والصلاة والسلام علي رسول الله
طلبي ان اكون حقيقياَ …. يا قمري في كل اول شهر
تبزغ البُشري بولادة قمري
فأهرب من الذنوب
وجلاء الهم
وتحصيل الاجر والثواب وجعلها سدّ للأدران
والخطوب …
كل ذلك يحدث حين رؤية قمري
فحبيبي المصطفي علّمني ان رأيت أوّله
كبّرت وقلت آمنت بالذي خلقك
وجعلك آية وانشراح للقلوب ….
طلبي ….ان اكون حقيقي
كقمري …
فحقيقته تجلّت بانشقاقه ظهرت لتبيان اعجازاته
حيّرت قلوب وأفئدة من خطّ الحروف بآياته
فكان حقيقياً …
فقد انشطر كفلقتين
لتراه قلوب مُظلمة رفضت
الأيمان بمن انقسم قمري لأجله …
ورؤية آثار تبعثر جزيئاته
فأثبتها من قدّس العلم بالصور والشواهد
لقمري بصِفاته … ….
فبالرغم من ضجيج الآلات… وتبعثر المعدات … وطوفان الأبخرة والغازات من دهاليز مخابر الكيماويات…. فمحتوياتها هي مواد سامة …حارقة …سهلة الاشتعال…برغم ذلك تذكرت ان قمري حقيقي …فكيف لا أصبح مثله … برغم شكله…. وبراكينه الجّافة المليئة بالنتوءات .المظلمة وفوهاته…
في هذا الجو الخانق تذكرته
برغم طواف العُشاق حوله ….تذكرته برغم تغزل الشعراء في حسنه….أحببته لأنهم لا يعرفون …ان قمري حقيقي… ارفض فكرة نمطية عن قمري … الكل رفض حقيقة قمري… جماعات العشق …. من ليلي …وعبلة … وصاحبة امرؤ القيس …كلهن رفضوا ان يكون قمري حقيقي … رفضوا ان يخفت انعكاس نوره……ومحاكات غيره… رفضوا طلبي لأعلن ان قمري حقيقي … بشكله بطبيعته القاسية المحببة….حتي مع عُشاقه… ان استضافهم…..في واحته….
وقرروا معشر العُشاق …ان قمري كما يروه هم … وليس كما اتغزل فيه انا… علي الرغم من حقيقته… عاندت …. تساهلت….. اتسع صدري لهم … اصررت… فكل الذي يرونه …هو انعكاس نوره …. يعشقون شكله الوهمي
بلمعانه بقربه من قلوبهم… ومآقي دمعاتهم ….
وجفاف وجوههم وتشقق قسماتهم …
وارتعاش اطرافهم مع أفئدتهم وعدم ثبات سكناتهم….
فعبدوه من دون الله
وكأنهم اخوان قريش مع آلهاتهم….
يرحبون بعشقهم الناقص هذا … لانهم
لا يعلمون ان قمري حقيقي… نحبه هكذا… نعشقه هكذا…. نتغزل فيه هكذا… نشاكسه هكذا… فتاريخ العُشاق قال…. أمرؤ القيس وصفه كوجه حبيبته… عمرو بن ربيعة تغزل في بياض انامل شريكته … قيس احتضن قبر حبيبته علي ضفاف تعاريجه.. العبسي لثم الحُسام للمعانه وبياض ثغر عبلته. كلهم لا يعلمون حقيقة ان قمري حقيقي …. حسدني البعض… حقد علي البعض…. استغرب مني البعض… حط من قدري البعض…. شكك في عشقي له …البعض… كلهم فعلوا….فقطلأني عشقت قمري الحقيقي فنظرت له كآية
كأعجاز في انشقاقه للحبيب
حتي بدت أثار انقسامه دلالة وراية …
اوقفت لُبّ العِلم واساطينه
تمتعت بشكلة كصورة
استعنت بنورة كأنه بُشري نصر للجيوش والسرايا
قلت حين رؤياه اني آمنت بالذي وضعك وخلقك
وجعلك آية
سمع القمر وسطع ضياءه وقال….. عشقتك لأنك حقيقي … احببتك لأنك تذكرت قمرك ..رغم الضجيج… ان لك قمراً حقيقي…. فآثار انشقاقي حقيقية وذكري نظرة الحبيب لي حقيقيةفأعذرني لأني قمرك الحقيقي
فقُل لمعشر العُشاق …
أعطوا لأنفسك وقتاً وتمعنوا في خِلقتي وفي ثباتي وراحتي .. فانكم لا تستطيعون ان تطأوا ساحتي …. ولا القفز بين نتوءات براكيني الجافه وباحتي. ولا بزرع وردة … لإسعاد وجوه عشيقاتكم
فطقس نسائمي لا تصلح…
ومعادن تُربتي سامة …لا تُفلح. فلا تكن مثلهم …كتبوا القصائد بتوهمهم لشكلي… فجاملوني وسهروا علي نوري …. ليس لعبادة ربي وشكره علي نعمة ضيائي … ولكن ليشهدوا ملامح عشيقاتهم علي جوانب فناءي…
وحين تكلمت …انزعجوا ورفضوا….كوني قمر حقيقي …
فقلت له سأختم بوحي فاعطني فرص واحده لأقول …ياقمري….. اعطني لمحة واحدة لأعبّر… أعطني موطأ قدم … أعطني ركن …علي حواف آثار براكينك…. استمع لبوحي ولو لمرة…. فلا تغضب …ولا تنزعج….ولا تتوهم ما ليس في… فأنا احب ان اكون حقيقي…..مثلك فصانعنا واحد
ومعبودنا واحد
وجامعنا يوم الدين واحد …
فلوا فكّرت هكذا …
عندها تكون انت قمري الحقيقي… فأعذرهم فهم عُشاق من نوع اخر
لا يعلمون انك حقيقي
ولا تؤكد للعشاق انك غير محبوب فيكفي ان نورك يهدي السبيل ويُرشد الحيارى…بالدليل
فترفق بهم
فأمنن عليهم بتغيير طقسك … حتي يغرسون وردة
علي ضِفاف براكينك ..
والجلوس علي نورك بدلاً من الفتيل …
فالقليل قليل حتي وإن قلّ
والنور نور حتي وان غاب بُرهه
وظهر وطّل…. وكفي….. تحياتي لكم اخوتي الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخيكم … اندبها |
||