التصنيفات
القسم الاسلامي

انشودة اكثر من رائعة (إلا صلاتي) بصوت الرائع (مشاري العفاسي)

السلام عليكم ورحمة الله اقدم لكم انشودة اكثر من رائعة (إلا صلاتي) بصوت الرائع (مشاري العفاسي) لتحميل الانشودة اضغط هنا تحياتي للجميع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

أصل الصوفية …وموقفها من العبادة والدين!!! اسلاميات

أصل الصوفية وموقفها من العبادة والدين
عرض الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في كتابه "حقيقة التصوف" الأقوال حول أصل التصوف وذكر أن "لفظ التصوف والصوفية لم يكن معروفا في صدر
الإسلام وإنما هو محدث بعد ذلك أو دخيل على الإسلام من أمم أخرى‏" ثم رجح أن "أن التصوف نشأ في بلاد الإسلام على يد عُبَّادِ البصرة نتيجة لمبالغتهم في الزهد والعبادة ثم تطور بعد ذلك"، وذكر الشيخ حفظه الله آراء بعض الكتاب المعاصرين في أصل الصوفية فقال:
"والذي توصل إليه بعض الكتاب العصريين – أن التصوف تسرب إلى بلاد المسلمين من الديانات الأخرى كالديانة الهندية والرهبانية النصرانية وقد يستأنس لهذا بما نقله الشيخ [يعني أبو الشيخ الأصبهاني] عن ابن سيرين أنه قال‏:‏ ‏"‏إن قوما يتخيرون لباس الصوف يقولون إنهم يتشبهون بالمسيح ابن مريم وهَدْيُ نبينا أحب إلينا‏"‏‏.‏ فهذا يعطي أن التصوف له علاقة بالديانة النصرانية‏!‏‏!‏
ويقول الدكتور/ صابر طعيمة في كتابه‏: ويبدو أنه لتأثير الرهبنة المسيحية التي كان فيها الرهبان يلبسون الصوف وهم في أديرتهم كثرة كثيرة من المنقطعين لهذه الممارسة على امتداد الأرض التي حررها الإسلام بالتوحيد، أعطى هو الآخر دورا في التأثر الذي بدا على سلوك الأوائل.‏
وقال الشيخ إحسان إلهي ظهير – يرحمه الله – في كتابه‏: ‏‏"‏عندما نتعمق في تعاليم الصوفية الأوائل والأواخر وأقاويلهم المنقولة منهم والمأثورة في كتب الصوفية القديمة والحديثة نفسها نرى بونا شاسعا بينها وبين تعاليم القرآن والسنة، وكذلك لا نرى جذورها وبذورها في سيرة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه الكرام البررة خيار خلق الله وصفوة الكون، بل بعكس ذلك نراها مأخوذة مقتبسة من الرهبنة المسيحية والبرهمة الهندوكية وتنسك اليهودية وزهد البوذية"‏‏.‏
ويقول الشيخ‏:‏ عبد الرحمن الوكيل – يرحمه الله – في مقدمة كتاب‏:‏‏ ‏"‏إن التصوف أدنأ وألأم كيدا ابتدعه الشيطان ليسخر معه عباد الله في حربه لله ولرسله، إنه قناع المجوس يتراءى بأنه رباني، بل قناع كل عدو صوفي للدين الحق فتش فيه تجد برهمية وبوذية وزرادشتية ومانوية وديصانية، تجد أفلاطونية وغنوصية، تجد فيه يهودية ونصرانية ووثنية جاهلية‏""
وبعد هذا العرض لآراء هؤلاء الكتاب المعاصرين في أصل الصوفية، خرج الشيخ الفوزان بنتيجة: "أن الصوفية دخيلة على الإسلام، يظهر ذلك في ممارسات المنتسبين إليها – تلك الممارسات الغريبة على الإسلام والبعيدة عن هديه، وإنما نعني بهذا المتأخرين من الصوفية حيث كثرت وعظمت شطحاتهم‏.‏ أما المتقدمون منهم فكانوا على جانب من الاعتدال، كالفضيل بن عياض، والجنيد وإبراهيم بن أدهم وغيرهم‏."
ثم قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تحت عنوان "موقف الصوفية من العبادة والدين":
"للصوفية – خصوصا – المتأخرين منهم منهج في الدين والعبادة يخالف منهج السلف، ويبتعد كثيرا عن الكتاب والسنة‏.‏ فهم قد بنوا دينهم وعبادتهم على رسوم ورموز واصطلاحات اخترعوها، وهي تتلخص فيما يلي‏:‏
1- قصرهم العبادة على المحبة،

فهم يبنون عبادتهم لله على جانب المحبة، ويهملون الجوانب الأخرى، كجانب الخوف والرجاء، كما قال بعضهم‏:‏ أنا لا أعبد الله طمعا في جنته ولا خوفا من ناره – ولا شك أن محبة الله – تعالى – هي الأساس الذي تبنى عليه العبادة‏.‏ ولكن العبادة ليست مقصورة على المحبة كما يزعمون، بل لها جوانب وأنواع كثيرة غير المحبة كالخوف والرجاء والذل والخضوع والدعاء إلى غير ذلك، فهي كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية‏:‏ ‏"‏اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة‏"‏‏.‏
ويقوم العلامة ابن القيم‏:‏
وعبادة الرحمن غاية حبّه ** مع ذُلِّ عباده هما قطبان
وعليهما فلك العبادة دائر ** ما دار حتى قامت القطبان
ولهذا يقول بعض السلف‏:‏ من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد‏.‏
وقد وصف الله رسله وأنبياءه، بأنهم يدعون ربهم خوفا وطمعا، وأنهم يرجون رحمته ويخافون عذابه، وأنهم يدعونه رغبا ورهبا‏.‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – يرحمه الله -‏:‏ ‏"‏ولهذا قد وجد في نوع من المتأخرين من أنبسط في دعوى المحبة حتى أخرجه ذلك إلى نوع من الرعونة والدعوى التي تنافي العبودية‏"‏، وقال أيضا‏:‏ ‏"‏وكثير من السالكين سلكوا في دعوى حب الله أنواعا من الجهل بالدين، إما من تعدي حدود الله، وإما من تضييع حقوق الله‏.‏ وإما من إدعاء الدعاوى الباطلة التي لا حقيقة لها‏‏"‏، وقال أيضا‏:‏ ‏"‏والذين توسعوا من الشيوخ في سماع القصائد المتضمنة للحب والشوق واللوم والعذل والغرام كان هذا أصل مقصودهم ولهذا أنزل الله آية المحبة محنة يمتحن بها المحب، فقال‏:‏ ‏{‏قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله‏}‏‏.‏ ‏[‏آل عمران، الآية‏:‏ 31‏]‏‏.‏
فلا يكون محبّا لله إلا من يتبع رسوله، وطاعة
الرسول ومتابعته لا تكون إلا بتحقيق العبودية، وكثير ممن يدعي المحبة يخرج عن شريعته وسنته، صلى الله عليه وسلم ، ويدعي من الخيالات ما لا يتسع هذا الموضوع لذكره، حتى يظن أحدهم سقوط الأمر – وتحليل الحرام له‏"‏، وقال أيضا‏:‏ ‏"‏وكثير من الضالين الذين اتبعوا أشياء مبتدعة من الزهد والعبادة على غير علم ولا نور من الكتاب والسنة وقعوا فيما وقع فيه النصارى من دعوى المحبة لله مع مخالفة شريعته وترك المجاهدة في سبيله ونحو ذلك‏.‏ انتهى‏.‏
فتبيّن بذلك أن الاقتصار على جانب المحبة لا يُسمّى عبادة بل قد يؤول بصاحبه إلى الضلال بالخروج عن الدين‏.‏
2- الصوفية في الغالب لا يرجعون في دينهم وعبادتهم إلى الكتاب والسنة

والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما يرجعون إلى أذواقهم وما يرسمه لهم شيوخهم من الطرق المبتدعة، والأذكار والأوراد المبتدعة، وربما يستدلون بالحكايات والمنامات والأحاديث الموضوعة لتصحيح ما هم عليه، بدلا من الاستدلال بالكتاب والسنة، هذا ما ينبني عليه دين الصوفية‏.‏
ومن المعلوم أن العبادة لا تكون عبادة صحيحة إلا إذا كانت مبنية على ما جاء في الكتاب والسنة‏.‏ قال شيخ الإسلام ابن تيمية‏:‏ ويتمسكون في الدين الذي يتقربون به إلى ربهم بنحو ما تمسك به النصارى من الكلام المتشابه والحكايات التي لا يعرف صدق قائلها، ولو صدق لم يكن معصوما، فيجعلون متبوعيهم وشيوخهم شارعين لهم دينا، كما جعل النصارى قسيسيهم ورهبانهم شارعين لهم دينا‏.‏‏.‏‏.‏ انتهى‏.‏
ولما كان هذا مصدرهم الذي يرجعون إليه في دينهم وعباداتهم، وقد تركوا الرجوع إلى الكتاب والسنة صاروا أحزابا متفرقين‏.‏ كما قال – تعالى -‏:‏ ‏{‏وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله‏}‏‏.‏ ‏[‏الأنعام، الآية‏:‏ 153‏]‏‏.‏
فصراط الله واحد، لا انقسام فيه ولا اختلاف عليه، وما عداه فهو سبل متفرقة تتفرق بمن سلكها، وتبعده عن صراط الله المستقيم، وهذا ينطبق على فرق الصوفية فإن كل فرقة لها طريقة خاصة تختلف عن طريقة الفرقة الأخرى‏.‏ ولكل فرقة شيخ يسمونه شيخ الطريقة يرسم لها منهاجا يختلف عن منهاج الفرق الأخرى، ويبتعد بهم عن الصراط المستقيم‏.‏ وهذا الشيخ الذي يسمونه شيخ الطريقة يكون له مطلق التصرف وهم ينفذون ما يقول ولا يعترضون عليه بشيء‏.‏ حتى قالوا‏:‏ المريد من شيخه يكون كالميت مع غاسله‏.‏ وقد يدعي بعض هؤلاء الشيوخ أنه يتلقى من الله مباشرة ما يأمر به مريديه وأتباعه‏.‏
3- من دين الصوفية التزام أذكار وأوراد يضعها لهم شيوخهم

فيتقيدون بها، ويتعبدون بتلاوتها، وربما فضلوا تلاوتها على تلاوة القرآن الكريم، ويسمونها ذكر الخاصة‏.‏
وأما الذكر الوارد في الكتاب والسنة فيسمونه ذكر العامة‏.‏ فقول ‏"‏لا إله إلا الله‏"‏ عندهم هو ذكر العامة، وأما ذكر الخاصة‏,‏ فهو الاسم المفرد‏:‏ الله؛ وذكر خاصة الخاصة ‏(‏هو‏)‏‏.‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية‏:‏ ومن زعم أن هذا -أي قول لا إله إلا الله- ذكر العامة وأن ذكر الخاصة هو الاسم المفرد، وذكر خاصة الخاصة ‏(‏هو‏)‏ أي الاسم المضمر فهو ضال مضل‏.‏ واحتجاج بعضهم على ذلك بقوله‏:‏ ‏{‏قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون‏}‏‏.‏ ‏[‏الأنعام، الآية‏:‏ 91‏]‏‏.‏ من أبين غلط هؤلاء، بل من تحريفهم للكلم عن مواضعه، فإن الاسم – الله – مذكور في الأمر بجواب الاستفهام في الآية قبله، وهو قوله‏:‏ ‏{‏من أنزل الكتب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس‏}‏‏.‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏قل الله‏}‏ أي الله هو الذي أنزل الكتاب الذي جاء به موسى‏.‏
فالاسم – الله – مبتدأ خبره دل عليه الاستفهام، كما في نظائر ذلك‏.‏ تقول‏:‏ من جارك‏؟‏ فيقول‏:‏ زيد‏.‏ وأما الاسم المفرد مظهرا ومضمرا فليس بكلام تام، ولا جملة مفيدة، ولا يتعلق به إيمان ولا كفر ولا أمر ولا نهي، ولم يذكر أحد من سلف الأمة، ولا شرع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يعطي القلب نفسه معرفة مفيدة، ولا حالا نافعا، وإنما يعطيه تصورا مطلقا لا يحكم فيه بنفي ولا إثبات‏.‏ إلى أن قال‏:‏ وقد وقع بعض من واظب على هذا الذكر بالاسم المفرد وبـ‏:‏ ‏"‏هو‏"‏ في فنون من
الإلحاد وأنواع من الاتحاد، وما يذكر عن بعض الشيوخ في أنه قال‏:‏ أخاف أن أموت بين النفي والإثبات، حال لا يقتدى فيها بصاحبها، فإن في ذلك من الغلط ما لا خفاء به، إذ لو مات العبد في هذه الحال لم يمت إلا على ما قصده ونواه، إذ الأعمال بالنيات، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتلقين الميت لا إله إلا الله‏.‏ وقال‏:‏ ‏(‏من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة‏)‏، ولو كان ما ذكره محظورا لم يلقن الميت كلمة يخاف أن يموت في أثنائها موتا غير محمود‏.‏ بل كان ما اختاره من ذكر الاسم المفرد، والذكر بالاسم المضمر أبعد عن السنة، وأدخل في البدعة، وأقرب إلى إضلال الشيطان، فإن من قال‏:‏ يا هو يا هو، أو هو هو، ونحو ذلك لم يكن الضمير عائدا إلا إلى ما يصوره قلبه، والقلب قد يهتدي وقد يضل – وقد صنف صاحب الفصوص.‏ كتابا سماه كتاب‏:‏ ‏"‏الهو‏"‏، وزعم بعضهم أن قوله‏:‏ ‏{‏وما يعلم تأويله إلا الله‏}‏‏.‏ ‏[‏آل عمران، الآية‏:‏ 7‏]‏ معناه‏:‏ وما يعلم تأويل هذا الاسم الذي هو الهو، وهذا مما اتفق المسلمون بل العقلاء على أنه من أبين الباطل‏.‏ فقد يظن هذا من يظنه من هؤلاء‏.‏ حتى قلت لبعض من قال شيئا من ذلك أو كان هذا كما قلته لكتبت الآية وما يعلم تأويل هو منفصلة.‏ أي كتبت ‏(‏هو‏)‏ منفصلة عن‏:‏ ‏(‏تأويل‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏
4– غلو المتصوفة في الأولياء والشيوخ خلاف عقيدة أهل السنة والجماعة‏.

‏ فإن عقيدة أهل السنة والجماعة موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه – قال – تعالى – ‏:‏ ‏{‏إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون‏}‏‏.‏ ‏[‏المائدة، الآية‏:‏ 55‏]‏‏.‏ وقال – تعالى – ‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء‏}‏‏.‏ ‏[‏الممتحنة، الآية‏:‏ 1‏]‏‏.‏
وأولياء الله هم المؤمنون المتقون الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، ويجب علينا محبتهم والاقتداء بهم واحترامهم – وليس الولاية وقفا على أشخاص معينين‏.‏ فكل مؤمن تقي فهو ولي لله – عز وجل -، وليس معصوما من الخطأ، هذا معنى الولاية والأولياء، وما يجب في حقهم عند أهل السنة والجماعة – أما الأولياء عند الصوفية فلهم اعتبارات ومواصفات أخرى، فهم يمنحون الولاية لأشخاص معينين من غير دليل من الشارع على ولايتهم، وربما منحوا الولاية لمن لم يعرف بإيمان ولا تقوى، بل قد يعرف بضد ذلك من الشعوذة والسحر واستحلال المحرمات، وربما فضلوا من يدعون لهم الولاية على الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم، كما يقول أحدهم‏:‏
مقام النبوة في برزخ ** فويق الرسول ودون الولي
ويقولون‏:‏ إن الأولياء يأخذون من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول، ويدعون لهم العصمة‏.‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – يرحمه الله -‏:‏ وكثير من الناس يغلط في هذا الموضع فيظن في شخص أنه ولي لله،ويظن أن ولي الله يقبل منه كل ما يقوله، ويسلم إليه كل ما يقوله‏.‏ ويسلم إليه كل ما يفعله، وإن خالف الكتاب والسنة‏.‏ فيوافق ذلك الشخص‏.‏ ويخالف ما بعث الله به رسوله الذي فرض الله على جميع الخلق تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر‏.‏ إلى أن قال‏:‏ وهؤلاء مشابهون للنصارى الذين قال الله فيهم‏:‏ ‏{‏اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهـا واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون‏}‏‏.‏ ‏[‏التوبة، الآية‏:‏ 31‏]‏‏.‏
وفي المسند وصححه الترمذي عن عدي بن حاتم في تفسير هذه الآية، لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم، عنها، فقال‏:‏ ما عبدوهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أحلوا لهم الحرام، وحرموا عليهم الحلال، فأطاعوهم‏.‏ وكانت هذه عبادتهم إياهم، إلى أن قال‏:‏ وتجد كثيرا من هؤلاء‏:‏ في اعتقاد كونه وليّا لله، أنه قد صدر عنه مكاشفة في بعض الأمور أو بعض التصرفات الخارقة للعادة، مثل أن يشير إلى شخص فيموت أو يطير في الهواء إلى مكة أو غيرها، أو يمشي على الماء أحيانا أو يملأ إبريقا من الهواء، أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب أو ميت فرآه قد جاءه فقضى حاجته، أو يخبر الناس بما سرق لهم أو بحال غائب لهم أو مريض أو نحو ذلك‏.‏ وليس في هذه الأمور ما يدل على أن صاحبها ولي لله‏.‏
بل قد اتفق أولياء الله على أن الرجل لو طار في الهواء أو مشى على الماء لم يغتر به حتى ينظر متابعته للرسول صلى الله عليه وسلم، وموافقته لأمره ونهيه‏.‏
وكرامات أولياء الله أعظم من هذه الأمور‏.‏ وهذه الأمور الخارقة للعادة، وإن كان قد يكون صاحبها وليّا لله، فقد يكون عدوّا لله، فإن هذه الخوارق تكون لكثير من الكفار والمشركين وأهل الكتاب والمنافقين، وتكون لأهل البدع، وتكون من الشياطين، فلا يجوز أن يظن أن كل من كان له شيء من هذه الأمور أنه ولي لله‏.‏
بل يعتبر أولياء الله بصفاتهم وأفعالهم وأحوالهم التي دلّ عليها الكتاب والسنة، ويعرفون بنور الإيمان والقرآن، وبحقائق الإيمان الباطنة، وشرائع الإسلام الظاهرة‏.‏ مثال ذلك أن هذه الأمور المذكورة وأمثالها قد توجد في أشخاص ويكون أحدهم لا يتوضأ ولا يصلي الصلوات المكتوبة، بل يكون ملابسا للنجاسات معاشرا للكلاب، يأوي إلى الحمامات والقمامين والمقابر والمزابل، رائحته خبيثة لا يتطهر الطهارة الشرعية ولا يتنظف‏.‏ إلى أن قال‏:‏ فإذا كان الشخص مباشرا للنجاسات والخبائث التي يحبها الشيطان، أو يأوي إلى الحمامات والحشوش التي تحضرها الشياطين، أو يأكل الحيات والعقارب والزنابير وآذان الكلاب التي هي خبائث وفواسق أو يشرب البول ونحوه من النجاسات التي يحبها الشيطان، أو يدعو غير الله فيستغيث بالمخلوقات ويتوجه إليها أو يسجد إلى ناحية شيخه، ولا يخلص الدين لرب العالمين، أو يلابس الكلاب أو النيران أو يأوي إلى المزابل والمواضع النجسة أو يأوي إلى المقابر ولا سيما إلى مقابر الكفار من
اليهود والنصارى والمشركين، أو يكره سماع القرآن وينفر عنه، ويقدم عليه سماع الأغاني والأشعار، ويؤثر سماع مزامير الشيطان على سماع كلام الرحمن، فهذه علامات أولياء الشيطان، لا علامات أولياء الرحمن ‏.‏‏.‏‏.‏ انتهى‏.‏
ولم يقف الصوفية عن هذا الحد من منح الولاية لأمثال هؤلاء بل غلوا فيهم حتى جعلوا فيهم شيئا من صفات الربوبية، وأنهم يتصرفون في الكون، ويعلمون الغيب‏.‏ ويجيبون من استغاث بهم بطلب ما لا يقدر عليه إلا الله‏.‏ ويسمونهم الأغواث والأقطاب والأوتاد يهتفون بأسمائهم في الشدائد، وهم أموات أو غائبون، ويطلبون منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات، وأضفوا عليهم هالة من التقديس في حياتهم، وعبدوهم من دون الله بعد وفاتهم، فبنوا على قبورهم الأضرحة وتبركوا بتربتهم، وطافوا بقبورهم، وتقربوا إليهم بأنواع النذور، وهتفوا بأسمائهم في طلباتهم، هذا منهج الصوفية في الولاية والأولياء‏.‏
5- من دين الصوفية الباطل تقربهم إلى الله بالغناء والرقص،

وضرب الدفوف والتصفيق‏.‏ ويعتبرون هذا عبادة لله‏.‏
قال الدكتور صابر طعيمة في كتابه‏‏‏:‏ أصبح الرقص الصوفي الحديث عند معظم الطرق الصوفية في مناسبات الاحتفال بموالد بعض كبارهم أن يجتمع الأتباع لسماع النوتة الموسيقية التي يُكِّون صوتَها أحيانا أكثر من مائتي عازف من الرجال والنساء، وكبار الأتباع يجلسون في هذه المناسبات يتناولون ألوانا من شرب الدخان، وكبار أئمة القوم وأتباعهم يقومون بمدارسة بعض الخرافات التي تنسب لمقبوريهم، وقد انتهى إلى علمنا من المطالعات أن الأداء الموسيقي لبعض الطرق الصوفية الحديثة مستمد مما يسمى ‏"‏كورال صلوات الآحاد المسيحية‏"‏‏.‏
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية مبينا وقت حدوث هذا‏.‏ وموقف الأئمة منه ومن الذي أحدثه‏:‏ ‏.‏‏.‏‏.‏ اعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة، لا بالحجاز ولا بالشام، ولا باليمن ولا مصر، ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية، لا بدف ولا بكف، ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية‏.‏ لما رآه أنكروه فقال‏:‏ الشافعي رضي الله عنه‏:‏ خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه ‏(‏التغبير‏)‏ يصدون به الناس عن القرآن، وقال يزيد بن هارون‏:‏ ما يغبر إلا فاسق، ومتى كان التغبير‏؟‏ ‏.‏‏.‏‏.‏
وسئل الإمام أحمد فقال‏:‏ أكرهه هو محدث، قيل‏:‏ أتجلس معهم، قال‏:‏ لا‏.‏ وكذلك سائر أئمة الدين كرهوه، وأكابر الشيوخ الصالحين لم يحضروه، فلم يحضره إبراهيم بن أدهم، ولا الفضيل بن عياض، ولا معروف الكرخي، ولا أبو سليمان الدارني، ولا أحمد بن أبي الحواري، والسري السقطي وأمثالهم‏.‏
والذين حضروه من الشيوخ المحمودين تركوه في آخر أمرهم، وأعيان المشايخ عابوا أهله، كما فعل ذلك عبد القادر والشيخ أبو البيان، وغيرهما من المشايخ، وما ذكره الشافعي – يرحمه الله – من أنه من إحداث الزنادقة، كلام إمام خبير بأصول الإسلام، فإن هذا السماع لم يرغب فيه ويدع إليه في الأصل إلا من هو متهم بالزندقة، كابن الراوندي والفاراني وابن سينا وأمثالهم إلى أن قال‏:‏ وأما الحنفاء أهل ملة إبراهيم الخليل، الذي جعله الله إماما، وأهل دين الإسلام الذي لا يقبل الله من أحد دينا غيره، المتبعون لشريعة خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم ، ليس فيهم من يرغب في ذلك ولا يدعو إليه، وهؤلاء هم أهل القرآن والإيمان والهدى والسعد والرشاد، والنور والفلاح، وأهل المعرفة والعلم واليقين والإخلاص لله، والمحبة له، والتوكل عليه والخشية له والإنابة إليه‏.‏ إلى أن قال‏:‏ ومن كان له خبرة بحقائق الدين وأحوال القلوب ومعارفها وأذواقها ومواجيدها عرف أن سماع المكاء والتصدية لا يجلب للقلوب منفعة ولا مصلحة، إلا وفي ضمن ذلك من الضرر والمفسدة ما هو أعظم منه فهو للروح كالخمر للجسد، ولهذا يورث أصحابه سكرا أعظم من سكر الخمر فيجدون لهم أكثر وأكبر مما يحصل لشارب الخمر، ويصدّهم ذلك عن ذكر الله وعن الصلاة أعظم مما يصدهم الخمر، ويوقع بينهم العداوة والبغضاء أعظم من الخمر‏.‏
وقال أيضا‏:‏ وأما الرقص فلم يأمر الله به ولا رسوله، ولا أحد من الأئمة، بل قد قال الله في كتابه‏:‏ ‏{‏واقصد في مشيك واغضض من صوتك‏}‏‏.‏ ‏[‏لقمان، الآية‏:‏ 19‏]‏‏.‏
وقال في كتابه‏:‏ ‏{‏وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا‏}‏‏.‏ ‏[‏الفرقان، الآية‏:‏ 63‏]‏ أي بسكينة ووقار، وإنما عبادة المسلمين الركوع والسجود‏.‏
بل الدف والرقص لم يأمر الله به ولا رسوله، ولا أحد من سلف الأمة، قال‏:‏ وأما قول القائل هذه شبكة يصاد بها العوام فقد صدق‏.‏ فإن أكثرهم إنما يتخذون ذلك شبكة لأجل الطعام والتوانس على الطعام، كما قال الله – تعالى -‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله‏}‏‏.‏ ‏[‏التوبة، الآية‏:‏ 34‏]‏‏.‏
ومن فعل هذا فهو من أئمة الضلال الذين قيل في رؤوسهم‏:‏ ‏{‏ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا‏.‏ ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا‏}‏‏.‏ ‏[‏الأحزاب، الآيتان‏:‏ 67 – 68‏]‏‏.‏
وأما الصادقون منهم فهم يتخذونه شبكة، لكن هي شبكة مخرقة، يخرج منها الصيد إذا دخل فيها، كما هو الواقع كثيرا، فإن الذين دخلوا في السماع المبتدع في الطريق ولم يكن معهم أصل شرعي شرعه الله ورسوله، أورثهم أحوالا فاسدة‏.‏‏.‏ انتهى كلامه.‏
فهؤلاء الصوفية الذين يتقربون إلى الله بالغناء والرقص يصدق عليهم قول الله – تعالى -‏:‏ ‏{‏الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا‏}‏‏.‏ ‏[‏الأعراف، الآية‏:‏ 51‏]‏‏.‏
6- ومن دين الصوفية الباطل ما يسمونه بالأحوال التي تنتهي بصاحبها إلى الخروج عن التكاليف الشرعية

نتيجة لتطور التصوف، فقد كان أصل التصوف، كما ذكره ابن الجوزي‏:‏ رياضة النفس، ومجاهدة الطبع، بردِّه عن الأخلاق الرذيلة، وحمله على الأخلاق الجميلة، من الزهد والحلم والصبر، والإخلاص والصدق‏.‏
قال‏:‏ وعلى هذا كان أوائل القوم، فلبس إبليس عليهم في أشياء، ثم لبس على من بعدهم من تابعيهم، فكلما مضى قرن زاد طمعه في القرن الثاني، فزاد تلبيسه عليهم إلى أن تمكن من المتأخرين غاية التّمكن، وكان أصل تلبيسه عليهم أن صدّهم عن العلم وأراهم أن المقصود العمل، فلما أطفأ مصباح العلم عندهم تخبطوا في الظلمات، فمنهم من أراه أن المقصود من ذلك ترك الدنيا في الجملة، فرفضوا ما يصلح أبدانهم، وشبهوا المال بالعقارب‏.‏ ونسوا أنه خلق للمصالح وبالغوا في الحمل على النفوس حتى إنه كان فيهم من لا يضطجع، وهؤلاء كانت مقاصدهم حسنة غير أنهم على غير الجادة، وفيهم من كان لقلة علمه يعمل بما يقع إليه من الأحاديث الموضوعة وهو لا يدري، ثم جاء أقوام فتكلموا لهم في الجوع والفقر والوساوس والخطرات وصنفوا في ذلك؛ مثل الحارث المحاسبي، وجاء آخرون فهذبوا مذهب الصوفية وأفردوه بصفات ميزوه بها من الاختصاص بالمرقعة والسماع والوجد والرقص والتصفيق‏.‏ ثم مازال الأمر ينمى، والأشياخ يضعون لهم أوضاعا ويتكلمون بمواقعاتهم – وبعدوا عن العلماء ورأوا ما هم فيه أو في العلوم حتى سموه العلم الباطن، وجعلوا علم الشريعة العلم الظاهر، ومنهم من خرج به الجوع إلى الخيالات الفاسدة فادعى عشق الحق والهيمان فيه‏.‏ فكأنهم تخايلوا شخصا مستحسن الصورة فهاموا به‏.‏
وهؤلاء بين الكفر والبدعة، ثم تشعبت بأقوام منهم الطرق ففسدت عقائدهم‏.‏ فمن هؤلاء من قال بالحلول، ومنهم من قال بالاتحاد، ومازال إبليس يخبطهم بفنون البدع حتى جعلوا لأنفسهم سننا‏.‏ انتهى.‏
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن قوم داوموا على الرياضة مرة فرأوا أنهم قد تجوهروا، فقالوا لا نبالي الآن ما علمنا، وإنما الأوامر والنواهي رسوم العوام، ولو تجوهروا لسقطت عنهم، وحاصل النبوة يرجع إلى الحكمة والمصلحة، والمراد منها ضبط العوام، ولسنا نحن من العوام، فندخل في حجر التكليف لأنا قد تجوهرنا وعرفنا الحكمة فأجاب‏:‏ لا ريب عند أهل العلم والإيمان أن هذا القول من أعظم الكفر وأغلظه، وهو شر من قول اليهود والنصارى‏.‏ فإن اليهودي والنصراني آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض‏.‏ وأولئك هم الكافرون حقّا، كما أنهم يقرون أن لله أمرا ونهيا، ووعدا، ووعيدا، وأن ذلك متناول لهم إلى حين الموت، هذا إن كانوا متمسكين باليهودية والنصرانية المبدلة المنسوخة، وأما إن كانوا من منافقي أهل ملتهم كما هو الغالب على متكلميهم ومتفلسفتهم كانوا شرّا من منافقي هذه الأمة، حيث كانوا مظهرين للكفر ومبطنين للنفاق فهم شر ممن يظهر إيمانا ويبطن نفاقا‏.‏
والمقصود أن المتمسكين بجملة منسوخة فيها تبديل خير من هؤلاء الذين يزعمون سقوط الأمر والنهي عنهم بالكلية، فإن هؤلاء خارجون في هذه الحال من جميع الكتب والشرائع والملل، لا يلتزمون لله أمرا ولا نهيا بحال، بل هؤلاء شرٌّ من المشركين والمتمسكين ببقايا من الملل كمشركي العرب الذين كانوا متمسكين ببقايا من دين إبراهيم، عليه السلام، فإن أولئك معهم نوع من الحق يلتزمونه‏.‏ وإن كانوا مع ذلك مشركين، وهؤلاء خارجون عن التزام شيء من الحق بحيث يظنون أنهم قد صاروا سدى لا أمر عليهم ولا نهي – إلى أن قال‏:‏ ومن هؤلاء من يحتج بقوله‏:‏ ‏{‏واعبد ربك حتى يأتيك اليقين‏}‏‏.‏ ‏[‏الحجر، الآية‏:‏ 99‏]‏‏.‏
ويقول‏:‏ معناها اعبد ربك حتى يحصل لك العلم والمعرفة، فإذا حصل ذلك سقطت العبادة، وربما قال بعضهم‏:‏ اعمل حتى يحصل لك حال، فإذا حصل لك حال تصوفي سقطت عنك العبادة، وهؤلاء فيهم من إذا ظن حصول مطلوبه من المعرفة والحال استحل ترك الفرائض وارتكاب المحارم‏.‏ وهذا كفر كما تقدم إلى أن قال‏:‏ فأما استدلالهم بقوله – تعالى -‏:‏ ‏{‏واعبد ربك حتى يأتيك اليقي‏ن}‏‏.‏ ‏[‏الحجر، الآية‏:‏ 99‏]‏‏.‏ فهي عليهم لا لهم قال الحسن البصري‏:‏ ‏"‏إن الله لم يجعل لعمل المؤمنين أجلا دون الموت‏"‏، وقرأ قوله‏:‏ ‏{‏واعبد ربك حتى يأتيك اليقين‏}‏‏.‏ ‏[‏الحجر، الآية‏:‏ 99‏]‏‏.‏ وذلك أن اليقين هنا الموت وما بعده باتفاق علماء المسلمين، وذلك مثل قوله‏:‏ ‏{‏ما سلككم في سقر‏.‏ قالوا لم نك من المصلين‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏وكنا نخوض مع الخائضين‏.‏ وكنا نكذب بيوم الدين‏.‏ حتى أتانا اليقين‏}‏‏.‏ ‏[‏المدثر، الآيات‏:‏ 42 – 47‏]‏ فهذا قالوه وهو في جهنم، وأخبروا أنهم كانوا على ما هم عليه من ترك الصلاة والزكاة والتكذيب بالآخرة، والخوض مع الخائضين، حتى أتاهم اليقين‏.‏ ومعلوم أنهم مع هذا الحال لم يكونوا مؤمنين بذلك في الدنيا، ولم يكونوا مع الذين قال الله فيهم‏:‏ ‏{‏وبالآخرة هم يوقنون‏}‏‏.‏ ‏[‏البقرة، الآية‏:‏ 4‏]‏‏.‏
وإنما أراد بذلك أنه أتاهم ما يوعدون وهو اليقين‏.‏‏.‏‏.‏ انتهى.‏
فالآية تدل على وجوب العبادة على العبد منذ بلوغه سن التكليف عاقلا إلى أن يموت‏.‏ وأنه ليس هناك حال قبل الموت ينتهي عندها التكليف كما تزعمه الصوفية‏."

من

احبكم جميعا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

تفسير سورة البقرة من ايه 131 الى ايه 140 الكتاب و السنة

إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)

وسبب هذا الاختيار مسارعته للإسلام دون تردد, حين قال له ربه: أخلص نفسك لله منقادًا له. فاستجاب إبراهيم وقال: أسلمت لرب العالمين إخلاصًا وتوحيدًا ومحبة وإنابة.

وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)

وحثَّ إبراهيمُ ويعقوبُ أبناءهما على الثبات على الإسلام قائلَيْن: يا أبناءنا إن الله اختار لكم هذا الدين- وهو دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم- فلا تفارقوه أيام حياتكم, ولا يأتكم الموت إلا وأنتم عليه.

أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)

أكنتم أيها اليهود حاضرين حين جاء الموتُ يعقوبَ, إذ جمع أبناءه وسألهم ما تعبدون من بعد موتي؟ قالوا: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهًا واحدًا, ونحن له منقادون خاضعون.

تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)

تلك أُمَّة من أسلافكم قد مضَتْ, لهم أعمالهم, ولكم أعمَالكم, ولا تُسْألون عن أعمالهم, وهم لا يُسْألون عن أعمالكم, وكلٌّ سيجازى بما فعله, لا يؤاخذ أحد بذنب أحد, ولا ينفعُ أحدًا إلا إيمانُه وتقواه.

وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (135)

وقالت اليهود لأمَّة محمد صلى الله عليه وسلم: ادخلوا في دين اليهودية تجدوا الهداية, وقالت النصارى لهم مثل ذلك. قل لهم -أيها الرسول-: بل الهداية أن نتبع- جميعًا- ملة إبراهيم, الذي مال عن كل دين باطل إلى دين الحق, وما كان من المشركين بالله تعالى.

قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)

قولوا -أيها المؤمنون- لهؤلاء اليهود والنَّصارى: صدَّقنا بالله الواحد المعبود بحق, وبما أنزل إلينا من القرآن الذي أوحاه الله إلى نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وما أنزل من الصحف إلى إبراهيم وابنيه إسماعيل وإسحاق, وإلى يعقوب والأسباط -وهم الأنبياء مِن ولد يعقوب الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة- وما أُعطي موسى من التوراة, وعيسى من الإنجيل, وما أُعطي الأنبياء جميعًا من وحي ربهم, لا نفرق بين أحد منهم في الإيمان, ونحن خاضعون لله بالطاعة والعبادة.

فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)

فإنْ آمن الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم بمثل الذي آمنتم به, مما جاء به الرسول, فقد اهتدوا إلى الحق, وإن أعرضوا فإنما هم في خلاف شديد, فسيكفيك الله -أيها الرسول- شرَّهم وينصرك عليهم, وهو السميع لأقوالكم, العليم بأحوالكم.

صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)

الزموا دين الله الذي فطركم عليه, فليس هناك أحسنُ مِن فطرة الله التي فطر الناس عليها, فالزموها وقولوا نحن خاضعون مطيعون لربنا في اتباعنا ملَّة إبراهيم.

قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139)

قل -أيها الرسول لأهل الكتاب-: أتجادلوننا في توحيد الله والإخلاص له, وهو رب العالمين جميعًا, لا يختص بقوم دون قوم, ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم, ونحن لله مخلصو العبادة والطَّاعة لا نشرك به شيئًا, ولا نعبد أحدًا غيره.

أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140)

بل أتقولون مجادلين في الله: إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط- وهم الأنبياء الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة من ولد يعقوب- كانوا على دين اليهود أو النصارى؟ وهذا كذب; فقد بُعِثوا وماتوا قبل نزول التوراة والإنجيل. قل لهم -أيها الرسول-: أأنتم أعلم بدينهم أم الله تعالى؟ وقد أخبر في القرآن بأنهم كانوا حنفاء مسلمين, ولا أحد أظلم منكم حين تخفون شهادة ثابتة عندكم من الله تعالى, وتدَّعون خلافها افتراء على الله. وما الله بغافل عن شيء من أعمالكم, بل هو مُحْصٍ لها ومجازيكم عليها.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

اختبر قوة حبك لله تعالى -شريعة اسلامية

ذهب شخص إلى شركة كبرى ليأخذ وظيفته، وقد فرح أشد الفرح عندما علم أن مرتبه 10 آلاف جنيه في الشهر؛ ولكنه عندما علم أن العمل يبدأ من الساعة الرابعة والنصف فجراً، قرر ألا يعمل بهذه الوظيفة! أتدري لماذا؟ لأنه يتكاسل عن القيام من النوم في تلك الساعة فهل هذا الشاب الذي يسيطر عليه النوم عاقل ويريد التفوق في حياته؟؟

فما بالنا يا أخي الكريم نفعل تماماً مثلما فعل هذا الشاب، ولا نستيقظ لصلاة الفجر؟! فأيهما أعظم عندك يا أخي الحبيب، صلاة الفجر أم مرتب ذلك الشاب؟

أنا أعتقد أنك ستقول أن صلاة الفجر طبعاً أهم من تلك النقود، وأن صلاة الفجر خير من النوم -تماماً مثلما يقول المؤذن في آذان الفجر "الصلاة خير من النوم"- ولكن يا أخي الكريم هل تدري لماذا الصلاة خير من النوم؟

1- لأن النوم راحة للبدن والصلاة راحة للنفس.
2- لأن النوم موت والصلاة حياة.
3- لأن النوم استجابة لنداء النفس والصلاة استجابة لنداء الله تعالى فأنت تقدم نداء الله تعالي على نداء نفسك.
4- لأن النوم يشترك معك فيه جميع المخلوقات من الطيور في السماء إلى الأسماك في المحيطات، أما الصلاة فلا يقوم لها إلا مؤمن.

أما الآن يا أخي الكريم، أهدي لك ست هدايا رائعة أصوغها لك في ستة أسئلة:

السؤال الأول: يا أخي الكريم، هل تريد رؤية الله عز وجل يوم القيامة؟

بالتأكيد أعرف إجابتك؛ لأني أحسبك شخص محب لله تعالى فاقرأ هذا الحديث عندما نظر الرسول صلي الله عليه وسلم إلى القمر ليلة البدر ثم قال: «أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون من رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا». رواه البخاري. أي يقصد صلى الله عليه وسلم بالتي قبل طلوع الشمس صلاة الفجر.
فهل رأيت يا أخي الكريم هذا الأجر العظيم؟!

أما السؤال الثاني فهو: هل تريد أن تدخل الجنة ؟

أعتقد أن إجابتك ستكون: "من منا لا يريد دخول الجنة!!" إذاً فأقرأ يا أخي الكريم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من صلى البردين دخل الجنة». رواه البخاري. والبردان الفجر والعصر.

أما السؤال الثالث فهو: هل تريد أن تكون في حماية الله تعالى ولا يستطيع أي شخص في الدنيا أن يمسّك بسوء؟

أعتقد أيضاً أنك تريد هذا فإليك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم». مسند الإمام أحمد.

السؤال الرابع: هل تريد أجر قيام ليلة بالكامل دون نقص ساعة واحدة؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله». رواه مسلم.

وقبل السؤال الخامس يا أخي الكريم، هل تعلم أن يوم القيامة ملئ بالكربات العظام والشدائد والأهوال الكبيرة، وأننا سنعرض على الصراط -الذي هو أدق من الشعر وأحد من السيف- لنمُرَّ عليه ووقتها يكون هناك ظلام شديد جداً لا تكاد ترى يديك من الظلام.

فسؤالي الخامس هو: هل تريد نوراً لتعبر هذا الصراط؟

إليك يا أخي الكريم هذه البشارة العاجلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «بَشِّر المشَّائين في الظُّلم بالنور التّام يوم القيامة». رواه مسلم.

أما عن هديتي -أو سؤالي الأخير- لك هو: هل تريد النجاة من النار؟

"قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:«لا يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها». حديث صحيح".

ويتبقى يا أخي الكريم أربع معلومات في غاية الأهمية عن تارك صلاة الفجر:
1- قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً»..

فانظر يا أخي الكريم -حفظك الله- كيف قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم منافقون.

2- هل تعلم يا أخي -حفظك الله- أن من لا يقوم لصلاة الفجر يبول الشيطان في أذنه، فقد ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل مازال نائماً حتى أصبح- ما قام إلى الصلاة،- فقال صلى الله عليه وسلم: «بال الشيطان في أذنيه». مسند الإمام أحمد. فما أبشع هذا التصوير!.

3- هل تعلم يا أخي الكريم أن هناك كثير من المسلمين لا يعلمون أن وقت صلاة الفجر من بداية الآذان إلى وقت شروق الشمس -أي بعد حوالي ساعة ونصف من الآذان- أما إذا أخّرها الإنسان عمداً عن هذا الوقت فيدخل في قوله تعالى {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّين.الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ}. وقد قال المفسرون المقصود بهذه الآية تأخير الصلاة عن وقتها.

4- أن صلاة الفجر من مقياس حبِّكَ لله عز وجل؛ لأن الإنسان منا إذا أحب أخر حباً صادقاً أحب لقاءه في أي وقت، بل أخذ يفكر فيه معظم الوقت وكلما حانت لحظة اللقاء لم يستطع النوم حتى يلاقي حبيبه، فهل حقاً أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر يحبون الله تعالى ويعظمونه ويريدون لقاءه؟؟

وأخيراً يا أخي الكريم، لم يتبق إلا أن أهنِّئك إذا كنت ممن يواظبون على صلاة الفجر في وقتها -الذي هو من الآذان إلى شروق الشمس-، أو نجلس سوياً لكي نعلم ما هي الأسباب المعينة على القيام لصلاة الفجر.

فمن تلك الأسباب:
1- وهو أهم سبب، أن تستعين بالله تعالى وتسأله تعالى بإخلاص أن يوقظك لصلاة الفجر.
2- أن تذهب للنوم مبكراً.
3- أن تصدق النية والعزيمة قبل النوم.
4- ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ مباشرة.
5- أن تهب عند الاستيقاظ ولا تجعل القيام على مراحل حتى لا تكسل.
6- استخدام وسائل التنبيه من منبه أو تطلب من صديق لك أن يرن لك على الهاتف حتى تستيقظ.
7- إذا مر عليك أكثر من يوم لم تصل فيه فأدعو الله تعالى أن يكشف عنك هذا البلاء، وأن يعينك على القيام والفوز بذلك الأجر العظيم.
8- النوم على وضوء وطهارة.

أما الآن، فإني أود أن أسألك يا أخي الكريم سؤالاً أخيراً أرجو أن تطرحه على نفسك وأن تجيب عليه وهو "هل ستصلي معنا غداً صلاة الفجر؟؟ "

المراجع :
-النوم عن صلاة الفجر "الشيخ/ محمد صالح المنجد"
-عظيم الأجر في المحافظة على صلاة الفجر "Kalemat.org "
-آفات السهر ومنافع البكور" د/طلعت محمد عفيفي
-أين تصلي الفجر " الشيخ/مسعد أنور
-13 فائدة من فوائد صلاة الفجر
– صلاة الفجر هي مقياس حبك لله "Islamway.com"

التصنيفات
القسم الاسلامي

شريط أبوعبد الملك الجديد (امنيه) شريط أكثر من رائع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شريط ابو عبد الملك الجديد (امنيه) رائع

http://www.ma3ali.net/audio/files/na…pe/omnia/1.mp3
http://www.ma3ali.net/audio/files/na…pe/omnia/2.mp3
http://www.ma3ali.net/audio/files/na…pe/omnia/3.mp3
http://www.ma3ali.net/audio/files/na…pe/omnia/4.mp3
http://www.ma3ali.net/audio/files/na…pe/omnia/5.mp3
http://www.ma3ali.net/audio/files/na…pe/omnia/6.mp3
http://www.ma3ali.net/audio/files/na…pe/omnia/7.mp3
http://www.ma3ali.net/audio/files/na…pe/omnia/8.mp3

التصنيفات
القسم الاسلامي

يبكي أقسى قلب حزين جدا نشيد يامهجتي فرقاك عندي مصيبه وعليك دمع العين يجري صبيبه مؤلم -شريعة اسلامية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

‘يامهجتي فرقاك عندي مصيبه

عليك دمع العين يجري صبيبه

انشودة

حزينه ومؤثره جدا

والان مع تحميل النشيد…

•!¦[• حمل من هنا•]¦!•

* *
*

رابط اخر للانشوده…

•!¦[• حمل من هنا•]¦!•

* *
*

أتمنا لكم وقتا سعيدا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟

كيف نستقبل
شهر رمضان المبارك ؟

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله – صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه , كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم , كانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب والغيبة والنميمة والكذب , وكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن , كانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام , كانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة الله ويجاهدون أعداء الإسلام في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله فقد كانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على عدوهم في اليوم السابع عشر من رمضان , وكانت غزوة فتح مكة في عشرين من رمضان حيث دخل الناس في دين الله أفواجا وأصبحت مكة دار إسلام .
فليس شهر رمضان شهر خمول ونوم وكسل كما يظنه بعض الناس ولكنه شهر جهاد وعبادة وعمل لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكرم , وكيف لا نكون كذلك في شهر اختاره الله لفريضة الصيام ومشروعية القيام وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور , وكيف لا نفرح بشهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفع الدرجات وتغفر الخطايا والسيئات.
ينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادته وأن ننتهز فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد العهد مع الله تعالى على التوبة الصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات , وأن نلتزم بطاعة الله تعالى مدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
وصدق الله العظيم إذ يقول وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا وأن نحافظ على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات في رمضان وغيره عملا بقول الله تعالى وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ أي حتى تموت وقوله تعالى قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
ينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا لا تقليدا وتبعية للآخرين , وأن تصوم جوارحنا عن الآثام من الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع المحرم والأكل والشرب المحرم لنفوز بالمغفرة والعتق من النار ينبغي لنا أن نحافظ على آداب الصيام من تأخير السحور إلى آخر جزء من الليل وتعجيل الفطر إذا تحققنا غروب الشمس والزيادة في أعمال الخير وأن يقول الصائم إذا شتم "إني صائم" فلا يسب من سبه ولا يقابل السيئة بمثلها بل يقابلها بالكلمة التي هي أحسن ليتم صومه ويقبل عمله , يجب علينا الإخلاص لله عز وجل في صلاتنا وصيامنا وجميع أعمالنا فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان صالحا وابتغي به وجهه , والعمل الصالح هو الخالص لله الموافق لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ينبغي للمسلم أن يحافظ على صلاة التراويح وهي قيام رمضان اقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه وخلفائه الراشدين واحتسابا للأجر والثواب المرتب عليها قال – صلى الله عليه وسلم – من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه. وأن يقوم المصلي مع الإمام حتى ينتهي ليكتب له قيام ليلة لحديث أبي ذر الذي رواه أحمد والترمذي وصححه .
وأن يحيي ليالي العشر الأواخر من رمضان بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار اتباعا للسنة وطلبا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر – ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر – وهي الليلة المباركة التي شرفها الله بإنزال القرآن فيها وتنزل الملائكة والروح فيها , وهي الليلة التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , وهي محصورة في العشر الأواخر من رمضان فينبغي للمسلم أن يجتهد في كل ليلة منها بالصلاة والتوبة والذكر والدعاء والاستغفار وسؤال الجنة والنجاة من النار لعل الله أن يتقبل منا ويتوب علينا ويدخلنا الجنة وينجينا من النار ووالدينا والمسلمين , وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا ليله وشد مئزره وأيقظ أهله ولنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة , وشد المئزر فسر باعتزال النساء وفسر بالتشمير في العبادة.
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يعتكف في العشر الأواخر من رمضان والمعتكف ممنوع من قرب النساء.
وينبغي للمسلم الصائم أن يحافظ على تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره بتدبر وتفكر ليكون حجة له عند ربه وشفيعا له يوم القيامة وقد تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة بقوله تعالى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى
وينبغي أن يتدارس القرآن مع غيره ليفوزوا بالكرامات الأربع التي أخبر بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بقوله وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده رواه مسلم.
وينبغي للمسلم أن يلح على الله بالدعاء والاستغفار بالليل والنهار في حال صيامه وعند سحوره فقد ثبت في الحديث الصحيح أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول "من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فاغفر له" , حتى يطلع الفجر رواه مسلم في صحيحه.
وورد الحث على الدعاء في حال الصيام وعند الإفطار وأن من الدعوات المستجابة دعاء الصائم حتى يفطر أو حين يفطر وقد أمر الله بالدعاء وتكفل بالإجابة وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [سورة غافر :آية 60] .
وينبغي للمسلم أن يحفظ أوقات حياته القصيرة المحدودة , فما ينفعه من عبادة ربه المتنوعة القاصرة , والمتعدية ويصونها عما يضره في دينه ودنياه وآخرته وخصوصا أوقات شهر رمضان الشريفة الفاضلة التي لا تعوض ولا تقدر بثمن وهي شاهدة للطائعين بطاعاتهم وشاهدة على العاصين والغافلين بمعاصيهم وغفلاتهم.
وينبغي تنظيم الوقت بدقة لئلا يضيع منه شيء بدون عمل وفائدة فإنك مسئول عن أوقاتك ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت فيها.
تنظيم الوقت

ويسرني أن أتحف القارئ الكريم برسم خطة مختصرة لتنظيم أوقات هذا الشهر الكريم , ولعلها أن يقاس عليها ما سواها من شهور الحياة القصيرة فينبغي للمسلم إذا صلى الفجر أن يجلس في المسجد يقرأ القرآن الكريم وأذكار الصباح ويذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وبعد طلوعها بحوالي ربع ساعة أي بعد خروج وقت النهي يصلي ركعتين أو ما شاء الله ليفوز بأجر حجة وعمرة تامة كما في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه.
ولنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه الكرام أسوة حسنة فقد كانوا إذا صلوا الفجر جلسوا في المسجد يذكرون الله تعالى حتى تطلع الشمس , ويلاحظ أن المسلم إذا جلس في مصلاه لا يزال في صلاة وعبادة كما وردت السنة بذلك وبعد ذلك ينام إلى وقت العمل ثم يذهب إلى عمله ولا ينسى مراقبة الله تعالى وذكره في جميع أوقاته وأن يحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة , والذي ليس عنده عمل من الأفضل له أن ينام بعد الظهر ليرتاح وليستعين به على قيام الليل فيكون نومه عبادة.
وبعد صلاة العصر يقرأ أذكار المساء وما تيسر من القرآن الكريم وبعد المغرب وقت للعشاء والراحة وبعد ذلك يصلي العشاء والتراويح وبعد صلاة التراويح يقضي حوائجه الضرورية لحياته اليومية المنوطة به لمدة ساعتين تقريبا ثم ينام إلى أن يحين وقت السحور فيقوم ويذكر الله ويتوضأ ويصلي ما كتب له ثم يشغل نقسه فبل السحور وبعده بذكر الله والدعاء والاستغفار والتوبة إلى أن يحين وقت صلاة الفجر.
والخلاصة أنه ينبغي للمسلم الراجي رحمة ربه الخائف من عذابه أن يراقب الله تعالى في جميع أوقاته في سره وعلانيته وأن يلهج بذكر الله تعالى قائما وقاعدا وعلى جنبه كما وصف الله المؤمنين بذلك , ومن علامات القبول لزوم تقوى الله عز وجل لقوله تعالى إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

تفسير سورة الفاتحة …2… الكتاب و السنة

من أجل تعظيم الله تعالى
تفسير سورة الفاتحة
من رسائل النور والظلال
خلاصة مختصرة لسورة
"الفاتحة "
الكلمة الرابعة : وهي (مالك يوم الدين)
ان اشارة مختصرة جدا ً الى ما فيها من حجة هي :
اولاً: ان جميع الدلائل المشيرة على الحشر والآخرة والشاهدة على حجة "وإليه المصير" في ختام القسم الاول من هذا الدرس، تشهد كذلك على الحقيقة الايمانية الواسعة التي تشير اليها "مالك يوم الدين".
ثانياً : كما ان ربوبية صانع هذا الكون ورحمته الواسعة وحكمته السرمدية، وكذا جماله وجلاله وكماله الازلي الابدي، وكذا صفاته الجليلة المطلقة ومئات من اسمائه الحسنى، تستدعي كلها الآخرة قطعاً – كما قيل في ختام الكلمة العاشرة – كذلك القرآن الكريم بالوف من آياته وبراهينه.. وكذا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بمئات من معجزاته وحججه.. وكذا جميع الانبياء والمرسلين عليهم السلام.. وكذا الكتب السماوية والصحف المقدسة بدلائلها غير المحدودة، تشهد جميعاً على الآخرة.
وبعد، فمن لايؤمن بالحياة الباقية في الدار الآخرة انما يقذف نفسه في جهنم معنوية ينشؤها الكفر، فيقاسى العذاب دوماً، ولمّا يزل في الدنيا، حيث تنزل الازمنةُ الماضية جميعُها والمستقبلة والمخلوقات والكائنات بزوالها وفراقها مطر السوء على روحه وقلبه فتذيقه آلاماً لاحد لها واعذبة كعذاب جهنم قبل ان يدخلها في الاخرة. كما وضح ذلك في رسالة "مرشد الشباب".
ثالثاً : نشير برمز "يوم الدين" الى حجة عظيمة وقوية للحشر. ولكن حالة فجائية معينة سببت في تأخير تلك الحجة الى وقت آخر. وربما لم تبق حاجة اليها بعد؛ لأن رسائل النور قد اثبتت بمئات الحجج القوية القاطعة ان مجئ صبح الحشر وحلول ربيع النشور يقين كمجئ النهار عقب الليل ومجئ الربيع عقب الشتاء.

الكلمة الخامسة: وهي (إياك نعبد وإياك نستعين) .
قبل الاشارة الى ما فيها من حجة ورد الى القلب بيان سياحة خيالية ذات حقيقة بياناً موجزاً بناءً على إيضاح "المكتوب التاسع والعشرين" لها، وهي كالآتي:
بينما كنت أبحث عن معجزات القرآن، كما هو مبين في رسائل النور، ولاسيما في تفسير "إشارات الإعجاز" وفي رسالة "الرموز الثمانية". وحينما وجدت بضع معجزات حول الإخبار الغيبي في آية الختام لسورة الفتح؛ والمعجزة التاريخية في الآية الكريمة (اليوم ننجيك ببدنك) (يونس: 92) بل وجدت لمعات إعجاز متعددة في كثير من كلمات القرآن ونكات إعجازية دقيقة في بعض حروفه.. في هذه الاثناء وانا اقرأ سورة الفاتحة في الصلاة ورد الى قلبي سؤال؛ ليعلمني معجزة من معجزات "ن" التي في "نعبد. ونستعين".
والسؤال هو: لِمَ قال: "نعبد ..نستعين" بنون المتكلم مع الغير، ولم يقل "أعبد.. أستعين"؟
وعلى حين غرة فُتح امام خيالي ميدان سياحة واسعة من باب تلك ال"ن". فعلمت بدرجة الشهود السر العظيم في صلاة الجماعة، وشاهدت منافعها الجليلة وعلمت يقيناً ان هذا الحرف الواحد معجزة بذاتها، وذلك :
عندما كنت أصلى في ذلك الوقت في جامع "بايزيد" واثناء قولي: "إياك نعبد وإياك نستعين" رأيت ان جماعة ذلك الجامع يؤيدون دعواي هذه بقولهم مثل ما أقول؛ ويشاركونني مشاركة تامة في دعواي هذه وفي دعائي الذي في "إهدنا" مصدّقين إياي.. في هذا الوقت بالذات رفع ستار من امام خيالي فرأيت كأن مساجد استانبول كلها قد تحولت الى مسجد "بايزيد" كبير وجميع المصلين فيها
يقولون مثلي: "إياك نعبد وإياك نستعين " مصدقين دعواي ومؤمّنين لدعائي. ومن خلال إتخاذهم صورة شفعاء لي، رفع ستار آخر امام خيالي، فرأيت ان العالم الاسلامي قد أتخذ صورة مسجد عظيم جداً واخذت مكة المكرمة والكعبة المشرّفة بمثابة محراب ذلك المسجد العظيم وقد يمّم جميع المصلين الصافين المتراصين وجوههم بشكل حلقات شطر ذلك المحراب المقدس وهم يقولون مثلي: "إياك نعبد وإياك نستعين. إهدنا.." وكل منهم يصدق الكل ويدعو بإسمهم، جاعلا جميع المصلين شفعاء له.
وحينما كنت أفكر أن طريقاً يسلكها جماعة عظيمة الى هذا الحد لاتكون طريقاً عوجاً قطعاً ولاتكون دعواها إلا صواباً، ولايُردُّ دعاءها بل تطرد شبهات الشيطان.. وإذ أنا أصدق منافع الصلاة العظيمة في جماعة تصديقاً شهودياً، رفع ستار آخر، ورأيت :
كأن الكون مسجد كبير وجميع طوائف المخلوقات منهمكة في صلاة جماعية كبرى، كل قد علم صلاته وتسبيحه، يؤدى نوعا ًً من صلاة خاصة به بلسان الحال. ايفاء ً لعبودية واسعة عظيمة جداًً إزاء ربوبية المعبود الجليل المحيطة. فيصدق كل منهم شهادة الجميع على التوحيد بحيث يحصل كل منهم على اثبات النتيجة نفسها. وإذ كنت اشاهد هذه الامور، رفع ستار آخر، ورأيت :
كما ان الكون الذي هو انسان كبير يقول بلسان الحال وبلسان الاستعداد والحاجة الفطرية لكثير من اجزائه، وبلسان المقال لذوي الشعور من موجوداته: "إياك نعبد وإياك نستعين" مظهرين عبوديّتهم لخالقهم ازاء ربوبيته الرحيمة، كذلك جسدى، هذا الكون الصغير، كجسد كل مصلّ ٍ معي في تلك الجماعة العظمى يقول بذراته وبقواه وبمشاعره ايضاً : "إياك نعبد وإياك نستعين" بلسان الطاعة والحاجة، ازاء ربوبية خالقه، منقاداً للأمر الآلهى مستسلماً لارادته سبحانه، ورأيت ان تلك الجماعة من الذرات والقوى والمشاعر تعرض في كل آن حاجتها الى عناية خالقها الجليل وتبسطها امام رحمته واعانته. وشاهدت باعجاب السر الرفيع للجماعة في الصلاة، وأبصرت المعجزة الجميلة ل"ن" نعبد. واستودعت تلك السياحة الخيالية لدى باب "ن" الذي دخلتها منه. وحمدتُُ الله قائلاً: الحمد لله. وسعيت لاقول "إياك نعبد وإياك نستعين" بلسان تلك الجماعات الثلاث، اولئك الاصدقاء الكبار والصغار.
والآن انتهت المقدمة، ونرجع الى ما نحن بصدده. وهو اشارة مختصرة الى الحجة التى تشير اليها "إياك نعبد وإياك نستعين ".
أولاً: إننا نشاهد بأبصارنا فعالية وخلاقية مهيبتين دائمتين وفي أتم أنتظام وانسجام تجريان في الكون باسره ولاسيما على سطح الارض. ونشاهد ربوبية مطلقة رحيمة مدبّرة ضمن هذه الفعالية والخلاقية تستجيب لاستعانات واستغاثات تنطلق مما لايحد من ذوي الحياة غير المحدودة واستمداداتها ودعواتها الفعلية والحالية والقولية استجابة تتسم بكمال الحكمة ومنتهى العناية. ونرى تجليات الوهية مطلقة ومعبودية عامة ضمن هذه الربوبته وضمن مظاهر استجابة كل كائن حي على حدة استجابة فعلية لمقابلة الوف الانماط من العبادات الفطرية والاختيارية التي تؤديها جميع المخلوقات ولاسيما ذوي الحياة وبخاصة طوائف الانسان، يراها العقل السليم ويبصرها الايمان. كما تخبر عنها جميع الكتب السماوية والانبياء الكرام عليهم السلام .
ثانياً: ان انشغال كل جماعة من الجماعات الثلاث المذكورة في المقدمة، بما ترمز اليها "ن" نعبد؛ انشغالها جميعاً ومعاً بعبادات فطرية واختيارية وباشكال مختلفة تدل بالبداهة على أنها مقابلةٌ شاكرة ازاء ألوهية معبودة وشهادات قاطعة لاحد لها على وجود المعبود المقدس .
وان لكل جماعة من الجماعات الثلاث المذكورة ولكل طائفة من طوائفها، ولكل فرد من افرادها ابتداءً من مجموع الكون كله الى جماعة ذرات جسد واحد، إستعانة فعلية وحالية، ولكل منها دعاء خاص بها كما يرمز الى ذلك "ن" نستعين. فالسعي لإعانة كل منها واغاثتها واستجابة دعائها، شهادة صادقة لاتقبل الشبهة قطعاً على مدبّر رؤوف رحيم .
فمثلاًً :مثلما ذكرت "الكلمة الثالثة والعشرون": ان استجابة الانواع الثلاثة للادعية التي تدعو بها جميع المخلوقات على الارض كافةً، استجابة خارقة جداً ومن حيث لايحتسب، تشهد شهادة قاطعة على ربّ رحيم مجيب…
نعم، كما اننا نشاهد بابصارنا استجابة دعاء كل نواة وكل بذرة تسأل خالقها بلسان الاستعداد لتصبح شجرة وسنبلة. كذلك نشاهد ارسال الارزاق الى جميع
الحيوانات بما تقصر ايديها عنها، واعطائها ما يلزم حياتها، واستجابة مطاليبها التي هي خارجة عن طوقها؛ والتي تسألها من واحد احد بلسان الحاجة الفطرية .
فهذه الاستجابات والامدادات تشهد شهادة صادقة على خالق كريم يستجيب لجميع تلك الادعية المنطلقة بلسان الحاجة الفطرية، كما نشاهدها بأم أعيننا؛ ويدفع مخلوقات عجيبة لاشعور لها لإمداد تلك الحيوانات في انسب وقت و في اتم حكمة.
وهكذا فقياساً على هذين القسمين؛ فإن استجابة جميع انواع الادعية التي تُسأل بلسان المقال؛ ولاسيما ادعية الانبياء عليهم السلام والخواص، استجابة خارقة، تشهد على حجة الوحدانية التي في "إياك نستعين".

الكلمة السادسة: وهي (اهدنا الصراط المستقيم).
ان اشارة في منتهى الاختصار الى حجتها هي :
كما ان اقصر الطرق المؤدية من مكان الى آخر هي الطريق المستقيم، وان اقصر الخطوط الممتدة بين نقطة واخرى بعيدة عنها هو الخط المستقيم؛ كذلك ان اصوب طريق في المعنويات وفي الطرق المعنوية وفي المسالك القلبية واكثرها استقامة هي اقصرها وايسرها. فمثلاً: ان جميع الموازنات والمقايسات المعقودة في رسائل النور بين طريق الايمان والكفر تبين بياناً قاطعاً ان طريق الايمان والتوحيد اقصر الطرق واصوبها وايسرها واكثرها استقامة، بينما طرق الكفر والانكار طويلة جداً وذات مشكلات ومخاطر. فلاشك ان هذا الكون الذي يساق في طريق ذات استقامة وحكمة وهي اقصر الطرق واسهلها في كل شئ، لايمكن ان تكون فيه حقيقةالشرك والكفر. بينما حقائق الايمان والتوحيد واجبة وضرورية في هذا الكون ضرورة الشمس فيه.
وكذا فان ايسر الطرق في الاخلاق الانسانية وانفعها واقصرها واسلمها هي في الصراط المستقيم وفي الاستقامة.
فمثلاً: اذا فقدت القوة العقلية الحد الوسط، وهو الحكمة والاستقامة، التي هي سهلة نافعة، تهوى بالافراط والتفريط في خبٍ مضر وبلاهةٍ ذات بلية، فتعاني المهالك في طرقها الطويلة. وان لم تسلك القوة الغضبية طريق الشجاعة التي هي حد الاستقامة، هوت بالافراط في تهور وتجبّر ذي اضرار بالغة وظلم شنيع، وبالتفريط الى كثير من التخوف والتجبن المذلّ المؤلم، فتعاني عذاباً وجدانياً دائماً جزاءً لما ارتكبت من خطإ فقدها حد الاستقامة. وما في الانسان من قوة شهوية إذا ضيعت طريق الاستقامة السليمة والعفة تهوى بالافراط في الفجور والفحش ذات المصائب، وبالتفريط في الخمود، أي الحرمان من أذواق النعم ولذائذها؛ فتعاني آلام ذلك المرض المعنوي.
وهكذا قياساً على ما ذكر؛ فان الاستقامة هي انفع طريق واسهلها واقصرها من بين جميع الطرق المسلوكة في حياة الانسان الشخصية والاجتماعية. وإذا مافقد الانسان الصراط المستقيم فان تلك الطرق تكون طويلة جداً وذات بلايا كثيرة ومصائب واضرار.
بمعنى ان " إهدنا الصراط المستقيم" دعاء جامع وعبودية واسعة ؛ كما انها اشارة الى حجة في التوحيد والى درس في الحكمة وتعليم الاخلاق.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

انشودة مؤثرة جداً تميز في الكلمات وجمال معانيها يبكي كل من سمعها انشودة حقا رائعة -اسلامية

اقدم لكم اجمل انشودة سمعهتا ازني بعنوان ورد العمر للتحميل & والأستمتاع حمل من هنا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم الاسلامي

إنك لا تهدى الأحبة والله يهدى من يشاء(متجدد) اسلامي


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده