إخوتي وأخواتي في الله : هذه مجموعة من الرسائل النصية ( şmś ) الإسلامية المتميزة , وفقني الله تبارك تعالى لجمعها , من جوال الشيخ محمد العريفي وفقه الله وجزاه عنا خير الجزاء , اتمنى أن تنفعكم وتنفع كل مسلم ومسلمة , وبالله التوفيق وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "حدث الناس كل جمعة مرة، فإن أكثرت فمرتين، فإن أكثرت فثلاثا، ولا تمل الناس من هذا القرآن، ولا تأت القوم وهم في حديث فتقطع عليهم حديثهم فتملهم، ولكن أنصت فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه، وإياك والسجع في الدعاء، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلونه". رواه البخاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من سنن الآذان:
-أن يقول مثل ما يقول المؤذن إلا في "الحيعلتين" فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
-أن يقول: "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته".
-أن يقول: "رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ".
-الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من الأذان.
-أن يدعو الله، فإن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "ولما كان العاطس قد حصلت له بالعطاس نعمة ومنفعة بخروج الأبخرة المتحقنة في دماغه التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواء عسرة شرع له حمد الله على هذه النعمة مع بقاء أعضائه على التئامها وهيئتها بعد هذه الزلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها".
زاد المعاد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينبغي على من أحب أخا في الله أن يعلمه بذلك، لما روي أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل فقال يا رسول الله: إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعلمته؟
قال: لا، قال: أعلمه، فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الله الذي أحببتني له.
رواه أبو داود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن عدم العمل بالعلم سبب من أسباب محق بركة العلم..
وقد جاء عن الإمام أحمد -رحمه الله- أنه قال: ما كتبت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد عملت به، حتى مر بي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبةَ دينارا (متفق عليه)، فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت.
وقد سئل الإمام أحمد عن الرجل يكتب الحديث فيكثر، قال: ينبغي أن يكثر العمل به على قدر زيادته في الطلب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام، ومن حسن الاستماع إمهال المتكلم حتى ينقضي حديثه وقلة التلفت إلى الجواب والإقبال بالوجه والنظر إلى المتكلم والوعي لما يقول.
– إذا حدث الرجل حديثا تعرفه أنت لا تسابقه إليه وتفتحه عليه وتشاركه فيه كأنك تظهر للناس بأنك تريد أن يعلموا أنك تعلم من ذلك مثل الذي يعلم.
(ابن المقفع)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تجوز الصلاة والسلام استدامة إلا في حق الأنبياء، أما في غير حق الأنبياء فتجوز أحيانا..
كما روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل عن صدقة أوتي بها فقال: إنها من آل أبي أوفى، فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى.
فتجوز الصلاة على غير الأنبياء كأن تصلي على شخص مشهود له بالخير شريطة ألاّ يتخذ ذلك عادة لذلك الشخص..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال ابن عبد البر -رحمه الله-:
كان يقال: ستة إذا أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الذاهب إلى مائدةٍ لم يدع إليها، وطالب الفضل من اللئام، والداخل بين اثنين في حديثهما من غير أن يدخلاه فيه، والمستخف بالسلطان، والجالس مجلسا ليس له بأهل، والمقبل بحديثه على من لا يسمع منه ولا يصغي إليه.
وقال الشافعي -رحمه الله-: الانقباض عن الناس مكسبة العداوة، والانبساط لهم مجلبة لقرناء السوء؛ فكن بين القبض والبسط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا عطس وأنت لا تدري أحمد الله أم لم يحمده فله أحوال:
-أن تكون متأكدا أنه لم يحمد الله فلا تشمته، وتذكره بذلك.
-أنك لا تدري أحمد الله أم لم يحمده، فإن كانت هناك قرينة كأن يقول بعض الحاضرين يرحمك الله؛ فتشمته، ويمكنك قول: "يرحمك الله إن كنت حمدت الله"، كما ذكر البخاري في الأدب المفرد عن مكحول كنت إلى جنب ابن عمر -رضي الله عنهما- فعطس رجل من ناحية المسجد فقال ابن عمر: "يرحمك الله إن كنت حمدت الله".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– إذا دخل شخص متأخرا إلى مجلس علم؛ فالأولى ألا يسلم إذا كان يقطعهم عن درسهم، أمّا إذا كان لا يؤثر فالسلام سنة. (ابن عثيمين)
– من الأخطاء عند سماع الأذان زيادة بعض الألفاظ التي لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند انتهاء الأذان من مثل: "والدرجة الرفيعة"، و"يا أرحم الراحمين" و"إنك لا تخلف الميعاد".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الأخطاء في تربية الأبناء:
التشنيع عليهم إذا أخطؤوا..
من ذلك: أن بعض الآباء إذا وقع ولده في خطأ حفظه عليه ولم ينسه أبدا ويذكره به دائما، فلو سرق الولد مرة ناداه باسم "السارق"، ولو كذب عليه مرة لم يزل يكرر عليه أنه "كذاب"..
فالأب العاقل بل الرجل الشهم الكريم هو الذي لا يتتبع زلات الناس وأخطاءهم، فيكون كالذباب الذي لا يقع إلا على القبائح، بل عليه أن يتغافل..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كم من شاب فاجأه الموت وهو تارك للصلاة أو مقيم على كبيرة من الكبائر لأن الدعاة ما استطاعوا الوصول إليه.. وأصحابه ما نشطوا في نصيحته..
وكم من فتاة ترى زميلاتها في المدرسة يتبادلن الصور والأشرطة المحرمة بل وأرقام الهواتف المشبوهة؛ ومع ذلك إذا طالبناها بنصيحتهن قالت: أنا احتاج إلي من ينصحني.. أنا مقصرة.. إذا أصبحت ملتزمة نصحتهن.. عجباً..
ما أسعد الشيطان بسماع هذه الكلمات..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التجشؤ..
ذكر بعض الأطباء في علاج التجشؤ أنه ينفع فيه الكراويه "الزعتر" أو النعناع مضغا أو شربا..
ليس هناك دليل على ما يقال للمتجشئ؛ ولذا قال ابن مفلح: "لا يجاب بشيء، واستحب ابن عقيل وغيره الدعاء للمتجشئ إذا حمد الله وقال: إنه لا سنة فيه بل هو عادة موضوعة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من آداب الدعاء:
-الثناء على الله قبل الدعاء، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لقوله: "كل دعاء محجوب، حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم" حسنه الألباني.
-حضور القلب عند الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه"صحيح الترغيب.
-تحري أوقات الإجابة، ومنها: بين الأذان والإقامة ، آخر ساعة من يوم الجمعة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء". رواه مسلم
وزاد الترمذي "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض الناس يعتبر طبعه الذي نشأ عليه، وعرفه الناس به.. يعتبره شيئا لازما له لا يمكنه تغييره.. فيستسلم له ويقنع.. كما يستسلم لشكل جسمه أو لون بشرته.. إذ لا يمكنه تغيير ذلك..
مع أن الذكي يرى أن تغيير الطباع لعله أسهل من تغيير الملابس..
فطباعنا ليست كاللبن المسكوب الذي لا يمكن تداركه أو جمعه.. بل هي بين أيدينا.. بل نستطيع بأساليب معينة أن نغير طباع الناس.. بل عقولهم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حدث أبو جعفر طلحة بن عبد الله الطائي الجوهري قال: كان ببغداد رجل اعتل غلامه بالسرسام، فبلغ إلى درجة قبيحة وزال عقله "والسرسام هو ورم شديد يكون في الرأس "، فوضعوه في بيت وأمروا صبيا بمراعاته، فما لبثوا أن سمعوا صياح الصبي الموكل به، فلما أتوه نظروا فإذا عقرب قد نزلت على رأس العليل فلسعته في عدة مواضع فإذا به قد فتح عينيه لا يشكوا ألما، فأطعموه وسقوه وبرأ مما كان فيه.. فسبحان اللطيف الخبير..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "لو اجتمع رجلان في سفر أو بلد غريب وكانت بينهما مشابهة في العمامة أو الشعر أو المركوب.. لكان بينهما من الائتلاف أكثر مما بين غيرهما.. وكذلك تجد أرباب الصناعات الدنيوية يألف بعضهم بعضا.. فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورث المحبة والموالاة.. فكيف بالمشابهة في أمور دينية.. فإن إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد.. والمحبة والموالاة تنافي الإيمان".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان الربيع بن كثير شابا وسيما؛ فمرت به نساء فأغمض عينيه، وجعل يعبث بأصبعه يشغل نفسه عنهن فلما نظرن إليه ظنن أنه أعمى، جعلت كل واحده تقول الحمد الله الذي عافاني مما ابتلاك به، نعوذ بالله من العمى، حتى جاوزنه..
وكان يذهب الى صديق له فيطرق عليه الباب فإذا خرجت الجارية أنزل بصره للارض وأغمض عينه وقال: ادعي سيدك، فتدخل الجارية إلى سيدها وتقول صاحب لك بالباب يريدك، فيقول: من هو؟
فتقول: لا ادري لكنه أعمى..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا ينبغي أن يفسر المرء كل ما يقع له أو لغيره من قلق أو اضطراب على أنه من الجن والشياطين.. إذ أن بعض هذه الأمور قد تكون أمراضا نفسية طبية.. أو تكون في كثير من الأحيان عقوبات ربانية ينزلها الله على العبد بسبب وقوعه في المعاصي.. كما قال تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير" والمعصية لها ويلات كثيرة منها ضيق الصدر وكآبة النفس وظلمة الوجه وقلة التوفيق "من يضلل الله فما له من هاد"..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا حل الهم.. وخيم الغم.. واشتد الكرب.. وعظم الخطب.. وضاقت السبل.. وبارت الحيل..
نادى المنادي: يا الله.. يا الله..
فيفرج الهم.. وينفّس الكرب.. ويذلل الصعب..
ومن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين.. أن ينزل بهم من الشدة والضر ما يُلجئهم إلى توحيده..
فيدعونه مخلصين له الدين.. ويرجونه ولا يرجون أحداً سواه..
فتتعلق به القلوب وتنسى سواه.. وتنطرح بين يديه.. وتتوكل عليه.. فتذوق حلاوة الإيمان..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحبس سيد الأخيار صلى الله عليه وسلم مع صاحبه في ظلمات الغار.. فيلتفت إليه أبو بكر -رضي الله عنه- ويقول: يا رسول الله.. لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لرآنا.. فيقول: يا أبا بكر.. ماظنك باثنين الله ثالثهما.. لا تحزن إن الله معنا..
ويهرب موسى عليه السلام بقومه المؤمنين.. فإذا البحر أمامهم.. وفرعون وجنده وراءهم.. فيقول أصحاب موسى إنا لمدركون.. فيصرخ بهم: كلا.. إن معي ربي سيهدين..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين خليفتين..
روي أن عمر بن عبدالعزيز كان في سفر مع سليمان بن عبدالملك، فأصابتهم السماء برعد وبرق وظلمة وريح شديدة حتى فزعوا لذلك، وجعل عمر يضحك، فقال له سليمان: ما يضحكك يا عمر؟ أما ترى ما نحن فيه! فقال له: يا أمير المؤمنين هذه آثار رحمته فيها شدائد ما ترى؛ كيف بآثار سخطه وغضبه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من مظاهر حب الشهرة..
افتعال المواقف والحوادث والقصص التي يظهر بها نفسه.. ويكثر في كلامه من قول أنا.. أنا.. ولي.. وعندي.. كما قال فرعون وقارون.. وتجده يبالغ في وصف مواقفه وسرعة بديهته وذكائه وتخلصه وفطنته ومقدرته.. أو قد يشترك في العمل مع آخر فينسب الفضل له ولا يذكر الآخر بشيئ، وربما أن فعل غيره أجود من فعله.. وتسمعه يقول: كنت مع الشيخ فلان وهو لم يره.. أو جلست مع الوزير فلان ولم يقع ذلك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روي أن عبد الغني المقدسي المحدث الشهير، كان مسجونا في بيت المقدس، فقام من الليل صادقا مع الله مخلصا، فأخذ يصلي، ومعه في السجن قوم من اليهود والنصارى، فأخذ يبكي حتى الصباح.. فلما أصبح الصباح، ورأى أولئك النفر هذا الصادق العابد المخلص، ذهبوا إلى السجان، وقالوا: أطلقنا فإنا قد أسلمنا، ودخلنا في دين هذا الرجل، قال: ولم؟ أدعاكم للإسلام؟ قالوا: ما دعانا للإسلام، ولكن بتنا معه في ليلة ذكرنا بيوم القيامة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم من أخيه فليدع له بالبركة "، وقال لعامر بن ربيعة -رضي الله عنه-: "ألا بركت"..
قال ابن حجر: "ينبغي لمن يعجبه شيء أن يبادر إلى الدعاء بالبركة فيكون ذلك رقية منه"..
ومما أحدثه بعض الناس لدفع العين أن بعضهم يصلي على النبي أو يقول: صل على النبي، أو يقول: الله يخزي العين.. أو يقول: أمسك الخشب، وهذا كله مما أحدثه الناس وخالفوا به السنة حتى عطلوها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كم ضل من ناسك وزاهد، وكم فسد بعد صلاح شباب وفتيات كانوا حمائم في المساجد وفوارس في حلقات تحفيظ القران.. إنه اطلاق البصر الذي حذر الله منه فقال سبحانه وتعالى: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم " وقال سبحانه: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن".. قال ابن القيم -رحمه الله-: أمر الله بغض البصر ثم أمر بحفظ الفرج بيانا بأن من أطلق بصره جرّه ذلك الى اطلاق فرجه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الأخطاء في تربية الأبناء..
احتقار الأبناء وقلة تشجيعهم ومن ذلك:
إسكاتهم إذا تكلموا.. أو السخرية بما يقولون.. مما يجعل الولد أو البنت عديم الثقة بنفسه..
عود ولدك على أن يتكلم معك.. اسأله عن مدرسته.. اسأله عن زملائه.. في السيارة أطلب منه أن يسمعك سورة من القرآن.. أو يسمعك أنشودة حفظها في المدرسة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أخذ من أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله".
رجح ابن حجر -رحمه الله- أن المدين إذا مات قبل الوفاء بغير تقصير منه، كأن يعسر مثلا، أو يفاجئه الموت وله مال مخبوء وكانت نيته أن يؤدي الدين من هذا المال فإنه لا يعتبر مؤاخذا عند الله يوم القيامة، ولا تبعة عليه في الآخرة، بحيث يؤخذ من حسناته لصاحب الدين، بل يتكفل الله عنه لصاحب الدين..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر الطبراني عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول لأبي: ما يمنعك أن تغرس أرضك؟ فقال له أبي: أنا شيخ كبير أموت غدا.. فقال له عمر: أعزم عليك لتغرسنها، فقال عمارة: فلقد رأيت عمر بن الخطاب يغرسها بيده مع أبي..
وكان عمر يقول : إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا -أي فارغا- لا في عمل دنيا، ولا في عمل آخرة..
وقيل لابن مبارك: إلى متى تتطلب العلم؟ قال: حتى الممات إن شاء الله..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر اليافعي في مرآة الجنان، في ترجمة بنان الحمال.. أنه ألقاه بعض الخلفاء بين يدى الأسد في حال غضبه عليه فصار الأسد يشمه ولم ينله بسوء.. فلما فتحوا الباب خرج الأسد يعدو..
فقيل له: كيف كنت في وقت شم الأسد لك؟ فقال: كنت أتفكر وهو يقرب فمه إلى ثيابي.. هل لعاب السباع طاهر أم نجس؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال أبو حفص لأبي عثمان النيسابوري: إذا جلست للناس فكن واعظا لقلبك ونفسك.. ولا يغرنك اجتماعهم عليك.. فإنهم يراقبون ظاهرك.. والله يراقب باطنك..
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحاً؛ فاتهمه.. فإن الرب تعالى شكور.. يعني أنه لا بد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأرحام الذين تجب صلتهم هم الأقارب من النسب من جهة أمك وأبيك، وهم المعنيون بقول الله سبحانه وتعالى: "وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله".
وأقربهم الآباء والأمهات والأجداد والأولاد وأولادهم ما تناسلوا، ثم الأقرب فالأقرب من الأخوال والخالات وأولادهم، والأعمام والعمات وأولادهم..
أما أقارب الزوجة فليسوا أرحاما لزوجها إذا لم يكونوا من قرابته، ولكنهم أرحام لأولاده منها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أول من يتضرر بسوء الخلق هو صاحبه، لما يلاقيه من بغض الناس له وكراهيتهم مصاحبته، قال الحسن البصري -رحمه الله-: "من ساء خلقـه عذب نفسه"، وقال الفضيل بن عياض:"لأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني عابد سيء الخلق".
وصحب ابن المبارك رجلا سيئ الخلق في سفر فكان ابن المبارك يحتمله ويداريه، فلما فارقه بكى ابن المبارك فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: بكيته رحمة به، فارقته وخلقه السيئ لم يفارقه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنك حين ترى نفسك لا تهش إلى مسابقة الأخيار إلى ميدان العمل الصالح ولا تبادر إلى مشروع من مشاريع البرّ والتقوى ولا تبالي أن يفوتك يوم لم تصلّ الضحى أو الوتر أو تتلو شيئاً من القرآن..
إذا كان حالك كذلك فحريٌ أن تبحث في ماضيك عن ذنب أو معصية فربما كانت هي السبب.. ربما كانت هي السبب في قعود الهمّة.. وتذكر أولئك الذين كره الله انبعاثهم فماذا فعل بهم "فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جواب مسكت..
قال الخليفة الرشيد لشريك القاضي: آية في كتاب الله ليس لك ولا لقومك فيها شيء! قال شريك: وما هي؟ قال الرشيد: قوله تعالى: "وإنه لذكر لك ولقومك"، فقال شريك: آية أخرى في كتاب الله ليس لي ولا لقومي فيها شيء! قال الرشيد: وما هي؟ قال: قول الله جل وعلا: "وكذب به قومك وهو الحق".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو هريرة -رضي الله عنه- أسلم متأخرا وما صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أربع سنوات فقط إلا أنه سبق فئاما أسلموا قبله، حتى بلغ ما رواه من الأحاديث خمسةَ آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا، كما ذكر الحافظ الذهبي..
كان اسمه في الجاهلية عبد شمس فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن وقيل سماه عبد الله..
واشتهر بكنيته أبو هريرة.. وذلك لأنه وجد هرة برية فأخذها ورباها، فاشتهر بها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسألة:
نعلم أن الإمام إذا عرض له في صلاته ما يضطره إلى قطعها والخروج منها؛ فإنه يستخلف من المأمومين من يتم الصلاة، فما تقول في عبادة أخرى يشرع لفاعلها إذا عرض له أثناءها ما يضطره إلى قطعها أن يستخلف من يتمها؟
جواب المسألة:
هذا في الأذان.. إذا عرض للمؤذن شيء كالرعاف ونحوه ولم يستطع الإكمال فإنه يستخلف رجلا آخر يتم الأذان بعده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يجوز أن يكتنى بولد قبل حصوله، في البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كنى طفلة صغيرة حينما كساها ثوبا جميلا فقال لها: "هذا سنا يا أم خالد! هذا سنا يا أم خالد "، وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول؛ كل نسائك لها كنية غيري!" فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتني بابنك عبد الله -يعني ابن الزبير-، أنت أمّ عبد الله"(السلسلة الصحيحة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان أويس القرني إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب ثم قال اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به، ومن مات عريا فلا تؤاخذني به..
وتصدق محمد بن عبدوس المالكي بجميع غلة بستانه في ليلة شاتية.. وقال مانمت الليلة غماً لفقراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم..
وقام إبراهيم بن أدهم وسفيان الثوري ليلة إلى الصبح في أمور المسلمين..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولا تنسوا وفقكم الله من نشر هذه المسجات عبر الوسائل المختلفة مثل : twitter–facebook–whatsapp–blackberry .. انشر كل يوم رسالة أو رسالتين أو أكثر .. لعلها تكون لك حسنات جارية إن شاء الله .. أسأل الله الحي القيوم الجواد الكريم الرحمن الرحيم أن يتقبل مني ومنكم صالح العمل والحمد لله رب العالمين.