان يسمو بك

كثير الّي تمنوني أكابر واعلن التفكيك
أقول .. ( القلب ) ..هو غالي ولا انته قد مطلوبك

حسافه عشرتي ويّاك ..حسافه كنت في ماضيك
حسافه بختم الأبيات ..وبفرح لحظة إغروبك..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصائد منقولة من هنا وهناك

حوار مع قلبى

  1. حوار مع قلبى

    ياقلبى

    ما لى أراك

    تحلم بها

    تتبع خطواتها

    تبتسم لأبتساماتها

    تؤلمك أحزانها

    تتمنى أن تنبض

    أنت نبضها

    وتهيم شوقا

    فى طرقاتها

    وتذوب كالسيل

    فى عروقها

    يبدو أنك

    أحببتها

    وتألمت الروح

    لألمها

    وتمنت النفس

    أن تبوح لها

    وتدنوا منها

    وتتنفس عبق

    رحيقها

    وتغمض عينيك

    لترى بعيونها

    فياليتها تشعر

    أنك أحبها

    كل هذا الحب

    وما رأيتها

    فما بالك ياقلبى

    لكنت حقا

    رأيتها

    ؟

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصائد منقولة من هنا وهناك

نزار قباني (بلقيس)

إسم الكتاب : قصيدة بلقيس

المؤلف : نزار قباني
الطبعة الأولى : 1982م .
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
المصدر : المجلد الرابع من الأعمال الشعرية الكاملة لنزار قباني ( " قصيدة بلقيس " الكتاب الثامن عشر )- منشورات نزار قباني – بيروت – لبنان 1997 .

===================

شُكراً لكم ..
شُكراً لكم . .
فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ ..
وهل من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
– إلا نحنُ – تغتالُ القصيدة ؟

بلقيسُ …
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..
يا غجريَّتي الشقراءَ ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قَتَلَتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.

بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سَبَأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ …
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرخامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ ..

بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً
لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ

بلقيسُ ..
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
ولا تروي فُضُولْ ..
بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟

بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ

بلقيسُ ..
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟

بلقيسُ ..
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ ..

بلقيسُ ..
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟

بلقيسُ ..
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا – نحنُ الثلاثةَ – ضائعينَ
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)

بلقيسُ ..
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ ..
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..

بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..

بلقيسُ ..
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..

بلقيسُ ..
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
أينَ سِجَارةُ ال (الكَنْتِ ) التي
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ …
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
بين أعناقِ الرجالِ ..
وبين أعناقِ النساءْ ..

بلقيسُ :
إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ …
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..

بلقيسُ :
يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..
وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
وأنْ لا فَرْقَ ..
ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
سَأَقُولُ في التحقيق :
إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
وأقُولُ :
إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
يأكُلُهَا العَرَبْ
حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
ولا أدري السَّبَبْ ..
حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
و لا أدري السَّبَبْ ..
حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..
وجميعُ أشياء الجمالِ ..
جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..

لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
يا بلقيسُ ،
لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
بلقيسُ ..
يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني
من كُلِّ تاريخي خَجُولْ
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..
يا بلقيسُ ..
يا أَحْلَى وَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..
ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
أعلى جَزَاءْ ..
كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
مثلَ أوراق الشتاءْ
هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ
في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
أم أنّني وحدي الذي
عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟

سَأقُولُ في التحقيق :
كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..
ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..
كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
ويأكُلُونَ ..
ويَسْكَرُونَ ..
على حسابِ أبي لَهَبْ ..
لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
فِراشَ أبي لَهَبْ !!…
لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
لا رأسَ يُقْطَعُ
دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..

سَأقُولُ في التحقيق :
كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا
وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..

سَأَقُولُ في التحقيق :
كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ
وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..
وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ
هل مَوْتُ بلقيسٍ …
هو النَّصْرُ الوحيدُ
بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟…

بلقيسُ ..
يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
يُقَرْفِصُونَ ..
ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
ولا رِسَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من فلسطينَ الحزينةِ ..
نَجْمَةً ..
أو بُرْتُقَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من شواطئ غَزَّةٍ
حَجَرَاً صغيراً
أو محَاَرَةْ ..
لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
زيتونةً ..
أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
ليغتالُوا غَزَالَةْ !!…
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
في هذا الزَمَانِ ؟
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
المَجُوسيِّ ..
الجَبَان
والعالمُ العربيُّ
مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
والطُّفُولَةَ .. والأماني
بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
قد قَتَلُوا حِصَاني
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ …
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
ق .. ت .. ل ..و .. ا
ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة

نزار قباني – بيروت في 15/12/1981

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصائد منقولة من هنا وهناك

مسكين يا قلبي خبث البشر طالك

هااي اعضاء ومشرفين واداريين
كيفكم ؟اخباركم؟ وحشتووني ..

ابسألك بالله وش طرا على بالك=يوم قلت الهجر حان ولاحت بروقه

وش مقصدك وش اللي مغيرن حالك=يوم تدهس القلب وتشلع عروقه

تنهرني بقسوتك وتنسى من شالك=والغلا شمسه اغربت ولالمحت شروقه

مسكين يا قلبي خبث البشر طالك=كل(ن)عشق يومين لاشاف من تروقه

ياعزوة ابن عمك وجدك وخالك=النفس انكوت من نار صدك وحروقه

صكيت باب الشاريه لا جل طيب فالك=وصبيت همي بالقاف وطروقه

الله حسيبك ياللي طعنت من جالك=بسيف الجفاومنوته شوق معشوقه

لاتغرك الدنيا وظنك امرها سالك=يوم لك تنحاز ويوم مطمحك تعوقه

ارجوا أنها أعجبتكم استنى الردود

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصائد منقولة من هنا وهناك

ألا إنَّه الإسلام يُنبوع حكمةٍ

ألا إنَّه الإسلام يُنبوع حكمةٍ

ألا إنَّه الإسلام يُنبوع حكمةٍ **** تدفق من سَلْسَاله كلّ موردِ
سرى في شرايين الزمان حضارةً **** كفى أنها سوَّت مسوداً بسيد
ولم تجعل الدنيا نصيباً لأبيضٍ **** لتجعل كأس الذل من حَظِّ أسود

فصارت بها الدنيا سماءً لأنجمٍ **** يُضيء دُجاها فَرقَدٌ بَعد فرقدِ
لقد عَقِمت أُمّ الزمان فلم تلد **** ولن تلد الأيامُ مثلَ محمدِ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده