التصنيفات
روايات طويلة

شروق الليل -رواية جميلة


في أحد المنازل،
أوه أطفئي الضوء أريد أن أنام
كلا لن أفعل أريد مشاهدة أفلام الكرتون إنها الحلقة اﻷخيرة
سميرة وقد إسنوت جالسة لا أفهم لما تستطيعين السهر وأنا لا هذا ظلم
هاها ﻷنكي ماتزالين صغيرة وغدا يوم دراسي
كلا أنا لست صغيرة بل أنتي هي أنا أبلغ 15
نرمين بضحكة مجلجلة(هه عجبتني ضحكه هاذي فكرتني باﻷفعى) الصغر صغر العقل لا الجسم
سميرة بسخرية هذا واضح أنت في العشرين من عمرك ولا تزالين تتابعين الكرتون
تن تن تن تن ترارا (أغنية النهاية)
أوه هاقد إنتهى ولم أتمكن من معرفة ماحصل
سميرة تغطي نفسها يالها من كبيرة
نرمين تخنقها بالمخده نامي اﻷن فأنا غاضبة جدا
وإنطفئت اﻷنوار
في صباح اليوم الموالي
الساعة السادسة
نرمين أيتها الكسوله أفيقي..
نرمين خخخ
الساعة السادسة والربع
هيا أفيقي إنها الثامنة صباحا
نرمين تغطي رأسها اوه من الذي يستحم اﻷن
بعد عشر دقائق
تفيق نرمين وتذهب للحمام..ثم تبتسم إبتيامة خبيثة وهي تنظر إلى أختها النائمة وتأخذ أحد الجوارب القذرة وتضعها أمام أنفها وهي تقول أم مقبلات إفتحي فمك وكليها
سميرة تفتح فمها لاشعوريا فتدخل نرمين الجورب بمكر ثم تبدا في الضحك وهي تصورها ههههههههه
سميرة نصف عين (هههه) وهي ماتزال نائمة بينما تخرج نرمين بيرعة وتغلق الباب على نفسها هههههههه
سميرة اااااه
اﻷم ماذا أرأيت صرصورا مجددا؟ وترى الجورب يتدلى من فمها هههههههه أوه من فعل بك هذا نرمين مجددا أليس هذا صحيحا
سميرة تمثل البكاء أهئئئ
نرمين تخرج وهي تضحك تستحقين ذلك
سميرة تركض سأقتلكي تعالي أيتها الغبية
نرمين تدخل وتغلق الباب بالمفتاح…
بعد نصف ساعة يرن الجرس سميرة من وراء الباب المغلق : أوه أوه من هناك إنه خطيبك الوسيم أوه جاء لرؤيه خطيبته
نرمين: ماذا بسرعة هكذا ياإلاهي لم أجهز بعد ما العمل..
سميرة: خطيبك مايزال على الباب
نرمين تخرج وهي تلقي نظرة أخيرة على تسريحة شعرها
سميرة بخبث: لاداعي للتزين عليكي أن تخرجي كما أنت لكي يري المصيبة التي سيتزوجها وربما ينفصل عنك ويجد عروس أحلى وأجمل منكي وترجع شعرها إلى الوراء بحركة متعمدة: وربما تكون أنا
نرمين: أصمتي أيتها الحمقاء أوه لقد تأخرت أين الباب وتصطدم بالحائط في طريقها وتنزلق بسبب حذائها وبعد معركة من اﻷثاث تخرج مليئة بالكدمات وتفتح الباب ولا تجد أحدا فتصرخ: لا لقد غضب مني
سميرة تضحك هههههه تبدين مثيرة للسخرية ههه كنت أريد الإنتقام منكي
لكن هذا أفضل من أي شيء هاهاها
نرمين سأريكي أيتها الغبية
وتلحق بها.. ولكن سميرة تخرج وتغلق الباب بقوة لترطتم به نرمين
طرااااخ
أوتش.. مسكينة نرمين..
في مكان أخر..
في غرفة يملؤها دخان السجائر يدخل شاب في الثامنة عشرة ذو نظارات ويحمل كتابا يرتدي قميصا بمربعات خضراء وصفراء وشعره البني على الجانب ويقول لصاحب المقهى صباح الخير يا عم قهوة لو سمحت ثم يجلس دون ضجيج إلى الكرسي ويبدا في قراءة الكتاب الذي معه بينما يدخل..
ويدخل شاب أخر هيئته مخالفة تماما للذي قبله يلبس سروالا جلديا تدلى منه سلاسل فضية وعلى الجيب اﻷيمن زر من نفس اللون عليه علامة أكس صغيرة وقميصا بنفسجيا بأكمام عليه ماركة ﻷحدى المحلات الشهيرة
بخط كبير يدخل بمشية مختالة أشبه بالعرج وهو يضع يديه في جيبه ويقول بصوت عال: قهوه بحليب لو سمحت<<< ركزوا مع حليب هاذي..
ويجلس مصدرا ضجيجا عاليا وهو يسحب الكرسي ويرتمي عليه إرتماءا أكثر منه جلوسا..
ثوالعجيب في اﻷمر أنه جلس عل نفس الطاولة مع الشاب الذي كان منغمسا في قراءه كتابه وما إن رفع رأسه حتى طالعته هيئة اﻷخر الغريبة ومن الذي كان ليتوقع أن بينهما معرفة سابقة ولكن الشاب ذا النظارة ويدعى وائلا إبتسم بخبث ثم قال: أوف ريحة السقاير مهي مخليتني أدرس أروح المكتبه أحسن وقالها بطريقة تسمح للجالس بجواره من سماعه..
ثم دفع ثمن قهوته التي لم يشربها وخرج بينما تابع اﻷخر شرب قهوته وهو يبتسم إبتسامات تبدو خرقاء ولكنها تحمل وراءها معنى خفيا وبعد مضي نصف ساعة أو مايقارب خرج بعد أن دفع أكثر من المطلوب وسحب من جيبه قطعة من حلوى (عرق السوس) المطاطة ووضعها في فمه وتابع مشيته الغريبة..
في مكان أخر
سميرة: أوف مقدر على ذه الحر ياأخي بموت
نرمين بعيارة: ليش من قالك تلبسي بالطو في الصيف
سميرة: موضه إسمها موضه أصلن من وين وحده زيك تعرفها
نرمين بسخرية: لا والله علميني وش هي الموضه هاذي؟
سميرة: الموضه ياأختي حبيبتي هي…
يدق الباب
نرمين: روحي أفتحي أحسن بدل ماأنتي قاعده تعطيني دروس
سميرة تضع يديها على خصرها: لا والله وحضرتك شقاعدة تسوي ولا الكرف كله على أنا
نرمين: والله أنا الكبيره واﻷذكى واﻷحلى مو فاشله زيك
سميرة: شكلك ماخذه عن نفسك فكره غلط يالعجوز
نرمين: أنا عجوز ستني بس أوريك العجوز شتسوي
اﻷم تصرخ…

وحده تفتح الباب
سميرة: حاضر مامي تقولها وهي تلعب بحواجبها فتمد نرمين ساقها لتسقط وتقول: ماعليكي منها أنا بفتح
ويفتح الباب
نرمين: فارس وش ذا اللبس
فارس بإبتسامة : لزوم الشغل
نرمين: لا والله وش ذه الشغل اللي يخليك تلبس بلاك كنك إيمو
فارس: بعدي بس وأن ساده الباب أنتي وسميرة ماينعطالك وش..
نرمين قصدك أنا سمينة
فارس: أنا ماقلت شي أنتي اللي قلتي
ويدخل غرفته ليخرج بهيئة مخالفة تماما إذ كان يرتدي قميصا أبيض وسروالا عاديا لانقوش بهما ولا كلمات
نرمين تمسك خده: ذه أخوي فوفو اللي أعرفه
فارس: أصغر عيالك أنا إنقلعي بس

نرمين بعيارة: فوفو وفوفو وميت ألف فوفو
فارس: أقولك لا عاد تناديني فوفو
نرمين: حاضر يافوفو
فارس يركض ورائها ونرمين تضحك وتقول: خلاص خلاص ههه
وفجأة يسمع صوت بكاء: وااء
فتعطيها نرمين صفعة خفيفةو تقول: بسك عياط
مها بتصميم أكبر: وااء
سميرة تخرج: مهاوي يالبزرة أسكتي مقدر أدرس
مها تضع يدها على خصرها وتقول : صغيرة بعينك أحيانا اشك أنك أختي الكبيرة..
سميرة تجاريها: وليش ياترى
مها تقترب وتقول: يعني هاذي أنتي اللي عمرك خمسطاش ولابسه بارني شألبس أنا
كانت سميرة ترتدي بجامة بيضاء عليها صورة لبارني في الوسط وسروالا واسعا رسم عليه بارني وأصدقائه الثلاثة على الجانب وتزينه أرقام وأحرف ملونة من أسفل القدم اليمنى<<<<صايرة تفصل على كيفها
نرمين بخبث: مها مهتوي أختي حبيبتي
مها: نعم
نرمين: ممكن طلب من أحلى أخت بالعالم
مها: شتبين ماني فاضيه
نرمين: الشرهة علي قاعده أدلعك إنبثري روحي أدرسي أوسوي شي بدل منتي حاطه راسك براسي
مها: بكيفي عاد هذا بيت أبوي مهوب بيتك إذا صرتي ببيت زوجك تدلعي بس الحين ماتقدري
سميرة: متأكدين أنو هاذي 13!! ليكون بدلتوها بوحده ثانيه أبي أختي وينها مهاوي
مها: أوف متى أعرس وأريح من ذا البيت كني فمستشفى مجانين!! وتنظر بنصف عين لنرمين وتتابع: أو يمكن حتى غابة قرود
نرمين: أروح أحسن قبل لاتطلعلي شيبات على بكير من أختك هاذي..
سميرة: مهي أختي بروحي أصلن لازم معانا عشرين واحد عشان نقدر على هالبنت
مها بغرور: طبعا ﻷنو مافي حد زيي وبجمالي وذكائي وحلاوتي..
نرمين: توووت إنقطع الإتصال
سميرة بمكر: تعالي أدرسك و نشوف ذكائك ولا أنتي مو شاطرة غير تنطزي علينا
مهاوي: شلون تدرسيني يافالحة وأحنا فنفس الصف بالله فهميني
(مها دخلت المدرسة قبل ماتصير ست سنوات وهي ثلطاش بس قريبا تصير أربعطاش)
نرمين: أوف القعده معكم تنقص الأعمار أروح أحسن لي
مها: إي روحي يافاشلة
نرمين: فاشله
سميرة: أي فاشلة ونص
مها: شدخلك أنتي قاعده أتهاوش مع أختي
سميرة: أفا ليش أنا كمان مو أختك
نرمين بعيارة: إي أختي الدوبه
…….

في مكان أخر وبالتحديد في أحد الأحياء الراقية
الأب: يلا إركبوا بسرعة مافي وقت لازم نلحق المطار قبل أخوي
الأم: جاية جاية
نورة تضع أحمر الشفاه (برواقة): يلا نص ساعه بس
الأب: مص ساعه؟ مافي وقت..
نورة: أمزح أمزح أنا جيت

في الجامعة
ثلاث فتيات حول طاولة واحده الأولى متينة نوعا ما والثانية نحليلة جدا والثالثة بين بين <<<< بالعربي يعني فيل وزرافة ونملة ههه
وتأتي من بعيد فتاة أخرى تمشي بثقة متزايده وقد رفعت أنفها إلى السماء عاليا
فمدت أسماء وهي النحيلة ساقها لتسقطها أوووتش
وقالت الدوبهو هي نادية: مادري على ويش رافعة خشمها طول الوقت ياأخي هالنوعية من الناس تنرفزني
والثالثه(مالقيت لها إسم هه):خليكي منها
ولكن الفتاة التي سقطت وقف بسرعة كبيرة لتنزلق مجددا بسبب كعبها العالي:hmmm:<<<<قمة الإحراج حصلتلي مرة
وقالت البنت وهي تدعى سارة: صباح الخير
ميهاف: صباح النور تفضلي
سارة: أنا حاسة أنكم ماخذين عني فكرة غلط لهيك لو ممكن تجو لحفلة عيد ميلادي يوم الجمعة الساعة تسعة
ميهاف:الساعة تسعة؟ مو كأنو متأخر شوي ليش ماتكون الساععة سته
سارة: ليش بروضه إحنا؟ أصلا تسعة مبكرة كتيررر عادة الحفلات ماتبدى غير العاشرة
ميهاف بدون نفس: أها شكرا بس ماأظن أنو أقدر أجي
سارة بإستسلام: خلاص خلاص الساعة سبعة مواقفة؟
ميهاف: نشوف..
سارة: مو تشوفين لازم تجيين
ميهاف إتنرفزت: خلاص قلت بشوف
سارة: يعني جاية؟
ميهاف بخبث: ليش مصرة أني أجي لايكون ناويتلي على شي؟
سارة
ميهاف: لاخلص أمزح معك جاية إنشالله
نادية وأسماء: ميمي يعني خلاص بتحضرين حفلة وااو
ميهاف: لا ماني رايحة أصلا
أسماء: ليش بس ترى ننبسط
ميهاف: تدورن حاسة ظانو وراها شي هاذي مو أول مرة تعمل حفلة بس الغريبة أنو دعتنا هالمره
نادية وأسماء: إيه والله….

مرت عدة أيام على أبطالنا
نرمين
ماتزال تحضر لزفافها القريب وتتشاجر مع أخواتها كالعاده
سميرة ومها
إقتربت الإمتحانات ولكنهما تقضيان وقتهما على النت و في مشاهدة التلفاز
فارس
يخرج من المنزل كل يوم بملابس مشابهة للزي الذي إرتداه أول مرة وحين يعود إلى المنزل يصبح شخصا مغايرا تماما
نادية
كالعاده مع محاولاتها ﻹنقاص وزنها
وأسماء
محاولات لزيادة وزنها
ميهاف
لاشيء يحصل في حياتها فهي تظل في البيت ولا تخرج إلا للجامعة
نورة
تعرضت إلى حادث وفقدت أهلها<<<قاعده تقولها كنها حدث عابر
وقد مضت عدة أيام ونورة في المستشفى تتلقى العلاج
..
في المستشفى
الممرضة: حالة المريضة مستقرة بس وضعها النفسي متأزم
وترفض أنها تحكي ودايما تشوف كوابيس فالليل
فارس: طيب ممكن أشوفها
الممرضة: ممكن تدخل بس لاتطول يعني نصف ساعة أو أقل
يدخل فارس…
فارس: صباح الخير
نورة:…
فارس: ممكن أحكي معك كم كلمة؟ قبل ما الشرطة تاخذ إفادتك
نورة…
فارس: ممكن تذكريني بالظبط شو اللي صار معك قبل الحادث وبعده
نورة تضع يديها على أذنيها وتصرخ: ماأدري ماأدري
وتبدأ ألة ظبط دقات القلب بالإرتفاع فتدخل الممرضة بسرعة وتقول إنها مجرد نوبة ثم تعطيها مسكنا..
ويخرج فارسنا ههههه
نرمين في الغرفة تلتف بالغطاء و تحتضن وسادتها وهي تفكر وفجأة تقفز عليها مها: بوووه
فتفاجا وتصرخ أأأأه وتقول: وجع خرعتيني إمتى جيتي؟
مها: أوهوه جيت من زمان صارلي نص ساعة وأنتي سارحة فإيش قاعدة تفكري أو باﻷصح بمين
في مكان أخر
كانت ميهاف نائمة وملتحفة بغطائها لتدخل فجأة صديقتاها نادية وأسماء وهن مرتديات أجمل الثياب و يوقضنها بصفاقتهما المعهودة
فتقول ميهاف وهي ماتزال تشعر بالنعاس أطلع الصباح باكرا؟ قالت هذا وهي تنظر مباشرة إلى فستان نادية الأصفر

قالت نادية: يمه على الفصحى في أي فلم شايفة هاللقطة قال صباح
ثم أكملت أسماء بتعجب: ليش نايمة الحين
ميهاف: طبيعي السؤال؟ تعبانه وبنام فيها شي
ناديه: طيب والحفلة؟
ميهاف بغباء: أي حفلة
أسماء: حفلت ساره شكلك فقدتي الذاكرة
ميهاف: أأ يعني اليوم؟ أنا أصلا مو رايحة وتعيد تغطية رأسها وتتابع ندوش ماخطرلك تلبسي اﻷصفر غير اليوم عندي فوبيا
ناديه: حلوه فوبيا هاذي أنت أصلا تقعدي تلعبي مع الثعابين وتجري ورا الذيابة خوفك هاﻷصفر
ميهاف بإبتسامة: فديت اﻷصفر وراعيته بس مادري ليش ماعجبني اليوم
أسماء: يلا بتقومي الحين ولا شو!! إلبسي بسرعة قبل لانروح ونتركك
ميهاف: فكه روحو أصلا مالي مزاج
ناديه: ماني رايحة إلا وساقي بساقك
ميهاف: أوف.. يلا بقوم بس خمس دقايق كمان
أسماء قومي أحسن لا..
ميهاف: ليش وش بتسوين لي يعني ههه
ناديه: أنا اللي أسوي مو هي..
ميهاف: خلاص قمت هه وتدفع كعكتها إلى اﻷمام وتقوم
..وترتدي ملابسها
كانت نادية ترتدي فستانا أصفر بدون أكمام لامعا وربطت شعرها البني في شينيون أنيقه وحلقا ذهبيا وحذاء لحميا بكعب عال
أما بالنسبة لأسماء فقد لبست فستانا أحمر ناعما من الشيفون وحذاءا من نفس اللون وساعة فخمة بيضاء وﻷم تربط شعرها بل تركته مفرودا
وميهاف كانت ترتدي قميصا أسود بخرز أسود حول العنق وحول اﻷكمام وسرول جينز أزرق غامقا وكعبا أسود وحقيبة صغيرة سوداء ورفعت شعرها مع بعض خصل عشوائية تنزل على وجهها وحلقا دائريا صغيرا أسود تحيط به كريستالات صغيرة جدا سوداء اللون ولبست عدسات زرقاء
وتأففت ميهاف قبل أن تخرج وقالت هيا تحركا من اﻷفضل أن لا نتأخر..
فارس في المركز
الرئيس: لوين وصلت في مهمتك
فارس: إنشالله عن قريب نمسكوا العصابة بس في شي قبل
الرئيس: تفضل شو المشكلة
فارس: أنا وكللوني بقضية نورة بس مقدر أخذها
ني منشغل بقضية العصابة وهم للحين مراقبيني ومو واثقين مني وإذا شافو علي شي غير الظاهر ممكن يبلغوا رئيسهم وتفشل العمليه
الرئيس: فيك تروح الحين وبشوف حد يستلم القضية وياريت ماتكثر طلعاتك وجياتك للمركز …
نرمين تحاول الإتصال بخطيبها ولكنه لا يجب وقد مرت عليه فترة طويلة دون أن يتصل بها أو يزورها وإذا حدث ورأته إدعى أنه مشغول بعمله بعد إستلامه الترقية الجديدة..
ولكن نرمين بدأت تشك في أنه أصبح يهرب منها
سميرة ترتدي بجامة وردية ناعمة بدون صور ولاكتابات وتجلس أمام التلفزيون بشاشته الكبيرة وتراقب ماعليه بملل شديد
ومها في الجانب اﻷخر من الغرفة تتحدث مع صديقتها
سميرة تزفر بملل: أوفه مافي شي يستاهل بالتلفزيون وأختي الشينه قاعده تسولف مع خويتها ومخليتني بروحي
وإذا بهاتفها يرن فتجيب فإذا هي صديقتها تطلب منها زيارتها لشيء ضروري
فقﻵت الذهاب خاصة وأن صديقتها هذه تسكن قريبا منها
وإرتدت قميصا أسود وجينز وسترة جلدية
وخرجت فإستقبلتها صديقتها متأنقة إذا كانت تلبس بلوزة بيضاء وتنورة سوداء قصيرة نوعا ما وقد طلت وجهها بمساحيق التجميل وطلبت منها الدخول لتخبرها بالشيء المهم ثم خرجت من الغرفة لنصف ساعة ثم عادت تحمل كأس من العصير صب بعجلة ثم عادت لتخرج لنصف ساعة أخرى
وبدأت سميرة تشعر بالضيق والإنزعاج عندما أتت ثانية فأمسكتها من يدها وقالت: شو اللي تبينه تراني مليت وأنا اللي استناك
فإخترعت لها حجة واهية فخرجت سميرا وهي تلعن نفسها ﻷن ذهبت إلى المنزل ولكنها تذكرت حقيبتها فعادت بسرعة ودخلت وهي تنوي الإسراع بأخذها والرحيل ولكنها مرت بصديقتها فرأت المكياج قد سال عن وجههاهناك أثار لدموع وتمزق صغير في أعلى كم قميصها لم يكن موجودا ولكنها إدعت بأنها لم ترها وخرجت بسرعة شديدة وعادت إلى المنزل وهي حائرة
في أمرها ولكنها لم تكن لتهتم كثير إذ سرعان ما عادت إلى البيت حتى وجدت شيئا أخر يسليها إلا وهو هوايتها المفضله
إزعاج نرمين ومها
وجدت مها في الحمام تغسل وجهها بمستحضر رغوته بيضاء الذي يلف وجهها فقالت لها بكل لؤم: ترى مهما حاولتي منتي صايره بيضا
مها سمارها فاتح جدا وأقرب منه إلى اﻷصفر الشاحب <<<بشره أسيويه يعني كني فحصة تلوين أمازج بين اﻷلون أصلا متأكده سكنتليون بالميه من أنو في لون زي اﻷي وصفته
مها: ليش أصلا حد قايلك أني أبغى أصير موميا زيك
سميرة: موميا يالخايسه
مها: ماالمتخيس غيرك حبيبتي إلا قوليلي ليش جايه هﻷ مو قلتي رايحه لصديقتك ولا من لما شافت كشتك إنخرعت وصفقت الباب بوجهك
سميرة: والله ماتخرع غير كشتك هاذي تقوليش خروف
مها تمسح وجهها: ههه هذي كلها غيرة من شعري الناعم الحريري
سميرة: والله شعرك هذا يبيله شد
مها: أصلا شعري طبيعي مو زيك من الصبح إستشوار ومكوه وغلب
سميرة: يمه ع المصري أنا أشهد أنك….
نرمين: وعع وش ذا الصداع
سميرة بلعؤم: أنا أدري أنتي ليش مصدعه تبين أقولك
مها تتابع: مافي داعي أصلا ندري وأنت طول اليوم مكالمات غراميه مع خطيبك خفو علينا ترا تونا عزابيه
سميره بضحكه: ههه خربتي عقلها للبنت اﻷه يهديك بس
نرمين: أصلا مين قالكم تتنصتون دامكم تدرون أنو قلوبكم ضعيفة لهالدرجه تقولها وهي تخفي ألم أنه لم يتصل بها منذ أسابيع
سميره: لا تنصتنا ولاشي أصلا صوتكم واصل للعمارة اللي جنب وشلون ماتبينا نسمع..
في حفلت سارة
سارة بدلع ماصخ: هاي بنات
ميهاف بتعمد: وعليكم السلام
سارة: تصدون هاذي أول حفلة بناتي أعملها
ميهاف: شقصدك أصلا أنت كل يومين عامله حفله
ساره: قصدي أنو هاذي أول حفله بنات وبس دايم حفلاتي مختلطة
ميهاف: أها وليش عيرتي هالمره
ساره: ﻷنو كنت حابه انكم تحضرو وأني أدري
أنكم ماتجون على حفلاتي
ناديه:اها هيك يعني
أسماء: بالمناسبة ترى أنا مظطرة أروح الساعة تسعه ﻷنو الحفلة شكلها بتطول وأنا أبي أرجع البيت قبل لا يجون أهلي<<يعني هاربه أفا عليك ياشخصية روايتي طلعت راعية سوالف
ساره: أها خساره بس دام ميهاف وناديه بيضلوا مافي مشكله
ميهاف: أي نسيت أقولك أنا كمان رايحه مع أسماء ﻷنو أجيت معها فضروري أروح معها
ساره بخيبة أمل: طيب إلا ناديه أنتي كمان بتروحي معهن أو بتضلي
أسماء وميهاف تأشرن أن تقول نعم
ولكنها قالت: أي ضروري أروح ﻷنو بعدين مابلاقي حد يوصلني ع البيت
ساره بإندفاع: إذا تبيبن أنا بوصلك بالسيارة أنتي وافقي بس
ناديه: همم بروح مع ميهاف وأسماء أحسن
سارة تبي تضيع السالفة: إلا
ماتبون تدخلون صارلكم ساعتين بره
ودخلوا
….في مكان أخر
نورة تجري بسرعة فينكسر كعب حذائها فتظطر لخلع اﻷخر وحملهما ومتابعة الجري والنيران وراءها في إزدياد وغير بعيد عنها إثنان ورائها وهي تركض بين اﻷشجار وتتوغل لدرجة أنها لم تعد تشعر بنفسها او متى ضيعتهما..وتتابع الركض لترى بعيدا عنها ضوءا خافتا في إزدياد وفي محاولة لتتبعه واللحاق به تدوس بقدمها على قطعة كبيرة وحادة من الزجاج ولكنها كانت قد بلغت مرحلة لم تعد تشعر فيها باﻷلم
وحين إقتربت أكثر من الضوء وبات في مقدورها أن ترتاح تابعت الهروب منه برعب أكبر إلى أن سلط عليها تماما فلم تجد في نفسها قدرة على المقاومة بعد أن أغشى النور بصرها فشعرت براحة مؤقتة سرعان ماتبعتها موجات من اﻷلم المتواصل الذي تغافلت عنه لتسقط في النهاية مغمى عليها..
وفي وسط حالة الرعب التي كانت تعيشها إرتفعت دقات قلبها بشكل كبير لتنخفض بشكل أكبر أثناء سقوطها مما أيقضها من كابوسها ﻹتحت عينيها ببطأ لترى البياض يملؤها ورائحة المعقمات والمستشفى التي تكرهها فتشعر براحة
نسبية وهي ترى قدمها ملفوفة بشاش أبيض فترسم نصف إبتسامة على شفاهها وتضل عيناها مفتوحتين بينما تنخفض دقات قلبها ببطأ إلى أن يصدر صوت طويل ومتواصل من اﻷله التي ربطت بها يعلن رحيلها بصدى يتردد صوته في أنحاء الغرفة المغلقة…
إنتهتى وأخيرا البارت اﻷول بعد تعب شديد في كتابته أما الصياغة فالله أعلم>_<
ترى أدري أنو في ناس عقولهم مافهمت ©_©
سبب موت نورة وأنا متأكده ترليون بالمية أنكم ضنيتوها زي بقية الروايات بتشفى وتحكي قصتها الخياليو تتزوج وتعيش في سعادة وهناء إلا أني وبطبعي أحب أخرج عن المألوف فكل شي وموتها ماراح يكون فيه تحول كبير للأحداث زي معظم التوقعات فنحنا زي ماذكرنا عايلتها كلها ماتت من فترة وماصار شي!! &_& أصلا قصتها مهي متوضحة تماما بذهني وتوني أفكر فيها.. وأتمنى ألاقي شي قبل تنزيل البارت الثاني…
أه صح وقبل ما أروح بقول أنو الرواية خمسطاش وأو عشرين بارت تقريبا بنفس الطول أو أطول ولكن التنزيل لازمله فتره~_~ وإذا تبون ممكن أنزلها ببأجزاء للبارت الواحد رغم انو هالشيء ماراح يكون منيح كتير لي أو لكم..
تحياتي
عندما تسقط اﻷقنعة
فرقعه بووشار

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

رواية عابر سبيل للكاتبة المتألقة احلام مستغنامي "الفصل الرابع"رواية شيقة

الفصل الأول

كنا مساء اللهفة الأولى, عاشقين في ضيافة المطر, رتبت لهما المصادفة موعدا خارج المدن العربية للخوف.
نسينا لليلة أن نكون على حذر, ظنا منا أن باريس تمتهن حراسة العشاق.
إن حبا عاش تحت رحمة القتلة, لا بد أن يحتمي خلف أول متراس متاح للبهجة. أكنا إذن نتمرن رقصا على منصة السعادة, أثناء اعتقادنا أن الفرح فعل مقاومة؟ أم أن بعض الحزن من لوازم العشاق؟

في مساء الولع العائد مخضبا بالشجن. يصبح همك كيف تفكك لغم الحب بعد عامين من الغياب, وتعطل فتيله الموقوت, دون أن تتشظى بوحا.
بعنف معانقة بعد فراق, تود لو قلت "أحبك" كما لو تقول "ما زلت مريضا بك".
تريد أم تقول كلمات متعذرة اللفظ , كعواطف تترفع عن التعبير, كمرض عصي على التشخيص.
تود لو استطعت البكاء. لا لأنك في بيته, لا لأنكما معا, لا لأنها أخيرا جاءت, لا لأنك تعيس ولا لكونك سعيدا, بل لجمالية البكاء أمام شيء فاتن لن يتكرر كمصادفة.

التاسعة والربع ,وأعقاب سجائر.
وقبل سيجارة من ضحكتها الماطرة التي رطبت كبريت حزنك.
كنت ستسألها , كيف ثغرها في غيابك بلغ سن الرشد؟
وبعيد قبلة لم تقع, كنت ستستفسر: ماذا فعلت بشفتيها في غيبتك؟ من رأت عيناها؟ لمن تعرى صوتها؟ لمن قالت كلاما كان لك؟
هذه المرأة التي على ايقاع الدفوف القسنطينية, تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء. ماالذي يدوزن وقع أقدامها, لتحدث هذا الاضطراب الكوني من حولك؟
كل ذاك المطر. وأنت عند قدميها ترتل صلوات الاستسقاء. تشعر بانتماءك الى كل أنواع الغيوم. الى كل أحزاب البكاء, الى كل الدموع المنهطلة بسبب النساء.

هي هنا. وماذا تفعل بكل هذا الشجن؟ أنت الرجل الذي لا يبكي بل يدمع, لا يرقص بل يطرب, لا يغني بل يشجى.
أمام كل هذا الزخم العاطفي, لا ينتابك غير هاجس التفاصيل, متربصا دوما برواية.
تبحث عن الأمان في الكتابة؟ يا للغباء!
ألأنك هنا, لا وطن لك ولا بيت, قررت أن تصبح من نزلاء الرواية, ذاهبا الى الكتابة, كما يذهب آخرون الى الرقص, كما يذهب الكثيرون الى النساء, كما يذهب الأغبياء الى حتفهم؟
أتنازل الموت في كتاب؟ أم تحتمي من الموت بقلم؟

كنا في غرفة الجلوس متقابلين, على مرمى خدعة من المخدع. عاجزين على انتزاع فتيل قنبلة الغيرة تحت سرير صار لغيرنا.
لموعدنا هذا , كانت تلزمنا مناطق منزوعة الذكريات, مجردة من مؤامرة الأشياء علينا, بعيدة عن كمين الذاكرة. فلماذا جئت بها إلى هذا البيت بالذات, إذا كنت تخاف أن يتسرب الحزن إلى قدميها؟
ذلك أن بي شغفا إلى قدميها. وهذه حالة جديدة في الحب. فقبلها لم يحدث أن تعلقت بأقدام النساء.
هي ما تعودت أن تخلع الكعب العالي لضحكتها, لحظة تمشي على حزن رجل.
لكنها انحنت ببطء أنثوي, كما تنحني زنبقة برأسها, وبدون أن تخلع صمتها, خلعت ما علق بنعليها من دمي, وراحت تواصل الرقص حافية مني.
أكانت تعي وقع انحنائها الجميل على خساراتي, وغواية قدميها عندما تخلعان أو تنتعلان قلب رجل؟
شيء ما فيها, كان يذكرني بمشهد "ريتا هاورث" في ذلك الزمن الجميل للسينما, وهي تخلع قفازيها السوداوين الطويلين من الساتان, إصبعا إصبعا, بذلك البطء المتعمد, فتدوخ كل رجال العالم بدون أن تكون قد خلعت شيئا.
هل من هنا جاء شغف المبدعين بتفاصيل النساء؟ ولذا مات بوشكين في نزال غبي دفاعا عن شرف قدمي زوجة لم تكن تقرأه.

في حضرتها كان الحزن يبدو جميلا. وكنت لجماليته, أريد أن أحتفظ بتفاصيله متقدة في ذاكرتي, أمعن النظر إلى تلك الأنثى التي ترقص على أنغام الرغبة, كما على خوان المنتصرين, حافية من الرحمة بينما أتوسد خسارات عمري عند قدميها.

هي ذي , كما الحياة جاءت, مباغتة كل التوقعات, لكأنها تذهب الى كل حب حافية مبللة القدمين دوما, لكأنها خارجة لتوها من بركة الخطايا أو ذاهبة صوبها.
اشتقتها! كم اشتقتها, هذه المرأة التي لم أعد أعرف قرابتي بها, فأصبحت أنتسب الى قدميها.
هي ذي . وأنا خائف, إن أطلت النظر إلى العرق اللامع على عري ظهرها , أن يصعقني تيار الأنوثة.
هي أشهى, هكذا. كامرأة تمضي مولية ظهرها, تمنحك فرصة تصورها, تتركك مشتعلا بمسافة مستحيلها.

أنا الرجل الذي يحب مطاردة شذى عابرة سبيل, تمر دون أن تلتفت. تميتني امرأة تحتضنها أوهامي من الخلف. ولهذا اقتنيت لها هذا الفستان الأسود من الموسلين, بسبب شهقة الفتحة التي تعري ظهره, وتسمرني أمام مساحة يطل منها ضوء عتمتها.
أو ربما اقتنيته بسبب تلك الاهانة المستترة التي اشتممتها من جواب بائعة, لم تكن تصدق تماما أن بامكان عربي ذي مظهر لا تفوح منه رائحة النفط, أن ينتمي الى فحش عالم الاقتناء.

كنت أتجول مشيا قادما من الأوبرا, عندما قادتني قدماي الى "فوبور سانت أونوريه" . ما احتطت من شارع تقف على جانبيه سيارات فخمة في انتظار نساء محملات بأكياس فائقة التميز, ولا توجست من محلات لا تضع في واجهاتها سوى ثوب واحد أو ثوبين. لم أكن أعرف ذلك الحي , أصلا.
عرفت اسم الحي في مابعد, عندما أمدتني البائعة ببطاقة عليها العربون الذي دفعته لأحجز به ذلك الثوب.
بتلك الأنفة المشوبة بالجنون, بمنطق" النيف" الجزائري تشتري فستان سهرة يعادل ثمنه معاشك في الجزائر لعدة شهور, أنت الذي تضن على نفسك بالأقل. أفعلت ذلك رغبة منك في تبذير مال تلك الجائزة التي حصلت عليها, كما لتنجو من لعنة؟ أم لتثبت للحب أنك الأكثر سخاء منه؟
أن تشتري فستان سهرة لامرأة لم تعد تتوقع عودتها, ولا تعرف في غيابك ماذا فعل الزمن بقياساتها, أهي رشوة منك للقدر؟ أم معابثة منك للذاكرة؟ فأنت تدري أن هذا الفستان الذي بنيت عليه قصة من الموسلين لم يوجد يوما, ولكن الأسود يصلح ذريعة لكل شيء.
ولذا هو لون أساسي في كل خدعة.

أذكر يوم صادفتها في ذلك المقهى, منذ أكثر من سنتين, لم أجد سوى ذريعة من الموسلين لمبادرتها. سائلا ان كانت هي التي رأيتها مرة في حفل زفاف, مرتدية ثوبا طويلا من الموسلين الأسود.
ارتبكت. أظنها كانت ستقول"لا" ولكنها قالت "ربما" .
أحرجها أن تقول " نعم ".
في الواقع, لم نكن التقينا بعد. لكنني كنت أحب أن أختلق, مع امرأة , ذكريات ماض لم يكن. أحب كل ذاكرة لا منطق لها.
بدأنا منذ تلك اللحظة نفصل قصة على قياس ثوب لم يوجد يوما في خزانتها.
عندما استوقفني ذلك الفستان قبل شهرين في واجهة محل, شعرت أنني أعرفه. أحببت انسيابه العاطفي. لكأنه كان يطالب بجسدها أن يرتديه, أو كأنه حدث لها أن ارتدته في سهرة ما , ثم علقته على " الجسد المشجب" لامرأة أخرى , ريثما تعود.
عندما دخلت المحل , كنت مرتبكا كرجل ضائع بين ملابس النساء. فأجبت بأجوبة غبية عن الأسئلة البديهية لتلك البائعة المفرطة في الأناقة قدر فرطها في التشكك بنيتي.

Dans quelle taille voulez-vous cette robe Monsieur

?

كيف لي أن أعرف قياس امرأة ما سبرت جسدها يوما الا بشفاه اللهفة؟ امرأة أقيس اهتزازاتها بمعيار ريختر الشبقي. أعرف الطبقات السفلية لشهوتها. أعرف في أي عصر تراكمت حفريات رغباتها, وفي أي زمن جيولوجي استدار حزام زلازلها, وعلى أي عمق تكمن مياه أنوثتها الجوفية. أعرف كل هذا… ولم أعد , منذ سنتين ,أعرف قياس ثوبها!

لم تفاجأ البائعة كثيرا بأميتي, أو ألا يكون ثمن ذلك الثوب في حوزتي. فلم يكن في هيئتي ما يوحي بمعرفتي بشؤون النساء, ولا بقدرتي على دفع ذلك المبلغ.
غير أنها فوجئت بثقافتي عندما تعمدت أن أقول لها بأنني غير معني باسم مصمم هذا الفستان, بقدر ما يعنيني تواضعه أمام اللون الأسود, حتى لكأنه ترك لهذا اللون أن يوقع الثوب نيابة عنه, في مكمن الضوء, وأنني أشتري ضوء ظهر عار بثمن فستان!
قالت كمن يستدرك:
– أنت رجل ذواقة.
ولأنني لك أصدق مديحها, لاقتناعي أن الذوق لمثلها يرقى وينحط بفراغ وامتلاء محفظة نقود, قلت:
– هي ليست قضية ذوق, بل قضية ضوء. المهم ليس الشيء بل إسقاطات الضوء عليه. سالفادور دالي أحب Gala وقرر خطفها من زوجها الشاعر بول ايلوار لحظة رؤيته ظهرها العاري في البحر صيف 1949.

سألتني مندهشة لحديث لم يعودها عليه زبائن , شراء مثل هذا الثوب ليس حدثا في ميزانيتهم.
– هل أنت رسام؟
كدت أجيب " بل أنا عاشق" . لكنني قلت:
– لا … أنا مصور.
وكان يمكن أن أضيف أنني مصور " كبير" , مادمت موجودا في باريس لحصولي على جائزة أحسن صورة صحافية عامئذ. فلم يكن في تلك الصورة التي نلتها مناصفة مع الموت, ما يغري فضول امرأة مثلها. ولذا هي لن تفهم أن يكون هذا الثوب الأسود هو أحد الاستثمارات العاطفية التي أحببت أن أنفق عليها ما حصلت عليه من تلك المكافأة.
من قال إن الأقدار ستأتي بها حتى باريس, وإنني سأراه يرتديها؟

هاهي ترتديه . تتفتح داخله كوردة نارية. هي أشهى هكذا, وهي تراقص في حضوري رجلا غيري, هو الحاضر بيننا بكل تفاصيل الغياب.
لو رأى بورخيس تلك المرأة ترقص لنا معا, أنا وهو, لوجد " للزاندالي" قرابة بالرقص الأرجنتيني, كما التانغو, انه " فكر حزين يرقص" على إيقاع الغيرة لفض خلافات العشاق.
في لحظة ما , لم تعد امرأة . كانت الهة إغريقية ترقص حافية لحظة انخطاف.
بعد ذلك سأكتشف أنها كانت الهة تحب رائحة الشواء البشري, ترقص حول محرقة عشاق تعاف قرابينهم ولا تشتهي غيرهم قربانا.
لكأنها كانت قسنطينة, كلما تحرك شيء فيها , حدث اضطراب جيولوجي واهتزت الجسور من حولها, ولا يمكنها أن ترقص إلا على جثث رجالها.
هذه الفكرة لم تفارقني عندما حاولت فيما بعد فهم نزعاتها المجوسية.
ماالذي صنع من تلك المرأة روائية تواصل , في كتاب, مراقصة قتلاها؟ أتلك النار التي خسارة بعد أخرى, أشعلت قلمها بحرائق جسد عصي على الاطفاء؟
أم هي رغبتها في تحريض الريح, باضرام النار في مستودعات التاريخ التي سطا عليها رجال العصابات؟
في الواقع كنت أحب شجاعتها, عندما تنازل الطغاة وقطاع طرق التاريخ, ومجازفتها بتهريب ذلك الكم من البارود في كتاب. ولا أفهم جبنها في الحياة, عندما يتعلق الأمر بمواجهة زوج.
تماما, كما لا أجد تفسيرا لذكائها في رواية, وغبائها خارج الأدب, الى حد عدم قدرتها, وهي التي تبدو خبيرة في النفس البشرية, على التمييز بين من هو مستعد للموت من أجلها, ومن هو مستعد أن يبذل حياته من أجل قتلها. انه عماء المبدعين في سذاجة طفولتهم الأبدية.
ربما كان عذرها في كونها طفلة تلهو في كتاب. هي لا تأخذ نفسها مأخذ الأدب, ولا تأخذ الكتابة مأخذ الجد. وحدها النار تعنيها.
ولذا, قلت لها يوما: " لن أنتزع منك أعواد الثقاب, واصلي اللهو بالنار من أجل الحرائق القادمة".

ذلك أن الرواية لم تكن بالنسبة لها, سوى آخر طريق لتمرير الأفكار الخطرة تحت مسميات بريئة.
هي التي يحلو لها التحايل على الجمارك العربية, وعلى نقاط التفتيش, ماذا تراها تخبئ في حقائبها الثقيلة, وكتبها السميكة؟
أنيقة حقائبها. سوداء دائما. كثيرة الجيوب السرية, كرواية نسائية , مرتبة بنية تضليلية, كحقيبة امرأة تريد إقناعك أنها لا تخفي شيئا.
ولكنها سريعة الانفتاح كحقائب البؤساء من المغتربين.
أكل كاتب غريب يشي به قفل, غير محكم الإغلاق, لحقيبة أتعبها الترحال, لا يدري صاحبها متى, ولا في أي محطة من العمر, يتدفق محتواها أمام الغرباء, فيتدافعون لمساعدته على لملمة أشيائه المبعثرة أمامهم لمزيد من التلصص عليه؟ وغالبا ما يفاجأون بحاجاتهم مخبأة مع أشيائه.
الروائي سارق بامتياز. سارق محترم. لا يمكن لأحد أن يثبت أنه سطا على تفاصيل حياته أو على أحلامه السرية. من هنا فضولنا أمام كتاباته, كفضولنا أمام حقائب الغرباء المفتوحة على السجاد الكهربائي للأمتعة.

أذكر, يوم انفتحت حقيبة تلك المرأة أمامي لأول مرة , كنت يومها على سرير المرض في المستشفى, عندما خطر على بال عبد الحق, زميلي في الجريدة, أن يهديني ذلك الكتاب.. كتابها.
كنت أتماثل للشفاء من رصاصتين تلقيتهما في ذراعي اليسرى, وأنا أحاول التقاط صور للمتظاهرين أثناء أحداث أكتوبر 1988 .
كانت البلاد تشهد أول تظاهرة شعبية لها منذ الاستقلال, والغضب ينزل الى الشوارع لأول مرة, ومعه الرصاص والدمار والفوضى.
لم أعرف يومها , أتلقيت تينك الرصاصتين من أعلى أحد المباني الرسمية , عن قصد أم عن خطأ؟ أكان العسكر يظنون أنني أمسك سلاحا أصوبه نحوهم, أم كانوا يدرون أنني لا أمسك بغير آلة تصويري, عندما أطلقوا رصاصهم نحوي قصد اغتيال شاهد إثبات.
تماما, كما سوف لن أدري يوما: أعن قصد, أم عن مصادفة جاءني عبد الحق بذلك الكتاب.
أكان ذلك الكتاب هدية القدر؟ أم رصاصته الأخرى؟ أكان حدثا أم حادثا آخر في حياتي؟ ربما كان الاثنان معا.

ليس الحب, ولا الاعجاب, بل الذعر هو أول احساس فاجأني أمام ذلك الكتاب ." ليس الجمال سوى بداية ذعر يكاد لا يحتمل" . وكنت مذعورا أمام تلك الرؤى الفجائية الصاعقة, أمام ذلك الارتطام المدوي بالآخر.
أي شيء جميل هو في نهايته كارثة. وكيف لا أخشى حالة من الجمال.. كان يزمني عمر من البشاعة لبلوغها.
كنت أدخل مدار الحب والذعر معا, وأنا أفتح ذلك الكتاب. منذ الصفحة الأولى تبعثرت أشياء تلك المرأة على فراش مرضي.
كانت امرأة ترتب خزانتها في حضرتك. تفرغ حقيبتها وتعلق ثيابها أمامك, قطعة قطعة, وهي تستمع الى موسيقى تيودوراكيس, أو تدندن أغنية لديميس روسوس.
كيف تقاوم شهوة التلصص على امرأة, تبدو كأنها لا تشعر بوجودك في غرفتها , مشغولة عنك بترتيب ذاكرتها؟
وعندما تبدأ في السعال كي تنبهها الى وجودك, تدعوك الى الجلوس على ناصية سريرها, وتروح تقص عليك أسرارا ليست سوى أسرارك, واذ بك تكتشف أنها كانت تخرج من حقيبتها ثيابك, منامتك, وأدوات حلاقتك, وعطرك , وجواربك, وحتى الرصاصتين اللتين اخترقا ذراعك.
عندها تغلق الكتاب خوفا من قدر بطل أصبحت تشبهه حتى في عاهته. ويصبح همك, كيف التعرف على امرأة عشت معها أكبر مغامرة داخلية. كالبراكين البحرية, كل شيء حدث داخلك. وأنت تريد أن تراها فقط, لتسألها " كيف تسنى لها أن تملأ حقيبتها بك؟"

ثمة كتب عليك أن تقرأها قراءة حذرة.
أفي ذلك الكتاب اكتشفت مسدسها مخبأ بين ثنايا ثيابها النسائية, وجملها المواربة القصيرة؟
لكأنها كانت تكتب لتردي أحدا قتيلا, شخصا وحدها تعرفه. ولكن يحدث أن تطلق النار عليه فتصيبك. كانت تملك تلك القدرة النادرة على تدبير جريمة حبر بين جملتين, وعلى دفن قارئ أوجده فضوله في جنازة غيره. كل ذلك يحدث أثناء انشغالها بتنظيف سلاح الكلمات!
كنت أراها تكفن جثة حبيب في رواية, بذلك القدر من العناية, كما تلفلف الأم رضيعا بعد حمامه الأول.
عندما تقول امرأة عاقر: " في حياة الكاتب تتناسل الكتب", هي حتما تعني "تتناسل الجثث" وأنا كنت أريدها أن تحبل مني , أن أقيم في أحشائها, خشية أن أنتهي جثة في كتاب.
كنت مع كل نشوة أتصبب لغة صارخا بها: " احبلي .. إنها هنيهة الإخصاب"
وكانت شفتاي تلعقان لثما دمع العقم المنحدر على خديها مدرارا كأنه اعتذار.
أحاسيس لم أعرفها مع زوجتي التي كنت لسنوات أفرض عليها تناول حبوب منع الحمل, مهووسا بخوفي أن أغتال فتتكرر في طفلي مأساتي. فكرة أن أترك ابني يتيما كانت تعذبني, حتى انني في الفترة التي تلت اغتيال عبد الحق, كنت أستيقظ مذعورا كما على صوت بكاء رضيع.
مع حياة ,اكتشفت أن الأبوة فعل حب, وهي التي لم أحلم بالإنجاب من سواها. كان لي معها دوما "حمل كاذب".
لكن, إن كنا لا ننجب من "حمل كاذب" , فإننا نجهضه. بل كل إجهاض ليس سوى نتيجة حمل تم خارج رحم المنطق, وما خلقت الروايات إلا لحاجتنا الى مقبرة تنام فيها أحلامنا الموءودة.

إن كنت أجلس اليوم لأكتب , فلأنها ماتت.
بعدما قتلتها, عدت لأمثل تفاصيل الجريمة في كتاب.
كمصور يتردد في اختيار الزاوية التي يلتقط منها صورته, لا أدري من أي مدخل أكتب هذه القصة التي التقطت صورها من قرب, من الزوايا العريضة للحقيقة.
وبمنطق الصورة نفسها التي تلتقطها آلة التصوير معكوسة, ولا تعود الى وجهها الحقيقي الا بعدما يتم تظهيرها في مختبر, يلزمني تقبل فكرة أن كل شيء يولد مقلوبا, وان الناس الذين نراهم معكوسين, هم كذلك, لأننا التقينا بهم, قبل أن تتكفل الحياة بقلب حقيقتهم في مختبرها لتظهير البشر.
إنهم أفلام محروقة أتلفتها فاجعة الضوء, ولا جدوى من الاحتفاظ بهم. لقد ولدوا موتى.

ليس ثمة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة. اذن يمكننا بالنسيان, أن نشيع موتا من شئنا من الأحياء, فنستيقظ ذات صباح ونقرر أنهم ما عادوا هنا.
بامكاننا أن نلفق لهم ميتة في كتاب, أن نخترع لهم وفاة داهمة بسكتة قلمية مباغتة كحادث
سير, مفجعة كحادثة غرق, ولا يعنينا ذكراهم لنبكيها, كما نبكي الموتى. نحتاج أن نتخلص من أشيائهم, من هداياهم, من رسائلهم, من تشابك ذاكرتنا بهم. نحتاج على وجه السرعة أن تلبس حدادهم بعض الوقت, ثم ننسى.

لتشفى من حالة عشقية, يلزمك رفاة حب, لاتمثالا لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق, مصرا على ذياك البريق الذي انخطفت به يوما. يلزمك قبر ورخام وشجاعة لدفن من كان أقرب الناس اليك.
أنت من يتأمل جثة حب في طور التعفن, لا تحتفظ بحب ميت في براد الذاكرة, أكتب , لمثل هذا خلقت الروايات.
أذكر تلك الأجوبة الطريفة لكتاب سئلوا لماذا يكتبون. أجاب أحدهم " ليجاور الأحياء الأموات" , وأجاب آخر " كي أسخر من المقابر" , ورد ثالث " كي أضرب موعدا" .
أين يمكنك, الا في كتاب, أن تضرب موعدا لامرأة سبق أن ابتكرت خديعة موتها, مصرا على إقحام جثتها في موكب الأحياء, برغم بؤس المعاشرة.
أليس في هذه المفارقة سخرية من المقابر التي تضم تحت رخامها , وتترك الأموات يمشون ويجيئون في شوارع حياتنا.

وكنت قرأت أن (الغوليين) سكان فرنسا الأوائل, كانوا يرمون الى النار الرسائل التي يريدون إرسالها الى موتاهم. وبمكاتيب محملة بسلاماتهم وأشواقهم وفجيعتهم.
وحدها النار, تصلح ساعي بريد. وحدها بامكانها انقاذ الحريق. أكل ذلك الرماد, الذي كان نارا, من أجل صنع كتاب جميل؟
حرائقك التي تنطفئ كلما تقدمت في الكتابة, لا بد أن تجمع رمادها صفحة صفحة, وترسله الى موتاك بالبريد المسجل, فلا توجد وسيلة أكثر ضمانا من كتاب.
تعلم اذن أن تقضي سنوات في انجاز حفنة من رماد الكلمات, لمتعة رمي كتاب الى البحر, أن تبعثر في البحر رماد من أحببت, غير مهتم بكون البحر لا يؤتمن على رسالة, تماما كما القارئ لا يؤتمن على كتاب.
فكتابة رواية تشبه وضع رسالة في زجاجة والقائها في البحر. وقد تقع في أيدي أصدقاء أو أعداء غير متوقعين. يقول غراهام غرين, ناسيا أن يضيف أنه في أغلب الظن ستصطدم بجثث كانت لعشاق لنا يقبعون في قعر محيط النسيان. بعد أن غرقوا مربوطين الى صخرة جبروتهم وأنانيتهم. ما كان لنا الا أن نشغل أيدينا بكتابة رواية, حتى لا تمتد الة حتف انقاذهم. بامكانهم بعد ذلك, أن يباهوا بأنهم المعنيون برفاة حب محنط في كتاب.
ام حبا نكتب عنه, هو حب لم يعد موجودا, وكتابا نوزع آلاف النسخ منه, ليس سوى رماد عشق ننثره في المكتبات.
الذين نحبهم, نهديهم مخطوطا لا كتابا, حريقا لا رمادا. نهديهم ما لا يساويهم عندنا بأحد.

بلزاك في أواخر عمره , وهو عائد من روسيا, بعد زواجه من السيدة هانكسا, المرأة الأرستقراطية التي تراسل معها ثماني عشرة سنة ومات بعد زواجه منها بستة أشهر, كان يقول لها والخيول تجر كهولته في عربة تمضي به من ثلوج روسيا الى باريس:
" في كل مدينة نتوقف فيها, سأشتري لك مصاغا أو ثوبا. وعندما سيتعذر علي ذلك, سأقص عليك أحدوثة لن أنشرها".
ولأنه أنفق ماله للوصول اليها, ولأن طريق الرجعة كان طويلا, قد يكون قص عليها قصصا كثيرة.
حتما, أجمل روايات بلزاك هي تلك التي لم يقرأها أحد, وابتكرها من أجل امرأة ما عادت موجودة هنا لتحكيها.

ربما لهذا, أكتب هذا الكتاب من أجل الشخص الوحيد الذي لم يعد بامكانه اليوم أن يقرأه, ذلك الذي ما بقي منه الا ساعة أنا معصمها, وقصة أنا قلمها.
ساعته التي لم أكن قد تنبهت لها يوما كانت له, والتي مذ أصبحت لي, كأني لم أعد أرى سواها. فمنه تعلمت أن أشلاء الأشياء أكثر ايلاما من جثث أصحابها.
هو الذي أجاد الحب , وكان عليه أن يتعلم كيف يجيد موته. قال " لا أحب مضاجعة الموت في سرير, فقد قصدت السرير دوما لمنازلة الحب, تمجيدا مني للحياة". لكنه مات على السرير اياه. وترك لي كغيره شبهة حب, وأشياء لا أدري ماذا أفعل بها.

ساعته أمامي على الطاولة التي أكتب عليها. وأنا منذ أيام منهمك في مقايضة عمري بها. أهديه عمرا افتراضيا. وقتا اضافيا يكفي لكتاية كتاب. تائها في تقاطع أقدارنا, لا أملك الا بوصلة صوته, لأفهم بأية مصادفة أوصلنا الحب معا الى تلك المرأة.
أستمع دون تعب الى حواراتنا المحفوظة الى الأبد في تلك الأشرطة, الى تهكمه الصامت بين الجمل, الى ذلك البياض الذي كان بيننا, حتى عندما كنا نلوذ بالكلام. صوته! يا اله الكائنات, كيف أخذته وتركت صوته؟ حتى لكأن شيئا منه لم يمت. ضحكته تلك!
كيف ترد عنك أذى القدر عندما تتزامن فاجعتان ؟ وهل تستطيع أن تقول انك شفيت من عشق تماما من دون أن تضحك, أو من دون أن تبكي!

ليس البكاء شأنا نسائيا.
لا بد للرجال أن يستعيدوا حقهم في البكاء, أو على الحزن إذن أن يستعيد حقه في التهكم.
وعليك أن تحسم خيارك: أتبكي بحرقة الرجولة, أم ككاتب كبير تكتب نصا بقدر كبير من الاستخفاف والسخرية! فالموت كما الحب أكثر عبثية من أن تأخذه مأخذ الجد.
لقد أصبح , لألفته وحميميته, غريب الأطوار. وحدث لفرط تواتره, أن أفقدك في فترات ما التسلسل الزمني لفجائعك, فأصبحت تستند الى روزنامته لتستدل على منعطفات عمرك, أو على حادث ما , معتمدا على التراتب الزمني لموت أصدقائك. وعليك الآن أن تردع نزعتك للحزن, كما لجمت مع العمر نزعتك الى الغضب,أن تكتسب عادة التهكم والضحك في زمن كنت تبكي فيه بسبب امرأة, أو بسبب قضية, أو خيانة صديق.
مرة أخرى,الموت يحوم حولك إيغالا بالفتك بك, كلؤم لغم لا ينفجر فيك, وإنما دوما بجوارك. يخطئك, ليصيبك حيث لا ترى, حين لا تتوقع. يلعب معك لعبة نيرون, الذي كان يضحك, ويقول انه كان يمزح كلما انقض على أحد أصحابه ليطعنه بخنجره فأخطأه.
اضحك يا رجل, فالموت يمازحك ما دام يخطئك كل مرة ليصيب غيرك!

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

*المرج*-ـ- رواية

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
قررت اليوم أقوم بكتابة إحدى قصصى
و سأحاول تجنب الإخطاءات الأملائية و النحوية قدر المستطاع
أتمنى أن تنل إعجابكم
و كما أقول
لا أحب تعريف الشخصيات
القصة لغز حتى القراءة
أحداث القصة فى إنجلترا (لندن و المرج )
محور القصة رعب,إثارة,رومانسى و قليلا من الكوميديا
(……)
أكتب هذه الكلمات و أنا أعلم .. ماذا سيحدث إذا الشخص الذى قلب حياتى رأسا على عقب قرأها ستنتهى حياتى نهائيا.
لا أصدق كيف بدأت حكايتى ! و كيف وصلت إلى هنا !
أااااااااااه أريد من الجميع أن يسمع صراخى
أعرف .. تشوقتم لتعرفوا كيف بدأت حكايتى
بدءت فى تلك الليلة العاصفة .. كانت أمى تصفف شعرى بحنان و على ثغرها أبتسامة حانية تحاول أن تجعلنى أنام
لم أكن أفهم لماذا ! لأننا أعتدنا كل يوم ننتظر أبى ريثما يعود و هو من يحكى لى قصة لأنام
بدأت أبكى مطالبة بأن يحكى لى أبى قصة لأجد أمى تنهرنى بشدة و من كثر خوفى أصطنعت النوم ءتعلمون .. ليتنى نمت حقا وقتها !
سمعت صوت شاب صوته غليظ قليلا يتشاجر مع أمى لم أسمع أطراف الحديث جيدا
و لكن سمعت بوضوح صوت أبى الذى يظهر فى نبرته السرور مناديا على مما جعلنى أنتفض من سريرى و أنزل على الدرج باسمة
عندما وصلت لم أرى سوى دمية تسقط من يد أبى و أمى منازلت تطعنه طعنة وراء الأخرى و فى عينيها غل و غضب كبير
كان أبى يهبط تدريجيا وسط دمائه و كنت أهبط معه فاقدة للوعى
عندما أستيقظت وجدت نفسى فى غرفة بيضاء و بجوارى أمى و على ثغرها أبتسامة
وقفت أنا التى لم أبلغ الخامسة من العمر و بدأت أضرب أمى بقبضتى الضعيفتى لأرى الأبتسامة تتلاشى و يرتسم مكانها علامات الحزن تركتنى و إتجهت نحو الباب و عندما وصلت له نظرت لى و كإنها تودعنى و خرجت
بدأت الدموع تتسلل لعينى و قفزت من على الفراش على هدف اللحاق بها كنت أصرخ قائلة
أمى أنا أسفة .. لا تتركنى أرجوكى
عندما خرجت من الغرفة بدأت أنظر فى الممر
لم أجدها ! حقا كانت صدمة !
هل لتلك الدرجة لم أكن أعنى لها أى شئ ؟
صارت عمتى من تحتضنى
لا إنكر إن ما عانيته لأتخلص من حالة الإكتئاب و لكى أنسى ما حدث كثيرا
و لكنى نجحت أو لأقول حاولت نسيان الأمر
و لكن الأمر لم يرد أن ينسينى عاد ليذكرنى
فى كل مكان أذهب إليه أسمع صوت الشاب الغليظ يطاردنى ليس هذا و حسب بل يقتل كل من له علاقة بى
و لكن الغريب إنه لم يحاول قطعا قتل أسرة عمتى و لم أرد أن يحاول
أجمعت أغراضى و خرجت من المنزل متجهها
إلى العاصمة لندن
ترك هذا الشاب أثرا كبيرا فى حياتى
أصبحت أتجنب التحدث مع الناس أجتنب الأبتسامة و السعادة
ما يصبرنى على الحياة إبتسامة أبى و مرحه المعتاد معى
و لإجيب على سؤالى لما يا أمى نسيتى حب أبى لكى و قتلتيه لماذ ؟!!!
و من هنا سأغلق دفتر مذكراتى لأغلق معه أسرارى و أعود للعذاب ….. ليندا

أيه أخبار المقدمة
أكمل و لا أية ؟
أى إنتقاد أو إقتراح ؟
أنتظروا البارت الأول قريبا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

موضوع عظيم ::من هنا بدأت سطــــوري -رواية جميلة

.

.

بســــــــــــــــم الله الرحمن الرحيــــــــــــم

السلام عليكم أحبتي

هنا ستكون مكتبة شاملة ومرجع لكل ماقد يحتاجه المقبل على عالم هذا الفن الرائع والملهم

والذي انجرف ورائه الملايين بل والأكثر من ذلك .. حتى بات يلقى اقبالاً كبيراً من كافة فئات الأعمار ..

ولذا ترى صفحات المدونة زاخرة بتلك الروايات الجيد منها والسيء المفيد والبالِ الذي لاقيمة له

وبما أن لكل شيء أصوله وقواعده وأساسياته وضعت هذا الموضوع

والذي وباذن الله سيكون زاخراً بكل جديد مفيد مع الاستماع لاقتراحاتكم وتساؤلاتكم وآرائكم وملاحظاتكم

والاجابة على ماأمكن منها والتعليق عليها كل فترة هنا لتعم الفائدة الجميع

وتتحول هذه الهواية أو المتعة الى عمل وانجاز عظيم يفخر به هذا الصرح والذي لم يبنى الا لأجله

أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا واياكم لاتمام هذا المشروع

ولتقديم الفائدة المرجوة

.

.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

~شُعلةُ انتقامٍـ في عيونِ البراآءة~

.

.

كيف حالكم اعزائي ؟؟
ارجوا ان تكونوا بخير و بصحة و عافية

اضعُ بين ايديكم روايتي
هي اول مرة اضع فيها رواية بهذا القسم
في الحقيقة هي رواية مكتملة ..
ما ان تنتهي ستحلق الى قسم الخاص بها

~

اترككم مع التعريف ::

العنوان: ~شُعلة انتقامٍ في عيون البراءة~ .
التصنيف: دراما,واقيعية,غموض,بعض الاكشن..
عدد الفصول: اربعة فصول فقط.
تاريخ النشر: 26/08/2015
المؤلفة: ساراي –أاناآ

~


.

.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

{ بريق زمرد }هل أودِّعُهم وأمــضِي .. فـي سـرابِ الذّكريات؟! رواية

راااائعة بحق ومتميزة

قلما اجد كاتب بروعتك واهتمامكِ بالمتابعين في ان واحد
استمري فإن نبض قلمكِ احياني واحيا القسم حقاً

مرحباً أعزائي..

هذه روايتي أضعها بين أيديكم ..

هي خليط ما بين الدراما , شريحة من الحياة , أكشن , و صداقة ^.^..

بدأت أكتب بها منذ شهور ليست بالقليلة ..

على كلٍ أتمنى أن تنال استحسانكم..

القصة حصرية على عيون العرب , رجاءً عدم نقلها..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

روايتي : فتاة في العالم المتعب … بقلميرواية شيقة

التصنيفات
روايات طويلة

رواية عابر سبيل للكاتبة المتألقة احلام مستغنامي "الفصل الثاني" رواية

الفصل الأول

كنا مساء اللهفة الأولى, عاشقين في ضيافة المطر, رتبت لهما المصادفة موعدا خارج المدن العربية للخوف.
نسينا لليلة أن نكون على حذر, ظنا منا أن باريس تمتهن حراسة العشاق.
إن حبا عاش تحت رحمة القتلة, لا بد أن يحتمي خلف أول متراس متاح للبهجة. أكنا إذن نتمرن رقصا على منصة السعادة, أثناء اعتقادنا أن الفرح فعل مقاومة؟ أم أن بعض الحزن من لوازم العشاق؟

في مساء الولع العائد مخضبا بالشجن. يصبح همك كيف تفكك لغم الحب بعد عامين من الغياب, وتعطل فتيله الموقوت, دون أن تتشظى بوحا.
بعنف معانقة بعد فراق, تود لو قلت "أحبك" كما لو تقول "ما زلت مريضا بك".
تريد أم تقول كلمات متعذرة اللفظ , كعواطف تترفع عن التعبير, كمرض عصي على التشخيص.
تود لو استطعت البكاء. لا لأنك في بيته, لا لأنكما معا, لا لأنها أخيرا جاءت, لا لأنك تعيس ولا لكونك سعيدا, بل لجمالية البكاء أمام شيء فاتن لن يتكرر كمصادفة.

التاسعة والربع ,وأعقاب سجائر.
وقبل سيجارة من ضحكتها الماطرة التي رطبت كبريت حزنك.
كنت ستسألها , كيف ثغرها في غيابك بلغ سن الرشد؟
وبعيد قبلة لم تقع, كنت ستستفسر: ماذا فعلت بشفتيها في غيبتك؟ من رأت عيناها؟ لمن تعرى صوتها؟ لمن قالت كلاما كان لك؟
هذه المرأة التي على ايقاع الدفوف القسنطينية, تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء. ماالذي يدوزن وقع أقدامها, لتحدث هذا الاضطراب الكوني من حولك؟
كل ذاك المطر. وأنت عند قدميها ترتل صلوات الاستسقاء. تشعر بانتماءك الى كل أنواع الغيوم. الى كل أحزاب البكاء, الى كل الدموع المنهطلة بسبب النساء.

هي هنا. وماذا تفعل بكل هذا الشجن؟ أنت الرجل الذي لا يبكي بل يدمع, لا يرقص بل يطرب, لا يغني بل يشجى.
أمام كل هذا الزخم العاطفي, لا ينتابك غير هاجس التفاصيل, متربصا دوما برواية.
تبحث عن الأمان في الكتابة؟ يا للغباء!
ألأنك هنا, لا وطن لك ولا بيت, قررت أن تصبح من نزلاء الرواية, ذاهبا الى الكتابة, كما يذهب آخرون الى الرقص, كما يذهب الكثيرون الى النساء, كما يذهب الأغبياء الى حتفهم؟
أتنازل الموت في كتاب؟ أم تحتمي من الموت بقلم؟

كنا في غرفة الجلوس متقابلين, على مرمى خدعة من المخدع. عاجزين على انتزاع فتيل قنبلة الغيرة تحت سرير صار لغيرنا.
لموعدنا هذا , كانت تلزمنا مناطق منزوعة الذكريات, مجردة من مؤامرة الأشياء علينا, بعيدة عن كمين الذاكرة. فلماذا جئت بها إلى هذا البيت بالذات, إذا كنت تخاف أن يتسرب الحزن إلى قدميها؟
ذلك أن بي شغفا إلى قدميها. وهذه حالة جديدة في الحب. فقبلها لم يحدث أن تعلقت بأقدام النساء.
هي ما تعودت أن تخلع الكعب العالي لضحكتها, لحظة تمشي على حزن رجل.
لكنها انحنت ببطء أنثوي, كما تنحني زنبقة برأسها, وبدون أن تخلع صمتها, خلعت ما علق بنعليها من دمي, وراحت تواصل الرقص حافية مني.
أكانت تعي وقع انحنائها الجميل على خساراتي, وغواية قدميها عندما تخلعان أو تنتعلان قلب رجل؟
شيء ما فيها, كان يذكرني بمشهد "ريتا هاورث" في ذلك الزمن الجميل للسينما, وهي تخلع قفازيها السوداوين الطويلين من الساتان, إصبعا إصبعا, بذلك البطء المتعمد, فتدوخ كل رجال العالم بدون أن تكون قد خلعت شيئا.
هل من هنا جاء شغف المبدعين بتفاصيل النساء؟ ولذا مات بوشكين في نزال غبي دفاعا عن شرف قدمي زوجة لم تكن تقرأه.

في حضرتها كان الحزن يبدو جميلا. وكنت لجماليته, أريد أن أحتفظ بتفاصيله متقدة في ذاكرتي, أمعن النظر إلى تلك الأنثى التي ترقص على أنغام الرغبة, كما على خوان المنتصرين, حافية من الرحمة بينما أتوسد خسارات عمري عند قدميها.

هي ذي , كما الحياة جاءت, مباغتة كل التوقعات, لكأنها تذهب الى كل حب حافية مبللة القدمين دوما, لكأنها خارجة لتوها من بركة الخطايا أو ذاهبة صوبها.
اشتقتها! كم اشتقتها, هذه المرأة التي لم أعد أعرف قرابتي بها, فأصبحت أنتسب الى قدميها.
هي ذي . وأنا خائف, إن أطلت النظر إلى العرق اللامع على عري ظهرها , أن يصعقني تيار الأنوثة.
هي أشهى, هكذا. كامرأة تمضي مولية ظهرها, تمنحك فرصة تصورها, تتركك مشتعلا بمسافة مستحيلها.

أنا الرجل الذي يحب مطاردة شذى عابرة سبيل, تمر دون أن تلتفت. تميتني امرأة تحتضنها أوهامي من الخلف. ولهذا اقتنيت لها هذا الفستان الأسود من الموسلين, بسبب شهقة الفتحة التي تعري ظهره, وتسمرني أمام مساحة يطل منها ضوء عتمتها.
أو ربما اقتنيته بسبب تلك الاهانة المستترة التي اشتممتها من جواب بائعة, لم تكن تصدق تماما أن بامكان عربي ذي مظهر لا تفوح منه رائحة النفط, أن ينتمي الى فحش عالم الاقتناء.

كنت أتجول مشيا قادما من الأوبرا, عندما قادتني قدماي الى "فوبور سانت أونوريه" . ما احتطت من شارع تقف على جانبيه سيارات فخمة في انتظار نساء محملات بأكياس فائقة التميز, ولا توجست من محلات لا تضع في واجهاتها سوى ثوب واحد أو ثوبين. لم أكن أعرف ذلك الحي , أصلا.
عرفت اسم الحي في مابعد, عندما أمدتني البائعة ببطاقة عليها العربون الذي دفعته لأحجز به ذلك الثوب.
بتلك الأنفة المشوبة بالجنون, بمنطق" النيف" الجزائري تشتري فستان سهرة يعادل ثمنه معاشك في الجزائر لعدة شهور, أنت الذي تضن على نفسك بالأقل. أفعلت ذلك رغبة منك في تبذير مال تلك الجائزة التي حصلت عليها, كما لتنجو من لعنة؟ أم لتثبت للحب أنك الأكثر سخاء منه؟
أن تشتري فستان سهرة لامرأة لم تعد تتوقع عودتها, ولا تعرف في غيابك ماذا فعل الزمن بقياساتها, أهي رشوة منك للقدر؟ أم معابثة منك للذاكرة؟ فأنت تدري أن هذا الفستان الذي بنيت عليه قصة من الموسلين لم يوجد يوما, ولكن الأسود يصلح ذريعة لكل شيء.
ولذا هو لون أساسي في كل خدعة.

أذكر يوم صادفتها في ذلك المقهى, منذ أكثر من سنتين, لم أجد سوى ذريعة من الموسلين لمبادرتها. سائلا ان كانت هي التي رأيتها مرة في حفل زفاف, مرتدية ثوبا طويلا من الموسلين الأسود.
ارتبكت. أظنها كانت ستقول"لا" ولكنها قالت "ربما" .
أحرجها أن تقول " نعم ".
في الواقع, لم نكن التقينا بعد. لكنني كنت أحب أن أختلق, مع امرأة , ذكريات ماض لم يكن. أحب كل ذاكرة لا منطق لها.
بدأنا منذ تلك اللحظة نفصل قصة على قياس ثوب لم يوجد يوما في خزانتها.
عندما استوقفني ذلك الفستان قبل شهرين في واجهة محل, شعرت أنني أعرفه. أحببت انسيابه العاطفي. لكأنه كان يطالب بجسدها أن يرتديه, أو كأنه حدث لها أن ارتدته في سهرة ما , ثم علقته على " الجسد المشجب" لامرأة أخرى , ريثما تعود.
عندما دخلت المحل , كنت مرتبكا كرجل ضائع بين ملابس النساء. فأجبت بأجوبة غبية عن الأسئلة البديهية لتلك البائعة المفرطة في الأناقة قدر فرطها في التشكك بنيتي.

Dans quelle taille voulez-vous cette robe Monsieur

?

كيف لي أن أعرف قياس امرأة ما سبرت جسدها يوما الا بشفاه اللهفة؟ امرأة أقيس اهتزازاتها بمعيار ريختر الشبقي. أعرف الطبقات السفلية لشهوتها. أعرف في أي عصر تراكمت حفريات رغباتها, وفي أي زمن جيولوجي استدار حزام زلازلها, وعلى أي عمق تكمن مياه أنوثتها الجوفية. أعرف كل هذا… ولم أعد , منذ سنتين ,أعرف قياس ثوبها!

لم تفاجأ البائعة كثيرا بأميتي, أو ألا يكون ثمن ذلك الثوب في حوزتي. فلم يكن في هيئتي ما يوحي بمعرفتي بشؤون النساء, ولا بقدرتي على دفع ذلك المبلغ.
غير أنها فوجئت بثقافتي عندما تعمدت أن أقول لها بأنني غير معني باسم مصمم هذا الفستان, بقدر ما يعنيني تواضعه أمام اللون الأسود, حتى لكأنه ترك لهذا اللون أن يوقع الثوب نيابة عنه, في مكمن الضوء, وأنني أشتري ضوء ظهر عار بثمن فستان!
قالت كمن يستدرك:
– أنت رجل ذواقة.
ولأنني لك أصدق مديحها, لاقتناعي أن الذوق لمثلها يرقى وينحط بفراغ وامتلاء محفظة نقود, قلت:
– هي ليست قضية ذوق, بل قضية ضوء. المهم ليس الشيء بل إسقاطات الضوء عليه. سالفادور دالي أحب Gala وقرر خطفها من زوجها الشاعر بول ايلوار لحظة رؤيته ظهرها العاري في البحر صيف 1949.

سألتني مندهشة لحديث لم يعودها عليه زبائن , شراء مثل هذا الثوب ليس حدثا في ميزانيتهم.
– هل أنت رسام؟
كدت أجيب " بل أنا عاشق" . لكنني قلت:
– لا … أنا مصور.
وكان يمكن أن أضيف أنني مصور " كبير" , مادمت موجودا في باريس لحصولي على جائزة أحسن صورة صحافية عامئذ. فلم يكن في تلك الصورة التي نلتها مناصفة مع الموت, ما يغري فضول امرأة مثلها. ولذا هي لن تفهم أن يكون هذا الثوب الأسود هو أحد الاستثمارات العاطفية التي أحببت أن أنفق عليها ما حصلت عليه من تلك المكافأة.
من قال إن الأقدار ستأتي بها حتى باريس, وإنني سأراه يرتديها؟

هاهي ترتديه . تتفتح داخله كوردة نارية. هي أشهى هكذا, وهي تراقص في حضوري رجلا غيري, هو الحاضر بيننا بكل تفاصيل الغياب.
لو رأى بورخيس تلك المرأة ترقص لنا معا, أنا وهو, لوجد " للزاندالي" قرابة بالرقص الأرجنتيني, كما التانغو, انه " فكر حزين يرقص" على إيقاع الغيرة لفض خلافات العشاق.
في لحظة ما , لم تعد امرأة . كانت الهة إغريقية ترقص حافية لحظة انخطاف.
بعد ذلك سأكتشف أنها كانت الهة تحب رائحة الشواء البشري, ترقص حول محرقة عشاق تعاف قرابينهم ولا تشتهي غيرهم قربانا.
لكأنها كانت قسنطينة, كلما تحرك شيء فيها , حدث اضطراب جيولوجي واهتزت الجسور من حولها, ولا يمكنها أن ترقص إلا على جثث رجالها.
هذه الفكرة لم تفارقني عندما حاولت فيما بعد فهم نزعاتها المجوسية.
ماالذي صنع من تلك المرأة روائية تواصل , في كتاب, مراقصة قتلاها؟ أتلك النار التي خسارة بعد أخرى, أشعلت قلمها بحرائق جسد عصي على الاطفاء؟
أم هي رغبتها في تحريض الريح, باضرام النار في مستودعات التاريخ التي سطا عليها رجال العصابات؟
في الواقع كنت أحب شجاعتها, عندما تنازل الطغاة وقطاع طرق التاريخ, ومجازفتها بتهريب ذلك الكم من البارود في كتاب. ولا أفهم جبنها في الحياة, عندما يتعلق الأمر بمواجهة زوج.
تماما, كما لا أجد تفسيرا لذكائها في رواية, وغبائها خارج الأدب, الى حد عدم قدرتها, وهي التي تبدو خبيرة في النفس البشرية, على التمييز بين من هو مستعد للموت من أجلها, ومن هو مستعد أن يبذل حياته من أجل قتلها. انه عماء المبدعين في سذاجة طفولتهم الأبدية.
ربما كان عذرها في كونها طفلة تلهو في كتاب. هي لا تأخذ نفسها مأخذ الأدب, ولا تأخذ الكتابة مأخذ الجد. وحدها النار تعنيها.
ولذا, قلت لها يوما: " لن أنتزع منك أعواد الثقاب, واصلي اللهو بالنار من أجل الحرائق القادمة".

ذلك أن الرواية لم تكن بالنسبة لها, سوى آخر طريق لتمرير الأفكار الخطرة تحت مسميات بريئة.
هي التي يحلو لها التحايل على الجمارك العربية, وعلى نقاط التفتيش, ماذا تراها تخبئ في حقائبها الثقيلة, وكتبها السميكة؟
أنيقة حقائبها. سوداء دائما. كثيرة الجيوب السرية, كرواية نسائية , مرتبة بنية تضليلية, كحقيبة امرأة تريد إقناعك أنها لا تخفي شيئا.
ولكنها سريعة الانفتاح كحقائب البؤساء من المغتربين.
أكل كاتب غريب يشي به قفل, غير محكم الإغلاق, لحقيبة أتعبها الترحال, لا يدري صاحبها متى, ولا في أي محطة من العمر, يتدفق محتواها أمام الغرباء, فيتدافعون لمساعدته على لملمة أشيائه المبعثرة أمامهم لمزيد من التلصص عليه؟ وغالبا ما يفاجأون بحاجاتهم مخبأة مع أشيائه.
الروائي سارق بامتياز. سارق محترم. لا يمكن لأحد أن يثبت أنه سطا على تفاصيل حياته أو على أحلامه السرية. من هنا فضولنا أمام كتاباته, كفضولنا أمام حقائب الغرباء المفتوحة على السجاد الكهربائي للأمتعة.

أذكر, يوم انفتحت حقيبة تلك المرأة أمامي لأول مرة , كنت يومها على سرير المرض في المستشفى, عندما خطر على بال عبد الحق, زميلي في الجريدة, أن يهديني ذلك الكتاب.. كتابها.
كنت أتماثل للشفاء من رصاصتين تلقيتهما في ذراعي اليسرى, وأنا أحاول التقاط صور للمتظاهرين أثناء أحداث أكتوبر 1988 .
كانت البلاد تشهد أول تظاهرة شعبية لها منذ الاستقلال, والغضب ينزل الى الشوارع لأول مرة, ومعه الرصاص والدمار والفوضى.
لم أعرف يومها , أتلقيت تينك الرصاصتين من أعلى أحد المباني الرسمية , عن قصد أم عن خطأ؟ أكان العسكر يظنون أنني أمسك سلاحا أصوبه نحوهم, أم كانوا يدرون أنني لا أمسك بغير آلة تصويري, عندما أطلقوا رصاصهم نحوي قصد اغتيال شاهد إثبات.
تماما, كما سوف لن أدري يوما: أعن قصد, أم عن مصادفة جاءني عبد الحق بذلك الكتاب.
أكان ذلك الكتاب هدية القدر؟ أم رصاصته الأخرى؟ أكان حدثا أم حادثا آخر في حياتي؟ ربما كان الاثنان معا.

ليس الحب, ولا الاعجاب, بل الذعر هو أول احساس فاجأني أمام ذلك الكتاب ." ليس الجمال سوى بداية ذعر يكاد لا يحتمل" . وكنت مذعورا أمام تلك الرؤى الفجائية الصاعقة, أمام ذلك الارتطام المدوي بالآخر.
أي شيء جميل هو في نهايته كارثة. وكيف لا أخشى حالة من الجمال.. كان يزمني عمر من البشاعة لبلوغها.
كنت أدخل مدار الحب والذعر معا, وأنا أفتح ذلك الكتاب. منذ الصفحة الأولى تبعثرت أشياء تلك المرأة على فراش مرضي.
كانت امرأة ترتب خزانتها في حضرتك. تفرغ حقيبتها وتعلق ثيابها أمامك, قطعة قطعة, وهي تستمع الى موسيقى تيودوراكيس, أو تدندن أغنية لديميس روسوس.
كيف تقاوم شهوة التلصص على امرأة, تبدو كأنها لا تشعر بوجودك في غرفتها , مشغولة عنك بترتيب ذاكرتها؟
وعندما تبدأ في السعال كي تنبهها الى وجودك, تدعوك الى الجلوس على ناصية سريرها, وتروح تقص عليك أسرارا ليست سوى أسرارك, واذ بك تكتشف أنها كانت تخرج من حقيبتها ثيابك, منامتك, وأدوات حلاقتك, وعطرك , وجواربك, وحتى الرصاصتين اللتين اخترقا ذراعك.
عندها تغلق الكتاب خوفا من قدر بطل أصبحت تشبهه حتى في عاهته. ويصبح همك, كيف التعرف على امرأة عشت معها أكبر مغامرة داخلية. كالبراكين البحرية, كل شيء حدث داخلك. وأنت تريد أن تراها فقط, لتسألها " كيف تسنى لها أن تملأ حقيبتها بك؟"

ثمة كتب عليك أن تقرأها قراءة حذرة.
أفي ذلك الكتاب اكتشفت مسدسها مخبأ بين ثنايا ثيابها النسائية, وجملها المواربة القصيرة؟
لكأنها كانت تكتب لتردي أحدا قتيلا, شخصا وحدها تعرفه. ولكن يحدث أن تطلق النار عليه فتصيبك. كانت تملك تلك القدرة النادرة على تدبير جريمة حبر بين جملتين, وعلى دفن قارئ أوجده فضوله في جنازة غيره. كل ذلك يحدث أثناء انشغالها بتنظيف سلاح الكلمات!
كنت أراها تكفن جثة حبيب في رواية, بذلك القدر من العناية, كما تلفلف الأم رضيعا بعد حمامه الأول.
عندما تقول امرأة عاقر: " في حياة الكاتب تتناسل الكتب", هي حتما تعني "تتناسل الجثث" وأنا كنت أريدها أن تحبل مني , أن أقيم في أحشائها, خشية أن أنتهي جثة في كتاب.
كنت مع كل نشوة أتصبب لغة صارخا بها: " احبلي .. إنها هنيهة الإخصاب"
وكانت شفتاي تلعقان لثما دمع العقم المنحدر على خديها مدرارا كأنه اعتذار.
أحاسيس لم أعرفها مع زوجتي التي كنت لسنوات أفرض عليها تناول حبوب منع الحمل, مهووسا بخوفي أن أغتال فتتكرر في طفلي مأساتي. فكرة أن أترك ابني يتيما كانت تعذبني, حتى انني في الفترة التي تلت اغتيال عبد الحق, كنت أستيقظ مذعورا كما على صوت بكاء رضيع.
مع حياة ,اكتشفت أن الأبوة فعل حب, وهي التي لم أحلم بالإنجاب من سواها. كان لي معها دوما "حمل كاذب".
لكن, إن كنا لا ننجب من "حمل كاذب" , فإننا نجهضه. بل كل إجهاض ليس سوى نتيجة حمل تم خارج رحم المنطق, وما خلقت الروايات إلا لحاجتنا الى مقبرة تنام فيها أحلامنا الموءودة.

إن كنت أجلس اليوم لأكتب , فلأنها ماتت.
بعدما قتلتها, عدت لأمثل تفاصيل الجريمة في كتاب.
كمصور يتردد في اختيار الزاوية التي يلتقط منها صورته, لا أدري من أي مدخل أكتب هذه القصة التي التقطت صورها من قرب, من الزوايا العريضة للحقيقة.
وبمنطق الصورة نفسها التي تلتقطها آلة التصوير معكوسة, ولا تعود الى وجهها الحقيقي الا بعدما يتم تظهيرها في مختبر, يلزمني تقبل فكرة أن كل شيء يولد مقلوبا, وان الناس الذين نراهم معكوسين, هم كذلك, لأننا التقينا بهم, قبل أن تتكفل الحياة بقلب حقيقتهم في مختبرها لتظهير البشر.
إنهم أفلام محروقة أتلفتها فاجعة الضوء, ولا جدوى من الاحتفاظ بهم. لقد ولدوا موتى.

ليس ثمة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة. اذن يمكننا بالنسيان, أن نشيع موتا من شئنا من الأحياء, فنستيقظ ذات صباح ونقرر أنهم ما عادوا هنا.
بامكاننا أن نلفق لهم ميتة في كتاب, أن نخترع لهم وفاة داهمة بسكتة قلمية مباغتة كحادث
سير, مفجعة كحادثة غرق, ولا يعنينا ذكراهم لنبكيها, كما نبكي الموتى. نحتاج أن نتخلص من أشيائهم, من هداياهم, من رسائلهم, من تشابك ذاكرتنا بهم. نحتاج على وجه السرعة أن تلبس حدادهم بعض الوقت, ثم ننسى.

لتشفى من حالة عشقية, يلزمك رفاة حب, لاتمثالا لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق, مصرا على ذياك البريق الذي انخطفت به يوما. يلزمك قبر ورخام وشجاعة لدفن من كان أقرب الناس اليك.
أنت من يتأمل جثة حب في طور التعفن, لا تحتفظ بحب ميت في براد الذاكرة, أكتب , لمثل هذا خلقت الروايات.
أذكر تلك الأجوبة الطريفة لكتاب سئلوا لماذا يكتبون. أجاب أحدهم " ليجاور الأحياء الأموات" , وأجاب آخر " كي أسخر من المقابر" , ورد ثالث " كي أضرب موعدا" .
أين يمكنك, الا في كتاب, أن تضرب موعدا لامرأة سبق أن ابتكرت خديعة موتها, مصرا على إقحام جثتها في موكب الأحياء, برغم بؤس المعاشرة.
أليس في هذه المفارقة سخرية من المقابر التي تضم تحت رخامها , وتترك الأموات يمشون ويجيئون في شوارع حياتنا.

وكنت قرأت أن (الغوليين) سكان فرنسا الأوائل, كانوا يرمون الى النار الرسائل التي يريدون إرسالها الى موتاهم. وبمكاتيب محملة بسلاماتهم وأشواقهم وفجيعتهم.
وحدها النار, تصلح ساعي بريد. وحدها بامكانها انقاذ الحريق. أكل ذلك الرماد, الذي كان نارا, من أجل صنع كتاب جميل؟
حرائقك التي تنطفئ كلما تقدمت في الكتابة, لا بد أن تجمع رمادها صفحة صفحة, وترسله الى موتاك بالبريد المسجل, فلا توجد وسيلة أكثر ضمانا من كتاب.
تعلم اذن أن تقضي سنوات في انجاز حفنة من رماد الكلمات, لمتعة رمي كتاب الى البحر, أن تبعثر في البحر رماد من أحببت, غير مهتم بكون البحر لا يؤتمن على رسالة, تماما كما القارئ لا يؤتمن على كتاب.
فكتابة رواية تشبه وضع رسالة في زجاجة والقائها في البحر. وقد تقع في أيدي أصدقاء أو أعداء غير متوقعين. يقول غراهام غرين, ناسيا أن يضيف أنه في أغلب الظن ستصطدم بجثث كانت لعشاق لنا يقبعون في قعر محيط النسيان. بعد أن غرقوا مربوطين الى صخرة جبروتهم وأنانيتهم. ما كان لنا الا أن نشغل أيدينا بكتابة رواية, حتى لا تمتد الة حتف انقاذهم. بامكانهم بعد ذلك, أن يباهوا بأنهم المعنيون برفاة حب محنط في كتاب.
ام حبا نكتب عنه, هو حب لم يعد موجودا, وكتابا نوزع آلاف النسخ منه, ليس سوى رماد عشق ننثره في المكتبات.
الذين نحبهم, نهديهم مخطوطا لا كتابا, حريقا لا رمادا. نهديهم ما لا يساويهم عندنا بأحد.

بلزاك في أواخر عمره , وهو عائد من روسيا, بعد زواجه من السيدة هانكسا, المرأة الأرستقراطية التي تراسل معها ثماني عشرة سنة ومات بعد زواجه منها بستة أشهر, كان يقول لها والخيول تجر كهولته في عربة تمضي به من ثلوج روسيا الى باريس:
" في كل مدينة نتوقف فيها, سأشتري لك مصاغا أو ثوبا. وعندما سيتعذر علي ذلك, سأقص عليك أحدوثة لن أنشرها".
ولأنه أنفق ماله للوصول اليها, ولأن طريق الرجعة كان طويلا, قد يكون قص عليها قصصا كثيرة.
حتما, أجمل روايات بلزاك هي تلك التي لم يقرأها أحد, وابتكرها من أجل امرأة ما عادت موجودة هنا لتحكيها.

ربما لهذا, أكتب هذا الكتاب من أجل الشخص الوحيد الذي لم يعد بامكانه اليوم أن يقرأه, ذلك الذي ما بقي منه الا ساعة أنا معصمها, وقصة أنا قلمها.
ساعته التي لم أكن قد تنبهت لها يوما كانت له, والتي مذ أصبحت لي, كأني لم أعد أرى سواها. فمنه تعلمت أن أشلاء الأشياء أكثر ايلاما من جثث أصحابها.
هو الذي أجاد الحب , وكان عليه أن يتعلم كيف يجيد موته. قال " لا أحب مضاجعة الموت في سرير, فقد قصدت السرير دوما لمنازلة الحب, تمجيدا مني للحياة". لكنه مات على السرير اياه. وترك لي كغيره شبهة حب, وأشياء لا أدري ماذا أفعل بها.

ساعته أمامي على الطاولة التي أكتب عليها. وأنا منذ أيام منهمك في مقايضة عمري بها. أهديه عمرا افتراضيا. وقتا اضافيا يكفي لكتاية كتاب. تائها في تقاطع أقدارنا, لا أملك الا بوصلة صوته, لأفهم بأية مصادفة أوصلنا الحب معا الى تلك المرأة.
أستمع دون تعب الى حواراتنا المحفوظة الى الأبد في تلك الأشرطة, الى تهكمه الصامت بين الجمل, الى ذلك البياض الذي كان بيننا, حتى عندما كنا نلوذ بالكلام. صوته! يا اله الكائنات, كيف أخذته وتركت صوته؟ حتى لكأن شيئا منه لم يمت. ضحكته تلك!
كيف ترد عنك أذى القدر عندما تتزامن فاجعتان ؟ وهل تستطيع أن تقول انك شفيت من عشق تماما من دون أن تضحك, أو من دون أن تبكي!

ليس البكاء شأنا نسائيا.
لا بد للرجال أن يستعيدوا حقهم في البكاء, أو على الحزن إذن أن يستعيد حقه في التهكم.
وعليك أن تحسم خيارك: أتبكي بحرقة الرجولة, أم ككاتب كبير تكتب نصا بقدر كبير من الاستخفاف والسخرية! فالموت كما الحب أكثر عبثية من أن تأخذه مأخذ الجد.
لقد أصبح , لألفته وحميميته, غريب الأطوار. وحدث لفرط تواتره, أن أفقدك في فترات ما التسلسل الزمني لفجائعك, فأصبحت تستند الى روزنامته لتستدل على منعطفات عمرك, أو على حادث ما , معتمدا على التراتب الزمني لموت أصدقائك. وعليك الآن أن تردع نزعتك للحزن, كما لجمت مع العمر نزعتك الى الغضب,أن تكتسب عادة التهكم والضحك في زمن كنت تبكي فيه بسبب امرأة, أو بسبب قضية, أو خيانة صديق.
مرة أخرى,الموت يحوم حولك إيغالا بالفتك بك, كلؤم لغم لا ينفجر فيك, وإنما دوما بجوارك. يخطئك, ليصيبك حيث لا ترى, حين لا تتوقع. يلعب معك لعبة نيرون, الذي كان يضحك, ويقول انه كان يمزح كلما انقض على أحد أصحابه ليطعنه بخنجره فأخطأه.
اضحك يا رجل, فالموت يمازحك ما دام يخطئك كل مرة ليصيب غيرك!

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

و ما نتيجة التضحية سوى الموت -رواية

اسم الرواية : و ما نتيجة التضحية سوا الموت
بطولة : فرق SM
تأليف : Lee Hyo Kyung
أبطال أخرين : لي هيو كيونغ , لي سو ري , لي ايون ري , لي اينو جي , سونغ هي جون , كوانغ سانغ وو , بارك ميونغ سو .
عدد البارتات : 20 و فوق

شايني , اكسو , سنسد , سوبر جونيور : غنية عن التعريف .
شايني قيرلز : فرقة فرعية ل شايني فكرت شركة SM بالعرض اللي قدمته هيو كيونغ في انها تقدم فرقة فرعية لشايني مكونة من خمس فتيات و هن

هيو كيونغ : هي وريثة من عائلة عريقة من السلالات القاتلة و عرفت هذه العائلة ان كل مم فيها جاهز لقتال اي شخض مهما كان مركزه و هذا قد سبب الكثير من المشاكل . توفيت امها و هي صغيرة فورثت منها قوة تعرف بالماء و لها وحش يسمى العنقاء , و تدربت على يد والدها حتى اصبح عمرها 10 سنوات و عندما توفي ابوها في الحرب ارسل لها قوته النار و وحشها التنين الطائر , اما اخوها الاكبر اونيو فقد تركها لوحدها تعاني و هو يجري وراء احلامه فهو الوحيد من بقي لها و ابن عمها مينهو و ابن خالتها جونغهيون

أيون ري : هي فتاة عادية و من اسرة عادية و قد عاست في مدينة نيويورك بسبب عمل والدها و قد تعرفت على هيو كيونغ في مدرستها الثانوية و قد ضحت هيو كيونغ بنصف قوة النار لأجلها ( في البارتات 7 و 8 ) و النصف الأخرمن قوة الظلام لتكون النار و الظلام قواها

سو ري : هي صديقة هيو كيونغ منذو الطفولة و عندما علمت بهروب هيو كيونغ الى نيويورك سارعت بالذهاب الى هناك لتكون معها و تصبح صديقة ل ايون ري و قوتها الماء و قد ضحت بها هيو كيون من اجل سو ري ( في البارتات 7 و 8 ) و شخصيتها انها باردة الاعصاب و هذا ما يجعلها فريدة من نوعها و يجعل الناس يغضبون من برودها .

أينو جي : فتاة مدللة و لكنها ذكية جدا فهي اذكى شخص في عائلتها و لهذا فقد كان والدها يدللها كثيرا و لكنها تتمتع بفنون قتال عالية تدربت عليها في االهند مع جدها و اكسبها بعض قوى اجدادها القدماء و قد ورثت قوة الظلام ايضا

هيون جونغ : هي أكبر فتاة في المجموعة و قد تعرفت عليها هيو كيونغ عندما علمت بسلالتها فهي تحب مصادقة الغرباء

الجميع كان يسكنون معا في شقة واحدة إلى ان تنتهي فترة دراستهن ثم يعودون الى كوريا معا

سانغ وو : هو قائد عشيرة قوية و رمزهم العنكبوت و ينتمي إليها أحد افراد فرقة شايني ليكون سانغ وو اخاه الاكبر و ذلك العضو هو طيب اما سانغ وو فقد كان شريرا لدرجة انه قتل والده فور سماعه بخبر ان اخوه اخذ العرش و ما زال صغيرا و اخاه الاكبر حي و لكن اخاه ورث قوى الأفعى لذا سانغ وو لا يعترض طريقه .

ملاحظة : إن لم يتم وضع بارت هنا سيكون موجودا في مدونة Korea wondow

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

تــحــت الــمــطر -رواية جميلة


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من عنوان القصه واضح انها روايه.
نبذه عن القصه:
اكشن , رعب , غموض, كوميديا, جرائم
فئه العمر 18+
تعريف الابطال:
1-الاسم: وينستون اولمار
العمر: 36
المهنه: محقق جنئيات
2- الاسم: ألبرت بلاك
العمر:35
المهنه: رجل امن
3- الاسم: مارك مارتن
العمر: 33
المهنه: رجل امن
4- الاسم: لمبارد اريك
العمر40
المهنه: متحري ومستشار هيئه المحققين.
5- الاسم: كليرمونتانا
العمر: 28
المهنه: محققه وعضو من فريق البحث.
6- الاسم : شيفا هنري
المهنه: طبيبه (تشريح)
وممكن تتواجد شخصيات ماذكرتهم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده