.
.
.
.
.
أخترق الظلام الذي احاط عالمي البارد الخالي من كل حياة.فكان المنقذ الذي أنارها.
جعلني أتمسك بمن احيا بها..احبها..اريد النجاح والتفوق الباهر..أعشق التحدي والاختبارات..جعلني لا أيأس مهما اشتدت الطعنات في ظهري ومن اقرب الأصدقاءِ..ببساطة جعلت الأمل هو المشرط الذي يمسكه الطبيب ليخيط تلك الطعنة في ظهري والتي جاءت بقلبي تماماً.
.
.
يأست من العيش بلا هدف..ضائعة في دهاليز وطني النازف جراحاً ودماء شهداءه تسيل فوق أراضيه فتسقي اجشاراً لتنتج لنا ثماراً بلون الدم..هكذا كنت عيوني مقفلة لكن مفتوحة..قلبي بارد لا ينبض
حين كنت طفلة كنت احلم ان اكون ممرضة ثم معلمة ووووو..
لكن في كل مرة أترك حلمي وأقول:"ولما اجتهد إذا كنت ساموت بأحد الانفجارات..ما الفائدة وانا يوماً ما سيأتي لي خبر ينبئوني ان احد أهم الاشخاص الذين ربوني واحببتهم قد مات او دخل غيبوبة أو اصاب قلبه الحاني طلقة طائشة..؟!لما يجب ان اتألم وأجتهد بينما سأموت وربما في عمري هذا..؟؟!
قد تظنون ان الأمر مضحك وتافه وربما طفولي لكني يأست..حينما يسألوني اقول لهم لا أعلم وربما ليس لي حلم..!
لكني تغيرت حين كبرت قليلاً..حين جربت معنى فقد من أحبهم إذ رؤيتي لجدتي رحمها الله تموت بدون ايجاد إي حل لمرضها .. جعلني احلم واريد ان اكون طبيبة..فقط طبيبة لأداوي الناس وافرح احبتهم واعيد الأمل في قلوبهم من جديد..مهما كانت الالام التي اعترضتهم ومهما كانت الدموع التي ذرفوها فأنا سأداويها..!
.
.
هــــه اخبرتكم ان حلمي هو أن اكون طبيبة لكن الاختصاص الذي أريده ستعرفونه وربما تكهنتم به بسبب المقدمة..وللحق انا جد مشتاقة لتحقيق حلمي ذاك إذ اني أريد رؤية البسمة والأرتياح على وجوه الناس حين اخرج لهم من غرفة العمليات وقد أرتاح قلبي لأنقاذي لحبيبهم الذي استلقى على فراش العمليات متوكلاً على الله معتمداً عليه وعلي..لكن في بلدي يكون االدخول لكلية الطب صعباً خاصة قسم الجراحة التي أريد تخصصها والتي هي جراحة القلب والصدر..أصعب واتعب جراحات الطب..!
ففي بلدي يكون المعدل الذي يخولني لدخول الكلية تلك يختلف من سنة الى آخرى فيوما كان 105 بالمئة وآخر 99 واحيانا ايضا 96-98 أي انه لا يقل عن معدل 90..وهذا بالتأكيد صعب لأن دراسة بلدي اصلا متعبة وصعبة جداً..! لكنني لن اتهاون بحلمي هذا أبداً بل أدرس بجد واجتهد واحاول الحصول على اعلى الدرجات رغم تعبي والاوضاع الوطنية التي تطعن قلبي والشخصية التي تقتلعه من مكانه..!
فقط ادعوا لي ان انجح وان يوفقني الله فيما اريده..^..^
.
.
.
.
.
السبب الذي جعلني احلم بهذا الحلم والاختصاص اضافةً لموت جدتي دون ان يكون الطبيب قادرا على المساعدة هو خروجي يوم من الايام لزيارة احدى المراقد الدينية فحدث امامي تفجير وكنا نكون من ضحاياه لولا حفظ ربي وسترة لنا انا وعائلتي..حين انتهى التفجير وتساقطت الاجساد متقطعة.دماءها تسيل على الرصيف..ولم تبقى سوى الاحذية التي تخص الاطفال الذين ماتوا بدون ذنب واشلاءٌ لم تًساعد على التعرف على الجثث..بينما استطاع القليل من البقاء حيا بأصابة بالغة الخطورة ونقلوا بسيارات الاسعاف والشرطة امام عيني..هذا ما جعلني اريد الطب لاني أردت المساعدة بتتطيب أؤلئك الاشخاص..بأدخال الفرحة على قلب الطفلة التي جلست بجوار والدها وتصرخ عليه تناديه ان يستيقظ ولا يتركها وحدها..اردت ان اساعد لا ان اقف مكتوفة اليدين امام قلوب لم يكن الحظ من صالحها فماتت قبل ان يصلها الاسعاف..كذلك أردت ان اساعد اؤلئك المغدوين ومن قُتلوا بلا ذنب بسبب اوضاع وطنهم السيئة..أردت وما زلت اريد وسأبقى اريد ان اساعد اٌناساً واطفالا يتامى ومساكين..اعطيهم املا للعيش بالحياة وان هناك من يستمع لصرخاتهم ويحاول المساعدة لو طالت الفترة..هذا هو حلمي اخيط جراحهم بمشرط الامل والايمان..!
.
.
حسنا رغم كون الجراحة القلبية والصدرية وكوني اريد ان اكون الاولى في ذلك للاسباب التي ذكرتها وتحقيقاً لحلم من ربتني ان تراني طبيبة او صيدلانية اساعد الناس.. فهناك احلام تجتاح فؤادي بلحظات شرود او قراءة منجزات آخرين برعوا بها..سأعددها لكم مع اللحظات التي درات ببالي..!
1- يوما ما أردت ان اكون محامية نزيهة تتدافع عن المظلومين والمساكين ممن سلبوا من حقوقهم البسيطة او ادافع عن نساء انتهكت عروضهن بلا سبب او ترملن بلا سبب..! قد تضحكون حين اخبركم اني الى جانب ذاك السبب فقد احببت يوما بطلة في رواية قرأتها لاحدى الكاتبات المبدعات وكانت محامية..هههه لا اعلم لكن ربما احببت ما حدث لها وكيف آلت حياتها..! ههه وقد اكون احببت تطبيق صفة الجنون التي ادفنها في اعماقي ولا تظهر الا امام عائلتي واصدقائي..
2- معلمة..قد اكون شريرة ولكن اردته حين كنت طفلة إذ احببت ان اصرخ بالاطفال بالابتدائية واعلمهم الادب وكذلك اكتب اسئلة واشرح واصحح وما الى ذلك لكني الآن وبعد ان كبرت اتخلى عنها بكل حب..إذ اني اعشق الاطفال ولا اتحمل رؤية طفل تسيل دموعه ولو كانت لتماسيح فأحاول ارضاءه بحد معقول بعيدا عن الدلال..
3- حاضنة اطفال..حسنا ولذلك لسبب الذي ذكرته اعلاه..ههه ولكي استطيع تربية ابناء اخوتي واخواتي إن شاء الله رزقهم ..
4- مضيفة طيران لكوني احلق بالجو واسافر الى بلدان كثيرة وجميلة..فانا بطبيعتي بعيدا عن الكبرياء والكرامة التي اعيشها امام الناس فانا احب الطبيعة واعشقها.احب خلق الله للورود والاشجار فهي تبعث في داخلي الراحة والطمانينة لكون يد الانسان لم تطالها..
5- اديبة رغم كونها بالمرتبة الخامسة الا اني اريدها بشدة إذ اطمح الى جعلها مهنة جانية لي إن رزقني الله بحياة استطيع تحقيق طموحاتي بها..اختياري لها هو اخبارالجميع لي إني امتلك موهبة الكتابة واستطيع ان اكون اديبة او شاعرة وهذا زاد من همتي..فضلا عن كوني مجنونة كتب ومدمنة روايات.هذا ما لقبنني به صديقاتي بالمدرسة..لعل الله يوفقني..
6- واخيرا ممثلة فقد اخبروني ايضا اني اجيد التمثيل بشكل فوق الجيد..إذ تخبرني امي اني وبعمر الخمس سنوات او اقل مثلت اني نائمة لدرجة حمل ابي لي لوضعي في الغرفة وليس هذا فقط بل اجدت تمثيل المريضة وادوار تخرى..والآن اعزز موهبتي تلك بالمسرحيات التي آقوم بتأليفها وتمثليها في مدرستي..لكن الكتابة والمحاماة تأتي قبل هذه الامنية
.
.
فأردت ان اكون هكذا..! أخيط جراح الألام التي توجد في جهة الصدر من جسم من اعرفهم ومن لا اعرفهم فأقوم باطابة قلوبهم اليائسة والمتعبة لأعيد خياطة تلك الجراح بالمشرط..ذاك هو حلمي
.
.
.