قال لي صاحبي:
كل عام وأنت بخير،
غدا عيد الحب!.
فقلت مندهشاً:
عجبا لم أعهد أن للحب يوما يتخذه الناس عيدًا،
أكمل علي من فضلك وأخبرني بأحكامه وطقوسه؟!
قال مستغربًا:
عيد الحب يا رجل
(فالانتين)
أهدِ لزوجتك فيه وردة حمراء…☻،
وأسمعها كلام الحب، …
إنه عيد المحبين،
نسترجع فيه ذكرياتنا الجميلة،
ونجدد فيه أشواقنا.
فقلت آسفا:
إني مسلم يا صديقي،
وقد وسعني ما وسع المسلمين أعيادهم أعيادي،
وأتراحهم أتراحي،
ما لي وقوم قتلوا أنبل معاني الحب ثم اتخذوا لأنفسهم يوما يحتفلون به ويسترجعون ذكرياته،
إن لي في الحب مذهبًا لم أري مثله في الدنيا،
كل يوم هو عندي عيد للحب،
كل همسة هي اعتراف غير مكتوب مني بأني أحب زوجتي،
مذهبي في الحب هو الإخلاص لا فالانتين،
وسبيلي هو الرحمة والكلمة الطيبة لا الوردة الحمراء،
أشواقنا وأمانينا موصولة لم تنقطع..
واسمع ختام مقالتي يا صديقي،
إن كنتم تحتفلون بيوم للحب،
فأنا أحيا مع الحب 365 يومًا.
فقال صاحبي وقد فاجأه ردي:
حسبك يا صاحبي،
الأمر أيسر من ذلك ماذا يضر لو جعلنا يوما يسترجع فيه الزوجان ذكرياتهما الجميلة،
ويتناسيا همومهما؟
فقلت:
بل اسمع أنت مني مقالة محب،
إننا كمسلمين لنا عيدان،
وليس لنا أن نخترع عيدا ثالثا فضلا عن الاحتفال بأعياد الآخرين،
ولقد نظرت في عيد الحب فوجدته كاستراحة المحارب فترى الزوجين يعيشان في هم وكمد،
حتى إذا جاء هذا اليوم تناسوا تلك الأحزان،
وأنى لهم أن ينسوها،
أما أنا كمسلم فلقد علمني الإسلام أن أضع رأسي على وسادتي وقد نقيت قلبي من المنغصات،
حتى إذا صحوت أبدأ يومي بنفسية هادئة تحب الدنيا،
علمني إسلامي أن لا تفارق الكلمة الطيبة لساني،
والبسمة شفتي،
والرقة طبعي.
فلماذا أحتاج لعيد الحب بعد ذلك؟
من كتاب الي حبيبين
كريم_الشاذلي