أوزع حروفي على أعتاب بريدك فتات حيرة
وعلامات استفهام ..
أوزعه ذرات رمل على صحارى قصائدك الشاسعة
كابتسامات النخيل بين شفاه بلادك ..!
امرأة أنت أم مرآة ..؟
امرأة بطعم حواء شتاؤها معاطف الغيم ..!
–
–
حيث عرشها
ورائحة الجنّة ..!
ومشاطرة رغيف الحرف ،
مع زاجل الشرق والهدهد ،
أبعث
رسائلي
الى
" بريــدك "
/
أدخلت يدي في جيب الأمس
فلامست مطويّة حبر ..!
أخرجتها فوجدتها ذات رسالة عزمتها إليها ،
وقراءته تتطلب فهم أبجدية لغة مندثرة ،
فها أنا أقرأ فيه تواريخاً لا تنتهي من ولادة الأبجديات ،
والأماكن والمدن ،
وكلها تجتمع في آنية رسالة ،
تقطع ما بين المغرب والمشرق ،
كأنها أمانة يحملها رسول أمين ،
لقد أضحى مجيئ الصباح المتكرر هو
مساحة الأمل الأولى ،
التي ترسم بعض الاطمئنان والفرح
حين تبزغ شمس جديدة ،
تحمل في رحمها توائم الرسالات ،
هكذا بدأ طريق الى بريـد ،
هذا البدء النقي ، البكر ،
الخالي حتى من عقد التأويل والقصد والتفاسير التي
تفضي إلى المتاهة ..!
–
–
سيدتي :
حين أكتب لجهة الشرق الأجواء سماوية جداد .. جداً ..
في مرة قرأت الحورية حيرتي ،
فقالت :
نعم ، بيتها يبعد مسيرة دهر من هنا بطيران فراشة .
حين أجلس في مبتدأ يومي للكتابة إلى كريم شخصها
أشعر لفرط ارتفاعي .. كم هو منخفض سطح الحياة ..!
وسياق الكتابة لها يجعلني أحس أنني
شلال تقلبه أيدي المنحدر ..
إني أطارح نفسي الحرف
أصارحها فتلوذ من خجل شريف إلى خلف الكلمات التي أخطّ ،
وأنا المتورط بين السذاجة والنباهة ..!
لغتي التي تجيئ كسفن أحلام أركبها لوجه الشرق ،
حيث امرأة تدس الشمس تحت عباءتها ..!
–
ها يوم جديد يسطو عليّ .. وغداً .. عيد ،
ونعاس القرون يغالبني ، فلا مفر من أن يصبح التثاؤب
علامتي الفارقة ..!
يومي نصّ مكتوب ، تارّة أقلب صفحاته وتارّة يُقلبني ..!
إني اليوم أراني رجلاً له من الغواية ألف عام ..!!
ولي من الغربة ما يزاحمني .
حين أحاورك يختصرني الليل ..
ويمتزج الوقت بأهداب الكلمات ،
أيتها النااااائية جداً ..
جيادك تصهل ، لكن فرسانها خارت قواهم ،
فامسكي أعنّة نفسكِ جيّداً ..
فما عاد بينك وبين الوقوع صريعتي سوى
مساحة أرض بسعة قدمين ..!
–
–
خسارتك في الحب مؤكدة ..!
فأعيدي حشود عواطفكِ إلى ثكناتها ،
وتوضئي ..
واركعي ركعتين ،
يا ألق الثرى ؛
لا أذكر إني في غيابك حققت انجازات
تستحق اعتلاء منصة الغرور عدا
وقوعي المدهش في فخ صداقات
فخخت رمال الصحراء بالخضرة ،
لا عليكِ ؛
ولا بأس إن بقيتِ مقوَّسة ..!
فأنا استقامة قلم البوح في ظهرك
مثل بدويّ يحمل متاعه ..
أراني أدور في الأرجاء الساكنة ..
لعلي أتعثر بظلي فأبدله وجع المسافات المتآكلة ..!
تحت صفير قطارات اللاعودة .
الزمن الذي تغيبين فيه عن حضوري
يوغل غرقاً في العتمّة ،
كلما مرّ بي لفح ريح الشرق يحمل حبّات طلعك ،
ها أنا ذا أشتد إصراراً .. وحروفي تأخذ لون تميمة
تحمي روحي من التّعفّن في شرق يفتقر منذ رتق الولادة
إلى ملح .
حروفي .. كالنساء العابرات فيني كل نواقيس اغترابي ،
وحروفي في غيابك تستقيم فيها الفصول لترتدي
فصلاً واحداً ..
وعطراً واحداً ..
ولوناً كالحاً .. يشبه لون عباءتك وهو ينغمس في صبغة
شمس ترشق مسيرك المتعثر ..!
حتى الشمس في غيابك يا أنتِ
لها طعم آخر
ووجه آخر .. لا يشبه شمس مدينتك المستحيلة
التي أخذت منك أسنان طفولتك ، وباركت ربيعك
بعد كل غياب .
لا تملكين الآن إلا أن تمضي متأبطة ظلّك ،
منصتة لوقع أقدامك في براري الوحشة
حيث لا أكون حاضراً جوارك ..!
آمل أن تذرو الملامح في الوجوة الطائشة
بعيداً عن متناول القلب ..
وحلم الانهمار فوق ظلال المشاعر ، كما دمع
يورق الحبر .. دمعاً ..!
وميراث لا يسمع نشيجه إلا ظلّك المسافر
فوق أديم الغياب .