التصنيفات
عالم حواء

الثوب الفلسطيني أحدث موضة



كانت المرأة الفلسطينية ولاسيما في الريف تمضي حياتها كلها في كد وتعب، تقضي معظم أوقات فراغها في التطريز والحياكة وأعمال القش والفخار، وينتشر التطريز في كل بيت من بيوت مناطق فلسطين المختلفة، وكانت الأفراح من إحدى المناسبات التي تظهر فيها أعمال التطريز، فجهاز العروس يضم كل ما تحتاج إليه من أثواب وكماليات ومن بينها اثنا عشر ثوبا مطرزاً بإلاضافة إلى غطاء الرأس، شال كبير، ومنديل العريس، ومكحلة مطرزة وعدد من الخديدات (الوسادات الصغيرة)، وكل هذه الأشياء تصنع بالتطريز.
وتطريز الثوب يستغرق من خمسة إلى 6 أشهر، وأحيانا أكثر بحسب النقوش والرسومات الموجودة بالثوب. ولذلك كان تعليم الفتاة التطريز ابتداءً من سن الثانية عشرة، أما الآن وبعد الاحتلال فقد أصبحت المرأة القروية تقضي سحابة يومها في الوقوف بالطابور للحصول على المؤنة والطعام والماء .
وقبل الاحتلال كان لكل منطقة من القرى ملابس خاصة من حيث اللون والقماش ونوعية التطريز. فمثلاً ملابس القدس تختلف عن ملابس منطقة الساحل الفلسطيني، وكانت المرأة الفلسطينية فخورة بالتمسك بالزي الخاص بها، ولكن بعد الاحتلال تشتت السكان، وأخذت كل منطقة بالتمسك بالقليل القليل من تراثها الأصلي، فمثلاً في منطقة رام الله غيرت نساؤها رسمة الثوب بعد الاحتلال وتمسكن برسمة النخلة حتى الآن، وكذلك باقي مدن فلسطين وكانت الأقشمة تحاك في فلسطين، و أما الخيوط الحريرية فقد كان يتولى نقلها التجار من سوريا إلى باقي فلسطين، كما كانت تستورد باقي الخامات من مصر وسوريا والدول العربية الأخرى.
وفي نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي اختلفت الخامات ودخلت الأقمشة الصناعية إلى الأسواق، ورغبت النساء في الحياكة المصنعة لأن نوعيتها أحسن من الحياكة اليدوية، وكذلك الخيوط فبدلاً من أن تكون خيوطاً حريرية من سوريا استبدلن بها خيوطا فرنسية ، وحصلت بعض التغييرات من حيث الخامة والتطريز.

الثوب والانتفاضة!
ومع حياة المخيمات حدثت تغيرات في أغراض التطريز، وأصبح مهنة للحصول على المال، وقد قامت الجمعيات النسائية بتشغيل اللاجئات بالتطريز حتى كثر عدد العاملات بالتطريز وصار التطريز مصدراً للرزق لدى كثير من العائلات، ومن هنا كانت الجمعيات النسائية هي السبب الرئيس في شهرة الثوب الفلسطيني.
كما كان للانتفاضة تأثير على شهرة الثوب الفلسطيني حيث نقلته من الجوانب الفنية والجمالية إلى صرخة في وجه الاحتلال، وتجسد ذلك في ثوب سمي باسم "ثوب الانتفاضة" أو"ثوب العلم الفلسطيني" وكان مصدر هذا الثوب من قرى الخليل، وهو عبارة عن ثوب عادي استبدلت برسوماته العلم الفلسطيني وبعض الشعارات وصور قبة الصخرة والحرم، ورسم عليه خارطة فلسطين وعروق الزيتون بدل رسومات الورود.
وعكست المرأة الفلسطينية شعورها السياسي على ثوبها، وهناك أثواب طرز عليها مواسم قطف الزيتون، والآن دخل الثوب الفلسطيني بمداخلات للزي الحديث، فأصبح هناك رسومات بمداخلات جديدة تناسب ذوق المرأة العصرية، ولم يقتصر التطريز على الثوب فقط ، بل أصبح التطريز على الأحذية وربطات الشعر والحقائب اليدوية.
وقد أقيمت ولاتزال تقام معارض للزي الفلسطيني في كثير من دول العالم، وكان الإقبال عليها كبيراً جدا. كما كان إقبال النساء من كل أنحاء العالم ملحوظ على شراء الثوب الفلسطيني.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.