زيت الزيتون الاردني مميز عالميا!
وليد سليمان – كان وما زال زيت الزيتون مع الخبز هو افطار المزارعين في بلاد حوض البحر الابيض المتوسط منذ الاف السنين. وقد ورد ذكر الزيت والزيتون في الكتب السماوية قديما.. فكلمة المسيح تعني الممسوح بالزيت.. وفي القرآن الكريم ورد شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء.. صدق الله العظيم.
وقد عرف سكان البحر المتوسط الزيتون ثم زيته منذ حوالي 4 الاف سنة.. حتى ان شعوبا كثيرة واناسا في اماكن مختلفة من هذا العالم قد استخدموه في استعمالات هامة وعديدة في متطلبات الحياة كالطعام وامراض الجسم والتقديس والحروب.. من العجائب التي يمكن ان يحدثها زيت الزيتون، ان الاطعمة المقلية بزيت الزيتون تحتفظ بقدر من قيمته الغذائية يزيد عما تحتفظ به تلك التي قُليت في انواع اخرى من الزيوت.
واظهرت دراسة اخرى ان النساء اللاتي يتناولن زيت الزيتون اكثر من مرة في اليوم يقل احتمال اصابتهن بسرطان الثدي عن سواهن.. وربما كان له تأثير علاجي على سرطان الجهاز الهضمي، والوقاية من تكوين حصوات المرارة.. ثم انه يقلل من احتمال الاصابة بتصلب الشرايين.
وفي (لقاء) ابواب الرأي مع خبير الزيت والزيتون السيد (وائل العزب) حدثنا مؤكدا: يحتل زيت الزيتون الاردني مكانة عالية ومرموقة بين دول العالم والشرق الاوسط وذلك لما يتمتع به من جودة عالية منافسا مع المواصفات العالمية لزيت الزيتون.. والدليل على ذلك كثرة الطلب على هذا الزيت وخاصة من الولايات المتحدة الاميركية، مع العلم ان اكثر الدول انتاجا لزيت الزيتون هي اسبانيا التي تشتهر بكثرة زراعة الزيتون، وعربيا تونس.. الا ان الزيت الاردني له مكانة ومذاق رائعان بين هذه الدول.
لذا فان هناك في بلدنا جمعيات تختص بمجال زيت الزيتون وقطفه مثل جمعية المحافظة على الزيتون وجمعية الزيتون النبالي وغيرهما الكثير.
وتهتم الحكومة الاردنية سنويا بموسم الزيتون وذلك لتأمين حاجة المواطن الارني اولا من زيت الزيتون قبل تصديره خارجا.
اما بالنسبة لمعاصر زيت الزيتون في الاردن فقد بلغ عددها اكثر من (الف) معصرة مجهزة باجهزة حديثة عدا المعاصر التي ما زالت تقوم باسلوبها القديم في عصر الزيتون.
وتكثر المعاصر عادة في المناطق الريفية والقريبة من اماكن تواجد شجر الزيتون.. وتعتبر مناطق الشمال اكثر المناطق كثرة بمعاصر الزيتون وذلك لكثرة زراعة اشجار الزيتون فيها ويعتبر زيتها من افضل الزيوت جودة.. عدا عن اشجار السلط التي لها شهرة كبيرة في مجال زيت الزيتون.
وتشتهر جرش وعجلون بكثرة المعاصر فيها وشجر زيتونها ايضا حيث يحبذ معظم الناس الزيت المنتج في هذه المناطق.. اما مناطق جنوب الاردن ففيها ايضا الزيتون والزيت والمعاصر، ولكن بدرجة اقل من الشمال والبلقاء (السلط).
وفي مشهد مبهج فيه من المشاركة والتعاون الشيء الملفت انسانيا وفنيا فان السيد (وائل العزب) والمتخصص في مجال الزيت والزيتون يذكرنا بهذا الامر حيث شرح لنا مشيرا الى منظر عُمال قطف الزيتون في مزارع الزيتون الاردنية وهم يقومون بالعمل وبالغناء الشعبي والاهازيج فرحا وتعاونا وطردا للملل والتعب.
ويستخدم هؤلاء العمال قاطفو الزيتون (العصي الصغيرة) على شكل (7) وذلك حفاظا على اغصان الزيتون من الكسر، حيث جاءت هذه الفكرة بدلا من فكرة الضرب بالعصا.
ويوضح العزب انواع شجر الزيتون شارحا كما يلي: للزيتون انواع كثيرة منها الزيتون السوري البلدي، والزيتون البلدي، والزيتون النبالي، والنبالي المحسن، وهناك اشجار زيتون قديمة لها نوع خاص من الزيتون وهو ما يسمى بالشجر الرومي الذي يتميز بزيته الاخضر الداكن اللون، وهناك نوع اخر من الزيتون يسمى ب(القنابيزي) الذي ينتج منه زيت عالي الجودة يتميز بطعمه اللذيذ ولونه الزاهي وهناك نوع من الزيت المصفى وهو زيت خاص يهتم به مرضى الضغط والكولسترول وهو غالي الثمن ويصدر منه الى الخارج.
وفي موسم قطف الزيتون يكثر اقبال الناس على شراء زيت الزيتون لسد حاجتهم من هذه الثمار طوال العام لما تتمتع به من مذاق فريد في اعداد الطعام. ولعلنا نلاحظ هذا المشهد الاجمل ونحن نراقب كيفية تحويل الزيتون الى زيت حيث الآلات وهي تحمل هذه الثمار وتغسلها وتُصفيها مما بها من اعشاب واوراق شجر ليخرج زيتا نستمتع بمنظره وهو ينزل من مكانه المخصص ليعبأ في عبوات خاصة (التنك). ومن المدهش ان هناك بعض الناس من يأتي الى معصرة الزيت ويجلب معه خبز الطابون الساخن الذي يدهنه بالزيت الطازج ليأكل من هذا الزيت المبارك بشهية منقطعة النظير.