بسم الله الرحمن الرحيم}
تمر الايام تلو الايام ..
والشهور تلو الشهور..
والسنين تلو السنين ..
و القلب هو القلب
أين الذين تحركت قلوبهم لما يحصل في هذه الدنيا؟
نرى الأموات، وربما حملناهم على الأكتف
وأخذناهم إلى القبور الموحشة ..
و القلب هو القلب
نرى البلاء والهموم عند الناس ..
ونرى الحوادث والفيضانات والأعاصير والمشاكل الكبيرة ..
و القلب هو القلب
نرى المصابين والمعاقين في المستشفات ..
ونرى الذين أصابهم الجنون ..
و القلب هو القلب
أين من يتعظ من هذه الأمور؟
أين من يسجد شكراً لله على هذه النعم التي نحن فيها.!
قلوب كالحجارة أو أشد قسوة
إن لم نتعظ الآن فمتى نتعظ؟
إن لم نتوب الآن فمتى نتوب؟
إن لم نفتح صفحة جديدة مع الدين، متى يكون ذلك؟
هل يكون ذلك عندما يأتي ملك الموت لقبض الروح؟
هل يكون ذلك في المشيب؟
ومن يضمن بأن نعيش إلى الغد؟
فكم شاب كان معنا واليوم هو تحت التراب ..
ترك ما ترك من الدنيا ولم يأخذ إلا الكفن والعمل !.
فيا ترى ما هو عملك؟
هل صالح أم طالح؟
هل استعدت وجمعت الحسنات قبل الرحيل ..
أم لم تستعد والعياذ بالله !.
هل أشغلت نفسك في المدونة بالدعوة ونشر الخير وقراءة ما يفيد؟ ..
أم أشغلت نفسك بالغناء والموسيقى وستار اكاديمي وغيرها
من السيئات التي تأتيك في قبرك ..
ثم يوم القيامة نعض ندماً على الأوقات التي ضيعتها.
لا إله إلا الله..
…قف… !
وتأمل قليلا أخي الكريم وأختي الكريمة ..
الدنيا أخذت الكثير إلى الهاوية ..
فعجل رعاك الله قبل الرحيل من الدنيا ..
فالكثير من غرق في بحر الشهوات والمحرمات.!
نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير ..
وتذكر دائماً
الموت يأتي بغتة و القبر صندوق العمل
المختصر / ما إن انقضت صلاة الجمعة أمس وقبل أن ينفض جمع المصلين من أحد المساجد في العاصمة المقدسة، حتى قام رجل أبيض البشرة أشقر الشعر تدل هيئته على أنه أجنبي بإشهار إسلامه أمام الملأ، الذين قابلوه بالتهليل والتكبير، وانهالت عليه التبريكات من كل حدب وصوب.
يقول يوسف وهذا اسمه بعد إسلامه وهو أمريكي الجنسية «أعمل كبيرا للمهندسين في القاعدة الجوية في محافظة الطائف، وقد منَ الله علي بأن أدخل في هذا الدين العظيم، ومعي 17 شخصا أمريكيا أشهروا إسلامهم أخيرا، فقد كنا نعيش في غياهب ظلمات الشرك، ونحمد الله أن انتدبنا للعمل في السعودية، فلولا فضل الله ثم قدومنا إلى هنا لما كنا تعرفنا على الإسلام، فقد كنا نتعايش مع زملائنا السعوديين في القطاع العسكري يوميا نشاهدهم وهم يؤدون طقوسهم الإسلامية، التزاماتهم معنا كانت صادقة وتعاملهم في أمور حياتهم جذبنا إلى أن نتعرف أكثر على دينهم». وأضاف يوسف «بدأنا نقرأ في الكتيبات التي كانت مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وكانت تشرح لنا طبيعة الدين الإسلامي بطريقة أسرتنا وجعلتنا نهتم أكثر في التعمق في أمور الدين الإسلامي».
وأبان يوسف أن زوجته قد أسلمت قبله وذلك للتأثير المباشر من قبل زوجات زملائي السعوديين واللاتي عكفن واجتهدن مع زوجته حتى أسلمت وأعلنت إسلامها «بعد إسلامها حاولت جاهدة تغيير أمور كثيرة في حياتنا ولكنها بطريقة تدريجية حتى لا أنفر من دينها، ونجحت في ذلك فبعد قراءتي للكتيبات, وتعرفي المباشر للدين الإسلامي من قبل زوجتي، استمال قلبي بفضل الله وأعلنت إسلامي».
وأفصح يوسف عن سبب تواجده في مكة بأنه جاء لأداء العمرة. وعن شعوره عند رؤية المسجد الحرام قال «كنت أشاهد جموع المسلمين في القنوات الفضائية وهم محتشدون بكثافة في موسم الحج وعند وقوفهم في عرفة، وفي المسجد الحرام كانت تداخلني أسئلة كثيرة منها كيف يؤدون صلواتهم بتناسق عجيب؟
أكثر ما شدني منظر أحد المصلين في الحرم المكي يجهش بالبكاء كنت أتساءل ما يبكيه، وعرفت الإجابة عندما وقع بصري على الكعبة، منظر مهيب، إجلال وتعظيم ذرفت دموعي ولم أشعر بها فقد كنت أنظر إلى الكعبة وقد أسرني منظرها.
ودعا الشيخ سعيد الذيابي أحد أعيان مكة يوسف عقب إسلامه لتناول وجبة الإفطار الرمضاني بحضور أهالي الشرائع فرحا بدخوله الإسلام وعبر الذيابي عن سعادته البالغة بدخول يوسف الإسلام.
وقال «سوف يسلم على يدي يوسف العديد من أبناء جلدته وكان الكثير من المصلين في المسجد التفوا حول يوسف يدعونه إلى وجبة الإفطار ملحين عليه بقبول الدعوة الأمر الذي قابله يوسف بحسن الاعتذار معلما إياهم أنه ليس لديهم وقت فارتباطه العملي يمنعه».
المصدر: الاقتصادية
زارنا هذا الصيف عدد لا بأس به من الشباب الجامعي. وما منهم إلا ويطرح فيما يطرح وبإلحاح أكثر هذا السؤال: كيف نربي أنفسنا تربية متماسكة؟
يرد هذا السؤال قبل السؤال عن منهاج العمل العام. ويتركز الاهتمام على التزكية وتصفية الباطن والتقرب إلى الله ومعرفته.
نعم زارني شاب لا يخطر هذا السؤال بباله، فلما حدثته عن محبة الله والشوق إليه رفع يده متأففا وقال ما معناه: هل لديك غير هذا؟
نعوذ بالله أن تتشتَّتَ نظرتنا عن وجه الله الكريم، أو تنحط همتنا عن طلبه، أو تحول مكايد النفس الخبيثة والشيطان الرجيم عن اقتحام العقبة إليه اتباعا لنبيه صلى الله عليه وسلم.
اعلموا أحبتي أن من الناس من لا يخطر بباله أن نفسه وسلطانها المسمى هوى بلغة القرآن والحديث هي موطن الشيطان ومجتمع وساوسه ومحرك القوى البشرية نحو الشر ما لم تردع هذه النفس وتهذب وتزك وترفع حتى تكون نفسا لوامة ثم نفسا مطمئنة.
من الناس من يشيب على الإسلام، بل والتمسك بالعبادات، دون أن يعلم أن درجة الإيمان ثم الإحسان لا تنالان إلا بتغيير النفس تغييرا جذريا وتحويلها تحويلا كيفيا. المسلم العابد يرجو الثواب من عند الله لكن العمل قد يحبطه الله إن نقصه الإخلاص، والإخلاص لله لا يمكن ما دام سلطان النفس، وهو الهوى، مسيطرا يُسمِّر دفة السفينة.
إن الخصام المثار ضد التصوف مبعثه تدخل هذه المصطلحات المحدثة بين الناس وبين فهم مقاصد الذاكرين المزكين أنفسهم بالذكر، لذا نتحدث عن التزكية وننسى مليا الخصام حول المصطلحات، كما ننسى كل شيء ما عدا علاقتنا الفردية الشخصية جدا بالله ومصيرنا إليه، لننسى أيضا، مؤقتا، الجهاد الذي ينتظرنا لإقامة دين الله في الأرض.
ها أنا ذا تسكن بين جنبي نفس تأمرني وتنهاني وتميل لما حرم الله وتحب اللعب والتمادي في الغفلة، فهل أكون عبدا لنفسي وهواها وأعللها وتعللني بالرئاسة على الخلق والاستعلاء عليهم وممارسة العرافة أينما كنت حتى بالمسجد، أم أسعى لقمعها وترويضها حتى يصبح هواي وهواها تبعا لما جاء به المربي الرحيم صلى الله عليه وسلم ؟
إن كنت حقا جادا في أمري كل الجد حازما ذا همة فلا شأن أسبق عندي من حل الأزمة الدائمة بيني وبين نفسي. وحلها يعني العثور على منهاج معها حتى الموت.
في صفوف الشباب أمراض نفسيه ناتجة عن صدمات في الأسرة والوسط العام والخاص، وعن هذه الأمراض يتهيأ العش الملوث الذي تعمره وساوس الهوى والشيطان. هذه الأمراض النفسية فاشية، وعلاجها هو نفس علاج الهوى العادي عند أشخاص يسميهم الفحص بأسلوب الجاهلية أسوياء، وهم في حكم الإيمان والإحسان أرقاء تابعون لا أحرار متصرفون.
العلاج للحالتين هو التزكية، وما ترك الله سبحانه في كتابه من آية أو سياق آيات إلا وذكر لنا هذا العلاج ووصفه وحث عليه وبين كيفية استعماله.
إن الله عز وجل بعث إلينا الرسل ليبلغونا، إلى كل واحد منا، أنه عز وجل يريدنا أن نكون عبادا له لا لغيره، وأنه أعد لنا في الآخرة جزاء متفاوتا حسب أعمالنا المخلصة الكاملة ظاهرا وباطنا، وحذرنا في كتابه وعلى لسان رسله أنه خلق لنا الدنيا والحياة والموت فتنة أي دار بلاء وامتحان، وأن ما يردينا ويعوقنا عن بلوغ الكمال واستحقاق الجنة ورضى المولى ووجهه عدوان متحالفان متفاهمان ضدنا هما النفس والشيطان.
فالأمر كله يرجع إلى نقطة مركزية هي طبيعة العلاقة بيني وبين نفسي وحليفها من ورائها. أَأُسالمها أم أحاربها ؟ وإذا حاربتها فكيف وإلى أية غاية؟
إن الله عز وجل ما ترك في كتابه من آية أو سياق آيات إلا وذكرنا بوجوده وضرورة الرجوع إليه وافتقارنا افتقارا كليا إليه: (وإليه المصير) و(وإليه ترجعون) (وهو على كل شيء قدير). بهذا ومثله تنتهي جل الآيات، تذكير من جانب الله عز وجل يطلب ذكرا من جانبنا، استحضارا لجلاله واعترافا بألوهيته وربوبيته، وحضورا في إخلاص العبادة له. ومتى كان ذكرنا له وعدم غفلتنا عنه هما الحال الغالب علينا كانت النفس بهذا الذكر في مصهر التصفية. للسان ذكر بالتلاوة والتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد. وللقلب ذكر في الحضور في العبادات وقبلها وبعدها حتى يصبح ذكر الله ومناجاته في الباطن الشغل الشاغل والاهتمام الأول. وعلى الجوارح ذكر بصرفها في أعمال السنة وحركات الفرض والنفل. فباجتماع ذكر اللسان وذكر القلب وذكر الجوارح يغشى نور الإيمان كياني فتنفر منه النفس ثم يستحوذ عليها ثم تستحليه ثم تتلهف عليه لا تعيش إلا به، وتلك مرتبة الاستهتار بذكر الله طوبى لمن نالها.
اقرأوا أحبتي القرآن الكريم قال تعالى: (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى)، تزكية لا بد فيها من ذكر اسمه عز وجل، وذكر اسمه باللسان أولا، قال تعالى: ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) خلقت للفلاح والنجاح والفوز بالجنة ورضى مولاك ووجهه فهل تزكي نفسك بإزالة عوائقها واقتحام عقبة دسائسها أم تدسيها وترذلها بانسياقك معها ؟ من انسياقك مع الهوى أن تنسب إلى نفسك وتقصر عليها في وهمك الكمال وتنسب النقص وتكيل الاتهام لغيرك، فذاك قوله تعالى: ( فلا تزكوا أنفسكم) وقوله: (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) وتزكية النفس هنا معناها عكس التزكية المطلوبة، معناها هنا التكبر ودعوى الطهارة والقرب من الله بالكذب.
والتزكية المطلوبة حظ من الله وقدر مقدور وهو قوله تعالى: (بل الله يزكي من يشاء). والتزكية المطلوبة اتباع للرسول وتمسك بهديه وهو قوله تعالى: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم).
إن الله عز وجل جعل في كل منا قابليات للكمال الروحي والسمو إلى مقامات النور، فهل يتأتى لصاحب الهمة أن ينام قبل أن يعرف حظه من الله، وكيف يكرس حياته لشأن قبل هذا الشأن ؟
إذا كان أحبتي هذا الهم بعد هم الآخرة، فالإيمان خوف ورجاء، لا يستولي على ضمائركم يقظة ومناما فما ذاك إلا أن الدعاة سكتوا ولم يحدثوكم على أمر عظيم هو أن الداخل في الإسلام يعرض عليه القرآن وتعرض عليه السنة ميثاقا إن وفاه عرج في سلم الإيمان ثم الإحسان، إلى حيث يتقرب إلى الله حتى يعرفه ويتقرب إلى الله حتى يكون الله عز وجل سمع العبد وبصره ويده ورجله.
الطريق صاعد وصعب وطويل ومحفوف بالمخاطر، في الطريق إلى الله عقبة تتكون من الهوى وتفاعله مع العوائق الخارجية.
من أهم هذه العوائق في ذهنية بعض الدعاة الظن بأن الله يعرف وتثمر محبته والتقرب إليه بشيء زائد أو ناقص عن الاتباع المطلق غير المشروط للسنة النبوية. وفي الطريق تدخل الهوى فعاق بعضهم عن السماع القرآني وشغلهم بالسماع النفسي والأناشيد والتراتيل. في الطريق تدخل الهوى فأحال الوجد (أي الحال) تواجدا أي رقصا. في الطريق تدخل الشيطان فشبه لأناس الاستدراج الشيطاني بالكرامة التي يخص الله بها أولياءه.
في الطريق، في ظاهرها لا في حقيقة الأمر، في رأي عين الملاحظ غير البصير، من صبر حتى عرف، اختلطت وفود الرحمان بوفود الهوى ووفود الشيطان حتى لا يميز من دون الكيس المؤمن حابل القوم بنابلهم. وفي هذا اللبس ضاعت في ضمائر الناس الدعوة إلى الله وهي شيء زائد على الدعوة لمحاربة البدع.
لا تكونوا أحبتي مقلدة واسمعوا خطاب ربكم في تلاوتكم، وتسديد نبيكم في وصاياه ونموذج سلوكه. ارفعوا همتكم إلى الله واجعلوا نصب أعينكم دائما وصية الله لرسوله صلى الله عليه وسلم حين قال له: ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) ذكر ابن كثير رحمه الله في التفسير أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم "فخرج يلتمسهم، فوجد قوما يذكرون الله تعالى منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد. فلما رآهم جلس معهم وقال: "الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم". قال ابن كثير رحمه الله إن الحديث أخرجه الطبراني رحمه الله عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف رضي الله عنه.
وما كل من انتسب إلى ولي من أولياء الله صحيح الطلب، ولا كل طالب صحيح الاتجاه، ولا كل صحيح الاتجاه سليم من الكدر، والمسؤول عن هذا علماء يتزعمون الطرق دون أن ينضبطوا بقوانين محاربة النفس وهي كلها التطبيق الصارم للشريعة مع الإبقاء على روح الإرادة.
عمليا أوصيكم بما يلي:
1) اتلوا حزبكم من القرآن صباحا ومساء، وتعلموا تجويده.
2) قوموا للوتر (وهو 11 ركعة) قبل الفجر وكونوا من المستغفرين بالأسحار.
3) اثبتوا في مجلسكم بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس واشتغلوا بتوبيخ النفس وجمعها على الله هنيهة ثم اشغلوا اللسان بالتسبيح والتهليل والقلب بمناجاة الله والاعتراف له بالتقصير وطلب عفوه وما في هذه المعاني. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت في مجلسه، أخرج الإمام أحمد رحمه الله عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لأن أقعد أذكر الله وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقبات من ولد إسماعيل" وسند الحديث حسن.
إن لله أوقاتا مباركة كأيام الجمعة وعند الأذان إلى الإقامة وساعة في الغد وساعة في الأصيل. فاقرأوا القرآن واغنموا جلسة الصباح لتبدأوا يوما تعمه بركتها.
4) اجعلوا همكم محاربة النفس، فاقمعوا حيوية الجسم بالصيام لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، أي قاطع لثورة الشهوة. والحديث متفق عليه.
صوموا الاثنين والخميس وزيدوا إذا قدرتم، وواظبوا على صوم الأيام البيض (13 4 5 من كل شهر).
حاربوا النفس تنالوا الزلفة عند الله فذاك بدء الجهاد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله" حديث رواه أحمد والترمذي والطبراني رحمهم الله بإسناده حسن.
هناك حق الله تجاهد في أداء ما فرض عليك، وهناك وعد الله تجاهد لاستحقاقه بالاستقامة والنظر إلى حسن الخاتمة، وهناك الجهاد في ذات الله يشمل جهاد الحق وجهاد الاستحقاق وجهاد السبق في مرضاته. أهل اليمين فازوا بالجنة، والسابقون فازوا بالجنة والنظر إلى وجهه الكريم. أهل الصدق عبدوه فوفى لهم أجورهم والشهداء والصديقون عبدوه بالجوارح فأعطاهم الأجر وعبدوه بالقلب الخاشع المشتاق الصامد فزادهم على الأجر نورا به سطعت جوانب أرواحهم وبه صهرت النفوس حتى صارت طيعة خاضعة. قال تعالى: (إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم) فهؤلاء أعطوا الحق وزادوا نافلة العطاء فكان جزاؤهم الأجر من جنس العمل. والأجر كم يكثر ويقل. أما من طلب الاستحقاق وسابق وسارع للمغفرة والرضوان والمعرفة والوصول فأولئك لهم الكم الكثير ولهم زيادة عطاء كيفي هو ما يعبر عنه القرآن بالنور، قال تعالى: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم).
دللتكم أحبتي على الحق فذاك في ميزاني إن شاء الله ومَنَّ على عبده، ودللتكم على الله لتصبحوا من أهل النور فذاك أخلص النصح وذاك سبيل الرسول الكريم. قال الله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) فمن كمل اتباعه ظاهرا وباطنا لا يدعو إلا إلى شيء غايته وقبلته واتجاهه الله، جعلنا الله وإياكم من أهل النور المتبعين وأعاذنا من كل بدعة تحيد بنا عن سبيله.
5) انظروا إلى هذا الشباب الذي ذهب ضحية مجتمع فاسد وتعليم ملغوم نظرة الرحمة والشفقة. خذوهم برفق نحو المسجد، كونوا أذكياء في أسلوب التقرب للناس والتحبب إليهم بالكلمة الطيبة والهدية الصغيرة والخدمة المتكررة الحانية والزيارة والاستزارة، كونوا الوجه البشوش واليد الممتدة بالعون والبلسم الشافي لهذه "الجماهير" المخدرة العابثة ولطلائع الكفر الصاخبة العنيفة. دلوهم على الإسلام، دلوهم على الله.
ليكن برنامج كل منكم أن يوصل للمسجد أو لأسرة الدعوة عشرة من الشباب والشابات هذه السنة وكل سنة. الحياة المكشرة عن أنياب الشر واليأس والبؤس الساكن في الأفئدة يجعلها الله عونا لكم لترجعوا إلى حظيرة الإسلام هذه الجموع التي ترعاها الذئاب. أحبوهم بحب الله ينفذ حبكم ويغلب، أحبوهم بإخلاص.
اجعلوا شعاركم كل يوم قوله صلى الله عليه وسلم لعلي كرم الله وجهه: "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لكم من حمر النعم".
لا تنسفوا الجسور بينكم وبين إخوتكم الإسلاميين ممن انبعثت بينكم وبينهم بواعث الخلف والمجافاة. بل أعيدوا بناء تلك الجسور لوحدة جند الله التي يحبها الله.
اجتمعوا وإخوتكم وأخواتكم الضالين بعد على الله. وجربوا جميعا اتباع رسول الله فيما وصى به من صحبة المؤمنين ومحبة الصالحين وإكرام المسلمين. جربوا الذكر وجلسة الغلس واستغفار الأسحار وقرآن الفجر. وزجوا معكم في غلالة النور بتلك السويعات التي تتفرغوا فيها لله إخوتكم وأخواتكم حتى تبرأ الحزازات وتذهب الأمراض النفسية. المحبة المحبة. اعقلوا قول رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم» هذا حديث مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه.
الجنة عليك حرام إن لم يغلب الحب بواعث القطيعة والكراهية. فكيف بمعرفة الله والوصول إليه وهي من قبيل العطاء النوراني!
كونوا أحبتي حيث تكره النفس ويكره الشيطان. كونوا حيث يحب الله أن يراكم. كونوا أنصارا لله، كونوا جندا لله كونوا متحابين في الله. من كان منكم يحن إلى عطفة إلهية ينال فيها محبة الله فليسمع الشرط الموجب. عن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يبلغه عن ربه: «وجبت محبتي للمحتابين في والمتجالسين في والمتبادلين في، والمتزاورين في» رواه أحمد والحاكم والطبراني وابن حبان والبيهقي رحمهم الله.
أحب أخا من الإخوة المتخاصمين أو من الإخوان المنتظرين ساعة التوبة يحبك الله، اجلس جلسة تصالح ودعوة وذكر يحبك الله، ابذل من مالك ووجهك ووقتك وقلبك لهم يحبك الله، زر واستزر في الله يحبك الله، يا لها من فرصة!
كان الله لنا ولكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سلمان بن فهد العودة
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ ما تمر به غزة اليوم هو نتيجة لمعطيات عدة، منها تضعضع العلاقات الداخلية بين الفلسطينيين وبين إخوانهم العرب.. وإن استغلال إسرائيل لهذه الأيام التي ينشغل فيها العالم بأعياد الميلاد له معنى رَمْزي لدى الجمهور الإسرائيلي حيث يوفّر دمًا فلسطينيًا رخيصًا لفطيرهم الصهيوني، وهم يحتفلون بالعام الجديد وفق طريقتهم الخاصة والمتوافقة مع طبيعتهم العدوانية.
يا ملوك العرب:
إنّ حصار غزة ومنعها من الكهرباء والوقود والغذاء والدواء هو جريمة كبرى لا يَجوز الصمت عنها. وحين تقصف الطائرات الحربية والصواريخ هؤلاء المحاصرين فهذه جريمة أخرى لا تستغرب من العدو الصهيوني اللئيم..
يا ملوك العرب:
إنّ الوقوف بصراحة وقوة أمام إسرائيل هو مَطْلَب وطني وشعبي لا يمكن إخفاؤه.. وأنتم الأمناء على مطالب شعوبكم وأمتكم.
يا ملوك العرب:
إنَّ فكَّ الحصار عن غزة وفتح المعابر بشكل رسمي وتام وسريع هو مطلب لا يحتمل التأخير.
يا ملوك العرب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخلت النار امرأة من بني إسرائيل في هرّة، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض». فكيف بملايين البشر من العرب والمسلمين المحاصرين في سجن غزة الكبير؟
لا يجوز ترك الفلسطينيين في غزة لوحدهم بل يجب إمدادهم بكل ما يحتاجون إليه من غذاء وطاقة ودواء..
إنّ عدد القتلى والجرحى يدلُّ على استئساد إسرائيل المتناهي، فهل وصل بنا الحال إلى العجز عن مدّ يد العون لجريح بعلاج؟ أو لجائع بلقمة؟ أو لخائف بشمعة؟
يا ملوك العرب:
إن استغلال هذه الظروف للضغط على الفرقاء الفلسطينيين (بحِياد) للوصول إلى اتفاق نهائي في هذه الأيام مطلب رئيس وواجب عينيّ على من يستطيع وأنتم أهل لذلك.
يا ملوك العرب:
إن شعوبكم-كما تعلمون- تَرْغَب في التعبير عن تضامنها مع إخوانها في فلسطين وبكل الوسائل. وإنّ السماح بالجهود الشعبية والفردية المناصرة لفلسطين وأهلها واجب عليكم طالما أنّ ذلك لا يمسّ الأمن الوطني.
يا ملوك العرب:
إنّ بعض وسائل الإعلام المحسوبة على المؤسسات الرسمية قد تسيء إلى بلادنا وأهلنا ووطننا بتبرير المجازر الوحشية التي يتعرض لها الإنسان الفلسطيني وكأنّ إسرائيل حَمَلٌ وَدِيع مُسالِم لم يسبق له أن مارس أقصى درجات الوحشية مع أهلنا في فلسطين.. وهو لا يفعل ذلك إلا حينما يتم استفزازه.
يا ملوك العرب:
إنّ استغلال هذه الأحداث بفاعلية للضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة للوقوف بحياد تجاه مِحْنة فلسطين واجبكم الذي حملتكم إياه أمانة المسئولية.. وإن ترككم الساحة لإسرائيل تعربد وتقتل وتنسف كما يحلو لها دون وقوف صادق وصارم مع الفلسطينيين (أيًا كان موقعهم وانتمائهم) يسمح لأطراف أخرى بلعب هذه الدور. وشراء ولاء وتعاطف شعوبكم العربية والإسلامية بأسهل وسيلة وأرخص ثمن.
يا ملوك العرب:
إنّ التنادي لاجتماعات عربية أو أممية والصدور ببيانات تنديد لم يَعُد يغطي ضعف الموقف العربي وإن أي اجتماع لا يخرج بعمل ميداني وتوصيات تنفيذية مباشرة لن يكون إلا دليلاً آخر على الضعف ومسمارًا آخر في نَعْش أمتكم.
حفظ الله بلادنا وأمتنا وفلسطيننا من كلّ شرّ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سلمان بن فهد العودة
كتابة موسوعة الاعجاز الرقمي في القرآن الكريم
في هذه الموسوعة ستقرأ عن :
أسرار البناء الرقمي لآيات القرآن الكريم
البحث الأول إشراقات الرقم سبعة
البحث الثاني ضوابط الإعجاز الرقمي
البحث الثالث في رحاب أول آية
البحث الرابع أجمل كلمة
البحث الخامس رحلة مع أعظم سورة
البحث السادس أسرار الحروف المميزة
البحث السابع أسماء الله الحسنى تتجلى
البحث الثامن إعجاز حروف القرآن
البحث التاسع الترتيب المُحكم لأرقام الآيات
البحث العاشر إعجاز سور القرآن
البحث الحادي عشر أسرار القصة القرآنية + المراجع