هل تنتهي الحياة إذا…… أذنب أحدنا
عبارة تدور في رأسي ويتردد صداها في قلبي وليس لي مجيب عن سؤالي
هل تنتهي الحياة وتتوقف عند الخطأ وهل حياة المخطئ متوقفة على خطأ يرتكبه ثم يصبح وكأن لا وجودله
لماذا نظرة الناس تتغير لمن اخطأ وأذنب ؟
لماذا ينظر الناس إليه وكأنه سم عزاف يسري في الأعضاء
وداء عضال لا يمكن علاجه ؟
وداء عضال لا يمكن علاجه ؟
لماذا ينظر إليه بازدراء ؟
أليس هذا الذي أخطأ بشرا وفردا أوجده الله!!!
ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول
(كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)حسن الألباني صحيح الترغيب 3139
(كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)حسن الألباني صحيح الترغيب 3139
فلماذا ننكر الخطأ ومن ثم ننكر عليه التوبة والإنابة؟؟؟
فالخطأ ليس دعوة للقنوط واليأس والتذمر وارتداء ثوب الذل والمهانة بل هو نقطة تحول واستفادة منه
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول
(لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون، ويستغفرون فيغفر الله لهم ) صحيح مسلم
وقال الله عز ووجل
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر الآيتان 53،54
يالها من نعمة ورحمة عظيمة ربنا يقول لنا لا تقنطوا من رحمتي لان رحمتي واسعة وأن باب التوبة مفتوح لمن تاب وأناب
فيا أيها المذنب عد إلى ربك وتب توبة نصوحة
لا أريدك أن تقول إن الله لن يغفر لي فقد فعلت الكثير الكثير من المعاصي ما صغر منها وما كبر
لا لا
لا لا
أنظر إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(التائب من الذنب كمن لا ذنب له) رواه ابن ماجه، صحيح الجامع3008.
(التائب من الذنب كمن لا ذنب له) رواه ابن ماجه، صحيح الجامع3008.
وقد أخطأ صحابة رسول الله وتابوا وعادوا إلى ربهم ببشارة رسول الله لهم
وهي بشارة لكل من أذنب
وهي بشارة لكل من أذنب
الحمد لله نعم قل الحمد لله من أعماق قلبك
أرأيت كيف هي رحمة ربك وسعت كل شيء فيا أيها المذنب التائب مهما عظمت ذنوبك وبلغت عنان السماء
لا تقنط إن الله يغفرها جميعا
واقرأ معي هذا الحديث وانظر إلى عظمة رحمة الله
عَنْ أبي موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال (إن اللَّه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس مِنْ مغربها )رَوَاهُ مُسْلِم
يالله إن ربك يبسط لك يده لتتوب في اليوم والليلة
فهل لك أن ترفض مثل هذا النعيم
فيا عبد الله أسرع إلى التوبة إن باب التوبة مفتوح
أسمع أيضا وأقرأ هذا الحديث القدسي المليء بالرحمة وأبشر ولا تحزن
يقول لك ربك:
(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولاأبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، ياابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي، صحيح الجامع 4338.
(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولاأبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، ياابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي، صحيح الجامع 4338.
فهل بعد كل هذا تقنط من رحمته وعفوه
أقبل إلى ربك أيها التائب إنه يفرح بتوبة عبده
ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح –
سبحان الله … وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : " وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام , وخرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه , والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت .
فتأمل قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم " الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها "
وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه , فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به .
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها وأن الخطأ والذنب لا يعني نهاية الحياة والتغرر بها وبالتالي الإنغماس في أهوائها واتباع إغوائها
فهذا الذي قتل مئة نفس بالرغم من ارتكابه لهذه الكبيرة إلا أنه تيقن أنه ليس نهاية المطاف وأن لا رجعة وإنابة بل هناك باب مفتوح يقبل فيه الله عز وجل من طرقه وولج طريقه
وغيره كثير أيقنوا إن ارتكاب الخطأ لا يعني انتهاء حياتهم ولم يسمعوا لنداء الشيطان بل تأكدوا أن حياتهم قد بدأت عند إنتهاء هذه المرحلة منها
فبدأو حياة السعداء ورجعوا إلى رب الحياة
فليس الهلاك أن نخطئ لأننا بشر ومن طبيعة البشر الخطأ والتعلم منه
لكن الهلاك كل الهلاك
في الإصرار على الذنوب وعدم الإعتراف بالخطأ
فإذا دعتك نفسك لتعود إلى المعاصي حاول أن تتخيل نفسك في هذا الموقف حينما تقابل ربك
بكت عيني على ذنبي
فيا ذلي ويا خجلي إذا ماقال لي ربي
((أما استحيت تعصيني))
ولم تخش من العتب وتخفى الذنب عن خلقي
وتأبى في الهوى قربي
فتب مما جنيت عسى تعود إلى رضا ربك
وقل لنفسك
أما آن الأوان بلى …. بلى يا نفس قد آن
قد آن للروح القاحلة
أن تعود مضيئة نضرة
يكسوها الطمأنينة
و تذهب عن القلب الضغينة
و يستنشق عبق روح تابت
و تذهب عن القلب الضغينة
و يستنشق عبق روح تابت
بعد أن تاهت و عانت
وأنت يا من تنظر لمن أخطأ نظرة دونية
فلربما خطأه هذا سببا لتوبته ورجوعه لربه وإنابته
لربما خطأه كان سببا في تحوله من جاهل إلى عالم ولنا في قصص الأولين من العبر والحكم الشيء الكثير
ومثال ذلك قاطع الطريق الفضيل بن عياض، قد ذهب ليسرق أحد البيوت قبيل الفجر، وحين تسلق جدار البيت، فإذا به بشيخ كبير يقرأ القرآن، وكان من الممكن أن يستمر في عملية السرقة، غير أن السرقة، وهي معصية الجارحة لم تغلب هذه المرة قلب الفضيل، فلما سمع الرجل يقرأ قوله تعالى: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" [الحديد:16] فنظر الفضيل إلى السماء وقال: يا رب، إني أتوب إليك من هذه الليلة، ثم نزل فاغتسل ولبس ثيابه وذهب إلى المسجد يبكي، فتاب الله عليه. ليصبح إماما للحرمين الشريفين، وهو أحد كبار علماء الأمة،
ومثال ذلك قاطع الطريق الفضيل بن عياض، قد ذهب ليسرق أحد البيوت قبيل الفجر، وحين تسلق جدار البيت، فإذا به بشيخ كبير يقرأ القرآن، وكان من الممكن أن يستمر في عملية السرقة، غير أن السرقة، وهي معصية الجارحة لم تغلب هذه المرة قلب الفضيل، فلما سمع الرجل يقرأ قوله تعالى: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" [الحديد:16] فنظر الفضيل إلى السماء وقال: يا رب، إني أتوب إليك من هذه الليلة، ثم نزل فاغتسل ولبس ثيابه وذهب إلى المسجد يبكي، فتاب الله عليه. ليصبح إماما للحرمين الشريفين، وهو أحد كبار علماء الأمة،
لربما خطأه يكون لك يوما نورا تتعلم منه وتستفيد من تجربته فالأخطاء تجارب ولنا أن نستفيد منها
فالمعصية لا تحول بين تعظيم الله تعالى في قلوب عباده، فطبيعة النفس البشرية أنها مخطئة، وقد يكون هذا الخطأ متعلقا بأمور الحياة، أو متعلقا بمخالفة أمر الله رب العالمين، فالمطلوب منك يا هذا أن تسعى في مساندة المخطئين لترك المعصية لله وحبا فيه وطمعا في عفوه، وأن يدركوا خطأها عند فعلها، وأن يستحضروا مغفرة الله تعالى وعفوه بعدها، فإن هذا سبيل للخلاص منها، وتعظيم لله تعالى في قلوبهم
وهذه بعض الرسائل والمحاضرات نهديها لمن أراد أن تكون حياته هانئة مطمئنة
فلا لليأس ولا للقنوط
فلا لليأس ولا للقنوط
اضغط للتحميل