التصنيفات
القسم الاسلامي

نصيحة من صديق ( وقفة تامل )


وصلتني هذه النصيحة من صديق ارجو ان تعم الفائده

أخي الحبيب

هذه وقفة تأمل

قبل أن تؤدي الصلاة

هل فكرت يوماً

وأنت تسمع الآذان

بأن جبار السماوات والأرض يدعوك للقائه في الصلاة

وأنت تتوضأ بأنك تستعد لمقابلة ملك الملوك

وأنت تتجه إلى المسجد بأنك تجيب دعوة العظيم ذي العرش المجيد

وأنت تكبر تكبيرة الإحرام بأنك ستدخل في مناجاة ربك السميع العليم

وأنت تقرأ سورة الفاتحة في الصلاة بأنك في حوار خاص بينك وبين خالقك ذي القوة المتين

وأنت تؤدي حركات الصلاة بأن هناك الأعداد التي لا يعلمها إلا الله من الملائكة راكعون وآخرون ساجدون منذ آلاف السنين حتى أطَّت السماء بهم

وأنت تسجد بأن أعظم وأجمل مكان يكون فيه الإنسان هو أن يكون قريباً من ربه الواحد الأحد

وأنت تسلم في آخر الصلاة بأنك تتحرق شوقاً للقائك القادم مع الرحمن الرحيم

الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا

المستأنس بالله جنته في صدره وبستانه في قلبه ونزهته في رضى ربه

أرق القلوب قلب يخشى الله وأعذب الكلام ذكر الله وأطهر حب الحب في الله

من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق

إذا حسيت بضيق أو انك حزين ، دايماً ردد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين هي طب القلوب

نورها سر الغيوب ذكرها يمحو الذنوب لا إله إلا الله

اللهم حرم وجه من يقرأ هذه الرسالة على النار واسكنه الفردوس الأعلى بغير حساب آمين

يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (بلغوا عني ولو ايه)

وقد تكون بإرسالك هذه الرسالة لغيرك قد بلغت آية تقف لك شفيعةً يوم القيامة

لا تنسانا من صالح دعائك

أخوك / المحب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

النفاق والمنافقون الكتاب و السنة

قال سعيد بن عروة: لأن يكون لي نصف وجه ونصف لسان على ما فيهما من قبح المنظر وعجز المخبر, أحب إلي من أن أكون ذا وجهين وذا لسانين وذا قولين مختلفين.
قال الشاعر:

خل النفاق لأهله=وعليك فالتزم الطريقا
وارغب بنفسك أن ترى=إلا عدوا أو صديقا
وقال آخر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله=عار عليك إذا فعلت عظيم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا=كيما يصح به وأنت سقيم
إبأ بنفسك فاتهها عن غيها=فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يسمع ما تقول ويشتفى=بالقول منك وينفع التعليم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

طرفة الكتاب و السنة

  • عمل واحد

قال الوليد بن عبد الملك لبديح المغني: خذ بنا في الأماني فلأغلبنك.فقال: والله لا تغلبني فيها أبدا, قال الوليد: فتمن, قال بديح: أتمنى كفلين من العذاب و أن يلعنني الله لعنا يشن علي من خلفي ومن قدامي. قال الوليد: غلبتني لعنك الله.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

إذا أصابك مكروه …فلا تقول …. ….. ….. الكتاب و السنة

إذا أصابك مكروه …فلا تقول هذه العبارة بل قول

نتمسك بها ونكررها كلما ظننا أن هذاوقت ذكرها والدعاء بها أو أن معناها يحمل الخير وهو خلاف ذلك و من هذه الأقوال

قول) الحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه )

فما حكم هذه الكلمة في ميزان الشرع ؟وهل هي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أم لا ؟

هل من السنة أن ندعوا إذا أصابنا مكروه فنقول : الحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه .

هذا الدعاء أسمعه كثيراً ، ولا أدري هلهو ثابت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم لا ؟.

الحمد لله هذا الدعاءليس وارداً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، والوارد عن النبي صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو ما رواه ابن ماجه (3803) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ ، وَإِذَارَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ . حسنه الألبانيفي صحيح ابن ماجه . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "تفسير جزء عم" (ص 127) : أما ما يقوله بعض الناس : " الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه " فهذا خلاف ماجاءت به السنة ، بل قل كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "الحمدلله على كل حال" أما أن تقول : "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" فكأنك الآنتعلن أنك كاره ما قدر الله عليك ، وهذا لا ينبغي ، بل الواجب أن يصبر الإنسان علىما قدر الله عليه مما يسوؤه أو يسره ، لأن الذي قدره هو الله عز وجل ، وهو ربك وأنتعبده ، هو مالكك وأنت مملوك له ، فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره فلا تجزع، بل يجب عليك الصبر وألا تتسخط ، لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك ، اصبر وتحملوالأمر سيزول ودوام الحال من المحال ، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ،وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً ) صححه الألباني في تحقيق السنة لابن أبي عاصم (315) فالله عز وجل محمود على كل حال من السراء أو الضراء ، لأنه إن قدر السراء فهوابتلاء وامتحان ، قال الله تعالى : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِفِتْنَةً ) الأنبياء / 35 . فإن أصابتك ضراء فاصبر فإن ذلك أيضاً ابتلاء وامتحان منالله عز وجل ليبلوك هل تصبر أو لا تصبر ، وإذا صبرت واحتسبت الأجر من الله فإن اللهيقول : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر

جزا الله الكاتب خيرا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

دعااااء للامهات الله لايحرمنا منهم.. الكتاب و السنة

لا تبخل على والدتك بقراءة هذا الدعاء

وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا

اللهم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت
به أجبت! ! ! ، أن تبسط على والدتي من بركاتك ورحمتك ورزقك

اللهم ألبسها العافية حتى تهنئا بالمعيشة ، واختم لها بالمغفرة حتى لا تضرها
الذنوب ، اللهم اكفيها كل هول دون الجنة حتى تُبَلِّغْها إياها .. برحمتك يا
ارحم الراحمين

اللهم لا تجعل لها ذنبا إلا غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا حاجة من حوائج
الدنيا هي لك رضا ولها فيها صلاح إلا قضيتها, اللهم ولا تجعل لها حاجة عند أحد
غيرك

اللهم و أقر أعينها بما تتمناه لنا في الدنيا

اللهم إجعل أوقاتها بذكرك معمورة

اللهم أسعدها بتقواك

اللهم اجعلها في ضمانك وأمانك وإحسانك

اللهم ارزقها عيشا قارا ، ورزقا دارا ، وعملا بارا

اللهم ارزقها الجنة وما يقربها إليها من قول اوعمل ، وباعد بينها وبين النار
وبين ما يقربها إليها من قول أو عمل

اللهم اجعلها من الذاكرين لك ، الشاكرين لك ، الطائعين لك ، المنيبين لك

اللهم واجعل أوسع رزقها عند كبر سنها وانقطاع عم! ! ! رها

اللهم واغفر لها جميع ما مضى من ذنوبها ، واعصمها فيما بقي من عمرها، و ارزقها
عملا زاكيا ترضى به عنها

اللهم تقبل توبتها ، وأجب دعوتها

اللهم إنا نعوذ بك أن تردها إلى أرذل العمر

اللهم واختم بالحسنات أعمالها….. اللهم آمين

اللهم وأعنا على برها حتى ترضى عنا فترضى ، اللهم اعنا على الإحسان إليها في
كبرها

اللهم ورضها علي! ! ! نا ، اللهم ولا تتوفاها إلا وهي راضية عنا تمام الرضى ،
اللهم و اعنا على خدمتها كما ينبغي لها علينا، اللهم اجعلنا بارين طائعين لها

اللهم ارزقنا رضاها ونعوذ بك من عقوقها

اللهم ارزقنا رضاها ونعوذ بك من عقوقها

اللهم ارزقنا رضاها ونعوذ بك من عقوقها

اللهم آمين
اللهم آمين
اللهم آمين

وصل الله على نبينا محمد وعلى آله و أصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين

اللهم اني اسألك من خير ما سألك به محمد صلى الله عليه و آله وسلم واستعيذ بك
من شر ما استعاذ به محمد صلى الله عليه و آله وسلم
اللهم ارزق مرسل و قارىء الرسالة مغفرتك بلا عذاب وجنتك بلا حساب ورؤيتك بلا
حجاب
اللهم ارزقنا زهو جنانك ، وشربه من حوض نبيك واسكنه دار تضيء بنور وجهك

اللهم لا تجعل لنا في هذه الدنيا همًا إلا فرجته ولا دينًا إلاقضيته ولا حاجة
من حوائج الدنيا والآخرة إلا يسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم اجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان .. امين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

لو تكـلم الـمـوتى ! ! !

محاضرة لفضيلة الشيخ/ سليمان الماجد

والتي هي بعنوان: لو تكـلم الـمـوتى

إخواني في الله أن تتصور حال الموتى فهذا نوع من التذكر المحمود لموتٍ موعود،كما قرر ذلك ابن الجوزي-رحمه الله تعالى-في صيد الخاطر حين قال: من أظرف الأشياء إفاقة المحتضر عند موته فإنه ينتبه انتباها لا يوصف ويقلق قلقاً لا يحد ويتلهف على زمانه الماضي ويود لو تُرك كي يتدارك ما فاته ويصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت ويكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف ولو وجد ذرة من تلك الأحوال في أوان العافية حصل له كل مقصود من العمل بالتقوى،فالعاقل من مثّل تلك الساعة وعمل بمقتضى ذلك،فإن لم يتهيأله تصوير ذلك على حقيقته تخايله على قدر يقظته،فإنه يكف الهوى ويبعث على الجد؛لنعش لحظات مع هذا التذكر على منهج ابن الجوزي-رحمه الله-لحقيقة الموت في وقفات تسع.

الوقفة الأولى:يا ليت قومي يعلمون الوقفة الثانية:جـار غيـر عـزيز

الوقفة الثالثة:ولقد جئتمونا فرادى الوقفة الرابعة:رفيقـة الـدرب

الـوقـفـة الخامـسة:ذبـول وردة الوقفة السادسة:فـي الاستـراحة

الوقفة السابعة:ألا لله الدين الخالص الوقفة الثامنة:هذه أموالي تقسم

الوقفة التاسعة:معالم النجاة


تصور لو أن أهل القبور خرجوا من قبورهم،خرجوا بأكفان بالية ووجوه مغبرة،خرجوا من سكون القبور وظلمتها إلى ضجيج الأرض وأضوائها،فركوا عيونهم،فركوا آذانهم ثم انطلقوا في أنحاء المدينة أشباحاً مهيبة ليحدثونا عن هول ما رأوا فماذا عساهم أن يقولوا بعد هول المطلع وسؤال منكر ونكير وحساب عسير،وكيف يا ترى سيكون حديث الأموات للأحياء.

الوقفة الأول:ياليت والدي يعلم

هذا فتى مات في ريعان شبابه اختطفه الموت وهو أوسع الناس أملاً في العيش وأكثرهم رجاءً في متاع الحياة الدنيا،مات على إسراف منه بالمعاصي،فماذا عساه أن يقول لأبيه المفرّط في تربيته لو لقيه في هذه الدنيا لعله أن يقول:يا أبتي لقد رأيت ثمار ذنوبي وهي آثار تربيتك رأيتهذه الثمارناراً تلظىوجحيماً لا يطاق،يا أبتي لقد كنت في حياتي تُعنى كثيراً بلباسيومأكلي ومشربيولكنكلمتكنتُعنى بقلبي وروحي لقد أهملتني في بداية مراهقتي،فلم توجهنيإلىأصدقاءصالحين،لمتكنتهتم بما أصاحب من أقاربي وجيراني وزملاء دراستي،لقد كانت فترة التأثير المثالي هي ما بين سن السابعة إلى سن الخامسة عشر وكنت تعلم وقتها ياأبتي أن هذه المرحلة هي مرحلة تصويب الولد نحو الهدف الصحيح،كنتُ أنا السهم وكنتَ أنت اليد والقوس والوتر،في هذه المرحلة كنا يا أبتي نتلقن كل شيء ونحب كل شيء ونستطلع كل شيء،في هذه المرحلة كنا نقلب أنواع الأصدقاء في معرض الدنيا العريض،أيهم ننتقي وأيهم نقتني وأيهم نصاحب،كنا في هذه المرحلة العجيبة عجينةً غضةً طيـّعة تستطيع توجيهنا الوجهة الصالحة،يا أبتي لكنك كنت وقتها تقضي أكثر أيام أسبوعك في الاستراحة مع الأصدقاء أو مع الزملاء أو مع الأقارب وفي مرات كنت تتابع تجاراتك التي لم تزد من سعادتك بل أحالت وجهك البشوش إلى صحراء من العبوس والغبرة والتشاؤم لم تكن يا أبتي تهتم باهتمامات مباحة لذلك كُنت أبحث عنها عند أيّ أحد مهما كان مقصده في توفيرها لي،ثم إنك جعلت علاقتي بك كعلاقة مدير مؤسسة فاشل بمرؤوسيه،كانت علاقة الغطرسة والرسمية حتى أصاب علاقتي معك جفافاً وجفاءً وفجوة فلم أعد أقبل منك توجيهاً ولا نصيحة بسبب هذا الجفاء،ياأبتي لوأنك جعلتني صديقاً من أصدقائك لكان تأثيرك فيّ أكبر ولكنك كنت تعتبر هذه الصداقة مع أولادك ضرباً من التنازل الذي لا يليق برئيس مؤسسة محترمةٍ على حد زعمك، يا أبتي لو كنت أستطيع أن أقول غفر الله لك إهمالك في تربيتي لفعلت،ولكنني حينما فارقت هذه الدنيا بذنوب ثقيلة فإنني لا أملك أن أستغفر لنفسي من ذنب واحد من ذنوبي فكيف بذنوب غيري،ولكنك أنت الذي لازلت في دار المُهلة وتستطيع أن تستغفر لي ولنفسك، يا أبتي: إن تسببك في انحرافي لن يخفف عني شيئاً من العذاب الذي لقيته ولكنني أدعوك إلى التوبة من إهمالك لي وأدعوك إلى أن تتدارك الأمر مع بقية أخوتي قبل فوات الأوان،يا أبتي تدارك نفسك بالتوبة وتدارك إخواني بحسن التربية فلعل صلاحهم أن يكون سبباً في نجاتي يوم الدين.

الوقفة الثانية:جار غير عزيز

ولعل رجلاً من أهل هذه القبور أخذ يتهادى حتى وقف بباب جاره فلعله أن يعاتبه فيقول:جاري العزيز لقد كنت تطرق بابي فزعاً إذا رأيت الماء قد تسرب من الخزان العلوي حرصاً منك على مصلحتي ولكنك لم تكن تنبهني على بعض أصدقاء السوء الذين يخالطون أبنائي،لم تكن تذكرني بإهمالي لصلاة الجماعة،لم تكن تنبهني على إدخالي لأجهزة الفساد إلى منزلي، لقد كان حقيّ عليك أكثر من حقوق سائر الناس عليك فلو علمت يا جاري العزيز أن احتفاظك لنفسك بالصلاح لا ينجيك يوم الدين لمَا أهملتني،ولو علمت أن استثقالي لنصيحتك لا يسوّغ لك ترك نصيحتي ولبادرت إلى هذه النصيحة.

الوقفة الثالثة:ولقد جئتمونا فرادى

وهذا رجل تقلّب في مناصب مؤسسة خاصة أو عامة،كان في هذه الدائرة ملئ السمع والبصر،امتلأت ردهاتها بآماله العراض بل كادت لا تتسع لتلك الآمال ولقد فاجئه الموت وهو أوسع الناس أملاً وحرصاً ومزاحمة،كان يدخل دائرته التي اعتاد الدخول إليها كل صباح بنفس متوثبة متفائلة متطلعة إلى مستقبل وظيفي أكبر،لم يكن حين ذاك يفكر بالموت ولا ما بعده من هولٍ وعذاب ،فلو دخل دائرته بعد خروجه من قبره وتذكر وهو يلملم أكفانه المغبرة كم كان في دنياه في غرور،وكم كانت الأماني تضرب به في كل واد دون أن يفكر في حفرة القبر التي أودع فيها رهين عمله،لقد كان يتبختر في هذه الممرات بثيابٍ جديدة جميلة،لو وقعت عليها خردله من غبار لنفضها بسبابته وهو الآن يلملم أكفاناً بالية بلغ الغبار والنتن منها كـل مبلغ ولعله لو مرّ بقسم الترقيات في دائرته لتذكر،كم كانت تزهق النفوس وتشرأب الأعناق للحصول على مرتبةٍ أو علاوة،بل ربما بذل دينه ومروءته من أجل ترقيةٍ أو علاوة وقد أيقن الآن ولكن بعد فوات الأوان أن رفعة الدرجات إنما هي عند الله وحده وأن علو مقام المرء إنما هو في قربه من الله وتمام عبوديته له،أما العبودية للدنيا فلا تزيده إلا حسرة وندامة وتشتتاً ولعله لو مر بغرفة بعض موظفيه لوجد هذا الموظف على عادته في الوشاية بزملائه ووضع العراقيل أمام أعمالهم ومشاريعهم حتى لا يظهر لهمنجم ولا يعلو لهم شأن ولا يعم لهم نفعوحتى لا يسبقوه بحسن رأي ولا جودة عمل فماذا عساه أن يقول لهذا الموظف لو رآه واستطاع أن يتكلم لعله أن يقول:هب أنك نافست مثل ما كُنتُ أنافس بالحلال والحرام فسبقت أقرانك وبرزت أترابك أليست سنياتٍ معدودة إن مُّد لك أجل ثم تأول بك الحال إلى عالم التقاعد حيث ينفض عنك أهل المصالح وتصير في عالم النسيان،هذا مآل الوظيفة في الدنيا أما مآلها في الآخرة فحفرة القبر الموحشة حيث لا أنيس إلا عملٍ صالح،ولعله أن يقول:كنا سمي المتورعين عن المنافسة المحرمة نسميهم سذجاً أو دراويش ذوي ورعٍ بارد لا طموح عنهم ولا يعرفون قيمة النجاح ولا يتذوقون طعم السباق مع الأقران،ولكن علمنا ولا ينفعنا هذا العلم الآن أن طريقتهم هي طريقة النجاة وأن المنافسة الحقيقية هي في قلب سليم وعمل صالح ينجو بها العبد من عذاب القبر الرهيب،وأن المنافسة الصحيحة هي التي لا تضر بالآخرين ولا تمنع مسيرة الخير ونفع الناس،آه آه ليتني أعود إلى الدنيا لأصفي سريرتي وأًحسن سيرتي،تالله إن صفاء السيرة هي راحة البدن وهي راحة النفس في الدنيا وهي النجاة في الآخرة،آه مما فعلنا بأنفسنا وما غرتنا هذه الدنيا وما أطعنا فيها إبليس الضلالة،وكنا نسمع قول الله تعالى{وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }{فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ }ولعل صاحبنا ذلك الرئيس أن يرى في آخر الممر مكتب سعادة المدير حيث كان هو مديراً قبل وفاته،لقد تعود في هذا الممر أن يرى لأعوانه هناك انتشارا وخطفه وأصحاب المصالح بين يديه لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء والمراجعون يصدرون عن مكتبه بين موهوب ومحروم،رأى هذا المدير على ما عهد نفسه من إقصاء الأكفاء من الموظفين خوفاً من منافسته على جاهه وسلطانه فمرة بالعزل وأخرى بالمضايقة وأخرى بالتهميش رآه على ماكان يعرفه من نفسهمن تكثير ذوي المطامع الذين لا يعرفون الذكاء إلا فيما يخدم سعادة المدير،ويكثر جاهه ويعظم سلطانه ومن ثم يحظون عنده بالرتب العالية والتقارير الكاذبة،لقد تعلم المدير وأعوانه بفطرةٍ مدنسة أن الدائرة التي لا تنجز مصالح الناس ومياه أعمالها دائماً جارية نقية يُرى باطنها من ظاهرها إنها إدارة لا تحقق المصالح الشخصية فلا بد من العمل بحرية من توفير مستنقعات آسنة متعكرة من مصالح الناس المتعطلة تسهل فيها حركة اللصوص ويسهل فيها اللعب على المغفلين فلذلك جعلوا هذه الدائرة في فوضى دائمة ثم حجبوا الناس عن سعادته حتى يوفروا هذه المستنقعات التي تعيش فيها الحشرات القذرة التي تحسن السمسرة في شراء الذمم وبيعها وهكذا حزن الاثنين معاً تعطيل مصالح الناس وأكل المال الحرام الذي يبذله الناس لإنجاز مصالحهم لعله أن يقف متأملاً في غمرة المراجعين بكفنه البالي المغبر فيقول:لو كان عندي القليل من التقوى والقليل من معرفة حال الدنيا وحال الآخرة لرأيت أن في النصح للناس أعظم الأجر والمثوبة،ماذا بقي معي في قبري من بريق المال الذي كنت أبذره بلا عد ولا حساب وأتمتع به بلا خوف من حشر وعذاب وماذا بقي معي من ضجيج الشرف وجلبة الأعوان وكثرة العلاقات والاتصالات وما أراه في عيون الناس من تعظيم وتبجيل،لقد تلاشى ذلك كله كبخار في يوم صائف فلم أدخل في هذا القبر من مالي وشرفي إلا بكفن،لله كم كنت مغروراً بهذه الدنيا حينئذ فقط أدركت معنى قوله-صلى الله عليه وسلم-((ماذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه))لقد كنت أرى ذلك كلّه ولكن نفسي كانت تزيّل لي ما أفعله وكانت شدة الإبهار في أنوار الدنيا تحجب عني رؤية الحقيقة فلم أتبينها إلا حين فات وقت الندم{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}

الوقفة الرابعة:رفيقة الدرب

ولعل أحدهم حين خرج من قبره أن يلقى زوجته فيقول لها:كم كنتُ أرتكب الحرام رداً لجميلوفائكوعظيمصبركوكمكنتُأتساهل في الموبقات من أجل سواد عينيك،لـقـد كنت أسافر السفرالمحرم والسياحة السيئة بسبب حبي لكِ ومن أجل كلمة ثناء طيبه من لسانك العذب الرقيق،وكنتُ أُدخل أجهزة الفساد إلى منزلي من أجل ما تشتكين من فراغ قاتل على حد زعمك،لم أكن مقتنعاً بالكثير مما كنت أفعله بل كنت أعرف أنه الطريق الخطأ ولكنني في سكرة الهوى وحب الدنيا نسيت كل شيء،لقد كانت عقوبة ذلك ناراً لا تطاق وجحيماً لا يحتمل لقد كنت أستمع من كتاب الله إلى هذه الآيات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } ولم أكن والله لأرد كلام ربي،ولكن سلطان الهوى حجب عني تلك المخاطر حتى كنت أقول كيف تكون هذه الوردة الجميلة عدواً يستوجب الحذر ،الآن عرفت ذلك ولكن لم تعد تنفع المعرفة الآن ندمت ولكن لات حين نندم،لقد كنت أسمعكلام الله،لكنه سماع أذن لا سماع قلب،كنت أسمع قوله تعالى {فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }.

الوقفة الخامسة:ذبول وردة

هذه فتاة ماتت في عمر الورود كانت ترى الحياة مرحاً وسعادة،كانت ترى أن أعظم السعادة هو أن تكون محط أنظار الناس وسبب إعجابهم فلذلك سعت إلى التميز في كل شيء،في ملابسها في مشيتها،سعت إلى جديد الموضات حلالاً كانت أو حرام،تأخذها من أي وسيلة إعلامية،من المجلة أو التلفاز أو المحطة الفضائية،المهم هو التميز مهما كانت الوسيلة،فمرة تشبهت بالكافرات،ومرة تشبهت بالفاسقات،ومرة تشبهت بالممثلات والمغنيات،ومن أجل هذا التميز وتلك الجاذبية نزلت إلى الأسواق ومجامع الناس وقد ليست العباءة الضيقة لتتمتع على حد ظنها بالنظرات الجائعة،ومن أجل هذا التميز خرجت في الحفلاتبثيابتخرجأكثرجسدها،وما سترتهمنجسدهافهو ضيق يجسّم عورتاها؛يا ترى ما عساها أن تقول لو خرجتمن قبرهاوتكلمت:يا أمي لقد رأيت عذاب الله تعالى في ذلك القبر الموحش،رأيت عذاب الله حين أغريت الشباب ورأيت حين كنت أسوة سيئة للفتيات وقدوة سيئة لأختي الصغيرة في دخول هذه الطرق،أماه إذا كان هذا ما أصابني بسبب إقتداء أختي بي،فما ظنك بعذاب الله لمن كانت السبب الأول في انتشاره وما الظن بعذاب الله تعالى لمن يصنع هذه العباءات أو يبيعها،أماه لقد كنت أبدي مفاتن جسدي بطرق متعددة فمرة بالنقاب الواسع الذي يبدي عينين كحيلتين ويظهر أهداباً كسهام مريّشة حادة،أغرسها في قلوب الرجال لتصيبها في مقتل ومرة أدع العنان لعباءتي لتسفر عننحرٍأبيضو جيِد فضي،كوجهي في الضحىفتطير لذلك عقول وتضطرب أفئدة،أو أظهرقواماًكغصنالبانحتى أطرب لتأوهات المفتونين،ومرات ومرات كنت أغش الحفلات وقد خلعت جلباب الحياء فأنا كاسية عارية إذا رآني الرائي فلا يخالني إلا في حفلة غربية ماجنة،أبديت فيها عضداً كجمّارة نخلة فتية وأظهرت ساقاً وجزءاً من فخذ وظهر،فعلت كل ذلك حتى أبدو متميزة في مظهري،أتدرين يا أماه كيف آلت بي الحال في قبري لقد سالت تلك الأعين النجل مع سهامها المريّشة على خد متعفن مجعّد أسود،وصار ذلك النحر الفضي قطعة جلد أسود تتدلا أطرافه على عظام نخرة لتلامس قلباً طالما امتلأ بالهوى القاتل والغروربالدنيا الفانية وطول الأمل الكاذب،لا أدري يا أماهكيفكنت أرى الدنيا طويلةطويلة،وأنا أرى الناس يموتون كل يوم ممن حولنا من الجيران والأقارب والأصدقاء،لا يفرق ملك الموت بين صغير وكبير وغني وفقير وملك وحقير،لله يا أماه كم كانت تلك المواعظ ترق أذني وتشاهدها عيني وتحسها يدي ومع ذلك لا أجد لها في نفسي أثراإن السبب هو غلبة الهوى وحب الدنيا من الشهرة والتميز الكاذب والمفاخرة الجوفاء وحينئذ فقط عرفت معنى قول الله تعالى{أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ }أماه إن ما أفعله هي منافسة ومسابقة ولكنها مسابقة لتحصيل نبات أخضر بهيج ولكنه بعد برهة يأول سريعاً إلى زوال،والسباق الحقيقي الثابت النافع إنما هو لتحصيل مغفرة الله تعالى وجناته{أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.

الوقفة السادسة: في الاستراحة

ولعل من هؤلاء رجل وقف على أصحابه بأكفان بالية المترّبة وهم في استراحتهم،هؤلاء الأصدقاء الذين كانوا يقضي معهم جلّ وقته،هؤلاء الأصدقاء الذين كانوا يقدم محبتهم على محبة والده ووالدته وأخوته،حيث كان يتفقد أحوالهم ولا يتفقد أحوال أقاربه،كان يأنس بلقياهم ولا يأنس بلقيا أقرب مقربيه كان لا ينامحتى يهاتفوا بعضهم،لقد كانوا ملء سمعه وبصره ولعله لو خرج من قبره وذهب إليهم في ناديهم لتذكر كم كانت الأوقات تذهب سدى لقد كان يقطع في طريقه إليهم ما يقارب نصف ساعة،كان يستطيع أن يسبح في هذا الطريق أكثر من ألف تسبيحه ولعله أن يقول: كم كانت الأوقات تذهب سدى هذه ألف تسبيحه في طريق الذهاب فقط بكل تسبيحه صدقة فلماذا كنا نضيع الوقت فيما لا ينفع،ونحن من أحوج الناس إلى هذه الحسنات والصدقات،لتكفير عظيم السيئات،لقد قضيت معهم من عمري أكثر من عشر سنوات لم أمسك بيدي فائدة واحدة في ديني ودنياي فيما كان أهل الخير يخرجون بنتائج باهرة،فمرة بمذاكرة علم،ومرّة بمؤانسة محببة،ومرة بتعاونٍ على مشاريع الخير والبر ويشجع بعضهم بعضا عليها،هكذا يكون قضاء الأعمال فيما ينفع في الدين والدنيا ولعله لو أطلّ على مجلسهم لتخيل نفسه بينهم،هذا مكانه هذا موضع مرحه هذه قوته هذا شبابه،آه ليتني أعود إلى هذه الدنيا في تلك القوة والنشاط لأعبد الله حق عبادته لأتوب من ذنوبي لأستكثر من الحسنات،آه ليتني أعود لهذه الدنيا لأقول لهم لقد عودتموني على كل عادة قبيحة وعلمتموني كل معصية لله-عز وجل- سوف أترككم إلى الأبد لأبدأ حياتي من جديد في طاعته ورضوانه في كنفه وقربه لقد كانت الآيات تطرق سمعي وكأنه يُعنى بها غيري {ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنفَعَكُمْ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } {الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ }{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً}

الوقفة السابعة:ألا لله الدين الخالص

هذا رجل عوّد نفسه على الرياء فأصبح لا يعمل العمل الذي يُبتغى به وجه الله إلا بحافز من نظرات الناس،فلا يصلي نافلة إلا بمحضرهم ولا يعمل خيراً إلا بثنائهم فغابت عنه لذة المخلصين في العبادة والأعمال الصالحة،لقد علم في قبره أن أعماله لم تكن إلا سراباً بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب،لقد تبخرت هذه الأعمال التي لم تكن في الحقيقة إلا فقاعة أزالتها نفخة من فم الحقيقة الذي لا يكذب وليت الأمر وقف عند حبوط العمل بل صار الرياء سبباً من أسباب العقوبة من تصغير وتحقير وكنا نسمع قوله- صلى الله عليه وسلم(من سمع الناس بعملهسمع اللهبه سامعخلقه وصغّره وحقره))ولكن تسمع الأذن ولا يعي القلب،ماذا أفادتنا نشوة الرياء الكاذبة عند سكون القبر القاتل،ماذا نفعنا ثناؤهم عند سؤال منكر ونكير،لماذا كنت أفرح بنظرة الناس إليّ وهؤلاء الناس هم الذين وضعوني في حفرة القبر ثم ولّوا مدبرين لا يتبرعون لي بحسنة واحدة،آه من خفة عقول المرائين وهم لا يتعظون بقوله –صلى الله عليه وسلم( يقول الله- عز وجل- إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عنهم جزاء))ولا يرعون لقوله –صلى الله عليه وسلم(من أحسن الناس حين يراه الناس وأساءها حين يخلوا فتلك استهانه استهان بها ربه تبارك وتعالى)).

الوقفة الثامنة:هذه أموالي تقسم

وهذا صاحب ثروة طائلة عاش حياته غافلاً عن أجله لاهياً عن حفرة القبر الموحشة،كان أصدقاء المصلحة في حياته لا يفارقونه،فامتلأت حياته ضجيجاً وأضواءً وانشغالاً،كان من أطيب الناس ريحاً وأحسنهم ثياباً وأكملهم رونقاً وأوبهه،فلو خرج من قبره بكفنه المهترئ ورائحته الكريهة فماذا عساه أن يقول أو يفعل لعله هل كانت هذه الدنيا وتلك الأقوال تستحق ما كنا نبذله من أجلها فمن أجل الأموال عاديت أقاربي وقسوت على أصدقائي وأهملت أولادي وقصرت في حق زوجتي بل قصرت في حق نفسي،لقد أفديت عمري وزهرة شبابي في جمع هذا المال ثم حين حصل لي صرت أكافح من أجل أن أبقى غنياً متفرداً فلا أريد أن يسبقني في كثرة المال أحد وكان ذلك كله على حساب صحتي واستقرار نفسي وحقوق زوجتي وولدي ضللت ألهث وألهث بحثاً عن السعادة حين والمباهاة حين آخر لم أكن أتوقع أن يداهمني الأجل بهذه السرعة فتنقطع آمالي وتتحطم تطلعاتي،لقد كنت أرى الناس يموتون ولكن كنت أظن أن الموت الذي داهم الآخرين،كان لأسباب خاصة لا تنطبق عليّ هكذا كنت أفكر بسذاجة وغفلة ليتني أنفقت من هذا المال ليكون مزرعة تنتج الأجر والمثوبة إلى الأبد لقد كنت أسمع القرآن فلم أعي ما كان فيه من عضات وعبر لقد أعمى قلبي حب الدرهم والدينار،كان مما أسمع قول الله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }..نعم لقد كنت أستمع إلى هذه المواعظ العظيمة ولكن ندائها{كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ }ولعله أن يمر ببيت أحد أبناءه ليجد أن زوجته قد تزوجت وأن ورثته قد اجتمعوا ليقتسموا تركته هذه غرفة الضيوف مضاءة فيها ورثتي وقد علت أصواتهم يتجادلون في قسمة أموال هذا الابن الأكبر له كذا من الملايين وهذه البنت لها النصف من ذلك وهذه الزوجة لها نصيبها،فماذا عساه أن يقول لعله أن يقول:لقد قسمت أموالي التي كنت أبخل بها على نفسي وولدي قسمت على أولادي وأزواج بناتي وزوج امرأتي،لقد كنت في الدنيا في عناية عظيمة حين كنت أسمع قول النبي-صلى الله عليه وسلم(أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله))قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه قال((فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر))كل ما تركته فليس بمالي صدق الصادق المصدوق-صلى الله عليه وسلم-لقد كنت أنا أخشى على أولادي العيلة وهذا من قلة التوكل وضعف اليقين ولقد كنت أنا أولى بهذا المال منهم لقد كدت أصيح فيهم فأقول إن في هذا المال زكاة مهملة فأخرجوها وفي هذا المال ربا فتخلصوا منه،وفي هذا المال حقوق لبعض الخلق منعني البخل من أدائها فأدوا الحقوق أهلها ولكنني لا أستطيع النطق لقد انقضى زمن العمل وجاء زمن الحساب والعقاب،آه من الغفلة وطول الأمل لقد كنت أعيش على أمل يطول عمري بحياة مرفهة سعيدة{ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }.

الوقفة التاسعة:معالم النجاة

المعلم الأول:لا تُعجب بحالك الراهنة فإن الأعمال بالخواتيم قال-صلى الله عليه وسلم(إن العبد ليعمل بعمل أهل النار وإنه من أهل الجنة،ويعمل الرجل بعمل أهل الجنة وإنه من أهل النار وإنما الأعمال بالخواتيم))

المعلم الثاني:زيارة القبور خير طريق لتذكر الموت وما بعده فقد صحّ عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال(كنتنهيتكمعنزيارةالقبورألافزوروهافإنهاتذكركم الآخرة))،جاء في تبصرة القرطبي-رحمه الله-قوله:كم من ظالم تعدى وجار فما راع الأهل ولا الجار بينما هو قد عقد الإصرار حلّ به الموت فحلّ من حُلته الإزار فاعتبروا يا أولي الأبصار،ما صحبه سوى الكفن إلى بيت البلى والعفن فلو رأيته وقد حلّت به الفتن وشين ذلك الوجه الحسن فلا تسأل كيف صار فاعتبروا يا أولي الأبصار،سال في اللحد صديده وبلى في القبر جديده وهجره نسيبه ووديده وتفرق شحمه وعبيده وتخلى عن الأنصار فاعتبروا يا أولي الأبصار،أين مجالسه العالية أين عيشته الصافية أين لذته الخالية كم تسفي على قبره السافية ذهبت العين وأُخفيت الآثار فاعتبروا يا أولي الأبصار،تقطعت به جميع الأسباب وهجره القرناء والأتراب وربما فُتحله في اللحد باب النار فاعتبروا يا أولي الأبصار،خلى والله بما صنع واحتوشه الندم وما نفع وتمنى الخلاص وهيهات قد وقع وخلاّه الخليل المصافي وانقطع واشتغل الأهل بما كان جمع وتملّك أعداءه المال والدار فاعتبروا يا أولي الأبصار،نادم بلا شك ولا خفي باكٍ على مازلّ وهفا،يود أن صافي اللذات ما صفى وعلم أنه كان يبني من جرفٍ هارٍ على شفى فاعتبروا يا أولي الأبصار.

المعلم الثالث:إذا رأيت ميتاً فتصور أنك أنت الطريح بين يدي الإمام أو على النعش أو من يُنزل في حفرة القبر فنحريٌ بنا حينئذٍ أن نراجع أنفسنا.

المعلم الرابع:لا تـصـاحـب أهـل الـلهو والبطـالـة.

المعلم الخامس:تذكر أنه مع حلاوة المتعة فـإنه يعقبها مرارة الندم.

المعلم السادس:لعلك قد كتبت الآن في الأموات بعد مدة يسيرة وأنت تسرح وتمرح بلا تـوبة ولا مراجعة.

المعلم السابع:كلمتعةتعتبرهباءًعندحلولالموتفلماذانعصيالله-عز وجل-منأجلهذهالمتعة{أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ }

عش ما بدا لك سالماً *** في ظل شاهقة القصور

يُسعى إليك بما تحب *** لدى الرواح وفي البكور

فإذا النفوس تغرغرت *** بزفرحشرجة الصدور

فهناك تعلم موقناً *** ما كنت إلا في غرور

المعلم الثامن:السعيد من وُعظ بغيره،قال زين الدين المعبّري-رحمه الله-اعلم أن مما يعينك على ذكر الموت أن تذكر من مضى من أقاربك وإخوانك وأصحابك وأترابك الذين مضوا قبلك كانوا يحرصون حرصك ويسعون سعيك ويعملون في الدنيا عملك فقصفت المنون أعناقهم وقلعت أعراقهم وقصمت أصلابهم وفجعت فيهم أحبابهم فأُفردوا في قبور موحشة وصاروا جيفاً مدهشة والأحداقسالتوالألوانحالت والفصاحة زالت والرؤوس تغيرت ومالت مع فتان يُقعدهم يسألهم عما كانوا يعتقدون ثم يكشف لهم من الجنة والنار مقعدهم إلى يوم يبعثون فيرون أرضاً مبدلة وسماء مشققة وشمساً مكورة ونجوماً منكرة وملائكته منزله وأهوالاً مذعره وصحفٌ منشرة وناراً زفرة وجنة مزخرفة فعُدّ نفسك منهم ولا تغفل عن زاد معادك ولا تهمل نفسك سدىً كالبهائم ترتع ولا تدري{ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }

المعلم التاسعلأيام خزائن وما مضى فإنه لا يعود{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }

المعلم العاشر:لا ذكرى بغير إنابة ولا انتفاع بغير استجابة{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }{اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ }لا يمكن للإنسان أن يهتدي ولا أن يقبل هدى الله –عز وجل-إلا إذا تهيأ قلبه للاستجابة لهذا الهدى،قال الله-عز وجل-{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمْ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }

اللهم أيقضنا من الغفلات وأورثنا الجنات واجعل قبورنا بعد فراق الدنيا خير منازلنا ووسع فيها حنين ملاحدنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين….

الشيخ/سليمان الماجد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

مجالس الذكر .. !! -الكتاب و السنة

مجالس الذكر .. !!

إن خير المجالس وأزكاها، وأطهرها وأشرفها، وأعلاها قدراً عند الله، وأجلّها مكانة عنده: مجالس الذكر, فهي حياة القلوب، ونماء الإيمان، وزكاء النفس، وسبيل السعادة ، والفلاح في الدنيا الآخرة.
ولهذا ورد في فضلها والحث على لزومها والترغيب في المحافظة عليها نصوص كثيرة في لكتاب والسنة, مما يدل على شريف قدر تلك المجالس، ورفيع شأنها وعلو مكانتها وأنها خير المجالس.

إن مجالس الذكر هي رياض الجنة في الدنيا . فعن أنس بن مالك رضي الله عنه, « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال حلق لذكر ».

فمن شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا, فليستوطن مجالس الذكر فإنها رياض الجنة.

ومجالس الذكر هي مجالس الملائكة, فإنه ليس من مجالس الدنيا مجلس إلا مجلس يذكر فيه الله تعالى, كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: « قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله ملائكة فضلاً, يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر, فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا: هلمّوا إلى حاجتكم, قال: فيحفّونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا, قال: فيسألهم ربهم تعالى وهو أعلم بهم: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يسبّحونك ويكبّرونك ويحمدونك ويمجدّونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا والله مارأوك, قال فيقول: كيف لو رأوني: قال: فيقولون: لو رأوك كانوا أشدّ لك عبادة, وأشد لك تحميداً وتمجيداً, وأكثر لك تسبيحاً, قال: فيقول: مايسألوني؟ قال: يسألونك الجنة, قال: فيقول: هل رأوها, قال: فيقولون: لا والله يارب ما رأوها, قال: فيقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليهم حرصاً, وأشد لها طلباً, وأعظم فيها رغبة, قال: فيقول: فمم يتعوذون؟ قال: من النار, قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً, وأشد لها مخافة, قال: يقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: فيقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم, إنما جاء لحاجة, قال: هم الجلساء لايشقى بهم جليسهم ». رواه البخاري.

فمجالس الذكر هي مجالس الملائكة بخلاف مجالس الغفلة واللهو والباطل فإنها مجالس
الشيطان, والله تعالى يقول: { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [الزخرف:36], إن مجالس الذكر تؤمن العبد من الحسرة والندامة يوم القيامة بخلاف مجالس اللهو والغفلة فإنه تكون على صاحبها حسرة وندامة يوم القيامة, فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من قعد مقعداً لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة، ومن اضطجع مضجعاً لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة », أي نقص وتبعة وحسرة.

ومن شرف مجالس الذكر وعلُوّ مكانتها عند الله، أن الله عزوجل يباهي بالذاكرين الملائكة, كما ثبت عن أبي سعد الخدري رضي الله عنه قال: « خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُاللَّهَ، قَالَ: آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلا ذَاكَ؟ قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَاكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلَامِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَاكَ؟ قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَاكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلائِكَةَ » رواه مسلم.

ومجالس الذكر سبب عظيم من أسباب حفظ اللسان وصونه عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش
والسخرية والباطل, فإن العبد لابد له من أن يتكلم، وما خلق اللسان إلا للكلام، فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر أوامره بالخير والفائدة, تكلم ولابد بهذه المحرمات أو ببعضها, فمن عوّد لسانه على ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو, ومن يَبُس لسانه عن ذكر الله نطق بكل باطل ولغو وفحش.

ومما ينبغي للمسلم أن يتفطن له في هذا المقام أن ذكر الله تعالى لايختص بالمجالس التي يذكر فيها اسم الله بالتسبيح والتكبير ونحوه، بل تشمل ماذكر فيه أمر الله ونهيه وحلاله وحرامه ومايحبه ويرضاه, بل إنه ربما كان هذا الذكرأنفع من ذلك لأن معرفة الحلال والحرام واجبة في الجملة على كل مسلم بحسب ما يتعلق به من ذلك, وأما ذكر الله باللسان فأكثره يكون تطوعاً، وقد يكون واجباً كالذكر في الصلوات المكتوبة,وأمامعرفة ما أمر الله به وما يحبه ويرضاه ومايكرهه فيجب على كل من احتاج إلى شيء من ذلك أن يتعلمه. (الفوائد المنثورة إعداد عبدالرزاق البدر).

من فوائد الذكر:

1- أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
2- أنه يرضي الرحمن عزوجل.
3- أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
4- أنه يجلب للقلب الفرح والسرور.
5- أنه يقوي القلب والبدن.
6- أنه ينور الوجه والقلب.
7- أنه يجلب الرزق.
8- أنه يحط الخطايا.
9- أنه سبب نزول السكينة.
10- أنه غراس الجنة. (الوابل الصيب لابن القيم).

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا من الذاكرين له, وأن ينفعنا بما كتبنا,
وأن يوفقنا في الدنيا والآخرة, إنه جواد كريم و وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى
آله وصحبه وسلم.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

الكلمة الطيبة -الكتاب و السنة

الكلمة الطيبة

ربما تكون أثمن الهدايا : الابتسامة .. والكلمة الطيبة . عندما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التهادي بين الناس،حرص على إظهار أن الهدية تذهب البغضاء، وتأتي بالحب، فقال : " تصافحوا يذهب الغل،وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء " . إن الإنسان بطبيعته يشعر بالسعادة عندما يسمعثناء يخصه، أو مدحاً يليق به، أو يشعر بتقدير الآخرين نحوه، فترتفع معنوياته،وتزداد أواصـر المحبة بينه وبين الآخرين . إن الهدية هي إحدى أهم وسائل إذكاء روحالمدح والثناء والتقدير بين الأشخاص لما لها من قدرة على التعبير عما تحمله ذاتالمهدي إلى المهدى إليه، إنها جنب إلى جنب مع الابتسامة والكلمة الطيبة تكمل الصورةالتي تزدان بها العلاقات الإنسانية، وتنمو معها أواصر المحبة والعزة . ووفقاً لمايقول علماء النفس : إن الهدية تعتبرمن أنواع العلاج النفسي للذات ، فهي صورةتعبيرية عن تقد ير أو إعجاب أو إعزاز، هدفها إسعاد شخص ما . وإذا كان هذا يحدث منأقرب الناس إلى الذات كالزوج إلى زوجته أو العكس، أو الابن أو الابنة للوادين أوالعكس ، او من الزميل أو الصديق ، فهذا يعطي الهدية قيمة نفسية كبيرة لدى الشخصالمهداة إليه . حيث إن قيمة الهدية ليس بثمنها المادي ، إنما هي في قد رتها علىالتعبير عن المشاعر الإنسانية، ذلك أن الإنسان يحتاج دائماً إلى الدعم النفسيالمستمر، وذلك من المحيطين والأقارب في صور مختلفة من الإهداء . فمثلاُ زيارةالمريض فوق أنها واجب، ما هي إلا إهداء .. وخطاب المعايدة هو إهداء .. وكذلكالرسائل الهاتفية إهداء .. والهدايا تختلف أنواعها . إن الإهداء الطيب يزيد الوصال،ويكسب المهدى إليه متعة نفسية، كما يسعد المهدي لإحساسه بأنه قادر على العطاء . إنالإهداء يعتبر حلاً لكثيرمن المشاكل الأسرية وغير الأسرية، حيث يزيد من الترابطوالتلاحم والتقارب بين المهدي والمهدى إليه . لذا ينبغي علينا جميعاً، كباراًوصغاراً ، أن نعوِّد أنفسنا على إرساء قواعد المجاملة بيننا وبين الناس ، فنقدم لهمالهدايا الرمزية في المناسبات المختلفة، ونرفق هذه الهدايا بهديتين أخريين : (الابتسامة .. والكلمة الطيبة) ، وكلاهما لا تقدر بثمن .
نقلا عن المجلةالإسلامية

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

دعاء يخاف منه الشيطان -الكتاب و السنة

السلام عليكم
وصلني هذا في بريدي حديثا و احببت نشره لكم لعل فيه فائدة صحيحة.

ورد فى الاثر عن الامام محمد بن واسع انه كان يدعوا الله كل يوم بدعاء خاص
فجائه شيطان وقال له يا امام أعاهدك انى لن أوسوس لك ابدا ولم آتيك ولن
أمرك بمعصيه ولكن! بشرط ان لاتدعوا الله بهذا الدعاء ولا تعلمه لاحد فقال
له الامام كلا — ساعلمه لكل من قابلت وافعل ما شئت

والدعاء هو
اللهم انك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا – يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم – اللهم آيسه منا كما آيستـه من رحمتك وقنطه منا كما قنطـته من عـفوك – وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه
وبين رحمتك وجنتك

ان شاء الله فيه فائدة للجميع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

………. بادر قبل أن تغادر ……… -الكتاب و السنة

الإعتذار الأخير

هل تعلم أن : رؤيا الأنبياء حق ؟ وأن الشيطان لا يتمثل بصورة النبي صلى الله عليه وسلم ؟

حسناً .. وما ذا لو : زارك النبي صلى الله عليه وسلم في منامك .. وأخبرك بأنك ستغادر هذه الحياة بعد خمس ساعات من الآن !!!!

وفجأة .. تقوم من نومك مفزوعاً .. فالرؤيا لا تحتمل أن تكون مجرد رؤيا .. ما الذي ستفعله أولاً ..

هل : تبدأ بتكسير أشرطة الأغاني التي تملأ غرفتك ؟

هل : تذهب إلى غرفة والدتك لتعتذر لها عن سوء معاملتك لها ؟

هل : تقوم بالاتصال بالأشخاص الذي طالما أغتبتهم وسخرت منهم ؟

هل : ستشرع في ترديد عبارات التوبة والأستغفار التي لم تستخدمها من فترة طويلة .. لتعرب عن أسفك في إضاعة الصلوات ؟

هل : تتصل بأقاربك الذي لم تزرهم منذ فترة طويلة .. وتعتذر عن تقصيرك في صلة الرحم .. ثم تودعهم لإنك ستموت بعد خمس ساعات من الآن ؟!!!

هل : تقوم بحذف ملفات الأغاني وملفات ما لا يليق بالمسلم من جهازك ؟

هل : ستتصل بصاحبك الذي منعك كبرياؤك من الأعتذار إليه .. لتعتذر ؟

كيف : تودع أهلك .. وتستسمحهم .. هل ستخبرهم بإنك سترحل ؟

كيف : ستتصرف بممتلكاتك وحاجاتك الخاصة .. بل كيف ستنظر إلى أشيائك التي كنت سعيداً بأمتلاكها وأنت ستودعها بعد خمس ساعات ؟

هل : ستمتلك القدرة أصلاً على التفكير في ذلك .. أم إنك ستكتفي بمراقبة سرعة مرور الوقت .. وكيف أن الوقت في كل مرة يصبح أقرب إلى المغادرة ؟

هل : ستغلق باب غرفتك .. وتقوم بالصلاة الأخيرة .. ثم تقرأ القرآن ؟

هل : تذكر آخر مرة قرأت فيها القرآن ؟ انفض الغبار عن المصحف أولاً !!!

لماذا : لا تقرر .. تبدأ في فعل كل ذلك من الآن ؟

هذه : أسئلة بنيناها على أفتراض أنك حصلت على تنبيه قبل خمس ساعات .. هل رأيت الوقت لن يتسع لإصلاح كل شيْ .. فما بالك إذا جاءك ملك الموت .. بدون إشعار مسبق .. ولم يمهلك حتى جزء من الثانية . ما هو موقفك؟

قرر مصيرك الآن .. حدد وجهتك .. وانطلق ..

نطلب منك ثلاثة أشياء لتنال الخير وتفوز :

· أبق هذه الأسئلة في ذهنك .. وأصلح ما ينبغي إصلاحه .

· دلا تنسى الدعاء لصاحب هذه الفكرة بظهر الغيب .

· قم بتمرير هذه الرسالة لتنال أجر كل من يهتدي بسببك .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده