التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

الطبري .. صاحب التاريخ من الشخصيات

اعلام الحضارة

الطبري .. صاحب التاريخ

عمر هلسة – هو صاحب التاريخ وأبو التفسير ومن عنده تبلورت فكرة كتابة التاريخ عند العرب وأصبح علماً يضاهي كل العلوم، ولولا ضياع بعض ما كتب لكان مذهبه الإسلامي حاضراً حتى يومنا هذه.
ولد محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب المعروف بالطبري في طبرستان سنة 224ه/838م ولم يبدأ بطلب العلم إلا بعد أن شب ووصل حوالي العشرين من عمره فأكثر الترحال ولقي نبلاء الرجال وسمع من مشايخ عصره وله رحلات إلى العديد من مدن العالم الإسلامي آنذاك وكان من أشهر وأعظم المؤرخين و المفسرين ومن الفقهاء المستنيرين أصحاب الفضل وله أهم مراجع التاريخ والتفسير وبرع أيضاً في علوم القراءات والحديث وبكل ما ارتبط بها من مباحث.
قرأ الطبري القرآن في بيروت على يد العباس بن الوليد وتفقه على الشافعي حتى أصبح من كبار أصحاب الشافعيّة ولكنه انفرد عنها واجتهد خيراً وأطلق مذهباً مستقلا لم يكتب له الدوام لفقدان مدوناته، وتفرق أصحابه وأتباعه، تنقل الطبري بين المدينة المنورة ومصر والري وخراسان واستقر آخر عمره في بغداد.
من أهم كتب الطبري كتاب التفسير وأجمع علماء الدين بكل القرون التي تلت الطبري على عظم قيمة هذا التفسير، وأنه لا غنى عنه لطالب العلم خصوصاً وللأمة عموماً فالطبري بلا منازع هو أبو التفسير وشيخ المفسرين، وعُدَّ تفسيره من أقوم التفاسير وأشهرها، والمرجع الأول للتفسير بالمأثور وله أيضاً تحفة لم يصنع مثلها احد قبله ألا وهو كتاب تاريخ الأمم والملوك والمعروف اليوم باسم تاريخ الطبري والذي جمع به تاريخ كل الأمم السالفة حتى يومه وأخبارهم وحكاياتهم وما وصلنا منهم وعنهم ليكون تجربة انسانية متقدمة في كتابة التاريخ ومن المراجع الأصيلة التي احتفظت بعلو مكانتها لأكثر من ألف عام وبالإضافة للكتابين السابقين ؟أهم كتابين في التفسير والتاريخ- للطبري كتاب ”آداب النفس الجيدة” وكتاب ”الأخلاق النفيسة” وكتاب ”اختلاف علماء الأمصار في أحكام شرائع الإسلام” وكتاب ”فضائل أبي بكر وعمر” رضي الله عنهما وكتابي ”صريح السنة” و”لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام” ووضح بهما مذهبه الذي اختاره وجوّده واحتج له.
تعرض الطبري لمحنة شديدة في أواخر حياته بسبب التعصب المذهبي، فلقد وقعت ضغائن ومشاحنات بين ابن جرير الطبري ورأس الحنابلة في بغداد أبي بكر بن داود أفضت إلى اضطهاد الحنابلة لابن جرير، وكان المذهب الحنبلي في هذه الفترة هو المسيطر على العراق عامة وبغداد خاصة، وتعصب العوام على ابن جرير حتى منعوا الناس من الاجتماع به، وخلطوا بينه وبين أحد علماء الشيعة واسمه متشابه مع ابن جرير، وهو ”محمد بن جرير بن رستم” وكنيته أيضًا أبو جعفر وظل ابن جرير محاصرًا في بيته متعبداً ومؤرخاً وإماماً فاضلاً وابتدأ بتصنيف كتاب تهذيب الآثار ومات قبل اتمامه سنة 310ه/922م.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

شخصيلت قلقه في التاريخ الاسلامي -الحجاج بن يوسف الثقفي

الحجاج.. الوجه المشرق
(في ذكرى وفاته: 21 من رمضان 95 ه)
أحمد تمام

اضغط على الخريطة للتكبير

احتل الحجاج بن يوسف الثقفي مكانة متميزة بين أعلام الإسلام، ويندر أن تقرأ كتابًا في التاريخ أو الأدب ليس فيه ذكر للحجاج الذي خرج من سواد الناس إلى الصدارة بين الرجال وصانعي التاريخ بملكاته الفردية ومواهبه الفذة في القيادة والإدارة.
وعلى قدر شهرة الحجاج كانت شهرة ما نُسب إليه من مظالم؛ حتى عده كثير من المؤرخين صورة مجسمة للظلم، ومثالا بالغا للطغيان، وأصبح ذكر اسمه يستدعي في الحال معاني الظلم والاستبداد، وضاعت أعمال الحجاج الجليلة بين ركام الروايات التي تروي مفاسده وتعطشه للدماء، وإسرافه في انتهاكها، وأضافت بعض الأدبيات التاريخية إلى حياته ما لم يحدث حتى صار شخصية أسطورية بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع، وقليل من المؤرخين من أنصف الحجاج، ورد له ما يستحق من تقدير.
وإذا كان الجانب المظلم قد طغى على صورة الحجاج، فإننا سنحاول إبراز الجانب الآخر المشرق في حياته، والمؤثر في تاريخ المسلمين حتى تستبين شخصية الحجاج بحلوها ومرها وخيرها وشرها.
المولد والنشأة
في الطائف كان مولد الحجاج بن يوسف الثقفي في سنة (41 ه = 661م)، ونشأ بين أسرة كريمة من بيوت ثقيف، وكان أبوه رجلا تقيًّا على جانب من العلم والفضل، وقضى معظم حياته في الطائف، يعلم أبناءها القرآن الكريم دون أن يتخذ ذلك حرفة أو يأخذ عليه أجرا.
حفظ الحجاج القرآن على يد أبيه ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين، مثل: عبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، ثم اشتغل وهو في بداية حياته بتعليم الصبيان، شأنه في ذلك شأن أبيه.
وكان لنشأة الحجاج في الطائف أثر بالغ في فصاحته؛ حيث كان على اتصال بقبيلة هذيل أفصح العرب، فشب خطيبا، حتى قال عنه أبو عمرو بن العلاء: "ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج"، وتشهد خطبه بمقدرة فائقة في البلاغة والبيان.
الحجاج وابن الزبير
لفت الحجاج أنظار الخليفة عبد الملك بن مروان، ورأى فيه شدة وحزما وقدرة وكفاءة، وكان في حاجة إليه؛ حتى ينهي الصراع الدائر بينه وبين عبد الله بن الزبير الذي كان قد أعلن نفسه خليفة سنة (64ه = 683م) بعد وفاة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ودان له بالولاء معظم أنحاء العالم الإسلامي، ولم يبق سوى الأردن التي ظلت على ولائها للأمويين، وبايعت مروان بن الحكم بالخلافة، فنجح في استعادة مصر من قبضة ابن الزبير، ثم توفي تاركا لابنه عبد الملك استكمال المهمة، فانتزع العراق، ولم يبق في يد عبد الله بن الزبير سوى الحجاز؛ فجهز عبد الملك حملة بقيادة الحجاج؛ للقضاء على دولته تماما.

حاصر الحجاج مكة المشرفة، وضيّق الخناق على ابن الزبير المحتمي بالبيت، وكان أصحابه قد تفرقوا عنه وخذلوه، ولم يبق سوى قلة صابرة، لم تغنِ عنه شيئا، ولم تستطع الدفاع عن المدينة المقدسة التي يضربها الحجاج بالمنجنيق دون مراعاة لحرمتها وقداستها؛ حتى تهدمت بعض أجزاء من الكعبة، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته، وعودة الوحدة للأمة الإسلامية التي أصبحت في ذلك العام (73 ه = 693م) تدين بالطاعة لخليفة واحد، وهو عبد الملك بن مروان.
وكان من أثر هذا الظفر أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه، وكانت تضم مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليه اليمن واليمامة فكان عند حسن ظن الخليفة وأظهر حزما وعزما في إدارته؛ حتى تحسنت أحوال الحجاز، فأعاد بناء الكعبة، وبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة، وحفر الآبار، وشيد السدود.

الحجاج في العراق
بعد أن أمضى الحجاج زهاء عامين واليًا على الحجاز نقله الخليفة واليا على العراق بعد وفاة أخيه بشر بن مروان، وكانت الأمور في العراق بالغة الفوضى والاضطراب، تحتاج إلى من يعيد الأمن والاستقرار، ويسوس الناس على الجادة بعد أن تقاعسوا عن الخروج للجهاد وركنوا إلى الدعة والسكون، واشتدت معارضتهم للدولة، وازداد خطر الخوارج، وقويت شكوتهم بعد أن عجز الولاة عن كبح جماحهم.

ولبى الحجاج أمر الخليفة وأسرع في سنة (75ه = 694م) إلى الكوفة، وفي أول لقاء معهم خطب في المسجد خطبة عاصفة أنذر فيها وتوعد المخالفين والخارجين على سلطان الخليفة والمتكاسلين عن الخروج لقتال الخوارج الأزارقة، وخطبة الحجاج هذه مشهورة متداولة في كتب التاريخ، ومما جاء فيها: "… يا أهل الكوفة إني لأرى أرؤسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها، وإن أمير المؤمنين –أطال الله بقاءه- نثر كِنانته (جعبة السهام) بين يديه، فعجم عيدانها (اختبرها)، فوجدني أمرّها عودا، وأصلبها مكْسِرًا فرماكم بي؛ لأنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مراقد الضلالة، وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم، وأن أوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلّب بن أبي صفرة، وإني أقسم بالله لا أجد رجلا تخلّف بعد أخذ عطائه ثلاثة أيام إلا ضربت عنقه".
وأتبع الحجاج القول بالفعل ونفذ وعيده بقتل واحد ممن تقاعسوا عن الخروج للقتال، فلما رأى الناس ذلك تسارعوا نحو قائدهم المهلب لمحاربة الخوارج الأزارقة، ولما اطمأن الحجاج إلى استقرار الأوضاع في الكوفة، ذهب إلى البصرة تسبقه شهرته في الحزم، وأخذ الناس بالشدة والصرامة وخطب فيهم خطبة منذرة زلزلت قلوبهم، وحذرهم من التخلف عن الخروج مع المهلب قائلا لهم: "إني أنذر ثم لا أنظر، وأحذر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو…".
ولم يكتف الحجاج بحشد الجيوش مع المهلب بل خرج في أهل البصرة والكوفة إلى "رشتقباذ" ليشد من أزر قائده المهلب ويساعده إن احتاج الأمر إلى مساعدة، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ حدثت حركة تمرد في صفوف الجيش، وتزعم الثورة رجل يدعى "ابن الجارود" بعد أن أعلن الحجاج عزمه على إنقاص المحاربين من أهل العراق 100 درهم، ولكن الحجاج تمكن من إخماد الفتنة والقضاء على ابن الجارود وأصحابه.
وما كاد الحجاج يقضي على فتنة الخوارج حتى شبت ثورة عارمة دامت ثلاث سنوات (81-83 ه = 700-702م) زعزعت استقرار الدولة، وكادت تعصف بها، وكان يقودها "عبد الرحمن بن الأشعث" أحد رجالات الحجاج الذي أرسله على رأس حملة جرارة لإخضاع الأجزاء الشرقية من الدولة، وبخاصة سجستان لمحاربة ملكها "زنبيل".
وبعد أن حقق ابن الأشعث عددا من الانتصارات غرّه ذلك، وأعلن العصيان، وخلع طاعة الخليفة، وكان في نفسه عجب وخيلاء واعتداد كريه، وبدلا من أن يكمل المهمة المنوط بها عاد ثائرا على الدولة الأموية مدفوعا بطموحه الشخصي وتطلعه إلى الرئاسة والسلطان.
ووجد في أهل العراق ميلا إلى الثورة والتمرد على الحجاج، فتلاقت الرغبتان في شخصه، وآزره عدد من كبار التابعين انغروا بدعوته، مستحلّين قتال الحجاج بسبب ما نُسب إليه من أعمال وأفعال، وحالف النصر ابن الأشعث في جولاته الأولى مع الحجاج، واضطرب أمر العراق وسقطت البصرة في أيدي الثوار، غير أن الحجاج نجح في أن يسترد أنفاسه، وجاء المدد من دمشق وواصل قتاله ضد ابن الأشعث، ودارت معارك طاحنة حسمها الحجاج لصالحه، وتمكن من سحق عدوه في معركة دير الجماجم سنة (83 ه = 702م)، والقضاء على فتنته.

الفتوحات الإسلامية

فتوحات قتيبة بن مسلم

تطلع الحجاج بعد أن قطع دابر الفتنة، وأحل الأمن والسلام إلى استئناف حركة الفتوحات الإسلامية التي توقفت بسبب الفتن والثورات التي غلت يد الدولة، وكان يأمل في أن يقوم الجيش الذي بعثه تحت قيادة ابن الأشعث بهذه المهمة، وكان جيشا عظيما أنفق في إعداده وتجهيزه أموالا طائلة حتى أُطلق عليه جيش الطواويس، لكنه نكص على عقبيه وأعلن الثورة، واحتاج الحجاج إلى سنوات ثلاثة حتى أخمد هذه الفتنة العمياء.

ثم عاود الحجاج سياسة الفتح، وأرسل الجيوش المتتابعة، واختار لها القادة الأكفاء، مثل قتيبة بن مسلم الباهلي، الذي ولاه الحجاج خراسان سنة (85ه = 704م)، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد؛ فأبلى بلاء حسنا، ونجح في فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة، مثل: بلخ، وبيكند، وبخارى، وشومان، وكش، والطالقان، وخوارزم، وكاشان، وفرغانه، والشاس، وكاشغر الواقعة على حدود الصين المتاخمة لإقليم ما وراء النهر وانتشر الإسلام في هذه المناطق وأصبح كثير من مدنها مراكز هامة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند.
وبعث الحجاج بابن عمه محمد بن القاسم الثقفي لفتح بلاد السند، وكان شابا صغير السن لا يتجاوز العشرين من عمره، ولكنه كان قائدا عظيما موفور القدرة، نجح خلال فترة قصيرة لا تزيد عن خمس سنوات (89-95ه = 707-713م) في أن يفتح مدن وادي السند، وكتب إلى الحجاج يستأذنه في فتح قنوج أعظم إمارات الهند التي كانت تمتد بين السند والبنغال فأجابه إلى طلبه وشجعه على المضي، وكتب إليه أن "سر فأنت أمير ما افتتحته"، وكتب إلى قتيبة بن مسلم عامله على خراسان يقول له: "أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها".
وكان الحجاج يتابع سير حملات قادته يوفر لها ما تحتاجه من مؤن وإمدادات، ولم يبخل على قادتها بالنصح والإرشاد؛ حتى حققت هذه النتائج العظيمة ووصلت رايات الإسلام إلى حدود الصين والهند.

إصلاحات الحجاج
وفي الفترة التي قضاها الحجاج في ولايته على العراق قام بجهود إصلاحية عظيمة، ولم تشغله الفترة الأولى من ولايته عن القيام بها، وشملت هذه الإصلاحات النواحي الاجتماعية والصحية والإدارية وغيرها؛ فأمر بعدم النوح على الموتى في البيوت، وبقتل الكلاب الضالة، ومنع التبول أو التغوط في الأماكن العامة، ومنع بيع الخمور، وأمر بإهراق ما يوجد منها، وعندما قدم إلى العراق لم يكن لأنهاره جسور فأمر ببنائها، وأنشأ عدة صهاريج بالقرب من البصرة لتخزين مياه الأمطار وتجميعها لتوفير مياه الشرب لأهل المواسم والقوافل، وكان يأمر بحفر الآبار في المناطق المقطوعة لتوفير مياه الشرب للمسافرين.

ومن أعماله الكبيرة بناء مدينة واسط بين الكوفة والبصرة، واختار لها مكانا مناسبا، وشرع في بنائها سنة (83ه = 702م)، واستغرق بناؤها ثلاث سنوات، واتخذها مقرا لحكمه.
وكان الحجاج يدقق في اختيار ولاته وعماله، ويختارهم من ذوي القدرة والكفاءة، ويراقب أعمالهم، ويمنع تجاوزاتهم على الناس، وقد أسفرت سياسته الحازمة عن إقرار الأمن الداخلي والضرب على أيدي اللصوص وقطاع الطرق.
ويذكر التاريخ للحجاج أنه ساعد في تعريب الدواوين، وفي الإصلاح النقدي للعملة، وضبط معيارها، وإصلاح حال الزراعة في العراق بحفر الأنهار والقنوات، وإحياء الأرض الزراعية، واهتم بالفلاحين، وأقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التي تقوم بمهمة الحرث؛ وذلك ليعينهم على الاستمرار في الزراعة.

نقط المصحف
ومن أجلِّ الأعمال التي تنسب إلى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر التصحيف؛ فقام "نصر بن عاصم" بهذه المهمة العظيمة، ونُسب إليه تجزئة القرآن، ووضع إشارات تدل على نصف القرآن وثلثه وربعه وخمسه، ورغّب في أن يعتمد الناس على قراءة واحدة، وأخذ الناس بقراءة عثمان بن عفان، وترك غيرها من القراءات، وكتب مصاحف عديدة موحدة وبعث بها إلى الأمصار.
الحجاج في التاريخ
اختلف المؤرخون القدماء والمحدثون في شخصية الحجاج بن يوسف بين مدح وذم، وتأييد لسياسته ومعارضة لها، ولكن الحكم عليه دون دراسة عصره المشحون بالفتن والقلاقل ولجوء خصوم الدولة إلى السيف في التعبير عن معارضتهم لسياسته أمر محفوف بالمزالق، ويؤدي إلى نتيجة غير موضوعية بعيدة عن الأمانة والنزاهة.

ولا يختلف أحد في أنه اتبع أسلوبا حازما مبالغا فيه، وأسرف في قتل الخارجين على الدولة، وهو الأمر الذي أدانه عليه أكثر المؤرخين، ولكن هذه السياسة هي التي أدت إلى استقرار الأمن في مناطق الفتن والقلاقل التي عجز الولاة من قبله عن التعامل معها.
ويقف ابن كثير في مقدمة المؤرخين القدماء الذين حاولوا إنصاف الحجاج؛ فيقول: "إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيرا، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم".
وقد وضعت دراسات تاريخية حديثه عن الحجاج، وبعضها كان أطروحات علمية حاولت إنصاف الحجاج وتقديم صورته الحقيقية التي طمس معالمها وملامحها ركام الروايات التاريخية الكثيرة.. وتوفي الحجاج بمدينة واسط في (21 من رمضان 95ه = 9 من يونيو 714م).

من مصادر الدراسة:

  • الطبري محمد بن جرير: تاريخ الرسل والملوك – تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – دار المعارف- القاهرة- 1971م.
  • ابن خلكان: وفيات الأعيان- تحقيق إحسان عباس – دار صادر – بيروت – 1979م.
  • إحسان صدقي العمد: الحجاج بن يوسف الثقفي– دار الثقافة- بيروت- 1973م.
  • عبد الواحد ذنون طه: العراق في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي– منشورات مكتبة باسل – الموصل – العراق- (1405 ه = 1985م).
  • علي حسني الخربوطلي: تاريخ العراق في ظل الحكم الأموي – دار المعارف- القاهرة- 1959م.

منقول للفائدة اعذروني

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

سعيد بن زيد رضي الله عنه

سعيد بن زيد

سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشى العدوى.
كنيته أبو الأعور.
ولد فى مكة قبل الهجرة ب 22 سنة.
كان ذا رأى وشجاعة وكان طويلاً كثير الشعر.
من السابقين إلى الإسلام.
أحد العشرة المبشرين بالجنة.
تزوج فاطمة بنت الخطاب أخت عمر، وتزوج عمر عاتكة أخت سعيد.
كان سبب إسلام عمر بن الخطاب، حيث دخل عمر عليه هو وزوجته فاطمة، وخباب بن الأرت معهما، حيث كانوا يتدارسون القرآن سويًّا، فلما أعطوه الكتاب بعد أن تطهر وتلاه عمر، ذهب ليسلم بين يدى النبى .
قبيل غزوة بدر أرسله الرسول فى مهمة، فلم يشهد المعركة، ولذلك ضرب له الرسول بسهم من الغنائم.
شهد المشاهد كلها بعد بدر مع النبى .
شهد اليرموك وحصار دمشق وفتحها.
ولاه أبو عبيدة دمشق.
روى عن النبى 48 حديثًا.
من مروياته عن النبى : قال: سمعت رسول الله يقول: ((مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ)).
توفى بالعقيق قرب المدينة سنة 51 ه، ودفن بالمدينة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

عرار … شاعر الأردن -شخصيات

عرار – مصطفى وهبي التل: ولد مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل في مدينة إربد كبرى مدن شمال الأردن ، الموافق 25 أيار 1899 م .

تلقى تعليمه الابتدائي في إربد ، ثم سافر إلى دمشق عام 1912 م

نفي إلى حلب وأكمل دراسته هناك ، حيث حصل على الشهادة الثانوية منها من المدرسة السلطانية .
في أواخر العشرينات درس القانون معتمدا على نفسه ، وتقدم لفحص وزارة العدلية فاجتازه وحصل على إجازة المحاماة عام 1930م.

حياته العملية :

عين معلما في مدرسة الكرك ، ثم حاكما اداريا لثلاث نواحي في الأردن ( وادي السير والزرقاء والشوبك ) .

واستلم مدعي عام السلط ثم عين رئيس تشريفات في الديوان العالي

ثم متصرف للبلقاء ( السلط ) بقي فيه لمدة اربعة أشهر ثم عزل واقتيد إلى سجن المحطة في عمّان .
بعد خروجه من السجن عمل بالمحاماة .

رفض الإنتداب البريطاني ولاقى الكثير من الظلم لمواقفه الوطنية
علاقته بالنور وخرابيشهم والخمر قوية
ودافع عنهم ونصر المظلوم والمضطهد من أبناء شعبه

توفي يوم 24/5/1949م

كان يتقن التركية وتعلم الفرنسية والفارسية .
ترك العديد من الأثار النثرية إلى جانب ديوانه الشعري .
1. عشيات واد اليابس : وهو ديوانه الشعري .
2. بالرفاه والبنين – طلال – مشترك مع خليل نصر .
3. الأئمة في قريش .
4. أوراق عرار السياسية .
5. ترجمة رباعيات عمر الخيام .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

الرحالة ماركو بولو

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

مراجعه الى الخلف -شخصيات

بين العرب والشعوب الاخرى لواجرينا مراجعه سريعه للتاريخ القديم وشاهدنا مدى التحضر والتمدن التى كانت المدن العربيه كيف تتحلى بها وكيف تزين اهلها بالشهامة والاصاله وجميع الفضائل الحسنه فرقي العرب لم يكن من جانب واحد فقط لم يكن رقي هياكل مباني وناطحات سحاب وعمارات شاهقه فقط بل كان بناء الشخصيه القياديه الفذه التي اعطت للانسانيه القيم والخلق الرفيع الذي يعتبر قمة الانسانيه التى يسعى الغرب ليها في عصرنا هذا تحت عناوين ومسميات مختلفه مره يطلق عليها (حقوق الانسان)واخر(حرية الانسان )واخرى (الديمقراطيه )وهذ المصطلحات اوجدوها لخدمت مصالحهم ونزواتهم الشيطانيه فهذه فرنسا ولمانيا ودول اوربيه اخرى تعترض على الحجاب فاين الحريه اين الرقي والتطور الحضاري اين الحقوق التي يدعونها هل هي بارتفاع الناطحات ام بالبنايات الشاهقه سحقا لناطحاتكم وبناياتكم اذاكانت( ربع متر من القماش) تضعه فتات بريئه على راسها لتمارس طقوسا معينه يهزويقلق حضاراتكم وحكوماتكم اذن ما اوهن واضعف ناطحاتكم وحضاراتكم ونفوسكم الخائفه ومااقو حضاراتنا التي لم تهزها اساطيلكم فها هي عيون العرب وتلك عيونكم الرمداء فعلينا المراجعه بين الحن والاخر ولاننسا من نحن ومن هم تحياتي لعيون العرب التي لاتنام ابد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

الشيخ عبد المجيد الزنداني

الشيخ عبد المجيد الزنداني

الشيخ عبد المجيد الزنداني هو عالم دين مسلم يمني الأصل، وهو مؤسس جامعة الإيمان الشرعية باليمن ومؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة.رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح في اليمن مع الشيخ عبد الله الأحمر.


الولادة والنشأة

ولد الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني في ناحية بعدان من محافظة إب إحدى محافظات الجمهورية اليمنية، في عام 1942م، ونشأ وترعرع في كنف والده: عزيز بن حمود الزنداني، وتربى التربية الدينية من صغره كان والده له طموحات جبارة في تربية أبنائه وتعليمهم، فأخذ يعلم أبناءه التعليم الأولي عند الكتاب -إبان الحكم الإمامي في اليمن- ثم أخذه إلى عدن وأكمل الدراسة النظامية فيها.

الشيخ الزنداني في مصر

وبعدها خرج لمواصلة الدراسة الجامعية في جمهورية مصر العربية، وهناك التحق بكلية الصيدلة ودرس فيها لمدة سنتين. بسبب اهتمامه بالعلم الشرعي منذ نعومة أظفاره، أخذ يقرأ في علوم الشريعة ويتبحر فيها وتسنى له الالتقاء بأكابر العلماء في الأزهر الشريف، وكذا الطلاب اليمنين في مصر وعلى رأسهم الأستاذ الزبيري وكذا الشيخ: عبده محمد المخلافي، وفتحت للشيخ آفاق واسعة في فهم نصوص الشريعة الغراء. وخلال وجوده في مصر كان له أتصال بجماعة الأخوان المسلمين وتأثر بهم لما كان يرى فيهم من الأخلاص الديني والرغبة في خدمة الدين فأتصل بهم وبنشاطاتهم مم أدى إلى أعتقاله من قبل السلطان المصرية وفصله من الجامعة وطرده من مصر.

العودة إلى اليمن

بعد ذلك عاد مع الأستاذ الزبيري إلى صنعاء في وقت قيام الثورة اليمنية في عام 1962م، وعاش مرافقا له طوال حياته، والتقى بكثير من علماء اليمن، وعين بعد ذلك (في) وزارةً المعارف (التربية والتعليم)، وبدأت حياته بالتصنيف والتدريس، فألف كتاب التوحيد مع مجموعة من العلماء كمنهج في المدارس الإعدادية والثانوية، وكتب الله له القبول في اليمن قاطبة، بل في العالم الإسلامي، وأخذ يعلم العلم الشرعي ويدعوا إليه عن طريق المسجد ومما أمتاز به حسن بلاغته في تناول الموضوعات، ولقد سجلت له كثير من الأشرطة الدعوية والمحاورات في دعوة الكافرين ومنها شريط انه الحق، وترجمت كثير من كتبه إلى عدت لغات وكذا بعض أشرطته.

الذهاب إلى السعودية

وشاءت إرادة الله بانتقاله إلى المملكة العربية السعودية وعاش فيها حقبة من الزمن التقي فيها بأكابر علمائها مثل الشيخ العلامة ابن باز والشيخ ابن عثيمين وغيرهم، وعمرت مجالسهم بالمدارسة والمراجعة لكثير مما يواجه الأمة في قضاياها، ولقد تسنى للشيخ تدريس العلم الشرعي وإلقاء المحاضرات في المدارس والجامعات السعودية، وخدم الأمة بإنشاء هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في المملكة العربية السعودية وترأسها بعد ذلك، وتفتحت لدى الشيخ أفاق العلوم الشرعية والعلمية، فأخذ يكتشف الاكتشافات تلو الاكتشافات في الطب، والجيولوجيا، والبحار، وفي خلق الإنسان، والفلك، وفي علم الارصاد، وفي علم الإحداثيات، وألف في هذه مصنفات عديدة منها ، علم الأجنة في القرآن والسنة، والتأصيل في علم الإعجاز وبينات الرسول – صلى الله عليه وسلم- ومعجزاته… ولم تقتصر حياته على التأليف فقط بل لقد شارك بعدة أبحاث في عدت مؤتمرات دولية في العالم في كل من روسيا وماليزيا واندونيسيا وباكستان ومصر والمملكة العربية السعودية وكذا اليمن وأسلم على يديه مجموعة كبيرة من أكابر علماء العلم التجريبي في العالم. وبسبب خلاف نشب بينه وبين الحكومة السعودية عاد إلى بلده اليمن وأسس جامعة الإيمان للعلوم الشرعية، حتى أضحت منارة ساطعة في الوطن العربي والإسلامي، وتواصلت مصنفاته وأبحاثه في علم الإيمان والإعجاز حتى صارت حزمة كبيرة في علم الإيمان، والإعجاز وكذا في الدعوة ومنهجها ولقد منح شهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان الشقيقة. ومن أهم المكتشفات من خلال الإعجاز في القران والسنة على سبيل المثال لا الحصر: علاج الإيدز وملخص علاجه: بعد النظر في نصوص الكتاب والسنة استفاد أن هناك تأثير بعض التركيبات العشبية على بعض الفيروسات وبعض الخلايا السرطانية الموجودة في الأطباق، وأخترع علاجا للمرض، وبعد التجربة من فريق طبي مكون من أكابر الدكاترة وبإشراف وزارة الصحة في اليمن والفحوصات في كل من اليمن والأردن وألمانيا ومنضمة الصحة العالمية في مصر على مجموعتين من المرضى بالإيدز كانت النتائج على النحو التالي: المجموعة الأولى: ثلاثة عشر شخصا مصابا بهذا المرض، بعد العلاج لمدة عشرة أشهر تم شفاء عشرة منهم. المجموعة الثانية: خمسة وعشرون شخصا بعد ثمانية أشهر تم شفاء خمسة عشرة منهم واختفت جميع الأعراض في بقية المجموعة، وفي طريقهم إلى الشفاء.

الجهاد في أفغانستان

شارك الشيخ في الجهاد الأفغاني في الثمانينيات كغيره من العلماء والدعاة مثل الشيخ عبد الله عزام وغيرهم حيث ساهم في جهاد الشيوعيين الروس وبعد أنتصار الأفغان المسلمين على الشيوعيين الروس عاد إلى اليمن مرة أخرى.

تتهم الحكومة الأمريكية الشيخ بأنه داعم للأرهاب بسبب مشاركته في الجهاد الأفغاني على الرغم أن الحكومة الأمريكية نفسها ومعها الغرب ومعظم الدول العربية شاركت وقتها في دعم المجاهدين الأفغان لهزيمة الشيوعية عدوة الغرب وقتها.
أكتشاف الشيخ علاج للإيدز

أعلن الشيخ عبد المجيد الزنداني في قناة الجزيرة الأخباريةاكتشافه علاجا من الأعشاب الطبيعية للشفاء من مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز).

وقال الزنداني وفريقه العلمي إن نحو 15 شخصا استطاعوا التخلص من الفيروس خلال فترة تراوحت من ثلاثة أشهر إلى سنة بعد تعاطيهم العلاج، مشيرا إلى أن الفحوصات الطبية أثبتت خلوهم من الفيروس.
وفي مقابلة مع الجزيرة دعا الزنداني جميع شركات الأدوية ومنظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة إلى زيارة اليمن للاطلاع على العلاج ورؤية نتائج الفحوص التي تمت في أرقى المختبرات العالمية، رافضا إعطاء تفاصيل عن الأعشاب ومكان تواجدها وذلك لضمان عدم تسريب الاختراع قبل برائته.
وأوضح الزنداني أن اكتشاف العلاج لم يكن من باب الصدفة، مشيرا إلى أن البحث فيه يعود إلى 15 عاما عندما شكل فريق بحث في المدينة المنورة بحث في الطب النبوي والإعجاز الطبي في السنة النبوية.
وأوضح أنه تم اختبار الدواء أولا على الحيوانات والخلايا، حيث أثبت فعاليته في القضاء على الخلايا غير الطبيعية، مبينا أن فريق البحث أجرى عقب ذلك فحوصات سريرية للمصابين وعلى خلايا المناعة والفيروس، وتواصل عقبها مع المختبرات الطبية العالمية لمعرفة النتائج. ولقد أمتنع الشيخ عن الإعلان عن طريقة العراج حتى يتم تسجيل براءة الأختراع خفوا أن تقوم إحدى الشركات الأمريكية بسرقة العلاج ولقد صرح أحد كبار العلماء في أمريكا بعد معاينة أحد حالات الشفاء أنه أن هذا الدواء العجيب تمكن من خفض عدد فيروسات الإيدز من جسم أحد المصابين من 150000 في المليلتر الواحد إلى 150 فيروس في المليلتر الواحد خلال فترة أسابيع معدودة.

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

معاذ بن جبل – رضي الله عنه

معاذ بن جبل


إمام العلماء

هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، يكنى أبا عبد الرحمن، وأسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وشهد العقبة مع السبعين وبدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله، وأردفه رسول الله وراءه، وبعثه إلى اليمن بعد غزوة تبوك وشيعه ماشيًا في مخرجه وهو راكب، وكان له من الولد عبد الرحمن وأم عبد الله وولد آخر لم يذكر اسمه.

صفته رضي الله عنه

عن أبي بحرية يزيد بن قطيب السكونى قال: دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى حوله الناس، جعد قطط، فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ، فقلت من هذا قالوا معاذ بن جبل.
وعن أبي مسلم الخولاني قال: أتيت مسجد دمشق فإذا حلقة فيها كهول من أصحاب محمد وإذا شاب فيهم أكحل العين براق الثنايا كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى قال: قلت لجليس لي من هذا؟ قالوا هذا معاذ بن جبل.

وعن الواقدي عن أشياخ له قالوا: كان معاذ رجلا طَوَالا أبيض حسن الشعر عظيم العينين مجموع الحاجبين جعدا قططا.

ثناء رسول الله على معاذ

عن أنس قال: قال رسول الله: [أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل] رواه الإمام أحمد.

وعن عاصم بن حميد عن معاذ بن جبل قال: لما بعثه رسول الله إلى اليمن خرج معه رسول الله يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال: يا معاذ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري، فبكى معاذ خشعًا لفراق رسول الله، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال: إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا.

ثناء الصحابة عليه

عن الشعبي قال: حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال ابن مسعود: إن معاذ بن جبل كان أمةً قانتًا لله حنيفًا، فقيل إن إبراهيم كان أمةً قانتًا لله حنيفًا، فقال ما نسيت هل تدري ما الأمة؟ وما القانت فقلت: الله أعلم، فقال: الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله عز وجل وللرسول، وكان معاذ بن جبل يعلم الناس الخير وكان مطيعًا لله عز وجل ورسوله.
وعن شهر بن حوشب قال: كان أصحاب محمد إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له.

نبذة من زهده

عن مالك الداري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام اذهب بها إلى عبيدة بن الجراح ثم تَلَهَّ ساعةً في البيت حتى تنظر ما يصنع، فذهب الغلام قال: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، قال: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتَلَهَّ في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها إليه، قال: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: رحمه الله ووصله، تعالي يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأته فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحا (فدفع) بهما إليها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره بذلك فقال: إنهم إخوة بعضهم من بعض.

نبذة من ورعه

عن يحيى بن سعيد قال: كانت تحت معاذ بن جبل امرأتان فإذا كان عند إحداهما لم يشرب في بيت الأخرى الماء.
وعن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل كانت له امرأتان فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ في بيت الأخرى ثم توفيتا في السقم الذي بالشام والناس في شغل فدفنتا في حفرة فأسهم بينهما أيتهما تقدم في القبر.

نبذة من تعبده واجتهاده

عن ثور بن يزيد قال: كان معاذ بن جبل إذا تهجد من الليل قال: اللهم قد نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم: اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.

جوده وكرمه

عن ابن كعب بن مالك قال: كان معاذ بن جبل شابًّا جميلا سمحًا من خير شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه حتى أدان دينا أغلق ماله فكلم رسول الله أن يكلم غرماءه أن يضعوا له شيئا ففعل فلم يضعوا له شيئا، فدعاه النبي فلم يبرح حتى باع ماله فقسمه بين غرمائه فقام معاذ لا مال له قال الشيخ رحمه الله: كان غرماؤه من اليهود فلهذا لم يضعوا له شيئًا.

نبذة من مواعظه وكلامه

عن أبي إدريس الخولاني أن معاذ بن جبل قال إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والصغير والكبير والأحمر والأسود فيوشك قائل أن يقول ما لي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه حتى أبتدع لهم غيره إياكم وإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان يقول علي في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نورًا، قالوا: وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة؟ قال هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه فلا يثنكم فإنه يوشك أن يفيء ويراجع بعض ما تعرفون.
وعن عبد الله بن سلمة قال: قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني، قال وهل أنت مطيعي قال: إني على طاعتك لحريص قال: صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم.
وعن معاوية بن قرة قال: قال معاذ بن جبل لابنه: يا بني، إذا صليت فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبدًا واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين: حسنة قدمها وحسنة أخرها. وعن أبي إدريس الخولاني قال: قال معاذ: إنك تجالس قومًا لا محالة يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عند ذلك رغبات. رواهما الإمام أحمد.
وعن محمد بن سيرين قال: أتى رجل معاذ بن جبل ومعه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه فقال: إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حُفِظْتَ إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت.
وعن الأسود بن هلال قال: كنا نمشي مع معاذ فقال: اجلسوا بنا نؤمن ساعة.

وعن أشعث بن سليم قال: سمعت رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال: ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب ولبسن رياط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد.

مرضه ووفاته

عن طارق بن عبد الرحمن قال: وقع الطاعون بالشام فاستغرقها فقال الناس ما هذا إلا الطوفان إلا أنه ليس بماء، فبلغ معاذ بن جبل فقام خطيبًا فقال: إنه قد بلغني ما تقولون وإنما هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وكموت الصالحين قبلكم، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أو منافق، وخافوا إمارة الصبيان.
وعن عبد الله بن رافع قال لما أصيب أبو عبيدة في طاعون عمواس استخلف على الناس معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز فقال إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختص الله بها من يشاء من عباده منكم، أيها الناس أربع خلال من استطاع منكم أن لا يدركه شيء منها فلا يدركه شيء منها، قالوا وما هن قال يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر، ويقول الرجل والله لا أدري علام أنا؟ لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة، ويعطى الرجل من المال مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة، فطعن ابناه فقال: كيف تجدانكما؟ قالا: يا أبانا {الحق من ربك فلا تكونن من الممترين} قال: وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين، ثم طعنت امرأتاه فهلكتا وطعن هو في إبهامه فجعل يمسها بفيه ويقول: اللهم إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغيرة حتى هلك.
واتفق أهل التاريخ أن معاذًا ـ رضي الله عنه ـ مات في طاعون عمواس بناحية الأردن من الشام سنة ثماني عشرة، واختلفوا في عمره على قولين: أحدهما: ثمان وثلاثون سنة، والثاني: ثلاث وثلاثون.

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

يرموك الشيشان …ابوعمر احد رموز الجهاد الاسلامى فى القوقاز من الشخصيات

من هو القائد اليرموك، الذي قاتلوه كما تقاتَل الملوك ؟

كان في منزله ، فأخبر عنه أحد المنافقين الشيشان ، فجاءت حملة روسية من 200 مقاتل ، وتمت عملية الإنزال عند طريق الهيلوكبتر .. حاصروا منزله ، فخرج إليهم وقتل منهم اثنين قبل أن يقتلوه..

سقيناهمُ كأساً سقونا بمثلها ***ولكننا كنا على الموت أصبرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا***وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا

ذلك هو البطل يرموك وكنيته أبو عمر ، واسمه منْشط بن عمر بن مقعد الجبيري القحطاني ، من أرض الجزيرة ، وأصل قبيلته من سراة عبيدة ، لكنهم انتقلوا إلى بيشة ، وفي قرية "العطف" ولد يرموك في عام 1391هـ ، وبها نشأ حتى أتم دراسته الثانوية.. وتخرج منها عام 1408هـ

نجح بتفوق ، وقدم أوراقه في كلية الطب ، في العلوم التطبيقية وتم قبوله، ولكنه لم يرغب، ثم قدم أوراقه إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ولكن كان وقت القبول قد انتهى، فدخل إلى شركة أرامكو، وتخصص في الميكانيكا والالكترونيات ، أتقن الإنكليزية في وقت قصير ، كان ذكياً .. تعلم فنون الدفاع عن النفس، ووهبه الله جسداً قوياً ، وهو وريث أبيه في ذلك ، فإن أباه على كبر سنه كان صحيح الجسم وبلغ التاسعة والسبعين وربما صارع بعض أبنائه وأحفاده الأقوياء فغلبهم..

فما يك من خير أتوه فإنما/ توارثه آباء آبائهم قبلُ
وهل ينبت الخطي إلا وشيجه/ وتغرس إلى في منابتها النخلُ؟

أحب ركوب الخيل ، له فرس لا زالت مربوطة إلى الآن ، حتى بعد سفره كان يوصي أقاربه أن يعلموا أبناءهم عليه، حتى قال بعضهم:أحببنا الخيل منه، درب نفسه على الرماية، يرمي قائماً وراكضاً وعلى جنبه..


المحطة الأولى

بيئته صالحة ، أبوه وأمه وإخوته بل حتى أخواله من أهل الخير والصلاح ، كان من صغره محافظاً على الصلوات وصلاة الفجر، وكثيراً ما يجئ مع الأذان أو يؤذن ، فيتعجب منه أهل الحي لأنه كان في أول أمره يأخذ شيئاً من لحيته، وكان كذلك حتى ذهب إلى أرامكو ، وفي إحدى زياراته لأهله كان قد أطلق لحيته، ورآه أحد إخوته فعلم أن شيئاً في حياة أبي عمر "يرموك" قد تغير..!

أي دين ذلك الدين الذي/ حول الأفكار عن كل اتجاهْ
صهر الأنفس حتى لم تعد/ تدرك الأنفس شيئاً ما عداهْ

أحب الدين ، كان أمَّاراً بالمعروف نهّاء عن المنكر، كان إذا ذكرت الغيبة في مجلسه غضب وربما قام، شديداً على الرافضة والنصارى، وكان في عمله رجل نصراني ربما رفع صوته الغناء فلا يقف في وجهه إلا أبو عمر ، حتى عاداه بعض الفاسقين ، وسعوا أن يضعوا في غرفته الخمر ليقع في التهمة، ولكن استمر في طريقه، حتى نُقل لأسلوبه هذا إلى الدوادمي ثم إلى خميس مشيط..

المحطة الثانية

كان ورعاً .. كان رجل من جماعته يملك محل حلاقة فلم يكن يأكل من كسبه، وكان رجل آخر يملك عمالة يسيبهم ويأكل كسبهم ، فكان لا يأكل من طعامه ، فسأله لماذا؟ فأخبره، فتأثر ذلك الرجل وترك ما كان عليه..، كان زاهداً .. إذا أتاه راتبه أخذ ما يكفيه وأنفق باقيه، ربما وضعت له أمه فراشاً من القطن، فينام عليه فإذا خرجت أمه من الغرفة تركه ونام على الأرض ، فعجب أخوه فقال:كيف أنام على الوثير وحال إخوتي في الدين كما ترى.. !؟

لا تفرح النفس الكريمة ***إن رأت أختاً حزينةْ
فابكي مع الباكي ومُدي ***للضعيف يد المعونةْ

كان شجي الصوت حسن الأذان ، كثير الترتيل للقرآن وحفظ كثيراً منه، ربما سمع بعض أصحابه تمتمته فإذا اقترب سمعه يقرأ القرآن، كان كثير النصيحة لأهله وللناس.. يجل العلماء وقافاً عند حدود الله.

لم يكن يحب المدح بل يغضب منه، ربما قام بعمليات فلم ينسبها إلى نفسه، كان يكتب بعض الشعر الشعبي ، وأكثر شعره في الزهد ولم يكن ينشره ، ومن ذلك أبياته بعد مقتل رفيقه أبي ذر الطائفي وقد تأثر لذلك:

مضيت يا بوذر وخليتني ليه*** ماذا بعهدك يا حسين الفعالِ
بانشدك يا يمه كيف جبتيه*** هذا عديم المثل بين الرجالِ

ثم قال مهدداً: والله لأرد الكيل بأطنان وأصليه*** وأجعل عليه الحمر تبكي الليالي!
والحمر هم الروس..

المحطة الثالثة

كانت الحياة مشرعة له ، ولم يكن إنساناً فشل في دراسته أو وظيفته فهرب منها، لكن علم غرور هذا الدنيا ، كاد أن يذهب إلى البوسنة فلم يحصل ذلك ، ولم يذهب إلى الجهاد حتى رضي أبوه ثم رضيت أمه بعد ذلك ، فخرج في 14/11/1416هـ ..، وتوفي أبوه بعد خروجه بثلاث سنين..

تدرب ثم ذهب إلى الشيشان ، في آخر الحرب الأولى ، جاء من طريق جورجيا ، ووقف عند الحدود شهراً كاملاً ، لم يكن هناك طريق سالك ولا بد من دليل ، فكانوا كل يوم ينتظرونه، فكان يصلي بهم ، وفي يوم صلى ورفع يديه ودعا وألح بالدعاء أن يفرج الله عنهم وقال:يا ألله اليومَ اليومَ ، حتى عجب أصحابه، فلما انصرف من الصلاة كان بعضهم يمازحه ويقول:ما شاء الله صرتَ أويس القرني ، فما مضى إلا زمن قصير حتى جاء الله بالدليل ، فكان ذلك الرجل يمازحه يقول:يا مستجاب الدعوة، حتى غضب وقال:أسألك بالله أن لا تقول هذه الكلمة.. فدخلوا الشيشان وقد ركبوا الخيول..

سنمضي وكل يد جذوة***تعانقها أختها في المسيرْ
قطعنا لظى الدرب حتى دنت ***قوافلنا من شذاه النضير
ومهما يكن في بقايا الطريق ***فلا بد مهما عتا أن نسيرْ

دخل الشيشان متدرباً عادياً ، وكان مع المجاهدين العرب، لكن لم يعجبه كثرة حديثهم وصوتهم فانعزل عنهم، فلم يكن يحب كثرة الناس، وبعد انتهاء دورة تدريب تولى مسئولية مستودع الذخيرة ، وكان شديد الدقة والحرص ، فكان يقول مثلاً:لماذا التدرب على 100 طلقة يكفي عشرة ، حتى حدث تعاتب بينه وبين أحدهم لهذه الشدة، فلم يرد أن تزيد المشكلة فترك العمل وسلم المفتاح لغيره، فلما علم القائد خطاب بالأمر قال:هذا الرجل الذي نريده وأمر بإعادته..

المحطة الرابعة‎

تعلم شيئاً في المتفجرات، فكان يعطي المتدربين الجدد بعض الدورات، فأراد أن يطور نفسه، فأصبح يقرأ ويبحث ويجرب، وترك المعسكر العام وتوجه إلى غرفة صغيرة بعيدة منعزلة وسط الغابات كانت مهجورة ؛ فرممها وجعلها مركز تدريبه الخاص، طور نفسه ، كان يأتي بالمواد الأولية فيصنع منها متفجرات، ربما أخذ بعض البراميل وملأها بمتفجراته وجربها في بعض الوديان، وقد طلب قبل وفاته بزمن قصير بإحضار أكثر من 20 ساعة كاسيو ليصنع منها قنابل موقوتة! لعل الله أن يبارك فيها..

كان حريصاً على التربية الإيمانية وتربية النفس، ذكروا عنه كثرة السجود، وفي جبهته علامة، وكان ربما طلب من إخوانه أن يرسلوا له أشرطة ويقول:إن قلوبنا خاوية، وتدرب على يديه عدد من الأوزبك والشيشان فكان من خيرة المجاهدين، ليس سهلاً أن تصنع رجالاً يبيعون أنفسهم، لكن الله أعانه فصنعهم حتى كان في يوم من الأيام وجس نبضهم في عملية خطيرة، فوافقوا فجهز أربعة رجال في أربع شاحنات متفجرة في أربع مناطق، تفجرت في ساعة واحدة وخلَّفت أكثر من ألف قتيل روسي.

رأى رؤيا أن أحد هؤلاء الأربعة وهو عبدالملك الأوزبكستاني كأنه عند العرش فسأله:ما فعل الله بك؟ فقال أنه أكرمه أو غفر له ونحو ذلك، فتأثر "يرموك" من هذه الرؤيا ، وكان يكثر من أن يقول:والله لولا أن الشباب مسَّكونا أعمالاً كنا دخلنا في هذا العمل، لأن القائد خطاب كان يأبى أن يشترك في مثل هذه الأعمال..

المؤمن الفذُّ من ضمت جوانحه ***دينا تؤرقه دوماً قضاياهُ
مهما تطاولت الأيام فهو على***ثباته تزرع الآمال يمناهُ
وإن دعا لجهاد الكفر داعية*** بالروح والمال والإقدام لباهُ

كان الأسرى عنده لطبيعة مكانه..
ومع اشتداد الحرب الثانية كان ربما قاد مجموعات، وقام بعمليات ، حتى إنه في إحدى العمليات زحف الروس بقرب نهر (تيرك) وكان المجاهدون في الضفة الأخرى ؛ وكان العبور يتم عن طريق جسر، فقام بعملية ليلية ولغم الجسر بقنبلة موقوتة وفجره .. ليؤخر تقدم الروس إليهم، مع قرب الروس الشديد من الموقع..

رأى القائد أبوالوليد رؤيا أنه يقرأ سورة يوسف فاتصل على أخته فقصها، فقصتها أخته على أحد المعبرين، فأولها أن 12 رجلاً منهم يحاصرون ويخرجهم رجل أعرابي بطريقة عجيبة، وأوصاها أن تخبره أن يخرجوا مثنى مثنى، ولكن قبل أن تخبره بالتأويل حوصر 12 رجلاً أكثرهم قادة ، ومرت عليهم 3 ليالٍ وأصابهم جوع شديد حتى أكلوا ورق الشجر ، وقتل أحد حرس خطاب، حتى فرج الله عليهم وأخرجهم أبو عمر "يرموك" عن طريق جهاز ماجلان..، ثم اتصل أبوالوليد على أخته فيما بعد فأخبرته بالتأؤيل فأخبرها أن الأمر وقع وأن الله نجاهم..

المحطة الخامسة

كان متوسط القامة أقرب إلى القصر ، وإلى النحافة، فيه سمرة، كث الشعر واللحية حتى في خده وفيها طول ونعومة، وكان أحد شيوخ الصوفية يشبهه فذهب يرموك إليه ورآه!

عيرتمونيَ بالنحول وإنما شرف المهند أن ترق شفارهُ

لم تكن تهمه الدنيا ، كثيراً ما كان يلبس الجاكيت الطويل وكان أشبه ما يكون بالأخياش ، حتى إنه يضحك على نفسه ويقول:إذا جاء المطر لم أستطع حملها لأنها تثقل عليَّ..، وكان ربما الثوب الباكستاني، فلم يكن يحب البنطلونات، حتى كان القائد حكيم إذا رآه ورأى أمثاله قال:فشلتونا يا بني عربان..

وفي مرة قدمت من تركيا ملابس جديدة وأغذية تم إنزالها في المعهد ، فأذن القائد حكيم المدني رحمه الله أن يأخذ كل واحد ما يناسبه منها ، فجاءوا كلهم إلا رجل أو رجلان:أحدهما أبو عمر "يرموك"، يقول صاحبه:فقلت له:لم لا تذهب فتأخذ؟، فلم يستجب، فذهبتُ إلى حكيم واستأذنته أن آخذ بنفسي ليرموك ملابس وأحذية وأغذية ، فأذن لي، فأخذت على مقاسه وذهبت إليه، فأعطيته فأبى، فشددت عليه حتى رضي ، فجئته بعد مدة، فأرى القميص على رجل من أصحابه والنعل على آخر والبنطال على ثالث..

كان يحب العمل، لا يكاد يجلس هكذا ، ولا يكاد سلاحه يفارقه في قيامه وقعوده في مسجده ومطبخه ، حتى في أوقات السلم ، والسلاح حديد ثقيل ربما أتعب البعض فتركه في زمن الحرب.. أما هو فلا..

وصحبت رشاشي ليطـ ـربني إذا اشتد اللقاءْ
فيه يجندل كافر وبه يساس الجبناءْ
ويحمله قد ضقت طعـ ـماً للكرامة والإباء
وبحمله أدحرت من في الدين ناصبني العداء
لن أتقي سبل المنايا لن أعود إلى الوراءْ
سأظل أمضي واثقاً دوماً صعوداً وارتقاء

وقبل أسبوعين من وفاته اتصل على أخيه في مكالمة استمرت 99 دقيقة ، وكان يكثر من أن يقول ادع لي بالشهادة ، حتى جرى عليه أمر الله في 4/1422هـ، وتلقى أهله الخبر بصبر عجيب حتى أمه كبيرة السن، وتوالت على أهله الاتصالات من كل مكان، معزية أو مهنئة..، ولكن:

لفقدك يا يرموك تبكي المدامعُ*** ومن عظم البلوى تقض المضاجعُ
مضيت إلى الشيشان من أجل نصرة*** لشعب أبي بالحروب يروعُ
صموتاً بلا لغو شغوفاً لكل ما*** يقرب للجنات نعم المرابعُ
سلاحك محمول وعزمك ثائر*** للقيا الأعادي تستعد وتزمعُ
تنام على خشن الفراش زهادة*** وتذكر أحوال الملايين جوِّعوا
وتأبى حياة اللهو لا تنثني لها*** فما زال قدس المسلمين يفزعُ
وداعاً أيا يرموك موعدكم غدأ ***جنان جرت فيها الأحبة يجمعوا

جمعنا الله و اياه فى جنة الخلد
__________________

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

كيا نو ريفز

الا سم :كيانو ريفز وعمره :38 سنة . ولد بالتاريخ: 2سنمبر 1994 لديه اخت واسمها كيم ريفز ماتت بالسرطان و زوجته اسمها جنيفير سايم ماتت بحادث سيارة وايضا مات ولده وهو طفل وللاسف مات والده وامه . مع تحيات ~*جوني*~

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده