وأهم ما يتناوله الفرنسيون خارج الوجبات الرئيسية، حسب وكالة أنباء الشرقالأوسط، منتجات الألبان والشكولاته والجاتوه وكذلك المنتجات المالحة وفي كثير منالأحيان يتم ذلك أمام شاشة التلفزيون
.ولكن وبالرغم من ازدياد تناولالفرنسيين للطعام بين الوجبات إلا أن الخبراء يتساءلون كيف يظل الفرنسيون رشيقيالجسم بالرغم من توفر الكروسون الشهي، المعجنات، مختلف أنواع الأجبان والصلصاتلديهم
.فقد كشفت دراسة جديدة عما يعرف "بالمفارقة الفرنسية" وعلى الرغم مندسم المطبخ الفرنسي، فإن الفرنسيين بصفة عامة أكثر نحافة من الأميركيين. ويعتبر 7بالمائة من الفرنسيين فقط مصابين بالبدانة مقارنة مع 30 بالمائة من الأمريكيين
.انطلق عدد من العلماء لدراسة هذه الظاهرة وأجروا مقارنة بين المأكولاتالفرنسية والأمريكية، المطاعم، طرق الطهي وحتى أنماط الأكل في البلدين. وتقدمالأسرار الفرنسية للمحافظة على جسم رشيق دروسا للأميركيين لتخفيف أوزانهم
.البحث في تفاصيل الأشياء
قام الباحثون بوزن حصص الطعام في 11 مطعمامتشابها في باريس وفيلادليفيا تشمل مطاعم الوجبات السريعة، مطاعم البيتزا، أماكنبيع البوظة ومطاعم يرتادها بعض الأعراق.وتبين من النتائج أن
:– معدل حجم الوجبة في باريس يقل بنسبة 25 بالمائة عن نظيرتها في فيلادلفيا
.– المطاعم الصينية في فيلادلفيا تقدم وجبات أكبر من الوجبات التي تقدمها المطاعمالصينية في باريس بنسبة 72 بالمائة.
وبحث العلماء أيضا في أنواع الأغذيةالتي تباع في الأسواق المركزية ووجدا أن
:– لوح الحلوى في فيلادلفيا أكبربنسبة 41 بالمائة من نفس اللوح الذي يباع في باريس
.– علبة المشروباتالغازية في فيلادلفيا أكبر بنسبة 52 بالمائة وأن علبة النقانق أكبر بنسبة 63بالمائة من تلك التي تباع في باريس
.– علبة اللبن في فيلادلفيا أكبر من تلكالتي تباع في باريس بنسبة 82 بالمائة
.كذلك وجد الباحثون أن طرق طهي الطعامالأميركية تنتج حصصا من الطعام اكبر من تلك التي تنتجها طرق الطهي الفرنسية التيتستند إلى كتب ومراجع الطبخ
.ووجد الباحثون أيضا أن حصص الطعام وخاصةاللحوم والصلصات الأميركية اكبر من الفرنسية لكن حصص الخضار الفرنسية كانت أكبر منالأمريكية
.وكشفت الدراسة أن سكان باريس يقضون بمعدل 22 دقيقة في مطاعمماكدونالدز مقارنة ب 14 دقيقة يقضيها الأميركيون في محلات بيع الهمبرغر، البطاطاالمقلية والمشروبات الغازية
.ويفيد رئيس الفريق الباحث الدكتور بول روزين،أن النتائج تشير إلى أن الأشخاص إذا قدمت لهم كمية من الطعام أقل مما تعودوا عليهافإنهم قد يكونوا راضيين عن ذلك. وستنشر نتائج الدراسة في عدد أيلول القادم من "دورية علم النفس
".تقول شيا رارباك، أستاذة التغذية في كلية الطب بجامعةميامي، "بالطبع إنها قضية ثقافية، فالأميركيون يحصلون بالضبط على ما يريدون قيمةلكل دولار يدفعونه، بغض النظر عن الطعم والمذاق
".وتضيف وبهذه الطريقةفإنهم لن يستطيعوا تخفيف أوزانهم. وتقول أخصائية التغذية إن الناس في الولاياتالمتحدة لا يقبلوا شراء الحصص والوجبات الغذائية التي تباع في فرنسا حيث أنهم لايكتفون بها
.وتقول رارباك إنه حان الوقت كي يطبخ الناس طعامهم في المنازلأو يقدموا على تناول وجبات أصغر من المطاعم. "نحن نحتاج إلى تذوق الطعام الذي نأكلهوالمطالبة بأن يكون ذا نكهات جيدة. نحن بحاجة للتمتع بالطعام والتجمع بدل ازدرادهوعدم ملاحظة حتى مذاقه
".وتقترح أستاذة التغذية أن يطلب الأشخاص الذينيتناولون الطعام في المطاعم وعاءا لأخذ ما يزيد من الوجبة إلى المنزل . وتنصح أيضابأن يوضع نصف الوجبة في هذه الأوعية حتى قبل بدء تناولها في المطعم وتضيف أن هذهالطريقة ستساعد على تخفيف الوزن بين الأميركيين
.ومن جانب آخر، على الرغممن أن الفرنسيين يتميزون بالرشاقة وخفة الحركة إلا أنهم يعانون من اعتلال المفاصلفي سن مبكرة، حيث أعلنت أحدث الإحصاءات عن انتشار الأعراض الخاصة باعتلال المفاصلبين 50% من الشعب الفرنسي قبل بلوغهم الثلاثين من العمر
.ويصل مجموع الذينيعانون بالفعل من آلام المفاصل إلى تسعة ملايين شخص في سن الخمسين وتزداد الإصابةبين النساء الأمر الذي يؤكد العلاقة الوطيدة بين هذه الإصابة وكمية الهرمونات حيثتبين أن عظام المرأة تصبح أكثر هشاشة من الرجل بعد انخفاض الهرمونات في أعقابانقطاع الدورة الشهرية
.ولكن هذا لا يمنع أن النساء الفرنسيات يمتزنبالرشاقة حيث من الغريب، فالمرأة الفرنسية لا تحرم نفسها من أي هذه الأنواع بلتتناولها بانتظام ومع ذلك تحافظ على وزنها على عكس الأميركية التي تتناول ربما نفسالأطباق ولكنها تكتسب وزنا زائدا بسهولة غريبة
.فكيف تحقق المرأة الفرنسيةهذه المعادلة الصعبة؟ تقول لورانس مال أستاذة الثقافة الفرنسية في جامعة إلينوي، فيدراسة أخرى، "إن نسبة البدينات في فرنسا تصل إلى امرأة من بين أربع نسوة وهي نسبةقليلة جدا بالمقارنة بالأميركيات اللاتي ترتفع بينهن نسبة البدانة
".ويرجعالسبب في ذلك إلى أسلوب الفرنسيات في تناول الطعام، فهن لا يأكلن بين الوجباتويحرصن على تناول وجبتي إفطار وعشاء خفيفتين بالرغم من تناولهن في معظم الأحيانالتوست بالجبن أو الزبد بالمربي
.أما وجبة الغداء التي يتناولنها في الظهرفيعتبرنها الوجبة الرئيسية ويتناولن فيها كل ما لذ وطاب من الطعام دون أي خوف مناختزانه ليتحول إلى دهون تظهر بعد ذلك في شكل سمنة، فالوقت كاف تماما لحرق السعراتالحرارية الزائدة بقية اليوم خاصة في الوقت الذي تكون فيه عملية التمثيل الغذائي فيأوج ذروتها
.كما سجلت الباحثة في دراستها أن الفرنسية بالرغم من تناولهاالكثير من أنواع الأغذية الدسمة فإن أسلوبها في تناولها يجعلها لا تكتسب وزنازائدا.. فهي تحرص على تناول كميات قليلة من كل الأنواع حتى لا تعاني أي إحساسبالحرمان يجعلها تقبل على تناول الطعام بعد ذلك بنهم أكبر
.أما أقوىالأسباب في نظرها التي تجعل المرأة الفرنسية تحرص على عدم اكتساب أي زيادة في الوزنفهو إدراكها لحقيقة عدم توافر مقاسات أكبر من مقاس 12 في الأسواق إلا إذا كانت لاتبحث عن الأناقة وهذا هو ما لا تقبله الفرنسية على نفسهاأبدا
منقول