التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

القسام "يخيفهم حياً وميتاً" -شخصيات

القسام "يخيفهم حياً وميتاً"

بقلم : الاستاذ محمد أبو عزة

قبل سنوات قليلة نقلت وكالات الأنباء من فلسطين المحتلة خبرا فحواه أن العصابات الصهيونية دنست ضريح الشهيد البطل عز الدين القسام في بلدة الشيخ بالقرب من مدينة حيفا العربية الفلسطينية الأسيرة في قبضة الكيان الصهيوني.

ومن المفهوم طبعا لماذا تدنس العصابات الصهيونية ضريح هذا البطل الذي سيظل إن شاء الله طاهرا مطهرا، وسيظل لساكنه البطل روضة من رياض الجنة إن شاء الله.

أما القسام الحي عند ربه وفي وجدان أمته العربية، فإنه المواطن العربي السوري، ابن مدينة جبلة على الساحل السوري، الذي استوطن فلسطين، لا لكي يجد فيها وطنه الثاني وحسب، بل لكي يقود فلسطين وشبابها، ويعبر بهم غمرات المعارك إلى أن ظفر بالحسنيين معا، النصر والشهادة.

أما النصر فإن الشيخ عز الدين القسام حارب الصهاينة الذين ظنوا أنفسهم شيئا تحت حماية جيش الاستعمار البريطاني، فأحجرهم القسام وإخوانه من المجاهدين، أي أدخلهم في جحورهم، أي مغتصباتهم المحمية بجيش الاستعمار البريطاني.

وليس عبثا أن موشى ديان وزير جيش الحرب الصهيوني الميت. كان يرى في منامه كابوسا ظل يتكرر كل ليلة. كان يرى نفسه شابا مطاردا، فيركض ويركض، إلى أن يدخل المستعمرة التي عاش فيها وهي مستعمرة نهلال في مرج ابن عامر الذي سرقه الصهاينة بتواطؤ من بعض السفهاء العرب من غير الفلسطينيين، وأطلقوا عليه اسم سهل يزراعيل، وهي المستعمرة الواقعة بين جنين والناصرة.

وليس صعبا تفسير هذا الكابوس الذي كاد يخنق موشي دايان في منامه كل ليلة، إذ أن دايان كان يتحدث بلا ريب عن عز الدين القسام، وثورة القسام التي كسرت الجيوش البريطانية في فلسطين وأذنابها في العصابات الصهيونية كحرس المستعمرات مثلا، أو منظمة ليحي الصهيونية.

عز الدين القسام لم يكن أسطورة، بل كان واقعا من لحم ودم، ثورة الشعب العربي الفلسطيني ونظمه في فصائل وخلايا كانت على أعلى درجة من الفعالية، والسرية أيضا.

ولم يكن القسام رعب الصهاينة وحدهم، بل كان رعب الإنكليز أيضا الذين لم يهدأ لهم بال، فحشدوا جنودهم وآلياتهم وطائراتهم، ليحاصروا القسام وصحبه الميامين الأبطال، الذين ثبت واحدهم كما قال أبو تمام قبل آلف ومائتي عام:

وأثبت في مستنقع الموت رجله وقال لها من تحت أخمصكِ الحشر

تردى ثياب الموت حمرا فما دجا الليلُ إلا وهي من سندس خضر

وعندما استشهد القسام في مثل هذا اليوم _ 20 تشرين الثاني/نوفمبر_ قبل سبعين عاما، ظن الاستعمار البريطاني أنه ارتاح واستراح في فلسطين، ولكن ليظهر القساميون بعد عامين في ثورة فلسطين الكبرى التي زلزلت الأرض تحت الإمبراطورية البريطانية، ومن هنا نفهم لماذا حمل معظم مواليد فلسطين في النصف الثاني من الثلاثينيات اسم عز الدين، أو اسم قسام، فالقسام لم يمت في معركة يعبد، وإن فاضت روحه الطاهرة فعلا في احراش (يعبد) ويده على زناد بندقيته التي فرغت من الرصاص.

لم يمت القسام بل ظل يسري في وجدان الشعب العربي الفلسطيني سريان الدم في العروق، وسريان النور في النهار.

لم يمت القسام لأن شباب الاستشهاد الذين انتفضوا في فاتحة عام 1988، بعد 53 سنة من غياب القسام جسدا..

شباب الاستشهاد الطوعي الفلسطيني أعلنوا أنهم يتيمنون بالقسام، وأنهم قساميون، وكتائبهم الضاربة تحمل اسم الشهيد الجليل عز الدين القسام، وتعرف اختصارا باسم (كتائب القسام).

ولهذا دنس المدنسون الصهاينة ضريح القسام، ومقبرة المسلمين في بلد الشيخ، ومقبرة المسلمين في حيفا، وكل المقابر التي تضم رفات الشهداء العظام.

بوضوح إذا، وبتحديد أدق إذن، نقطع بأن تدنيس الصهاينة للضريح الطاهر يعني إن عز الدين القسام يخيف الصهاينة حيا وميتا.

ولعل ما أدهش الصهاينة أن البقية الباقية من العرب في مدينة حيفا، أسيرة التهويد منذ عام 1948، هبوا يومها غاضبين وكأن القسام يقودهم، ورتبوا دوريات عزلاء لحراسة الضريح الطاهر ليل نهار، وكأنهم في ليل الاحتلال البريطاني، يمنعون الرياح الصهيونية الصفراء من إخماد شعلة القسام.

وإذا كان هذا يدهش "إسرائيل" فإن عليها أن تفهم بالمقابل أن روح القسام تسري في الأجيال العربية الفلسطينية المتعاقبة حتى التحرير.

كذلك فإن عليهم أن يفهموا أن خرافات الصهيونية ليست أكثر من غبار عالق بحذاء الشهيد العظيم عز الدين القسام.

الشهيد عز الدين القسام في سوريا:

ولد الشيخ (محمد عز الدين القسام) في بلدة جبلة على الساحل السوري عام 1300ه الموافق 1883م، وقيل عام 1882، وشهر باسم "عز الدين".

والده (عبد القادر بن مصطفى بن محمد القسام)، ووالدته (حليمة القصاب) وأشقاء عز الدين هم أمين وفخري أو فخر الدين، وفاطمة، أما إخوته لأبيه فهم أحمد ومصطفى وكامل وشريف.

وكان الشيخ عز الدين سادس سبعة إخوة وأشقاء، وثاني ثلاثة أشقاء.

وأسرة عز الدين كانت تعيش على الكفاف والصبر على ما قسم الله تعالى، ولكن رصيدها من الذكر حسن، فهي أسرة متدينة، ولها حظ في العلم الشرعي، يحبها الناس لما لها من المكانة الدينية.

أمضى الشيخ عز الدين طفولته في بلدة جبلة، قرأ القرآن، وتعلم القراءة والكتابة والحساب في "الكّتاب"، ودرس مبادئ العلوم الدينية على والده أولا، وتتلمذ في جبلة لشيخين عرفا بسعة العلم والمعرفة في اللغة والتفسير والحديث والفقه هما الشيخ سليم طيارة في الأزهر –البيروتي الأصل- والشيخ أحمد الأروادي.

ولما آنس منه أبوه رغبة في العلم أرسله إلى الأزهر وكان أشهر مؤسسة تعليمية في ذلك الزمان، وسكن في "رواق الشوام" في جهة ملاصقة للأزهر، وكان عمره آنذاك 14 عاما، وامضى في رحاب الأزهر 8 أعوام اعتمدت دراسته خلالها على الجهد الحر في الدراسة، وكان الانتقال من منزلة إلى أخرى بمقدار ما يستوعب من العلوم التي تؤهله للارتقاء إلى مصاف العلماء. وكانت العلوم الدينية (الفقه والتفسير والحديث والأصول والمواد اللغوية من نحو وبلاغه) هي مدار دراسته الأزهرية.

وعاد الشيخ عز الدين القسام إلى جبلة بعد أن أمضى حوالي ثماني سنوات في جوار الأزهر نال في نهايتها (الإجازة العالمية) الدالة على تضلعه في العلوم الإسلامية، أو هذا هو ما عرف من نهجه الحياتي المستقبلي، فهو لم يكن جماعة حافظا فقط، وإنما كان فقيها في كل ما جمع من العلوم والمعارف، وظهر ذ لك في أسلوب خطابه المستقبلي واستنباطاته الفقهية التي واكبت الحياة والحاجة.

وأول تطبيق عملي التزم به الشيخ عز الدين القسام هدم طبقة الأفندية المستعلية على الناس بما حازته من الأرض من غير وجه شرعي، فأخذ ينبه الغافلين ويرشد الضالين. وقيل أنه وضع كتابا من حوالي مئة صفحة عن الظلم الواقع على الفلاح السوري.

وضاق الأفندية بعز الدين وحاولوا نفيه إلى أزمير التركية، وارتحل هو من ذاته إلى عاصمة الخلافة العثمانية ليطلع على الأساليب المتبعة في الدروس المسجدية.

لكن مقامه لم يطل هناك لأنه شاهد من الجهل بالدين الإسلامي ما روعه، فعاد إلى جبلة وهو عازم على البداية من أول الطريق، وقرر أن يتولى تعليم الأطفال في الصباح، وتعليم الكبار في المساء، موظفا كل طاقاته وإمكاناته في التعليم، فكان يزور الأهلين في بيوتهم لإقناعهم بوجوب تعليم أبنائهم، وأقناعهم أن العلم لن يمنع أولادهم من العمل في البحر أو الجبل بل يتعلمون ويعملون.

ولتحقيق هذا الهدف فتح مدرسة في جبلة سنة 1912 درس فيها الأطفال واليافعين نهارا والكبار ليلا.

ودرس الحديث وتفسير القرآن الكريم في جامع (إبراهيم بن أدهم) بجبلة.

عين الشيخ عز الدين موظفا في شعبة التجنيد بجبلة، وكان بعد فراغه من عمله يعقد الحلقات الدرسية في مساجد البلد حتى أصبح اسمه على كل لسان على طول الساحل السوري وقرى التركمان.

وعندما صار الشيخ القسام خطيبا في جامع المنصوري –بوسط البلد- كان المصلون من جبلة والقرى المجاورة يتوافدون إلى المسجد ليستمعوا إلى خطيبه الذي يدعو إلى العمل الدوؤب والإيمان الصادق بالله.

هذا إلى جانب مواصلة تعليم الأطفال واليافعين والكبار أصول القراءة والكتابة وتلاوة القرآن.

وقبل ذلك بعام ؛حين غزا الإيطاليون البلاد الليبية في عام 1911 دعا الشيخ عز الدين إلى التطوع للجهاد في ليبيا ضد الغزاة الطامعين، ونجح في جمع الأموال والرجال لهذه الغاية السامية، فقد كان يخرج إلى الشوارع ويقود المظاهرات في جبلة واللاذقية ومدن وقرى الساحل، واتصل بالحكومة العثمانية لمنح المتطوعين_ وهم بالمئات –سفينة تنقلهم من الإسكندرية التي نجحوا في الوصول إليها إلى السواحل الليبية ولكن هذه الباخرة لم تصل، ويقال أن الشيخ عز الدين دخل إلى ليبيا مع عدد من المتطوعين.

عندما نشبت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 تطوع للخدمة في الجيش العثماني، وأرسل إلى معسكر جنوب دمشق (الكسوة)، ثم رجع إلى بلده بعد الحرب عام 1916.

وحين تعرضت سورية الطبيعية لمؤامرة فرنسية وبريطانية، وبعدافتضاح مؤامرة سايكس بيكو، ونزول القوات الفرنسية في مدينة اللاذقية والساحل السوري( في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 1918) كان الشيخ عز الدين أول من رفع راية مقاومة فرنسا في تلك المنطقة، وأول من حمل السلاح في وجهها، وهو كان وراء اندلاع المقاومة في منطقة صهيون من جبال اللاذقية.

بدأ الشيخ تعبئة الفلاحين من داخل المسجد، بتأديب رواد المسجد بأدب الإسلام، وشحنهم برأي الدين فيما يجري من شؤون حولهم رافضا الوصاية والحماية التي طرحتها لجنة "كرين" الأمريكية.

ليكون قدوة للناس في الجهاد بالمال والنفس،باع الشيخ بيته ليشتري سلاحا ثم عكف على تدريب المتطوعين على فنون القتال، وعندما أحس بالملاحقة الفرنسية اختار جبال صهيون المطلة على اللاذقية، وأتخذ قاعدة عسكرية في قمة منيعة قرب قرية "الزنقونه".

ومن قاعدته كان يغير على مواقع الفرنسيين في الجبال ومشارف المدن.

حاول الفرنسيون استمالته وثنيه عن الجهاد، وحين رفض أصدورا حكما غيابيا بإعدامه كما وضعوا جائزة مالية كبيرة لمن يأتي به حيا أو ميتا.

ورد الشيخ عز الدين بدمج حركته مع جماعة عمر بيطار المجاهدة لتصبح الضربات أشد، خصوصا بعد التنسيق مع حركات مجاهدة كانت تعمل في جبل الزاوية وجبال اللاذقية، وألحق هزائم بالفرنسيين في "بانيا" و"النيحا" وغيرها.

وحين ضعفت الثورة في سورية وسكتت بنادق الثوار لأن فرنسا ضيقت عليهم الخناق بعد أن جيشت كل جيوشها، واتبعت سياسة الأرض المحروقة لإطفاء الجذوة المتقدة، يقابل ذلك ضعف الإمكانات في أيدي الثوار السوريين قرر الشيخ الانتقال إلى فلسطين، ليبدأ الثورة من هناك، من أرض الإسراء والمعراج. وهذا ما كان

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

من هي دلال المغربي التي مثل باراك بجثتها؟؟ في ذكرى استشهادها -شخصيات

ظهرت صورة الإرهابي باراك وهو يقلب جثة الشهيدة دلال المغربي ويشدها من شعرها بعد أن اشرف بنفسه على خردقة جسدها بالرصاص ولم يخجل من شدها من شعرها أمام عدسات المصورين وهي شهيدة ميتة لا حراك فيها


معظم الصحف ومواقع الانترنيت نشرت الصورة المذكورة واشارت إلى أنها لدلال المغربي وباراك ولكن هذه الصحف والمواقع لم تعرف القراء بدلال المغربي بخاصة وان كثيرين لم يسمعوا بها ولا يعرفون حكايتها
للتعريف بحكاية دلال المغربي ولماذا هي باللباس العسكري في الصورة وأين قتلت ولماذا اهتم باراك شخصيا بتقليب جثتها وشدها من شعرها أمام عدسات التلفزيون على هذا النحو نكتب ما يلي
دلال المغربي شابة فلسطينية ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لآسرة من يافا لجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948
تلقت دلال المغربي دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد والإعدادية في مدرسة حيفا وكلتاهما تابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في بيروت . التحقت دلال بالحركة الفدائية وهي على مقاعد الدراسة فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني
كان عام 1978 عاما سيئا على الثورة الفلسطينية فقد تعرضت إلى عدة ضربات وفشلت لها عدة عمليات عسكرية وتعرضت مخيماتها في لبنان إلى مذابح وأصبح هناك ضرورة ملحة للقيام بعملية نوعية وجريئة لضرب إسرائيل في قلب عاصمتها فكانت عملية كمال العدوان
وضع خطة العملية أبو جهاد …. وكانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست كانت العملية انتحارية ومع ذلك تسابق الشباب على الاشتراك فيها وكان على رأسهم دلال المغربي ابنة العشرين ربيعا وتم فعلا اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين بالإضافة إلى دلال
عرفت العملية باسم عملية كمال عدوان وهو القائد الفلسطيني الذي قتل مع كمال ناصر والنجار في بيروت وكان باراك رئيسا للفرقة التي تسللت آنذاك إلى بيروت وقتلتهم في بيوتهم في شارع السادات قلب بيروت وعرفت الفرقة التي قادتها دلال المغربي باسم فرقة دير ياسين
في صباح يوم 11 آذار نيسان 1978 نزلت دلال مع فرقتها الانتحارية من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلاها إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون بخاصة وان إسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين القيام بإنزال على الشاطئ على هذا النحو
نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود كان متجها إلى تل أبيب حيث اتخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو تل أبيب وكانت تطلق خلال الرحلة النيران مع فرقتها على جميع السيارات العسكرية التي تمر بقربها مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال بخاصة وان الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود من المستعمرات الصهيونية في الضواحي إلى العاصمة تل أبيب
بعد ساعتين من النزول على الشاطيء وبسبب كثرة الإصابات في صفوف الجنود وبعد أن أصبحت دلال على مشارف تل أبيب كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها باراك بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين
قامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهليوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم إيقافه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا
وهناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال والقوات الإسرائيلية حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية العشرات من الجنود المهاجمين ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم
تركت دلال المغربي التي بدت في تلك الصورة وباراك يشدها من شعرها وهي شهيدة أمام المصورين وصية تطلب فيها من رفاقها المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني …..

نقلا عن المدونة العربي
——————

رحمها الله وسائر جميع الشهداء

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

عبد الرحمن بن ابي بكر

هو صورة مبيّنة للخلق العربي بكل أعماقه، وأبعاده..

فبينما كان أبوه أول المؤمنين.. والصدّيق الذي آمن برسوله ايمانا ليس من طراز سواه.. وثاني اثنين اذ هما في الغار..كان هو صامدا كالصخر مع دين قومه، وأصنام قريش.!!

وفي غزوة بدر، خرج مقاتلا مع جيش المشركين..
وفي غزوة أحد كان كذلك على رأس الرماة الذين جنّدتهم قريش لمعركتها مع المسلمين..

وقبل أن يلتحم الجيشان، بدأت كالعادة جولة المبارزة..

ووقف عبدالرحمن يدعو اليه من المسلمين من يبارزه..

ونهض أبو أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه مندفعا نحوه ليبارزه، ولكن الرسول أمسك به وحال بينه وبين مبارزة ولده.

**


ان العربي الأصيل لا يميزه شيء مثلما يميزه ولاؤه المطلق لاقتناعه..

اذا اقتنع بدين أو فكرة استبعده اقتناعه، ولم يعد للفكاك منه سبيل، اللهمّ الا اذا ازاحه عن مكانه اقتناع جديد يملأ عقله ونفسه بلا زيف، وبلا خداع.

فعلى الرغم من اجلال عبدالرحمن أباه، وثقته الكاملة برجاحة عقله، وعظمة نفسه وخلقه، فان ولاءه لاقتناعه بقي فارضا سيادته عليه.

ولم يغره اسلام أبيه باتباعه.

وهكذا بقي واقفا مكانه، حاملا مسؤولية اقتناعه وعقيدته، يذود عن آلهة قريش، ويقاتل تحت لوائها قتال المؤمنين المستميتين..

والأقوياء الأصلاء من هذا الطراز، لا يخفى عليهم الحق وان طال المدى..

فأصالة جوهرهم، ونور وضوحهم، يهديانهم الى الصواب آخر الأمر، ويجمعانهم على الهدى والخير.

ولقد دقت ساعة الأقدار يوما، معلنة ميلادا جديدا لعبدالرحمن بن أبي بكر الصدّيق..

لقد أضاءت مصابيح الهدى نفسه فكنست منها كل ما ورثته الجاهلية من ظلام وزيف. ورأى الله الواحد الأحد في كل ما حوله من كائنات وأشياء، وغرست هداية الله ظلها في نفسه وروعه، فاذا هو من المسلمين..!

ومن فوره نهض مسافرا الى رسول الله، أوّأبا الى دينه الحق.

وتألق وجه أبي بكر تحت ضوء الغبطة وهو يبصر ولده يبايع رسول الله.

لقد كان في كفره رجلا.. وها هو ذا يسلم اليوم اسلام الرجال. فلا طمع يدفعه، ولا خوف يسوقه. وانما هو اقتناع رشيج سديد أفاءته عليه هداية الله وتوفيقه.

وانطلق عبدالرحمن يعوّض ما فاته ببذل أقصى الجهد في سبيل الله، ورسوله والمؤمنين…

**


في أيام الرسول عليه صلاة الله وسلامه، وفي أيام خلفائه من بعده، لم يتخلف عبدالرحمن عن غزو، ولم يقعد عن جهاد مشروع..

ولقد كان له يوم اليمامة بلاء عظيم، وكان لثياته واستبساله دور كبير في كسب المعركة من جيش مسيلمة والمرتدين.. بل انه هو الذي أجهز على حياة محكم بن الطفيل، والذي كان العقل المدبر لمسيلمة، كما كان يحمي بقوته أهم مواطن الحصن الذي تحصّن جيش الردّة بداخله، فلما سقط محكم بضربة من عبدالرحمن، وتشتت الذين حوله، انفتح في الحصن مدخل واسع كبير تدفقت منه مقاتلة المسلمين..

وازدادت خصال عبدالرحمن في ظل الاسلام مضاء وصقلا..

فولاؤه لاقتناعه، وتصميمه المطلق على اتباع ما يراه صوابا وحقا، ورفضه المداجاة والمداهنة…

كل هذا الخلق ظل جوهر شخصيته وجوهر حياته، لم يتخل عنه قط تحت اغراء رغبة، أو تأثير رهبة، حتى في ذلك اليوم الرهيب، يوم قرر معاوية أن يأخذ البيعة ليزيد بحد الشيف.. فكتب الى مروان عامله بالمدينة كتاب البيعة، وأمره ان يقرأه على المسلمين في المسجد..

وفعل مروان، ولم يكد يفرغ من قراءته حتى نهض عبدالرحمن بن أبي بكر ليحول الوجوم الذي ساد المسجد الى احتجاج مسموع ومقاومة صادعة فقال:

" والله ما الاخيار أردتم لأمة محمد، ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية.. كلما مات هرقل قام هرقل"..!!

لقد رأى عبدالرحمن ساعتئذ كل الأخطار التي تنتظر الاسلام لو أنجز معاوية أمره هذا، وحوّل الحكم في الاسلام من شورى تختار بها الأمة حاكمها، الى قيصرية أو كسروية تفرض على الأمة بحكم الميلاد والمصادفة قيصرا وراء قيصر..!!

**


لم يكد عبدالرحمن يصرخ في وجه مروان بهذه الكلمات القوارع، حتى أيّده فريق من المسلمين على رأسهم الحسين بن علي، وعبدالله بن الزبير، وعبدالله بن عمر..

ولقد طرأت فيما بعد ظروف قاهرة اضطرت الحسين وابن الزبير وابن عمر رضي الله عنهم الى الصمت تجاه هذه البيعة التي قرر معاوية أن يأخذها بالسيف..

لكن عبدالرحمن بن أبي بكر ظل يجهر ببطلان هذه البيعة، وبعث اليه معاوية من يحمل مائة ألف درهم، يريد أن يتألفه بها، فألقاها ابن الصدّيق بعيدا وقال لرسول معاوية:

" ارجع اليه وقل له: ان عبدالرحمن لا يبيع دينه بدنياه"..

ولما علم بعد ذلك أن معاوية يشدّ رحاله قادما الى المدينة غادرها من فوره الى مكة..

وأراد الله أن يكفيه فتنة هذا الموقف وسوء عقباه..

فلم يكد يبلغ مشارف مكة ويستقر بها حتى فاضت الى الله روحه،، وحمله الرجال على الأعناق الى أعالي مكة حيث دفن هناك، تحت ثرى الأرض التي شهدت جاهليته..

وشهدت اسلامه..!!

وكان اسلام رجل صادق، حرّ شجاع…

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

رفيدة الأسلمية … أول طبيبة في الإسلام

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

سيف الدين قطز -شخصيات

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

نبذة عن الإمام ابن حبان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

عائلة الامبراطور سبتيموس سيفيروس

عائلة الامبراطور سبتيموس سيفيروس

اشتهرت حمص بتلك الفترة بعبادة الشمس وهيكلها الفاخر الذي فيه الحجر الأسود الهرمي الشكل وكان يُشتَرَط على كهنة هذا المعبد أن يكونوا من أعيان البلد ومن أشهر أفراد الأُسَر، وكان باسيانوس Basianus أو باسيان كاهن المعبد ذو أخلاق وثقافة عالية وآداب سامية وهذا ما هيَّأ لعائلته تبؤَ مناصب رفيعة في الدولة الرومانية .
وُلِدَت إبنته جوليا دومنا Julia domna حوالي سنة 166 م وكانت على جانب كبير من الذكاء والجمال والثقافة لاسيما في العلوم الطبيعية والفلكية وتتكلّم الآرامية. وكذلك شقيقتها جوليا ميسا Julia maesa وإبنتيها جوليا سوميا Julia somia وجوليا ماميا Julia mamia كنَّ أيضاًعلى قدْر كبير من الثقافة والعلْم والثروة الكبيرة . وذكرَ أحد المؤرّخين أن بابنيانوس Papinianus النابغة في فقه الحقوق هو إبن باسيانوس وآخرون ذكروا إنه قريبهم . وحدث أن أحد الأشخاص ويُدعى يوليوس إسكندر كان يترأس عصابة في منطقة حمص عاثت في البلاد فساداً لدرجة أقلقت السكّان وخشيَ الإمبراطور كومود (180192 ) إبن أوُريليوس شرَّها فأرسل قائداً عسكرياً ماهراً لضرب هذه العصابة ، هو سبتيموس سيفيروس الذي توجّه إلى المنطقة التى اعتصمت بها العصابة وطوَّقها وقضى عليها عام 179 م . وأثناء وجوده في حمص وقع نظره على جوليا دومنا فسحره جمالها وشعرَ بميل عظيم إليها وتوسَّم لنفسه مستقبلاً عظيماً إذا تزوّجها ، فطلبها من أبيها الذي لم يُمانع عن تلبية طلبه.ويكبرها بعشرين عاماً ، وأصبحت زوجته ورُزِقا من هذا الزواج عدة بنين : الأكبر باسيان وسُمّي فيما بعد كاراكلاّ Caracalla الذي وُلِدَ في ليون بفرنسا سنة 188م والأصغر جيتا Jeta
فكيف هؤلاء وصلوا إلى حكم روما ؟

الإمبراطور سبتيموس سيفيروسSeptimus severus

م93 وحتى 211 م

وُلِدَ بليبيا في بلدة لبدة بتاريخ 11نيسان سنة 146 م من أصل فينيقي أفريقي أو من أفاميا (قلعة المضيق ) وكان يتكلّم الفينيقية درسَ الفقه في روما ونبغ في القانون وتولّى عدة مناصب حكومية في عهد الإمبراطور أوريليوس وإبنه كومود وكان قائداً عسكرياً ماهراً أحبّه الجند لإنه كان شديد العطف عليهم .
عندما توفي الإمبراطور كومود مسموماً في 1 كانون أول سنة192م ،تولّى مكانه برتينكس والي سوريا فلم يستطع إرضاء الجند فقتلَ في 28 آذار سنة193 م ثم استقرَّت المبايعة على تولّي رجل غني جداً يُدعى ديديوس يوليان ونودي به إمبراطوراً ولما بلغ هذا الأمر
كتائب الجيش في مختلف الأصقاع ، فنادى كل جيش بقائده إمبراطوراً . وكان سبتيموس سيفيروس يقود جيش الدانوب ولكونه محبوباً من جنوده فنادوا به إمبراطوراً فأسرع بجنوده إلى روما ودخلها بموكب عظيم وتبوّأ الإمبراطورية وللحال أصدر المجلس العالي الروماني حكماً بقتل ديديوس يوليان كمجرم فقُبضَ عليه وقُتِلَ بعد حكمَ دام 26 يوماً . ثم قضى على خصميه نيجر وألبيوس وأصبح إمبراطوراً بلا منازع

لم يكن سيفيروس حمصي المَوْلِد لكنه حمصي العاطفة ، وكان لزوجته جوليا الأثر الكبير في الدولة فقاسمته المكانة والسلطان والنفوذ وكانت تدير معهداً في العلم والأدب والسياسة وتتكوَّن شخصياته من الرومان وأعيان السوريين واستعانت بنوجين كاتب التراجم وديوكاشيوس المؤرّخ وبفيلوسترات السفسطائي وببابنيانوس الفقيه في فن الحقوق الذي عيّنه مستشاره القانوني ورئيس مجلس المستشارين كما عيّن يوليوس باولوس Julius paulus (من مواليد حمص ) الفقيه والحجة في القوانين الرومانية واعتمد على أختها جوليا ميسا وإبنتيها جوليا سوميا وجوليا ماميا حيث كنّ على قدْر كبير من الثقافة والعلم والثروة المالية الكبيرة وأكَّد المؤرخون إنها لطَّفتْ كثيراً من أخلاق زوجها العسكرية القاسية وحملَت العديد من الألقاب ( أم القياصرة ، أم الجيوش ، أم الوطن ، أم الشيوخ ، و دومينا وهي تحريف عن الكلمة السورية مارتا وتعني السيدة بالغة الجلال ) ، كما نُقِشَت صورتها على النقود وأقيم لها تماثيل ومعابد عديدة .
كان حظ سوريا عموماً وحمص خصوصاً حسناً بعهد هذا الإمبراطور فأولى عناية كبيرة بالبلاد التي أقام فيها مدة طويلة لاسيما الفترة من سنة 182 184 م في منطقة حمص التي اقترن بها بجوليا دومنا . فعرِف ما تحتاجه البلاد من عناية فبذل جهده بتأمين الطرقات وتعويد الشعب على العمل المجدي والإنصراف عن الشغَب ، وصيانة الحصون التي بلغ عددها 42 حصناً والتي تمتد مابين دمشق وتدمر وأطلال بعلبك . وقسَّم سورية إلى قسمين جعل القسم الأول سورية الشمالية الممتدّة من أقصى الشمال إلى غاية السهول الممتدَّة على ضفَّتي العاصي حتى أنطاكيا ، والقسم الثاني سورية الفينيقية والسواحل البحرية وشرق لبنان ويضم هذا القسم بعلبك وحمص ودمشق وتدمر .
وفي آخر أيامه قصد أوروبا وحارب الكلدونيين القاطنين شمال بريطانيا لكنه توفي في مدينة يورك سنة 211م .

الإمبراطور كاراكلاّ Caracalla

من 211 وحتى 217 م

تركَ سيفيروس المُلْكْ من بعده لولديه كاركلاّ وجيتا Jeta اللذين سبق أن أشركهما معه في الحكم وأعطاهما لقب ( قيصر ) وذلك تفادياً من تغلُّب أحدهما على الآخر بعد وفاته , فحكما البلاد معاً سنة 211 م حوالي سنة واحدة ، وإن الضغينة كانت في قلب كل واحد على الآخر، لكن والدتهما جوليا كانت تُصْلِح بينهما باستمرار فلم يطل الأمر على هذا النحو وأثاء عتاب بينهما وبحضور والدتهما هجم كاراكلاّ على أخيه جيتا وفتك به سنة 212 م .

ورأت والدته أن تقف إلى جانب إبنها كاراكلاّ وهو في ريعان الشباب ولم يتجاوز عمره 23 سنة ، الذي حملَ إسم كاراكلاّ لأنه كان يرتدي الكاركال وهو رداء سوري يُشبه العباءة . ولعبت والدته دور الوزير الأمين خلال العامين 214 215 م ،ومن أعماله إنه أنشأ الرواق والعرَصة أمام الهيكل في بعلبك وأصدر القانون الذي منح بموجبه الجنسية الرومانية لكل سكَّان الإمبراطورية ، فأدّى ذلك إلى إملاء الخزينة بالرسوم التي تقاضتها الإمبراطورية من الجميع الذين كانوا يؤدُّونها بطيبة خاطر لحصولهم على الجنسية الرومانية ، وكان يمدّ يد العون لكل من يلوذ به ، وبالرغم من حسناته فإن ضميره كان يوبِّخه على قتل أخيه جيتا . وقتل الفقيه بابنيانوس وهو في عمر 37 سنة ،وعيَّن أولبيانوس Ulpianus (وهو من مواليد بيروت أو صور وتلميذ بابيانوس )مستشاراً له ورئيساً على الحرس وكان كاراكلاّ كثير التجوال في الولايات التابعة لإمبراطوريته . وفيما كان يحاول إخضاع البرثيين في الشرق ، اغتاله رئيس الحرس مكرينوس في الرها شمال سوريا سنة 217 م . وأرسل رماده إلى أمّه التي استقرّت في أنطاكيا وحزنت عليه وامتنعت عن الطعام حتى توفّيت بنفس العام ثم أعيد رفاتها إلى المقبرة الإمبراطورية (أوغست ) في روما باحتفال مهيب برعاية وتدخُّل أختها جوليا ميسا وخلّدت روما إمبراطورها كاراكلاّ بإنشاء الحمّامات الكبيرة على إسمه التي مازالت آثارها قائمة وتتّسع ل 1600 زائراً .

الإمبرطور إيلاغابال Elagabalus

من 218 وحتى 222 م

بعد إغتيال كاراكلاّ أبعدَ مكرينوس كل من جوليا ميسا وجوليا سوميا زوجة كاراكلاّ وولدها أفيتوس باسيان وجوليا ماميا وإبنها الكسندروس سيفيروس من روما فعدنَ إلى حمص
وجاورنَ هيكل الشمس وقدّمنَ أنفسهن ومالهن للمعبد واستلمت جوليا ميسا مفاتيح الهيكل وأقامت أفيتوس كاهنا للهيكل وارثاً لجدِّه باسيانوس وله من العمر 14 سنة وكان جميل الصورة معتدل القامة وأظهر من التقوى والورع ما جعله محبوباً من الجميع لاسيّما الجند الذين حقدوا على مكرينوس لقتله كاراكلاّ وتسببه في وفاة والدته جوليا دومنا وإبعاد كل مايرتبط بهذه العائلة من روما .

ألكسندروس سيفيروس Alexandrus severus

من 222 وحتى 235 م

بعد مقتل إيلاغابال نودي بإبن خالته ألكسندروس سيفيروس الذي وُلِدَ سنة 205 م وكانت والدته جوليا ماميا من الشهيرات بعلوّ المدارك والثقافة الأدبية . وأحبّه الجند كثيراً وبدأ بإصلاح ما أورثه أسلافه من الخلل مُستعيناً برأي جدّته جوليا ميسا ووالدته جوليا ماميا وعيّن يوليوس باولوس الفقيه بالحقوق رئيساً لحرسه الملكي بطلب من والدته وأقام ديواناً للمشورة مكوّناً من 16 عضواً اختارهم من خيرة الرجال .وأقام مجلساً بلدياً لروما يتكوًن من 14 عضواً ، كما رفع شأن المرأة إلى المستوى اللاّئق بها فأقام ندوة للنساء ترأستها جدّته ثم أمّه وأعطاهن سلطة واسعة في تهذيب كل امرأة تتجاوز حدود اللياقة ، وأكثرَ الضرائب على الصاغة ليقلّل أسباب الترف وحارب المُرابين وأحبّ جنده كثيراً . وكان مقتصداً في معيشته ولبسه ، وكتب على باب قصره :
( لاتفْعل بالغير ما لاتريد أن يفعله الغيْر بك )

وفي سنة 231 م دفع الغرور ملك الفُرْس لمحاربة روما فجهّز الإمبراطور حملة لمحاربته ورافقته أمّه في هذه الحملة ، ويظهر من خطبته التي ألقاها في 19 إيلول سنة 233 م إنه انتصرَ على الفرس واستردَ كل البلاد الواقعة ما بين النهرين وغنِمَ غنائم وافرة . ثم بلغه أن الجرمانيين ثاروا واتّجهوا إلى فرنسا فسار بجيشه إليهم تصحبه أمّه أيضاً وخيَّم على الرّين وسعى إلى استرضائهم بالمال لتجنّب نكبات الحرب ، لكن أحد قوّاد الجيش ويُدعى مكسيمنوس Maximenus رفض هذا التصرّف وقال إن الأموال من حق الجنود وانصاع الحنود إليه ونادوا به إمبراطوراً وساروا إلى خيمة الكسندروس وقتلوه وأمّه في 19 آذار سنة 235 م .
كانت فترة الأباطرة الحمصيين التي دامت نحو 42 سنة مع نسائهم حيث كن ّاليد القوية في مساندتهم بإدارة الحكم لما يتمتّعن به من ثقافة وأدب وحكمة لاسيما جوليا دومنا ذات أثر كبير لحمص وتخليداً لذكراها فقد أصدر مجلس مدينة حمص قراراً بتسمية إحدى الشوارع الرئيسية في حي حمص الجديدة ( الوعر ) بإسمها . وفي عهد الأباطرة بلغ العمران في المنطقة درجة عالية حيث بُنِيَ في هذه الحقبة أكثر من مئة مدينة في مسافة لاتزيد عن 180 كم على ضفاف العاصي وعرف سكان هذه المدن كيف يستغلّون مياه نهرهم العظيم( أورانتيس) العاصي . ولما ارتقى العمل الزراعي بحمص وازداد إنتاج الحاصلات الزراعية اقتضى الأمر إيجاد أسواق لها خارج المنطقة فأقام تجّارها لأعمالهم مراكز في معظم مدن أوروبا لتصريف إنتاجهم ومما ساعدهم على ذلك إقامة الطرق حيث وجد الأثريون أثراً واضحاً للطريق الرومانية الممتدّة من ميماس حمص حتى مصياف وبعدها يتّجه نحو تل سلحب مجتازاً جسر العشارنة إلى قلعة المضيق في سهل الغاب ويُرَجِّح بعضهم إنه يصل إلى أنطاكيا فالقسطنطينية ( اسطنبول حالياً ) كما بنوا عند كل 8 كم من الطريق محطة للبريد فيها 40 فارساً لنقله ليلاً ونهاراً فكان البريد يقطع في اليوم نح50 كم .
وأخيراً أفلا يحقّ لحمص أن تفخر بأسرة الأباطرة السيفيريين .



لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

قتيبة بن مسلم … القائد المسلم الذي فتح بلاد الصين من الشخصيات

قتيبة بن مسلم الباهلي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

قتيبة بن مسلم الباهلي قائد عربى مشهور قاد الفتوحات الإسلامية في بلاد أسيا الوسطى في القرن الأول الهجرى .
هو قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن الأمير أبو حفص الباهلي، وكان أبوه ‘مسلم بن عمرو’ من أصحاب ‘مصعب بن الزبير’ والى العراق من قبل أخيه أميرالمؤمنينعبد الله بن الزبير، وقتل معه في حربه ضد عبد الملك بن مروان سنة 72 هجرية، وقد نشأ قتيبة على ظهور الخيل رفيقاً للسيف والرمح، محباً للفروسية، وكانت منطقة العراق مشهورة بكثرة الفتن والثورات، لذلك عمل كل ولاة العراق على شغل أهلها بالغزوات لاستغلال طاقاتهم الثورية في خدمة الإسلام ونشر الدعوة، لذلك كانت أرض العراق هى قاعدة الانطلاق للحملات الحربية على الجبهة الشرقية للدولة الإسلامية، وقد اشترك قتيبة في هذه الحملات منذ شبابه المبكر، وأبدى شجاعة فائقة وموهبة قيادية فذة، لفتت إليه الأنظار خاصة من القائد العظيم المهلب بن أبى صفرة وكان خبيراً في معرفة الأبطال ومعادن الرجال فتفرس فيه أنه سيكون من أعظم أبطال الإسلام، فأوصى به لوالى العراق الشهير الحجاج بن يوسف الثقفي الذى كان يحب الأبطال والشجعان، فانتدبه لبعض المهام ليختبره بها ويعلم مدى صحة ترشيح المهلب له، وهل سيصلح للمهمة التى سيوكلها له بعد ذلك أم لا . فتح خوارزموبخارى، وسمرقند، قتل سنة 96 ه، وعمره 48سنة .

//
النشأة وبدايات جهاده

ولد في بيت إمرة وقيادة سنة 49 ه بأرض العراق، ولما ترعرع تعلم العلم والفقه والقرآن، ثم تعلم الفروسية وفنون الحرب، فظهر فيه النبوغ وهو شاب في مقتبل شبابه، فولاه عبد الملك بن مروان الري، ثم لما ولي الوليد بن عبد الملك ولاه خراسان، وكانت خراسان من أعمال العراق يوم ذاك وهي تحت إمرة الحجاج، فلم يعبأ بشيء سوى الجهاد في سبيل الله، فلما وصل خراسان سنة 86ه علا بهمته إلى حرب ما وراء النهرين، وجمع جيشه ووقف يحثهم على الجهاد قائلاً بعد أن حمد الله وأثنى عليه: إن الله أحلكم هذا المحل ليعز دينه ويذب بكم عن الحرمات، ويزيد بكم المال استفاضة والعدو قمعاً، ووعد نبيه صلى الله عليه وسلم النصر بحديث صادق وكتاب ناطق فقال: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ووعد المجاهدين في سبيله أحسن الثواب وأعظم الذخر عنده فقالذَلِكَ أَنَّهُ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ ولا يطئون مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِن عَدوٍّ نَيلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)وبين لهم أيضاً مصير الشهداء عند ربهم ثم قال: فتنجزوا الآن موعود ربكم ووطنوا أنفسكم على أقصى أثر وأمضى ألم، وإياي والهوينا.

فتوحاته

ثم استعرض جيشه وابتدأ مسيرته إلى فتح الشرق كله، فلم يتقاعس عن الجهاد لا هو ولا جنده، ففتح المدائن مثل خوارزموسجستان، حتى وصل إلى سمرقند فحاصرها حصاراً شديداً حتى صالحه أهلها على أموال كثيرة جداً، وفطن له الصفد فجمعوا له الجموع فقاتلهم في شومان قتالاً عنيفاً حتى هزمهم، وسار نحو بيكند وهي آخر مدن بخاري، فجمعوا له الجموع من الصغد ومن مالأهم فأحاطوا به من كل مكان، وكان له عين (جاسوس) من الأعداء يمده بالأخبار فأعطاه الأعداء أموالاً طائلة ليصد عنهم قتيبة فجاء يثبطه عن قتالهم، فقتله، ثم جمع الجيش وخطبهم وحثهم على القتال فقاتلوا أشد القتال وفتحوا الطوق ونصرهم الله سبحانه وتعالى وغنم منها أموالاً لا تحصى ثم اتجه ناحية الصين، فغزا المدن التي في أطرافها وانتصر عليها، وضرب عليهم الجزية، فأذعنت له بلاد ما وراء النهرين كلها حتى وصل إلى أسوار الصين،حارب خلالها ثلاثة عشرة سنة لم يضع فيها السلاح،إلى أن مات الوليد بن عبد الملك فاستُخلف بعده أخوه سليمان بن عبد الملك وكان بينهما شيء وخلاف، فأراد أن يثور على سليمان فحصل بينهما خلاف شديد فقتله أحد الجنود في بلد اسمها فرغانة سنة 96ه.

بداية العمل الحربى

بدأت رحلة هذا القائد الفذ منذ 86 هجرية، وذلك عندما ولاه الحجاج بن يوسف الثقفي ولاية خراسان وهو إقليم شاسع مترامى الأطراف، لم يكن المسلمون قد واصلوا الفتح بعده، وكان المهلب بن أبى صفرة والياً على خراسان من عام 78 حتى 86 هجرية، وقد رأى الحجاج أن يدفع بدماء شابة جديدة في قيادة المجاهدين هناك، فلم يجد أفضل من قتيبة بن مسلم لهذه المهمة .
سار قتيبة بن مسلم على نفس الخطة التى سار عليها آل المهلب، وهى خطة الضربات السريعة القوية المتلاحقة على الأعداء، فلا يترك لهم وقت للتجمع أو التخطيط لرد الهجوم على المسلمين، ولكنه امتاز عن آل المهلب بأنه كان يضع لكل حملة خطة ثابتة لها هدف ووجهة محددة، ثم يوجه كل قوته للوصول إلى هدفه، غير عابىء بالمصاعب أو الأهوال التى ستواجهه، معتمداً على بسالته النادرة وروح القيادة التى امتاز بها وإيمانه العميق بالإسلام .

استراتيجية قتيبة في الغزوات

قام قتيبة بن مسلم بتقسيم أعماله لأربع مراحل، حقق في كل واحدة منها فتح ناحية واسعة فتحاً نهائياً ثبت فيه أقدام المسلمين للأبد :- وهى كالآتى:

المرحلة الأولى

قام فيها قتيبة بحملته على طخارستان السفلى فاستعادها وثبت أقدام المسلمين وذلك سنة 86 هجرية، وطخارستان السفلى هى الآن جزء من أفغانستان و باكستان .

المرحلة الثانية

قاد فيها حملته الكبرى على بخارى فيما بين سنتى 87 –90هجرية وخلالها أتم فتح بخارى وما حولها من القرى والحصون، وكانت أهم مدن بلاد ما وراء النهر وأكثفها سكانا وأمنعها حصوناً .

المرحلة الثالثة

وقد استمرت من سنة 91- 93 هجرية، وفيها تمكن قتيبة من نشر الإسلام وتثبيته في وادى نهر جيحون كله، وأتم فتح إقليم سجستان في إيران الآن، وإقليم خوارزم (يوجد الآن بين دول إيرانوباكستانوأفغانستان،و وصلت فتوحاته إلى مدينة سمرقند في قلب آسيا وضمها إلى دولة الإسلام نهائياً .

المرحلة الرابعة

وامتدت من سنة 94-96 هجرية، وفيها أتم قتيبة فتح حوض نهر سيحون بما فيه من مدن، ثم دخل أرض الصين وأوغل فيها ووصل مدينة كاشغر وجعلها قاعدة إسلامية وكان هذا آخر ما وصلت إليه جيوش الإسلام في آسيا شرقا ولم يصل أحد من المسلمين أبعد من ذلك قط.

الأمير قتيبة وقبائل الأتراك

عندما قام المسلمون الأوائل بحركة الفتح الإسلامى في الشرق كان هناك نوعان من الأجناس البشرية، القبائل الساسانية أو الفارسية والقبائل التركية، وكان نهر المرغاب هو الحد الفاصل بين هؤلاء وهؤلاء، وقد تم إدخال القبائل الفارسية في الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين، أما القبائل التركية فقد كانت أكبر عدداً وأوسع انتشاراً منهم الأتراك الغزية والأتراك القراخطاى والأتراك القوقازيين والأتراك الأيجور والأتراك البلغار والأتراك المغول .
ونستطيع أن نقول أن الأمير قتيبة بن مسلم هو صاحب الفضل الأول بعد الله عز وجل في إدخال الأتراك شرقى نهر المرغاب وفى بلاد ما وراء النهر في الإسلام، فقد سحرت شخصيته العسكرية الأتراك فدخلوا في دين الله أفواجاً حباً في بطولات وشجاعة هذا البطل الجسور الذى رأى فيه الأتراك الرمز الحقيقى للفضيلة والشجاعة والرجولة، ومعانى الإسلام النقية المتجسدة في شخصه، وكان دخول هؤلاء في دين الإسلام من أكبر الفتوحات والانتصارات التى حققها المسلمون وكان لهم أعظم الأدوار في نشر الدعوة في قارة آسيا كلها، فكان من قبائل الأتراك الغزية مثلاً السلاجقة العظام والعثمانيون الأبطال والأوزبك الشجعان والمماليك قادة العالم وهؤلاء أدوا خدمات جليلة لا تنسى في خدمة الإسلام، ومن الأتراك القوقازيين ظهر أبطال داغستانوالشيشان، ومن الأتراك الهياطلة ظهر الغزنويون والغوريون فاتحو الهند الكبار وهكذا كان ذلك كله على يد من ألقى البذرة الأولى قتيبة بن مسلم .

خروجه على سليمان بن عبد الملك و مقتله

كان قتيبة بن مسلم كما ذكر من قادة الحجاج بن يوسف الثقفي فقد كان يعلم مقدار كراهية سليمان بن عبد الملك للحجاج، فلما ولي الخلافة خشي قتيبة من انتقامه؛ لأنه وقف إلى جانب الوليد بن عبد الملك حين أراد أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد ويجعلها لابنه؛ ولذلك عزم قتيبة على الخروج على سليمان وجمع جموعًا لذلك عن رجاله وأهل بيته، لكن حركته فشلت وانتهت بقتله سنة (96 ه = 715م) على يد وكيع بن حسان التميمي.

أثره

كان قتيبة بن مسلم قائداً من كبار القادة الذين سجلهم التاريخ. فعلى يديه فتحت هذه البلاد التي تسمى اليوم بالجمهوريات الإسلامية التي انفصلت عما كان يسمى بالاتحاد السوفييتي، وتوغل حتى حدود الصين، وتدين كثير من هذه البلاد بدين الإسلام.

المصادر

تاريخ الطبري 8/66، والبداية والنهاية 9/52 والكامل لابن الأثير، 4/104، والأعلام للزركلي.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

بيان الإمام ناصر محمد اليماني إلى هيئت كُبار العُلماء بالمملكة العربية السعودية -شخصيات

إنا لله وإنا إليه راجعون
هذا ما كان ينقصُ الامّة الإسلامية في الوقت الحالي
والله المُستعان
مهدي منتظر !!!!!
وكأن الامّة لم تكتفي بالمصائب والمخاطر المُحدقة بنا من الخارج
ليظهر لنا من الداخل من يدّعي بأنه المهدي المنتظر !!!!!
الله المُستعان
ونعوذ بالله من الخذلان
المراقب
فارس السنّة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
شخصيات عالمية و عربية

لوط عليه السلام


نبذة:
أرسله الله ليهدي قومه ويدعوهم إلى عبادة الله، وكانوا قوما ظالمين يأتون الفواحش ويعتدون على الغرباء وكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء فلما دعاهم لوط لترك المنكرات أرادوا أن يخرجوه هو وقومه فلم يؤمن به غير بعض من آل بيته، أما امرأته فلم تؤمن ولما يئس لوط دعا الله أن ينجيهم ويهلك المفسدين فجاءت له الملائكة وأخرجوا لوط ومن آمن به وأهلكوا الآخرين بحجارة مسومة.

سيرته:
حال قوم لوط:
دعى لوط قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن كسب السيئات والفواحش. واصطدمت دعوته بقلوب قاسية وأهواء مريضة ورفض متكبر. وحكموا على لوط وأهله بالطرد من القرية. فقد كان القوم الذين بعث إليهم لوط يرتكبون عددا كبيرا من الجرائم البشعة. كانوا يقطعون الطريق، ويخونون الرفيق، ويتواصون بالإثم، ولا يتناهون عن منكر، وقد زادوا في سجل جرائمهم جريمة لم يسبقهم بها أحد من العالمين. كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء.
لقد اختلت المقاييس عند قوم لوط.. فصار الرجال أهدافا مرغوبة بدلا من النساء، وصار النقاء والطهر جريمة تستوجب الطرد.. كانوا مرضى يرفضون الشفاء ويقاومونه.. ولقد كانت تصرفات قوم لوط تحزن قلب لوط.. كانوا يرتكبون جريمتهم علانية في ناديهم.. وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أو ضيف لم ينقذه من أيديهم أحد.. وكانوا يقولون للوط: استضف أنت النساء ودع لنا الرجال.. واستطارت شهرتهم الوبيلة، وجاهدهم لوط جهادا عظيما، وأقام عليهم حجته، ومرت الأيام والشهور والسنوات، وهو ماض في دعوته بغير أن يؤمن له أحد.. لم يؤمن به غير أهل بيته.. حتى أهل بيته لم يؤمنوا به جميعا. كانت زوجته كافرة.
وزاد الأمر بأن قام الكفرة بالاستهزاء برسالة لوط عليه السلام، فكانوا يقولون: (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ). فيئس لوط منهم، ودعا الله أن ينصره ويهلك المفسدين.

ذهاب الملائكة لقوم لوط:
خرج الملائكة من عند إبراهيم قاصدين قرية لوط.. بلغوا أسوار سدوم.. وابنة لوط واقفة تملأ وعاءها من مياه النهر.. رفعت وجهها فشاهدتهم.. فسألها أحد الملائكة: يا جارية.. هل من منزل؟ قالت [وهي تذكر قومها]: مكانكم لا تدخلوا حتى أخبر أبي وآتيكم.. أسرعت نحو أبيها فأخبرته. فهرع لوط يجري نحو الغرباء. فلم يكد يراهم حتى (سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) سألهم: من أين جاءوا؟ .. وما هي وجهتهم؟.. فصمتوا عن إجابته. وسألوه أن يضيفهم.. استحى منهم وسار أمامهم قليلا ثم توقف والتفت إليهم يقول: لا أعلم على وجه الأرض أخبث من أهل هذا البلد.
قال كلمته ليصرفهم عن المبيت في القرية، غير أنهم غضوا النظر عن قوله ولم يعلقوا عليه، وعاد يسير معهم ويلوي عنق الحديث ويقسره قسرا ويمضي به إلى أهل القرية – حدثهم أنهم خبثاء.. أنهم يخزون ضيوفهم.. حدثهم أنهم يفسدون في الأرض. وكان الصراع يجري داخله محاولا التوفيق بين أمرين.. صرف ضيوفه عن المبيت في القرية دون إحراجهم، وبغير إخلال بكرم الضيافة.. عبثا حاول إفهامهم والتلميح لهم أن يستمروا في رحلتهم، دون نزول بهذه القرية.
سقط الليل على المدينة.. صحب لوط ضيوفه إلى بيته.. لم يرهم من أهل المدينة أحد.. لم تكد زوجته تشهد الضيوف حتى تسللت خارجة بغير أن تشعره. أسرعت إلى قومها وأخبرتهم الخبر.. وانتشر الخبر مثل النار في الهشيم. وجاء قوم لوط له مسرعين.. تساءل لوط بينه وبين نفسه: من الذي أخبرهم؟.. وقف القوم على باب البيت.. خرج إليهم لوط متعلقا بأمل أخير، وبدأ بوعظهم:

(هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ).. قال لهم: أمامكم النساء -زوجاتكم- هن أطهر.. فهن يلبين الفطرة السوية.. كما أن الخالق -جلّ في علاه- قد هيّئهن لهذا الأمر. (فَاتَّقُواْ اللّهَ).. يلمس نفوسهم من جانب التقوى بعد أن لمسها من جانب الفطرة.. اتقوا الله وتذكروا أن الله يسمع ويرى.. ويغضب ويعاقب وأجدر بالعقلاء اتقاء غضبه.
(وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي).. هي محاولة يائسة لِلَمْس نخوتهم وتقاليدهم. و ينبغي عليهم إكرام الضيف لا فضحه.
(أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ).. أليس فيكم رجل عاقل؟.. إن ما تريدونه -لو تحقق- هو عين الجنون.
إلا أن كلمات لوط عليه السلام لم تلمس الفطرة المنحرفة المريضة، ولا القلب الجامد الميت، ولا العقل المريض الأحمق.. ظلت الفورة الشاذة على اندفاعها.
أحس لوط بضعفه وهو غريب بين القوم.. نازح إليهم من بعيد بغير عشيرة تحميه، ولا أولاد ذكور يدافعون عنه.. دخل لوط غاضبا وأغلق باب بيته.. كان الغرباء الذين استضافهم يجلسون هادئين صامتين.. فدهش لوط من هدوئهم.. وازدادت ضربات القوم على الباب.. وصرخ لوط في لحظة يأس خانق: (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) تمنى أن تكون له قوة تصدهم عن ضيفه.. وتمنى لو كان له ركن شديد يحتمي فيه ويأوي إليه.. غاب عن لوط في شدته وكربته أنه يأوي إلى ركن شديد.. ركن الله الذي لا يتخلى عن أنبيائه وأوليائه.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ هذه الآية: "رحمة الله على لوط.. كان يأوي إلى ركن شديد".
هلاك قوم لوط:
عندما بلغ الضيق ذروته.. وقال النبي كلمته.. تحرك ضيوفه ونهضوا فجأة.. أفهموه أنه يأوي إلى ركن شديد.. فقالوا له لا تجزع يا لوط ولا تخف.. نحن ملائكة.. ولن يصل إليك هؤلاء القوم.. ثم نهض جبريل، عليه السلام، وأشار بيده إشارة سريعة، ففقد القوم أبصارهم.

التفتت الملائكة إلى لوط وأصدروا إليه أمرهم أن يصحب أهله أثناء الليل ويخرج.. سيسمعون أصواتا مروعة تزلزل الجبال.. لا يلتفت منهم أحد.. كي لا يصيبه ما يصيب القوم.. أي عذاب هذا؟.. هو عذاب من نوع غريب، يكفي لوقوعه بالمرء مجرد النظر إليه.. أفهموه أن امرأته كانت من الغابرين.. امرأته كافرة مثلهم وستلتفت خلفها فيصيبها ما أصابهم. سأل لوط الملائكة: أينزل الله العذاب بهم الآن.. أنبئوه أن موعدهم مع العذاب هو الصبح.. (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)؟

خرج لوط مع بناته وزوجته.. ساروا في الليل وغذوا السير.. واقترب الصبح.. كان لوط قد ابتعد مع أهله.. ثم جاء أمر الله تعالى.. قال العلماء: اقتلع جبريل، عليه السلام، بطرف جناحه مدنهم السبع من قرارها البعيد.. رفعها جميعا إلى عنان السماء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، قلب المدن السبع وهوى بها في الأرض.. أثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم.. حجارة صلبة قوية يتبع بعضها بعضا، ومعلمة بأسمائهم، ومقدرة عليهم.. استمر الجحيم يمطرهم.. وانتهى قوم لوط تماما.. لم يعد هناك أحد.. نكست المدن على رؤوسها، وغارت في الأرض، حتى انفجر الماء من الأرض.. هلك قوم لوط ومحيت مدنهم. كان لوط يسمع أصوات مروعة.. وكان يحاذر أن يلتفت خلفه.. نظرت زوجته نحو مصدر الصوت فانتهت.. تهرأ جسدها وتفتت مثل عمود ساقط من الملح.

قال العلماء: إن مكان المدن السبع.. بحيرة غريبة.. ماؤها أجاج.. وكثافة الماء أعظم من كثافة مياه البحر الملحة.. وفي هذه البحيرة صخور معدنية ذائبة.. توحي بأن هذه الحجارة التي ضرب بها قوم لوط كانت شهبا مشعلة. يقال إن البحيرة الحالية التي نعرفها باسم "البحر الميت" في فلسطين.. هي مدن قوم لوط السابقة. انطوت صفحة قوم لوط.. انمحت مدنهم وأسمائهم من الأرض.. سقطوا من ذاكرة الحياة والأحياء.. وطويت صفحة من صفحات الفساد.. وتوجه لوط إلى إبراهيم.. زار إبراهيم وقص عليه نبأ قومه.. وأدهشه أن إبراهيم كان يعلم.. ومضى لوط في دعوته إلى الله.. مثلما مضى الحليم الأواه المنيب إبراهيم في دعوته إلى الله.. مضى الاثنان ينشران الإسلام في الأرض.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده