التصنيفات
القسم الاسلامي

بشائر سارة للمستغفرين الكتاب و السنة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي عبده، وبعد:

أخي ..أختي..
من منا لا يريد أن يغفر له ذنوبه؟!
ومن منا لا يريد أن تكون له جنَّات وأنهار في الجنه؟!
ومن منا لا يريد أن يمده الله بالأموال والبنين؟!
ومن منا لا يريد أن يمتعه الله متاعاً حسناً في الدنيا والآخره؟!
ومن منا لا يريد أن يأتيه الله من فضله في الدنيا والآخره؟!
ومن منا لا يريد أن تهطل الأمطار؟!

أخي اختي في الله ..
جميعنا يرجو هذه النِعم ويتمنَّاها .. ولكن كيف نحصل عليها؟
قبل أن نعرف كيف نحصل على هذه النعم يجب أن نعرف أننا جميعاً نخطئ، ولا يوجد على ظهر هذه الأرض مَن هو معصوم مِن الخطأ إلا من عصمه الله تعالى، والمطلوب من العبد أن يبادر فوراً إلى التوبه والإستغفار وعدم الرجوع إلى الذنب، وهذا هو الطريق إلى الحصول على هذه النِعم. أما الإصرار على الخطأ والإستمرار على إتيانه صغيراً كان أو كبيراً فلا يترتب عليه إلا فقدان هذه النعم ولا حلَّت به نقمة إلا بذنب كما قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- (( ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبه )) وقبل هذا يقول الله تعالى: ‏{‏ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } (الشورى:30).
ولقد أحسن من قال:
إذا كنت في نعمةٍ فارعَها
فإن المعاصي تزيل النعم
وحطها بطاعةِ رب العباد
فرب العباد سريع النِقَم

أخي ..أختي
أنا وأنت وكل الناس مطالبون بالرجوع إلى الله تعالى والإستغفار إليه، بل ومطالبون كذلك بأن ننصح إخواننا فالدين النصيحة، ولهذا نقول بصوتٍ عالٍ :
يا من توكت الصلاة ارجع واستغفر وتب إلى الله .
يا من قطعت رحمك ارجع واستغفر وتب إلى الله .
يا من تتعامل بالربا ارجع واستغفر وتب إلى الله .
ويا من فعلت فاحشة ارجع واستغفر وتب إلى الله .
ويا من تعشق الغيبة والنميمة والتعدي على أعراض الناس ارجع واستغفر وتب إلى الله .
ويا من لا تتصدق إلا رياء وسمعة ارجع واستغفر وتب إلى الله .
ويا من لا تصوم رمضان ارجع واستغفر وتب إلى الله .
ويا من سرقت ونهبت ارجع واستغفر وتب إلى الله .
ويا من تحب إيذاء الناس ارجع واستغفر وتب إلى الله .
ويا من تظلم الناس ارجع واستغفر وتب إلى الله .
ويا من .. ويا من ..

نعم أخي في الله ..أختي في الله
ارجع واستغفر الله وتب إليه من الآن ولا تضيع الوقت، واقرأ واستمع إلى قول الله سبحانه وتعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ‏ } (آل عمران: 135-136).
استمع أخي في الله إلى ما رواه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الله عز وجل في الحديث القدسي عن أبي ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " قال الله عز وجل : يا عبادي، إني حرمت الظلم وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني اطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم " (رواه مسلم).

صارح نفسك..
أخي : أرجو أن تحاول الإجابه على هذه الأسئله واحكم على نفسك:
هل صليت جميع الفروض هذا اليوم بخشوع؟
هل تصدقت هذا الأسبوع أو هذا الشهر؟
هل قرأت القرآن هذا اليوم بتدبر؟
هل استغفرت وأنت في سيارتك .. في بيتك .. في عملك؟
هل صمت في هذا الأسبوع أو في هذا الشهر؟
إذا كانت الإجابه على جميع هذه الأسئله وغيرها .. بنعم. فأبشر ثم أبشر بخير عظيم إن شاء الله.
وإذا كانت الإجابه .. بلا أو بنعم ولا. فراجع نفسك وتددرك أمرك، واندم قبل ألا ينفعك الندم..
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة وما قرب إليها من قول او عمل، ونعوذ بك من سخطك والنار وما قرب إليها من قول أو عمل، ونبوء لك بنعمتك علينا ونعترف بذنوبنا فاغفر لنا وارحمنا، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

بشائر من الله سبحانه وتعالى ..
قال تعالى: { ‏فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ‏ }‏ (الحاقه:19-24).
وقال تعالى: { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ‏} (السجده:17).
وعن أبي هريره -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مصداق ذلك في كتاب الله { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏ }‏ " ‏ (السجده:17) (رواه البخاري ومسلم).

وقفة أخيرة ..
إخواني في الله:
يجب علينا أن نفكر بعقولنا .. فإننا لم نخلق عبثاً، ولم نترك سُدى، وإنما خلقنا لغاية كريمة وهدف عظيم، خلقنا لعبادة الله عز وجل، فهل حققنا هذه الغاية في نفوسنا؟؟ وهل نحن حقاً عبيدٌ لله كما يريد ربنا سبحانه؟ هذا ما ينبغي أن يحاسب المرء نفسه عليه، ويتذكر أن هناك يوماً سيحاسب فيه عن كل ما قدم من خير أو شر، وأن أعماله مسجلة عليه في كتاب، وهناك شهود عليه، وملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وهذا يدعونا إلى محاسبة النفس ومراجعتها قبل أن يحل بنا الموت فلا نقدر على التوبة والإستغفار.
ولنبدأ من الآن في أداء الصلاة بخشوع وخضوع، وقراءة القرآن بتدبر، والإكثار من الإستغفار بالليل والنهار فقد قال الشيطان الرجيم : هَلَكت ابن آدم بالمعاصي وهَلَكَني بالاستغفار.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار، واجعلنا من المستغفرين لك بالليل والنهار.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

استماع القرآن عبادة صامتة

التصنيفات
القسم الاسلامي

فلاشات وعظية الكتاب و السنة

http://saaid.net/flash/wateih.htm
أرجوا أن تنال رضاكم ولا تنسونا من صالح دعائكم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

أتدرون من المفلس؟ الكتاب و السنة

عن ابى هريره رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس من لا درهم له ولا متاع. فقال صلى الله عليه وسلم: المفلس من امتى من ياتى يوم القيامة بصلاه وزكاه, وياتى قد شتم هذا وسب هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا, فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
شرح الحديث
ان الغايه المنشوده من العبادات فى الاسلام هو ان تزكى النفس الانسانيه وتوثق صله الانسان بخالقه وبالناس .
فبالصلاه ينتهى المسلم عن الفحشاء والمنكر, وبالزكاه تترعرع الالفه بين القلوب وينمو الاحسان بين الناس فى الدنيا, وبالصوم يتمرس الانسان على الصبر وسائر خصال التقوى والبر, وبالحج تتم سائر الفضائل الدينيه التى تغرسها مناسكه فى قلب المسلم.
وهكذا تثمر العبادات فى الاسلام ثمرتها وتؤتى اكلها اذا صدقت بها نيه صاحبها وارتوت منها احاسيسه, اما اذا اداها كمجرد عاده يقوم بها وافعال جامده لا روح فيها فلا وزن لها ولا ثمره ترجى من ورائها.
وما اكثر ما نرى من يحرصون على العبادات ويظهرون بالمداومه عليها ثم يفعلون ما يتنافى مع روح العبادات ويقترفون ما لا يرضاه الدين.
ان امثال هؤلاء قد ادوا العبادات بصوره هشه وكانوا كمن يحمل الكثير من المال وعليه اضعافه من الديون فان حل وقت الاداء وجدها قليله الجدوى اكثرها مزيف ولا يغنى فتيلا.
ان الحديث يصور لنا حقيقه المفلس, وانه يكون معدوم النفع بين الناس قليل الخير , كثير الشر فى الدنيا.كما انه فى الاخره هالك خاسر لا رصيد له من الخير, حيث تؤخذ من حسناته لغرمائه فاذا ما انتهت حسناته ولم تف ما عليه من حقوق اخذ من سيئاتهم فوضعت عليه ثم القى فى النار فتتم خسارته.
اما ما حسبه الناس من ان المفلس هو من لا مال له فليس حقيقيا فان من لا مال له او قل ماله قد يحصل على اليسار فينقطع افلاسه اما من لارصيد له من الدين فهو خاسر فى الدنيا والاخره وذلك هو الخسران المبين.
وهكذا يتضح لنا كيف تؤدى الاخلاق السيئه بصاحبها الى الهلاك مهما كثرت العبادات والعكس صحيح فان قليلا من العبادات الصحيحه الكامله مع حسن الخلق تكفل النجاه لصاحبها.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

أوراق من رياض العرب

المواعيد والمطل

قال صالح اللخمي:

لئن جمعت الآفات فالبخل شرها=وشر من البخل المواعيد والمطل
ولا خير في وعد إذا كان كاذبا=ولا خير في قول إذا لم يكن فعل
وقال أعرابي:

وعد الكريم نقد وتعجيل=ووعد اللئيم مطل وتعليل

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

الصلاة وأهميتها/لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز-رحمه الل -الكتاب و السنة

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن على المرء أن يهتم بالصلاة؛ لأن أمرها عظيم، ومكانتها كبيرة، وأن يخلص العبادة لله وحده لا شريك له، وأن يتبرأ مما سوى الله كائنا من كان، وأن يؤمن ويعتقد أنه سبحانه هو المعبود بالحق، وما عبد من دونه فهو باطل، كما قال عز وجل في سورة الحج: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}[1]، وفي سورة لقمان قال سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ}[2]، وقال سبحانه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ}[3]، وقال عز وجل: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[4]، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}[5] الآية.

هذا الأساس العظيم هو أصل دين الإسلام، وهو أول شيء يدخل به العبد في دين الله الإسلام، ثم يلي هذه الشهادة الشهادة بأن محمداً رسول الله، هاتان الشهادتان هما أصل الدين لا يصح دين بدونهما، إحداهما لا تغني عن الأخرى، فبعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم لا بد منهما، فلا إسلام إلا بتوحيد الله، ولا إسلام إلا بالإيمان بأن محمداً رسول الله عليه الصلاة والسلام، فلو أن إنساناً يصوم النهار ويقوم الليل، ويعبد الله بكل العبادات، ولكنه لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم بعدما بعثه الله، فإنه يكون بذلك كافراً، بل من أكفر الناس عند جميع أهل العلم، ولو أنه شهد أن محمداً رسول الله وصدقه، وعمل كل شيء، إلا أنه يشرك بالله – يعبد مع الله غيره من ملك أو نبي أو صنم أو شجر أو حجر أو جني أو كوكب – صار بذلك كافراً ضالاً، ولو قال: إن محمداً رسول الله، فلا بد من الإيمان بهما جميعاً، لا بد من توحيد الله، والإخلاص له.

ولا بد من الإيمان بأن محمداً رسول الله، بعثه الله إلى الثقلين -إلى الجن والإنس-، وكان الرسل الماضون يبعث كل واحد منهم إلى قومه خاصة، لكن نبينا محمداً عليه الصلاة والسلام بعثه الله إلى الناس كافة، إلى العرب والعجم، إلى الجن والإنس، إلى الذكور والإناث، إلى الأغنياء والفقراء، إلى الحكام والمحكومين، كلهم داخلون في رسالته عليه الصلاة والسلام، فمن أجاب هذه الدعوة التي جاء بها وانقاد لها وآمن بها دخل الجنة، ومن استكبر دخل النار، قال تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ}[6].

وقال عليه الصلاة والسلام: ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار))، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: ((كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة))، وقد قال الله عز وجل: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[7]، وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[8]، وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[9] عليه الصلاة والسلام.

ثم بعد هاتين الشهادتين أمر الصلاة، فهي التي تلي هاتين الشهادتين، وهي الركن الأعظم بعد هاتين الشهادتين، فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع. جاء في مسند أحمد بإسناد جيد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوماً بين أصحابه فقال: ((من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف))، قال بعض الأئمة في هذا: إنما يحشر من أضاع الصلاة مع هؤلاء الصناديد من الكفرة الأشقياء: فرعون، وهامان، وقارون، وأبي بن خلف؛ لكونه شابههم، والإنسان مع من شابه. قال تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ}[10] يعني أشباههم ونظراءهم.

فمن كانت علته الرياسة حتى ترك الصلاة حشر مع فرعون؛ لأن فرعون حمله ما هو فيه من الملك على التكبر، وعادى موسى عليه الصلاة والسلام من أجل ذلك، فصار من الأشقياء الذين باعوا بالخسارة وصاروا إلى النار، قال تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}[11] نعوذ بالله من ذلك. ومن حملته وظيفته أو وزارته على التخلف عن الصلاة، صار شبيهاً بهامان وزير فرعون فيحشر معه يوم القيامة نعوذ بالله من ذلك، فإن تركها من أجل المال والشهوات والنعم، شابه قارون الذي أعطاه الله المال العظيم فاستكبر وطغى، حتى خسف الله به الأرض وبداره، فيكون شبيهاً به فيحشر معه يوم القيامة إلى النار.

أما إن شغله عن الصلاة وعن حق الله البيع والشراء والمعاملات والمكاسب الدنيوية، فإنه يكون شبيهاً بأبي بن خلف – تاجر أهل مكة – فيحشر معه إلى النار، نسأل الله العافية من الكفرة وأعمالهم.

والمقصود أن أمر الصلاة عظيم، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله))[12]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))[13].

أخرجه الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه بإسناد صحيح، عن بريدة رضي الله عنه، وخرج مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))[14].

فالأمر عظيم وخطير جداً، إذا نظرنا في حال الناس اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله، فقد كثر المتخلفون عن الصلاة والمتساهلون بأدائها في الجماعة، فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين الهداية.

والله جل وعلا أوسع النعم وأكثر الخيرات، ولكن ابن آدم مثل ما قال الله جل وعلا: {كَلا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}[15].

أدر الله النعم وأوسع الخير، فقابلها الكثير من الناس بالعصيان والكفران، نعوذ بالله من ذلك، فالواجب الحذر، والواجب التبليغ، كل إنسان يبلغ من حوله ويجتهد في بذل الدعوة وبذل التوجيه لمن حوله من المتخلفين، ومن المتكاسلين، ومن المقصرين في الصلاة وغيرها من حقوق الله وحق عباده؛ لعل الله أن يهديهم بأسبابه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع)).

وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن من تركها تهاوناً وإن لم يجحد وجوبها يكفر كفرا أكبر؛ لهذه الآيات والأحاديث التي سبق ذكرها، ولو قال إنه يؤمن بوجوبها، إذا تركها تهاوناً فقد تلاعب بهذا الأمر الواجب، وقد عصى ربه معصية عظيمة، فيكفر بذلك في أصح قولي العلماء؛ لعموم الأدلة، ومنها قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))، ما قال من جحد وجوبها، بل قال: ((من تركها))، فهذا يعم من جحد ومن لم يجحد، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))، ما قال إذا جحد وجوبها.

فالرسول عليه الصلاة والسلام أفصح الناس عليه الصلاة والسلام، فهو أفصح الناس، وهو أعلم الناس، يستطيع أن يقول إذا تركها جاحداً لها، أو إذا جحد وجوبها، لا يمنعه من هذه الكلمة التي تبين الحكم لو كان الحكم كما قال هؤلاء، فلما أطلق عليه الصلاة والسلام كفره فقال: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))، دل ذلك على أن مجرد الترك والتعمد لهذا الواجب العظيم يكون به كافراً كفراً أكبر – نسأل الله العافية – ورِدّة عن الإسلام، نعوذ بالله من ذلك.

ولا يجوز للمرأة المسلمة بعد ذلك أن تبقى معه حتى يرجع إلى الله ويتوب إليه، وقد قال عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل رحمه الله: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة).

فذكر أنهم مجمعون على أن ترك الصلاة كفر، ولم يقولوا بشرط أن ينكر وجوبها، أو يجحد وجوبها، أما من قال: إنها غير واجبة، فهذا كافر عند الجميع كفراً أكبر، وإذا قال: إنها غير واجبة فقد كفر عند جميع أهل العلم، ولو صلى مع الناس، متى جحد الوجوب كفر إجماعاً، نسأل الله العافية.

وهكذا لو جحد وجوب الزكاة، أو وجوب صوم رمضان أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة كفر إجماعاً، نسأل الله العافية.

وهكذا لو قال: إن الزنا حلال، أو الخمر حلال، أو اللواط حلال، أو العقوق حلال، أو الربا حلال، كفر بإجماع المسلمين، نسأل الله العافية؛ لأنه استحل ما حرمه الله، لكن إذا كان مثله يجهل ذلك وجب تعليمه، فإن أصر على جحد الوجوب كفر إجماعا كما تقدم، والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.

[1] سورة الحج الآية 62.

[2] سورة لقمان الآية 30.

[3] سورة الإسراء الآية 23.

[4] سورة الفاتحة الآية 5.

[5] سورة البينة الآية 5.

[6] سورة هود الآية 17.

[7] سورة الأعراف الآية 158.

[8] سورة سبأ الآية 28.

[9] سورة الأنبياء الآية 107.

[10] سورة الصافات الآية 22.

[11] سورة غافر الآية 46.

[12] رواه الترمذي في الإيمان برقم (2541)، ومسند الإمام أحمد (5/231).

[13] رواه الترمذي في كتاب الإيمان، 9 – باب ما جاء في ترك الصلاة برقم (2545)، والنسائي في 5 – كتاب الصلاة، 8 – باب الحكم في تارك الصلاة، رقم (459)، وأحمد (5/346)، وابن ماجه في 5– كتاب إقامة الصلاة، 77 – باب ما جاء فيمن ترك الصلاة رقم (1079).

[14] صحيح مسلم، كتاب الإيمان، 35 – باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة برقم (86) ورواه الإمام أحمد بلفظ : " بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة "، المسند (3/389).

[15] سورة العلق الآيتان 6 – 7.

[size=6]منقول عن موقع الشيخ -رحمه الله –

[/size]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

معركة الحجاب الكتاب و السنة

http://www.islamcvoice.com/mas/open.php?cat=38&book=1932

أرجوا أن تستمعوا لهذه المحاضرة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

جواب الحكيم

سئل أحد الحكماء: أي الأمور أشد تأييدا للفتى, وأيها أشد إضرارا به؟
قال: أشدها تأييدا له ثلاثة أشياء: مشاورة العلماء, وتجربة الأمور, وحسن التثبت. وأشدها إضرارا به ثلاثة أشياء: الإستبداد, والتهاون والعجلة.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

ورجل ذكر الله خاليا…ففاضت عيناه الكتاب و السنة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .. وبعد:
‏.. في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل له إلا ظله
رجلا ذكر الله أي وعيده وعقابه خاليا ففاضت عيناه
‏:‏ أي خوفا مما جناه واقترفه من المخالفات والذنوب ‏.‏ ‏
‏وفي حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‏:‏ ‏{‏ عينان لا تمسهما النار عين بكت في جوف الليل من خشية الله ‏,‏ وعين باتت تحرس في سبيل الله تعالى ‏}‏ ‏.‏ ‏
‏وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‏:‏ ‏{‏ كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا غضت عن محارم الله ‏,‏ وعينا سهرت في سبيل الله ‏,‏ وعينا يخرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى ‏}‏ ‏.‏ ‏
‏ ‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏( ‏لا يلج ‏-‏ أي لا يدخل ‏-‏ النار رجل بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع ‏,‏ ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم )‏.
‏ وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ‏:‏ لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار.
‏ وقال عون بن عبد الله ‏:‏ بلغني أنه لا تصيب دموع الإنسان من خشية الله مكانا من جسده إلا حرم الله ذلك المكان على النار ‏,
‏ وكان لصدر رسول الله صلى الله عليه وسلم أزيز كأزيز المرجل من البكاء أي فوران وغليان كغليان القدر على النار ‏.
‏ وقال الكندي ‏:‏ البكاء من خشية الله تطفئ الدمعة منه أمثال البحار من النار ‏.‏
وكان ابن السماك يعاتب نفسه ويقول لها ‏:‏ تقولين قول الزاهدين وتعملين عمل المنافقين ‏,‏ ومن ذلك الجنة تطلبين أن تدخليها ‏,‏ هيهات هيهات للجنة قوم آخرون ولهم أعمال غير ما نحن عاملون
‏وأخرج ابن أبي الدنيا أنه صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏{‏ إذا اقشعر جسد العبد من مخافة الله عز وجل تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها ‏}‏ ‏.‏ ‏
‏وقال صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏{‏ قال الله سبحانه وتعالى ‏:‏ وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ‏,‏ إن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ‏,‏ وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ‏}‏ ‏.
‏ وقال أبو سليمان الداراني ‏:‏ كل قلب ليس فيه خوف الله فهو خراب ‏.‏ وقد قال تعالى ‏:‏ ‏( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ).‏
‏ وقال مالك بن دينار ‏:‏ البكاء على الخطيئة يحط الذنوب كما يحط الريح الورق اليابس ‏.‏ ‏
‏وقال بعض السلف ‏:‏ لو نودي ليدخل الجنة كل الناس إلا رجلا واحدا لخشيت أن أكون أنا ذلك الرجل ‏,
اللهم ثبت قلوبنا
على الايمان
اللهم آتنا قلوبآ خاشعة و أعين تدمع
من خشيتك … آمين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

إقرأ ِصدق معجـزة الرسـول الكتاب و السنة

مركبة أمريكية تؤكد انشقاق القمر في بداية الدعوة الإسلامية


أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة صدق معجزة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بِشأن انشقاق القمر فى بداية بعثه نبيا للأمة. وتم إثبات ذلك من خلال الصورة التي التقطتها مركبة الفضاء الأمريكية ونشرت خلال الفترة الماضية في مختلف أنحاء العالم.

وجاء في تقرير جرى توزيعه على المؤسسات العلمية في مختلف أنحاء العالم أن الصورة التي تظهر حدوث انشقاق على سطح القمر تؤكد أن القمر انشق إلى نصفين خلال عمره الجيولوجي مع بداية ظهور الدعوة الإسلامية. وأكد التقرير أن العلماء لم يتمكنوا من إعطاء تفسير علمي لظاهرة انشقاق القمر حيث لم يحدث أي انشطار لأي جرم من الأجرام السماوية من قبل مثلما حدث للقمر.

يذكر أن معجزة انشقاق القمر حدثت في أول عهد النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه قريش انشقاق القمر ليؤكد ذلك صدقه ونبوته فحدث الانشقاق وشاهد سكان مكة المكرمة والبوادي في الجزيرة العربية بالعين المجردة حدوث انقسام القمر إلى نصفين حال حدوثه.