التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

هكذا كانوا … -شخصيات

هكذا كانوا

محمد عبد الله الفياض الكبيسي
يرحمه الله

أخلاق وآداب

كتب شيخنا ترجمة عنه وهذا بعض الترجمة
كان رحمه الله يتمتع بخلق رفيع . وآداب عالية يتحمل الأذى ويصفح عن زلة الغير معه، لا يحب أن يؤذي أي مخلوق كان فضلاً عن المسلم .
له أساليب عديدة مع الناس في الكلام رزقه الله تعالى فطرة سليمة من الشوائب وحلماً واسعاً .
لا يعرف الحقد، والحسد، والرياء، قلبه موصول بالله . متحدث بنعمته شاكر له .
إذا شعر في شخص نوع أعراض أو جفاء . أو حمل عليه شيء في قلبه بادر إليه . وطلب منه العفو والمسامحة وأحيانا يحمل له من الهدايا اللائقة به ليسترضيه بها .
وقد سمت منه عدة مرات يقول: إذا شعرت أن قلبي قد حمل شيئا على شخص أو حدث فيه ضيق عليه أتيقن انه قد جعل في قلب ذك الشخص عليَّ مثل ما حصل في قلبي عليه . فاتهم نفسي بأني صاحب الإساءة عليه فأتوجه إلى الله تعالى له بالدعاء والاستغفار.

ومن دعواته له:
(اللهم أغفر لي وله ، ولوالديَّ ولأمواتنا وللمسلمين)يقول ذلك مائة مرة
ثم بعد ذلك يقول: أجد ارتياحا نفسيا عظيما وسرورا يدخل الى قلبي .
وكان كثيراً ما يوجه الناس إلى الاتصاف بالخلق وتحمل الأذى والصح عن الزلة ويحذر عن الغضب مالم يكن لنصرة الشريعة أو للدفاع عن الأعراض ويفضل هضم النفس – إذا ما أحد اعتدى على ماله أو آذاه أو سبه أو شتمه – على إثارة نفسه بالسخط عليه والانتقام منه على ذلك وطد نفسه وعلمها وكان يتردد دائما بقوله تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)

وكان يتصف بالتواضع وذلة النفس للمؤمنين خاصة مع الفقراء والمساكين حلو الحديث .
حسن المجالسة لو جالسته الدهر كله لما حصل لك أي ملل أو سأم
الأمر الذي أدى أن تنجذب إليه قلوب الناس فتفد لزيارته الوفود ويحرص على حضور مجلسه المستفيدون والعلماء وطلاب العلم
لا يعب على أحدا ولا يذكره إلا بخير
يفر من مقالة السوء وينتقي الكلم الطيب والمواعظ الحسنة إذا جالسته فكأنك مجالس فردا من أفراد السلف الصالح، حديثه مؤثر في النفوس وكلامه دافع إلى العمل وإرشاداته سريعة القبول والامتثال لأنها منطلقة من قلب قد آمن بقوله صلى الله عليه وسلم: (ابدأ بنفسك ثم بمن تعول) .
وكان رحمه الله يوقر الكبير ويرحم الصغير ويسلي المهموم ويسعى لاصلاح ذات البين ويقضي على الفتن والشرور.

واذكر قصة تؤيد ذلك:
جاءه شخص وقال له: انا وأخي شريكان في تجارة واليوم أخي طردني وأنكر حقي وأنا أريد المشاجرة معه أما ان أقتله أو يقتلني
فأجابه الحاج محمد: اذا قتلته فأين يكون مصيرك؟
فأجابه الرجل:- أكون في السجن –
وأين مصير أخيك؟ فقال القبر .
ثم قال له وان قتلك فأين مصيرك؟
فقال القبر . وأخوك قال: السجن
فقال له يرحمه الله إذن كلا عائلتيكما يصبحان بلا معيل إضافة إلى ان القاتل والمقتول في النار .
فقال الرجل: نعم
فقال له الحاج محمد: اعص نفسك والشيطان واذهب الى أخيك وقبّل رأسه واعتذر له، فان الدنيا أقل من أن ترتكب بها جرماً فطاعه ونفذ كلامه وذهب من الفور وقبّل رأس أخيه فما كان من أخيه المتمرد عليه إلا أن يندم ويرجع له جميع حقوقه .

وكان ينفس كربة المتضايق بالقول والمال والجاه ونذكر على سبيل المثال حادثة تدل على إسعافه المحتاج والمكروب:
وكان لابن عمه – الحاج عثمان – دين على شخص يسكن الرطبة – مدينة عراقية ضمن محافظة الانبار – فاشتكى عليه في المحاكم ولما استدعى ليوم المرافعة ذهب إلى الحاج محمد مستنجدا ومتشفعاً به وعلى الحاج عثمان فاستدعى الحاج محمد – عثمان – وقال له: لماذا اشتكيت عليه وأنت تعلم انه فقير؟
فقال: لأجل أن انتقم منه جزاء مماطلته .
فقال: وهل ترضى أن يشتكي عليك احد لو كانت حالتك مثله ؟
قال: لا
فقال له: إذن فسامحه من هذا الدين فسامحه .
ثم قال ما دمت أنت المتسبب لاستقدامه إلى الفلوجة فادفع له أجور سفره ذهابا وإيابا، فدفع له الحاج عثمان الأجور وأبراءه من الدَيِن تلبية لشفاعة الحاج محمد
وكان ممثلا للإسلام في هذا العصر يلتمس الناس دعوته ويحرصون على مجالسته ويرجون صحبته ويودون لقائه .
——————–
من أفاضل اهل الفلوجة أنتقل الى رحمة الله تعالى رحمة واسعة 1972م

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.