فلتعذرني كُتبي واراقي لأسرق القلم منهم … بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي رسول الله اخوتي ها قد اتيت …. فلتعذرني كُتبي لأمطتئ قلمي
فلتعذرني مصنفاتي ….
فقد امتلاء فكري بهم ….
فقد آن الاوان …لأستمع …لهمس قلمي ….بدونهم
لأدقق في تنهداته …احيانا ً حين اكتب …
فأراه يرتجف …فقد حسبته تعب وقلق مما اكتب…
فأمعنت الانصات …له…ولهم..
.لعلي افيق من غفوتي واعلم مايريد
فقبل ان تلتقي اناملي باخر ورقة او رد كنت قد كتبته …..
تنهدت محبرتي مرة اخري وسال حِبرها
وانثنت ريشتها فتصلب رائسها
علمت حينها انها تبكي …
فلملمت اوراقي ….فجف حبرها
رميت اوراقي فأنتصبت ريشتها
رميت ريشتي ..واستبدلتها بقلمي
ملئت رفوف مكتبتي …بعد ان افرغتها لأسرق منها …
اعتدلت قامة قلمي وجهز نفسه …
.ليسبح في عنفوان وقوة لم اعهدها فيه من قبل…..
فكرت …
.تدبرت …..
تاملت …..
حاولت ان افهم ماغاب عني من فهم …عندها فهمت …
فعرفت….حينها…
انه يعشق من يبوح له…
انه متيم ببوح غيره…
انه ملهوف ليمتطيء صهوة مغلاقه ….
ويزمجر ويتحدي من يجاريه ويقول هل استطعت ….
ويتسحب مني لينطلق من قسم الي قسم ….
فيريح نفسه في واحة البوح ….
ويغمز لي بطرف مِغلاقه ويقول هل الأن فهمت …..
عندها تشبث كالطفل في اطراف واهداب ثوب …..
من حببه في البوح…
حاولت سحبه ….
فأمتنع…
وقال ….
لن اغادر حتي اكتب ….
لن اغادر حتي اسبح …
لن اغادر حتي تمتليء محبرتي
وليس شرطا حتي الماء ليس شرطاً
فالصخور المعانقة للماء ….تكفيني …
.و الوحشة تكفيني ….وظلام الشقوق يكفيني …
المهم ….ان ابوح …ان انفس …واتنفس.
ان انفض التراب عن عشقي….
كل ذلك يرويني …فاتركني
الذي احس بغيره ولم يحس به احد ….
الذي تجمدت اوراق ورورده وتبعثرت اشلائها بين الصفحات….
فكنت سابقا اقول ياصاحبي كفاك كتابة ….
انخ جمالك
أرِح حادي العيس اجيرك
وأتركه يتنفس ويرتاح …
لا أ ن يكون عبدك ودليلك ….
انزل من علي صهوة جوادك ….قبّل الورود ….
تفرس في ثناياها ….عدّل تنسيق اوراقها ….
تعلم يا صاحبي….ولا تخجل …
تعلم وانظر لأثار النحل كيف يرشف …كيف يمتص …
كيف يداعب البتلات …
كيف يطيع خالق الأرض والسموات …
فينطلق فيصنع الشراب …
بدون اُفَّ او تبرم أو آهـــــــات ….
فمن تكون انت يا صاحبي …
من تكون لتغلق رأسي بمغلاقه …
وتقذفني بعد ان تعبت من مسكي…
دون ان تعلم ما لمّا بي من الم وزفرات ….
من تكون لتطفيء …
شمعة احساسك ونبل مشاعرك ….
من تكون لتُشبع غيرك وتجوع انت …
من تكون يامن جعلتني صديق الكتب والمصنفات ….
بدون ارادتي …اجبرتني …
ولو رفضت لرميتني ….
عندها سأضيع …ليس لاني لا اجد غيرك ….
ولكني تعودت علي بلادة مشاعرك…..
وخنقك للبسمة واحياناً للدمعة والآهات ….
حتي جفت اخر ورقة ورد ملقاة في احدي حجيرات قلبك ….
فطمعت ان احاول معك لعلي
أًشعرك انه لم يقبرني احد عاش حيناً
من الزمن ثم اندثر ومات …
من قال لك ….
من دخل لفصوص عقلك ..
من اوهمك ….
من زرع في فكرك ..
.ان القلم لا يصلح الا لهذا…..
للتصانيف والكُتب والمراجع والمرادفات ….
عندها مسكته ولأول مرة ….
مسكته برفق وقلت له …
ها انا اتيت ياقلمي….
وسأبوح …ولكن ليس هنا …هيا بنا…
الي المكان الذي تعشق ان تسبح فيه…..
الي الصخور ….الي الكهوف المقابلة….
الي بقايا الرمال الناعمة الملتصقة بحواف الصخور…
الي نعومة ورقة ملمس الصخور …بالرغم من قسوتها …
سأبوح هناك حتي لا يعتريني الخجل …
وعندما اكمل وانهي بوحي بعشقي ….
اصمت والبس قناعي واداري خجلي ….من عشقي …
…وعندها من لي بمن يحركني مرة اخري …
وايقظ قلمي من غفوته وطول السًبات …
حتي اختبيء عن عيون الناس …
فانتفض القلم وسال حبره وقال
انت لست بصاحبي وسأبحث عن غيرك …
حتي عشقي للكتابة منعتني منه …
حتي بوحي محيت كلماته …
حينها ساجد من يقدرني
من يحبني …
من يعشق خطوطي…
من يتلهف لأخلع بُرقع خجلي واكتب ….
فأنظر لنياط قلبك كيف تشققت جدرانه ….
فتشجع …ولا تخجل …
همست بحرقة انفاسي فوق مِغلاقه وقلت … له…
فلتعذرني ياقلمي …بأني لا انفع لأبوح …
فدع العشق لأصحابه …
لمريديه ….
ودع عنك …نبضات العشق …وارتعاش الاطراف ….
.وتتبُع رائحة …الورود
…الحمراء .
.والبيضاء …
الا الصفراء
فهي تشكك في شعورك لمعشوقك ….
واغرس رأسك في رمال لا تصيبها الرياح …
.فتتعري ….وتكتب مرة اخري …..
اخيكم ….اند
لالالالالالالالا
لا تقل اخي فأنا قلم وان كان هذا
سلوكك فانت لست بأخي …..
فقلت له دع عنك …السرقة والهجاء يا قلمي …
وما تقول
ودعني اهرب …
حتي لا أبوح بما لا تعرفه ….
هل تريدني ان ابوح…..
وافصح واتلذذ …وأطعن في حرائر وطني
واتذكر كيف كان العشق سبيل لأسعادي…
واتمعن كيف كان قلبي وانت يا قلمي …
كيف كنّا نسجل وتترجم لي مفرداتي …
فينبض القلب فتكتب انت …
اتوقف انا ….ترتعش في يدي لتجعلني استمر….
تستريح انت …اقبّل ماكتبت …
اشم ..ماتبقي من رائحة اوراق الورود المبعثرة …
المهداة لي …
في زمن عشقي وولهي ….
واسمح لي ان انهي ….فقد تعبت
.وأعلم انه لا عِشق الا لأمي وأم ولدي
وما قلته الا هذيان ريشتك التي اسميتها قلمي …
اعلم انك تبرمت….
فما هذا الخط الذي تكتب به …
.بخط لا احبه …..
اكتب ما اريد وبالطريقة التي اريد….
ارجوك استسمحك عذارا ان تقدرني
ولكن قبل ذلك سأسمعك احدي سرقاتي
وها قد سرقت…أبيات شعر …
فسلمت ولا كُسرت اجنحتي ولئن فعلت وخنتني …
فسأذهب لبيت الشاعر سعيد البوسعيدي …
فسأسرق ابيات شعرِ واهجوك بها
وارميها علي اوراقك ودفاترك
لتتعلم كيف هو نوع عشقي…
فحين يتكلم الشعر تصمت انت
استمع وتعلم….
لما ملكت قيـاد سـري بالهـوى
وعلمت أني عاشق لك خنتني
ولأقعدن على الطريق فأشتكي
في زي مظلوم وأنت ظلمتنـي
ولأشكينك عند سلطان الهوى
ليعذبنك مثل ما عذبـتـنــي
ولأدعبين عليك في جنح الدجى
فعساك تبلى مثل ما أبليتنـي….
ارجوك استسمحك عذارا ان تقدرني
حسنا اكتب ما شئت ….
سأستغل الموقف والوقت واقول …لا تبالوا بقلمي …
فهي يهذي ….
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخيكم بالرغم من رفض قلمي ….اندبها