تعريف الاستغلال الجنسي لجسد الطفل:
" هو اتصال جنسي بين طفل لبالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير مستخدماً القوة والسيطرة عليه " (لوجسي، 1991؛ ميكلوبتس؛ لفشيتس، 1995). هذا الاستغلال يعرف على انه دخول بالغين وأولاد غير ناضجين وغير واعين لطبيعة العلاقة الخاصة جدا وماهيتها، كما أنهم لا يستطيعون إعطاء موافقتهم لتلك العلاقة والهدف هو إشباع المتطلبات والرغبات لدى المعتدي، وإذا ما حدث داخل إطار العائلة من خلال أشخاص محرمين على الطفل فيعتبر خرق ونقد للتابو المجتمعي حول وظائف العائلة ويسمى سفاح القربى أو (قتل الروح) حسب المفاهيم النفسية وذلك لأن المعتدي يفترض عادة أن يكون حامي للطفل، ويعرف سفاح القربى حسب القانون على انه "ملامسة جنسية مع قاصر أو قاصرة على يد أحد أفراد العائلة" (لوجسي،1991)
ويقصد بهذا النوع من الاستغلال:-
كشف الأعضاء التناسلية.
إزالة الملابس والثياب عن الطفل.
ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة.
التلصص على طفل.
تعريضه لصور فاضحة، أو أفلام.
أعمال مشينة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة.
اغتصاب. (مكلوبتس؛ لفشيتس، 1995)
الإساءة الجنسية للطفل: "هي استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق. وهو تشمل تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي ويتضمن غالباً التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المتحرش جنسياً. ومن الأشكال الأخرى للاعتداء الجنسي على الطفل المجامعة وبغاء الأطفال والاستغلال الجنسي للطفل عبر الصور الخلاعية والمواقع الإباحية. وللاعتداء الجنسي آثار عاطفية مدمّرة بحد ذاته، ناهيك عما يصحبها غالباً من أشكال سوء المعاملة. وهي تنطوي أيضاً على خذلان البالغ للطفل وخيانة ثقته واستغلاله لسلطته عليه."
كيفية الانتهاك:
المعتدي حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس سنوات على الأقل وله علاقة ثقة وقرب للضحية وقد دلت الدراسات أن أكثر من 75% من المعتدين هم ممن لهم علاقة قرب مثل أب، أخ، عم، خال، جد أو معروفين للضحيةويتم الاعتداء عن طريق التودد أو الترغيب، وهو استخدام الرشوة، والملاطفة، تقديم الهدايا…الخ أو الترهيب أو التهديد: وهو التخويف من إفشاء السر أو الكشف عن الاعتداء. وذلك عن طريق: الضرب، التهديد بالتوقف عن حب الطفل أو عدم أخذ الطفل إلى أماكن يحبها، التخلي عن الطفل بأنه السبب لأنه هو يريد ذلك.
هذا الاعتداء يتم بسرية كاملة حيث يلجأ المعتدي بإقناع أو ترهيب الطفل بضرورة إخفاء الموضوع وعدم الكشف عنه. ونادرا ما يستخدم المعتدي القوة مع الضحية خوفا من ترك آثار على جسمها الأمر الذي يثير شكوكا حول ذلك
لماذا تستغل البراءة؟:
يتفق الباحثون على عدم وجود سبب واحد يبرر حدوث العنف نحو الطفل، وإنما هي عدة عوامل متشابكة تتفاعل في سياق اجتماعي وثقافي محدد. ويمكن إجمال هذه الأسباب ضمن تصنفين:
أ- العوامل الديمغرافية وهي:
العوامل الاجتماعية /العوامل السياسية / العوامل النفسية/ العوامل الاقتصادية / العوامل القانونية وأهمها "عدم كفاية القوانين التي تحكم الاعتداءات الجنسية على المرأة والطفل"/ قصور التعامل لدى الجهات الأمنية مع مشكلات العنف /عدم وضوح بعض المفاهيم قانونياً "الإساءة الجنسية … وغيرها"/ وسائل الإعلام التي تكرس مظاهر العنف في البرامج التلفزيونية، والكومبيوتر، والألعاب الإلكترونية مما يؤدي إلى انتشار حالات العنف في المجتمع عن طريق التقليد أو النمذجة فالجرعات الإعلامية الزائدة من العنف تبطل الحساسية، تجاهه.
ب- عوامل الخطورة:
وتتضح في الآتي:
عوامل الخطورة المرتبطة بالمسيء:
ويكون المسيء في الغالب شخصاً قد أسيء إليه جسدياً، عاطفياً، أو جنسياً، او يكون قد عاني من الإهمال وهو طفل. *عوامل الخطورة المرتبطة بالمساء إليه / إليها:
بعض صفات الأطفال الجسدية والعاطفية قد تقلل من حصانتهم للإساءة، اعتماداً على تفاعل هذه الصفات مع عوامل الخطورة لدى الوالدين (الإعاقة، المرض المزمن، الانعزالي الخ..) *عوامل الخطورة المرتبطة بالعائلة:
بعض العائلات لها صفات محدده تزيد من احتمالية الإساءة فيها (النزاعات الزوجية، الضغوطات المالية والوظيفية، الانعزال). *عوامل الخطورة المرتبطة بالمحيط: تنتشر الإساءة في بعض المجتمعات أكثر من غيرها، وما يعتبر في مجتمع ما إساءة ليس كذلك في مجتمع آخر. (مفهوم العقاب الجسدي، القيم) ولابد أن نذكر أن وجود عوامل الخطورة المذكورة آنفاً لا يعني بالضرورة أن تؤدي إلى العنف والإساءة، وذلك بسبب تعدد العوامل وتفاعلها مع بعضها البعض
الآثار الجسدية والسلوكية والنفسية لانتهاك جسد الطفل:-
أورد هنا بعض مما استطعت تجميعه عبر مواقع الانترنت من معلومات حول بعض المؤشرات التي يمكن أن تلفت نظر الأسرة إلى وجود طفل يعاني من مشكلة او ازمة ايا كان نوعها:
أ-الدلائل الجسدية (تختلف حسب اختلاف الفئة العمرية).
صعوبة في المشي أو الجلوس. أمراض وأوجاع في الأعضاء التناسلية. إفرازات أو نزيف أو تلوثات متكررة في مجرى البول. أوجاع بالرأس أو الحوض.
ب- الدلائل السلوكية
الانطواء والانعزال. الانشغال الدائم بأحلام اليقظة وعدم النوم وكثرة الكوابيس والأحلام المزعجة. تدني المستوى الأكاديمي، وعدم المشاركة في النشاطات المدرسية والرياضية. التسرب أو الهروب من المدرسة.
تورط الطفل في مسالك انحرافية ضد أبناء صفه. عدم الثقة بالنفس والآخرين والعدوانية. تشويه الأعضاء التناسلية وتعذيب النفس. الرعب والقلق الدائم.وقد تقوم الفتاة في سن المراهقة بتصرفات إغرائية، استفزازية للآخرين.
ج- الدلائل النفسية:
عوامل أخرى قد تؤثر أثناء مرحلة نمو الطفل؛ بحيث ينجذب الطفل شيئًا فشيئًا إلى الشذوذ الجنسي – كما يقول العلماء- من ضمنها تعرض الطفل لاعتداء جنسي. ففي بحث للعالم الأمريكي "جريجوري ديكسون" عام 1996 ظهر أن 49% من الشواذ جنسيا الذين تناولهم البحث قد حدث لهم نوع من أنواع الاعتداء الجنسي أثناء مرحلة الطفولة!..
تطور الطفل لا يحدث إلا إذا أعطي الحماية الكاملة من الإساءة والإستغلال.
الإساءة للطفل تشمل كافة أشكال سوء المعاملة الجسدية والعاطفية والإهمال والتهاون والاستغلال الإقتصادي التي تؤدي إلى ضرر حقيقي أو محتمل يلحق بصحة الطفل ونموه وكرامته. الإساءة للطفل ظاهرة موجودة في كل دول العالم بما فيها البلدان العربية. حجم هذه الظاهرة مذهل وخصوصا أن أغلب حالات سوء المعاملة لا يتم الإبلاغ عنها ولو تم ذلك فان المشكلة لا تجد من يعالجها.
بدأ الاهتمام بالطفل على المستوى العالمي في مطلع العشرينات من القرن الماضي بظهور أول إعلان لحقوق الطفل في العام 1923. في العام تسعين, عقد مؤتمر القمة العالمي من اجل الطفل تمت فيه الموافقة خلاله
على "اتفاقية حقوق الطفل".
بالرغم من كل التحركات الدولية للاهتمام بحقوق الطفل الا ان 29 دولة فقط اعتمدت خطة عمل تشمل حملات توعية وتشديد القوانين ذات الصلة بظاهرة.
أثبتت الدراسات أن الطفل المساء إليه أكثر عرضة من غيره لمشاكل مثل التدخين وتناول الكحول والمخدرات والإنتحار وإرتكاب الإساءة وإرتكاب الجريمة.
عندما يتم حماية طفل فهذا يعني تجاوز حماية جسده وعواطفه وعائلته إلى حماية المستقبل والوطن. فتيات كثيرات فشلن في حياتهن الزوجية نتيجة ما ترسب في العقل الباطني من تجارب سلبية , فكرهن الحياة العاطفية وأصبح الزوج في نظرهن وحشاً مخيفاً يذكّرهن بالمعتدي على طفولتهن.
ما هي اسباب عدم التبليغ عن الاساءة؟
سمعة سيئة قد تلحق بالاسرة.
لا تبلغ الام عندما يكون الاب هو المعتدي جنسياً لأن معاقبته ستكلّفها غاليا بحيث يحكم بالحبس فينقطع الدخل عن الأسرة.
يتجنب ألاطباء التبليغ عن حالات الاساءة حتى لا تتضرر علاقتهم بالأهل وكذلك ليبتعدوا عن الشهادة في المحاكم.
رأي الإسلام وحكمته في الوعي الجنسي:
لقد تميز الإسلام بشموليته في الطرح لكافة جوانب حياة المسلم حتى قبل أن يولد حين اهتم بالزواج والتناسل ولم يتحرج عن التطرق إلى كل ما يشغل تفكير المسلم في أمور حياته الخاصة..
إنه أمر فعله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين علم الصحابة والصحابيات بلغة راقية وبأسلوب بسيط لا إفراط فيه ولا تفريط كل ما يتعلق بالأمور الخاصة جدا لأن الجنس جزء من الحياة اعترف به الإسلام ووضع له الأطر الصحيحة للتعامل معه، وكانت أموره تناقش علناً في مجلس الرسول الكريم وقد فرق الرسول-ص- بين الخطاب الموجه إلى البالغ والطفل حين حدد سن التكليف بالبلوغ وأشار إلى خطورة مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة قبل قرون عدة حين قال الرسول -ص-((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرِّقوا بينهم في المضاجع)). وقد أشار الأخصائي النفسي بديع القشاعلة في مقال له بعنوان "نظريات في علم النفس والحديث الشريف" إلى حكمة التربية في هذا الحديث بقوله: ((يحدد محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فترات زمنية للتعامل مع الطفل…. أما الجزء الأخير من الحديث وهو "فرقوا بينهم في المضاجع" فنابعٌ من تطور النمو الجنسي في هذه المرحلة والتي تعد نقطة تحول من الكمون الجنسي إلى حالة النشاط الجنسي والذي يبدأ مع مرحلة البلوغ، حيث نجد أن الأطفال حينما يصلون إلى سن العاشرة يكثر لديهم حب الاستطلاع عن النواحي الجنسية والفسيولوجية كما وأن الانتباه في هذه المرحلة يزداد وتزداد دقته الأمر الذي يساعده على إدراك الاختلاف بين الأشياء وإدراك الشبه أيضاً بينها. نتيجة لهذا فإنه يستطيع أن يقدم تفسيراً بسيطاً للأمور، وهذه صورة راقية من التفكير لم نكن نلحظها في المراحل السابقة من النمو.إن هذه الفترة هي فترة ميل إلى الأمور الجنسية والتعرف عليها والعبث بها وهذا جعله الله تعالى ليكون تمهيداً لمرحلة البلوغ والتي يمكن أن تحدث فيها عملية الزواج.)
ويقول د. حامد زهران أستاذ الصحة النفسية بان علينا كمربين أن نعرف أن الأطفال يصلهم معلومات من زملائهم في المدرسة والشارع.. وقد يقرأون كتبا بها أفكار مشوهة، وقد يطلعون في عصرنا الحالي علي مصادر سيئة في الإنترنت، وهناك ايضا القنوات الفضائية، علينا أن نعلم أطفالنا آداب السلوك الجنسي. إن أقرب العلوم للتربية الجنسية هي التربية الدينية، لأن الدين يعترف تماما بالغريزة الجنسية وينظم السلوك الجنسي تماما من الناحية الدينية قبل أي شيء آخر، ولهذا فالمفروض أن نهتم بتعليم أحكام الدين.. وحدود الله فيما يتعلق بالسلوك الجنسي والحلال والحرام فيه.. ومن هنا سنجد أن الإطار الذي نتحدث عنه سوف يؤدي إلي نتائج أفضل من إهماله..
الوعي بأهمية الثقافة الجنسية:
إن الجنس وقضاياه في العالم العربي منطقة شائكة لا يشجع الاباء ابنائهم على معرفة ماهيتها وهذا لا يقيهم شوك الجهل بل على العكس ان جهل الطفل باحترام جسده وبثنا له الرعب من منعه من التحدث في امور الجنس يعرضه لمخاطر كثيرة اخطرها سكوته في حال انتهاك حرمة جسده
تقول الأستاذة منى يونس:
(لا بد من رفع الالتباس لدى الأكثرية من أولياء الأمور بين "الإعلام الجنسي" الذي هو إكساب الفتى/ البنت معلومات معينة عن موضوع الجنس، و"التربية الجنسية" التي هي أشمل ؛ إذ إنها تشمل الإطار القيمي والأخلاقي المحيط بموضوع الجنس باعتباره المسئول عن تحديد موقف الطفل من هذا الموضوع في المستقبل). ان أهم ما لأجله لابد أن نؤسس ثقافة جنسية مستندة على القيم الإسلامية لأطفالنا الحاجات الجنسية للطفولة الوسطى(6-9) والتي يذكر د. زيدان عبد الباقي أنها مرحلة كمون جنسي (latency period) ومع نهايتها وبداية الطفولة المتأخرة (9-12) ينفق الطفل كثيرا من وقته في استطلاع الجسم ووظائفه ومعرفة الفروق بين الجنسين وقد يميل بعض الأطفال إلى القيام ببعض التجارب الجنسية واللعب الجنسي مع بعضهم البعض ولكن الخطر أن قلة من كبار السن " الشاذين جنسيا " قد يستغلون الأطفال في إشباع دوافعهم الجنسية الأمر الذي يحدث في الطفل جرحين جسدي ونفسي من هنا كان تحذيرنا ومطالبتنا بالحفاظ على الأبناء الصغار ذلك أن الأطفال في هذه السن لا يدركون خطورة النواحي الجنسية حيث لا تزال الطاقة الجنسية كامنة لديهم واهتمامهم موجه إلى نفس الجنس إن الرغبة في اللعب الجنسي تزداد وقد تتحول إلى عادة سرية أو لمجرد تقليد لطفل أو لصبي يمارس تلك العادة أمام الآخرين قد يحدث التجريب الجنسي فلا يمارس بالمعنى المعروف ولكنه مجرد عرض الأطفال لأعضائهم التناسلية.
وترتيبا على ذلك يحتاج الطفل من أبويه أن ينظرا إلى النواحي الجنسية نظرة موضوعية أي عادية باعتبار الجنس جزء من الحياة الاجتماعية وليس في مناقشته خطيئة أو إثم.)
نموذج للتجربة العلاجية العربية:
الحقيقة ان دول العالم العربي تهتم بقضايا الطفولة ولكن فيما يتعلق تحديدا بانتهاك حرمة جسد الطفل داخل الاسرة "موضوعنا" فان الجهود حثيثة فضلا عن ان بعض الدول لا تعترف بوجوده كظاهرة تستحق العلاج على انني وعبر بحث متواصل وجدت ان تجربة الاردن جديرة بالطرح كتجربة واعية وفاعلة. ففي عمان انشات وزارة الداخلية الأردنية ادارة حماية الاسرة وأوكلت إليها مسئولية مواجهة جرائم الاعتداء في العاصمة عمان كخطوة أولي قابلة للتعميم، قوبلت بالمعارضة الشديدة من البعض ثم اثبتت نجاحها من خلال النتائج التي حققتها.
في عام1998 وهو العام الذي أنشئت فيه الإدارة وصلت إليهم295 حالة تحرش جنسي ضد الأطفال. مثلت حالات زنا المحارم نسبة غير متواضعة منها. أما في عام2017 فقد عملت الإدارة علي معالجة631 حالة جاءت إليها بإرادة الاطراف وفي عمان ايضا في العام ذاته افتتح "دار الأمان" وهو اول مركز متخصص في الوطن العربي في مجال حماية الاطفال من مختلف صور الانتهاكات. وهو متخصص اساسا في اعادة التاهيل ومعاملة ضحايا الانتهاكات.. الاطفال واسرهم. و يستقبل المركز كل انتهاكات الاطفال سواء كانت جنسية او بدنية او بسبب الاهمال. "
كيفية التعامل مع الاعتداءات الجنسية :
ا- توصيات للأهالي والمربين:
ذكرت احدى الدراسات توصيات هامة لاحتواء الطفل الذي يعاني وهي:
1- التصرف بحذر والحفاظ على هدوء الأعصاب وعدم إلقاء التهديدات للطفل، فالطفل بحاجة إلى الأمان والهدوء والدعم.
2- عدم استسلام الاهل لتانيب الذات واللوم مما ينسيهم من هو المعتدي الحقيقي الذي يجب أن ينال عقابه.
3- عدم إلقاء المسؤلية على الطفل
4- استعمال لغة الطفل وعدم تبديل ألفاظه أو الكلمات التي يستخدمها لأن راحة الطفل هي المهمة في هذه الأوقات.
5- ا لحفاظ على الهدوء النفسي بتوفير الأمان فإذا لم يستطيع الاهل العمل مع إبنهم الضحية عليهم ان يطلبوا منه اشراك أحد من الخارج..مرشده مثلا.
6- تصديق الطفل (قد لا يقول كل شيء ليس لأنه يكذب بل لأنه خائف، فكلما كانت الثقة قوية يكون الطفل أدق في وصفه للحادث).
7- تعليم الطفل كيفية التوجه إلى أشخاص آخرين باستطاعتهم المساعدة
ب- مسئوليتنا تجاه القضية:
في قضية بحجم مسئوليتنا تجاه الطفولة حولنا نحتاج خطة وقائية وعلاجية للموضوع لعلني اوجزها في النقاط التالية:
1-ايجاد الوعي الاسري بالتربية الجنسية ومساعدة المؤسسات التعليمية الاجتماعية وتبنيها لهذا الجانب منذ سنوات الطفل الاولى في الروضة على ان تكون الاسس مستمدة من الاسلام
2- على الاعلام مسئولة كبرى في توعية افراد المجتمع وعدم تداول الجانب المثير في الموضوع بل التركيز على توعية الاسر واستنهاض المسئولين بعلاج المشكلة
3- توفير القوانين التي تحمي الأخصائيين العاملين في مجال الإرشاد مع حالات ضحايا الاعتداء
4-وجوب تكاتف المؤسسات العاملة في مجال الصحة النفسية والخدمة الاجتماعية وتطوير مهارات العاملين فيها لتقديم التوجيه والارشاد المناسب للطفل الضحية واسرته
5- ضرورة تحمل الجهات المسئولة كالشرطة والهيئات الرسمية والوزارات المسئولة عن الطفولة والشئون الاجتماعية مسئولية هذه القضية في السعي لاتخاذ القرارات وسن القوانين المناسبة للحد من تعنيف الطفل داخل وخارج اسرته
تعد الامم المتحدة الاتجار بالنسـاء والأطفال شـكلاً من أشكال العبودية ونوع اخر من انواع الاستغلال والاساءة الجنسية لقد أثار استغلال النساء والاطفال في التجارة العالمية بالجنس اهتماما عالميا بالجريمة المنظمة حيث ان ضحايا هذه التجارة يتعرضون للمخاطر بشكل متزايد والى اشكال متعددة من الاساءة والعنف فضلاً عن الحمل غير المشروع وغير المرغوب به وكذلك زيادة انتشار الامراض الجنسية المعدية وخصوصا مرض الايدز.وترى دراسات اكاديمية ” نايف“ العربية للعلوم الامنية ان المتاجرة بالنساء والاطفال لها بعدان واضحان الاول: يتعلق بحقوق الانسان والثاني يتعلق بقضية التنمية.. وبصرف النظر عن التكلفة الانسانية والاجتماعية المترتبة على تجارة الجنس فان انتشار الامراض الجنسية وبالتحديد مرض الايدز يعتبر من اخطر النتائج المترتبة على هذا النوع من المتاجرة كما ان ارغام الاطفال على الدخول في عالم تجارة الجنس يحرمهم من فرصة مواصلة التعليم وتحقيق الذات كما تحرم المجتمع من الافادة من مصادر انسانية اساسية وحيوية لاستثمارها في عملية التنمية.
ان الاجراءات الوقائية للحد من ظاهرة الاتجار بالنساء والاطفال ومنعها تتمثل في النقاط الاتية:
1-التركيز على تعليم الاطفال كوسيلة لتحسين اوضاعهم وجعل التعليم الاساسي الزاميا ومتاحا بصورة مجانية للجميع.
2-توفير الرعاية الصحية وتحسين الخدمات الصحية الموجودة وتدعيم البيئة الاسرية للاطفال الاكثر عرضة لدخول تجارة الجنس بما في ذلك المشردون واللاجئون وابناء الطبقة المسحوقة وغير المسجلين في القيود الرسمية والمحتجزون في المراكز والسجون.
3-زيادة التثقيف والوعي بحقوق الطفل ودمج المعاهدات والمواثيق المتعلقة بحقوق الطفل بالتعليم الرسمي وغير الرسمي حيثما كان ذلك مناسبا.
4-انتشار مراكز الاتصال لتقديم المعلومات عن المواضيع ذات الحساسية المتعلقة بنوع الجنس وتنشيط وزيادة الحملات الاعلامية لزيادة وعي وتثقيف الموظفين الحكوميين المعنيين فضلاً عن العامة من الناس حول حقوق الطفل والاثار السيئة المترتبة على استغلال الاطفال في تجارة الجنس وبيان عدم شرعيتها وتقوية وتدعيم السلوكيات والاتجاهات الايجابية في المجتمع نحو الجنس للمحافظة على نمو سوي للاطفال يشعرهم بالكرامة واحترام الذات.
5-تدعيم وتعزيز حقوق الطفل من خلال تثقيف الاسرة ومساعدتها في النمو من خلال زيادة الوعي بمسؤوليةالوالدين كليهما نحو الاطفال مع التركيز بشكل خاص على مسؤوليتهم في منع الاعتداءات الجنسية على الاطفال.
6-ايجاد برامج تثقيفية خاصة باليافعين لزيادة قدرتهم على مواجهة ومقاومة الشبكات التي تستغل الاطفال في تجارة الجنس.
7-ايجاد او تقوية البرامج الاجتماعية والاقتصادية الوطنية المهتمة بالمواضيع ذات الحساسية المتعلقة بالجنس لمساعدة الاطفال الاكثر تعرضا لدخول تجارة الجنس واسرهم في مقاومة الافعال التي تعود الى استغلال الاطفال في تجارة الجنس مع التركيز بشكل خاص على المواضيع المتعلقة باساءة المعاملة داخل الاسرة والممارسات التقليدية المؤذية واثارها على الفتيات وتنمية وتقوية الاحساس باهمية الطفل كانسان وليس كسلعة معروضة للاخرين والتغلب على حالة الفقر من خلال التشجيع على زيادة الدخل عن طريق العمل الشريف.
8-تطوير وتقوية ونشر الانظمة والقوانين التي تمنع استغلال الاطفال في تجارة الجنس مع مراعاة الاتفاقيات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الطفل.
9-مراجعة الانظمة والقوانين والبرامج والممارسات التي تساعد على تسهيل استغلال الاطفال في تجارة الجنس وتبني اصلاحات فعالة للحد من هذه الظاهرة.
10-تعبئة القطاع التجاري بما في ذلك قطاع السياحة ضد السماح باستعمال شبكاتها ومؤسساتها في مجال تجارة الجنس بالاطفال.
11-تشجيع العاملين في وسائل الاعلام المختلفة لتبني وتطوير استراتيجيات تقوي من دور الاعلام في تقديم معلومات واضحة ودقيقة وموثوق بها تأخذ بعين الاعتبار المعايير الاخلاقية بكل ما يتعلق بمظاهر المتاجرة بالاطفال جنسيا.
12-استهداف الافراد والمؤسسات المتورطة في مجال تجارة الاطفال بالمعلومات والبرامج التثقيفية والحملات المنظمة لاحداث تغييرات في سلوكياتهم وممارساتهم غير المقبولة في هذا المجال.