التصنيفات
القسم الاسلامي

في البلاء دروسٌ لا يمكن أن نأخذها من غيره أبداً وهي من حِكَم البلاء- الكتاب و السنة

الدرس الأول: أنَّ البلاء درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل، يطلعك عملياً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف لا حول لك ولا قوة إلا بربك، فتتوكل عليه حق التوكل، وتلجأ إليه حق اللجوء، حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء، والعجب والغرور والغفلة.
وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه.

الدرس الثاني: أن البلاء يكشف لك حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور، وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا،في حياة لا مرض فيها ولا تعب: { وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ}. [ العنكبوت: 64].

أما هذه الدنيا فنكد وجهد وكبد: {لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ}. [البلد: 4].
فهذا شأن الدنيا فبينما هي مُقبلة إذا بها مدبرة، وبينما هي ضاحكة إذا بها عابسة. فما أسرع العبوس من ابتسامتها، و مــا أسرع القطع من وصلها، وما أسرع البلاء من نعمائها.

فهذه طبيعتها، ولكنك تنسى – فيأتي البلاء فيذكرك بحقيقتها؛ لتستعد للآخرة، ويقول لك:

فاعمل لدارٍ غـداً رضـوانُ خازنهـا……….. الجـارُ أحمــدُ والـرحمنُ بانيـهـا
قصورها ذهبٌ والمسك تـربتــها……….. والزعــفران حشيـشٌ نابتٌ فيهـا

الدرس الثالث: أنَّ البلاء يذكرك بفضل نعمة الله عليك بالعافية. فإنَّ هذه المصيبة تشرح لك بأبلغ بيان وأصرح برهان معنى العافية التي كنت تمتعت بها سنين طويلة، ولم تتذوق حلاوتها ولم تقدِّرها حق قدرها. وصدق من قال: "الصحة تاجٌ على رءوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى". ومَن غير المبتلى يعرف أنَّ الدنيا كلمة ليس لها معنىً إلا العافية ؟.

الدرس الرابع: أن البلاء يذكِّرنا، فلا نفرح فرحـاً يطغينا، ولا نأسى أسىً يفنينا. فإن الله عز وجل يقول: { مَا أَصَابَ مِن مصِيبَةٍ في الأرضِ وَلاَ في أَنفُسِكُم إِلا في كِتابٍ من قَبلِ أَن نبرَأَهَا إِن ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (22) لكَيلاَ تَأسَوا عَلَى مَا فَاتَكُم وَلاَ تَفرَحُوا بِمَا آتاكُم وَاللهُ لاَ يُحِب كُل مُختَالٍ فَخُورٍ }. [ الحديد: 22-23 ].

الدرس الخامس: أنَّ البلاء يذكرك بعيوب نفسك لتتوب منها، والله عز وجل يقول: { وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيئَةٍ فَمِن نفسِكَ }. ‏ [النساء: 79]. ويقول سبحانه: {وَمَا أَصابَكُم من مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُوا عَن كَثِيرٍ}. [الشورى: 30].

فالبلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر، فإنَّ الله تعالى يقول: {وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ }. [ السجدة: 21 ]. والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها.

الدرس السادس: أنَّ البلاء درس تربوي عملي يربينا علـى الصبر. وما أحوجنا إلى الصبر في كل شيء. فلن نستطيع الثبات على الحق إلاَّ بالصبر على طاعة الله، ولن نستطيــع البعد عن الباطل إلاَّ بالصبر عن معصية الله، ولن نستطيع السير في مناحي الحياة إلاَّ بالصبر على أقـدار الله المؤلمة. وما أجمل الصبر في ذلك كله، فهو زادنا إلى جنة الخلد والرضوان. قال سبحانه وتعالى: {وَمَا يُلَقاهَا إِلا الذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقاهَا إِلا ذُو حَظ

عَظِيمٍ}.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

حوار مع الشيطان؟ -الكتاب و السنة

حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت للذهاب إلى المسجد
فقال لي :عليك ليل طويل فارقد

قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة

قال :الأوقات طويلة عريضة

قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة

قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة

فما قمت حتى طلعت الشمس فقال لي في همس

لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات

وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار

فقلت: أشغلتني عن الدعاء

قال: دعه إلى المساء

وعزمت على المتاب ، فقال: تمتع بالشباب

قلت: أخشى الموت

قال: عمرك لا يفوت

وجئت لأحفظ المثاني

قال: روّح نفسك بالأغاني

قلت: هي حرام

قال: لبعض العلماء كلام

قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة

قال: كلها ضعيفة

ومرت حسناء فغضضت البصر

قال: ماذا في النظر؟

قلت: فيه خطر

قال: تفكر في الجمال فالتفكر حلال

وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق

فقال: ما سبب هذه السفرة ؟

قلت: لآخذ عمرة

فقال: ركبت الأخطار بسبب هذا الاعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة

قلت: لابد من إصلاح الأحوال

قال: الجنة لاتدخل بالأعمال

فلما ذهبت لألقي نصيحة

قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة

قلت: هذا نفع العباد

فقال: أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد

قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص؟

قال : أجيبك على العام والخاص

قلت : أحمد بن حنبل؟

قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل

قلت : فابن تيمية؟

قال : ضرباته على رأسي باليومية

قلت : فالبخاري؟

قال : أحرق بكتابه داري

قلت : فالحجاج ؟

قال : ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج

قلت : فرعون ؟

قال : له منا كل نصر وعون

قلت : فصلاح الدين بطل حطين؟

قال : دعه فقد مرغنا بالطين

قلت : محمد بن عبدالوهاب؟

قال : أشعل في صدري بدعوته الالتهاب وأحرقني بكل شهاب

قلت : أبوجهل؟

قال : نحن له أخوة وأهل

قلت : فأبو لهب ؟

قال : نحن معه أينما ذهب

قلت : فلينين؟

قال : ربطناه في النار مع استالين

قلت : فالمجلات الخليعة ؟

قال : هي لنا شريعة

قلت : فالدشوش ؟

قال : نجعل الناس بها كالوحوش

قلت : فالمقاهي ؟

قال : نرحب فيها بكل لاهي

قلت : ما هو ذكركم؟

قال : الأغاني

قلت : وعملكم؟

قال : الأماني

قلت : وما رأيكم بالأسواق ؟

قال : علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق

قلت : فحزب البحث الاشتراكي ؟

قال : قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي

قلت : كيف تضلّ الناس ؟

قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات

قلت : كيف تضلّ النساء ؟

قال : بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور

قلت : فكيف تضلّ العلماء؟

قال : بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور

قلت : كيف تضلّ العامة ؟

قال : بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة

قلت : فكيف تضلّ التجار ؟

قال : بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات

قلت : فكيف تضلّ الشباب ؟

قال : بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام

قلت : فما رأيك بدولة اليهود (اسرائيل) ؟

قال : إياك والغيبة فإنها مصيبة واسرائيل دولة حبيبة ومن القلب قريبة

قلت : فأبو نواس؟

قال : على العين والرأس لنا من شعره اقتباس

قلت : فأهل الحداثة؟

قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة

قلت : فالعلمانية؟

قال : إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سماهم فقد سماني

قلت : فما تقول في واشنطن؟

قال : خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن

قلت : فما رأيك في الدعاة ؟

قال : عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت ويقرءون

إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت

قلت : فما تقول في الصحف ؟

قال : نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف

ونأخذ بها الأموال مع الأسف

قلت : فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟

قال : ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم

ونثني بها على المظلوم ومن ظلم

قلت : فما فعلت في الغراب ؟

قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب

قلت : فما فعلت بقارون ؟

قال : قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز

قلت : فماذا قلت لفرعون ؟

قال : قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر

قلت : فماذا قلت لشارب الخمر ؟

قال : قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم
قلت : فماذا يقتلك ؟

قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي

قلت : فما أحب الناس اليك ؟

قال : المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون

قلت : فما أبغض الناس اليك ؟

قال : أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد

قلت : أعوذ بالله منك فاختفى وغاب

كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب

المصدر : كتاب مقامات القرني

والى لقاءات في حب الله

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

الخوف من الذنوب ولو …؟!! -الكتاب و السنة

الخوف من الذنوب ولو بعد التوبة

ينبغي للعاقل أن يكون على خوف من ذنوبه وإن تاب منها وبكى عليها. وإني رأيت أكثر الناس قد سكنوا إلى قبول التوبة ، وكأنهم قد قطعوا على ذلك. وهذا أمر غائب ، ثم لو غُفرت بقي الخجل من فعلها، ويؤيد الخوف بعد التوبة أنه في الصحاح: أن الناس يأتون إلى آدم عليه السلام فيقولون: اشفع لنا فيقول : ذنبي. وإلى نوح عليه السلام فيقول ذنبي ، وإلى إبراهيم وإلى موسى ، وإلى عيسى صلوات الله وسلامه عليهم فهؤلاء إذا اعتبرت ذنوبهم لم يكن أكثرها ذنوبا حقيقة. ثم إن كانت فقد تابوا منها ، واعتذروا ، وهم بعد على خوف منها.

ثم إن الخجل بعد قبول التوبة لا يرتفع ، وما أحسن ما قال الفضيل ابن عياض رحمه الله: واسوأتاه منك وإن عفوت. فأف والله لمختار الذنوب ومؤثر لذة لحظة تبقى حسرة ولا تزول عن قلب المؤمن وإن غفر له. فالحذر الحذر من كل ما يوجب خجلا، وهذا أمر قلّ أن ينظر فيه تائب أو زاهد ، لأنه يرى أن العفو قد غمر الذنب بالتوبة الصادقة

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

الكذب -الكتاب و السنة

إذا كان معنى الكذب هو مخالفة الخبر للواقع،فإن معناه الإذتماعي يعظم بجسامة الأخطار التي ينسب فيها لمن يستهدف الكذاب بكذبه،إن الإنسان يولد على فطرة الصدق ويجب ان يصدقه الناس ويبغض الكذب ويكره أن يكذب عليه الناس إلا أنه ابن بيئته يتأثر بمن يحيطون به في تعلم الكذب من اصحاب الخلق السيئ،فإذا تعود صار طبعا فيه لايتحرج من اللجوء إليه في اي وقت وحين.لذلك حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاقبة الكذب فقال (…إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار،وإن الرجل لا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذبا.) ولا غرابة ان يكون هذا هو مصير الكذاب لأنه يضل الناس عن الحق بطمسه للحقيقة،زيحرف المعاني ويلبس الحق بالباطل،فيتسبب في ررع الشكب واعدام التقة فيصور المعروف منكرا والمنكر معروفا،و ذلك باستبدال أسماء الأعمال فيسمي الاعتداء عدلا،ويسمي العساد حرية وغيرها من معاني التي يضل بها السذج من الناس،الدين لا يذققون في معاني الكلمات و مذى تعبيرها عن واقع الأفعال.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

كيف نستشعر حلاوة الايمان


عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان:من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه إلا للله وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار).
ومن خلال هذا الحديث النبوي الشريف ندرك كيف نستشعر حلاوة الايمان و ذلك من خلال حب الله و رسوله صلى الله عليه وسلم حبا لا يقاربه حب لغيرهما،وانطلاقا من حب الله و رسوله صلى الله عليه وسلم تأتي محبة الناس .
و منه فإننا يجب ان نحرص على تطبيق هذه المعاني من خلال السلوكات التالية:

ذكر الله في أنفسنا كثيرا

دعاءالله في كل وقت وحمده و الشكر له
تجنب كل ما يثير الكراهية التي ينهى ربنا عنها
الصلاة على سيدنا محمد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم و الاقتداء به
افشاء السلام لأنه يعمق المحبة
زيارة ذوي القربى و الأهل و الأصدقاء.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

ميزانك ..يوم الحساب

ساهرت الكوكب ليلة أمس حتى ملني ومللته وضاق كل منا بصاحبه ذرعاً، وقد وقف الهم بيني وبين الكرى أجذبه فيدفعه، وأدنيه فيبعده، حتى أسلس قيادة، وسكن جماحه.
لم تخالط جفني سنة الكرى حتى خيل إلي أني قد انتقلت من العالم الأول إلى العالم الثاني، ورأيت كأني بعثت بعد الموت وكأن أبناء آدم مجتمعون في صعيد واحد يحاسبون على أعمالهم، فألهمت أنه موقف الحشر؛ وأنه يوم الحساب.

وأنشأت أمشي مشية الحائر الذاهل لا أعرف لي مذهباً ولا مضطرباً،
ولا أجد من يأخذ بيدي ويدلني على نفسي في هذا الموقف الذي ينشد فيه كل ذي نفس نفسه، فلا يجد إليها سبيلاً،
فطفقت أتصفح وجوه الواققين، وأقلب النظر في الغادين والرائحين؛ علني أجد صديقاً أستأنس به في وحدتي؛ وأستعين بمرافقته على وحشتي،
فلا أرى إلا خلقاً غريباً، ومنظراً عجيباً، ووجوهاً ما رأيت لها في حياتي شبيهاً ولا ضريباً، ولولا أني أعلم أن الحساب خاص بالإنسان لظننت ان الله يحاسب في هذا الموقف جميع أنواع الحيوان.
هنالك وقد بلغ اليأس والهم مبلغهما من نفسي رأيت على البعد وجهاً يبتسم لي ويدنو مني رويداً رويداً؛ فأرفلت نحوه حتى بلغته فإذا صديقي "فلان" وإذا وجهه يتلألأ تلألؤ الكوكب في علياء السماء؛ فسألته ما فعل الله به؟
فقال حاسبني حساباً يسيراً ثم غفر لي
وها أنذا ذاهب إلى ما أعد الله لعباده الصالحين في جنته من النعيم المقيم.
فعجبت لشأنه وقلت في نفسي: لقد هان أمر الحساب على كل عاص بعد ما هان على هذا الذي كنت أعرفه في أولاه:
لا يتقي مأثماً
ولا يهاب منكراً
ولا يخرج من حان إلا إلى حان
ولا يودع مجمعاً من مجامع الفسق إلا على موعد من اللقاء
فنظر إلي نظرة العاتب اللائم وابتسم ابتسامة علمت منها أن الرجل قد ألم بما ضمرته في نفسي فذكرت أن قد انكشف الغطاء في هذه الدار؛ وإنه قد رفع الحجاب بين الناس:
فلا سر ولا جهر…. ولا بطن ولا ظهر….. ولا فرق بين حركات اللسان وخطرات الجنان نظر إلي تلك النظرة وقال: لا تعجب لأمر في هذه الدار فكل ما فيها عجب، واعلم إن الله حاسبني على كل ما كنت أجترح من الآثام في الدار الأولى، إلا أنه وجد لي في جريدة حسناتي حسنة ذهبت بجميع السيئات:
ذلك أنه كان لي جار من ذوي النعمة والثراء
والصلاح والخير
والمروءة والبر
نكبه دهره نكبة ذهبت بماله
فأهمني أمره وأزعجني أن أراه في مستقبل أيامه بائساً معدوماً، يريق ماء وجهه على أعتاب الذين كان يسدي إليهم نعمته
فاحتلت على أن أدخل في بيته خادمةً كانت في بيتي وجعلت لها جعلاً على أن تدس في كيس دراهمه كل ليلة خمسة دنانير من حيث لا يشعر بمأتاها
ولا يقف على سرها
ومازال هذا شأني وشأنه، لا يعلم من أين يأتيه رزقه
ولا يشعر أحد من الناس باستحالة حاله، وذهاب ماله
حتى فرق الموت بيني وبينه، فما نفعني عمل من أعمالي ما نفعني هذا العمل
وما كان الاحسان وحده سبب سعادتي
بل كان سببها أنه أصاب الموضع وخلص من شائبة الرياء فهنأته بنعمة الله عليه وشكوت إليه وحشتي من الوحدة وخوفي من المحاسبة.
فقال: أما الوحشة فلن أفارقك حتى يأتي دورك
أما الخوف فلا حيلة لي ولا لأحد من الناس في نقض ما ابرم الله في شأنك
فقلت: أنت من السعداء؛ فهل تستطيع أن تشفع لي أو تطلب لي شفاعة من ولي من الأولياء أو نبي من الأنبياء؟
قال: لا تطلب المحال، ولا تصدق كل ما يقال، فقد كنا مخدوعين في الدار الأولى بتلك الآمال الكاذبة التي كان يبيعها لنا تجار الدين بثمن غال ولا يتقون الله في غشنا وخداعنا؛ وما الشفاعة إلا مظهر من مظاهر الاكرام والتبجيل يختص به الله بعض المقربين
فلا يشفع عنده أحد إلا بإذنه
ولا يأذن بالشفعاعة لأحد إلا إذا كان بين أعمال المشفوع له أو في أعمال سريرته ما يقتضي إيثاره بالمغفرة على غيره من العصاة والمذنبين
والله سبحانه وتعالى أجل من العبث وارفع من المحاباة.
وما وصل من حديثه إلى هذا الحد حتى رأينا كوكبة من ملائكة العذاب تحيط برجل يساق إلى النار، ورأينا في يد كل واحد منهم مقرعة من الحديد يقرع بها رأسه، وهو يصرخ ويقول: "أهلكتني يا أبا حنيفة" فسألت صاحبي: ما ذنب الرجل؟
فقال: إنه كان في حياته يتخذ في أعماله ما يسمونه "الحيل الشرعية" فكان يهب مالاً لأحد أولاده على نية استرداده قبل أن يحول عليه الحول، ليتخلص من فريضة الزكاة
ويطلق زوجته ثلاثاً، ثم يأتي بمحلل يحللها له فيعود إلى معاشرتها
وكان يرابى باسم الرهن، فإذا جاءه من يريد أن يقترض منه مالا أبى أن يقرضه إلا إذا وضع في يده رهناً، فإذا وضع يده على ضيعته ألزمه أن يستأجرها منه بمال كثير يراعي فيه النسبة التي يراعيها المرابون بين الربح واصل المال
وكان إذا حلف لا يدخل بيتاً دخله من نافذته، أو لا يأكل رغيبفاً أكله إلا لقمة منه، فذنبه أنه كان يعمد إلى الأحكام الشرعية فينتزع منها حكمها وأسرارها، ثم يرفعها إلى الله قشوراً جوفاء ليخدعه بها ويغشه فيها كما يفعل مع الأطفال والبله، مستنداً على تقليد أبي حنيفة أو غيره من كبار الأئمة
وأبو حنيفة أرفع قدراً وأهدى بصيرة، من أن يتخذ هزواً وسخرية، وأن يكون ممن يهدمون الدين باسم الدين.
وما انقطع عنا صوت هذا الشقي، حتى رأينا شقياً آخر ذا لحية طويلة كثة، قد أحاط به ملكان وشدا عنقه بسبحة طويلة ذات حبات كبيرة، وقد أخذ كل منهما بطرف منها، وهو يهمهم بكلمات مبهمة فيقرعه أحدهما على رأسه ويقول له: "أمكر وأنت في الحديد؟"
فدنوت منه وانعمت النظر في وجهه فعرفته، فتراجعت ذعراً وخوفاً وصحت: أيكون هذا من أشقياء الآخرة، وقد كان بالأمس من أقطاب الأولى!
فقال لي صاحبي: إن هذا الذي كنت تحسبه في أولاه من الاقطاب كان أكبر تاجر من تجار الدين، وما هذه اللحية والسبحة والهمهمة إلا حبائل كان ينصبها لاصطياد عقول الناس وأموالهم، ولكن الناس لا يعلمون.
ومازال المنصرفون من موقف القضاء يمرون بنا: هذا إلى جنته، وذاك إلى ناره، وأنا أسأل عن شأن كل منهم وحداً واحداً فأرى سعيداً من كنت أحسبه شقياً، وشقياً من كنت احسبه سعيداً، فسجلت ان الله سبحانه وتعالى يحاسب الناس على قلوبهم، لا على جوارحهم، ويسألهم عن نياتهم، لا عن أفعالهم
وأن لا سعادة إلا الصدق
ولا شقاء إلا الكذب
وعلمت أن الله لا يغفر من السيئات إلا ما كان هفوة من الهفوات، يلم بها صاحبها إلماماً، ثم يندم عليها
ورأيت أن أكبر ما يعاقب عليه جناية المرء على أخيه بسفك دمه او هتك عرضه أو سلب ماله
وأن أضعف الوسائل إلى الله ذلك الركوع والسجود، والقيام والقعود، فلو أن امرأ قضى حياته بين ليل قائم، ونهار صائم، ظلم طفلاً صغيراً في لقمة يختطفها من يده لاستحالت حسناته إلى سيئات، وما أغنى عنه نسكه من الله شيئاً.
وبينما انا أحدث نفسي بهذا الحديث
واقلب النظر في وجوه تلك المواعظ والعبر، إذ قال لي صاحبي: أتعرف هذين؟
وأشار إلى رجلين واقفين ناحية يتناجيان: أحدهما شيخ جليل أبيض اللحية، وثانيهما كهل نحيف قد اختلط مبيضه بمسوده؛ فما هي إلا النظرة الأولى حتى عرفت الرجلين العظيمين رجل الإسلام "محمد عبده" ورجل المرأة "قاسم أمين" فقلت لصاحبي: هل لك في أن ندنو ونسترق نجواهما من حيث لا يشعران؟
ففعلنا…… فسمعنا الأول يقول للثاني: ليتك يا قاسم أخذت برأيي واحللت نصحي لك محلا من نفسك فقد كنت أنهاك أن تفاجئ المرأة المصرية برأيك في الحجاب قبل أن تأخذ له عدته من الأدب والدين فجنى كتابك عليها ما جناه من هتك حرمتها وفسادها وتبذلها واراقة تلك البقية الصالحة التي كانت في وجهها من ماء الحياء
فقال له صاحبه إني أشرت عليها أن تتعلم قبل أن تسفر
وان لا ترفع برقعها قبل أن تنسج لها برقعاً من الأدب والحياء.
قال له: ولكن فاتك ما كنت تنبأت به من أنها جاهلة لا تفهم هذه التفاصيل، وضعيفة لا تعبأ بهذا الاستثناء، فكنت كمن أعطى الجاهل سيفاً ليقتل به غيره فقتل نفسه.
فقال: أتأذن لي يا مولاي أن أقول لك: انك قد وقعت في مثل ما وقعت فيه من الخطأ، وانك نصحتني بما لم تنتصح به، انا أردت أن أنصح المرأة فأفسدتها كما تقول. وأنت أردت أن تحبي الإسلام فقتلته؛ إنك فاجأت جهلة المسلمين بما لا يفهمون من الآراء الدينية الصحيحة والقاصد العالية الشريفة فأرادوا غير ما اردت؛ وفهموا غير ما فهمت.
فأصبحوا ملحدين، بعد أن كانوا منحرفين، وأنت تعلم أن ديناً خرافياً خير من لا دين. أولت لهم بعض آيات الكتاب فاتخذوا التأويل قاعدة حتى أولوا الملك والشيطان والجنة والنار! وبينت لهم حكم العبادات وأسرارها وسفهت لهم رأيهم في الأخذ بقشورها دون لبابها، فتركوها جملة واحدة
وقلت لهم: إن الولي إله باطل، والله إله حق، فأنكروا الألوهية حقها وباطلها؛ فتهلل وجه الشيخ وقال له: مازلت يا قاسم في أخراك، مثلك في دنياك، لا تضطرب في حجة، ولا تنام عن ثأر، لا تحمل هماً، ولا تخش شراً، وثق أن الله سيحاسبنا على نياتنا وسرائرنا، ويعفو عن هفواتنا وسقطاتنا،
إنا ما أردنا إلا الخير لأمتنا، وما أردنا لها إلا ما تحتمله عقولها، فإن كذبت فراستنا أو أخطأ تقديرنا فذلك لأن المستقبل بيد الله.
وما وصلا من حديثهما إلى هذا الحد حتى تركا مكانهما، وذهبا لشأنهما.
فقلت لصاحبي: هل لك أن تريني الميزان والصراط والجنة والنار، فإني مازلت في شوق إلى رؤية تلك الأشياء ورؤية مواقعها منذ رأيتها في "خريطة الآخرة" التي رسمها الشعراني في بعض كتبه
قال: أما الميزان فتقدير الأعمال والموازنة بين الحسنات والسيئات، وأما الصراط فهو سبيل الإنسان إلى سعادته أو شقائه، وأما الجنة والنار فلا علم لي حتى الساعة بهما.
وبينا أنا كذلك إذ سمعت صوتاً صارخاً ما قرع سمعي في حياتي مثله يناديني باسمي، فعلمت أن قد جاء دوري، فأدركني من الهول والرعب ما أيقظني من نومي، فاستيقظت فلم أر حساباً ولا عقاباً ولا موقفاً ولا محشراً، فعلمت أنها خيالات وأوهام، أو اضغاث أحلام، وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين.


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

مـــعــــــــجــــزات الـــــــقـــــــــــــــرآن

المصباح
قام العالم أديسون مخترع المصباح الكهربائي، بأكثر من ألف تجربة قبل
أن ينجح في اكتشافه، الذي لم يتكلل بالنجاح إلا بعد أن هداه الله
إلى وضع زجاجة حول المصباح، لتغطي السلك المتوهج، وتزيد من شدة
الإضاءة، ويصبح المصباح قابلاً للإستخدام من قبل الناس، ولو كان هذا
العالم يعلم ما في القرآن الكريم من آيات معجزات، لعلم أن مصباحه
بحاجة إلى أن يغطى بزجاجة، كي ينجح ويضيئ لمدة طويلة كما يجب، وذلك
مصداقاً لقوله تعالى
"الله نور السماوات والأرض
مثل نوره كمشكاة
فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري"
صدق الله
العظيم.

العرجون القديم
بذلت وكالة الفضاء الأمريكية كثيراً من الجهد، وأنفقت كثيراً من
المال لمعرفة إن كان هنالك أي نوع من الحياة على سطح القمر، لتقرر
بعد سنوات من البحث المضني والرحلات الفضائية،
أنه لا يوجد أي نوع من الحياة على سطح القمر، ولا ماء، ولو درس
هؤلاء العلماء الأمريكان كتاب الله، قبل ذلك، لكان قد وفّر عليهم ما
بذلوه، لأن الله تبارك وتعالى قال في كتابه العزيز

والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم"
والعرجون
القديم هو جذع الشجرة اليابس، الخالي من الماء والحياة

في ظلمات ثلاث
قام فريق الأبحاث الذي كان يجري تجاربه على إنتاج ما يسمى بأطفال
الأنابيب، بعدة تجارب فاشلة في البداية، واستمر فشلهم لفترة طويلة،
قبل أن يهتدي أحدهم ويطلب منهم إجراء التجارب في جو مظلم ظلمة تامة،
ولما اخذوا برأيه واجروا تجاربهم في جو مظلم تماماً، فقد تكللت
تجاربهم بالنجاح. ولو كانوا يعلمون شيئاً من القرآن الكريم لاهتدوا
إلى قوله تعالى، ووفّروا على أنفسهم التجارب الكثيرة الفاشلة، لأن
الله تعالى

يقول
"يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث

ذلكم الله ربكم له الملك لاإله إلا هو فأنى تصرفون"

والظلمات الثلاث التي تحدث عنها القرآن هي:
ظلمة الأغشية التي تحيط بالجنين وهي
غشاء الأمنيون، والغشاء المشيمي،
والغشاء الساقط،

ظلمة الرحم الذي تستقر به تلك الأغشية، وظلمة البطن الذي يستقر فيه
الرحم.

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا
أن هدانا الله

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

عندما نسمع القرأن نطفش , و عندما نسمع الأغاني نفرفش ……. ؟ الكتاب و السنة

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا سؤال مُحيّر, وظاهرة تحتاج إلى تدبر؛ لكي نقف على الأسباب الداعية لذلك, فهي حقيقة ما ينبغي أن نخفيها أو نرددها؛ فواقع الناس طافح بذلك الأمر – أليس كذلك؟!والناس في أحوالهم العادية قد اعتادوا على الاستماع للقرآن مع بداية يومهم, فهذا صاحب المحل, وهذا صاحب المقهى, وهذه عيادة الدكتور, بل نجد أنَّ التلفاز إذا ابتدأ البرامج لا يبدؤها إلا بالقرآن, ولا ينهيها إلا بالقرآن, حتى سائق السيارة سواء الخاصة أو العامة إن كان لديه الكاسيت في سيارته إن بدأ يبدأ بالقرآن ثم يحول المؤشر بعد ذلك إلى الغناء .

أيها المسلم الحبيب
هل فكرت, هل سألت ما سبب تحول الناس عن القرآن إلى الغناء؟، أهو المرض في حواسهم؟, أهو لعدم استطابة الإنسان للطيب, كحال المريض عندما يتذوق العسل يراه مراً؛ لفساد الحواس لديه بسبب مرضه؟
هل فكرت ما نفعله عند نزول الكارثة أو النازلة, أو إذا حلَّ الموت بأحد أقاربنا, فما هو تصرف الناس عند ذلك ؟

ألا تراهم يهرعون لقراءة القرآن، ويسألون بلهفة وشفقة: هل قراءة القرآن على الميت تنفعه؟، وهل يصل ثوابها إليه ؟

وما وجدناهم يسألون عن الغناء, بأن الميت كان محباً لأغنية كذا، وأنه كان كثيراً ما يُرددها عن ظهر قلب, أو أنه كان محباً لهذا المطرب, أو هذا الممثل, أو لتلك المغنية, ما سمعناهم يقولون ذلك!!

لحظة تأمل وتفكّر ورويّة, ونقول

ما السبب يهرعون في تلك اللحظات للقرآن, ولا يفكرون تماماً في الغناء؟!
فلمن يهرعون عند النازلة….. إلى الله وحده, أليس كذلك ؟

وهذا حال وصفه لنا ربنا تبارك وتعالى

{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } [يونس: 22].ولكن الإنسان يوصف بالبغي والطغيان, فإذا نجّاهم الله تعالى, هل تراهم يوفون بما عاهدوا الله عليه ؟!

لا والله, ولكنهم عادوا إلى سيرتهم الأولى

{ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } [يونس: 23].
انظر إلى حال الإنسان إذا أُصيب بمكروه!!
{ وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمً } [يونس: 12].
لا يفتر بالليل والنهار عن دعاء ربه, ويأخذ على نفسه المواثيق الغليظة والعهود أنه لو كُتب له النجاة من هذا الكرب, وكُشفت عنه الغمَّة ليكونن من حاله كذا وكذا!
ولكن أتراه يصدق؟!
{ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [يونس: 12].

عجيب أمر هذا الإنسان!!

{ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ } [يونس: 21].
{ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى } [العلق: 6، 7].
فنقول لك:
احذر أيها الإنسان ولا تغتر بحلم الله عليك.
{ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى } [العلق: 8].
ونقول لك أيها الإنسان:
{ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمَ } [يونس: 23] .

فنقول لهؤلاء

هل فكَّرت, وهل سألت نفسك: أنت تحولت من حال إلى حال, كيف كان الابتداء, ثم كيف كان الانتهاء؟
هل عندما تدير هذا المؤشر, أنت تحولت من طيب إلى خبيث أم من خبيث إلى طيب؟
قد نقول كما يقولون: ساعة وساعة.
قلنا لك صدقت فيما قلت : ساعة لربك، وساعة لقلبك!
ولكن هل تظن أنَّ الساعة التي تكون لقلبك يكون مسموحاً لك فيها أن تخرج عن أن تكون عبداً لله تعالى ؟
أأنت أجير عند الله, وانتهت ساعات الإجارة, فلك أن تتصرف في وقتك بعد ذلك كما ترى دون تدخّل من الله ؟
أم أنَّ الساعة التي لقلبك هي لمعاشك بما لا تخرج فيه عن إطار العبودية ؟

أيها المسلم الحبيب

أتظن أنَّ هناك بعض الفترات الزمنية التي يسمح لك فيها أن لا تكون فيها عبداً لله تعالى, فلا تُؤمر فيها ولا تُنهى, ولكن لك مُطلق الحرية أن تتصرف في هذا الوقت وتلك الفترة الزمنية بما تريد وبما تشتهي, والله تعالى ليس له سلطان علينا في هذه الفترات؟
أهذا ظنك بربك؟!

أيها المسلم الحبيب

أي الشخصين أنت عندما تستمع للقرآن ؟
فإما أن تكون من عباد الله الصالحين.

أو كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء؟!

فما هو حال عباد الله الصالحين عندما يستمعون إلى القرآن؟!
{ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّ } [مريم: 58].
{ وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ } [المائدة: 83].
أما الطائفة الأخرى المُبغضة للاستماع لآيات ربها, المنزعجة عند سماع القرآن.
{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } [الحج: 72].
{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَ } [لقمان: 7].
{ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرً } [الجاثية: 8].
أيها المسلم الحبيب:نقول لك:
أما آن الأوان لكي يخشع قلبك عند سماعك للقرآن؟
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } [الحديد: 16].
{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } [الزمر: 23] .

أيها المسلم الحبيب

هل انتفعت يوماً بما تسمع من كلام الله تعالى ؟!
هل خشعت يوماً عندما استمعت إلى كلام ربك ؟!
أتدرى صفات الذين ينتفعون بالقرآن؟
أتدرى صفات الذين يخشعون عند سماع القرآن؟

{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } [السجدة: 15].

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [الأنفال: 2].

{ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانً } [الفرقان: 73].

أيها المسلم الحبيب

لقد بعث الله رسولاً وحدَّد الله لنا مهمته.
أتدرى ما هي مهمة هذا الرسول, ولماذا أرسل الله إلينا الرسل؟
لقد أرسل الله إلينا الرسل:
{ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَ } [الأنعام: 130]
فكان من باب امتنان الله على المؤمنين:
{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } [آل عمران: 164].
{ رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } [الطلاق: 11].
أتدرى ما هو مطلب هؤلاء الذين كانوا يصمّون آذانهم عن سماع هذا الحق؟
{ لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى } [طه: 134].
فكتب الله عليهم الذلة والخزي, تصيب أهل النار يوم القيامة لما فرطوا فيه من الإيمان و العمل الصالح.
فيا أيها المسلم الحبيب:قل لي بربك, ما المانع الذي يمنعك من الاستماع إلى آيات ربك؟!
لماذا لا تعمل قبل أن يحل بك ما حلَّ بهؤلاء الذين أصموا آذانهم عن الاستماع لكلام ربهم, وأنت في عافية؟
ماذا تقول لربك عندما يقول لك:
{ أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ } [الجاثية: 31].
{ قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } [المؤمنون: 66].
أتدرى ما السبب فى عدم قبولك للقرآن؟!
{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرً } [الإسراء: 46].
أتدرى ما علامة مرض القلب:
{ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [الزمر: 45].
وختاماً نقول لك:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [يونس: 57].
ولتعلم أيها الحبيب:
{ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } [الأنعام: 125].
{ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } [الزمر: 22].
أيها المسلم الحبيب:ماذا تفعل بعد ذلك؟
أما زلت مصراً على عصيان الرحمن, وعلى طاعة الشيطان؟
– أما زلت تتألم عند سماع القرآن؟
أم أنك سوف تكون أيها المسلم المطيع لربه, المحب له, المحب لرسوله، المحب لدينه؟
فهيا بنا إلى جنة عرضها السماوات و الأرض أُعدت للمتقين.
فقم بنا إلى الجنة.
قم بنا نسلك سوياً طريقنا إلى الجنة إلى دار السلام.
ولننزعج من الغناء…
ولا ننزعج بعد اليوم من كلام الرحمن

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

شهر القران -الكتاب و السنة

شهر القرآن

قال صلى الله عليه وسلم:" خيركم من تعلم القرآن وعلمه"

انعم الله على عباده بكتابه المنزل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).
فيه الاعتبار من قصص واخبار، وبه سلوك المنهج القويم بما قصل فيه من الاحكام،وفرق بين الحلال والحرام، انه الضياء والفوز والنجاة من الغرور الشفاء لما في الصدور ، ومن خالفه قصمه الله ومن ابتغى العلم في غيره اضله الله ، وهو حبل اللله المتين ونوره المبين لا تتقضي عجائبه ولا تتناهي غرائبه، ارشد الاولين والاخرين فمن قال به صدق ومن تمسك به فقد هدى الى صراط مستقيم.

ان دراسة القران واستدامة تلاوته والمواظبه على قرءته مع القيام بآدابه من اسباب حفظ هذا الكتاب الكريم، وورد في الحديث :" كان النبي صلى الله عليه وسلم اجود الناس مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القران وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القران ،فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يلقاه جبريل اجود بالخير من الريح المرسلة."

لذ نذكر اخواننا بفضل دراسة القران في رمضان وتلاوته مجتمعين ومنفردين فالمدارسة بين الرسول وبين جيرل كانت كل ليله من ليالي رمضان، فالليل تنقطع فيه الشواغل ويتواطأ فيه القلب واللسان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

من أخطاء بعض المصلين

أخي المسلم: هذه جملة من أهم أخطاء بعض المصلين، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحافظين على صلاتهم المعظمين لشأنها قال تعالى: (أولئك هم الوارثون 10 الذين يرثون الفردوس هم فيها خلدون) المؤمنون 10،11
هذه بعض الأخطاء التي يقع فيها كثير من المسلمين هدانا و هداهم الله:

· الجهر بالنية.
· جهر المأمومين بالتكبير والقراءة والدعاء.
· قول المأموم: "استعنا بك يا رب" عند قراءة الإمام (إياك نعبد وإياك نستعين).
· مسابقة المأموم الإمام في الجهر بالتأمين.
· مسابقة المأموم الإمام أو مساواته في أعمال الصلاة كالركوع و السجود.
· إحداث صف جديد قبل اكتمال الصف الذي قبله.
· الصلاة منفرداً خلف الصف.
· عدم التراص في الصفوف وترك الفُرَج بين المصلين.
· الجري في المسجد والركض لإدراك الركعة.
· الصلاة في الثياب الرقيقة الشفافة التي تصف لون البشرة.
· تشمير الثياب في الصلاة.
· الصلاة في الثوب الذي عليه صور.
· عدم تحري اتجاه القبلة والانحراف عن القبلة.
· تخصيص مكان في المسجد لا يصلي إلا فيه.
· ترك الصلاة إلى سترة.
· ترك رفع اليدين عند التحريم والركوع والرفع منه.
· إسبال اليدين وعدم وضعهما على الصدر أو التخصر في الصلاة.
· كثرة الحركة والعبث في الصلاة كالنظر إلى الساعة و الالتفات يمنة ويسرة و تعديل الشماغ و غيرها من الحركات.
· العجلة وعدم الطمأنينة.
· رفع البصر إلى السماء أو النظر إلى غير مكان السجود.
· تغميض العينين في الصلاة.
· التنفل عند إقامة الصلاة.
· الصلاة جالساً مع القدرة على القيام.
· تشبيك الأصابع.
· قول:"سبحان من لا يسهو" في السجود.
· قول :"أقامها الله وأدامها" عند قول المؤذن قد قامت الصلاة.
· قول :"إن الله مع الصبرين" لحث الإمام على التمهل.
· زيادة لفظ "سيدنا" في التشهد.
· ترك تحريك السبابة في التشهد.
· الإشارة باليد اليمنى جهة اليمين وباليد اليسرى جهة الشمال عند التسمليمتين.
· القعود قبل صلاة تحية المسجد.
· الخروج من المسجد عند الأذان.
· الصلاة بين السواري.
· الصلاة في الثياب القذرة.
· عدم الخشوع في الصلاة.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده