التصنيفات
القسم الاسلامي

سؤال يحيير الكثير كيف …….. ادخل واليك الاجابة ؟

كيف أتوب ؟

الحمد لله غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسر للتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:

أخي الحبيب: أكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها فضلاً عن القيام بها علماً وعملاً. وإذا عرفوا قدرها فهم لا يعرفون الطريق إليها، وإذا عرفوا الطريق فهم لا يعرفون كيف يبدءون؟

فتعال معي أخي الحبيب لنقف على حقيقة التوبة، والطريق إليها عسى أن نصل إليها.
كلنا ذوو خطأ
أخي الحبيب:
كلنا مذنبون… كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلست أنا و أنت بمعصومين { كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].

والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عن طلب التقرب من ربه، وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته.
أين طريق النجاة؟
قد تقول لي: إني أطلب السعادة لنفسي، وأروم النجاة، وأرجو المغفرة، ولكني أجهل الطريق إليها، ولا أعرف كيف ابدأ؟ فأنا كالغريق يريد من يأخذ بيده، وكالتائه يتلمس الطريق وينتظر العون، وأريد بصيصاً من أمل، وشعاعاً من نور. ولكن أين الطريق؟

والطريق أخي الحبيب واضح كالشمس، ظاهر كالقمر، واحد لا ثاني له… إنه طريق التوبة.. طريق النجاة، طريق الفلاح.. طريق سهل ميسور، مفتوح أمامك في كل لحظة، ما عليك إلا أن تطرقه، وستجد الجواب: وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحاً ثم اهتدى [طه:82]. بل إن الله تعالى دعا عباده جميعاً مؤمنهم وكافرهم الى التوبة، وأخبر أنه سبحانه يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع عنها مهما كثرت، ومهما عظمت، وإن كانت مثل زبد البحر، فقال سبحانه: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53].

ولكن…. ما التوبة ؟
التوبة أخي الحبيب هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه الله ظاهراً وباطناً.. وهي اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان.. هي الهداية الواقية من اليأس والقنوط، هي الينبوع الفياض لكل خير وسعادة في الدنيا والآخرة… هي ملاك الأمر، ومبعث الحياة، ومناط الفلاح… هي أول المنازل وأوسطها وآخرها… هي بداية العبد ونهايته… هي ترك الذنب مخافة الله، واستشعار قبحه، والندم على فعله، والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدر عليه… هي شعور بالندم على ما وقع، وتوجه إلى الله فيما بقي، وكف عن الذنب.

ولماذا نتوب؟
قد تسألني أخي الحبيب: لماذا أترك السيجارة و أنا أجد فيها متعتي؟… لماذا أدع مشاهدة الأفلام الخليعة وفيها راحتي؟ ولماذا أتمنع عن المعاكسات الهاتفية وفيها بغيتي؟ ولماذا أتخلى عن النظر الى النساء وفيه سعادتي؟ لماذا أتقيد بالصلاة والصيام وأنا لا أحب التقييد والارتباط؟… ولماذا ولماذا… أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ويريحه ويجد فيه سعادته؟… فالذي يسعدني هو ما تسميه معصية… فلِمَ أتوب؟
وقبل أن أجيبك على سؤالك أخي الحبيب لا بد أن تعلم أنني ما أردت إلا سعادتك، وما تمنيت إلا راحتك، وما قصدت إلا الخير والنجاة لك في الدارين….

والآن أجيبك على سؤالك:

تب أخي الحبيب لأن التوبة:
1- طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى، فهو الذي أمرك بها فقال: يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحاً [التحريم:8]. وأمر الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة.

2- سبب لفلاحك في الدنيا و الآخرة، قال تعالى: وتوبوا الى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون [النور:31]. فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ، ولا يسر ولا يطمئن ؛ ولا يطيب ؛ إلا بعبادة ربه والإنابة إليه والتوبة إليه.

3- سبب لمحبة الله تعالى لك، قال تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين [البقرة:222]. وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه؟!

4- سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً، إلا من تاب وءامن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً [مريم:59،60]. وهل هناك مطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟!

5- سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين، قال تعالى: ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين [هود:25]، وقال: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً [نوح:10-12].

6- سبب لتكفير سيئاتك وتبدلها الى حسنات، قال تعالى: يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحا ً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار [التحريم:8]، وقال سبحانه: إلا من تاب وءامن وعمِل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً [الفرقان:70].

أخي الحبيب:
ألا تستحق تلك الفضائل – وغيرها كثير – أن تتوب من أجلها؟ لماذا تبخل على نفسك بما فيه سعادتك؟.. لماذا تظلم نفسك بمعصية الله وتحرمها من الفوز برضاه؟…جدير بك أن تبادر الى ما هذا فضله وتلك ثمرته.
قدّم لنفسك توبة مرجوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غُلق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيب المحسن

كيف أتوب؟
أخي الحبيب:
كأني بك تقول: إن نفسي تريد الرجوع إلى خالقها، تريد الأوبة إلى فاطرها، لقد أيقنت أن السعادة ليست في اتباع الشهوات والسير وراء الملذات، واقتراف صنوف المحرمات… ولكنها مع هذا لا تعرف كيف تتوب؟ ولا من أين تبدأ؟

وأقول لك: إن الله تعالى إذا أراد بعبده خيراً يسر له الأسباب التي تأخذ بيده إليه وتعينه عليه، وها أنا أذكر لك بعض الأمور التي تعينك على التوبة وتساعدك عليها:

1- أصدق النية وأخلص التوبة: فإن العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلب التوبة أعانه الله وأمده بالقوة، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة.. ومن لم يكن مخلصاً لله استولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلام: كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [يوسف:24].

2- حاسب نفسك: فإن محاسبة النفس تدفع إلى المبادرة إلى الخير، وتعين على البعد عن الشر، وتساعد على تدارك ما فات، وهي منزلة تجعل العبد يميز بين ما له وما عليه، وتعين العبد على التوبة، وتحافظ عليها بعد وقوعها.

3- ذكّر نفسك وعظها وعاتبها وخوّفها: قل لها: يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإن الموت يأتي بغتة، وذكّرها بموت فلان وفلان.. أما تعلمين أن الموت موعدك؟! والقبر بيتك؟ والتراب فراشك؟ والدود أنيسك؟… أما تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنت على المعصية قائمة؟ هل ينفعك ساعتها الندم؟ وهل يُقبل منك البكاء والحزن؟ ويحك يا نفس تعرضين عن الآخرة وهي مقبلة عليك، وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك.. وهكذا تظل توبخ نفسك وتعاتبها وتذكرها حتى تخاف من الله فتئوب إليه وتتوب.

4- اعزل نفسك عن مواطن المعصية: فترك المكان الذي كنت تعصي الله فيه مما يعينك على التوبة، فإن الرجل الذي قتل تسعة وتسعون نفساً قال له العالم: { إن قومك قوم سوء، وإن في أرض الله كذا وكذا قوماً يعبدون الله، فاذهب فاعبد الله معهم }.

5- ابتعد عن رفقة السوء: فإن طبعك يسرق منهم، واعلم أنهم لن يتركوك وخصوصاً أن من ورائهم الشياطين تؤزهم الى المعاصي أزاً، وتدفعهم دفعاً، وتسوقهم سوقاً.. فغيّر رقم هاتفك، وغيّر عنوان منزلك إن استطعت، وغيّر الطريق الذي كنت تمر منه… ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: { الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل } [رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني].

6- تدبّر عواقب الذنوب: فإن العبد إذا علم أن المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى، وأن الجزاء بالمرصاد دعاه ذلك إلى ترك الذنوب بداية، والتوبة إلى الله إن كان اقترف شيئاً منها.

7- أَرِها الجنة والنار: ذكّرها بعظمة الجنة، وما أعد الله فيها لمن أطاعه واتقاه، وخوّفها بالنار وما أعد الله فيها لمن عصاه.

8- أشغلها بما ينفع وجنّبها الوحدة والفراغ: فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، والفراغ يؤدي إلى الانحراف والشذوذ والإدمان، ويقود إلى رفقة السوء.

9- خلف هواك: فليس أخطر على العبد من هواه، ولهذا قال الله تعالى: أرءيت من اتخذ إلهه هواه [الفرقان:43]. فلا بد لمن أراد توبة نصوحاً أن يحطم في نفسه كل ما يربطه بالماضي الأثيم، ولا ينساق وراء هواه.

10- وهناك أسباب أخرى تعينك أخي الحبيب على التوبة غير ما ذُكر منها: الدعاء الى الله أن يرزقك توبة نصوحاً، وذكر الله واستغفاره، وقصر الأمل وتذكر الآخرة، وتدبر القرآن، والصبر خاصة في البداية، إلى غير ذلك من الأمور التي تعينك على التوبة.

شروط التوبة الصادقة:

أخي الحبيب:
وللتوبة الصادقة شروط لا بد منها حتى تكون صحيحة مقبولة وهي:
أولاً: الإخلاص لله تعالى: فيكون الباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه، والخوف من عقابه، لا تقرباً الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من أعراض الدنيا الزائلة، ولهذا قال سبحانه: إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين [النساء:146].

ثانياً: الإقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة. أما إن عاود الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة، ولكنه يحتاج الى توبته جديدة وهكذا.

ثالثاً: الاعتراف بالذنب: إذ لا يمكن أن يتوب المرء من شئ لا يعده ذنباً.

رابعاً: الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي: ولا تتصور التوبة إلا من نادم حزين آسف على ما بدر منه من المعاصي، لذا لا يعد نادماً من يتحدث بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها، ولهذا قال : { الندم توبة } [رواه حمد وابن ماجة وصححه الألباني].

خامساً: العزم على عدم العودة: فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعود إليه في المستقبل.

سادساً: ردّ المظالم إلى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين وجب عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها إذا أراد أن تكون توبته صحيحة مقبولة ؛ لقول الرسول : { من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه البخاري].

سابعاً: أن تصدر في زمن قبولها: وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها، وقال : { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر } [رواه أحمد والترمذي وصححه النووي]. وقال: { إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم].

علامات قبول التوبة

أخي الحبيب:
وللتوبة علامات تدل على صحتها وقبولها، ومن هذه العلامات:
1- أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مما كان قبلها: وكل إنسان يستشعر ذلك من نفسه، فمن كان بع التوبة مقبلاً على الله، عالي الهمة قوي العزيمة دلّ ذلك على صدق توبته وصحتها وقبولها.

2- ألا يزال الخوف من العودة إلى الذنب مصاحباً له: فإن العاقل لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر حتى يسمع الملائكة الموكلين بقبض روحه: ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون [فصلت:30]، فعند ذلك يزول خوفه ويذهب قلقه.

3- أن يستعظم الجناية التي تصدر منه وإن كان قد تاب منها: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: { إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا }. وقال بعض السلف: (لا تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى من عصيت).

4- أن تحدث التوبة للعبد انكساراً في قلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه: وليس هناك شئ أحب الى الله من أن يأتيه عبده منكسراً ذليلاً خاضعاً مخبتاً منيباً، رطب القلب بذكر الله، لا غرور، ولا عجب، ولا حب للمدح، ولا معايرة ولا احتقار للآخرين بذنوبهم. فمن لم يجد ذلك فليتهم توبته، وليرجع الى تصحيحها.

5- أن يحذر من أمر جوارحه: فليحذر من أمر لسانه فيحفظه من الكذب والغيبة والنميمة وفضول الكلام، ويشغله بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه. ويحذر من أمر بطنه، فلا يأكل إلا حلالاً. ويحذر من أمر بصره، فلا ينظر الى الحرام، ويحذر من أمر سمعه، فلا يستمع الى غناء أو كذب أو غيبة، ويحذر من أمر يديه، فلا يمدهما في الحرام، ويحذر من أمر رجليه فلا يمشي بهما الى مواطن المعصية، ويحذر من أمر قلبه، فيطهره من البغض والحسد والكره، ويحذر من أمر طاعته، فيجعلها خالصة لوجه الله، ويبتعد عن الرياء والسمعة.

احذر التسويف

أخي الحبيب:
إن العبد لا يدري متى أجله، ولا كم بقي من عمره، ومما يؤسف أن نجد من يسوّفون بالتوبة ويقولون: ليس هذا وقت التوبة، دعونا نتمتع بالحياة، وعندما نبلغ سن الكبر نتوب. إنها أهواء الشيطان، وإغراءات الدنيا الفانية، والشيطان يمني الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك. فالبدار البدار… والحذر الحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً.

فسارع أخي الحبيب الى التوبة، واحذر التسويف فإنه ذنب آخر يحتاج الى توبة، والتوبة واجبة على الفور، فتب قبل أن يحضر أجلك وينقطع أملك، فتندم ولات ساعة مندم، فإنك لا تدري متى تنقضي أيامك، وتنقطع أنفاسك، وتنصرم لياليك.

تب قبل أن تتراكم الظلمة على قلبك حتى يصير ريناً وطبعاً فلا يقبل المحو، تب قبل أن يعاجلك المرض أو الموت فلا تجد مهلة للتوبة.
لا تغتر بستر الله وتوالي نعمه
أخي الحبيب:
بعض الناس يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي، فإذا نُصح وحذّر من عاقبتها قال: ما بالنا نرى أقواماً يبارزون الله بالمعاصي ليلاً ونهاراً، وامتلأت الأرض من خطاياهم، ومع ذلك يعيشون في رغد من العيش وسعة من الرزق. ونسي هؤلاء أن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، وأن هذا استدراج وإمهال من الله حتى إذا أخذهم لم يفلتهم، يقول : { إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا قوله عز وجل: فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون، فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين } [رواه أحمد وإسناده جيد].
وأخيراً… !!

أخي الحبيب:
فِر الى الله بالتوبة، فر من الهوى… فر من المعاصي… فر من الذنوب… فر من الشهوات… فر من الدنيا كلها… وأقبل على الله تائباً راجعاً منيباً… اطرق بابه بالتوبة مهما كثرت ذنوبك، أو تعاظمت، فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فهلمّ أخي الحبيب الى رحمة الله وعفوه قبل أن يفوت الأوان.

أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياك من التائبين حقاً، المنيبين صدقاً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

جزا الله الكاتب خيرا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

محرمات استهان فيها كثير من الناس

محرمات استهان فيها كثير من الناس

مقدمة
الشرك بالله
عبادة القبور
الذبح لغير الله
الرياء بالعبادات
اكل الرباء
بيع النجس
غصب الارض
شهادة الزور
سوء الجوار

والكثير من المحرمات داخل الملف المرفق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

صلاة الفوائت -الكتاب و السنة


السؤال : السلام عليكم و رحمةالله و بركاته
هناك سنوات لم اصلي فيها
ماحكم ذالك وهل علي ارجاع هذه الصلواة الفائة .
وجزاك الله خيرالجزاء.

الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

أصحّ قولي العلماء أن تارك الصلاة عمدا ً، ليس من شروط توبته أن يقضي ماتعمّد تركه من الفرائض، وقد بيّن الإمام ابن القيم رحمه الله ، الأدلة على أن تارك الصلاة عمدا ، لايصح قياس الناسي، والنائم عليه ، في وجوب القضاء عليهما وإجزاءه ، فقياس المتعمّد على المعذور من أفسد أنواع القياس ، وذكر أنّ تارك الصلاة عمدا لايصح منه القضاء ، وهو غير مأمور به ، والمقصود أنه ليس من شروط توبته قضاء الصلاة الفائتة عمـدا ، وإنْ كان الإكثار من النوافل من الحسنات التي تذهب السيئات ، ومن تاب تاب الله عليه ،

وقال حاكيا أدلة من قال من العلماء بهذا القول ـ مع اختصار ـ :

( قالوا : أوامر الرب تبارك وتعالى نوعان نوع مطلق غير مؤقت فهذا يفعل في كل وقت نوع مطلق غير مؤقت بوقت محدود وهو نوعان :

احدهما ما وقته بقدر فعله كالصيام .

ما وقته أوسع من فعله كالصلاة.

وهذا القسم فعله في وقته شرط في كونه عبادة مأمورا بها ، فإنه إنما أمر به على هذه الصفة فلا تكون عبادة على غيرها .

ثم قال:

قالوا : فما أمر الله به في الوقت ، فتركه المأمور حتى فات وقته لم يمكن فعله بعد الوقت شرعا ، وإن أمكن حسا ـ بل لا يمكن حسا أيضا ـ فإن إيتانه بعد الوقت ، أمر غير المشروع.

قالوا ولهذا لا يمكن فعل الجمعة بعد خروج وقتها ، ولا الوقوف بعرفة بعد وقته.

قالوا ولا مشروع إلا ما شرعه الله ، ورسوله ، وهو سبحانه ما شرع فعل الصلاة ، والصيام ،والحج ، إلا في أوقات مختصة به ، فإذا فاتت تلك الأوقات، لم تكن مشروعة ، ولم يشرع الله سبحانه فعل الجمعة يوم السبت ، ولا الوقوف بعرفة في اليوم العاشر ، ولاالحج في غير أشهره.

وأما الصلوات الخمس ، فقد ثبت بالنص ، والإجماع ، أن المعذور بالنوم ، والنسيان ، وغلبة العقل ، يصليها إذا زال عذره ، وكذلك صوم رمضان ، شرع الله سبحانه قضاءه ، بعذر المرض والسفر ، والحيض.

قالوا والله سبحانه قد جعل لكل صلاة وقتا محدود الأول والآخر ، ولم يأذن في فعلها قبل دخول وقتها ،ولا بعد خروج وقتها ، والمفعول قبل الوقت ، وبعده ، أمر غير المشروع ، فلو كان الوقت ليس شرطا في صحتها لكان لا فرق في الصحة بين فعلها قبل الوقت ، وبعده ، لأنّ كلا الصلاتين ، صلاها في غير وقتها ، فكيف قبلت من هذا المفرط بالتفويت ، ولم تقبل من المفرط بالتعجيل.

قالوا والصلاة في الوقت واجبة على كل حال ، حتى أنه يترك جميع الواجبات، والشروط لأجل الوقت ، فإذا عجز عن الوضوء ، والاستقبال ، أو طهارة الثوب ، والبدن ، وستر العورة ، أو قراءة الفاتحة ، أو القيام في الوقت ، وأمكنه أن يصلي بعد الوقت بهذه الأمور ، فصلاته في الوقت بدونها هي التي شرعها الله واوجبها ،

ولم يكن له أن يصلي بعد الوقت مع كمال هذه الشروط والواجبات ، فعلم أن الوقت مقدم عند الله ورسوله على جميع الواجبات ، فإذا لم يكن إلا أحد الأمرين ، وجب أن يصلي في الوقت بدون هذه الشروط ، والواجبات ، ولو كان له سبيل إلى استدراك الصلاة بعد خروج وقتها، لكانت صلاته بعد الوقت مع كمال الشروط والواجبات خيرا من صلاته في الوقت بدونها ، وأحب إلى الله وهذا باطل بالنص ، والإجماع .

ثم قال :

قالوا : وأيضا فنقول لمن قال : إنه يستدركها بالقضاء ، أخبرنا عن هذه الصلاة التي تأمر بفعلها هي التي امر الله بها ، أم هي غيرها؟

فإن قال هي بعينها ، قيل له : فالعامد بتركها حينئذ ليس عاصيا ، لأنه قد فعل ماأمر الله به بعينه ، فلا يلحقه الإثم والملامة ، وهذا باطل قطعا ، وإن قال : ليست هي التي أمر الله بها ، قيل له فهذا من أعظم حججنا عليك ، إذ أقررت أن هذه غير مأمور بها.

ثم نقول أيضا : ما تقولون في من تعمّد تفويتها حتى خرج وقتها ، ثم صلاها ، أطاعه صلاته تلك أم معصية ؟!

فإن قالوا : صلاته طاعة ، وهو مطيع بها خالفوا الإجماع ،والقرآن ، والسنن الثابتة ،

وإن قالوا : هي معصية ، قيل فكيف يتقرب إلى الله بالمعصية؟! وكيف تنوب المعصية عن الطاعة؟!

فإن قلتم : هو مطيع بفعلها عاص بتأخيرها ، وهو أنه إذا تقرب بالفعل الذي هو طاعة ، لا بالتفويت الذي هو معصية ،

قيل لكم : الطاعة هي موافقة الأمر وامتثاله على الوجه الذي أمر به ، فأين طاعة الله ورسوله ممن تعمد تفويت الصلاة بفعلها بعد خروج وقتها ، حتى يكون مطيعا له بذلك فلو ثبت ذلك لكان فاصلا للنزاع في المسألة.

قالوا : وأيضا فغير أوقات العبادة لا تقبل تلك العبادة بوجه ، كما أن الليل لا يقبل الصيام ، وغير أشهر الحج لا يقبل الحج ، وغير وقت الجمعة لاتقبل الجمعة ، فأي فرق بين من قال : إن أفطر النهار ، وأصوم الليل ، أو قال : أنا أفطر رمضان في هذا الحر الشديد ، وأصوم مكانه شهرا في الربيع ، أو قال أنا أؤخر الحج من شهره إلى المحرم ، أو قال : أنا أصلي الجمعة بعد العشاء الآخرة ، أو أصلي العيدين في وسط الشهر ، وبين من قال : أنا أؤخر صلاة النهار إلى الليل ، وصلاة الليل إلى النهار ، فهل يمكن أحدا قط أن يفرق بين ذلك؟!

قالوا : وقد جعل الله سبحانه للعبادات أمكنه ، وأزمنة ، وصفات فلا ينوب مكان عن المكان الذي جعله الله مكانا ميقاتا لها ، كعرفة ، ومزدلفة ، ومنى ، ومواضع الجمار ، والمبيت ،والصفا ، والمروة ،ولا تنوب صفة من صفاتها التي أوجبها الله عليها عن صفة ، فكيف ينوب زمان عن زمانها الذي أوجبها الله فيه عنه.

قالوا : وقد أمر الله سبحانه المسلمين حال مواجهة عدوّهم أن يصلوا صلاة الخوف ، فيقصروا من أركانها ، ويفعلوا فيها الأفعال الكثيرة ، ويستدبروها فيها القبلة ،ويسلمون قبل الأمام، بل يصلون رجالا ، وركبانا ، حتى لو لم يمكنهم إلا الإيماء ، أتوا بها على دوابّهم ، إلى غير القبلة في وقتها ، ولو قبلت منهم في غير وقتها ، وصحت ، لجاز لهم تأخيرها إلى وقت الأمن ، وإمكان الإتيان بها .

وهذا يدل على أنها بعد خروج وقتها لا تكون جائزة ، ولا مقبولة منهم ، مع العذر الذي أصابهم في سبيله ، وجهاد أعدائه ، كيف تقبل من صحيح مقيم لا عذر له البتة ، وهو يسمع داعي الله جهرة فيدعها ، حتى يخرج وقتها ، ثم يصليها في غير الوقت ، وكذلك لم يفسح في تأخيرها عن وقتها للمريض ، بل أمره أن يصلي على جنبه بغير قيام ، ولا ركوع ، ولا سجود ، إذا عجز عن ذلك ، ولو كانت تقبل منه ، وتصح في غير وقتها ، لجاز تأخيرها إلى زمن الصحة
، فأخبرونا أيّ كتاب ، أو سنة ، أو اثر عن صاحب ، نطق بأنّ من أخّر الصلاة ، وفوتها عن وقتها الذي أمر الله بإيقاعها فيه عمدا يقبلها الله منه بعد خروج وقتها ، وتصح منه ، وتبرأ ذمته منها ، ويثاب عليها ثواب من أدى فريضته ؟!!

هذا والله ما لا سبيل لكم إليه البتة حتى تقوم الساعة ) أ.هـ

والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه سلّم تسليما كثيرا .

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

يموتون جوعا ونسرف شبعا -الكتاب و السنة

التصنيفات
القسم الاسلامي

من كتاب بستان الواعظين ورياض السامعين -الكتاب و السنة

بسم الله نبــدأ ونصلي ونســلم على رسول الله
وبعــــــــــــــد
أحبابي هذه مقتطفات اخترتها لكم من أجمل ينابيع العلم والمعرفة لــدي راجياً أن تعود عيكم جميعاً بالفائدة والنفـع .

.. فلا تنسونا من دعائــــــــــكم ..

كيفيـة بعـث المــــوتـــى

قال الله تعالى { وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته } (3) إلى قولــه { كذلك يخرج الموتى } الآية كما اخرج النبات بالمطر كذلك يخرج الموتى بماء الحياة (4) ، فتجتمع العظام والعروق واللحوم والأشعار فيرجع كل عضو إلى مكانه الذي كان فيه في دار الدنيا فتلتئم الأجساد بقدرة الجبار جل جلالُهُ وتبقى بلا أرواح ، ثم يقول الجبار جل جلاله : ليبعثن إســــرافيل ، فيقوم إســرافيل عليه السلام حياً بقدرة الله تعالى فيقول له الجبار يا إسرافيل التقم الصـــور وازجــر عبادي لفصل القضاء ، فأول ما يحيي الله يبارك وتعالى إسرافيل ويأمره أن يلتقم الصــور . والله أعلم .

(3) الأعـــــراف 57.
(4) وهكذا دأب القرآن الكريم حينما أراد أن يعطينا يقيناً بأمر غيبي فإنه يسبقه بمشهد مادي دنيوي
.

أيــــن يقف إســــــــرافـــيل

يأمر الجبار إسرافيل أن يقوم على صخرة بيت المقدس وينادي في الصـور وهــو في فيه قد التقمــه والصخـرة أقرب ما في الأرض إلى السماء وهو قــوله تعالى { واستمــع يوم ينادي المنادى من مكان قريب} (1) ويقول إسرافيل في نــدائه : أيتها العظام الباليه واللحوم المتقطعة والأشعار المتبددة والعروق المتمزقة ، لتقمن إلى العرض على الملك الديان ليجازيكن بأعمالكن فإذا نادى إسرافيل عليه السلام في الصور خرجت الأرواح من أثقاب الصور فتنتشر بين السماء والأرض كأنها النحل ويخرج من كل ثقب روح ولا يخرج من ذلك الثقب غيره ، فأرواح المؤمنين تخرج من أثقابها نائرة بنور الإيمان وبنور أعمالها الصالحة ، وأرواح الكفار تخرج مظلمة بظلمات الكفر ، وإسرافيل يديم الصوت والأرواح قد انتشرت بين السماء والأرض ثم تدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد فيدخل كل روح إلى جسده الذي فارقه في دار الدنيا ، فتدب الروح في الأجساد كما يدب السم في الملسوع (2) حتى ترجع إلى أجسادها كما كانت في دار الدنيا ، ثم تنشق الأرض من قبل رؤوســـهم فإذا هم قيام على أقدامهم ينظرون إلى أهوال يوم القيامــة ، وإسرافيل عليه السلام ينادي بهذا النداء لا يقطع الصوت ويمده مــداً والخلائق يتبعون صوته والنيران تسوق الخلائق إلى أرض القيامــة * والله اعلم

(1)ق 41.
(2)الملسوع : الذي لسعته عقرب .

مـــــن كــــــــــــــــتاب
( بســتان الواعظين ورياض الســامعين )

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

سبحان الله معجزة حقيقة

http://www.9q9q.org/index.php?image=P8fQsoolkYxW

شاهد قذيفة تخترق حائط مسجد خالد بن الوليد في مروحين وتستقر ذليلة أمام المصاحف دون أن تنفجر

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

موقع رهيب للبحث عن الأحاديث الشريفة….. الكتاب و السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوانى هذا موقع للبحث فى الاحاديث الشريفه

بالعبارة او بالكتاب كل ماعليك هو ان تكتب الكلمه

وسيتم البحث عنها بجميع الاحاديث

http://www.dorar.net/mhadith.asp

لا تنسونا بصالح دعائكم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

تجول داخل المسجد الاقصى بالماوس. الكتاب و السنة

تجول داخل المسجد الأقصى بالماوس

ادخل على الرابط أدناه ، ثم تستطيع التحكم بالصور من الماوس
( يعني خل الماوس على الصورة وحركها يمين ويسار ) وتقدر
تزيد الزوم وتنقصه بعد بالضغط على الزر الايمن من الماوس

http://www.visualdhikr.com/extra/aqsa_pano.htm
http://www.visualdhikr.com/extra/aqsa_pano.htm

undefined

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

من أسرار الصلاة .. -الكتاب و السنة

أســـــرار الصــــــــلاة **

قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].

وقال أيضاً: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)الإسراء: 78-79.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها)[سنن أبي داود].
الدراسة العلمية :



لقد تبين بنتيجة العديد من الدراسات الأثر الكبير للصلاة والخشوع على آلية عمل الدماغ واستقراره، وقد تبين أن المؤمن الذي يؤدي الصلاة وهو في حالة خشوع تحدث في جسمه

تغيرات عديدة أهمها ما يحدث في الدماغ من تنظيم لتدفق الدم في مناطق محددة.

تأثير الصلاة على نشاط المخ :



تمت هذه الدراسة بواسطة د.نيوبرج (الأستاذ المساعد – قسم الاشعة- جامعة بنسيلفانيا- المركز الطبي) وذلك على مجموعة من المصلين المؤمنين بالله من ديانات

مختلفة. و ذلك باستخدام أشعة"التصوير الطبقي المُحَوْسَب بإصدار الفوتون المفرد"الذي يظهر تدفق الدم في مناطق المخ بألوان حسب النشاط فيها أعلاها

الأحمر الذي يدل على أعلى نشاط بينما الأصفر والأخضر على أقل نشاط .

الصورة الأولى:



تظهر الصورة المخ قبل التأمل والصلاة (اليسار) و أثناء الصلاة (اليمين) حيث يظهر انه اثناء الاستغراق في الصلاة و التأمل فإن تدفق الدم في المخ زاد في منطقة الفص الجبهي.

الفص الجبهي Frontal Lobe , و هو مسؤول عن التحكم بالعواطف و الإنفعالات في الإنسان و شخصيته , و كذلك مهم لتعلم و ممارسة المهارات الحسية الحركية المُعقدة.


المصطلحات العلمية :.

Meditation : التأمل.

Frontal lobe : الفص الجبهي.

Parietal lobe : الفص الجداري.




الصورة الثانية:

تظهر انخفاض تدفق الدم في الفص الجداري في المنطقة التي تشعر الإنسان بحدوده الزمانية و المكانية. استخلص من هذه النتائج أنه أثناء التفكر والتدبر و

التوجه الى الله يختفي حدود الوعي بالذات وينشأ لدى الإنسان شعور بالسلام والتحرر وأنه قريب من الله .

(Powerful, spiritual force that seemed to lift you out of yourself)


و أنه يستشعر أحساسا من السمو الروحي يعجز القول عن وصفه.

آيات قرآنية :


كثيرة هي الآيات التي تحدثت عن أهمية الصلاة والخشوع وذكر الله تعالى. وقد ربط القرآن بين الصبر والصلاة للتأكيد على أهمية عدم الانفعال. يقول تعالى:

(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)البقرة:45.

وهنالك آيات ربطت بين الطمأنينة والصلاة، يقول تعالى:

(فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) النساء: 103.

وآيات أخرى تربط بين الصلاة والخشوع، مثل قوله تعالى:

(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) المؤمنون: 1-2.

نتائج :

يتضح من الآيات القرآنية والتجارب العلمية أهمية الصلاة في حياة المؤمن، وأهمية الخشوع فيها وأهمية الاطمئنان بذكر الله تعالى.

ومن هنا تنبع الحكمة من تأكيد الإسلام على خطورة ترك الصلاة.

وإذا كانت التجارب تبين استقرار عمل الدماغ في حالة الصلاة حتى بالنسبة لغير المسلمين، وهؤلاء لا يقرءون القرآن في صلاتهم،

فكيف بمن يصلي ويتوجه بصلاته إلى الله ويقرأ كتاب الله؟ لا شك بأن الاستقرار سيكون أعظم!

ونتذكر هذه الآية الكريمة والتي تؤكد على أهمية القنوت لله تعالى أي الخشوع والتوجه وتنقية القلب وتسليم الأمر لله تعالى، يقول الله تعالى:

(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) البقرة: 238.

ونتذكر أيضاً دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام:

رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ

رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ..

نقلته لكم


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

جهاد المسلمين -الكتاب و السنة


مع خالص تحياتي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده