الفتاة حلوة وصغيرة ومتعلمة وربما سنها زادها دلالاً ، يخطب البعض ودها ، الشباب قبل الكهول ….قلب الجميلة أخضر والحلم يتلألأ فى سمائها ، وهى تميل للشعر الأبيض ، واللون الرمادى تعشق على ما يبدو خريف العمر. كل عشاقها إحتاروا لم تترك الشباب والحياة والأمل ، لتختار العمر الذى سيتوارى قريباً تحت التراب ..كبير نوعاً ما لكنه الجاهز مادياً !!…لكن هنالك كثر شباب وجاهزون مادياً ، ولكنه عاقل وجدانيا عظيم القلب بعيد عن أنانية الشباب وأدمغتهم السطحية ، يتحمل المسؤلية كل المسؤلية ، وجيل تلك الجميلة كما تراه مفعم بالحداثة التى لم يستفد منها شيئاً والتفاهة والإفلاس المزمن ، وتهرب البنوتة الصغيرة من زحمة جيلها لترتمى فى حضن زمن آخر جيل كان شاباً ذات يوم ولكن.. قبل مولدها ، تصرخ أو تهمس ـ حسب ذوقها ـ : أحبك.. حتى لو كنت أكبر من بابا ….!!
قد يكون الأمر هو الاحتياج النفسى فعندما كنت أصغر من سنى الحالية ، تحديداً عندما كنت بالثانوية ، العديد من الفتيات كن يفاخرن بحبهن المتبادل أو الذى يكون من طرف واحد ـ طرفهن هن فقط ـ لمن يكبروهن ولو بعشر سنوات ، كنت أسخر من كل ذلك ولا أجد لهن عذراً ، وعندما أمسيت فى الجامعة أيضاً كثيرات من الفتيات كن على علاقات عاطفية بمن هم أكبر سناً ، متزوجين أو عزاباً وقد إتخذ تفكيرى فى تلك المرحلة منحى آخر وكنت من خلاله أضع اللوم كل اللوم على الرجل ن وكل فكرتى أنه يسخر منها أو يحاول استغلالها. اليوم ألتمس العذر ، كل العذر للفتاة العاشقة ، وللرجل الخمسينى أو الستينى العاشق ….
الحكاية حكاية عقل، لا حكاية عمر!
نقول المسألة مسألة عقل وليست مسألة عمر، هذا صحيح ولكنها شعارات، فقبلاً وقبل أن نعيش الوضع نلمسه ونكتننفه كنا نقول هذا الكلام أما اليوم فقد اثبت الشباب أنهم ليسوا أهلاً للثقة مهما أوحوا بذلك باديء الأمر …فقد يغرك هذا الإنسان بنمط تفكيره أو بشهادته العلمية، التى تظنين أنها فرضت عليه التعقل والوقار، أو قد تظنين أنك عرفته بما فيه الكفاية، لكن عندما يجد الجد وعند أول منعطف حقيقى تجدينه وبكل بساطة قد تخلى عنك ، وببساطة أكبر من الأولى ضارباً ما بينكما عرض الحائط متناسياً أن فتاته أو من كانت كذلك قد تعدت حدود المعقول وأن الكثيرين سمعوا بحكايتها، وتركه لها سيصمها بصفات لن تقدر على مواجهتها ناهيك عن ألم الصدمة. الناضجون فى العمر غالباً لايفعلون الشيء عينه لما؟ للعقل دوره وللحب فى قلوب هؤلاء الكهول فعل السحر والإلتزام درس تعلموه من أيام الزمن الجميل ….أما زمننا هذا فترى فيه العجب …!!
تلميذة الثانوى لماذا تحب أستاذها …؟! وهو بعمر أبيها ..!!
– ليلى 25.سنة.تعترف : احبه نعم عمره 48 سنة ولكنى أحبه لست مريضة ولامجنونة ، أفهم إحتياجاتى أكثر من أى إنسان آخر، لايلومنى أحد . فارس أحلامى رجل هو فى قمة النضج والرجولة، رجل يحتوينى بإحساسه الدافيء الخبير ، رجل يوفر لى الأمن المادى والإجتماعى ، لاأجد أى جسر للتواصل والتفاهم بينى وبين أبناء جيلي، والشعر الأبيض لايشكل العمر الحقيقى النفسى للرجل، كما أن العمر الصغير ليس بالضرورة هو من يمثل شباب القلب، ربما لايتفق مع أحاسيس المراهقة التى تتخللنى من لعب ولهو، ولكنه عوضنى عنها بعاطفة ناضجة صادقة وحنان فياض، وهو أهم ماأحتاجه من فارسى ذى الشعر الأبيض.
– مني.22.سنة.طالبة ثانوي.أحب أستاذى …أحب وقاره، شعره الأبيض، أناقته، هدؤه، حكمته، نضجه وتجربته، أحببت مادته وتفوقت فيها، لأول مرة أشعر بالرجل فى حياتى ويدق قلبى لمخلوق، هو اكبر منى بربع قرن لكنى غير قادرة على الإبتعاد عنه، علماً بأنه لايشعر بوجودي، زميلاتى يشعرن تجاهه بالحب الأبوى أما أنا فلا. إنه فارسى الذى لايفارق أحلامي.
– إلهام.26.سنة.طالبة جامعية. أحب إنساناً بعمر أبي، هو أيضاً يحبني، قد يرى إختلافاً فى طريقة ملبسى أو سلوكى ونحاول معاً حل هذا التناقض، محاولة الوصول لعقله ونضج تفكيره محاولة السيطرة على متطلبات سنى وشكلى وناموس حياتي.. فقط كونى أحبه.
الفرق بين الفارس الشاب والفارس الكهل كالفرق بين ساكنى الدور الأول والعاشر ..!!
فارس أحلام اليوم لم يعد يستحق مصطلح فارس أحلام ، فالأيام وتداعياتها تتقاذفه هنا وهناك فتحيله لماكينة من العمل الدؤب ـ هذا فى حال ما كان فعلاً يريد الإرتباط بفتاته ـ والفتاة ما عادت تريد تلك المشاعر المحدودة والثقافة الخالية الوفاض والإهتمام الذى لا يبديه الشاب نحوها ، إنها ومنذ وجدت على أرض الخليقة وهى باحثة جادة عن الحب ، وقلما تجده بينما تجده الفتيات الماديات ذوات الماضى النتن والنظرة المادية الصرفة والأنانية المفرطة ، وفارس الأحلام الذى أحب أن أسميه إختصاراً ( الآخر) أو على الأقل تمشياً مع متطلبات العصر الذى لم يعد يحوى فى جوفه لا الفرس ولا الفارس ، فذاك زمن وهذا زمن ومحال أن نقول للزمن إرجع يازمن. إنه موضوع يتحدد بشخصية الفتاة والظروف التى تحيطها وإحتياجاتها النفسية والعاطفية ، وتجارب الحياة التى غالباً ما تولد الصدمة تلو الأخرى هى من يحدد مدى العشق لهذه السن من قبل الفتيات الشابات خاصة وأن فارق السن لايمثل مشكلة بحد ذاته ، لو كان التفاهم والحب قائمين ، ولكن لم تفكر الفتاة فى الخمسينيين وأمامها شباب ومستقبل وحياة واسعة إتساع الكون؟.. وممكن أن تعيشها مع من يماثلونها عمراً وهم كثر ، لم تجبر نفسها على خوض غمار حياة يشوبها نوع من الشذوذ عن القاعدة لم المغامرة بالأحاسيس ؟ مادام هنالك البعض من الشباب ناضج ومسؤول ومثقف يمنحك عمره وشبابه ودماءه الفتية ، والفارق كما تقول إحدى الصديقات كالساكن فى الدور الأول والساكن فى الدور العاشر إذ أن الأول يتلحف الأرض والثانى يتلحف السماء …!
حب الرجل كبير السن ، هروب من ألم الواقع ومسؤولياته ….
– سهام.سيدة تمتلك مكتباً سياحياً.ٍ وأم لثلاث فتيات أكبرهن فى العشرين من عمرها ، وتقول أنها عاشت المشكلة بعمق عندما أحبت إبنتها الكبرى رجلاً فى الخمسين من عمره ، وكانت تحكى لها عنه وعن هيامها به ، ولكن الخطر الذى كان يحيق بالصغيرة كان كبيراً وهى غير واعية له ، فالأفلام غالباً ماكانت تؤطر الموضوع بإطار وردى ورومانسى مغرى ، يحمل الفتيات على التصديق والإعتقاد بأن الحياة مع الرجال الأكبر سناً هى الأفضل مثل بطلات الأفلام ، وإكتشفت أن إبنتى بحاجة لوجود والدها الذى تضطره ظروف عمله كدوبلوماسى للغياب الطويل ، وبعدما عاد للعمل بالخارجية هنا ، ظل معنا وبدأت سلوكيات إبنتى تتغير ، بدأت مشاعرها جديدة ، مشاعر سنها ، أحبت زميلاً لها فى الكلية وهو إبن عائلة نعرفها ، وعندما إنتهى من خدمته العسكرية تقدم لخطبتها وسألناها رأيها فوافقت وتمت خطبتها إليه ، وهما الآن يعيشان أحلى لحظات عمرهما ، ويقومان بتجهيز البيت ، عش الزوجية خطوة بخطوة …
– أميمة.30سنة.مدرسة كيمياء.ترى أن الفتاة التى تحب رجلاً أكبر منها هى فريسة لمشاكل عدة ، كعدم إحساسها بالأمان الكافى فى حياتها ، وربما تكون قد إصطدمت بأنماط بشر لم يساعدوها على تخطى هذه المشاكل ، قد تعيش تجربة حب مع من تسميه فارس أحلامها حتى تفيق من الوهم النفسى الذى لم ولن يكون علاقة سوية ، وهذه عقدة نفسية تضيفها لعقدها وهى عقدة قاسية ، ثم تستدرك.. ولكن إذا أحببت فلا مفر إذ أنى أعى أن الحب داء لادواء له ..!
– شهد.24سنة.موظفة.الفتاة ما هى الفتاة ؟! إنها لو أردنا حفنة من الأحاسيس ، وتنجذب بلا وعى لمن يقدر تلك الأحاسيس لمن يسخر منها ويهملها ، تبحث عن الأمان الذى تفتقده حتى لو كان لها بدل الأب عشرة وبدل الأم عشرين ، فالرجل الأب غير الرجل الحبيب ، ولو سألتنى قبل أشهر فقط لقلت لك لا بكل اللغات كونى أرفض ذلك وأعتبره متاجرة بالأحاسيس وإنتقام من النفس رهيب ، أما الآن فأنا أرى الرجل الخمسينى والستينى وما قبلهما الأربعينى ، يمتازون على شباب عشرين والثلاثين بالكثير فالشباب شباب القلب وليس العمر بل على العكس فالشيب وخطوطه ، أفضل مئات المرات من اللون الواحد الكئيب فى الشعر قبلاً كنت أرى فى الموضوع إختلافاً، وهوة صعبة الردم، أما الآن وجدت نفسى قادرة على التفاهم مع الأكبر سناً كونهم أكثر طيبة ، وقلوبهم كبيرة أمراضهم النفسية قليلة مقارنة بالأصغر سناً والذين هم كناية عن صندوق مليء بالعلل النفسية الغضنة ، كنت على علاقة مع شاب عشرينى أحببته من خلالها فقط كونه كان موجوداً فى حياتى وأحببته فوق حدود الخيال والواقع ، ولكنه كان يتلذذ بالسخرية منى وإذلالى وتحقيرى والنظر لى وكأنه متفضل علي، ولا يفوت فرصة إلا ويحاسبنى فيها والثقة بى دوماً معدومة والكلام الذى يهين الصميم كان دوماً من نصيبى ناهيك عن البخل الذى كان يهدينى إياه ، أما لو سألته متى سيخطبنى فإن وجهه يتلون بكل الألوان الحالكة ولكأنى سألته جرماً ، لقد جعلنى أحتقر نفسى وأكرهها رغم أنى أعرف أنى إنسانة جيدة ، بات الشباب كلهم فى نظرى تافهين سطحيين يمضون الوقت والجدية بعيدة عنهم ، أنا الآن أرفض ربط مصيرى بأى عشرينى أو ثلاثينى ، ليس تأثرأ به فهو ألمنى وأجبرنى على كرهه ، ولست ممن يعيشون على أنقاض الماضى ، نسيته ولكن الدرس إستوعبته فأنا أريد الحب ، والتفهم ، والنضج ، والثقافة والخبرة ، ومراعاة الأحاسيس التى لن يكون ملماً بها إلا الناضجون عقلاً ، والذين ظننتهم قبلاً لايرتبطون بعمر أما الآن فمتأكدة أنهم ذوو الشعر الأبيض .
متى تختار حواء الصغيرة كيوبيد آدم ذى الشعر الأبيض ….!؟
حين تتعلق الفتاة برجل كبير فى السن ـ فى سن أبيها مثلاً ـ هى فى الغالب تفتقد لحضن والدها ولمن يتحمل عنها المسؤولية ، مسؤولية نفسها وأحلامها ، وعندما تتعب الفتاة بالتفكير بالمستقبل والمسؤليات الملقاة على كاهلها ، فإنها تحتاج نوعاً خاصاً من الحب والحنان ، ربما توفق فى حبها وربما تخرج منه مكللة بعقدة نفسية كبيرة ، أو لنقل محاولة الإحتماء من العالم والزمن وظلم البشر وقسوتهم بحضن ذاك الرجل واللجوء إليه ليحمل عنها المسؤولية ، وحين تتعلق الفتاة برجل فى سن أبيها تكون هنالك عديد الإحتمالات التى تتوقف على وضع الفتاة الإجتماعى والنفسى والعائلى ، لكن وبالطبع هنالك حالات حب حقيقى تحدث بين الفتاة والكهل ، كما هنالك حالات كثيرة يكون أساسها الطمع ، إما طمع الكهل بشباب الفتاة أو طمعها هى بأمواله أو مركزه ، والحالات ليست بالضرورة دوماً مرضية ، والكثير من هذه الحالات تصل لمرحلة الزواج وبنسبة أكبر من الحالات التى تنشأ بين الفتى وفتاها الذى كثيراً ما يتركها بعد أن يملها ، وتنتهى مدة صلاحيتها فى نظره المنحط ، وهذا النجاح مرهون بالتوافق العقلى والفكرى الذى يؤطر علاقة الطرفين.التكافؤ هنا هو اساس الحب والتفهم والحنان والحب ، وإشباع العاطفة والشعور بالحياة فى كنف ذاك الحب لا الموت والإختناق ، ومتى ما وجدت الفتاة إحتياجاتها النفسية وقد تم تلبيتها ، فما تعود ألوان الشعر تهمها سوداء كانت ، بيضاء أم حتى حمراء ، المسؤولية لاتعنى إلقاء الجمل بما حمل على الاخرين
قد يكون الأمر هو الاحتياج النفسى فعندما كنت أصغر من سنى الحالية ، تحديداً عندما كنت بالثانوية ، العديد من الفتيات كن يفاخرن بحبهن المتبادل أو الذى يكون من طرف واحد ـ طرفهن هن فقط ـ لمن يكبروهن ولو بعشر سنوات ، كنت أسخر من كل ذلك ولا أجد لهن عذراً ، وعندما أمسيت فى الجامعة أيضاً كثيرات من الفتيات كن على علاقات عاطفية بمن هم أكبر سناً ، متزوجين أو عزاباً وقد إتخذ تفكيرى فى تلك المرحلة منحى آخر وكنت من خلاله أضع اللوم كل اللوم على الرجل ن وكل فكرتى أنه يسخر منها أو يحاول استغلالها. اليوم ألتمس العذر ، كل العذر للفتاة العاشقة ، وللرجل الخمسينى أو الستينى العاشق ….
الحكاية حكاية عقل، لا حكاية عمر!
نقول المسألة مسألة عقل وليست مسألة عمر، هذا صحيح ولكنها شعارات، فقبلاً وقبل أن نعيش الوضع نلمسه ونكتننفه كنا نقول هذا الكلام أما اليوم فقد اثبت الشباب أنهم ليسوا أهلاً للثقة مهما أوحوا بذلك باديء الأمر …فقد يغرك هذا الإنسان بنمط تفكيره أو بشهادته العلمية، التى تظنين أنها فرضت عليه التعقل والوقار، أو قد تظنين أنك عرفته بما فيه الكفاية، لكن عندما يجد الجد وعند أول منعطف حقيقى تجدينه وبكل بساطة قد تخلى عنك ، وببساطة أكبر من الأولى ضارباً ما بينكما عرض الحائط متناسياً أن فتاته أو من كانت كذلك قد تعدت حدود المعقول وأن الكثيرين سمعوا بحكايتها، وتركه لها سيصمها بصفات لن تقدر على مواجهتها ناهيك عن ألم الصدمة. الناضجون فى العمر غالباً لايفعلون الشيء عينه لما؟ للعقل دوره وللحب فى قلوب هؤلاء الكهول فعل السحر والإلتزام درس تعلموه من أيام الزمن الجميل ….أما زمننا هذا فترى فيه العجب …!!
تلميذة الثانوى لماذا تحب أستاذها …؟! وهو بعمر أبيها ..!!
– ليلى 25.سنة.تعترف : احبه نعم عمره 48 سنة ولكنى أحبه لست مريضة ولامجنونة ، أفهم إحتياجاتى أكثر من أى إنسان آخر، لايلومنى أحد . فارس أحلامى رجل هو فى قمة النضج والرجولة، رجل يحتوينى بإحساسه الدافيء الخبير ، رجل يوفر لى الأمن المادى والإجتماعى ، لاأجد أى جسر للتواصل والتفاهم بينى وبين أبناء جيلي، والشعر الأبيض لايشكل العمر الحقيقى النفسى للرجل، كما أن العمر الصغير ليس بالضرورة هو من يمثل شباب القلب، ربما لايتفق مع أحاسيس المراهقة التى تتخللنى من لعب ولهو، ولكنه عوضنى عنها بعاطفة ناضجة صادقة وحنان فياض، وهو أهم ماأحتاجه من فارسى ذى الشعر الأبيض.
– مني.22.سنة.طالبة ثانوي.أحب أستاذى …أحب وقاره، شعره الأبيض، أناقته، هدؤه، حكمته، نضجه وتجربته، أحببت مادته وتفوقت فيها، لأول مرة أشعر بالرجل فى حياتى ويدق قلبى لمخلوق، هو اكبر منى بربع قرن لكنى غير قادرة على الإبتعاد عنه، علماً بأنه لايشعر بوجودي، زميلاتى يشعرن تجاهه بالحب الأبوى أما أنا فلا. إنه فارسى الذى لايفارق أحلامي.
– إلهام.26.سنة.طالبة جامعية. أحب إنساناً بعمر أبي، هو أيضاً يحبني، قد يرى إختلافاً فى طريقة ملبسى أو سلوكى ونحاول معاً حل هذا التناقض، محاولة الوصول لعقله ونضج تفكيره محاولة السيطرة على متطلبات سنى وشكلى وناموس حياتي.. فقط كونى أحبه.
الفرق بين الفارس الشاب والفارس الكهل كالفرق بين ساكنى الدور الأول والعاشر ..!!
فارس أحلام اليوم لم يعد يستحق مصطلح فارس أحلام ، فالأيام وتداعياتها تتقاذفه هنا وهناك فتحيله لماكينة من العمل الدؤب ـ هذا فى حال ما كان فعلاً يريد الإرتباط بفتاته ـ والفتاة ما عادت تريد تلك المشاعر المحدودة والثقافة الخالية الوفاض والإهتمام الذى لا يبديه الشاب نحوها ، إنها ومنذ وجدت على أرض الخليقة وهى باحثة جادة عن الحب ، وقلما تجده بينما تجده الفتيات الماديات ذوات الماضى النتن والنظرة المادية الصرفة والأنانية المفرطة ، وفارس الأحلام الذى أحب أن أسميه إختصاراً ( الآخر) أو على الأقل تمشياً مع متطلبات العصر الذى لم يعد يحوى فى جوفه لا الفرس ولا الفارس ، فذاك زمن وهذا زمن ومحال أن نقول للزمن إرجع يازمن. إنه موضوع يتحدد بشخصية الفتاة والظروف التى تحيطها وإحتياجاتها النفسية والعاطفية ، وتجارب الحياة التى غالباً ما تولد الصدمة تلو الأخرى هى من يحدد مدى العشق لهذه السن من قبل الفتيات الشابات خاصة وأن فارق السن لايمثل مشكلة بحد ذاته ، لو كان التفاهم والحب قائمين ، ولكن لم تفكر الفتاة فى الخمسينيين وأمامها شباب ومستقبل وحياة واسعة إتساع الكون؟.. وممكن أن تعيشها مع من يماثلونها عمراً وهم كثر ، لم تجبر نفسها على خوض غمار حياة يشوبها نوع من الشذوذ عن القاعدة لم المغامرة بالأحاسيس ؟ مادام هنالك البعض من الشباب ناضج ومسؤول ومثقف يمنحك عمره وشبابه ودماءه الفتية ، والفارق كما تقول إحدى الصديقات كالساكن فى الدور الأول والساكن فى الدور العاشر إذ أن الأول يتلحف الأرض والثانى يتلحف السماء …!
حب الرجل كبير السن ، هروب من ألم الواقع ومسؤولياته ….
– سهام.سيدة تمتلك مكتباً سياحياً.ٍ وأم لثلاث فتيات أكبرهن فى العشرين من عمرها ، وتقول أنها عاشت المشكلة بعمق عندما أحبت إبنتها الكبرى رجلاً فى الخمسين من عمره ، وكانت تحكى لها عنه وعن هيامها به ، ولكن الخطر الذى كان يحيق بالصغيرة كان كبيراً وهى غير واعية له ، فالأفلام غالباً ماكانت تؤطر الموضوع بإطار وردى ورومانسى مغرى ، يحمل الفتيات على التصديق والإعتقاد بأن الحياة مع الرجال الأكبر سناً هى الأفضل مثل بطلات الأفلام ، وإكتشفت أن إبنتى بحاجة لوجود والدها الذى تضطره ظروف عمله كدوبلوماسى للغياب الطويل ، وبعدما عاد للعمل بالخارجية هنا ، ظل معنا وبدأت سلوكيات إبنتى تتغير ، بدأت مشاعرها جديدة ، مشاعر سنها ، أحبت زميلاً لها فى الكلية وهو إبن عائلة نعرفها ، وعندما إنتهى من خدمته العسكرية تقدم لخطبتها وسألناها رأيها فوافقت وتمت خطبتها إليه ، وهما الآن يعيشان أحلى لحظات عمرهما ، ويقومان بتجهيز البيت ، عش الزوجية خطوة بخطوة …
– أميمة.30سنة.مدرسة كيمياء.ترى أن الفتاة التى تحب رجلاً أكبر منها هى فريسة لمشاكل عدة ، كعدم إحساسها بالأمان الكافى فى حياتها ، وربما تكون قد إصطدمت بأنماط بشر لم يساعدوها على تخطى هذه المشاكل ، قد تعيش تجربة حب مع من تسميه فارس أحلامها حتى تفيق من الوهم النفسى الذى لم ولن يكون علاقة سوية ، وهذه عقدة نفسية تضيفها لعقدها وهى عقدة قاسية ، ثم تستدرك.. ولكن إذا أحببت فلا مفر إذ أنى أعى أن الحب داء لادواء له ..!
– شهد.24سنة.موظفة.الفتاة ما هى الفتاة ؟! إنها لو أردنا حفنة من الأحاسيس ، وتنجذب بلا وعى لمن يقدر تلك الأحاسيس لمن يسخر منها ويهملها ، تبحث عن الأمان الذى تفتقده حتى لو كان لها بدل الأب عشرة وبدل الأم عشرين ، فالرجل الأب غير الرجل الحبيب ، ولو سألتنى قبل أشهر فقط لقلت لك لا بكل اللغات كونى أرفض ذلك وأعتبره متاجرة بالأحاسيس وإنتقام من النفس رهيب ، أما الآن فأنا أرى الرجل الخمسينى والستينى وما قبلهما الأربعينى ، يمتازون على شباب عشرين والثلاثين بالكثير فالشباب شباب القلب وليس العمر بل على العكس فالشيب وخطوطه ، أفضل مئات المرات من اللون الواحد الكئيب فى الشعر قبلاً كنت أرى فى الموضوع إختلافاً، وهوة صعبة الردم، أما الآن وجدت نفسى قادرة على التفاهم مع الأكبر سناً كونهم أكثر طيبة ، وقلوبهم كبيرة أمراضهم النفسية قليلة مقارنة بالأصغر سناً والذين هم كناية عن صندوق مليء بالعلل النفسية الغضنة ، كنت على علاقة مع شاب عشرينى أحببته من خلالها فقط كونه كان موجوداً فى حياتى وأحببته فوق حدود الخيال والواقع ، ولكنه كان يتلذذ بالسخرية منى وإذلالى وتحقيرى والنظر لى وكأنه متفضل علي، ولا يفوت فرصة إلا ويحاسبنى فيها والثقة بى دوماً معدومة والكلام الذى يهين الصميم كان دوماً من نصيبى ناهيك عن البخل الذى كان يهدينى إياه ، أما لو سألته متى سيخطبنى فإن وجهه يتلون بكل الألوان الحالكة ولكأنى سألته جرماً ، لقد جعلنى أحتقر نفسى وأكرهها رغم أنى أعرف أنى إنسانة جيدة ، بات الشباب كلهم فى نظرى تافهين سطحيين يمضون الوقت والجدية بعيدة عنهم ، أنا الآن أرفض ربط مصيرى بأى عشرينى أو ثلاثينى ، ليس تأثرأ به فهو ألمنى وأجبرنى على كرهه ، ولست ممن يعيشون على أنقاض الماضى ، نسيته ولكن الدرس إستوعبته فأنا أريد الحب ، والتفهم ، والنضج ، والثقافة والخبرة ، ومراعاة الأحاسيس التى لن يكون ملماً بها إلا الناضجون عقلاً ، والذين ظننتهم قبلاً لايرتبطون بعمر أما الآن فمتأكدة أنهم ذوو الشعر الأبيض .
متى تختار حواء الصغيرة كيوبيد آدم ذى الشعر الأبيض ….!؟
حين تتعلق الفتاة برجل كبير فى السن ـ فى سن أبيها مثلاً ـ هى فى الغالب تفتقد لحضن والدها ولمن يتحمل عنها المسؤولية ، مسؤولية نفسها وأحلامها ، وعندما تتعب الفتاة بالتفكير بالمستقبل والمسؤليات الملقاة على كاهلها ، فإنها تحتاج نوعاً خاصاً من الحب والحنان ، ربما توفق فى حبها وربما تخرج منه مكللة بعقدة نفسية كبيرة ، أو لنقل محاولة الإحتماء من العالم والزمن وظلم البشر وقسوتهم بحضن ذاك الرجل واللجوء إليه ليحمل عنها المسؤولية ، وحين تتعلق الفتاة برجل فى سن أبيها تكون هنالك عديد الإحتمالات التى تتوقف على وضع الفتاة الإجتماعى والنفسى والعائلى ، لكن وبالطبع هنالك حالات حب حقيقى تحدث بين الفتاة والكهل ، كما هنالك حالات كثيرة يكون أساسها الطمع ، إما طمع الكهل بشباب الفتاة أو طمعها هى بأمواله أو مركزه ، والحالات ليست بالضرورة دوماً مرضية ، والكثير من هذه الحالات تصل لمرحلة الزواج وبنسبة أكبر من الحالات التى تنشأ بين الفتى وفتاها الذى كثيراً ما يتركها بعد أن يملها ، وتنتهى مدة صلاحيتها فى نظره المنحط ، وهذا النجاح مرهون بالتوافق العقلى والفكرى الذى يؤطر علاقة الطرفين.التكافؤ هنا هو اساس الحب والتفهم والحنان والحب ، وإشباع العاطفة والشعور بالحياة فى كنف ذاك الحب لا الموت والإختناق ، ومتى ما وجدت الفتاة إحتياجاتها النفسية وقد تم تلبيتها ، فما تعود ألوان الشعر تهمها سوداء كانت ، بيضاء أم حتى حمراء ، المسؤولية لاتعنى إلقاء الجمل بما حمل على الاخرين
مهما كانت أعمارهم ، ومن تلجأ لرجل فى سن والدها إنما هى تبحث عن والدها وعن حمايته و عن وجوده المادى أو المعنوى ، أو قد يكون هروباً من واقع.