توبيخ الطالب يحبطه نفسيا ويشعره دوما بالتقصير
كتبت – سهير بشناق – يشعرالطالب مروان ( 7 سنوات) في الصف الثاني الاساسي بالم لا يستطيع ان يعبر عنه الا بالبكاء ، فهو تعرض للعقاب من قبل معلمته لانه نسي كتاب اللغة العربية مما اثار غضب المعلمة التي وصفته بالمهمل والغبي وطالبته بالخروج خارج الصف .
هذا السلوك دفع بباقي زملائه الى الاستهزاء منه وتكرار ما وصفته المعلمة به مما دفع مروان الى الاستمرار بالبكاء حتى عودته الى البيت ورفض الذهاب للمدرسة في اليوم التالي ؟
تقول ام مروان ان ابنها تاثر كثيرا بموقف المعلمة غير المبرر وهو لم يقترف خطأ كبيرا فمجرد نسيان الكتاب ليس بالذنب الكبير الذي يستحق عليه هذا العقاب ؟
وترى ام منال ان هناك بعض المعلمات يتلفظن الفاظا سيئة داخل الصف كوصف الطالبات بالغباء اضافة الى الفاظ اخرى غير مناسبة اضافة الى فرض عقاب مؤذ للطالبة .
وقالت : تعرضت ابنتي بالصف الرابع الاساسي لعقاب من قبل معلمتها بسبب استعارتها قلما من قبل زميلتها اثناء الحصة باخراجها من الصف ومنعها من النزول (للفرصة) وابقائها بالصف .
واضافت ان ابنتها عادت متاثرة من المدرسة وهي تبكي لشعورها بانها لم تفعل خطأ كبيرا تستحق عليه هذا العقاب .
وقالت: عندما قمت بمراجعة المعلمة في اليوم التالي اخبرتني انها منعت أي طالبة استعارة أي شيء من قبل زميلتها وان الحديث ممنوع بين الطالبات لاي سبب كان
واشارت الى ان المعلمة اعترفت انها بالغت في عقابها لمنال لكنها لم تغير اسلوبها مع باقي الطالبات اللواتي يشكين من تصرفاتها الفظة بين الحين والاخر .
سلوك بعض المعلمات تجاه بعض الطلاب والطالبات داخل الصف غير مقبول ولا يتناسب مع اعمارهم ويترك اثارا سلبية عليهم كرفضهم الذهاب للمدرسة او كره المعلم والمعلمة التي تكون شديدة القسوة مع الطلاب وتتلفظ بالفاظ غير مناسبة .
اخصائية التربية سهام رضوان اشارت الى ان الطالب يتاثر كثيرا بشخصية المعلم ويعمل على تقليده في المنزل مما يتطلب ان يكون المعلم قدوة للطالب في سلوكه وفي حديثه .
واضافت ان المعلم ليس هو من يعمل على ايصال المعلومات المنهجية فقط بل من يستطيع ان يكون قدوة بسلوكه ويستطيع ان يعامل الطلاب معاملة حسنة خاصة وان التربية قبل التعليم.
وبينت ان الطالب يقضي معظم وقته داخل المدرسة واذا استمع الى الفاظ غير مناسبة قد يعمل على ترديدها خاصة اذا كان في عمر صغير لان المعلم بالنسبة له قدوة يتاثر بها مؤكدة اهمية عدم التمادي بفرض العقاب على الطلاب خاصة اذا كان هذا العقاب يؤذي اجسادهم او مشاعرهم مبينة ان الالفاظ والصفات السيئة التي يتم وصف الطلاب بها في كثير من الاحيان تؤثر على تحصيلهم الاكاديمي وتجعلهم يرفضون الذهاب للمدرسة .
حالات عديدة لطلاب عانوا من قضية العقاب الذي تفرضه المعلمة داخل الصف اغلبهم يعودون الى بيوتهم وعيونهم باكية لانهم شعروا بالاذى النفسي و الاهانة امام زملائهم اضافة الى ان الضرب لا يزال حاضرا في مدارس عديدة ولطلاب في الصفوف الابتدائية الاولى كالصفع على الوجه ومنطقة الاذن بالرغم من منع الضرب في جميع المدارس .
الا ان عدم وعي المعلم بكيفية معاملة الطالب داخل الصف واستخدامه لاساليب عقاب والفاظ سيئة بحقهم وتركيزه على ايصال المعلومات المنهجية فقط يفشل رسالة التربية والتعليم ويسهم في اخراج جيل محمل بافكار مشوهة عن شخصية المعلم وبغض للمدرسة التي هي اساس تكوين شخصية الطفل … فالمعلم قادر على الاخذ بيد الطلاب لمستقبل افضل ومساعدتهم على الابداع وتحقيق بالذات بدلا من تشويه الصورة الجميلة لشخصية معلم ينتهج اساليب خاطئة في التعليم والتربية داخل الصف متناسيا ان الطالب امانة يجب ان يحافظ عليها .