.
هي روايه رفيعه المستوى من الادب العالمي
لم اعلم من هو كاتبها الى الان …
لكني عندما قرأتها ادمنتها حتى انهيتها
ثم عدت لقرآئتها مرات ومرات
ارجو ان تستفيدو منها
مدخل
من قال ان الاحلام لا تتحقق ..؟؟
ان الاحلام ربما تنبأنا بأشياء لا تخطر على عقل بشر ابدا…!!
تناول الخيميائي بيده كتابًا، كان قد أحضره أحد أفراد القافلة، لم يكن للكتاب غلاف، ولكنه استطاع على الرغم
من ذلك التعرف على اسم الكاتب " أوسكار وايلد " وهو يقلب صفحاته، وقع نظره على قصة كانت تتحدث عن
" نرجس … " لاشك أن الخيميائي يعرف أسطورة " نرجس " هذا الشاب الوسيم الذي يذهب كل يوم ليتأمل
بهاءه المتميز على صفحة ماء البحيرة .
كان متباهيًا للغاية بصورته، لدرجة أنه سقط ذات يوم في البحيرة، وغرق فيها، في المكان الذي سقط فيه،
نبتت وردة سميت باسمه: "وردة النرجس ."
لكن الكاتب " أوسكار " لم ينه روايته بهذا الشكل، بل قال أنه عند موت نرجس، جاءت اريادات (آلهة الغابة)
إلى ضفة البحيرة العذبة المياه، فوجدتها قد تحولت إلى زير من الدموع المرة، فسألتها :
-لماذا تبكين؟
-أبكي نرجسًا . اجابت البحيرة .
فعلقت اريادات قائلة :
-ليس في هذا مايدهشنا، وعلى الرغم من أننا كنا دومًا في إثره في الغابة، فقد كنت الوحيدة التي تمكنت من
تأمل حسنه عن كثب .
-كان نرجس جميل ً إذًا ؟
مكثت البحيرة صامت ًة للحظات ثم قالت :
-أنا أبكي نرجسًا لكنني لم ألحظ من قط أنه كان جميلً، إنما أبكيه لأنه في كل مرة انحنى فيها على ضفافي
كنت أتمكن من أن أرى في عينيه انعكاسًا لحسني .
-إنها لقصة جميلة جدًا. قال الخيميائي
البدايه
::الجزء الاول ::
كان يدعى سنتياغو .
كان النهار يتلاشى عندما وصل بقطيعه أمام كنيسة قديمه مهجورة، سقفها قد انهار منذ زمن بعيد. وفي
الموضع الذي كان يوجد فيه الموهف نمت شجرة جميز عم?قة .
قرر أن يقضي الليل في هذا المكان، أدخل نعاجه من الباب المحطم، ووضع بضع ألواح بطريقه بمنعها بها من
الفرار أثناء الليل .لم يكن هناك ذئاب في تلك المنطقة، فذات مرة هربت دابة فكلفه ذلك إضاعة نهار بكامله في
البحث عن النعجة الفارة .
مد معطفه على ا?رض وتمدد، وجعل من كتابه الذي فرغ من قراءته وسادة .
قبل أن يغرف في النوم أكثر فكر بأن عليه قراءة كتب أكبر، وسيكرس ?نهائها وق ًتا أكبر، وسوف يكون له
منها وسادات أكثر راحة من أجل الليل .
عندما أفاق، كانت العتمة ?تزال قائمة، نظر إلى ا?على فرأى النجوم تلمع، من خلال السقف الذي انهار
نصفه .
فقال في نفسه :
-كنت أتمنى فعل ً لو نمت لوقتٍ أطول .
فقد رأي حلمًا، إنه حلم الاسبوع الفائت، ومن جديد أفاق قبل نهايته. نهض وشرب جرعة من الخمر، ثم تناول
عصاه، وأخذ بإيقاظ نعاجه التي كانت ماتزال راقدة، وقد لاحظ أن معظم البهائم تستعيد وعيها وتتخلص
بسرعة من نعاسها اول ما يستعيد وعيه هو، وكأنما هناك قدرة غريبة قد ربطت حياته بحياة تلك الاغنام، والتي
تطوف معه البلاد منذ عامين سعيا وراء الماء والاكل .
-قد تعودت على فعل ً لدرجة أنها صارت تعرف مواقيتي ـ قال في نفسه بصوت منخفض، وبعد لحظة من
التفكير تراءى له أن العكس هو الصحيح، إذ أنه هو الذي قد اعتار عليها وعلى مواقيتها .
كانت بعض النعاج تماطل با?ستيقاظ، فكان يوقظها واحدة إثر أخرى بعصاه، مناديًا كل نعجة منها باسمها، فقد
كان مقتنعًا دائمًا بمقدرة النعاج على فهم مايقول، وكان يقرأ لها مقاطع من بعض الكتب، أو يتحدث إليها عن
عزلة أو سرور راع، بحياته في الريف، ويفسر لها آخر المستجدات التي قد رآها في المدن التي اعتاد أن يمر
بها .
مع ذلك منذ قبل يوم أمس، لم يكن لديه عمليًا، موضوع محادثة آخر سوى تلك الشابة التي تسكن في المدينة
التي سيصل إليها بعد أربعة أيام، لم يكن قد زارها إ? لمرة واحدة في العام الفائت .
كان التاجر يملك متج ًرا للقماش، وكان يحبذ أن يجز صوف أغنامه على مرأى منه، كي يتحاشى الوقوع
ضحية للغش، لقد قاد الراعي قطيعه إليه ?ن أحد أصدقائه قد ّدله على المتجر .
× × ×
-أنا بحاجة لان أبيع قليل ً من الصوف ـ قال للتاجر .
كان المتجر يغص بالزبائن، لذا فقد طلب التاجر من الراعي الانتظار حتى المساء، فذهب ليجلس على رصيف4
المتجر وأخرج من حقيبته كتاباً .
-لم أكن أعلم أن بإمكان الرعاة قراءة الكتب .
قال صوت امرأة كانت بجانبه، كانت هذه الشابة تمثل نموذجًا لنساء منطقة الاندلس بشعرها الاسود المسدول،
وعينيها اللتين تذكران توعًا ما بالفاتحين العرب القدماء .
-ذلك الان النعاج تعلم أشياء أكثر مما هو في الكتب ـ أجاب الراعي الشاب .
بقيا يثرثران أكثر من ساعتين، هي أخبرته بأنها ابنة التاجر، وتحدثت عن الحياة في القرية، وعن رتابة الايام
فيها، والراعي حدثها عن الاندلس، وعن آخر المستجدات التي رآها في المدن التي مر فيها .
كان سعيدًا لانه لم يكن مجبرًا على التحدث مع أغنامه دائمًا .
-كيف تعلمت القراءة سألت الشابة لتوها .
-كسائر الناس، في المدرسة .
-لكن، وربما أنك تعرف القراءة، لماذا لم تصبح إلا مجرد را ٍع
وارب الراعي كي لايرد على هذا السؤال، لانه كان متأكدًا من أن الفتاة لن تفهمه .
تابع رواية سير ترحاله، وعيناها العربيتان الصغيرتان تحملقان قم تنغلقان بفعل الانذهال والمفاجأة .
كان يشعل أن الوقت يمر سريعًا، وتمنى لهذا اليوم ألا ينتهي، ولوالد الفتاة أن يبقى مشغولا ً لزمن أطول، وأن
يطلب منه الانتظار ثلاثة أيام .
وانتابه إحساس لم يكن قد ألم به من قبل أبدًا: إنه الرغبة في الاستقرار في مدينة بالذات مع الشابة ذات
الشعر الاسود، فلن تكون الايام رتيبة متشابهة، لكن التاجر، ظهر أخيرا، فطلب منه أن يجز له صوف أربع
نعاج، دفع إليه التاجر ثمن الصوف ودعاه إلى المجيء في السنة القادمة .
حتى الان لم يكن يعوزه إلا أربعة أيام، من أجل الوصول إلى تلك البلدة نفسها، كان مبتهجًا وبالوقت نفسه
مرتابًا من أن تكون الفتاة قد نسيته، فالرعاة الذين يمرون من هنا لجز صوف أغنامهم ليسوا قائلا .
-غير مهم ـ قال متحدًثاً إلى أغنامه _ فأنا أيضًا أعرف فتيات أخريات، في مدن أخرى .
لكنه كان في قرارة نفسه يعترف أن لقاءه بها له أهميته، وأن الرعاة كالبحارة أو التجار المتجولين، يعلمون
دائمًا أن مدينة يوجد فيها من يجعلهم ينسون متعة التجوال في العالم بملئ حريتهم .
بينما أخذت تبدو خيوط الشمس الاولى، بدأ الراعي يتقدم بأغنامه باتجاه الشمس المشرقة .
-إنها تتبعني، فهي ليست بحاجة على االاطلاق إلى اتخاذ قرار – فكر- ربما لهذا السبب فإنها تبقى بقربي،
وبقدر ماسيبقى راعيها عارفًا بأفضل المراعي الاندلسية بقدر ماستبقى تلك الاغنام صديقاته، فحتى لو تشابهت
اللايام بعضها ببعضها الاخر، مكونة ساعات ممتدة بين طلوع الشمس وغروبها، حتى لو أن تلك النعاج لم تقرأ
قط أي كتاب خلال حياتها القصيرة، حتى لو جهلت لغة البشر الذين يررون ماكان يحصل في القرى، فهي
تكتفي بالماء والاكل، وهذا بالمحصلة كافٍ. وفي المقابل فهي تمنح صوفها، وصحبتها بسخاء، ومن وقت لاخر
لحمها أيضًا، ولو أنني بين لحظة وأخرى قد تحولت إلى غول وأخذت بذبحها وحدة إثر الاخرى. فإنها لن
تستوعب مايحصل، إالا عندما يوشك القطيع على الهلاك، وذلك لانها تثق بي، ولم تعد تعتمد على غرائزها،
وهذا كله لانني أنا الذي أسوقها إلى المراعي .
أخذ الراعي يفاجأ بأفكاره، وصار يجدها غريبة .5
ربما بدت الكنيسة، مع شجرة الجميز المنتصبة في الداخل مسكونة بالارواح. هل كان هذا هو السبب الذي
جعل هذا الحلم يعاوده أيضًا، وهل لهذا يعاني من شعور الغضب تجاه نعاجه، صديقاته المخلصات دومًا
شرب قليلا ً من الماء الذي تبقى لديه من عشاء ليلة الامس، وشد معطفه على جسده، فهو يعلم أن الشمس
ستكون في أوجها بعد بضع ساعات، وسيصبح الطقس حاراً جدًا، لدرجة لن يستطيع معها اصطحاب قطيعه
عبر الريف .
في تلك الساعة من الصيف، كانت إسبانية كلها غافية، الحرارة مرتفعة حتى في الليل، وخلال ذلك الوقت كله
يتوجب عليه أن يحمل معطفه معه .
وكّلما كانت تتملكه الرغبة في الشكوى من هذا العبء تحديدًا، كان يتذكر أنه بفضله يجابه برودة الصباح
الباكر .
-علينا أن نكون مستعدين دائمًا لمفاجآت الطقس ـ تخيل عندئٍذ وتقبل بامتنان ثقل معطفه الذي كان هناك
مبرر لوجوده كمثل الشاب، فبعد سنين من تطواف سهول الاندلس، صار يعرف عن ظهر قلب، أسماء مدن
المنطقة كلها، وكان هذا ما أعطى لحياته معنى، إنه الترحال …
كان ينوي هذه المرة أن يشرح للفتاة الشابة، لماذا يعرف راع بسيط القراءة فقد كان يتردد حتى سن السادس
عشرة عامًا على المدرسة الاكليريكية، وأهله أرادوا له أن يصبح قسيسًا، تتشرف به عائلة متواضعة، من
وسط فلاحي، تكد من أجل لقمتها وهي بذلك كأغنامه .
درس اللاتينية والاسبانية واللاهوت، لكنه منذ طفولته المبكرة كان يحلم بمعرفة العالم، ويكسب معرفة أفضل
من مجرد معرفة الذات الالهية أو آثام البشر .
ذات مساء جميل، وهو ذاهب لرؤية ذويه، تسّلح بالشجاعة وأخبر والده بأنه لايريد أن يكون راهبًا بل يريد
السفر .
-ياولدي، رجال من العالم بأسره قد أتوا إلى هنا، ومروا آنفًا بهذه القرية، إنهم يأتون إلى هنا ليبحثوا عن
أشياء جديدة، لكنهم يبقون الرجال أنفسهم، يذهبون إلى الهضبة لزيارة القصر ويجدون أن الماضي أفضل من
الحاضر، أكانوا ذوي شعر فاتح، أو ذوي بشرة غامقة، فهم يشبهون رجال قريتنا .
قال الشاب :
-لكنني لا أعرف قصور البلاد التي قدم منها هؤلاء الرجال .
تابع الاب :
-عندما رأى هؤلاء الرجال حقولنا ونساءنا حبذوا العيش هنا إلى ا?بد .
قال الابن :
-أريد أن أتعرف على نساء وحقول وأراضي البلاد التي قدم منها هؤلاء الرجال، إنهم لا يديمون البقاء بيننا .
قال الاب :
-لكن هؤلاء الرجال يملكون المال الوفير، أما عندنا فالرعاة وحدهم من يستطيع رؤية مختلف البلدان .
-إذًا سأصبح راعيًا .
لم يضف الاب شي ًئا بعد، وفي صباح اليوم التالي أعطى لولده كيس نقود يحتوي على ثلاث قطع ذهبية إسبانية6
قديمة .
-ذات يوم، وجدتها في أحد الحقول، وكنت أفكر أنها حق للكنيسة بمناسبة ترقيتك فيها، لكن خذها واشتر
لنفسك بها قطيعًا، واذهب عبر العالم، إلى أن يأتي اليوم الذي تعلم فيه أن قصرنا هو الاعظم، ونساءنا هن
أجمل النساء، ومنحه بركته .
قرأ الولد في عيني والده الرغبة في تطواف العالم أيضًا، رغبة كانت تحيا معه رغم عشرات السنين التي
حاول أن يمضيها مقيمًا في المكان نفسه يأكل ويشرب ويغفو فيه كل ليلة .
× × ×
تلون الافق باللون الاحمر، ثم بدت الشمس .
تذكر الشاب المحادثة التي دارت بينه وبين أبيه، فأحس بالسعادة، كان قد عرف من قبل كثيرًا من القصور،
وكثيرًا من النساء، لكن ً أيا منهن لا تعادل تلك التي ينتظرها بعد مسيرة يومين من الان، كان يمتلك معطفًا،
وكتابًا وبإمكانه أن يبادله مقابل آخر، وقطيعًا من الغنم، والاكثر أهمية من هذا كله أنه كل يوم يتحقق حلم
حياته الكبير: الترحال …
وعندما سيتعب من التجوال في ريف الاندلس، فإنه سيستطيع بيع أغنامه ليصبح بحاراً، وعندما سيمل البحر،
فإنه سيكون قد تعرف على مدن كثيرة، ونساء كثيرات، وفرص عديدة ليظل سعيدًا .
ثم تساءل وهو يشاهد بزوغ الشمس :
-كيف يمكن للمرء أن يبحث عن الاله في مدرسة إكليريكية؟ .
لم يكن قد جاء إطلاقًا حتى هذه الكنيسة، مع أنه لايمر من هنا مرات عديدة .
العالم كبير، لامتنا ٍه، ولو ترك أغنامه تقوده، ولو لبعض الوقت، لوصل إلى اكتشاف أشياء جديدة ومفعمة
بالفائدة .
-المشكلة هي انها لا تعي أنها تعبر دروبًا جديدة كل يوم، و?لاتلاحظ أن المراعي تغيرت، وأن الفصول
متباينة، لانها لاتملك من هاجس سوى الماء والأكل? .
-إن الشيء نفسه يجري لكل الناس ـ فكر الراعي ـ حتى بالنسبة لي أنا الذي لم أفكر بنساء أخريات منذ
التقيت ابنة ذلك التاجر .
نظر إلى السماء، وقدر أنه سيكون ـ تبعًا لحساباته ـ في " طريفه " قبل وقت الغداء، هناك … سيستطيع
مبادلة كتابه بآخر أكبر حجمًا، وتعبئة زجاجته عصيراً، وأن يحلق ذقنه، ويقص ضفره، عليه أن يكون على أتم
استعداد للقاء الفتاة الشابة، ولم يكن يريد حتى أن يتصور احتمال امكانية وصول را ٍع آخر قبله، يملك من
الغنم أكثر منه، قاصدًا طلب يدها .
-إنها تمامًا إمكانية تحقيق حلم يجعل الحياة ذات أهمية ـ تخيل رافعاً نظره نحو السماء وهو يسرع في
خطواته .
لقد تذكر لتوه أن هناك في " طريفه " امرأة عجوز تعرف تفسير الاحلام، في هذه الليلة حلم بالحلم الذي كان
يراوده … الحلم القديم نفسه .. 7
× × ×
1 ما الذي ستخبره تلك العجوز عن حلمه
2 هل سيوفق في طلب يد تلك الفتاة للزواج
3 هل اعجبتكم القصه حتى الان
وان كانت كذالك .. ما رايكم بلايك وتقييم
شكر خاص
للمصممه فتاة الاحلام ع التصميم المبهر