التصنيفات
الحياة الاسرية

كيف يبني الطفل علاقاته الاجتماعية؟ -لحياة سعيدة

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف يبني الطفل علاقاته الاجتماعية؟

هاشم سلامة – أثبتت الدراسات التي أجراها العديد من العلماء في مجالات مختلفة بان مرحلة الطفولة المبكرة هي الفترة الانسب التي يتشكل فيها الطفل سلوكيا وعاطفيا واجتماعيا، فقد قال احد هؤلاء العلماء أننا نستطيع ان نبني شخصية الفرد ونقويها او نهدمها قبل سن الخامسة من العمر.. وان جميع المشكلات الحياتية للفرد بما فيها الجانب الاجتماعي مردها الى فترة الطفولة المبكرة، ففي هذه الفترة يكتسب الطفل سلوكه العام.. وعلاقاته الاجتماعية، إما بالتوافق مع المحيط.. أو النفور منه. وما ان يولد الطفل حتى يبدأ بعملية التكيف مع بيئته الجديدة، فالتكيف والحالة هذه هو من بواكير النشاط الاجتماعي للطفل، وما ان يشب ويكبر حتى تتجمع لديه حصيلة كبيرة من العادات والتقاليد، والقيم والانماط السلوكية وهي بمجموعها يجب ان يرضى عنها المجتمع الذي يقيم الطفل في وسطه وبالتالي تتكون شخصيته الفردية والاجتماعية، ومع ان الفرد يكتسب ثقافة الجماعة وسلوكها الا انه يمكن القول ان الافراد يصبحون وكأنهم نسخة مكررة، او أشخاص طبق الاصل متماثلون، لان هنالك الى جانب الاكتساب الاجتماعي فروقا فردية تخص كل فرد على حدة.. وفروقا في الذكاء والاستعدادات والنمو، وفروقا بيولوجية وعضوية، ووراثية وبيئية.. هذه الفروق بمجموعها تؤثر في نمط العلاقة الاجتماعية التي يبدأ الطفل بتكوينها. وان اولى العلاقات الانسانية الاجتماعية التي يكتسبها الطفل انما تكون مع الاعضاء المكونين لأسرته.. ثم مع الاعضاء الذين تكون او ستكون له صلة مباشرة بهم كالاقارب، والاقران وفي هذه المرحلة من العلاقات الاجتماعية يمارس السلطة والحماية والحب وعندما يتدرج الطفل في نموه وتتسع دائرة علاقاته مع دائرة انسانية أوسع كأطفال الحي والمجاورين فانه يتعلم العطاء والايثار ونكران الذات ثم وباتساع الدائرة الاجتماعية يصبح انسانا يعيش ويتعامل مع المجتمع، فيصبح اكثر اجتماعيا وتطبيقا لسلوك الجماعة. ان البيئة المنزلية لها تأثير كبير على النمو الاجتماعي للاطفال في المرحلة الاولى.. فاذا كان تعامل الام وتفاعلها مع الطفل دافئاً ووديا، فان ذلك يساعده على النمو الاجتماعي القويم اما اذا كانت عواطف الام مع طفلها باردة وبعيدة عن مشاعره فان ذلك يقلل من فرص النمو الاجتماعي لديه.
أما البيئة.. فان تنوعها وثراءها بالمثيرات الاجتماعية، خاصة اليومية منها، وتنوع مواد اللعب يساعد أيضا في تقدم النمو الاجتماعي لدى الطفل.. وعلى العكس فان البيئة الفقيرة في خبراتها ومعطياتها تمثل جواً من الحرمان ما يجعل الطفل يتأثر اجتماعيا بطريقة مخالفة.
اما الظروف الاجتماعية فانها تؤثر تأثيرا كبيرا على مستوى اداء الطفل ونشاطه الاجتماعي.. خصوصا ثقته بنفسه ومن ثم فيمن يحيطون به.. فانخفاض المستوى الاجتماعي الشديد يؤدي الى تقليل فرص الكسب الاجتماعي لدى الطفل.
اذن.. فلكي ينمو الطفل نموا اجتماعيا سليما لا بد من توفر المناخ والمقومات لذلك.. مثل الاسرة الاجتماعية المتحابة.. والاقارب اللطفاء الذين يحبون الاطفال ويتواصلون معهم.. والاقران والاصحاب ذوو الخبرة والتواصل الاجتماعي الجيد.. وبالتالي البيئة الاجتماعية الغنية بالمثيرات والمؤثرات.. والبيئة المتجددة الخلاقة.. التي توفر عناصر التشويق للطفل، وتعلمه كل يوم شيئا جديدا، فهذه المناخات والمعطيات تجعل من الطفل حين توفرها فردا مقبلا بشوق ورغبة على النمو الاجتماعي واكتساب علاقات جديدة مع أقران جدد، وتجعله مدنيا اجتماعيا يحب التواصل مع الآخرين والتعلم منهم وبناء علاقات معهم، والتطلع الى كل جيد في شكل ونمط العلاقات الاجتماعية.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.