التصنيفات
نثر و خواطر و عذب الكلام

رحيلكم

عشقتكا كما يعشقُ
الصبح ورودهُ
كما يعشق الليلُ
سوادهُ
اشتاقكا
شوقُ الغريبِ للدياري
بعدما اضناهُ الفراق
والاسفاري
يحن الى كل اركانِ الديار
وكل جدرانها
دياركا خاويةٌ لا ارى بها
الا الطيور
وتلكا الزهور
جفاها الماء
ذابلةٌ كما انا يحركني الهوى
حيث ما شاء
ارى جدران داركي
وشجرةٌ كنتي تستظلين بها
وتركضينَ حولها كما الظباء
وتنثرينا ورودكي بكل الفناء
يا حرقةٌ عندما ارى اطلالكم
يداعبها الريح
تهز اشجارها كما يهز الشوق
قلبي الجريح
اعاصيرٌ في داركم كسّرت نوافذها
كأن ذاك الاعصارُ من قلبي آخذها
منامٌ هي للطيور
استأنستها تلكا الطيور
وحشةٌ هي لو ترى بيبانها
كأنما بسطت عليها الدّهور
لمَ رحلتَ وداركم تقولُ بأنك
لست راجعُ
وحنيني من رحيلكم اضنى
عظامي والمواجعُ
رفاتٌ انا هل انت سامعُ
لا يغمض جفني ولا تهنى لي
المضاجعُ
روائعٌ حبكا وهجرانكم روائعُ
ارتاعُ كمثلِ الظبي
اذا ذكر اسمكا
اُجن وجنوني اصارعُ
لم الرحيلُ وانت تدري بأنني
لا اقوى على بعدكمُ
حتى الوداع لم تودعوني ويحكمُ
سنة الاحباب لقاءٌ قبلَ الرحيلِ
ماذا الحكْمُ
لم الرحيل دمعٌ يسيل
وجسدٌ عليل
رحيلكم ساعات اما انا رحيلي طويل
سأرحل مع جمالكا وتلك العيون
وطبعكا العنيد
وثغركا الذي يحكي اجملَ القصيد
وشعركا كدجى الليل
يصاحبني من خلاله بدرُ السماء
رحيلي طويل
مع تعذيبِ الليال
وذاك الألمُ لجسدي وروحي يغازلُ
كلما ارى اطلالكم وتلكا المنازلُ
لا جدوى من المقام
في واد لست به فأنا راحلُ
راحل مع غروب الشمس حيث تغرب ُ
اهرب من اطلالكم
كما الشمس تهربُ
عقلي لم يعد سوى عقلُ طفلٍ
بالتراب يلعبُ
والله ان بقائكم ذابحي
ورحيلكم اصعبُ
هل تعلمينا ان النساء ورود
وانتي تحتوين كل الورود
شهدكي لا يوصفُ
برقة الغزلان اسيل الخدود
جميل المحيا حسين الوجود
رشيقةُ القوامِ ميّاسةُ القدود
دمي عندما اراكي
في هبوطٍ وصعود
سوادُ الليل ضائعٌ
في سوادِ الجعود
حبكي مثل المطر
وشوقكي كما الرّعود
حنينكي عواصفُ الخريف
فراقكي فصلٌ مخيف
ظلمٌ عسيف
رحيلكي الى اين
يكفي هذا البين
ربي خلقنا توئمان من المهدي الى اللحدي
احبك عبر الزمان
وفي كل مكان
لأني توئمٌ متيم ٌ
لن اترككي الا اذا ترك الليل النهار
واذا ترك البشرُ سكنَى الديار
تعالي دياركي تحن اليكي كما
احن اليكي انا
لعلي سأبقى فيها نزيل
مع الطيور فيها مقيم
تمر الليالي والسنين
سأبقى فيها رغم الجنون
ونارُ الحنين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.