التصنيفات
القسم الاسلامي

شرح لاسم الله ( الودود) من عبد الودود

الودود

الودود من الود وهو الحب وعندما أقول في العامية ( ودي بكأس ماي ) أي أحب أن اشرب الماء
والود في القرآن ذكر 84 مرة كان 83 مرة في حب الله ومرة واحدة في حب امرأة العزيز ليوسف ( شغفها حبا ) فكأن الله يريد أن يقول أن 99.9 %من الحب يجب أن يكون لله وفي الله لانه ان فرغ القلب من حب الله امتلأ بحب الخطيئة والمعصية ، فحب الإنسان لوالديه ولأبنائه وللفقراء وللمسلمين حبا في الله وقد قال الله عز وجل : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) أي أن الله يمد حبال الود بين الصالحين فمن يحبه الله يلقي محبته في قلوب البشر
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة من كن فيه ذاق حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا في الله وأن يكره أن يعود إلى الذنب كما يكره أن يلقى في النار ) والثلاثة تتعلق في الحب
ولكن هل الله ودود لأنه يحِب أو لأنه يحَب ؟
الودود هو الذي يحِب ويحَب فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( خير نساءكم الولود الودود )
فالله عز وجل يحبنا ونحبه فقد قال عز وجل في ( يحبهم ويحبونه) فعندما تمتلئ قلوبنا بحب الله ترطب ألسنتنا بذكر الله
ولكن هل حب الله سابق لحبنا له ؟ وهل الله يحب كل خلقه الطائع والعاصي أم يختص الطائعين بحبه ؟
الأم تحب ولدها حتى لو عصاها او جفاها او آذاها وكذا الله عز وجل فحبه سابق لحبنا، فالله يحبنا بجلبه المنافع لنا فهو الذي أوجدك من عدم وأوجد لك أسباب الحياة وأسبغ عليك أنواع النعم وهذا كله دليل على حب الله لنا ونحن لا نستشعر ذلك لان هذا موجود لدينا منذ الصغر ولكننا نتيقن من حب الله لنا عند دفعه الضرر عنا فعندما نتعرض لحادث ونخرج منه بدون إصابات نقول الله يحبنا وعندما نتعرض لكارثة ولا يصيبنا خلالها أي ضرر نقول الله يحبنا على الرغم من إن الله يرسل لنا كل لحظة مئات رسائل الحب ولكننا لا نفهمها ففهم رسائل الله يحتاج إلى إيمان قوي ويقين بالله فقد اجتمع قوم يستسقون الله عز وجل ولكن المطر لم ينزل عليهم فإذا بأحد الصالحين يرفع أكفه بالدعاء وسرعان ما نزل الغيث فسأله قومه بماذا دعوت قال : قالت ( اللهم بحق حبك لنا انزل علينا الغيث )

فالودود هو الذي يحبك فكل هواء تتنفسه في اليوم هو رسالة حب من الله تقول يا عبدي إني احبك لذا سخرت لك الهواء ليمدك بالحياة ، وكل دقيقة نوم تهنأ بها هي رسالة حب من الله تقول يا عبدي أنا احبك فوفرت لك راحة البدن ، وكل طعام لذيذ نأكله هو رسالة حب من الله تقول يا عبدي أنا احبك ولذلك رزقتك هذا الطعام اللذيذ ، حتى الصلاة والصيام هي رسائل حب من الله تقول لك يا عبدي أنا أحبك ولذلك أعنتك على طاعتي ، والجنة التي خلقها الله فيها ما عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر هي رسالة حب من الله تقول يا عبدي أنا أحبك لذا بنيت لك مسكنك في الآخرة ولكن حزننا على المفقود ينسينا الشكر على الموجود
فالإنسان عندما يتطلع إلى ما عند غيره يصيبه الحزن على فقده فينسى شكر الله على ما عنده وهذه قصة امرأة من الله عليها بسبع أبناء أصحاء متفوقين في الدراسة بارين لوالديهم ثم ابتلاها الله بابن مريض فأخذت تدور به بين الأطباء طالبة العلاج ولكن دون جدوى فأصابها الحزن وأهملت دينها ودنياها ولكنها تنبهت بعد فترة وقالت لنفسها ألا تستحين من الله الذي انعم عليك بسبعة من الأبناء الأصحاء فنسيت كل هذه النعم وحزنت لمرض الابن الأخير وشغلك المفقود عن الشكر على الموجود ) فاستغفرت وأنابت لربها وأخذت تلهج بالشكر والحمد لله
فمع كل نعمة أنعمها الله عليك تذكري المحرومين منها واستشعري رسالة الحب التي بعثت لك ، ومع كل سجدة تسجدينها لله تذكري ملاين الغافلين عن السجود واستشعري نداء الله لك فقد اختارك أنت من دون هذه الملاين ليبعث لك رسالة حب تقول لك يا أمتي أنا احبك وأعينك على طاعتي ذاك هو الودود

والودود هو الذي يحبنا فهو الغني ملك الملوك الذي ينزل الى السماء الدنيا كل ليلة في رسالة حب يومية يقول فيها هل من تائب فأتوب عليه وهل من مستغفر فاغفر له وهل من طالب حاجة فألبيها له فأنا أحبكم ، هذه رسالة حب من الغني للفقير ، من القادر للعاجز فهو الذي يشرفنا بقربه ولكننا نتعامل مع نداءات الله ورسائله على أنها تكليف ! لا والله إنه لم يناديك إلا ليعطيك فما أحوجنا إليه وما أغناه عنا ، أوليس هذا هو الحب فكم يحبنا إذ أكرمنا بالإسلام ومن علينا بمحمد عليه السلام فأحلى ما في الإيمان أن المؤمن يستطيع أن يفسر أقدار الله فيه من خلال يقينه ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) وقد قال رسولنا الكريم عجبا لأمر المسلم كل أمره خيرا أذا أصابته سراء شكر فكان خير له وإذا أصابته ضراء صبر فكان خير له ) فالمؤمن يعرف لماذا أعطاه الله ولماذا منعه الله وهذا يعطيه مناعة ضد مصائب الدهر فلا يجزع ولا يقنط

الودود سبحانه هو الذي يقول لنا في رسالة حب يا ابن آدم عندما اسخر لك الهواء الداخل إلى رئتك أكون قد مددت لك في عمرك لتتوب وتستغفر فأنجيك من عذابي وهي فرصة لك للطاعة لتفوز بجنتي ولكننا انشغلنا بحب البشر فضيعنا حب رب البشر فالله يفرح ببكاء التائبين أكثر من فرحه بتسبيح المسبحين
فقد قال عز وجل ( واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود )
وكل يدعي محبة الله عز وجل لأننا نجهل حقيقة هذه المحبة فالطفل عندما تعطيه القليل من المال يفرح اعتقادا منه انه يمتلك ثروة وذلك لأنه يجهل قيمة المال ونحن كذالك الطفل نقوم بالقليل من العبادات ونعتقد أننا بذلك نحب الله
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا وقلوبنا تذكر الله )
فمعنى أن تحب الله أي أن يتحول قلبك إلى أداة تذكر الله بإرادة وبغير إرادة ، وأن يوافق حبك حب الله فتحب ما يحب الله وتكره ما يكره الله
وذلك مصداقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به )
ويقول أحد الصالحين : ( كابدت الليل 20 عاما ثم تنعمت 20 عاما ثم خشيت أن لا أجر عليه لأنه أصبح هواي أنا لا أجاهد فيه ) أي أن هذا الرجل قد جاهد نفسه وخالف هواه في قيام الليل 20 عام حتى أصبحت متعته وغرامه في قيام الليل فخشي بعد ذلك أن لا يؤجر على القيام لان ليس به كبد ولا تعب بل أصبح به لذة
كما يقول الله في الحديث القدسي : ( ما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه إذا أحببته أصبحت بصره الذي يبصر به وسمعه الذي يسمع به ) أي يبرمجه الله برمجه ربانية فكل ما يفعله يكون ضمن ما يحبه الله ولا يتأتى ذلك الا بالمجاهدة والصبر على الطاعة فتصبح الطاعة هواه

اللهم اجعل طاعتك هوانا والوقوف بين يديك حبنا وذكرك عشقنا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.