التصنيفات
قصص قصيرة

بسام وسهاد الماكرة الجزء 2 -قصة

تركنا بسام في الحلقة الماضية قد سرق منه كيسه العجيب وهو الآن يستعمل الشبابة ويعود الى سهاد بنت السلطان مروان ونكمل القصة وما هي إلا لمحة بصر حتى وجد نفسه واقفا أمام بنت السلطان . ولما كانت سهاد ذكية ماكرة رحبت به أحسن من المرة الأولى وأظهرت فرحا شديدا للقائه واعتذرت عما جرى له متهمة في ذلك بعض الحساد والأوباش ، وكان بسام أضمر في نفسه أن ينتقم ولكن سهاد فعلت به ما فعلت في المرة الأولى فلم يتردد الشاب في ذكر قصة الشبابة فسقته سهاد البنج وسلبته الشبابة وأمرت أن يلقى به في غاب بعيد عن المدينة ، و أفاق بسام المسكين فوجد نفسه بين الأشجار يرتعد بردا فنهض يجر أذياله وعاد الى بلده خلسة على أبيه ودخل بيت أمه وهو يقول في نفسه : " لا بد أن للشاشية سرا يشفي غليلي". فأخذها وجعل يقلبها ويخاطبها ، ثم وضعها على رأسه ولم يتبين له فيها سرا يذكر إلا أن أمه دخلت البيت وجعلت تفتش عنه وتناديه وهو واقف أمامها ينظر إليها وهي تنظر إلى ناحيته ولا تراه فتفطن لسر الشاشية إن لابسها لا يظهر لأعين الناس ، يكون بينهم وهم لا يبصرونه . ولما نزع الشاشية عن رأسه بان لأمه فأبصرته ورجع فورا الى بلاد السلطان مروان ودخل على سهاد والشاشية على رأسه فوجدها تتغدى فدنا منها وكلما همت بلقمة الى فمها التهمها هو وهي لا تبصره وتصيح : " بسم الله العظيم " وعاود ذلك مرات حتى انفعلت سهاد فأزال الشاشية عن رأسه وهو يضحك ويسخر من الفتاة . ولكن كالعادة دبرت فعلتها وسلبته الشاشية وأمرت أن يلقى على زورق يدفع في النهر فتجره المياه الى عريض البحر . انجر الزورق مع تيار الماء كامل الليل حتى انحبس في خميلة من الشجر على شاطئ النهر ولما أفاق بسام نزل من الزورق فوجد نفسه في أرض كلها مزارع خصبة وأجنة باسقة . احتار في أمره وصعب عليه أن يعود الى أهله بعد أن فرط في الكيس والشبابة والشاشية فأسلم أمره الى الله وقرر أن يفتش عن مرتزق ويبقى في تلك الأرض فأستخدمه بعض الفلاحين يرعى له البقر. فعثر ذات يوم على شجرة تين على حافة النهر نصفها ثمره تين أسود ونصفها الآخر ثمره تين أبيض فأشتهى أن يذوق من غلتها وجنى منها نصيبا وأكل تينة سوداء فأحس كأن شيئا شده من عنقه وصار معلقا في الفضاء ثم اهتدى الى أن يأكل تينة بيضاء ففك خناقه ووقع على قدميه كأن شيئا لم يكن .

عندما شاهد بسام مفعول التين الأسود و التين الأبيض انشرح صدره وعاد الى نفسه الأمل في أن يجد سبيلا للانتقام من سهاد بنت السلطان مروان فأخذ ست تينات سوداء وست تينات بيضاء وسار في طريق تحاذي ضفة النهر موقنا أنها توصله الى بلاد السلطان مروان . وفعلا وصلها بعد مسيرة طويلة وأصلح من حاله وثيابه و استأذن للدخول على السلطان فأذن له . أهدى بسام السلطان التينات السوداء الست موهما إياه أن لها نكهة عجيبة لم يسبق له أن عرفها ثم اعتذر وانصرف و دخل السلطان قصره ليتغدى و أعطى تينتين لزوجته وتينتين لابنته وأخذ هو تينتين ولما أكلوها شدوا من أعناقهم وصاروا معلقين في الفضاء فانزعج الخدم ودعيت الحاشية والأطباء وحتى السحرة ولم يستطع أحد أن يفك السلطان وزوجته وابنته من خناقهم . أما بسام فبعد أن خرج من عند السلطان انزوى في بعض الفنادق وأخذ التينات البيض وسواها مربى وضعه في قارورة ثم تنكر في زيّ الأطباء وخرج يتمشى أمام قصرالسلطان ويصيح:" هذا الطبيب الصقلي والشفاء عند ربي " . ولما كان أهل السلطان يحاولون كل حيلة لإنقاذه وإنقاذ زوجته وابنته ، أدخلوا إليه بساما لعله ينجيه فعجل بسام بإطعام السلطان وزوجته من مربى التين الأبيض فتخلصا من المشنقة الغريبة ولما أتى دور سهاد قال بسام لمن حوله : " أنا لا استطيع تخليصها إلا على انفراد " فتركوهما فعرّف بسام بنفسه وقال للفتاة : " لا خلاص لك إلا بعد أن تردّي اليّ أدباشي التي اختلستها مني يا ماكرة " فنعتته عن مكان الأدباش فأخذها وخاطب الشبابة : " حبيك ! لبيك ! أرجعيني الى أهلي " فأختفى فجأة وترك سهاد على حالها . وعاد الى أهله وزوجوه وعاشوا جميعا خير وسعادة .


صاغها بالعربية : الطيب التريكي

مجلة قوس قزح –العدد السابع –أوت 1984

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.