التصنيفات
قصص قصيرة

رافقني وكرهته قصة قصيرة

في مساء أحد الأيام كنت أسير بطريقي سارحا أفكر ,مرة هنا, وأخرى هناك. هناك عينان تنظران لي ,وتحدقان النظر في .لمحته من بعيد ينظر إلي, يتفحصني .أنا عرفته, حاولت أن أوهم نفسي بعدم معرفته, لكني متأكد بأنه هو.قررت أن أواجهه ,لن أهرب منه هذه المرة سأواجهه.كلما اقتربت قليلا اتضحت الرؤيا.وقفت أمامه وجه لوجه ,صحيح أنه تغير أصابت وجهه التجاعيد. الشيب غطى لحيته وشعره, ضعف بصره ,بطأت مشيته ,لكني أعرفه كما أعرف نفسي ,نظر إلي ضاحكا قال لي :تغيرت؟ قالها بسخرية .يكاد الشيب يلوح بشعرك. كثرة الأسفار زادتك سمرة. خطوط سمراء على خديك مما هي ؟قلت له :ألا تعرف أنت الذي أوجدتها قال لي :سنين منذ تفارقنا أتذكر كم سنة؟قلت له: نعم أعرف كما أعرفك جيدا قال :ماذا تذكر؟أذكر أنك أنت سبب مأساتي .لايوجد طريق لم تأخذني معك إليه, طريق الشياطين ,طريق التائهين, في كل واد سحيق سحبتني معك .لا أستطيع أن أنساك أبدا, لكن أرجو رحمة ربي, وأن يتوب علي وها أنا ذا أرفع أكف الضراعة لربي بالمغفرة. أدعوه ليل نهار, صباح مساء ,بعدما حفرت دموع الندم بخدي أخدودا .سألته :هل تغيرت بعد هذا العمر أم لا؟نظر إلي بذل وانكسار وقال: منذ تركتك تبت إلى ربي وعقدت العزم على عدم العودة, عندما رأيتك من بعيد توسمت الخير فيك, وقلت: قد يكون تغير. نعم أنا تغيرت ما تراه من شكل دليل الصلاح بإذن الله ,تغيرت للأحسن هل ستتركني إلى غير رجعه ,أم ستعود في أي لحظة ؟قال لي: لا لن أعود لأنك هزمتني سلكت طريق غير طريقي طريق الصلاح, لا تنظر خلفك قلت :لن أنظر أبدا خلفي لأنك عملي البغيض الذي لا أحب أن أذكره .كان ذلك عملي السيئ.

(بقلمي)

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.