ان التفاعل بين المدرسة والبيت ضرورة ملحة تتطلبها مصلحة الاطفال فهاتان المؤسستان هما المسؤولاتان الرئيسيتان عن تربية الطفل ودور كل منهما مكمل لدور الآخر، لذا ينبغي ان يكون بينهما تناسق وتناغم حتى لا تتأثر خطى التشكيل النفسي والتربوي للطفل، ولعل في الخطوات التالية ما يحقق الهدف الذي تسعى المدرسة والاسرة الى قطف ثماره وينعكس ايجابا على الطفل:.
1- بادئ ذي بدء ان لا تكون هنالك مشكلات اسرية تؤثر على التحصيل الدراسي للطفل.. وحتى تقوم الاسرة بوظيفتها التربوية بشكل صحيح وبما ينسجم مع وظيفة المدرسة بهذا الصدد.
2- ان لا تعتمد الاسرة كليا على المدرسة فتضع كل الحمل عليها، فلربما كان هنالك بعض التقصير في اداء المدرسة لاسباب مقبولة كازدحام الصفوف بالتلاميذ، او نقص في عدد المدرسين، ولكي نجنب الطفل نتائج هذا التقصير ونقلص من الفاقد التعليمي، يجب ان تكون الاسرة على علم كامل بظروف المدرسة من اجل سد الثغرات المحتملة، وتعويض هذا التقصير ما امكن.
3- حتى تثبت المهارات التعليمية لدى الطفل، تلك المهارات التي استقاها من المدرسة، لا بد من متابعة الاسرة لتثبيت هذه المهارات والخبرات، ثم البناء عليها.
4- التعاون والتنسيق بين المؤسستين من اجل منع التغيب والتسرب من المدرسة.
وان اشكال التعاون والتنسيق بين المؤسستين تكون:.
1- بالتعاون من اجل تحقيق الاهداف التربوية بواسطة تنسيق الوسائل التربوية في ضوء التفاهم والتوافق والتحديد الواضح للأهداف التربوية بين المدرسة والبيت.
2- بالتعاون من اجل تحقيق النمو المتكامل، فالمدرسة بمفردها والاسرة بمفردها لا تستطيعان تحقيق التربية الشاملة والكافية لجوانب النمو المختلفة، وبما ان النمو عملية مستمرة، فان تعاون الفريقين يكون ضروريا من اجل اتاحة فرص النمو التربوي، وبحيث تتفق وقدرات الطفل واستعداداته، وان ينتهج الفريقان مبدأ التعويض، بمعنى ان ما لا تستطيع المدرسة تحقيقه ان تقوم الاسرة على تحقيقه.. وما لا تستطيع الاسرة تحقيقه ان تعمل المدرسة على تحقيقه.. وهكذا في اطار متكامل الحلقات.
3- بالتعاون من اجل القضاء على الصراع، حيث ان الطفل قد يقع ضحية اختلاف المفاهيم ووجهات النظر بين الفريقين، فيجب هنا التعاون وعدم اشعار الطفل بالصراع والخلاف فيما لو كان موجودا ولو لفترة مؤقتة ريثما يصل الجانبان الى معادلة متوافقة.
4- بالتعاون من اجل تقليل الفاقد التعليمي، ويقصد به عدم تحقيق العائد التربوي الذي يتوافق ويتكافأ مع الجهد المبذول سواء من المدرسة او البيت، وتقريب الفجوة بين المؤسستين وصولا الى تحقيق اكبر قدر ممكن من الهدف الكمي والنوعي للتربية والتعليم للطفل.
5- التعاون من اجل التكيف مع المتغير الثقافي، فنحن نعيش في عصر يتسم بالتغير المتسارع من حيث الكم والكيف، فالتربية الصحيحة هي التي تكفل احداث التوافق والانسجام والاستجابة للمتغيرات الثقافية، ولتكوين النظرة العقلية المتجددة لتقبل الغير والتعايش معه وتوجيه هذا التغير لمصلحة الطفل في الاسرة والمدرسة والمجتمع بشكل عام. اذن والحالة هذه فان للتعاون بين الاسرة والمدرسة يكون ضروريا لتقريب وجهات النظر، وتحديد اتجاه موحد واتخاذ مواقف متشابهة وايجابية تجاه المتغير الثقافي في هذا العصر.