يكاد لا يخلوا منزل في الشرق ولا في الغرب من شريط أنزل منذ سنين وهو " الأسد الملك" ..
قصة تحكي عن شبل أراد أن يسير على مسرى أجداده في الملك…حتى اذا نزلت الحوادث وضاقت به الأمور وقابل حيوانين هما خنزير وابن عرس..الا وتحولت حياته الى هاكونا ماتاتا!!!!!!!
وماذا تعني كلمة هاكونا ماتاتا؟
في الواقع ان هاكونا ماتاتا– كما شرح الخنزير في القصة- هي كلمة مرادفة تماماً لرمي الماضي وراء ظهرك!!
ولكن ..على كل حال هذه القصة ليست أبداً محور حديثي، لكن جل ما أريد أن أطلعلكم عليه هو سر هاكونا ماتاتا في حياتنا!!!!!!
عندما ننسى ماضينا…وننسى أن أجدادنا كانوا ملوكاً..حكموا الأرض مشرقها ومغربها…كان علينا حقاً أن نقول هاكونا ماتاتا!!!
عندما لا يصبح التاريخ إلا صفحات في كتاب مدرسي ..لا يطلع عليه الطالب الا أيام الإمتحان….فهنا نقول هاكونا ماتاتا
عندما يخطىء أجدادنا في الماضي..ونأتي نحن بحضارتنا وتطورنا وتكنلوجيتنا ونعيد الخطأ نفسه…فهذا هو بالضبط هاكونا ماتاتا!!!
هاكونا ماتاتا.. تعني انسى كل ما كان في ماضيك وماضي أجدادك..بحلو الماضي ومره..وأقبل على الحياة بروح مرحة… وانظر ماذا ترى!!!!!!!!!!
أنا عن نفسي..أرى دائرة ندور بها حول أنفسنا ونكرر أخطائنا ونعيدها.. ثم نخرج بعد حين من هذه الدائرة هاتفين: هاكوناماتاتا….لأننالا نتعلم أبداً من الذين سبقونا..وهذا لأنه هاكونا ماتاتا!!!!!!!!!!
المشكلة أبداً لا تقف عند ذلك الحد، بل الأمر أدهى وأمر، وذلك لأن فيلم الأسد الملك كان فيه جانب إيجابي وهو قصة الأسد الملك…والجانب السلبي ألا وهو قصة ذلك الخنزير الذي ما فتأ أن يتلفظ بغير كلمة هاكونا ماتاتا
والمصيبة إن أطفالنا…تركوا ذلك الأسد ، والتموا حول ذلك الخنزير..فـ هاكونا ماتاتا هو ما يبعث السعادة في نفوسهم …ويساعدهم على الإستمرار في الحياة ..أما أن تقول لي تعلم من ماضي أجدادك..فهو بلا شك حماقة ستظل تندم عليها طوال حياتك!!!!!!!!!!!!
هاكونا ماتاتا..انتهى دورهم في فيلم الأسد الملك…ولكن ولأن الأطفال أحبوا تلك الشخصية …جعلت له أفلاماً ورحلات …فقط ليشرح لنا السيد الخنزير مدى الفرحة العائدة عليه عندما يقول هاكونا ماتاتا!!!
كيف ننتظر الرقي والحضارة من أمة ..شعارها هاكونا ماتاتا؟؟ كيف نبني حضارة ونحن مازلنا نكرر نفس أخطاء الأمم السابقة..ولا نتعلم أبداً من ماضينا..لأن الماضي مؤلم ونحن لا نريد الآلام!!!!!!!
فلنوقن جميعاً..ان الحضارات في السنوات القادمة لن تبنى إلا على الحضارات الماضية..فهل يعقل أن نعيد تطبيق نظريات الماركسية والليبرالية والإشتراكية بعد خمسين سنة..لأننا لم نتعلم بعد أثرها على المجتمعات …وللأسف لم نتعلم من الحضارات في القسم الغربي من الأرض ؟
كيف نزرع في أبنائنا الرغبة في رمي الماضي..ماضينا..ماضي الكفاح والجهاد والمعاناة!!!!!
هل سننسى بعد عشر سنوات ما يحصل في الأمة اليوم…أما والله اذا نسينا فتلك الطامة!!!!!!!!
لذا ما أرنوا إليه ..هو أنه علينا أن نتعلم من تاريخنا..ونقبل على الكتب التاريخية…وننتج المسلسلات التاريخية التي توصل المعلومة بطريقة حضارية وسريعة وممتعه..وأن نعلم أبنائنا التاريخ..بل ونعلمهم كيف عليهم أن يتعلموا من تجارب التاريخ وتجارب الآخرين بل وتجاربهم…
فليكونوا أسوداً كأجدادهم…وليرموا بـ هاكونا ماتاتا عرض الحائط
( م ن ق و ل ) مع بعض التعديلآت