التصنيفات
القسم الاسلامي

الاختلاط والسفور -الكتاب و السنة

الاختلاط والسفور
اولا: مبحث الاختلاط

تعريف الاختلاط :-
1 التعريف اللغوي
الإختلاط لغةً : " خَلَطَ الشيءَ بالشيئ يخْلِطُهُ خَلْطَاً وخَلَّطَهُ فَاخْتَلَطَ : مزجه واختلطا . وخالط الشيء مخالطةً وخِلاطَاً : مازجه . والخِلْطُ : ما خالط الشيء ، وجمعه أَخْلَطٌ "1
" خلط الشئ بالشئ خلطه خاطاً : ضمه إليه ( خَالَطَهُ ) مُخَالَطَةً وخِلَاطَاً ، مَازَجهُ ( اخْتَلَطَ) عقله : فسد . واختلط الشيء بالشيء : خالطه . ويقال : اختلطوا في الحديث : اشتبكوا . ( تَخَلَطَ ) الشيئان : اختلطا . وتخالط القوم في الحرب : اشتبكوا . ويقال : أَخْلَاطٌ من الناس : مجتمعون مختلطون . و(الخِلْطَة ) العِشْرَة "2
( خَلَطَ ) الشيء بغيره من باب ضرب ( فاختلط ) و( خَالَطَهُ مُخالطةً ) و ( خِلَاطَاً ) بالكسر . و (اخَلَطَ ) فلان ، أي فسد عقله "3
" ( خَلَطَ ) خلطت الشيء بغيره خاطاً من باب ضرب ، ضممته إليه فاختلط ، قال المرزوقي : أصل الخلط تداخل أجزاء الأشياء بعضها في بعض ، وقد توسع فيه حتى قيل رجل خليط ، إذا اختلط بالناس كثيراً ، والجمع الخُلَطَاء . والخُلْطَةُ بالضم اسم من الاختلاط مثل الفُرقة من الافتراق ، وقد يكنى بالمخالطة عن الجماع ، ومنه قول الفقهاء : خالطها مخالطة الأزواج ، يريدون الجماع "4.

1- لسان العرب لابن منظور دار المعارف ج2 229}
2- المعجم الوسيط 0 .
3- مختار الصحاح / محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرّازي / مراجعة لجنة تحقيق التراث بدار
الكتب المصرية / 84- 185 .
4- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي / الجزء الأول والثاني ط27 القاهرة / المطبعة
الأميرية 1928م للعالم أحمد بن محمد بن على المقري الفيومي .

( خلط ) " بقول خلطت الشيء بغيره فاختلط ، و رجل مِخْلَطٌ ، حسن المداخلة للأمور ،
والخليط : المجاور"1 .
2/ التعريف الاصطلاحي:-
الاختلاط هو اجتماع الرجل بالمرأة التي ليست بمحرم اجتماعاً يؤدي إلى ريبة ، وهو "محرم" 2
الادلة الواردة في عدم الاختلاط:-
يقول تعالى : " ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النيي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق ، وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ، وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً ، أن ذلكم كان عند الله عظيماً "3
( تقرر الآية الحجاب بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم والرجال : " وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن " … يقول هذا عن نساء الني الطاهرات ، أمهات المؤمنين ، وعن رجال الصدر الأول من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق ! وحين يقول الله قولاً ويقول خلق من خلقه قولاً ، فالقول لله – سبحانه – وكل قول آخر هراء ، لا يردده إلا من يجرؤ على القول بأن العبيد الفانين أعلم بالنفس البشرية من الخالق الباقي الذي خلق هؤلاء العبيد )4
1- معجم مقاييس اللغة / لأبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا / تحقيق وضبط ، عبد السلام محمد
هرون / المجلد الثاني / دار الجيل ، بيروت / 08 .
2- المرأة والتربية الإسلامية (سلسلة رسائل إلى أختي المؤمنة ) / الشيخ محمد الأباصيري خليفة /
مكتبة الفلاح ، الكويت / الطبعة الأولى 1404هت-1984م 7.
3- سورة الأحزاب ، الآية 53 .
4– في ظلال القرآن / لسيد قطب / المجلد الخامس/ الطبعة الشرعية العاشرة / 1402هت-1982م /
دار الشروق ، بيروت / 878

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بالتفريق بينهم في المضاجع؛ لأن قرب أحدهما من الآخر في سن العاشرة وما بعدها وسيلة لوقوع الفاحشة بسبب اختلاط البنين والبنات . ولا شك أن اجتماعهم في المرحلة الابتدائية كل يوم وسيلة لذلك ، كما أنه وسيلة للاختلاط فيما بعد ذلك من المراحل
الأسباب التي تدعو إلى الإختلاط:
" نجد أن المجتمع الغربي الحديث مؤسساً على ثلاث قواعد :
1- المساواة بين الرجال والنساء .
2- استقلال النساء بشؤون معاشهن .
3- الاختلاط المطلق بين الرجال والنساء .
سبل العلاج من الاختلاط :
نجد أن الاختلاط ينشأ أكثر ما ينشأ من خروج المرأة إلى العمل وهذا الأمر يجب أن تضع له الدولة والجهات المختصة المعالجات التالية :-
Ý- وضع المناهج على أساس إسلامي سليم مع مراعاة الطبيعة المختلفة بين الجنسين .
ȝ- وضع برامج الإعلام على أساس إسلامي سليم بعيداً عن الإثارة الرخيصة والانحراف .
ج- يتم تيسيير الزواج في المجتمع بما يشغل ( الفتاة ) بمهمتها الأولى ، وبعد ذلك التيسير على النساء العاملات ألا تقتل الوظائف أنوثتهن، وتعطل عليهن أو تهدم بيوتهن وأسرهن ، وألا تضعهن تحت ضغط الحاجة في وضع مهين .
هـ – لا بد من ربط التعليم المدني بالتعليم الديني، ربطاً يراعي روح العصر وفضائل الأخلاق .
و- ايجاد كليات تخصصية تهدف إلى تكوين مدرسات واعيات يقدن الفتيات إلى كيفية اختيار الكلية والتخصص التي تناسبها كفتاة مسلمة .
ز- وضع الحوافز من قبل الدولة التي تشجع على ذلك .
ح- حماية ( البيئة ) الإسلامية من المؤثرات السلبية التي نفذ أغلبها عن طريق وسائل الإعلام .
ط- تقديم برامج واعية هادفة في شتى وسائل الإعلام بقصد تقديم الفكرة الإسلامية السليمة حول المرأة ودورها في الحياة ، واستكتاب العلماء والباحثين والاستعانة بهم في الصحف والمجلات لذات الغرض .
ي- مراجعة الكتب وتوجيه الشباب في كيفية الاستخدام السليم للإنترنيت الذي يعود بالفائدة "1 .
" لا بد من تعليم الأبناء منذ الصغر العادات والسلوك الحميدة ، فيجب أن تتغير علاقاتنا بأبنائنا تبعاً لأعمارهم ، وتبعاً لمقدار ما أفادوه من ثقافة وتعليم ، وإن ما عانيناه و ما نزال نعانيه من أزمة في تقدير العلاقات بيننا وبين أولادنا مردّه إلى أننا نسير على وتيرة واحدة في تربيتهم ومعاملتهم . فإما أننا نعاملهم بشدة مطلقة في جميع ظروفهم ، وفي جميع سنين حياتهم ، وإما أن نتراخى معهم في المعاملة ، فنترك لهم حريتهم كاملة، وتصرفاتهم من غير تعقيب عليها ، تحت تأثير ما فهمناه خطأً من حرية الأولاد وتربيتهم على الحرية غير المحدودة . وترجع الأزمات الخُلقية بين الأولاد وآبائهم إلى أمورٍ ثلاثة : –
Ý- الشدة المتناهية في المعاملة لفهم خاطئ لدى الآباء بأن في يده السلطة وأ نه يملك زمام الأسرة ويريد أن تسير في ركاب آرائه حتى ولو كانت غير صحيحة .
ȝ- الجري مع السهولة المتناهية في معاملة الأولاد وإجابة كل رغباتهم وترك أمورهم إلى أنفسهم ، في غير رقابة ولا محاسبة ، فيظل الولد طفلاً وهو في العشرين من عمره لا يعرف من الحياة إلا وجهها الواضح .

1– انظر عمل المرأة وموقف الإسلام منه / عبد الرب نور الدين / الطبعة الثانية 1408هـ- 1987م / دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع ، المنصورة 2

̝- عدم التكافؤ في الأسرة ، وهذا نعانيه بعد انتشار التعليم ، وبعد أن قدر ذلك الآباء ، الذين ليس لهم خظ من الثقافة والتعليم ، فعلّموا أبناءهم ، فالابن متعلم والأب جاهل ، وكذا البنت مع أمها ، فسقف البيت يخيّم عليه أخلاط من التفكير ، فالابن يفكر والأب يتسلط ، والبنت المتعلمة تريد والأم الجاهلة تمنع ، فإذا اصطمت هذه الإرادات المتضاربة عاشت الأسرة في جحيم من الخلاف والشقاق وتغاير المفاهيم ، فيشب الأولاد ن الطوف ويتصرفون بخرية قد تتجاوز ضوابط الأخلاق " 1
وإذا تتبعنا الآثار السيئة للجلسات المختلطة في الزيارات العائلية فسنجد مفاسد
كثيرة منها :
1. غالب الناس في مجالس الاختلاط حجابهن معدوم أو مختل فتبدي المرأة الزينة التي نهاها الله عن إبدائها لغير من يحل لها أن تكشف عنده ، في قوله تعالى : ( ولا يبدين زينتهن ) ويحدث أن تتزين المرأة للأجانب في مجلس الاختلاط مالا تتزين به لزوجها مطلقاً .
2. رؤية الرجل للنساء في المجلس الواحد سبب لفساد الدين والخلق ، والثوران المحرم للشهوات . ما يحدث من التنازع والتقاطع الفظيع ، عندما ينظر هذا إلى زوجة ذاك ، أو يغمز هذا زوجة ذاك ، أو يمازحها ويضاحكها والعكس ، وبعد الرجوع إلى البيت تبدأ تصفية الحسابات .
3. وتتبادل الاتهامات وتنتهي المسألة بعداوات أو حالات طلاق .
4. يندب بعضهم أو بعضهن حظوظهم في الزواج عندما يقارن الرجل زوجته بزوجة صاحبه ، أو تقارن المرأة زوجها بزوج صاحبتها ، ويقول الرجل في نفسه : فلانة تناقش وتجيب .. ثقافتها واسعة ، وامرأتي جاهلة ، ما عندها ثقافة .. وتقول المرأة في نفسها : يا حظ فلانة زوجها أنيق ولبق ، وزوجي ثقيل الظل يرمي الكلمة دون وزن ، وهذا يفسد العلاقة الزوجية أو يؤدي إلى سوء العشرة .

1- خُلُقٌ ودين / دراسات اجتماعية أخلاقية دينية / د. إبراهيم سلامة / الطبعة الأولى 1373هـ – 1954م 4

5. تزين بعضهم لبعض بما ليس فيهم إدعاء وكذباً ، فهذا يصدر الأوامر لزوجته بين الرجال ويتظاهر بقوة شخصيته ، وإذا خلا بها في البيت فهو قط وديع ، وتلك تستعير ذهباً تلبسه لتري الجلساء أنها تملك كذا وكذا ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور )1 ما ينتج عن هذه السهرات المختلطة من ضياع للأوقات ، وآفات اللسان ، وترك الأولاد الصغار في البيوت ( حتى لا تُفسد السهرة بالصياح! ) .
وقد تتطور الأمور إلى اشتمال هذه السهرات المختلطة على أنواع عظيمة من الكبائر، مثل: الخمر والميسر ، وخصوصاً في أوساط ما يسمى بالطبقة المخملية ، ومن الكبائر التي تسري عبر هذه المجالس الاقتداء بالكفار ، والتشبه بهم في الزي والعادات المختلفة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من تشبه بقوم فهو منهم )2
تحريم الدعوة إلى الاختلاط :

اتسمت الشريعة الإسلامية بسمات جعلتها الشريعة الوحيدة الصالحة لضبط وتوجيه سلوك المجتمع المسلم فى كل مناحى الحياة ، وتمتد هذه الصلاحية عبر الزمن والجغرافيا والإجتماع لتنتظم كل الشأن الإنسانى ضبطاً و إصلاحاً و تهذيباً ، بما يتناسب ومصلحة النوع البشرى .
ويتضح ذلك الأمر جلياً إذا أجلنا النظر فى تنانلته الشريعة من قضايا ، و ما حددته من أحكام ، وما وطدته من تشريعات ، وما اتسمت به من مزايا ، وما تطرقت إليه امور ، تناولت شتى الظروف والحاجات للأمم ، والشعوب المختلفة ،المتباينة الثقافات ،الا انها رغم ذلك لم تعجز من أن تقدم الرؤية المناسبة لحال المجتمع أياً كان نصيبه من التقدم أو التأخرالمادى أو الثقافى أو الروحى.

1- رواه البخاري ، الفتح 9/317 .
2- رواه الإمام أحمد في المسند 2/50 وهو في صحيح الجامع 2828 ، وكذلك 6025

وترجع صلاحية وتميز الشريعة لصفاتها ومميزاتها الخاصة مقارنة بالشرائع الأخرى فهى من حيث المصدرية " لاتماثل القانون ولا تساويه ، وتختلف عنه فى انها من عند الله تتمثل فيها قدرته وكماله ، وقد صاغها بحيث تحيط بكل شىء فى الحال والمستقبل , امر بأن لا تتغير " لا تبديل لكلمات الله"[1] ومن جهة فإن الشريعة متقدمة لأنها مرنة وعامة وتتسع لحاجات الجماعة مهما طالت الأزمان وتطورت الجماعة ، كما أن الشريعة هى التى تصنع قيم وتقاليد الجماعة و تحكمها ، وقد أدت وظيفتها على مر ئالعصور طالما تمسك المسلمون بها "[2]كما أن الشريعة بحكم الهية مصدريتها لم تتطور وتنمو مع حال الجماعة، وانما جاءت كاملة "عليه فإن الاختلاط وسيلة لشر كثير وفساد كبير لا يجوز فعله .
" كثر الكلام عن الكبت الجنسي وأن السبيل إلى تلافي الأضرار المتولدة عن هذا الكبت هي اختلاط الذكور والإناث وتخفف النساء من الحجاب ومن الثياب"1
" وهذه الدعوة تنتهي إلى ما انتهت إليه الأمر في مدن العراة التي نكست فيها المدنية فانتكست إلى الهمجية الأولى ، ذلك هو المجتمع المختلط الذي يدعون إلى تعميمه في المدارس والإدارات الحكومية وفي المصانع والشركات والأندية والمجتمعات ، والواقع أن هذا الإتجاه هو جزء من اتجاه أكبر وأعم يراد به ( فرنجة ) المرأة الشرقية وحملها على أساليب الغرب في شتى شؤونها : في الزواج وفي الطلاق وفي المشاركة في العمل والانتاج في شتى الميادين وفي الزي وفي المحافل والمراقص ، وهذا الإتجاه هو بدوره جزء من اتجاه أكبر يراد به سلخنا من أدب أسلامنا وتشريعه وإ لحاقنا بالغرب في التشريع والأدب"2

1- حصوننا مهددة من داخلها ( في أوكارالهدامين ) م د. محمد محمد حسنين / مكتبة المنار الإسلامية/ الكويت- الطبعة الأولى 1387هـ – 1967م .07 .
2- المصدر السابق نفسه ص 108 .

وإكمالاً لهذا المؤامرة التي حيكت من قبل ضد المرأة فقد خرجت اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ( سيداو ) " وقبل أن نطبق المعيار الفقهي على هذه الاتفاقية فإن الخلل يكمن من الاسم ( القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ) فلا يقبل العقل ولا المنطق ولا الوجدان السليم القضاء على جميع أشكال التمييز لأن التمييز بكل المعايير فيه الحسن وفيه السيء ، ولو كان العنوان القضاء على جميع أشكال الظلم لكان مقبولاً ، ثم تختلف الآراء حول ما هو ظلم أو ليس بظلم 1"
" تقوم الأدلة وتتضافر على أنَّ ثمة علاقة وثيقة بين الدعوة إلى العولمة في الإقتصاد والتجارة والثقافة والسلوك وبين جذور الصهيونية ومخططاتها للاستيلاء على العالم ، ومن أول هذه الدعوة هو النظام الاجتماعي السائد الذي يرتكز على الدين والفطرة السليمة ويدعو للمثل والأخلاق والركن الأساس في النظام الاجتماعي وهو الأسرة ، فلا بد من توهية العلائق لنظام الأسرة حتى تتحطم تماماً ومن ثم ينهار المجتمع ليصبح لقمة سائقة في فم الصهيونية وعجينة سهلة يمكن تشكيلها لقد اتخذته هذه الاتفاقية منهج التدرج الوئيد حتى تتمكن ثم تقفز لتحطيم المجتمعات، فهي مبادرة من الحركة (الأنثوية الراديكالية) ، وهي حركة تحولت للدعوة لعالم نسائي بلا رجال ، وقد أعدت هذه الإتفاقية من قبل مفوضية مركز المرأة بالأمم المتحدة عام 1979م وتبنتها الأمم المتحدة في 1/12/1979م ودخلت حيز النفاذ في 3/12/1981م بعد مصادقة عشرين دولة عليها لم تكن فيها دولة إسلامية واحدة ، وقد وقعت عليها حتى الآن 163 دولة ليس من بينها الولايات المتحدة الأمريكية .
وإن الأهداف الخفية لهذه الإتفاقية هي تحطيم الأسرة ونشر الفساد الأخلاقي ليصبح العالم تحت السيطرة الكاملة للصهيونية .

1- الندوة العلمية الفقهية لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة / المعيار الفقهي للاتفاقية / إعداد محمد إبراهيم محمد .

هذه الاتفاقية التي تقوم على مبدأ المساواة المطلقة والتماثل التام بين المرأة والرجل في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليم والمهن الرياضية والحريات العامة وقوانين الأسرة في الميراث والقوانين ، ومحل السكن ومنح الجنسية حلاً أوحداً وأساساً لحل مشاكل المرأة " 1
" لم يطرح للمرأة شيء من الحقوق في غير المجال الإسلامي إلا في أواخر القرن التاسع الميلادي ، بعد أ ن تو سعت النهضة الصناعية في أوربا – فأوجدت مع توسعها- أسلوباً جديداً للحياة اضطر المرأة إلى أن تخرج للعمل في المصانع والشركات والمعامل . فكانت الحاجة إلى عملها أعظم ضاغط على الرجل جعلتها تفتح فمها بالمطالب وتقاضيه ما سمي ( حقوقاً للمرأة )"2
ونجد أن " الأسلام سوّى بين الرجل والمرأة في حق العمل ، فأباح للمرأة أن تضطلع بالوظائف والأعمال المشروعة التي تحسن أداءها ولا تتنافر مع طبيعتها ، ولم يقيد هذا الحق إلا بما يخفظ للمرأة كرامتها ، ويصونها من التبذل ، وينأى بها عن كل ما يتنافى مع الخلق الكريم ، فاشترط أن تؤدي عملها في وقار وحشمة ، وفي صورة بعيدة عن مظان الفتنة ، وألا يكون من شأن هذا العمل أن يؤدي إلى ضرر اجتماعي أو خلقي أو يعوقها عن أداء واجباتها الأخرى نحو زوجها وأولادها وبيتها ، أو يكلفها ما لا طاقة لها به ، وألا أتخرج في زيها وزينتها وستر أعضاء جسمها ، واختلاطها بغيرها في أثناء أدائها لعملها في الخارج عما سنته الشريعة الإسلامية في هذه الشؤون "3
ومن أهم الشروط الشرعية لعمل المرأة هي :
أ- الحجاب . ب- أمن الفتنة ظز ج- إذن الولي . د- ألا يستغرق جهدها أو يتنافى مع طبيعتها .

1- انظر" الندوة العلمية الفقهية لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة / المعيار الفقهي
للاتفاقية / إعداد محمد إبراهيم محمد .
2- المرأة في التصور الإسلامي / عبد العال محمد الجبري 41 / الطبعة الأولى ، مكتبة وهبة
ربيع الأول 1395هـ – أبريل 1975م .
3- حقوق الأنسان في الإسلام / عبد الحميد وافي 5

المبحث الثاني
السفور

1/ تعريف السفور :-
أ- التعريف اللغوي:
سَفَرَ البيت وغيره يَسْفِرُهُ سَفْرَاً ، كنسه . والْمِسْفَرَةُ : الْمِكْنَسَةُ ، وأصله الكشف. والسُّفَارِةُ ، بالضم : الْكُنَاسَةُ ، وقد سَفَرَهُ: كَشَطَهُ .
وسَفَرَتِ الريح الغيم عن وجه السماء سَفْرَاً فَانْسَفَرَ : فرقته فتفرق ، وكشطته عن وجه السماء "1
" وسَفَرَتِ المرأةُ وجهها إذا كشفت النقاب عن وجهها تَسْفِرُ سُفُورَاً ، ومنه سَفَرْتُ بين القوم أَسْفِر سُفُورَاً ، ومنه سَفَرْتُ بين القوم أَسْفِرُ سِفَارَةً ، أي كشفت ما في قلب هذا وقلب هذا لأصلح بينهم . وسَفَرَتِ المرأةُ نقابها تَسْفِرَهُ سُفُورَاً فهي سَافِرَةٌ: جَلَتْهُ "2
( سَفَرَ ) سُفُورَاً : وضح وانكشف . يقال : سفر الصبح : أضاء وأشرق . وسفرت الشمس : طلعت . وسفر وجهه حسناً : أشرق وعلاه جمالٌ . وسفرت المرأة : كشفت عن وجهها . ويقال : سفر العمامة عن رأسه : كشفها .
ويقال : امرأة سافر : للكاشفة عن وجهها . وفرس سافر اللحم : قليله "3
" سفرت المرأة : كشفت عن وجهها في ( سافرة ) . وسفر البيتَ : كنسه . و( أَسْفَرَ ) وجهه حسناً : أشرق "4

1- لسان العرب ج3024
2- لسان العرب ج3025
3- انظر المعجم الوسيط 32- 433
4- مختار الصحاح 01 .

ب- التعريف الاصطلاحي :
" السفور هو أن تظهر المرأة للرجال الأجانب ما يوجب عليها الإسلام أن تستره من زينتها وبدنها" وهو – محرم – والأمر بالحجاب يعتبر نهياً عنه "(1)
الادلة الواردة فيه
" تضافرت الأدلة الشرعية على تحريم السفور والتبرج ، فمن القرآن الكريم قوله تعالى : " " يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وأتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيراً "(2)
ومن السنة ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : " يرحم الله نساء المهاجرين الأول لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن مروطهن(3) فاختمرن بها " ويتضح من هذه الأدلة تحريم التبرج والسفور صيانةً لأخلاق النساء عن التحلل وحرصاً على حيائهن من السقوط ن وحفظاً لعفافهن من الدنس "(4).
مضاره :
الحرية كلمة أخذت من وصف الحر ، فالحر والحرية متلاقيان في المؤدى وإن كانت الحرية وصفاً ، والحر موصوفاً ، والحر حقاً هو الشخص الذي تتجلى فيه المعاني الإنسانية العالية ويضبط نفسه فلا تتدلى إلى سفاسف الأمور ، ولا ينطلق وراء أهوائه وشهواته ولا يكون عبداً لها ، فالحر يبتدئ بالسيادة على نفسه ، وإ طلاق إرادته وعقله

1- المرأة والتربية الإسلامية (سلسلة رسائل إلى أختي المؤمنة ) / الشيخ محمد الأباصيري خليفة /
مكتبة الفلاح ، الكويت / الطبعة الأولى 1404هت-1984م 7 .
2- الأحزاب الآيات 32، 33 .
3- المروط : المَرْطُ : كساء من خَزٍّ أو صوف أو كتَّان ، وقيل: هو الثوب الأخضر ، وجمعه مروط.
( انظر لسان العرب/ لابن منظور /جـ6 183 / طبعة دار المعارف )
4- المرأة والتربية الإسلامية (سلسلة رسائل إلى أختي المؤمنة ) الشيخ محمد الأباصيري خليفة /
مكتبة الفلاح ، الكويت / الطبعة الأولى 1404هت-1984م 8 .
من قيود شهواته ، فلا يتعدى على حقوق غيره لأنه يعطي غيره ما يعطيه لنفسه ، والحرية بهذا المعنى ليست انطلاقاً من القيود ، ولا تحكماً في الناس ، ولا اعتداءً على العباد، بل مقيدة وليست مطلقة، وإنه لا شيء في هذا الوجود يكون مطلقاً من أي قيد"(1)
ونرى مظاهر التبرج و السفور في شتى الطبقات أصبحت عرفاً سائغاً وبالتعبير المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كيف بكم إذا طغى نساؤكم ، وفجر شبابكم ، و تركتم جهادكم ؟ قالوا : وأن ذلك لكائن يا رسول الله ؟ قال : نعم كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً ، والمنكر معروفاً ؟ قالوا : وإن ذلك لكائن يارسول الله ؟ قال : نعم يقول الله بي حلفت ، لأسلطن عليهم فتنةً تدع الحليم حيراناً ، قالوا : وما المخرج يارسول الله ؟ قال : ( حتى تأطروهم على الحق أطراً ) أي تواجهوا الانحراف بقوة كبرى ، تأخذ صورة القانون و التأديب الجماعي والاستنكار الإعلامي " (2)
" لا حجاب في الإسلام بمعنى الحبس والحجر والمهانة ، ولا عائق فيه لحرية المرأة حيث تجب الحرية وتقتضي المصلحة ، وإنما هو الحجاب مانع الغواية والتبرج والفضول ، وحافظ الحرمات وآداب العفة والحياء (3)
إن عدم السفور والتبرج يحافظ على المودة بين المرأة وزوجها وبينها وبين أهلها نم أن يفسدها أفاك أثيم ، فيثير الشكوك ويفكك الأسر ، وحتى لا تعٍّرض المرأة نفسها لمواطن الفتنة والزلل ، فتفتن وتثفْتَن وبستر المرأة يظل المجتمع نظيفاً طاهراً ، لا تثار فيه الشهوات ، ويبقى الدافع الفطري العميق بين الجنسين سليماً دون استثارة مصطنعة ، ولا توجد النظرة الخائنة , ولا الشهوة الجامحة ، وإغلاق نوافذ الفتنة على هذا النحو يحول دون السُعار المجنون على الشهوات ، ذلك السعار الذي لا يرتوي ولا يهدأ إلا ريثما يعود إلى الظمأ والاندفاع ، كما هو الحال في المجتمعات المتبرجة ، ذلك أن الميل الفطري بين الرجل والمرأة ميل عميق ، وإثارته في كل حين تزيد من عراقته ، الطريق المأمون هو إبعاد المثيرات مع تهذيب الطبع وشغل الطاقة البشرية في هموم أخرى أنفع "(4).

1- انظر المجتمع الانساني في ظل الإسلام/ محمد أبو زهرة / دار الفكر / 87-188 .
2- المرأة في التصور الإسلامي / عبد العال محمد الجبري 42 / الطبعة الأولى ، مكتبة وهبة
ربيع الأول 1395هـ – أبريل 1975م .
3- المصدر السابق نفسه 90.
4- المصدر السابق نفسه 91 .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

الاحتضار وما بعده من اهوال

التصنيفات
القسم الاسلامي

<<إن تصدق الله يصدقك>> الكتاب و السنة

إن تصدق الله يصدقك

إنه ذلك الأعرابى الذى آمن بالرسول وتبعه ، فلما أعطى نصيبه من

الغنيمة بعد إحدى المعارك ، قال للرسول صلى الله عليه وسلم : ما هذا ؟

قال : " نصيبك من الغنيمة ، قال : ما تبعتك على هذا ، وإنما تبعتك على

أن أقاتل فى سبيل الله فيصيبنى سهم ها هنا ( وأشار إلى حلقه ) فأموت

فأدخل الجنة ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن تصدق الله

يصدقك " . وفى المعركة التالية جىء به وقد أصيب بسهم فى المكان

الذى أشار إليه ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أهو هو ؟ " قالوا

نعم . قال : صدق الله فصدقه الله :

لقد كان الرعيل الأول صادقين فى إيمانهم وفى أقوالهم ، يصدرون عن

عقيدة قوية وعزيمة ماضية ، ولو ذهبنا نتتبع هذا الصنف من الذين

يقولون ويفعلون ، لرأينا المئات بل الآلاف من النماذج الرائعة ، ولقد

حققوا قول الله تعالى فيهم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه

فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً

إننا بحاجة إلى هذا الصنف الكريم من المؤمنين الذين تصدق أقوالهم

معتقداتهم ، وتصدّق الأعمال القول والعقيدة . يعلمون أنهم إذ ينتسبون إلى

الإسلام بقلوبهم ومشاعرهم ، وأحاسيسهم ، وسلوكهم ، وآمالهم ، وآلامهم

ويقيمون علاقات مع غيرهم حباً وبغضاً على هدى من كتاب الله . إننا

بحاجة إلى هذا الصنف من المسلمين ، فهل نحن منهم ؟؟؟؟

من كتاب مواقف ذات عِبَر للشيخ د. عمر سليمان الأشقر

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

مراتب الناس في الصلاة -الكتاب و السنة

بسم الله الرحمن الرحيم

مراتب الناس في الصلاة

الناس في الصلاة على مراتب خمسة

قال ابن القيم رحمه الله تعالى :

والناس في الصلاة على مراتب خمسة :
أحدها : مرتبة الظالم لنفسه المفرط وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.

الثاني : من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار.

الثالث : من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد.

الرابع : من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها واتمامها قد استغرق قلب شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك
وتعالى فيها.

الخامس : من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل ناظرا بقبله إليه مراقبا له ممتلئا من محبته وعظمته كأنه يراه ويشاهده وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطوات وارتفعت حجبها بينه وبين ربه فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض وهذا في صلاته مشغول بربه عز وجل قرير العين به.

فالقسم الأول معاقب والثاني محاسب والثالث مكفر عنه والرابع مثاب والخامس مقرب من ربه لأن له نصيبا ممن جعلت قرة عينه في الصلاة فمن قرت عينه بصلاته في الدنيا قرت عينه بقربه من ربه عز وجل في الآخرة وقرت عينه أيضا به في الدنيا ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات

وقد روي أن العبد إذا قام يصلي قال الله عز وجل : ( ارفعوا الحجب فإذا التفت قال أرخوها ) وقد فسر هذا الالتفات بالتفات القلب عن الله عز وجل إلى غيره فإذا التفت إلى غيره أرخى الحجاب بينه وبين العبد فدخل الشيطان وعرض عليه أمور الدنيا وأراه إياها في صورة المرآة وإذا أقبل بقلبه على الله ولم يلتفت لم يقدر الشيطان على أن يتوسط بين الله تعالى وبين ذلك القلب وإنما يدخل الشيطان إذا وقع الحجاب فإن فر إلى الله تعالى وأحضر قلبه فر الشيطان فإن التفت حضر الشيطان فهو هكذا شأنه وشأن عدوه في الصلاة.

الوابل الصيب ،الجزء الأول ، الصفحة 38

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

شرح العبادات بالصور 2- الصلاة -الكتاب و السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا أراد المسلم أن يصلي فإنه يستقبل القبلة ثم يقول ( الله أكبر ) وهي ركن لا تنعقد الصلاة إلا بها ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ، ثم استقبل القبلة فكبر )1 .
* ولا بد من قولها باللسان ، ولا يشترط أن يرفع صوته بها .
*إذا كان الإنسان أخرس فإنه ينويها بقلبه .

* يُسَن أن يرفع يديه عند التكبير إلى منكبيه وتكون مضمومتي الأصابع [ أنظر صورة 1] لقول ابن عمر رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة ، وإذا كبر للركوع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ) 2 [ أنظر صورة 1] أو يرفعهما بمحاذاة أذنيه ، لحديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه ) 3 [ أنظر صورة 2] .

ثم يقبض كوع يده اليسرى بيده اليمنى ويضعهما على صدره 4 [ أنظر صورة 3 ] ، أو يضع يده اليمنى على كفه وذراعه الأيسر ويضعهما على صدره [ أنظر صورة 4 ] ، لحديث وائل ابن حُجر ( فكبر – أي النبي صلى الله عليه وسلم – ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه الأيسر والرسغ والساعد ) 5. ولحديث وائل : ( كان يضعهما على صدره ) 6.


وينظر إلى موضع سجوده ، لقول عائشة رضي الله عنها عن صلاته صلى الله عليه وسلم : ( ما خَلّف بَصرهُ موضعَ سجوده )7 .
* ثم يقرأ دعاء الاستفتاح ، وهو سنة ، وأدعية الاستفتاح كثيرة ، منها : ( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ) 8 .
أو يقول : ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس ، الله اغسلني بالماء والثلج والبَرَد )9 .
* ثم يستعيذ ، أي يقول : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) وإن شاء قال : ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ) وإن شاء قال : ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه )10 .
*ثم يبسمل ، أي يقول : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
* ثم يقرأ الفاتحة في كل ركعة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) 11 ، وهي ركن لا تصح الصلاة بدونها .
* وإذا كان المصلي لا يُجيد الفاتحة ، فإنه يقرأ ما تيسر من القرآن بدلها ، فإذا كان لا يجيد ذلك ، فإنه يقول : ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله )12 .
ويجب عليه المبادرة بتعلم الفاتحة .
* ثم يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن الكريم . إما سورة كاملة ، أو عدة آيات .

* ثم يركع قائلاً : ( الله أكبر ) ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو إلى حذو أذنيه ، كما سبق عند تكبيرة الإحرام [ أنظر صورة 1 و 2 ] ، ويجب أن يسوى ظهره في الركوع [ أنظر صورة 5 ] ، ويُمَكن أصابع يديه من ركبتيه مع تفريقها [ أنظر صورة 6 ].
* ويقول في ركوعه ( سبحان ربي العظيم ) . والواجب أن يقولها مرة واحدة ، وما زاد فهو سنة .
* ويسن أن يقول في ركوعه : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ) 13، أو يقول : ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) 14



ثم يرفع رأسه من الركوع قائلاً : ( سمع الله لمن حمده ) ويُسَن أن يرفع يديه – كما سبق – [ أنظر صورة 1 و صورة 2] ثم يقول بعد أن يستوي قائماً ( ربنا لك الحمد ) ، أو ( ربنا ولك الحمد ) ، أو ( اللهم ربنا لك الحمد ) ، أو ( اللهم ربنا ولك الحمد ) .
* ويُسن أن يقول بعدها : ( ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) 15 .
* ويُسَن أن يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره في هذا القيام ، كما فعل في القيام الأول قبل الركوع [ كما في صورة 3 و صورة 4 ].

وضع خاطئ
لرفع اليدين بعد الرفع من الركوع

التصنيفات
القسم الاسلامي

هل تصدق هذا ؟

هناك من يدعي أن الولي فلان له حق التصرف بالكون !
وأن السيد فلان .. يعلم الغيب .. وقد كشفت له الحجب !!
وأنه إذا غضب عليك الولي – وهو في قبره – سيصيبك مرض !!
خُرافات ..
كلها بسبب ضعف الإيمان بالله العظيم الخالق المتصرف بالكون سبحانه وحده لا شريك له .
قال تعالى : { وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا } (الإسراء : 39) .
الذي خلق هو الله .. وهو وحده الذي يحيي ويميت .. وهو وحده الضار النافع .. وهو وحده المُستحق للعبادة ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

( كلام يُكتب بماء الذهب ) -الكتاب و السنة

[color=#0033FF]يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله :[/color]

( لست ولله الحمد أدعوا إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم ، بل أدعوا إلى الله وحده لا شريك له ، وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم وأرجوا أني لا أرد الحق إذا أتاني ، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلها على الرأس والعين ، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي حاشا رسول الله صلى الله عليه فإنه لا يقول إلا الحق .. ) مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب – القسم الخامس (الرسائل الشخصية ) 52 .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

الإسلام والسيف … د. مصطفى الشكعة !!! -الكتاب و السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(1)


د. مصطفى الشكعة

يخطئ كثير من المستشرقين وغير المستشرقين حينما يذهبون في كتاباتهم إلى أن الإسلام قد انتشر بالسيف، وهم يحاولون إلباسَ دعواهم ثيابَ صدقٍ وحَيدةٍ حين يربطون بين الفتوحات الإسلامية ونشر الإسلام، والحق أن الذين يركبون المركب الخشِن في محاولة الربط بين نشر الدعوة الإسلامية وامتشاق الحسام ليسوا إلا واحدًا من رجلين:

– رجل حسن الطوية ولكنه قاصر في اطلاعه، لم يأخذ من الدراسة حول الإسلام إلا قشورًا دون أن ينفذ إلى اللباب، فيطلع على جمهور القراء بأفكار فجَّة ومعلومات خاطئة، واستنتاجات ظالمة.

– ورجل قرأ وفهم ووعى ما قرأه، ولكنه سيئ النية، شرِّير الطوية، يغالط نفسه ويظلم الإسلام بنسبة أمور إليه هو منها براءٌ.

فالمعروف أن المسلمين لم يشهروا السيف لأول مرة إلا في غزوة بدر، وهم حين فعلوا ذلك لم يكونوا عادين ولا ظالمين، وإنما كانوا يدافعون عن الدعوة التي أنزلها الله على رسوله، فآمنوا بها وهاجروا في سبيلها وحاربوا حفاظًا عليها، وإن المتتبع بعد ذلك للوقائع التي عُرفت بالغزوات لا يجد كثير عناء في أن يستنتج أن السيف الإسلامي قد شهر فيها دفاعًا عن الدين الجديد، وذَودًا عن حياض المسلمين، وحفاظًا لأرواحهم وعقيدتهم، فكانت الغزوات إمَّا حربًا دفاعيةً وإما حربًا وقائيةً، والحرب الدفاعية والحرب الوقائية كلاهما سواء.

فلما استتبَّ الإسلام في الجزيرة العربية وبدأت الفتوحات لم تكن تهدف إلى نشر الدين بقوة السيف، وإنما كانت لإخضاع الحكام الظالمين وسلِّ عروشهم، وإنقاذ أبناء البشرية مما أوقعوه عليهم من جَور، وما أحاطوهم به من ظلم وإذلال، ولذلك فإن المسلمين في فتوحاتهم لم يُرغموا أحدًا على الإسلام، ولم يقتلوا طفلاً، أو يؤذوا امرأةً، أو ينالوا شيخًا بضَرَرٍ، فلم تكن الفتوحات الإسلامية في واقعها لتحويل غير المسلمين إلى مسلمين، وإنما كانت لتوسيع نطاق السيادة الإسلامية التي هي سيادة الله، وبسط العدالة والطمأنينة على ربوع العالمين.

فأسلوب الدعوة إلى الإسلام بعيد كل البعد عن الدماء، بريءٌ كل البراءة من شهر السيف وامتشاق الحسام، وإنما السبيل إلى ذلك مسطور في حنايا الكتاب العزيز في أكثر من آية من آيات الله، فسبيل نشر الدعوة ينحصر في أن قوة الدعوة نفسها أمضى وأقوى من قوة السيف، فالله تعالى يقول: ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ (البقرة: من الاية 256) ويقول: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (النحل: من الآية 125) ويقول ﴿وقُلْ لِلَّذِيْنَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)﴾ (آل عمران: من الآية 20).

هذا هو دستور الدعوة الإسلامية، سبيلٌ كله سلامٌ وحريةُ اختيار، لا إجبار ولا إكراه، ولذلك فمن الحقائق التاريخية المسلَّم بها أن المسيحيين من العرب ظلوا متمتعين بكامل حقوقهم، وأن عمر بن الخطاب لم يفرق بين تغلب المسيحية وبين المسلمين، ومعروف أيضًا أن المسيحيين في الشام طلبوا نجدة الجيوش الإسلامية لكي تخلِّصَهم من ظلم الروم، ولكي تنشرَ العدل بينهم، فقد كانت رسالة السماء تفرض إشاعة العدالة بين الناس أيًّا كان دينهم، وإذا كان الإسلام قد فرض الجزية عليهم فلم يكن ذلك عقابًا لهم، وإنما كان ثمنًا لحمايتهم، وفي نفس الوقت سمح لهم بإقامة شعائرهم الدينية والتمتع بكامل حقوقهم على وجه من العدل والإنصاف.

وكان الحال كذلك أيضًا بالنسبة للقبط في مصر، وقد لاقوا من الاضطهاد قبل الفتح الإسلامي ما جعلهم ينتظرون وصول العرب الفاتحين بفارغ الصبر، يقول السير توماس أرنولد في وصف حالهم: "كان بعضُهم يعذَّب ثم يلقَى بهم في اليم، وتبع كثيرٌ منهم بَطْرِيقَهم إلى المنفى لينجوا من مضطهِديهم، وأخفَى عددٌ كبيرٌ منهم عقائدَهم الحقيقية وتظاهروا بقبول قرارات مجمع خلقدونية، وقد جلب الفتح الإسلامي إلى هؤلاء القبط حياةً تقوم على الحرية الدينية التي لم ينعموا بها قبل ذلك بقرن من الزمان، وقد تركهم عمرو بن العاص أحرارًا على أن يدفعوا الجزية، وكفل لهم الحرية في إقامة شعائرهم، وخلَّصهم بذلك من هذا التدخل المستمر الذي كانوا يئِنُّون من عبئه الثقيل في ظل الحكم الروماني، ولم يضع عمرو يده على شيء من ممتلكات الكنائس، ولم يرتكب عملاً من أعمال السلب والنهب، ويظهر أن حالة القبط في الأيام الأولى من حكم المسلمين كانت معتدلةً، وليس هنالك شاهد من الشواهد يدل على أن ارتدادهم عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام على نطاق واسع كان راجعًا إلى اضطهاد أو ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم المسلمين" (الدعوة إلى الإسلام: ص: 123، 124)، وهكذا وجد القبط في ظل الإسلام الحريةَ الكاملةَ بعد أن قتل الإمبراطور جستنيان من قبط الإسكندرية الأرثوذكس وحدهم مائتي ألف مواطن.

وما يقال عن دخول مسيحيّي مصر إلى الإسلام دون ضغط أو إكراه يقال عن غيرهم من سكان البلاد التي فتحها المسلمون، وها هي رسالة كتبها البطريق النسطوري يشوع ياف الثالث Isho Yabh وبعث بها إلى المطران سمعان- رئيس أساقفة فارس- يقول فيها بعد أن صوَّر حزنه لتحوُّل كثير من المسيحيين الفرس إلى الإسلام: "وإن العرب- الذين منحهم الله سلطان الدنيا- يشاهدون ما أنتم عليه، وهم بينكم كما تعلمون حق العلم، ومع ذلك فهم لا يحاربون العقيدة المسيحية، بل على العكس، يعطفون على ديننا ويكرمون قُسُسَنا وقديسي الرب، ويجودون بالفضل على الكنائس والأديار، فلماذا إذن هجر شعبُك من أهل مرو عقيدتهم من أجل هؤلاء العرب؟ ولماذا حدث ذلك أيضًا في وقت لم يرغمهم فيه العرب- كما يصرح أهل مرو أنفسهم- على ترك دينهم؟ بل هم تعهَّدوا لهم أن يبقوا عليه آمنًا مصونًا إذا هم اقتصروا على أداء جزء من تجارتهم إليهم" (توماس أرنولد: ص: 101، 182).

والإسلام لم يحفظ على غير المسلمين عقيدتهم وحياتهم وحسب، بل إن بعض حكام المسلمين بالغوا في إكرام المسيحيين واليهود، فوضعوهم في مناصب الدولة المهمة، بحيث كان منهم الوزراء والحجَّاب، سواءٌ في الدولة العباسية في بغداد أو الدولة الفاطمية في مصر أو الخلافة الإسلامية في الأندلس.

على أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل إن صلاح الدين الأيوبي الذي خاض الحروب الصليبية لم يأخذ رعاياه من المسيحيين بجريرة القادمين الباغِين من أوروبا، وإنما عاملَهم برفْقٍ أكثر، وأسبغ عليهم تسامحَه، وخفَّف عنهم الضرائب وأزال بعضها، ووضعهم في الوظائف كوزراء وكتَّاب وصيارفة، وظل حالُهم كذلك من السعادة والرعاية والاستمتاع بحرياتهم كاملةً في عهد خلفاء صلاح الدين..

لم يدخل أحد إلى الإسلام إذن خوفًا من السيف، وإنما العقيدة نفسها كانت كالنور الوهَّاج يجذب إليه الأنظار، فدخلت أفواج الناس إلى الإسلام عن رِضًى وارتياح وإيمان، فحوادث إجبار غير المسلمين على اعتناق الإسلام قليلة نادرة، وهي فرديةٌ في الغالب، ولعلها في الديانات الأخرى أكثر وأعمّ، فشرلمان- ملك فرنسا- كان يفرض التعميدات المسيحية بحد السيف وكان أولاف ملك النرويج يذبح من يرفض الدخول في الدين المسيحي من سكان فيكن VIKAN (الجزء الجنوبي من النرويج) أو يقطع أرجلهم وأيديهم، كما وجدت جماعةٌ متعصبةٌ لنشر المسيحية بالقوة أسموا أنفسهم إخون السيف.

فالذين ذهبوا إلى أن الإسلام قد انتشر بالسيف قوم مخطئون كل الخطأ؛ لأن الدين الذي يعتمد على السيف لكي ينتشر دين ضعيف، وليس الإسلام كذلك، وليس أدلَّ على ذلك من أن المهاجمين لديار الإسلام المنتصرين على المسلمين ما لبِثوا أن اعتنقوه دينًا وآمنوا برسالته، مع أن طبيعةَ الأمور تقضي أن يحوِّلوا المسلمين إلى دينهم لا أن يتحوَّلوا هم إلى الإسلام.

فالسلاجقة الوثنيون الذين فتحوا بلاد ما وراء النهر وتقدَّموا إلى العراق العجمي وظلوا يزحفون شيئًا فشيئًا حتى أخضعوا أكثر الأراضي الإسلامية.. هؤلاء الوثنيون الظافرون الفاتحون الغالبون ما لبث الدين الإسلامي بقوته وسلامته وسماحته أن استهواهم فاعتنقوه، وصاروا سلاطين مسلمين، وليس الأمر موقوفًا على هؤلاء السلاجقة وحدهم فإن قومًا أشد منهم عتوًّا وأعنف منهم ظلمًا، وأكثر منهم تعطُّشًا إلى الدماء، قد هاجموا ديار المسلمين وقضوا على خلافتهم، وقتلوا خليفتهم وخضَّبوا الأرض بدمائهم، ورنقوها بأشلائهم، أولئك هم المغول التتار المتوحِّشون الوثنيون الغالبون المنتصرون، الذين ما لبثوا أن انضمُّوا بعد حينٍ تحت لواء الإسلام، فهذَّب أخلاقهم، وجعل لهم حضارةً وفنونًا عُرفت باسم الفنون المغولية.

من يصدِّق أن هؤلاء التتار الذين سفكوا من دماء المسلمين ما لم يسفكه أحد من قبلهم، والذين يصف ابنُ الأثير فظائعهم، وجعْلهم مساجد بخارى اصطبلات خيل، وتمزيقهم للقرآن الكريم، وهدم مساجد سمرقند وبلخ، فيقول: "لقد بقيت عدة سنين معرِضًا عن ذكر هذه الحادثة استعظامًا لها، كارهًا لذكرها، فأنا أقدم إليها رِجلاً وأؤخر أخرى، فمن الذي يسهُل عليه نعي الإسلام إلى المسلمين؟ ومن الذي يهُون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسيًا منسيًّا.. إلى أن حثني جماعةٌ من الأصدقاء على تسطيرها وأنا متوقف، ثم رأيت أن ترك ذلك لا يجدي نفعًا، فنقول: هذا الفعل يتضمن ذكر الحادثة العظمى، والمصيبة الكبرى التي عقمت الأيام والليالي عن مثلها، عمَّت الخلائق، وخصَّت المسلمين، فلو قال قائل منذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم وإلى الآن: لم يبتلوا بمثلها لكان صادقًا" (ابن الأثير حوادث سنة 617هـ).

نقول: من يصدق أن هؤلاء المتوحِّشين يدخلون الإسلام طائعين وهم الظافرون الكاسحون المنتصرون؟!

على أن الأمر بالإسلام لم يقِف عند اجتذاب الوثنيين الظافرين من السلاجقة والمغول وحدَهم إليه، بل إنه جذب بعضَ الصليبيين الذين جاءوا ليحاربوا المسلمين فدخلوا فيه طائعين مختارين زرافاتٍ ووحدانًا؛ ذلك أن جنود الصليبيين بينما كانوا يجتازون آسيا الصغرى في طريقهم إلى بيت المقدس تجسَّس عليهم الإغريق من أبناء دينهم، وأبلغوا الترك المسلمين بمواقعهم، فهاجمهم الترك المسلمون وأوقعوا بهم ومزَّقوهم شرَّ ممزق، غير أن من نجا منهم- أيْ من الصليبيين- كانوا في حالةٍ من البؤس والإسراف على الموت لدرجةٍ استدرَّت عطف الترك المسلمين، فما كان منهم إلا أن واسَوا المرضَى وعالجوهم، وأغاثوا الجائعين المشرفين على الهلاك، وبذلوا لهم العطاء في كرم وسخاء

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

كيف نواجه…؟؟؟

كيف نواجه الشهوة؟ ؟

ينبغي أن يعلم الشاب والفتاة أنه ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، إن الله تعالى هو الذي خلق الناس ويعلم دواخلهم وغرائزهم، وهو الذي شرع لهم شرعه، فلا يمكن أن يأمر الله تبارك وتعالى الناس بما لا يطيقون فعله، ولا أن ينهاهم عما لا يطيقون تركه، ومن أهم وسائل العلاج لهذا الداء.

قوة الإيمان:

إن الإيمان بالله عز وجل هو العاصم – بعد توفيق الله سبحانه – للعبد من مواقعة الحرام، أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول " لا يزنى الزاني حين يزنى وهو مؤمن " ( رواه البخاري (2475) ومسلم (57) )إذاً فحين يعمر الإيمان قلبك، ويملأ فؤادك ومشاعرك فلن تتجرأ بإذن الله على محارمه. فالإيمان يردع صاحبه عما حرم الله تعالى، والإيمان يوجد في القلب الحلاوة واللذة التي لا تعدلها حلاوة الشهوة ولذتها، والإيمان يملأ القلب بمحبة الله تبارك وتعالى فلا يبقى في القلب إلا حب الله عز وجل وحب ما يحبه تبارك وتعالى، فاحرص أخي واحرصى أختي – رعاكم الله – على تعاهد بذرة الإيمان في قلوبكم فهي حين تنمو تثمر سعادة الدنيا والآخرة.

الوقاية قبل العلاج:

أي الطريقين أسهل على نفسك وأي السبيلين تختار؟ أن تطلق العنان لنفسك وتفتح الأبواب على مصارعها، ثم تظل تدافع الشهوة وتصارعها؟ أو أن تغلق الأبواب وتسد الذرائع؟

إن العاقل الحصيف والكيس الفطن يختار غلق الباب وسد الذريعة, بل أنه المنهج الشرعي فهل من العقل واتباع الشرع أن تطلق النظر فيما حرم الله عز وجل ثم تشتكى من الشهوة واستيلائها على قلبك؟ وهل يليق بك أن تتصفح المجلات الهابطة، أو تتابع الأفلام الساقطة، ثم تسأل أين طريق العفة؟ وهل تريد النجاة وأنت تسمع أغاني الحب والغرام الساقطة؟ "
إن العاقل الحصيف والكيس الفطن يختار غلق الباب وسد الذريعة

"

أخي الشاب أختي الفتاه إن أردتم النجاة فاختصروا الطريق من أوله، وأغلقوا الباب الذي يأتيكم منه الريح، وأنتم أعلم بأنفسكم، فأي طريق ( زميل، كتاب، مجلة، شريط… ) يدعوكم للمعصية ويثير فيكم الغرائز الكامنة فقولوا له هذا فراق بيننا وبينك.

وصفة نبوية ناجحة:

إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطى لكل ذي حق حقه، ونصح لكل الأمة. أتراه يترك هذا الأمر دون توجيه أو بيان؟ حاشا لله بأبي هو وأمي – صلى الله عليه وسلم – ما ترك خيرا إلا دل عليه، ولا شرا إلا حذر منه، ولذا لم يكن صلى الله عليه وسلم ليترك هذا الأمر دون بيان، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا معشر الشباب، من استطاع منك الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " رواه البخاري (5065) ومسلم (1400)، فيالها من وصفة ناجحة من طبيب القلوب والأبدان، وبادري يا أختي بالقبول بالزوج الصالح، فالتأخير مخالفة للسنة، ومدعاة للوقوع في الحرام. إن النكاح يتيح للزوجين صرف الشهوة في الحلال، دون ضغوط أو آثام، بل يؤجران على ذلك ويثابان، فعن أبى ذر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وفى بضع أحدكم صدقة " قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرا " ( رواه مسلم ( 1006) ).

الصيام:

حين لا يتيسر أمام الشاب والفتاه أمر الزواج، فهناك حل أخر إنه الصيام، فلما لا تفكر أن تصوم ثلاثة أيام من كل شهر، أو يومي الاثنين والخميس؟ الصيام يربى في الإنسان قوة الاراده والصبر والتحمل، والاستعلاء على رغبات النفس وملذاتها. فبادر أخي وبادري أختي وفقني الله وإياكم لذلك، واجتهدوا في صيام ما تستطيعون من الأيام.

إياك والصغائر:

قد تدعوك نفسك للتساهل ببعض الصغائر ( النظر، المقدمات…) وقد يتطور إلى الخلوة المحرمة، ولا شك أن الصغائر ليست كالفواحش الكبيرة لكن:

أ – الصغائر يحتقرها المرء وحين يجتمع بعضها على العبد تهلكه.

ب- لا تنس أنك في معركة دائمة مع عدو لدود يدعوك للهلاك من كل سبيل، ويسلك لإغوائك كل مسلك. إنه القائل (ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) (الأعرا7) . فأنت يا أخي حين تتساهل بالمعصية تفرح هذا العدو الحاقد، وتمده بالسلاح الذي يقاتلك به.

ج-إن وقوعك في المعصية الصغيرة وتساهلك بها، يزيل استقباح المعصية من قلبك فتعتاد عليها، حتى تقع فيما هو أكبر منها.

احذر من أن تشهد عليك جوارحك:

هل تستطيع يوما من الأيام أن تقارف معصية دون أن تستخدم جوارحك؟ (حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (فصلت (20-21 )).

إنه مشهد رهيب وموقف عصيب يوم تنطق هذه الجوارح التي هي أول ما يتمتع بلذة المعصية، يوم تنطق على المرء بما كان يعمل.

هل تستطيع الخلوة؟

حينما تغلق الباب على نفسك ولا يراك احد، وتتحرك كوامن الشهوة في نفسك تبحث لها عن متنفس فتذكر أن الله عز وجل يراك، فلو استحضرت هذه الحقيقة لما تجرأت على المعصية.

الدعاء سلاح المؤمن:

إنه سلاح لا يخون في النوائب يلجأ إليه العبد لاسيما في وقت الشدة والكرب (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) (النمل62) – أليس لكم في أنبياء الله قدوة حسنة؟ .ها هو يوسف عليه السلام تواجهه الفتنة وهو في سن الشباب فيرفع كف الضراعة لمولاه (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ) (يوسف33) . فماذا كانت النتيجة؟ اقرأ معي الآية التي تليها (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (يوسف34). فهل جربت الدعاء؟ وهل رفعت يوما كف الضراعة إلى الله، أن يحميك من الرذيلة ويصرف عنك السوء والفحشاء؟ فأخلص الدعاء إلى الله بقلب خاشع متضرع ولا تستعجل النتائج.

تذكر نعيم الجنة:

أعد الله في الجنة لمن أطاعه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ويتنعم أهل الجنة بسائر ألوان النعيم وأصنافه، بل كل ما يتمناه المرء هناك يحصل له.

ومما يتنعم به أهل الجنة إتيان هذه الشهوة لكن شتان بين ما في الدنيا والآخرة، وأنى لبشر مهما أوتى من البلاغة أن يصف هذا النعيم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

تذكرقبل ان تعصي ….

أخي في الله حاول قراءة هذا الملف كاملا فقد يثقل الشيطان عليك اتمامه فهو اي الشيطان يكره لك الخير.
فجرب واحكم على نفسك!

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده