بسم الله الرحمن الرحيم
سيره البطل الشيخ المجاهد /اسامه بن لادن حفضه ا
في هذه الأيام التي تنفذ فيها إسرائيل عدوانًا همجيًا وحشيًا بربريًا على قطاع غزة، تقتل فيه المئات وتجرح الآلاف، وتهدم البيوت ومقرات الشرطة والورش والمساجد والمستشفيات، نتذكر شهداء الجهاد الفلسطيني الأبرار الذين لم ينهزموا نفسيًا وإنما آمنوا بفكر المقاومة والنضال.
نتذكرهم ونحن نرى الطيران الإسرائيلي يحلق ويوزع الموت والدمار ولا يستطيع أحد أن يوقفه.
نتذكر من هؤلاء يحيي عياش لأمرين اثنين: الأول أنه لم ينهزم وإنما آمن بالمقاومة ولا خيار سواها، والثاني: أنه كان مهندس العمليات الفدائية وصانع المتفحرات التي أرعبت الصهاينة وذاقتهم صنوف الخوف والرعب والهلع.
كان يحيي عياش عبقريًا في الإبداع والابتكار والتجديد في المقاومة، ومن كثرة ما فعله عياش في الصهاينة نال إعجابهم من شدة ذكائه وألمعيته، فيقول عنه "شمعون رومح" أحد كبار العسكريين الإسرائيليين: "إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرا للاعتراف بإعجابي وتقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى قدرة فائقة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع".
أما وسائل الإعلام الصهيونية فقد لقبته ب: "الثعلب" و"الرجل ذو الألف وجه" و"العبقري".
وبلغ الخوف والهلع الصهيوني من يحيي عياش لدرجة أن يقول رئيس الوزراء آنذاك إسحاق رابين: "أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست".
إسحاق رابين قال عن عياش أيضًا: "لا أشك أن المهندس عياش يمتلك قدرات خارقة لا يملكها غيره، وإن استمرار وجوده طليقًا يمثل خطرًا واضحًا على أمن إسرائيل واستقرارها".
أما "موشيه شاحاك" وزير الأمن الداخلي الصهيوني آنذاك فقد قال عنه: "لا أستطيع أن أصف المهندس يحيى عيَّاش إلا بالمعجزة؛ فدولة إسرائيل بكافة أجهزتها لا تستطيع أن تضع حدًّا لعملياته".
وُلِد يحيى عيَّاش في مارس 1966، نشأ في قرية "رافات" بين نابلس وقلقيلية لعائلة متدينة تصفه بأنه حاد الذكاء، دقيق الحفظ، كثير الصمت، خجول هادئ. بدأ يحفظ القرآن الكريم في السادسة من عمره ، نشأ في رحاب المساجد، وبرع في علم الكيمياء والتحق بجامعة بيرزيت- قسم الإلكترونيات. وفى الجامعة أصبح أحد نشطاء الكتلة الإسلامية، ولم يمنعه ذلك من إتمام دراسته بتفوق ملحوظ . تزوَّج عيَّاش بعد تخرجه من ابنة عمته، ورزقه الله ولده الأول "البراء"، ثم "يحيى" قبل استشهاده بأسبوع تقريبًا.
كانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى والتي اندلعت في ديسمبر 1987، هي الشرارة التي فجرت عبقرية عياش وكان عمره وقتها 21 عاما، حيث كان صاحب فكرة "العمليات الاستشهادية" باعتبارها نوعًا جديدًا من الجهاد والمقاومة لم تألفه الساحة الفلسطينية.
وافق قادة حماس على فكرة يحيي عياش الذي بدأ التنفيذ، وأصبحت مهمته إعداد السيارات المفخخة والعبوات شديدة الانفجار، فأصبحت معادلة الصراع بين عدو مكبل بالخوف من الموت وشعب يعشق التضحية في سبيل الله.
أفكار يحيي عياش وعبقريته نقلت المعركة إلى قلب المناطق الآمنة التي يدّعي اليهود أن أجهزتهم الأمنية تسيطر فيها على الوضع تماماً. فبعد العمليات المتعددة التي نفدت ضد مراكز الاحتلال والدوريات العسكرية نفذ مقاتلو حماس بتخطيط من قائدهم عياش عدداً من العمليات الهامة والمؤثرة.. فتتوالى صفوف الاستشهاديين لتبلغ خسائر العدو في عمليات المهندس يحيي عياش في تلك الفترة 76 صهيونيًّا، 00 جريح. وكان القاسم المشترك في كل تلك لعمليات (حقيبة المهندس) الممتلئة بالمتفجرات.
ومنذ 25 أبريل 1993م عرفت المخابرات الصهيونية اسم يحيي عيَّاش كمهندس العبوات المتفجرة، والسيارات المفخخة، وتعتبر فترات الملاحقة في حياة عياش طويلة ومجهولة قضاها في التنكر والتنقل للاختفاء عن عيون الصهاينة.
المطلوب رقم واحد
إنجازات المهندس التي أنهكت الاحتلال وأجهزته الأمنية جعلته المطلوب رقم 1 للأجهزة اليهودية التي طاردته طوال 5 سنوات، وسخرت كل إمكانياتها لكشف هذا اللغز، وشكلت وحدة تنسيقية بين كافة الأجهزة الأمنية لتقصي أية إشارة عن تحرك عياش ونظموا دراسات عديدة حول شخصيته وأسلوب حياته، وراقبوا أصدقاءه في فترة الدراسة، وأرسلوا وحداتهم الخاصة التي نصبت له الكمائن في الليل والنهار في المدن والمخيمات في الغابات والكهوف؛ حيث لم تعد هناك قرية في الضفة الغربية إلا وداهمتها وحدة مختارة من جنود الاحتلال الصهيوني؛ بحثًا عن الأسطورة الجهادية التي ولدتها وأهلتها حماس.
مرات كثيرة أنجى الله يحيى عياش قبل وصول الصهاينة بدقائق في حي القصبة في نابلس، وفي حي الشيخ رضوان في غزة؛ حيث استشهد رفيق جهاده الشهيد كمال كحيل، ومطلوب آخر من حماس هو إبراهيم الدعس.
ارتقاء إلى السماء
وبعد أربع سنوات مليئة بأشلاء الصهاينة تمكَّن جهاز الشاباك من الوصول إلى معلومات عن موقع يحيي عياش، وتسلله إلى قطاع غزة واختبائه عند صديقه " أسامة حماد"، لكن كان لهذا الصديق خال خائن على صلة بالمخابرات الصهيونية، وكان يعمل مقاول بناء، وأخذ يلمِّح لأسامة بإمكانية إعطائه جهاز تليفون محمول لاستخدامه، وكان كمال الخائن يأخذ المحمول ليوم أو يومين ثم يعيده، وقد اعتاد والد المهندس الاتصال بيحيى عبر المحمول، وقد طلب منه يحيى مرارًا الاتصال على الهاتف المنزلي، وقد اتفق يحيى مع والده على الاتصال به صباح الجمعة على الهاتف المنزلي. وفي صباح يوم الجمعة الخامس من يناير 1996م اتصل العميل الخائن كمال حماد بأسامة وطلب منه فتح المحمول؛ لأنه يريد الاتصال من إسرائيل، واتضح أن خط الهاتف الأرضي مقطوع. وفي الساعة التاسعة صباحًا اتصل والد يحيى على الهاتف المتنقل، وقد أبلغ أسامة أنه لم يستطع الاتصال على الهاتف المنزلي. وما كاد يحيي عياش يُمسك بالهاتف ويقول لوالده: "يا أبي لا تتصل على المحمول…"، إلا ودوى انفجار وسقط المهندس العبقري شهيدًا.
وإذا كانت الأمة قد حزنت حزنًا بالغًا على فقدان هذا الابن الذكي والمجاهد العبقري، إلا أن عزاءها أنه أسس مدرسة تخرج فيها العشرات من المهندسين ممن أرقوا مضاجع الاحتلال.
أهم العمليات التي نفذها يحيي عياش
– 6 نيسان 1994 : الشهيد "رائد زكارنة" يفجّر سيارة مفخّخة قرب حافلة صهيونية في مدينة العفولة ؛ مما أدّى إلى مقتل ثمانية صهاينة ، و جرح ما لا يقل عن ثلاثين . و قالت حماس إن الهجوم هو ردّها الأول على مذبحة المصلين في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل .
– 13 نيسان 1994 : مقاتل آخر من حركة "حماس" هو الشهيد عمار عمارنة يفجر شحنة ناسفة ثبتها على جسمه داخل حافلة صهيونية في مدينة الخضيرة داخل الخط الأخضر ؛ مما أدّى إلى مقتل 7 صهاينة و جرح العشرات .
– 19 تشرين أول 1994 : الشهيد صالح نزال – و هو مقاتل في كتائب الشهيد عز الدين القسام – يفجّر نفسه داخل حافلة ركاب صهيونية في شارع "ديزنغوف" في مدينة "تل أبيب" ؛ مما أدّى إلى مقتل 22 صهيونياً و جرح ما لا يقل عن 40 آخرين 25 .
– 15 كانون أول 1994 : الشهيد أسامة راضي – و هو شرطي فلسطيني و عضو سري في مجموعات القسام – يفجّر نفسه قرب حافلة تقلّ جنوداً في سلاح الجو الصهيوني في القدس ، و يجرح 13 جندياً .
– 22 كانون ثان 1995: مقاتلان فلسطينيان يفجران نفسيهما في محطة للعسكريين الصهاينة في منطقة بيت ليد قرب نتانيا ؛ مما أدّى إلى مقتل 23 جندياً صهيونياً ، و جرح أربعين آخرين في هجوم وُصف أنه الأقوى من نوعه ، و قالت المصادر العسكرية الصهيونية إن التحقيقات تشير إلى وجود بصمات المهندس في تركيب العبوات الناسفة .
– 9 نيسان 1995 : حركتا حماس و الجهاد الإسلامي تنفّذان هجومين استشهاديين ضد مستوطنين صهاينة في قطاع غزة ؛ مما أدّى إلى مقتل 7 مستوطنين رداً على جريمة الاستخبارات الصهيونية في تفجير منزل في حيّ الشيخ رضوان في غزة ، أدّى إلى استشهاد نحو خمسة فلسطينيين ، و بينهم الشهيد "كمال كحيل" أحد قادة مجموعات القسام و مساعد له .
– 24 تموز 1995 : مقاتل استشهادي من مجموعات تلاميذ المهندس "يحيى عياش" التابعة لكتائب الشهيد "عز الدين القسام" يفجّر شحنة ناسفة ثبتها على جسمه داخل حافلة ركاب صهيونية في "رامات غان" بالقرب من "تل أبيب" ؛ مما أدّى إلى مصرع 6 صهاينة و جرح 33 آخرين .
– 21 آب 1995 : هجوم استشهاديّ آخر استهدف حافلة صهيونية للركاب في حيّ رامات أشكول في مدينة القدس المحتلة ؛ مما أسفر عن مقتل 5 صهاينة ، و إصابة أكثر من 100 آخرين بجروح ، و قد أعلن تلاميذ المهندس يحيى عياش مسئوليتهم عن الهجوم . و قد وصل مجموع ما قُتل بيد "المهندس" و تلاميذه ما يزيد عن ستة و سبعين صهيونياً ، و جرح ما يزيد عن أربعمائة آخرين.
ثأرًا ليحيي عياش
بعد استشهاد المهندس لم يكن بوسع كتائب القسام أن تترك هذا العدوان الصهيوني دون ردّ خاصة ودماء جوهرتها الثمينة تنزف على أرضِ غزة، فبعد خمسين يوماً بالضبط من استشهاد المهندس، وفي الخامس والعشرين من فبراير 1996 بدأت سلسلة هجمات استشهادية في القدس والمجدل وبعد أسبوع في القدس و"تل أبيب" ليسقط في هذا الأسبوع القساميّ ما يقرب من ستين قتيلاً صهيونياً عدا عشرات الجرحى، و بادرت على إثرها قوات الاحتلال الصهيوني إلى هدم منزل المهندس وتشريد أهله من بيتهم في رافات، و فيما يلي قائمة بعمليات الثأر القسامي للمهندس الشهيد يحيي عياش:
– عملية الحافلة 18 الأولى: بعد خمسين يوماً من عملية الاغتيال الجبانة بحقّ يحيى عياش قائد مجموعات الاستشهاديين في كتائب عز الدين القسام تمكّن المجاهد مجدي محمد أبو وردة في يوم 25/2/1996 من صعود الحافلة التي تعمل على خط رقم 18 المؤدّي لمقر القيادة العامة لكلّ من الشرطة الصهيونية و جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، وكان المجاهد يرتدي ملابس الجنود الصهاينة ويحمل نحو 15 كجم من المتفجرات الممزوجة بكمية كبيرة من المسامير والقطع المعدنية الحادة، و في نحو الساعة السادسة و 48 دقيقة فجّر الشهيد أبو وردة المتفجرات أثناء توقف الحافلة عند إشارة مرورية مما أدّى إلى تدمير الحافلة المكوّنة من مقطورتين بالكامل وانشطارها إلى نصفين واحتراق جزء منها كلياً. كما تحطّمت عدة سيارات كانت تقف بالقرب من الحافلة وتضررت حافلة أخرى تعمل على خط رقم 36 كانت تقف وراء الحافلة التي استهدفتها العملية البطولية.
وقد أسفرت العملية عن مقتل 18 صهيونياً بينهم 13 جندياً وعدد من ضباط وكوادر الشاباك الذين كانوا في طريقهم إلى مقر عملهم بالإضافة إلى إصابة أكثر من 50 صهيوناً بجروحٍ و حروق مختلفة حسب الإحصاءات الصهيونية.
– عملية عسقلان: بعد أقل من 45 دقيقة من ملحمة البطل مجدي أبو وردة، و فيما كانت الساعة تشير إلى السابعة و النصف، أوصلت مجموعات الإسناد في كتائب الشهيد عز الدين القسام البطل إبراهيم حسن السراحنة الذي كان يرتدي أيضاً زي الجنود الصهاينة ويحمل حقيبة احتوت على خمسة عشر كيلو غراماً من المتفجرات المحشوة بالمسامير والكرات المعدنية إلى محطة سفر الجنود الصهاينة عند مفترق الطرق في مدينة عسقلان حيث تقدّم المجاهد القسامي ودخل إلى المحطة التي كان فيها أكثر من 35 جندياً و مجندة، و قد فجر البطل نفسه وسط مجموعة الجنود مما أدّى إلى مقتل 3 جنود صهاينة و إصابة ثلاثين صهيونياً بجروحٍ وصفت جراح 19 منهم بالخطيرة.
– عملية الحافلة 18 الثانية: نفّذها رائد عبد الكريم الشغنوبي في الحافلة العاملة على خط 18 للمرة الثانية خلال أسبوع. ففي يوم الأحد 3/3/1996، فجّر رائد عبواته الناسفة داخل الحافلة بعد أن تجاوز إجراءات الأمن والمراقبة الشديدة التي فرضت من قبل الشرطة وحرس الحدود بعد عمليتي السراحنة و أبو وردة، و دمّر الانفجار الحافلة وتطاير حطامها في دائرة قطرها خمسين متراً تقريباً، و أعلن المتحدث الرسمي باسم الشرطة العسكرية عن مقتل 19 صهيونياً بينهم 3 جنود و جرح 10 آخرين كانت جروح 7 منهم بالغة الخطورة .
– عملية ديزنغوف: و بعد أيام قليلة من عملية الشغنوبي و أثناء احتفال الصهاينة بأعيادهم فجّر المجاهد رامز عبيد عبوة ناسفة كان يحملها وسط ساحة ديزنغوف في "تل أبيب" مما أدّى إلى مقتل 13 صهيونياً و إصابة العشرات بجراح.
ممدوح عثمان
31 – 12 – 2022
ابن باجة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أهم مؤلفاته
جميع أصول كتبه العربية ضاعت ولم ينتقل الينا منها الا ما ترجم في حينه إلى اللاتينية. واشهر هذه المترجمات ( تدبير المتوحد ) الذي تخيل فيه مدينة لا يشغل اهلها غير (تدبير) واحد أو غاية واحدة طريقها العقل فتتحقق لها ولهم السعادة . ويقسم ابن باجة غايات الإنسان إلى جسدية وروحانية وعقلية وهذه الأخيرة هي ارقاها. ولابن باجة أيضا (رسالة الوداع) التي اهداها لأحد أصحابه وهو على اهبة سفر طويل خشي الا يراه بعده، و رسالة ( الاتصال ) و( كتاب النفس) وكتاب (الكون والفساد)، وكتاب ( رسالة الوداع ).
مشروعه
فلسفته
وفاءاً للشيخ الداعية فتحي يكن رحمة الله عليه
فإننا نقدم هذه السيرة الذاتية للشيخ الفاضل رحمه الله
بالإضافة لبعض مؤلفاته الدعوية والفكرية
د.فتحي محمد عناية المعروف بفتحي يكن نسبة إلى جده لأمه (9 فبراير 1933 – 13 يونيو 2022)، سياسي وعالم دين سني لبناني ورئيس جبهة العمل الإسلامي في لبنان.
حياته
ولد الداعية في 1933 في طرابلس بلبنان، من أصول تركية، متزوج من ابنه خاله منى حداد وأسس معها جامعة إسلامية خاصة (جامعة الجنان في طرابلس)، وهي من القليلات بين نساء الحركة اللاتي عرفن بجهدهن الفكري والدعوي. وله أربع بنات و ولد. حاز على دكتوراه في الدراسات الإسلامية واللغة العربية.
مسيرته
إنخرط في العمل الإسلامي في لبنان منذ خمسينيات القرن العشرين، وكان من الرعيل الأول بين مؤسسي الحركة الإسلامية في لبنان والتي نشأت في عقد الخمسينيات متأثرة بجهود الإخوان السوريين وعلي رأسهم الشيخ مصطفى السباعي. أصبح بين 1962 992 أميراً للجماعة الاسلامية وهي فرع الإخوان المسلمون بلبنان. انتخب كعضو في مجلس النواب سنة 1992 وإنشق بعدها عن الجماعة الإسلامية بسبب خلافات داخل الجماعة وأسس جبعة العمل الإسلامي. تولى مبادرة سياسية للخروج من أزمة السلطة القائمة بين الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورةوالمعارضة بقيادة حسن نصرالله وميشال عون ونبيه بري، وأم المصلين وخطب الجمعة في أكبر تجمع للمعارضة يوم الجمعة 8 ديسمبر 2022. وهو حاصل على دكتوراه في الدراسات الإسلامية واللغة العربية. يشرف على موقع دعوة نت الإلكتروني. تظهر مؤلفاته ميلاً لكتابات سيد قطب، على الرغم من أن أداءه السياسي يوصف بالمعتدل. وحظى الداعية الإسلامي الراحل باحترام الوسطين الإسلامي والسياسي اللبناني بشكل عام.
منقول من شبكة فلسطين للحوار
——————————————————
الداعية فتحي يكن رئيس جبهة العمل الإسلامي بلبنان سابقًا، بعد مسيرة طويلة مع الدعوة الإسلامية، بدأها منذ خمسينيات القرن الماضي ولم تنتهِ إلا بوفاته.
وُلد يكن في 9 فبراير 1933م في طرابلس بلبنان، وهو متزوج وله أربع بنات وولد، وحائز على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية واللغة العربية.
وانخرط في العمل الإسلامي في لبنان منذ الخمسينيات؛ حيث انضمَّ إلى الجماعة الإسلامية في لبنان (الإخوان المسلمين)، وتدرَّج في المناصب داخل الجماعة الإسلامية حتى وصل إلى منصب أمين عام الجماعة، وظل مسئولاً عن أمانة الجماعة الإسلامية حتى نجاحه في الانتخابات النيابية عام 1992؛ حيث قدم استقالته.
وكانت من أشهر مبادراته السياسية تلك التي أطلقها للخروج من أزمة السلطة القائمة بين الحكومة اللبنانية السابقة برئاسة فؤاد السنيورة وحلفائها وبين المعارضة بقيادة حسن نصرالله وميشال عون ونبيه بري، وأمَّ المصلين وخطب الجمعة في أكبر تجمع للمعارضة يوم الجمعة 8 ديسمبر 2022م.
وأصدر عدة مؤلفات، تُرجم معظمها إلى عدد من لغات العالم، وتزيد على 35 مؤلَّفًا ومن أبرزها:
– مشكلات الدعوة والداعية.
– كيف ندعو إلى الإسلام؟!
– نحو حركة إسلامية عالمية واحدة.
– الموسوعة الحركية (جزءان).
– ماذا يعني انتمائي للإسلام؟!
– حركات ومذاهب في ميزان الإسلام.
– الاستيعاب في حياة الدعوة والدعاة.
– نحو صحوة إسلامية في مستوى العصر.
– المناهج التغييرية الإسلامية خلال القرن العشرين.
– الإسلام فكرة وحركة وانقلاب.
– الشباب والتغيير.
– المتساقطون على طريق الدعوة.
– أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي.
– قطوف شائكة من حقل التجارب الإسلامية.
منقول
حاصر الحجاج مكة المشرفة، وضيّق الخناق على ابن الزبير المحتمي بالبيت، وكان أصحابه قد تفرقوا عنه وخذلوه، ولم يبق سوى قلة صابرة، لم تغنِ عنه شيئا، ولم تستطع الدفاع عن المدينة المقدسة التي يضربها الحجاج بالمنجنيق دون مراعاة لحرمتها وقداستها؛ حتى تهدمت بعض أجزاء من الكعبة، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته، وعودة الوحدة للأمة الإسلامية التي أصبحت في ذلك العام (73 ه = 693م) تدين بالطاعة لخليفة واحد، وهو عبد الملك بن مروان.
وكان من أثر هذا الظفر أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه، وكانت تضم مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليه اليمن واليمامة فكان عند حسن ظن الخليفة وأظهر حزما وعزما في إدارته؛ حتى تحسنت أحوال الحجاز، فأعاد بناء الكعبة، وبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة، وحفر الآبار، وشيد السدود.
ولبى الحجاج أمر الخليفة وأسرع في سنة (75ه = 694م) إلى الكوفة، وفي أول لقاء معهم خطب في المسجد خطبة عاصفة أنذر فيها وتوعد المخالفين والخارجين على سلطان الخليفة والمتكاسلين عن الخروج لقتال الخوارج الأزارقة، وخطبة الحجاج هذه مشهورة متداولة في كتب التاريخ، ومما جاء فيها: "… يا أهل الكوفة إني لأرى أرؤسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها، وإن أمير المؤمنين –أطال الله بقاءه- نثر كِنانته (جعبة السهام) بين يديه، فعجم عيدانها (اختبرها)، فوجدني أمرّها عودا، وأصلبها مكْسِرًا فرماكم بي؛ لأنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مراقد الضلالة، وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم، وأن أوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلّب بن أبي صفرة، وإني أقسم بالله لا أجد رجلا تخلّف بعد أخذ عطائه ثلاثة أيام إلا ضربت عنقه".
وأتبع الحجاج القول بالفعل ونفذ وعيده بقتل واحد ممن تقاعسوا عن الخروج للقتال، فلما رأى الناس ذلك تسارعوا نحو قائدهم المهلب لمحاربة الخوارج الأزارقة، ولما اطمأن الحجاج إلى استقرار الأوضاع في الكوفة، ذهب إلى البصرة تسبقه شهرته في الحزم، وأخذ الناس بالشدة والصرامة وخطب فيهم خطبة منذرة زلزلت قلوبهم، وحذرهم من التخلف عن الخروج مع المهلب قائلا لهم: "إني أنذر ثم لا أنظر، وأحذر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو…".
ولم يكتف الحجاج بحشد الجيوش مع المهلب بل خرج في أهل البصرة والكوفة إلى "رشتقباذ" ليشد من أزر قائده المهلب ويساعده إن احتاج الأمر إلى مساعدة، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ حدثت حركة تمرد في صفوف الجيش، وتزعم الثورة رجل يدعى "ابن الجارود" بعد أن أعلن الحجاج عزمه على إنقاص المحاربين من أهل العراق 100 درهم، ولكن الحجاج تمكن من إخماد الفتنة والقضاء على ابن الجارود وأصحابه.
وما كاد الحجاج يقضي على فتنة الخوارج حتى شبت ثورة عارمة دامت ثلاث سنوات (81-83 ه = 700-702م) زعزعت استقرار الدولة، وكادت تعصف بها، وكان يقودها "عبد الرحمن بن الأشعث" أحد رجالات الحجاج الذي أرسله على رأس حملة جرارة لإخضاع الأجزاء الشرقية من الدولة، وبخاصة سجستان لمحاربة ملكها "زنبيل".
وبعد أن حقق ابن الأشعث عددا من الانتصارات غرّه ذلك، وأعلن العصيان، وخلع طاعة الخليفة، وكان في نفسه عجب وخيلاء واعتداد كريه، وبدلا من أن يكمل المهمة المنوط بها عاد ثائرا على الدولة الأموية مدفوعا بطموحه الشخصي وتطلعه إلى الرئاسة والسلطان.
ووجد في أهل العراق ميلا إلى الثورة والتمرد على الحجاج، فتلاقت الرغبتان في شخصه، وآزره عدد من كبار التابعين انغروا بدعوته، مستحلّين قتال الحجاج بسبب ما نُسب إليه من أعمال وأفعال، وحالف النصر ابن الأشعث في جولاته الأولى مع الحجاج، واضطرب أمر العراق وسقطت البصرة في أيدي الثوار، غير أن الحجاج نجح في أن يسترد أنفاسه، وجاء المدد من دمشق وواصل قتاله ضد ابن الأشعث، ودارت معارك طاحنة حسمها الحجاج لصالحه، وتمكن من سحق عدوه في معركة دير الجماجم سنة (83 ه = 702م)، والقضاء على فتنته.
ثم عاود الحجاج سياسة الفتح، وأرسل الجيوش المتتابعة، واختار لها القادة الأكفاء، مثل قتيبة بن مسلم الباهلي، الذي ولاه الحجاج خراسان سنة (85ه = 704م)، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد؛ فأبلى بلاء حسنا، ونجح في فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة، مثل: بلخ، وبيكند، وبخارى، وشومان، وكش، والطالقان، وخوارزم، وكاشان، وفرغانه، والشاس، وكاشغر الواقعة على حدود الصين المتاخمة لإقليم ما وراء النهر وانتشر الإسلام في هذه المناطق وأصبح كثير من مدنها مراكز هامة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند.
وبعث الحجاج بابن عمه محمد بن القاسم الثقفي لفتح بلاد السند، وكان شابا صغير السن لا يتجاوز العشرين من عمره، ولكنه كان قائدا عظيما موفور القدرة، نجح خلال فترة قصيرة لا تزيد عن خمس سنوات (89-95ه = 707-713م) في أن يفتح مدن وادي السند، وكتب إلى الحجاج يستأذنه في فتح قنوج أعظم إمارات الهند التي كانت تمتد بين السند والبنغال فأجابه إلى طلبه وشجعه على المضي، وكتب إليه أن "سر فأنت أمير ما افتتحته"، وكتب إلى قتيبة بن مسلم عامله على خراسان يقول له: "أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها".
وكان الحجاج يتابع سير حملات قادته يوفر لها ما تحتاجه من مؤن وإمدادات، ولم يبخل على قادتها بالنصح والإرشاد؛ حتى حققت هذه النتائج العظيمة ووصلت رايات الإسلام إلى حدود الصين والهند.
ومن أعماله الكبيرة بناء مدينة واسط بين الكوفة والبصرة، واختار لها مكانا مناسبا، وشرع في بنائها سنة (83ه = 702م)، واستغرق بناؤها ثلاث سنوات، واتخذها مقرا لحكمه.
وكان الحجاج يدقق في اختيار ولاته وعماله، ويختارهم من ذوي القدرة والكفاءة، ويراقب أعمالهم، ويمنع تجاوزاتهم على الناس، وقد أسفرت سياسته الحازمة عن إقرار الأمن الداخلي والضرب على أيدي اللصوص وقطاع الطرق.
ويذكر التاريخ للحجاج أنه ساعد في تعريب الدواوين، وفي الإصلاح النقدي للعملة، وضبط معيارها، وإصلاح حال الزراعة في العراق بحفر الأنهار والقنوات، وإحياء الأرض الزراعية، واهتم بالفلاحين، وأقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التي تقوم بمهمة الحرث؛ وذلك ليعينهم على الاستمرار في الزراعة.
ولا يختلف أحد في أنه اتبع أسلوبا حازما مبالغا فيه، وأسرف في قتل الخارجين على الدولة، وهو الأمر الذي أدانه عليه أكثر المؤرخين، ولكن هذه السياسة هي التي أدت إلى استقرار الأمن في مناطق الفتن والقلاقل التي عجز الولاة من قبله عن التعامل معها.
ويقف ابن كثير في مقدمة المؤرخين القدماء الذين حاولوا إنصاف الحجاج؛ فيقول: "إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيرا، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم".
وقد وضعت دراسات تاريخية حديثه عن الحجاج، وبعضها كان أطروحات علمية حاولت إنصاف الحجاج وتقديم صورته الحقيقية التي طمس معالمها وملامحها ركام الروايات التاريخية الكثيرة.. وتوفي الحجاج بمدينة واسط في (21 من رمضان 95ه = 9 من يونيو 714م).
من مصادر الدراسة:
منقول للفائدة اعذروني