في ذلك المساء السرمدي…
رحلت معه آخر أسراب الطيور …
و رحلت معها رعشة النور …
و اختصر الشتاء أعمار الزهور
استشهدت على يديه آخر براعمي
و لخصت حكاية عمر بضع سطور …
كانت عيناه كنهر حزين …
ووجهه كحلم ذابل … من بقايا الياسمين …
و الريح تشبه في عويلها … الأنين …
لقد سمعت اعتصار نبضاته وسط المساء ….
ليحرق الديجور من عمري كل السنين …
لمحته يحاول عبور المدى
لكن الشتاء ما انفك يمطر بالشجون …
ثم رأيته من خلف سديم الحياة ..
يلاحق أشباح الهموم …
كان يبطئ حينا … و يسرع حينا …
إلى أن تضيع خطاه وراء تلك التخوم
مررنا بموعدنا كغريبين …
و مزق نحوي صبر المدى …
ليلقي بصدري أنواع السموم
تنهد ألف آه … و آه …
و عيناه تسأل السماء … و تسألني ..
حبيبتي ليتني كنت طوقا منسيا على تلك الغيوم …
ثم طأطأ … و قال .. الظروف …
لكنني لما استعدت أنفاسي …
كان قد رحل وسط المساء مع مراكب النجوم ….
بقلم أسرار الورد:glb: