السلام عليكم..
أيها الأعضاء….كيف حالكم…
هذه مشاركتي في مسابقة..أعطني الحرية أريك إبداعي…
كما أرجو أن تنال هذه القصة إستحسانكم…
( أول مرة أكتب قصة موجزة الأحداث)
فأرجو أيضا أن تكون في المستوى…
لست إلا شخصا منبوذا…
شخصا غريبا…لست ببشر فمن أنت…أنت لعنة
ذلك ما كنت أسمعه قبل أن أتحول…
و الآن يا سيدي سأشكرك بطريقتي أنا…الشبح المتخفي
لكنها ستكون طريقة قاسية سأبدأ بالطفلة ثم تدريجيا حتى أنهي على الجميع…
هذا ما قاله عندما لمح الصغيرة و هي تدك وجهها بالورقة
ترسم و تتمعن بكل شيء…
رفعت ناظريها إليه ببراءة…
-رود هل تريد ان أرسمك…؟
رد عليها بمرح…
-أووه طبعا يا بطلتي الصغيرة…
ليبتسم بخفة بعدها و يضع يده على رأسها بحنان و هدؤ كما عهد منه…
– لكن ليس الأن..
زم شفتيه بإمتعاض و وقف متجها للبوابة في إستقبال ذاك السيد ذا الأفضال…
عاد من عمله ليستقبله الخدم على الجانبين كما إعتادوا و كل واحد منهم يبتسم بود لذاك الرجل صاحب الهامة الواثقة و الهيئة الحسنة…رجل بدا في العقد الرابع من عمره…
رفع رأسه و لف بنظره بيته الكبير نسبيا ليعلق مجرى بصره بتلك الطفلة ذات الشعر الأملس بلون أشقر ذهبي قصير و مموج بنعومة كوالدتها
تخربش على الأوراق باسمة بوداعة…
منهمكة بعملها الذي تعتبره إنجازا…
رفعت عينيها الواسعتين بجمال برئ لتلمع عند سماع صوت خطواته الهادئة و هي تسير نحوها لترتسم الضحكة متسعة على ثغرها…
و تترك ألوانها و ما صنعته…
و عند تلك اللحظة إحتضنت قدميه ليرمي حقيبته بعيدا و يحملها عاليا و هو سعيد…
بضحكاتها و التي زادت عندما هجم الباقين عليه دون إنذار…
إنهم أبناء السيد جيمس والتر و نور عينيه و كل شيء زين حياته فقد ماتت زوجته قبل عدة سنوات تاركة له ثلاثة أطفال و إبنته الصغرى…
عمت الفرحة أجوائهم و الخدم يتهامسون بينهم…
ليسمع صوت ضجة طفيفة…
-هؤلاء الأطفال محظوظين جدا..بوالدهم…
فهو يفعل المستحيل لإسعادهم و يتعب لذلك…
-و نحن أيضا كذلك محظوظين بوجودنا معه…السيد جيمس رجل يستحق كل إحترام…
-لقد إلتقطني من بين نفايات الشوارع و جحيم الفقر هناك…
-أجل رجل يستحق كل الخير…لم أحس أبدا بأنني خادم في بيتهم بل أنا فرد منهم…
و قد كانت هذه كلمات الخدم و ما يقولونه دائما في السيد جيمس…سواء بنظرهم أو نظر أبنائه…
ليتكلم المتخفي بعدها و أنظار الجميع مصوبة عليه…
-لقد أعطاني الكثير و حان الوقت لأرد و لو القليل فقط…
كلامه ذو معانٍ كثيرة و ليس بإمكان أحد فهمها….
ضحك و هو يبتعد عنهم ليختفي بعدها و يكمل الإعداد لمفاجئته…
بعد عشاء عائلي روى فيه الأولاد كل ما حصل لهم من حوادث في هذا اليوم كأي يوم آخر…
دقت الساعة التاسعة معلنة عن موعد النوم…
أَغلقت الأنوار ليرقد كل شخص بالمنزل في سلام و أمان…
لكنه ليس كأمان إعتادوه…
غرفة شبه مظلمة…
بأحد أركانها يقع ذاك المكتب ليُلمح ظل من بين الستائر المتماوجة مع نسمات الهواء…
جو مرعب جالب للرهبة في النفوس الآمنة…
ظلمة في كبد الليل…
تقدم ببطء حاملا لرسالة ملئها كلمات مفاجئة…عيونه بدت بارزة و لامعة بخبث…
إبتسامته المرسومة على ثغره أوحت بفاجعة كبيرة…
مد يده على ذاك المكتب ليضعها هناك …
ثم رحل مع رجوع ضوء القمر كأنه شبح أطل و إضمحل…متفائلا بملامحها البريئة لأنها سبب في جعله يطلق العنان لسحره
"إنها الساعة الصفر حيث نلتقي سنمضي مع بعضنا نكتب آمالنا التي حققناها بمجرد إخلاصنا و وفائنا على ميثاق العهد الأبدي…تحت ضوء القمر دامت أمانينا…أنا المختفي…سأظهر"…
من يقرأ الرسالة يظن أنها شيء عادي…
لكن ما بين سطورها تختفي حقيقة صارخة…
ركض إلى مرفأ السيارات أسفل المنزل هناك…
حيث الموعد خبر غريب تكلم به ليتبعوا تعاليمه و كأنه سحر قد غطاهم و لف عيونهم…
هاهو جيمس الرجل المنهك من تعب أيامه…
و ما تركته زوجته مسؤولية على عاتقه…
راحته إلا ليلا عندما يداعب النوم عيونه…
شارد بيوم غده و إسعاد أطفاله و تربيتهم على الإعطاء و البذل و نزع لهجة التغاضي و الحقد و إحترام الجميع رغم رقي حالهم الإجتماعي…
بعد مدة من مكوثه في دفء فراشه شعر بأن الجو بارد فنهض ليغلق النوافذ و رغم أنه عمل الخدم فهو متواضع و لم يرد جعلهم يستيقظون لأمر مماثل…فمر بفضول أمام غرفة طفلته…لكن أين هي؟…
بحث عنها في أرجاء بيته فلم يجدها صرخ بإسمها…
-"سارا"…لكن هي بالعادة لا تنهض في هذا الوقت إلى أين ذهبت…؟
إنطلق بخطاه نحو مكتبته فهل يعقل أن تلك الطفلة قد إختبئت فيها …و ربما هي الآن تبكي على أمها المتوفية شدت هذه الشكوك في أواصر عقله…و ما إنتشله منها هو وجود ظرف لم يتضح لونه بسبب ظلمة المكان…إلتمسه ليشغل النور…و يتفحصه بتردد
ليقول بتهكم و حيرة…دون الإنتباه لما عليه…
-"من الذي أتى به إلى هنا…"
قرأ ما إحتواه من كلمات لم يفهمها فمن هو المتخفي و ما سره…
و لكنه بدا شيئا جالبا للفزع و الرهبة تجاهل الرسالة ظنا منه أنها ترهات…
ما زاد من دهشته و خوفه ذاك الآن هو وجود ظل يظهر و يختفي…
الجو يزداد توترا في عينيه الرماديتين المتسعتين إبتلع ريقه عندما قفز عليه أحدهم و سقط عليه بثقل جسده الصغير…
و قد كان قطه الأليف ليمسح على رأسه و يتنفس الصعداء…
ومع رجوع ذهنه إلى الفتاة الصغيرة…
وقف بسرعة منطلقا للبحث عنها…
إتجه لغرفة أبنائه ليساعدوه…
لكنهم ليسوا هناك أيضا…
زاد قلقه أضعافا عندما عاد لغرف الخدم…واحدة واحدة
الجميع إختفوا لا أحد سواه بذاك المنزل الكبير…
شغل باله أمرهم الجميع و في وقت واحد أين عساهم يكونون
جن جنونه ليصيح…
-أين إختفى الجميع…أين…؟
هنا سمع صوت سقوط لمعدن ما…
رفع عينيه تجاهه ليتضح أنه سكين …أحمر اللون ..بل هو سكين لشبح متخفٍ…
لم يجد عقله مخرجا عندما أمسك به ليرفعه و الدماء تقطر منه…كأمله الذي تلاشى في إكتشاف ما يحصل
مضى به لغرفة صغيرته دون وعي أو إدراك لخطواته التي قادته…
ليرى غطائها و أشبه بشخص مكوم نائم على الفراش بتلك الزاوية المنارة بضوء القمر الباهت…
رمى السكين بعيدا و هو يرفع الغطاء بسرعة و بهجة خطفتها الفاجعة فقد رأى رقعة من الدماء تحوم هناك…
وقف و بصعوبة مدهوشاً مصدوماً عاد أدراجه نحو تلك الرسالة كأن شخصا يتحكم به…
متعب ,مرهق من عمله و ما رآه…
فاجعة لم يرتقبها أو حتى يتوقعها…
لا أحد بالبيت دماء في كل جهة صوت ضحكات أبنائه لا يفارقه…
هيئة خدمه الباسمة و الجادة…
في أعمالهم أين هم هل غادر الجميع لا جسد أو دليل ملموس على موتهم عدا أمر إختفائهم و ترك أثر الدماء هناك …
ليعيد قرأتها بصوت متردد و عيون مفزوعة على أمل كشف ما يحصل معه…
أعاد قرأة الرسالة…ليجد عنوانا لم يكن مكتوبا فيها…قبلا
رعشت يديه عند نطق "رسالة الموت"…
ليفتح الظرف بشرود و حالة لا يحسد عليها…
-نحن نحبك أبي ففاجئناك بهذه الهدية…-
رفع رأسه مستغربا مما قرأه…
أكمل…
-و نحن كذلك الخدم ….جميعنا و رغبة منا لشكرك سيدي جيمس……………..و أنا المتخفي معهم أيضا-
لم يكمل الرسالة و إذ بعينيه تدمعان و أيادي أطفاله تلفه و هم يحومون حوله…
ليصرخ بأسمائهم و هو يحتضنهم تحت تصفيق الخدم الحار و إبتساماتهم الودودة لسيدهم…
تفقدهم بينما يمسح رؤوسهم و يتمعن بعيونهم البريئة…
إفتقد حضور مدللته …نظر نحو الجميع…
-أين هي سارا…؟
صمت بعدها ليرى شابا فضي الشعر آتيا من بعيد و هو يحملها…
صاح بمرح و عينيه الضاحكتين تبصران سيده…
– سيد جيمس بطلتي الصغيرة هي من ألهمني الفكرة…
إبتسم جيمس بتهكم و كأنه يعاتبه فالشعور الذي ذاقه قبل مدة لم يسمح لإبتسامته بالظهور….
– أخبرتك رودي لا تحكي لصغيرتي أشياء لا تفهمها…أيها الشبح
أجل فرودي هو الشبح أو المتخفي و سمي كذلك لأنه يمتلك قدرة الإضمحلال و الإختفاء…
ولد بها و قد نبذه كل أقرانه…
و كان جيمس من له الفضل في جعله شخصا سويا و غير مؤذي للمحيطين به…
أخذت سارا تسحب وجنة رودي بطفولية…
-رود أريد الذهاب لأبي…
وضعها متذمرا منها و من تصرفاتها البريئة ليقول…
– حسنا يا أميرة مصاصي الدماء…سأضعكِ
ثم أنزلها لتنطلق لأباها الملهوف لصغيرته و المستغرب من تفكيرها
فتحت يديها الصغيرتين بوداعة و بشاشة وضاءة… و إحتضنته…
أبي أشكرك لبقائك معي…
رد جيمس و هو يمسح على شعرها…
حسنا يا صاحبة رسالة الموت…أم أميرة مصاص الدماء…
ثم صمت و هو ينظر لأبنائه الآخرين… يصيحون بدوا متعصبين فحالتهم غريبة خصوصا أن الإهتمام فائض جدا على آخرهم…
– و نحن أبي…أبي …
و إنتهى الأمر ببهجة الكل و سعادة مرت بين الجميع إتضحت على ثغورهم بوجود جيمس بينهم كسيد أو أب…فقد كانت هذه خطة لشكر جيمس
الدماء لم تكن سوى طلاء أحمر و واضع الرسالة ليس سوى خادمه رودي…الساحر أو المعروف بالمتخفي و أيضا من عمل على إختفاء الجميع و جعل الأمر يبدوا حقيقة…
ففي النهاية بإسعاد الناس و رسم الإبتسامة على وجوههم تكسب قلوبهم…
كن أقرب للبشر من أنفسهم لترتقي بعيونهم نحو قمة الإحترام…
و في نهاية مشاركتي أيضا..
أرجو أن تكون قد اعجبتكم…
أحب أن آخذ رأيكم و ما أعجبكم…
فقد حاولت و قدر الإمكان بذل جهدي في كل النواحي من هذه المشاركة آمالة أن تنال إعجابكم…
و كذلك أحب ان أشكر كل العاملين على المسابقة و أرجو أن أوفق و يوفق الجميع و تكلل مجهوداتهم بالفوز بإذن الله…
و الآن في امان الرحمان و حفظه…