..
..
شيلا هو أسمي , هذا الأسبوع الثاني من موت أمي وأبي , وكما هو معروف قضيت الأيام السابقة بالبكاء عليهما , والصراخ أيضا , وبعض حالات الإغماء, أتعلمون لماذا أبكي , ليس لأنني حزينة على فراقهما فأنا على يقين بأنهما الآن يعيشان أفضل حياة , بالعالم الآخر , ولكن لآن والدتي قالت لي ذات يومٍ " إذا نهضت ولم أراكِ أمامي , ربما أنهار " من شدة حبها لي , أنا أحبها أيضا , لذلك واثقةٌ تمام الثقة بأن الموتى لا يبكون لذلك أنا أذرف الدموع نيابة عنهم,ونيابة عن والدتي خصيصا , " شيلا أيتها المزعجة أ ستنهضين أم لا ؟ " كان هذا صوت خالي –جوناثان– وهو يصرخ بأعلى مـا في حنجرته , اليوم هو اليوم الذي سأذهب فيه إلى مدرستي الجديدة , فوالدي توفيا , وأقسم خالي بأنه لن يبقيني عنده لذلك أنفق نصف مالي في رسوم المدرسة الداخلية هذه ,مدرسة للأثرياء , لن أقول بأنني ثرية , ولكن أبي يملك شركة , وحين توفي ستذهب قيادتها إلي خالي , لذلك متأكدة بأنها ستختفي تماما , نهضت من السرير بتثاقل , لم أرى الشمس منذ أسبوعان , لقد اشتقت إلى الركض أسفلها , قال لي عمي بحنق وقسوة " الآن أرتدي لباسك المدرسي و أذهبي بسرعة بعد ساعة بالضبط ستغلق المدرسة أبوابها ولن تفتحها إلى الأسبوع القادم وبالطبع أنا لن أتحملك أسبوع آخر , لذلك أسرعي " حقيقة نهضت قبل أن يكمل كلامه الطويل هذا , دخلت للاستحمام , وارتديت ملابسي , كان اللباس المدرسي جدا جميل , وأغلبه يحوي على اللون الأحمر والأسود , اللونان المفضلان لي , توقفت أمام المرآة البيضاوية , أمسكت الفرشاة , وبدأت بتسريح شعري القصير الذي لا يتجاوز شحمة أذني , أعشق لونه الناري, قلت محدثة نفسي " لا أقصد شيء ولكن أفضل الشعر المموج على الناعم المستوي ولكن ولسوء حظي أنه مستوي كثيرا >.< " تركته منسدلا أبغض ربطه بشيء مـا , فقط وضعت شريطة سوداء من الخلف وتركت غرتي على وجهي ,بشرتي بيضاء جدا , وهذا شيء أكرهه أيضا , انتهيت من كل شيء , ونزلت إلى الأسفل , كنت جائعة جدا , بحثت عن خالي لم أجده وجدت قطعة خبز صغيرة على الطاولة , لم يكن لدي خيار , أخذتها , ووقفت أكلها , وبينما أنا أتناولها , سمعت صوت طرقات الباب , ذهبت كي أفتحه ولكنني سمعت همسات بجانب أذني , أقشعر جسدي والتفت ولم أرى أحدا , كنت على يقين بأنني لا أتخيل , ولكن غريب , حاولت تجاهل الأمر , والذهاب لفتح الباب , وجدت شاب يرتدي قبعة سوداء وملابس رسميه , ابتسمت بوجهه وقلت له بصوتي المبحوح " صباح الخير رين , آسفة سأحضر حقيبتي ومعطفي وأتي على الفور" , فعلت كما قلت , وتوجهت نحو السيارة السوداء الكبيرة , وصعدتها أغلق رين الباب من أجلي , وصعد إلى السيارة وقال بابتسامة ظريفة " سننطلق آنستي " وتحركت السيارة بسلاسة وهدوء , رين شاب منذ كان صغير وهو يخدم عائلتي حتى أن والدي رحمه الله في فترة من الفترات مر بضائقة مالية ولكن ووالده لم يبتعدا عنا وبقيا يعملان لدينا من دون مقابل , أنه جدا لطيف كم أتمنى أن يبقى دوما , ولكنه يحتاج إلى المال و… رين بابتسامة " عذرا آنسة , لقد وصلنا " ..أجبته بابتسامة مماثلة " آوه , شكرا " خرجت من السيارة و انحنيت وقلت له " إلى اللقاء رين " رد علي بالمثل , وتوجهت أنا نحو بوابة المدرسة للغريب نبضات قلبي بدأت بالتسارع , أخذت نفسا عميقا وبدأت أردد " أهدأ يا قلب شيلا "