التصنيفات
روايات طويلة

صـــــــمــــــت الـــمــوت


صـــــــمــــــت الـــمــوت
الرواية ليست منقولة
……………………………………..
ذكرى خلف ذكرى مصحوبة باوجاع الجسد التي طالمة كرهتها كثيرا
من اصعب ما مررت به الي هاذا اليوم
ذكرى خلف ذكرى تذكرني بتلك الحادثة التي بدأت خلف قضبان الحرية التي واخيرا استطعت الوصول اليها محلقا بجناحاي ومن هنا تبداء قصة حياتي المؤلمة بعنون

صـــــــمــــــت الـــمــوت

…………………………………………………………
لطالمة صارعت الحياة في سبيل البقاء حيا طوال ايام حياتي واخيرا ها هم يحملون نعش ذالك الشهيد الوفي للبلاده الغالية بدأت الذكريات تعصف في عقلي محملتا بغبار المستقبل لتاخذني نحو تلك الذكرى المؤلمة التي بدأت منذ ان سمعت جدتي تقول (لما لا تذهب يا عمر الي المخبز لتشتري لنا بعض الخبز الساخن ) ومن هنا تبداء حكايتي التي سوف اقصها عليكم الان .
…………………………………………….
الاحد ــ 16من ديسمبر 2022
7:30 صباحا
:عمر اين اخاك ؟؟.
هاذا ما قالته لي جدتي حينها لارد علي سؤالها قائلا.
عمر:الم يذهب الي المدرسة بعد ؟؟.
جائت والدتي وقالت لي حينها .
ام عمر :لا فلتأخذه معك …لقد اصبح الامان هاذه الايام معدوما بلكامل.
انهت جملتها وعادت الي المطبخ لتنهي عملها المتوقع فقبلت جدتي علي خدها ثم حملت حقيبتي وانسحبت رويدا رويدا نحو الباب لافتحه واخرج متوجها نحو المدرسة وفي طريقي وانا انزل درج منزلنا وجدت اخي الصغير واقفا بانتظاري وهو يحمل الكتاب ويدرس لامتحانه النصف سنوي هاذه اخر سنة لي لذالك يتأمل الجميع في نجاحي ودائما ما يذكرونني بأنني ساكون المسؤوال ان فشلت او نجحت توجهت نحو اخي وانا ابتسم وقلت له .
عمر:صباح الخير يا سليمان .
ليرد علي بتلك الهجة البريئة قائلا.
سليمان:صباح النور .
واخذنا نسير معا وفي الطريق فتح سليمان موضوع قائلا.
سليمان:الن تذهب اليوم للمخبز يا عمر ؟؟.
فاجبته قائلا وانا افكر بسؤاله الغريب .
عمر:لا اعلم ربما لن استطيع الذهاب ؟؟.
واكملت كلامي بعد ان توقفنا امام احد تلك الابنية التي تدل علي انها مدرسة لاقول للسليمان بهدوء.
عمر:بعد ان تنتهي المدرسة لا تذهب لاي مكان سوي البيت هل تفهم يا سليمان ؟؟.
تافف سليمان قائلا بملل.
سليمان:اووووف لقد مللت من نصائحكم جميعا فانا لم اعد طفلا؟؟ .
اجبته حينها قائلا له .
عمر:انا اعلم ذالك ولكن انت تعلم ان لم يعد احد بامان ابدا هاذه الايام ؟؟.
اماء سليمان برأسه وودعني ليدخل الي مدرسته ثم اكملت انا طريقي نحو المدرسة وصادف ان قاطع طريقي زملاء الدراسة طارق وايمن الذان رأيتهما وكانا سعيدين جدا علي ما يبدو وحين لاحظ ايمن وجودي قال وهو يبتسم .
ايمن:هيي عمر هل ستذهب اليوم معنا الي الحلبه؟؟.
اجبته نافيا الامر .
عمر:لا … لن استطيع الذهاب لدي عمل اليوم.
فقال ايمن بتذمر .
ايمن:ولكن لن نتاخر …لما انت هاكذا دائما ؟؟.
فقلت له وانا ابتسم .
عمر:لاني مشغول بأعالة عائلتي ايها الاحمق.
فقال ايمن بترجي.
ايمن:ارجوك ارجوك ارجوك فقط نصف ساعة وتذهب الي عملك الممل …هيا قل نعم.
قاطعه طارق قائلا له .
طارق :لما لا تتركه وشأنه ؟؟.
فاجابه ايمن قائلا .
ايمن:وما دخلك انت في الموضوع ؟…هيا هل ستذهب؟؟.
فقلت له بابتسامة .
عمر:حسنا ساحاول .
ثم دخلنا الي المدرسة لنبداء بداية يوم جديد ممل في الدراسة
…………………………………………………
ما رائيكم في البداية ؟؟
اتابع او لاء؟؟
لديكم انتقاداو اقتراح؟؟
ملاحظة مهمة جدا : لا يوجد وقت محدد لتنزيل البارت ويرجي عدم استعجالي في كتابته وشكرا.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

رواية عابر سبيل للكاتبة المتألقة احلام مستغنامي "الفصل السابع" -رواية

الفصل الأول

كنا مساء اللهفة الأولى, عاشقين في ضيافة المطر, رتبت لهما المصادفة موعدا خارج المدن العربية للخوف.
نسينا لليلة أن نكون على حذر, ظنا منا أن باريس تمتهن حراسة العشاق.
إن حبا عاش تحت رحمة القتلة, لا بد أن يحتمي خلف أول متراس متاح للبهجة. أكنا إذن نتمرن رقصا على منصة السعادة, أثناء اعتقادنا أن الفرح فعل مقاومة؟ أم أن بعض الحزن من لوازم العشاق؟

في مساء الولع العائد مخضبا بالشجن. يصبح همك كيف تفكك لغم الحب بعد عامين من الغياب, وتعطل فتيله الموقوت, دون أن تتشظى بوحا.
بعنف معانقة بعد فراق, تود لو قلت "أحبك" كما لو تقول "ما زلت مريضا بك".
تريد أم تقول كلمات متعذرة اللفظ , كعواطف تترفع عن التعبير, كمرض عصي على التشخيص.
تود لو استطعت البكاء. لا لأنك في بيته, لا لأنكما معا, لا لأنها أخيرا جاءت, لا لأنك تعيس ولا لكونك سعيدا, بل لجمالية البكاء أمام شيء فاتن لن يتكرر كمصادفة.

التاسعة والربع ,وأعقاب سجائر.
وقبل سيجارة من ضحكتها الماطرة التي رطبت كبريت حزنك.
كنت ستسألها , كيف ثغرها في غيابك بلغ سن الرشد؟
وبعيد قبلة لم تقع, كنت ستستفسر: ماذا فعلت بشفتيها في غيبتك؟ من رأت عيناها؟ لمن تعرى صوتها؟ لمن قالت كلاما كان لك؟
هذه المرأة التي على ايقاع الدفوف القسنطينية, تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء. ماالذي يدوزن وقع أقدامها, لتحدث هذا الاضطراب الكوني من حولك؟
كل ذاك المطر. وأنت عند قدميها ترتل صلوات الاستسقاء. تشعر بانتماءك الى كل أنواع الغيوم. الى كل أحزاب البكاء, الى كل الدموع المنهطلة بسبب النساء.

هي هنا. وماذا تفعل بكل هذا الشجن؟ أنت الرجل الذي لا يبكي بل يدمع, لا يرقص بل يطرب, لا يغني بل يشجى.
أمام كل هذا الزخم العاطفي, لا ينتابك غير هاجس التفاصيل, متربصا دوما برواية.
تبحث عن الأمان في الكتابة؟ يا للغباء!
ألأنك هنا, لا وطن لك ولا بيت, قررت أن تصبح من نزلاء الرواية, ذاهبا الى الكتابة, كما يذهب آخرون الى الرقص, كما يذهب الكثيرون الى النساء, كما يذهب الأغبياء الى حتفهم؟
أتنازل الموت في كتاب؟ أم تحتمي من الموت بقلم؟

كنا في غرفة الجلوس متقابلين, على مرمى خدعة من المخدع. عاجزين على انتزاع فتيل قنبلة الغيرة تحت سرير صار لغيرنا.
لموعدنا هذا , كانت تلزمنا مناطق منزوعة الذكريات, مجردة من مؤامرة الأشياء علينا, بعيدة عن كمين الذاكرة. فلماذا جئت بها إلى هذا البيت بالذات, إذا كنت تخاف أن يتسرب الحزن إلى قدميها؟
ذلك أن بي شغفا إلى قدميها. وهذه حالة جديدة في الحب. فقبلها لم يحدث أن تعلقت بأقدام النساء.
هي ما تعودت أن تخلع الكعب العالي لضحكتها, لحظة تمشي على حزن رجل.
لكنها انحنت ببطء أنثوي, كما تنحني زنبقة برأسها, وبدون أن تخلع صمتها, خلعت ما علق بنعليها من دمي, وراحت تواصل الرقص حافية مني.
أكانت تعي وقع انحنائها الجميل على خساراتي, وغواية قدميها عندما تخلعان أو تنتعلان قلب رجل؟
شيء ما فيها, كان يذكرني بمشهد "ريتا هاورث" في ذلك الزمن الجميل للسينما, وهي تخلع قفازيها السوداوين الطويلين من الساتان, إصبعا إصبعا, بذلك البطء المتعمد, فتدوخ كل رجال العالم بدون أن تكون قد خلعت شيئا.
هل من هنا جاء شغف المبدعين بتفاصيل النساء؟ ولذا مات بوشكين في نزال غبي دفاعا عن شرف قدمي زوجة لم تكن تقرأه.

في حضرتها كان الحزن يبدو جميلا. وكنت لجماليته, أريد أن أحتفظ بتفاصيله متقدة في ذاكرتي, أمعن النظر إلى تلك الأنثى التي ترقص على أنغام الرغبة, كما على خوان المنتصرين, حافية من الرحمة بينما أتوسد خسارات عمري عند قدميها.

هي ذي , كما الحياة جاءت, مباغتة كل التوقعات, لكأنها تذهب الى كل حب حافية مبللة القدمين دوما, لكأنها خارجة لتوها من بركة الخطايا أو ذاهبة صوبها.
اشتقتها! كم اشتقتها, هذه المرأة التي لم أعد أعرف قرابتي بها, فأصبحت أنتسب الى قدميها.
هي ذي . وأنا خائف, إن أطلت النظر إلى العرق اللامع على عري ظهرها , أن يصعقني تيار الأنوثة.
هي أشهى, هكذا. كامرأة تمضي مولية ظهرها, تمنحك فرصة تصورها, تتركك مشتعلا بمسافة مستحيلها.

أنا الرجل الذي يحب مطاردة شذى عابرة سبيل, تمر دون أن تلتفت. تميتني امرأة تحتضنها أوهامي من الخلف. ولهذا اقتنيت لها هذا الفستان الأسود من الموسلين, بسبب شهقة الفتحة التي تعري ظهره, وتسمرني أمام مساحة يطل منها ضوء عتمتها.
أو ربما اقتنيته بسبب تلك الاهانة المستترة التي اشتممتها من جواب بائعة, لم تكن تصدق تماما أن بامكان عربي ذي مظهر لا تفوح منه رائحة النفط, أن ينتمي الى فحش عالم الاقتناء.

كنت أتجول مشيا قادما من الأوبرا, عندما قادتني قدماي الى "فوبور سانت أونوريه" . ما احتطت من شارع تقف على جانبيه سيارات فخمة في انتظار نساء محملات بأكياس فائقة التميز, ولا توجست من محلات لا تضع في واجهاتها سوى ثوب واحد أو ثوبين. لم أكن أعرف ذلك الحي , أصلا.
عرفت اسم الحي في مابعد, عندما أمدتني البائعة ببطاقة عليها العربون الذي دفعته لأحجز به ذلك الثوب.
بتلك الأنفة المشوبة بالجنون, بمنطق" النيف" الجزائري تشتري فستان سهرة يعادل ثمنه معاشك في الجزائر لعدة شهور, أنت الذي تضن على نفسك بالأقل. أفعلت ذلك رغبة منك في تبذير مال تلك الجائزة التي حصلت عليها, كما لتنجو من لعنة؟ أم لتثبت للحب أنك الأكثر سخاء منه؟
أن تشتري فستان سهرة لامرأة لم تعد تتوقع عودتها, ولا تعرف في غيابك ماذا فعل الزمن بقياساتها, أهي رشوة منك للقدر؟ أم معابثة منك للذاكرة؟ فأنت تدري أن هذا الفستان الذي بنيت عليه قصة من الموسلين لم يوجد يوما, ولكن الأسود يصلح ذريعة لكل شيء.
ولذا هو لون أساسي في كل خدعة.

أذكر يوم صادفتها في ذلك المقهى, منذ أكثر من سنتين, لم أجد سوى ذريعة من الموسلين لمبادرتها. سائلا ان كانت هي التي رأيتها مرة في حفل زفاف, مرتدية ثوبا طويلا من الموسلين الأسود.
ارتبكت. أظنها كانت ستقول"لا" ولكنها قالت "ربما" .
أحرجها أن تقول " نعم ".
في الواقع, لم نكن التقينا بعد. لكنني كنت أحب أن أختلق, مع امرأة , ذكريات ماض لم يكن. أحب كل ذاكرة لا منطق لها.
بدأنا منذ تلك اللحظة نفصل قصة على قياس ثوب لم يوجد يوما في خزانتها.
عندما استوقفني ذلك الفستان قبل شهرين في واجهة محل, شعرت أنني أعرفه. أحببت انسيابه العاطفي. لكأنه كان يطالب بجسدها أن يرتديه, أو كأنه حدث لها أن ارتدته في سهرة ما , ثم علقته على " الجسد المشجب" لامرأة أخرى , ريثما تعود.
عندما دخلت المحل , كنت مرتبكا كرجل ضائع بين ملابس النساء. فأجبت بأجوبة غبية عن الأسئلة البديهية لتلك البائعة المفرطة في الأناقة قدر فرطها في التشكك بنيتي.

Dans quelle taille voulez-vous cette robe Monsieur

?

كيف لي أن أعرف قياس امرأة ما سبرت جسدها يوما الا بشفاه اللهفة؟ امرأة أقيس اهتزازاتها بمعيار ريختر الشبقي. أعرف الطبقات السفلية لشهوتها. أعرف في أي عصر تراكمت حفريات رغباتها, وفي أي زمن جيولوجي استدار حزام زلازلها, وعلى أي عمق تكمن مياه أنوثتها الجوفية. أعرف كل هذا… ولم أعد , منذ سنتين ,أعرف قياس ثوبها!

لم تفاجأ البائعة كثيرا بأميتي, أو ألا يكون ثمن ذلك الثوب في حوزتي. فلم يكن في هيئتي ما يوحي بمعرفتي بشؤون النساء, ولا بقدرتي على دفع ذلك المبلغ.
غير أنها فوجئت بثقافتي عندما تعمدت أن أقول لها بأنني غير معني باسم مصمم هذا الفستان, بقدر ما يعنيني تواضعه أمام اللون الأسود, حتى لكأنه ترك لهذا اللون أن يوقع الثوب نيابة عنه, في مكمن الضوء, وأنني أشتري ضوء ظهر عار بثمن فستان!
قالت كمن يستدرك:
– أنت رجل ذواقة.
ولأنني لك أصدق مديحها, لاقتناعي أن الذوق لمثلها يرقى وينحط بفراغ وامتلاء محفظة نقود, قلت:
– هي ليست قضية ذوق, بل قضية ضوء. المهم ليس الشيء بل إسقاطات الضوء عليه. سالفادور دالي أحب Gala وقرر خطفها من زوجها الشاعر بول ايلوار لحظة رؤيته ظهرها العاري في البحر صيف 1949.

سألتني مندهشة لحديث لم يعودها عليه زبائن , شراء مثل هذا الثوب ليس حدثا في ميزانيتهم.
– هل أنت رسام؟
كدت أجيب " بل أنا عاشق" . لكنني قلت:
– لا … أنا مصور.
وكان يمكن أن أضيف أنني مصور " كبير" , مادمت موجودا في باريس لحصولي على جائزة أحسن صورة صحافية عامئذ. فلم يكن في تلك الصورة التي نلتها مناصفة مع الموت, ما يغري فضول امرأة مثلها. ولذا هي لن تفهم أن يكون هذا الثوب الأسود هو أحد الاستثمارات العاطفية التي أحببت أن أنفق عليها ما حصلت عليه من تلك المكافأة.
من قال إن الأقدار ستأتي بها حتى باريس, وإنني سأراه يرتديها؟

هاهي ترتديه . تتفتح داخله كوردة نارية. هي أشهى هكذا, وهي تراقص في حضوري رجلا غيري, هو الحاضر بيننا بكل تفاصيل الغياب.
لو رأى بورخيس تلك المرأة ترقص لنا معا, أنا وهو, لوجد " للزاندالي" قرابة بالرقص الأرجنتيني, كما التانغو, انه " فكر حزين يرقص" على إيقاع الغيرة لفض خلافات العشاق.
في لحظة ما , لم تعد امرأة . كانت الهة إغريقية ترقص حافية لحظة انخطاف.
بعد ذلك سأكتشف أنها كانت الهة تحب رائحة الشواء البشري, ترقص حول محرقة عشاق تعاف قرابينهم ولا تشتهي غيرهم قربانا.
لكأنها كانت قسنطينة, كلما تحرك شيء فيها , حدث اضطراب جيولوجي واهتزت الجسور من حولها, ولا يمكنها أن ترقص إلا على جثث رجالها.
هذه الفكرة لم تفارقني عندما حاولت فيما بعد فهم نزعاتها المجوسية.
ماالذي صنع من تلك المرأة روائية تواصل , في كتاب, مراقصة قتلاها؟ أتلك النار التي خسارة بعد أخرى, أشعلت قلمها بحرائق جسد عصي على الاطفاء؟
أم هي رغبتها في تحريض الريح, باضرام النار في مستودعات التاريخ التي سطا عليها رجال العصابات؟
في الواقع كنت أحب شجاعتها, عندما تنازل الطغاة وقطاع طرق التاريخ, ومجازفتها بتهريب ذلك الكم من البارود في كتاب. ولا أفهم جبنها في الحياة, عندما يتعلق الأمر بمواجهة زوج.
تماما, كما لا أجد تفسيرا لذكائها في رواية, وغبائها خارج الأدب, الى حد عدم قدرتها, وهي التي تبدو خبيرة في النفس البشرية, على التمييز بين من هو مستعد للموت من أجلها, ومن هو مستعد أن يبذل حياته من أجل قتلها. انه عماء المبدعين في سذاجة طفولتهم الأبدية.
ربما كان عذرها في كونها طفلة تلهو في كتاب. هي لا تأخذ نفسها مأخذ الأدب, ولا تأخذ الكتابة مأخذ الجد. وحدها النار تعنيها.
ولذا, قلت لها يوما: " لن أنتزع منك أعواد الثقاب, واصلي اللهو بالنار من أجل الحرائق القادمة".

ذلك أن الرواية لم تكن بالنسبة لها, سوى آخر طريق لتمرير الأفكار الخطرة تحت مسميات بريئة.
هي التي يحلو لها التحايل على الجمارك العربية, وعلى نقاط التفتيش, ماذا تراها تخبئ في حقائبها الثقيلة, وكتبها السميكة؟
أنيقة حقائبها. سوداء دائما. كثيرة الجيوب السرية, كرواية نسائية , مرتبة بنية تضليلية, كحقيبة امرأة تريد إقناعك أنها لا تخفي شيئا.
ولكنها سريعة الانفتاح كحقائب البؤساء من المغتربين.
أكل كاتب غريب يشي به قفل, غير محكم الإغلاق, لحقيبة أتعبها الترحال, لا يدري صاحبها متى, ولا في أي محطة من العمر, يتدفق محتواها أمام الغرباء, فيتدافعون لمساعدته على لملمة أشيائه المبعثرة أمامهم لمزيد من التلصص عليه؟ وغالبا ما يفاجأون بحاجاتهم مخبأة مع أشيائه.
الروائي سارق بامتياز. سارق محترم. لا يمكن لأحد أن يثبت أنه سطا على تفاصيل حياته أو على أحلامه السرية. من هنا فضولنا أمام كتاباته, كفضولنا أمام حقائب الغرباء المفتوحة على السجاد الكهربائي للأمتعة.

أذكر, يوم انفتحت حقيبة تلك المرأة أمامي لأول مرة , كنت يومها على سرير المرض في المستشفى, عندما خطر على بال عبد الحق, زميلي في الجريدة, أن يهديني ذلك الكتاب.. كتابها.
كنت أتماثل للشفاء من رصاصتين تلقيتهما في ذراعي اليسرى, وأنا أحاول التقاط صور للمتظاهرين أثناء أحداث أكتوبر 1988 .
كانت البلاد تشهد أول تظاهرة شعبية لها منذ الاستقلال, والغضب ينزل الى الشوارع لأول مرة, ومعه الرصاص والدمار والفوضى.
لم أعرف يومها , أتلقيت تينك الرصاصتين من أعلى أحد المباني الرسمية , عن قصد أم عن خطأ؟ أكان العسكر يظنون أنني أمسك سلاحا أصوبه نحوهم, أم كانوا يدرون أنني لا أمسك بغير آلة تصويري, عندما أطلقوا رصاصهم نحوي قصد اغتيال شاهد إثبات.
تماما, كما سوف لن أدري يوما: أعن قصد, أم عن مصادفة جاءني عبد الحق بذلك الكتاب.
أكان ذلك الكتاب هدية القدر؟ أم رصاصته الأخرى؟ أكان حدثا أم حادثا آخر في حياتي؟ ربما كان الاثنان معا.

ليس الحب, ولا الاعجاب, بل الذعر هو أول احساس فاجأني أمام ذلك الكتاب ." ليس الجمال سوى بداية ذعر يكاد لا يحتمل" . وكنت مذعورا أمام تلك الرؤى الفجائية الصاعقة, أمام ذلك الارتطام المدوي بالآخر.
أي شيء جميل هو في نهايته كارثة. وكيف لا أخشى حالة من الجمال.. كان يزمني عمر من البشاعة لبلوغها.
كنت أدخل مدار الحب والذعر معا, وأنا أفتح ذلك الكتاب. منذ الصفحة الأولى تبعثرت أشياء تلك المرأة على فراش مرضي.
كانت امرأة ترتب خزانتها في حضرتك. تفرغ حقيبتها وتعلق ثيابها أمامك, قطعة قطعة, وهي تستمع الى موسيقى تيودوراكيس, أو تدندن أغنية لديميس روسوس.
كيف تقاوم شهوة التلصص على امرأة, تبدو كأنها لا تشعر بوجودك في غرفتها , مشغولة عنك بترتيب ذاكرتها؟
وعندما تبدأ في السعال كي تنبهها الى وجودك, تدعوك الى الجلوس على ناصية سريرها, وتروح تقص عليك أسرارا ليست سوى أسرارك, واذ بك تكتشف أنها كانت تخرج من حقيبتها ثيابك, منامتك, وأدوات حلاقتك, وعطرك , وجواربك, وحتى الرصاصتين اللتين اخترقا ذراعك.
عندها تغلق الكتاب خوفا من قدر بطل أصبحت تشبهه حتى في عاهته. ويصبح همك, كيف التعرف على امرأة عشت معها أكبر مغامرة داخلية. كالبراكين البحرية, كل شيء حدث داخلك. وأنت تريد أن تراها فقط, لتسألها " كيف تسنى لها أن تملأ حقيبتها بك؟"

ثمة كتب عليك أن تقرأها قراءة حذرة.
أفي ذلك الكتاب اكتشفت مسدسها مخبأ بين ثنايا ثيابها النسائية, وجملها المواربة القصيرة؟
لكأنها كانت تكتب لتردي أحدا قتيلا, شخصا وحدها تعرفه. ولكن يحدث أن تطلق النار عليه فتصيبك. كانت تملك تلك القدرة النادرة على تدبير جريمة حبر بين جملتين, وعلى دفن قارئ أوجده فضوله في جنازة غيره. كل ذلك يحدث أثناء انشغالها بتنظيف سلاح الكلمات!
كنت أراها تكفن جثة حبيب في رواية, بذلك القدر من العناية, كما تلفلف الأم رضيعا بعد حمامه الأول.
عندما تقول امرأة عاقر: " في حياة الكاتب تتناسل الكتب", هي حتما تعني "تتناسل الجثث" وأنا كنت أريدها أن تحبل مني , أن أقيم في أحشائها, خشية أن أنتهي جثة في كتاب.
كنت مع كل نشوة أتصبب لغة صارخا بها: " احبلي .. إنها هنيهة الإخصاب"
وكانت شفتاي تلعقان لثما دمع العقم المنحدر على خديها مدرارا كأنه اعتذار.
أحاسيس لم أعرفها مع زوجتي التي كنت لسنوات أفرض عليها تناول حبوب منع الحمل, مهووسا بخوفي أن أغتال فتتكرر في طفلي مأساتي. فكرة أن أترك ابني يتيما كانت تعذبني, حتى انني في الفترة التي تلت اغتيال عبد الحق, كنت أستيقظ مذعورا كما على صوت بكاء رضيع.
مع حياة ,اكتشفت أن الأبوة فعل حب, وهي التي لم أحلم بالإنجاب من سواها. كان لي معها دوما "حمل كاذب".
لكن, إن كنا لا ننجب من "حمل كاذب" , فإننا نجهضه. بل كل إجهاض ليس سوى نتيجة حمل تم خارج رحم المنطق, وما خلقت الروايات إلا لحاجتنا الى مقبرة تنام فيها أحلامنا الموءودة.

إن كنت أجلس اليوم لأكتب , فلأنها ماتت.
بعدما قتلتها, عدت لأمثل تفاصيل الجريمة في كتاب.
كمصور يتردد في اختيار الزاوية التي يلتقط منها صورته, لا أدري من أي مدخل أكتب هذه القصة التي التقطت صورها من قرب, من الزوايا العريضة للحقيقة.
وبمنطق الصورة نفسها التي تلتقطها آلة التصوير معكوسة, ولا تعود الى وجهها الحقيقي الا بعدما يتم تظهيرها في مختبر, يلزمني تقبل فكرة أن كل شيء يولد مقلوبا, وان الناس الذين نراهم معكوسين, هم كذلك, لأننا التقينا بهم, قبل أن تتكفل الحياة بقلب حقيقتهم في مختبرها لتظهير البشر.
إنهم أفلام محروقة أتلفتها فاجعة الضوء, ولا جدوى من الاحتفاظ بهم. لقد ولدوا موتى.

ليس ثمة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة. اذن يمكننا بالنسيان, أن نشيع موتا من شئنا من الأحياء, فنستيقظ ذات صباح ونقرر أنهم ما عادوا هنا.
بامكاننا أن نلفق لهم ميتة في كتاب, أن نخترع لهم وفاة داهمة بسكتة قلمية مباغتة كحادث
سير, مفجعة كحادثة غرق, ولا يعنينا ذكراهم لنبكيها, كما نبكي الموتى. نحتاج أن نتخلص من أشيائهم, من هداياهم, من رسائلهم, من تشابك ذاكرتنا بهم. نحتاج على وجه السرعة أن تلبس حدادهم بعض الوقت, ثم ننسى.

لتشفى من حالة عشقية, يلزمك رفاة حب, لاتمثالا لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق, مصرا على ذياك البريق الذي انخطفت به يوما. يلزمك قبر ورخام وشجاعة لدفن من كان أقرب الناس اليك.
أنت من يتأمل جثة حب في طور التعفن, لا تحتفظ بحب ميت في براد الذاكرة, أكتب , لمثل هذا خلقت الروايات.
أذكر تلك الأجوبة الطريفة لكتاب سئلوا لماذا يكتبون. أجاب أحدهم " ليجاور الأحياء الأموات" , وأجاب آخر " كي أسخر من المقابر" , ورد ثالث " كي أضرب موعدا" .
أين يمكنك, الا في كتاب, أن تضرب موعدا لامرأة سبق أن ابتكرت خديعة موتها, مصرا على إقحام جثتها في موكب الأحياء, برغم بؤس المعاشرة.
أليس في هذه المفارقة سخرية من المقابر التي تضم تحت رخامها , وتترك الأموات يمشون ويجيئون في شوارع حياتنا.

وكنت قرأت أن (الغوليين) سكان فرنسا الأوائل, كانوا يرمون الى النار الرسائل التي يريدون إرسالها الى موتاهم. وبمكاتيب محملة بسلاماتهم وأشواقهم وفجيعتهم.
وحدها النار, تصلح ساعي بريد. وحدها بامكانها انقاذ الحريق. أكل ذلك الرماد, الذي كان نارا, من أجل صنع كتاب جميل؟
حرائقك التي تنطفئ كلما تقدمت في الكتابة, لا بد أن تجمع رمادها صفحة صفحة, وترسله الى موتاك بالبريد المسجل, فلا توجد وسيلة أكثر ضمانا من كتاب.
تعلم اذن أن تقضي سنوات في انجاز حفنة من رماد الكلمات, لمتعة رمي كتاب الى البحر, أن تبعثر في البحر رماد من أحببت, غير مهتم بكون البحر لا يؤتمن على رسالة, تماما كما القارئ لا يؤتمن على كتاب.
فكتابة رواية تشبه وضع رسالة في زجاجة والقائها في البحر. وقد تقع في أيدي أصدقاء أو أعداء غير متوقعين. يقول غراهام غرين, ناسيا أن يضيف أنه في أغلب الظن ستصطدم بجثث كانت لعشاق لنا يقبعون في قعر محيط النسيان. بعد أن غرقوا مربوطين الى صخرة جبروتهم وأنانيتهم. ما كان لنا الا أن نشغل أيدينا بكتابة رواية, حتى لا تمتد الة حتف انقاذهم. بامكانهم بعد ذلك, أن يباهوا بأنهم المعنيون برفاة حب محنط في كتاب.
ام حبا نكتب عنه, هو حب لم يعد موجودا, وكتابا نوزع آلاف النسخ منه, ليس سوى رماد عشق ننثره في المكتبات.
الذين نحبهم, نهديهم مخطوطا لا كتابا, حريقا لا رمادا. نهديهم ما لا يساويهم عندنا بأحد.

بلزاك في أواخر عمره , وهو عائد من روسيا, بعد زواجه من السيدة هانكسا, المرأة الأرستقراطية التي تراسل معها ثماني عشرة سنة ومات بعد زواجه منها بستة أشهر, كان يقول لها والخيول تجر كهولته في عربة تمضي به من ثلوج روسيا الى باريس:
" في كل مدينة نتوقف فيها, سأشتري لك مصاغا أو ثوبا. وعندما سيتعذر علي ذلك, سأقص عليك أحدوثة لن أنشرها".
ولأنه أنفق ماله للوصول اليها, ولأن طريق الرجعة كان طويلا, قد يكون قص عليها قصصا كثيرة.
حتما, أجمل روايات بلزاك هي تلك التي لم يقرأها أحد, وابتكرها من أجل امرأة ما عادت موجودة هنا لتحكيها.

ربما لهذا, أكتب هذا الكتاب من أجل الشخص الوحيد الذي لم يعد بامكانه اليوم أن يقرأه, ذلك الذي ما بقي منه الا ساعة أنا معصمها, وقصة أنا قلمها.
ساعته التي لم أكن قد تنبهت لها يوما كانت له, والتي مذ أصبحت لي, كأني لم أعد أرى سواها. فمنه تعلمت أن أشلاء الأشياء أكثر ايلاما من جثث أصحابها.
هو الذي أجاد الحب , وكان عليه أن يتعلم كيف يجيد موته. قال " لا أحب مضاجعة الموت في سرير, فقد قصدت السرير دوما لمنازلة الحب, تمجيدا مني للحياة". لكنه مات على السرير اياه. وترك لي كغيره شبهة حب, وأشياء لا أدري ماذا أفعل بها.

ساعته أمامي على الطاولة التي أكتب عليها. وأنا منذ أيام منهمك في مقايضة عمري بها. أهديه عمرا افتراضيا. وقتا اضافيا يكفي لكتاية كتاب. تائها في تقاطع أقدارنا, لا أملك الا بوصلة صوته, لأفهم بأية مصادفة أوصلنا الحب معا الى تلك المرأة.
أستمع دون تعب الى حواراتنا المحفوظة الى الأبد في تلك الأشرطة, الى تهكمه الصامت بين الجمل, الى ذلك البياض الذي كان بيننا, حتى عندما كنا نلوذ بالكلام. صوته! يا اله الكائنات, كيف أخذته وتركت صوته؟ حتى لكأن شيئا منه لم يمت. ضحكته تلك!
كيف ترد عنك أذى القدر عندما تتزامن فاجعتان ؟ وهل تستطيع أن تقول انك شفيت من عشق تماما من دون أن تضحك, أو من دون أن تبكي!

ليس البكاء شأنا نسائيا.
لا بد للرجال أن يستعيدوا حقهم في البكاء, أو على الحزن إذن أن يستعيد حقه في التهكم.
وعليك أن تحسم خيارك: أتبكي بحرقة الرجولة, أم ككاتب كبير تكتب نصا بقدر كبير من الاستخفاف والسخرية! فالموت كما الحب أكثر عبثية من أن تأخذه مأخذ الجد.
لقد أصبح , لألفته وحميميته, غريب الأطوار. وحدث لفرط تواتره, أن أفقدك في فترات ما التسلسل الزمني لفجائعك, فأصبحت تستند الى روزنامته لتستدل على منعطفات عمرك, أو على حادث ما , معتمدا على التراتب الزمني لموت أصدقائك. وعليك الآن أن تردع نزعتك للحزن, كما لجمت مع العمر نزعتك الى الغضب,أن تكتسب عادة التهكم والضحك في زمن كنت تبكي فيه بسبب امرأة, أو بسبب قضية, أو خيانة صديق.
مرة أخرى,الموت يحوم حولك إيغالا بالفتك بك, كلؤم لغم لا ينفجر فيك, وإنما دوما بجوارك. يخطئك, ليصيبك حيث لا ترى, حين لا تتوقع. يلعب معك لعبة نيرون, الذي كان يضحك, ويقول انه كان يمزح كلما انقض على أحد أصحابه ليطعنه بخنجره فأخطأه.
اضحك يا رجل, فالموت يمازحك ما دام يخطئك كل مرة ليصيب غيرك!

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

وَلِدٌ وُجِدَ فِي الْمُنْتَدَىرواية شيقة




مرحبا
كيف حالكم ؟
إن شاء الله تمام
اليوم جبت موضوع من مسابقة كي ميناكو الحلوة
شوفوه

كنت في غرفتي وحيدا ، لاصوت و لا إستمتاع
ممل و لايوجد فيه شيء أشعر بالكآبة و الملل
فحاولت الترفيه عني عن طريق الأنترنت (النت)
فكنت أبحث عن مواضيع ترفيهية فوجدت هذا المدونة
عندما دخلت فيه ، ظهر لي مشوقا من جمال لونه و إسمه
فبدأت أستطلع مواضيع قسم الرياضة ، فوجدتها رائعة
http://vb.arabseyes.com/t815.html
http://vb.arabseyes.com/t266.html
http://vb.arabseyes.com/t553.html
و مواضيع السيارات معلوماتها واسعة و ………….. http://vb.arabseyes.com/t43117.html
http://vb.arabseyes.com/t40563.html
http://vb.arabseyes.com/t39489.html
ثم رأيت كاتب الموضوع ، فأتاني الفضول لكي أعرف كاتبه المبدع
فوجدت رسائل هناك و إحصائياته و أصدقائه
فرغبت بالتسجيل فيه
أولا قمت بقرائة قوانينه ، فأعجبتني ثم سجلت
و انتظرت التفعيل
يتبع في البارت الثاني

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

هروب الارواحرواية شيقة

التصنيفات
روايات طويلة

أيام الزهور رواية

أولا:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثانيا:أحب أقدم لكم روايتي الثالثة على التوالي وطبعا بعضكم راح يسألني ليش ما كملت رواية (أحببتني رغم عاهتي)أكيد عشان مافي متابعين بس يارب هذه تكون أحلى وأجمل

معلومات
الاسم:أيام الزهور
النوع:رومنسي،،حزين،،أكشن،،كوميدي
عدد البارتات:غير معروف
تاريخ بداية الكتابة للرواية:16/6/1437هـ
القصة:
تدور أحداث الرواية في جامعة الفنون للموسيقى والرقص والغناء والموسيقى العصرية
والكلاسيكية حيث تنضم الفتاة ماري وتقابل كيرا وكارولين وتوم ولي وشين وتجري الكثير من المشاكل في جامعة شموع الغد أحداث شائقة ستقرؤونها في رواية(أيام الزهور)

الشخصيات

الفتيان
الاسم:لي
نبذة عنه: هادئ ومغرور ومتكبر لكنه طيب والالة التي يعزف عليها الغيثار ويجيد الغناء

الاسم:شين
نبذة عنه:شاب هادئ صديق لي المقرب لديه ابتسامة جذابة والالة التي يعزف عليها الغيثار ويجيد الغناء

الاسم :توم
نبذة عنه:شاب مرح لطيف ويحب الابتسام كثيرا والالة التي يعزف عليها الطبول لا يهمه الا طعامه

الاسم :سام دونغ
نبذة عنه:مدير المعهد وهو إنسان رائع رجل لطيف ومحبوب كان في الماضي عازف غيثار شهير

الاسم:سوكيو
نبذة عنه:هو معلم في التمثيل والغناء رجل ظريف ووفي كوميدي في بعض الاحيان جاد

الفتيات

الاسم:كيرا
نبذة عنها:فتاة حساسة جدا لطيفة وظريفة تحمل هم غيرها لديها صوت عذب جدا وحدثت لها حادثة عندما كانت صغيرة

الاسم:كارولين
نبذة عنها:فتاة قوية ولكنها طيبة جدا ومخلصة مغنية أيضا تكره كيرا

الاسم:ماري
نبذة عنها:فتاة طيبة ووفية لأصدقاءها تمتلك صوت ورثته عن والدتها الراحلة تعاني عائلتها من تدهور في علاقتها جعلتها تعيش مع جدها اما والدها يعيش وحده وتقابله سرا دون علم جدها بسبب شجار دار بين والدها وجدها

الاسم:يون سو
نبذة عنها:معلمة الرقص حساسة وهادئة ذات جمال فاتن طيبة القلب
الاسم:سيمران
نبذة عنها:تحاول التقرب من لي وتفعل أي شئ ليقربها له تكون عائقا في طريق ماري
تكون العدوة اللدودة لماري وصديقاتها

الاسم:جودي وبوون
نبذة عنهما:صديقتا سيمران جودي تحاول التقرب من شين وبوون تحاول التقرب من توم

البارت الأول بعد ثلاث ردود

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

الفصل الثاني .. قليلا من الشاى ~ كثيرا من الكعك ‏ -رواية جميلة

الفصل الثانى
تأليف ادهم محمد

ان نفسى تريد النقاش ..تريد ان تداعب افكارى قليلا
هاااااااه يالها من ايام
واى ايام سوف نقف عندها ونتكلم عنها
لقد مررنا بتغيرات كثيرة .. ان الجعبة لمملؤة الان
نعم هاهى انها سيارة اجرة لنقترب منها …
جامعة القاهرة يااسطى
اه ياباشا اتفضل
من الذى اوقفك هل حقا لاتستطيع فتح باب السيارة والركوب بها
هل حقا لاتسيطع سماع صوتها منذ متى وانت لم تسمع صوتها .. ياااه انه لعمر
ايه ياباشا فى حاجة .. تعبان ولا حاجة
لاء لاء مافيش بس الاغنية خدتنى شوية
اهااا حلوة يابلدى دى اغنية جامدة دانا بشغلها عشرين مره فى اليوم ..
اركب اركب ياباشا هعيدهالك من تانى
فهمتنى غلط
بتقول حاجة ياباشا
لاء سلامتك
عارف ياباشا من ساعت الثورة وانا بشغل الاغنية دى اه امال ايه الواحد فعلا دلوقتى يحب بلده بجد
يعنى انت الاول ماكنتش بتحبها
مش القصد بس دلوقتى تحس انها بلدك
شوف ياسطى …
علاء ياباشا علاء
شوف ياسطى علاء
ربنا خلقنا بالفطرة نحب المكان اللى بنتولد فيه كل حاجة فيه لانه ببساطه
المكان ده هو جزء لا يتجزء منك فيه الاهل الاصدقاء الزوجة الاولاد
فيه الذكريات فيه انت نفسك
علشان كده تلقى اللى كانوا زمان عايشين فى الغابات وسط الاشجار
و الحيوانات المفترسة
لو جماعة تانية فى الغابة حاولت تاخد مكانهم تلاقيهم يدفعوا عن مكانهم لحد الموت رغم انهم بيدافعوا عن شوية اشجار مليانه حيونات بيوت معموله بأخشاب الاشجار او كهوف ومستعدين يموتوا علشان مكانهم ده
لان ببساطه كده ده وطنهم
كل الناس بتحب بلادها ياسطى علاء
اه اه طبعا ياباشا … دقيقة واحد ياباشا هشترى كرت شحن
اتفضل
كلمه حلوة وكلمتين حلوة يابلدى
يولاندا كريستينا جيجليوتي .. داليدا
ولكى اتذكر داليدا يجب ان ارجع قليلا ً لما قبل داليدا
فأننى لما اكن من محبى الغناء بدرجة تجعلنى من معجبين مطرب معين
فقد حضرت حفلات لام كلثوم وكذلك لعبد الحليم وحفلات لمطربين اخرين
ولكن كان الشىء الذى يملىء قلبى وعقلى هو السياسة والبلد والحرب واليهود
و كل شىء عن البلد وايضا جمال عبد الناصر رحمه الله عليه
ولكن تغير كل شىء .. كل شىء
تغير الفكر والفهم .. تغيرت النظرة الى الامور .. تغيرت النظرة الى الرئيس جمال عبد الناصر
لقد كانت كالاعصار الذى لا يبقى شىء .. يونيو 1967
ماحدث فى 67 كان شىء لا استطيع ان اصفه بل يجب عليك ان تتعايشه
لكى تتضح لك الصورة جيداً
كن كرجل واسرتة رجل يحكى لاسرته
ويقول نحن نستطيع نحن نقدر نحن الاقوى
يصف لهم فى حماس شديد ماهى الشجاعة ماهو العدل ماهى العزة
يصف ويحكى ويقول واسرته تستمع له فى انصات شديد وحب كبير
حتى شعرت ان عدوها لا شىء
فقد وصل بها اليقين انها قادرة على ازالته وليس هزيمته
حتى وصل بهم الى اعلى درجات الحقيقة التى لاتقبل الشك
وعند تلك الدرجة كان السقوط

فى ذلك السقوط كان كل شىء يهدم ويزال امام اعيننا
لقد كنا نتألم دون صراخ ويزداد الالم ولا نستطيع ان نصرخ طوال فترة السقوط
وعند الارتطام كان الصراخ يوم 9 يونيو يوم اعلان التنحى 1967
خرجنا جميعا لنصرخ ونبكى ونتألم
كان الرجل منا يمشى بجانب صاحبه يصرخ ويبكى كالطفل
كنا نريد حقا ان نصرخ ونبكى دون ان يسألنا احد او حتى انفسنا عن شىء
ما حدث لنا اننا اهلنا للاحتفال دون التأهيل للفوز .. كنا ننتظر الانتصار لم نستعد للقتال
فقد كانت جميع البلاد العربية تعلم ان الحرب قد اقتربت
كنا نحن كشعب يعلم جميعا اننا قد اقتربنا من الحرب نعم
فقبل شهر من الحرب اعلنا ليفي أشكول رئيس وزراء اسرائيل انها سيرد على العمليات الانتحارية الفلسطينية
وبل وهدد ان الجيش سيزحف نحو دمشق

وقبل ذلك بشهر او اثنين تم إعادة إقرار اتفاقية الدفاع المشتركة بين مصر وسوريا
ثم تم الصلح بين الملك حسين والرئيس جمال عبد الناصر واصبحت الاردن طرف ثالث فى اتفاقية الدفاع المشترك
وزدادت الامور غليانا عندما اعلنت اسرائيل التعبئة العامة
فكان بعدها مباشرة تم اعلان التعبئة العامة فى مصر و تم اغلاق مضيق تيران
ومنعت السفن الاسرائيلية من العبور
نعم كان نجلس فى بيوتنا ننتظر اعلان الحرب غير انا مصر اعلنت انها لن تكون البادئة
وكانت الحرب.. صباح 5 يونيو

واستطاعت اسرائيل ان تدمر بالكامل السلاح الجوى المصرى
استطعت ان تدمر ثلثى السلاح الجوى السورى
استطعت ايضا تدمير بعض من السلاح الجوى الاردنى
ثم ات الاجتياح و فى وقت الاجتياح كنا ننسحب
ونجحت اسرائيل فى احتلال ا الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان
غريب ماحدث
تحارب دولة ثلاثة دول وتنتصر عليهم فى 6 ايام
بل الاغرب ع ما اذكر ولست متأكد ان سيادة المشير القائد العام للجيش
فى اول ايام الحرب على متن طائرة لسيناء وهو لا يعرف بالحرب
ويعرف عندما يريد الهبوط فلم يجد مكانًا للهبوط بسبب تدمير جميع مدرجات المطارات
تكذب الإذاعة و تقول أنه قد تم إسقاط 70 طائرة إسرائيلية في اليوم الأول من القتال!!!

اهااا لقد كنا فى حلم لا نصدق ماحدث لانفهم لانتكلم غير اننا ننظر الى وجوهنا
عندما تلتقى العيون نهرب سريعا عن تلك النظرة التى تشعرك بالانكسار
لقد شعرت بمرارة عندما تذكرت هذة الذكريات عندما ذهبت الى المنزل فى فجر 11 يونيو عندما
رجعت من المظاهرات الرافضة للتنحى
كان فى البيت زوجتى وابنائى غير اننى لما اتكلم معهم او حتى انظر اليهم ذهبت سريعا الى غرفة مكتبى وجلست
وبعد دقائق وفى هدوء قمت وتجولت فى غرفة مكتبى واخذت ابحث عن جميع الكتب التى فى مكتبتى
فوجدت الكثير والكثير من كتب السياسة بل كان اكثر المكتبة هى كتب سياسية
واخذت فى القاء الكتب من المكتبة على الارض
اقصد اخذت انتزع بالمعنى الصحيح هذة الكتب من عقلى والقى به فى الارض فى اذدراء شديد
نعم كنت اتنزعها من نفسى من عقلى .. لطالما امنت بهذا الكتب لطالما امنت بعقول اصحاب هذة الكتب

كارل ماركس . لينين . فريدرخ إنغلز
والكثير والكثير حتى اصبح فى منتصف الغرفة تل كبيركالأطلال
الاشتراكية العلمانية الشيوعية الرأسمالية .. اطلال من الافكار وكل واحد منها يقول انه هو الصحيح وغيرى خطأ
انه الاتباع
الاتباع ..لك ان تتبع اى احد وتظن انه هو الصحيح وتؤمن به
غير ان قد تجد فى النهاية امرين لا ثالث لهم
ان مااتبعت وامنت به صحيح او غير صحيح

وقد وجدت ان مااتبعته وامنت به غير صحيح الاشتراكية الشيوعية
وكثيرا من الافكار والنظريات قد سقطت من عقلى
ان الله عندما يرسل الرسل والانبياء
يجعلهم يقولون لإقوامهم انهم لا يتبعون الا مايوحى اليهم
نعم انه لامر ثقيل ان تتبعك الناس فقد زال الله هذا الثقل عن انبيائه ورسله
الذين هم اكمل الخلق
وجلعهم يتبعون مايوحى اليهم والناس تتبعهم

لقد كان بعد ذلك حرب الاستنزاف التى فعل فيها الجيش مايشبه المعجزات واثبت انه الافضل والاقوى ..
ولكن الناس كانت قد فقدت الثقة ..!
اما انا فقد تركت مصر ..
وقبل تركى لمصر ذهبت الى اعمامى كى أخذ بعض المال
او كل مالى الذى تركه لى ابى
اعمامى … ما اجمل ان يكون لك عم كأبيك يشعرك دائما انك ابنه بل واكثر من ابنه
لقد حدث لى موقف مع اعمامى دائما ما اذكره واضحك على نفسى
كنت اعمل فى القاهرة بعد تخرجي من كلية الطب واصبح لى عيادة وسمعة طيبة
وزبائن كثر ذلك فى اواخر الخمسينات
لقد كنت مؤمن بالشيوعية واراها انها هى حقا الخلاص للشعوب
والشيوعية تقول لا للآرث … نعم فقد رفضت أخذ ميراثى الذى تركه لى ابى وتركته لاعمامى
عندما مات أبى كنت لا اريد اخذ الميراث واقول لأعمامى دائما اننى لا اريده
فيفهمون من كلامى اننى لست بحاجة الى المال الان ولكن فيما بعد سوف احتاج الى ميراثى
وفى يوم جاءوا لى اعمامى وهما ثلاثة وذلك بعد موت ابى بأكثر عام
فقد كنت اتهرب منهم لاننى لا اريد ان أخذ الميراث
لانها فى تلك الفترة كانت بالنسبة لى انها ليست حقا لي بل للشعب !!
لم يكن ابى ترك الكثير ولكن اعمامى كانوا يرون انه يجب أخذ ميراثى

فأتوا لى وتكلمو معى على الميراث
فقولت لهم اننى لا اريد
فقالوا فى لكنه فلاحيه جميل
يا دكتور احنا مش فاهمين انت يعنى مش محتاج الفلوس دلوقتي
احنا بنزرع ونقلع فيها وبنعنلك خيرها لحين ما تحتاجه … كويس كده
فقولت لهم لا اننى لا اريده ابد
فغضبوا منى وقال لي عمى الكبير فى شىء من الاستعجاب
هى فلوس ابوك حرام يادكتور؟!
فقولت لهم فى ارتباك لأ لأ ازاى
بس ياعمى الموضوع بالنسبالى مش زى مأنتم فاهمين هو..
وفجأة ترأ فى خاطرى ان احاول ان اجعلهم يؤمنوا بما اؤمن به
من أفكار ماركس وإنجلز … دائما نفعل ذلك ونحبه ونستمتع به
ان تجعل الناس تؤمن بما تؤمن انت به
ان تمجد افكارك وطريقتك ولكن هل نفعل ذلك لاجل خوفنا على الناس كى يؤمنوا بما نؤمن به لاننا نراه صحيحاً
اما لنثبت لانفسنا ان ما نقوله صحيح والدليل هؤلاء الناس الذين يؤمنوا بما نؤمن به … هكذا هى

ولم الخوف ان لا يؤمنوا بما اؤمن به الا استطيع فعل ذلك؟!
الست انا بين اصدقائى صاحب الرأى والحجة القوية … الم اكن قائدهم فى مظاهرت السبت الاسود يناير 1952عندما خرجنا من جامعة القاهرة فى غضبا شديد
الست انا دائما عندما اجادل احد اجعله بين امرين
ام ان يقتنع برايي وام ان ينهزم رأيه امام رأيي
الست انا المحنك ساسيا الذى قابلت وتكلمت مع كثير من الشخصيات العامه والادباء والمفكرين والسياسيين
الست انا الذى قرأ الكثير من الكتب فى جميع العلوم
الفلسفة السياسة الادب الطب الانسان تقريبا كل شىء
بل وصل بى الامر اننى اصبحت
بين اصحابى ملهم لافكارهم ينظرون لى وكاننى قائد لهم
وارى فى عيونهم نظرة تقول سوف يأتى يوم على هذا الرجل ويصبح رجل عظيم

فقد قولت لأعمامى على ما أذكر
لو بصينا كويس فى التاريخ هنلاقى ان
التاريخ هو عبارة عن صراع بين طبقات المجتمع
وده من زمان يعنى لو بصينا فى المجتمع هنلاقى انى هناك طبقة صغيرة متحكمة
وهى اللى بتشرف على عملية الإنتاج والعطاء بينما السواد الأعظم من المجتمع
بيسهم إسهام قليل في العجلة الاقتصادية

اذا هناك فارق بين الطبقات
ثم اخذتنى الجلاجة ونسيت نفسى واكملت قائلاً
نظرية كارل ماركس، بتأكد ان العالم الرأسمالي سيتحوّل إلى عالم اشتراكي ثم الى الشيوعية،
ياجماعة ارجوكم افهم الشيوعية دى عبارة عن طوق نجاة للبشر
ايوه انك تفهم التاريخ ماشى ازاى وايه اللى حصل واللى هيحصل كمان
لما تقدر تكون منظومة افكار اجتماعية وسياسية واقتصادية تقدر بالمنظومة دى
انك تأسس مجتمع ثوري اشتراكي خالٍ من الطبقات مبني على الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج
ماركس بيقول ان النظام الرأسمالي يحمل في داخله مكونات تدميره.
وطول ما فيه نظام رأس مالى اذا هيظل الصراع قائم بين الطبقات
وفجأة قال عمى لى فى غضب
مين ياواد يأحمد مركس ده وهو اللى معلمك الكلام ده ؟
طب وايمانات المسلمين لو صاحبت مركس ده تانى
لا تكون ابن اخويا ولا اعرفك

هكذا قالها عمى بعفوية شديد ممزوجة بالخوف على ابن اخيه الواحيد
وقد اخذت وقت كى اقنعه اننى لست على معرفة شخصية بهذا الرجل
الذى يدعى ماركس
وانما هو مؤلف وفليسوف ومفكر استلهم منه العالم الكثير من نظرياته …
دائما ما اضحك من هذا الموقف
هزيمتى الاولى التى لم استطيع فيها اقناع احد برايى
اكثر ما يضحكنى هو نفسى كيف ظننت ولو للحظة ان اقول لأعمامى هذا الكلام
نعم فاللناس عقول تختلف فيما بينها
كلن يفهم حسب نشأته وتقاليده وعلمه
فقد قرأت مرة لاحد صحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة

الشيوعية كم اخذت منى وكم تعبت من اجلها كم مرة حاولت
ان اقنع كثير من الاشخاص بنظرياتها بفهمها بتباعها بالايمان بها … ولم كل ذلك فقط لاننى كنت مؤمن بها
انه الايمان … الايمان ايها الساده الذى يجعل رجل فى اقل من 25 عاما
يقتل أكثر من خمسين مليون إنسان كما فعل استالين!
فقط لانه يؤمن انه صحيح وغير ذلك هو خطأ وخطر ايضا
استالين الذى كان من اكبر واهم رجال الشيوعية التى عرفها التاريخ … استالين كيف تذكرت هذا الرجل هااااا اه
هل يوجد حقا رجل كستالين ..اذكر مما قرأته عن استالين انه فى ليلة من ليالي ديسمبر 1938 قام بالتوقيع على قائمة بإعدام ثلاثين ألف رجل
ثم قام بمشاهدة فيلم "الرجال السعداء".
ولم العجب اليس هو نفسه كان يردد دائماً "موت رجل حادث مأسوي.. موت الملايين مسألة احصائية"
انه رجل ومثله رجل كماو تسي تونغ وشبيهم رجل كهتلر
والكثير منهم تجدهم فى صفحات التاريخ
كتبت سيرتهم فى صفحاته بدماء الناس
هااااه هااه اه اه

ولكنى قبل السفر قررت ان اذهب الى اعمامى لكى أخذ ميراثى لم اكن اريد المال
ولكنى كنت اريد ان اثبت لنفسى اننى حقا قلعت ثوب السياسة
وافكارها و كل شىء
وفعلا اخذت المال وتركت بعضه لزوجتى وقولت لها ان اريد السفر
لقد كانت زوجتى من اوفى الناس لى نعم وافقت
بل وقالت اذهب وسوف ننتظرك تقول ذلك
وعيناها غاريقتان فى الدموع
رحمة الله عليها …

لقد سافرت … نعم سافرت .. سافرت الى فرنسا
لماذا اخترت السفر لفرنسا؟
فقط لاننى كنت اريد ان اسافر
كان السفر بالنسبة لى هو مجرد بعض ايام وان كثر فسوف يكون شهر
احاول فتلك الايام ان انسى فقط …
لقد كانت الهزيمة للشعب المصرى مرارة لا نستطيع لفظها ولا نستطيع بلعها
ما اصعب هذا
ايها الساده لم اختار فرنسا على علما او حبا او فهما او اى شىء
فقط لاننى كنت اريد ان اسافر
ما اعرفه فى فرنسا هو زميل دراسة وصديق اسمه على

لقد سافرت الى فرنسا فى 1968 وبالتحديد مايو !
صدفة هى ان يكون سفرى قبل مظاهرات طلاب فرنسا
التى هزت المجتمع الفرنسي ككل بيوم او يومين
ان كانت صدفه… فى الغريب ان الذى جعلنى اسافر هى مظاهرات طلاب فبراير فى مصر 1968
لقد كانت مظاهرات فبراير هى القشة التى قسمت ظهر البعير بالنسبة لى
لقد قولت لكم مسبقا اننى اعلم فى السياسة الكثير وافهم الكثير
غير اننى بعد النكسة شعرت اننى لا افهم شىء
ما كنت اتوقعه لم يحدث ما كنت اقول لم يكون

كرهت السياسة كرهت النظريات الايدولوجيات
الاحزاب الافكار والاخذ بها كرهت كل شىء
فكنت بعد النكسة ليس على عادتى المعتادة
اصبحت طبيب فقط امارس عملى فى صمت

حتى كانت محاكمة قادة طيران الجيش المصرى … قضية النكسة
تلك القضية التى كانت المتهمون فيها هما قادة السلاح الجوى المصرى
الذى دمرته اسرائيل بالكامل فى ثلاثة ساعات ونصف
كانت التهم هى عما حدث يوم 5 يونيو بكل ما فيه
كان المتهمون هم محمد صدقى محمود وجمال عفيفى و عبد الحميد الدغيدى و إسماعيل لبيب،
هؤلاء هما قادة السلاح الجوى المصرى
ظلت الناس تتابع المحاكمة فى ترقب شديد
وكأن هؤلاء هم السبب الاول والاخير فى الهزيمة
بالطبع هم سبب ولكنهم ليسوا السبب الوحيد
و كان الحكم بالسجن 15 سنه لمحمد صدقى محمود 0 سنوات ل
إسماعيل لبيب
وبرائة كل من جمال عفيفى و عبد الحميد الدغيدى
ونشرت الاحكام فى الصحف كانت الناس تقرأ الاحكام الصادرة
كان من من يقرأ ويسكت ومن يقرأ ويتلكم ويتناقش
ومنا من لم يعجبه الحكم ومنا من قال هذا هو العدل
ولكن كان كل ذلك فى صمت شديد فى تهامس دون ضجيج يذكر

ولكن يحدث غير المتوقع
فأذا بالذين يتكلموا بصوت عالى ومسموع ولا يخافون احد
هما اناس بسطاء اناس قد يكون فيهم الجاهل وفيهم الفقير وفيهم الضعيف
ورغم كل ذلك
تكلموا ورفضوا تلك الاحكام وقالوا انها ليست عادلة
لقد كانوا عمال مصانع حلوان الذين خرجوا فى مظاهرات تندد بهذة الاحكام
بهذة المهزلة
وظل يجابون حلوان غاضبين رافضين لتلك الاحكام
الهزيله المريضة ثم وصلوا الى قسم حلوان
فاطلقت الشرطة النار عليهم
واصيب منهم الكثير وعلى ما اعتقد منهم من مات
وفى اليوم التالى كانت الاخبار انتشرت ووصلت الى جامعة القاهرة وغيرها
فخرج الطلاب فى مظاهرات غاضبة تندد بضرب وقمع مظاهرات عمال حلوان وايضا رافضه لتلك الاحكام الهزيلة
وتصدت لها الشرطة وقالت انها ستستخدم قانون الطوارىء
وبالفعل تم اعتقال الكثير من الطلاب
ولكن ازدادت المظاهرات فى كثير من الكليات
وخرجت الى الشوارع فى غضب شديد

حتى وصلت الى مجلس الامة
وكان رئيس المجلس ايامها هو انور الساادات الذى تكلم مع الطلاب
ووعدهم بتنفيذ مطالبهم
ولكن فى نفس الليلة تم اعتقال الكثير من هؤلاء الطلاب
الذين أخذوا الوعد بتنفيذ مطالبهم من انور السادات!
لم تكن تلك المظاهرات الا حالة غضب ليس فقط من الاحكام
ولكن من الوضع ككل
نعم فقد زادت المظاهرات وخرج اصحابى (الشله) فى التظاهرات
عبد الحميد واحمد شكرى وعاطف وسيد منصور وغيرهم
جميع الشله خرجت دون قائدهم
ذالك القائد الفاشل الذى دائما ماكان يقول لهم
ان انتصارنا على اسرائيل لا يتطلب فقط الا اعلان الحرب عليها !

اذكر جيداً عندما جاء لى عاطف وهو فى حالة من السرور
وكانه قد صغر 15 عام واصبح كما كان طالب مشاغب سياسيا
كان يحكى لى ويتكلم فى شىء من الاعجاب بالنفس ويقول
نزلنا المظاهرات وقولنا ومخفناش ياريتك كنت معانا وانت تشوف المتظاهرين كانوا عاملين ازاى
كانوا فى حالة من الغضب حالة من الاستياء
من السبب فى هزيمتنا قادة الطيران ولا قادة الجيش ككل
ولا رئيس الدولة نفسه
كنا بنهتف من غير خوف امام الظلم امام الاعتقالات امام زوار الليل
بيقنا كلنا وبالأخص الطلاب فى حالة من الغضب الشديد
واستطردت وقال فى انفعال واضح
وصل بنا الامر اننا هتفنا ضد النظام نفسه
عاملين أسود علينا‏..‏ واليهود في سينا‏
‏ لا صدقي ولا الغول‏..‏ عبدالناصر هو المسئول‏ ,
أيدناك يوم 9 0 واليوم ننحيك بالعشرة
كنت اسمع عاطف ونفسى لا تطيق سماعه ولا اعلم لماذا
هل هى غيرة ام مرارة هزيمة رأيك الذى كنت تدافع عنه ام فقط لاننى اصبحت كعاجز لا يستطيع ان يبدى رأيه فقط لان رأيه قد خاب مرة !

ظلت تلك المظاهرات ولم تمر ايام قليلة عليها حتى
جاء قرار عبد الناصر بأعادة محاكمة قادة الطيران
وخرجت الصحف بالخط العريض تقول إعادة محاكمة قادة الطيران
وبعدها بأيام قام جمال عبد الناصر بأعادة تشكيل الوزارة التى كانت ولاول مرة تضم عدد كبير من الوزراء المدنيين
ثم جاء خطابه فى 30 مارس 1968 ايجابياً
لقد كانت بحق انتفاضة يجب على الجميع ان يستمع لها ويحقق مطالبها

جمال عبد الناصر رحمه الله عليه
لك ان تحب احد ولك ان تدعمه لك ان تدافع عنه
ولكن ما ليس لك هو ان تقول ان كل ما يفعله صحيح فهذا ليس بحق … هذا باطل

قد تأتى عليك فترات تدافع عن شخص عن حزب عن تيار عن فكر
ولكن يجب ان تعلم انه قد يخطىء
قد يكون بعضه صحيح بل قد يصل الامر ان يكون كله ليس بصحيح
ولكن الصعب هو انك ترى ذلك او تشعر به … كيف ذلك ؟
هل تستطيع الحكم على شخص او حزب او فكر انت تتبعه وتؤمن بما يقول
عند ذلك تكون شهادتك مجروحة … كالقاضى الذى يستشعر الحرج
هل تستطيع ان تكون كحكم دولي يحكم فى مبارة كرة قدم يأتى من بلاد بعيدة
ليحكم بين فريقين فهو لا يرى غير ان هذان فريقين يكسب منهم من يستحق فقط لا غير
على ما اذكر فى مرة من المرات انني كنت هبدأ فى نقاش مع احد المفكرين وكان يعلم عنى قوة حجتى فقال لى
كلمة اثرت فيه كثير قال
شوف يادكتور علشان نتناقش لازم ناخد بالقاعدة دى
فقولت له
وماهى ؟
فقال
ان ما تقوله لجيد ولكن ليس كله بصحيح
فبتسمت وقولت له
لقد هزمتنى من قبل ان تناقشنى

هل يوجد مثل هذا نعم يوجد
فقد يكون الخمر معتق جيدا وذو جودة عالية وتم تصنيعه من افضل انواع العنب الاحمر
ولكن يبقى شرابه ليس بصحيح
فهناك اشياء كثيرة تراها جيدة وجميلة وتعجبك ولكنها غير صحيحة
الم يقول الله لنبيه فى كتابه الكريم
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ

فكثير قد تجد من الناس ما يعجبك قوله
ولكن تتسأل عقولنا فى همس نكاد لا نسمعه
هل هذا هو الحق هو الطريقة الصحيح هل ما افعله صحيح هل ما اقتنع به واؤمن به صحيح وتبقى تتسأل فى همس خافت حتى يأتى يوم عليها وتعلم الحقيقة ولكن المشكلة قد يأتى اليوم بعد فوات الاوان

هكذا كان السبب فى سفرى الى فرنسا اننى شعرت اننى اصبحت انسان سلبى جدا من ناحية الحياة الذى جزء منها السياسة وجزء كبير بالنسبة لى
فعندما حدثت انتفاضه فبراير ولم اتكلم فيها ولم اشارك فيها وجدت نفسى اننى ليس لى مكان

اردت الهروب تخبطط نفسى فى داخلها اصبحت لا اعلم
من صحيح ومن خطأ .. كرهت كل شىء محيط بى
اردت التغيير.. اردت السفر فحسب

كنت اريد التغيير دون امل ان اجده فأذا بى اجده فى اول ايام لى فى فرنسا
كان التغيير لكل من يعيش فى فرنسا
كانت كعاصفة غيرت كل شىء
لك ان تقول اضربات مظاهرات انتفاضة ثورة تغيير
لك ان تقول اى شى
ولكنك فى النهايه تجد ان مايو فرنسا شىء مازال يذكره التاريخ فى شىء من الذهول

لقد وصلت الى فرنسا اول مايو وبعد يوم واحد لى فى فرنسا امر شارل ديغول رئيس فرنسا بإغلاق السربون اهم جامعات فرنسا واوروبا بسبب التظاهرات
فأذا بهذا القرار يحول فرنسا الوديعة الجميلة الى فرنسا الغاضبة الشرسة الرافضه
قطعت اشجار فرنسا فى الشوارع انقلبت السيارات ع جوانبها واصبحت متاريس فى الشوارع كانت المظاهرات فى جميع شورارع باريس بل فى فرنسا كلها
لا تعطني حريتي سأتولى الأمر بنفسي
هكذا كانوا يقولونها طلاب باريس
يطلبون الحرية فى باريس مدنية النور؟!

الطلاب العمال السياسين المثقفون والادباء الجميع نزل فى احداث مايو
لقد كانت ثورة
ابتدت من الطلاب حتى وصلت الى جميع فئات الشعب
خاصة العمال الذين كانوا تحت ضغط شديد وظلم ..ضرائب.. اجور متدانية
استغلال … لقد كان العمال فى فرنسا يأخذون اقل الاجور فى اوروبا
اما الطلاب فكانوا فى فى حالة حنق شديد من كثرة القيود عليهم
على ما كنت اعلم انه كان ممنوع الاختلاط بين الطلاب فى السكن الجامعى وتم تحدبد عدد طلاب الجامعات
البنات المحترمات لا يتأخرون عن الثامنة مساءاً هكذا قالت تانت ايفون " مدام ديجول"
مجتمع تلقيدى لا يتطور
وغير ذلك كثير
فى بلد كفرنسا المليئه بالمفكرين كأمثال جان بول سارترو ميشيل فوكو وكلود ليفي وغيرهم فأنا ذلك غير مقبول

كان الطلاب يريدون التحرر فى كل شى التعليم الاقتصاد
الاعراف التقاليد حتى الجنس
الم يكن شاعرهم فى التظاهرات "منع الممنوع"
عندما كنت تنزل الشارع الفرنسى ايام مايو
كنت لا تصدق ما تراه الطلاب يكسرون كل شىء ويتقاتلون مع البوليس
اصبح الشارع الفرنسى فى حالة غليان
لقد ظن النظام الفرنسى ان هؤلاء الطلاب لن يستطيعوا ان يفعلو شىء
غير ان كانت الصدمه فى طلاب كان يقاتلون بكل شىء اخشاب سلاسل سلاح ابيض
لقد خرج الامر عن سيطرت البوليس بل خرج الامر عن يد شارل ديغول نفسه
كنت عندما تنزل وتره بعينك لا تصدق هل هذا حقا الشانزلزيه اجمل شوارع العالم الذى تحول الى ساحات قتال وكر وفر وتظاهرات ومثله شارع السان جيرمان والحى اللاتينى
وهل كان فى استطاعت البوليس دخول الحى اللاتينى !

اصبح الطلاب فى قوة هم انفسهم لا يشعرون بها كانوا كالطوفان الذى لا يقف فى وجه احد
طلاب طالبات هيبز خنافس ماركسيين يساريين شيوعيين متحررين مثقفين فقراء خليط من كل فئات الشباب
لقد علا كعب المظاهرات حتى اصبح فى يد المتظاهرين ان يفعلو ويختاروا اى شى حتى ولو كان اسقاط نظام شارل ديغول القوى
ولم العجب الم يهرب ديغول نفسه الى المانيا عند قائد الجيش لمدة يومين ليتاكد ويطمئن ان الجيش معه
فافى الثورات من ينحاز له الجيش .. دائما ما ينحاز له النصر … اظنه انه كان لا يصدق ما يحدث فى فرنسا … لعله شعر انه سوف يحاكم ويحاسب كالويس الرابع عشر وتقطع رقبته
لا اعلم بما كان يشعر ديغول غير انه وبل شك كان فى صدمه

لقد وصل الامر اكثر من ذلك
فقد احتلو الطلاب في 10 مايو الحى اللاتينى الذى به جامعة السربون
و تكاتف عمال فرنسا سواء الفرنسيين وغير الفرنسيين واصبح قوة لا يستهان بها
ويشهد على ذلك اضراب اكثر من 9 مليون عامل جعل فرنسا فى حالة شلل

كانت فرنسا ليست فرنسا التى نسمع عنها كان يوجد الملايين فى شوارع فرنسا من الطلاب والعمال والممثقفون والادباء والبسطاء ايضا
وايضا كان جان بول سارتر فى المظاهرات وكان ضد النظام ويدعوى الى مناهضته بل وقام بتوزيع المنشورات التى تندد بسياسة شارل ديغول
فعتقلته الشرطة اثنا المظاهرات غير ان ديغول امر فورا بطلاق صراحه قائلاً كلمة الشهيرة " لا أحد يتسطيع ان يسجن فولتير! اتركوه حرا "

ديغول ذلك الرجل الذى شهد الحرب العالمية الاولى وقاد جبه تحرير فرنسا اثناء احتلال المانيا لها ذاك الرجل الذى ماازل الكثير من الشعب الفرنسى يكنون له الحب والاحترام فقد كان احد اسباب قيام ثورة مايو … ألم يكن يستخدم القمع ويضغط ع الشعب الفرنسى ويضيق عليهم وعلى المفكرين والادباء فقط لانه شارل ديغول
الم يكن رغم كفاحه من اجل تحرير فرنسا وندائه الشهير ""أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره""
كان يريد ويؤيد استعمار الجزائر على انها ارض فرنسية وحق لهم
ويشهد على ذلك مشروع قسنطينة والجزائر جزائرية
الذي سعى فيهم لتفكيك جبه التحرير الوطنى الجزائرية واقصائها من على الساحة
مما اغضب كثير من الشعب الفرنسى الذى كان يرى من حق الجزائر الحريه
قد تقول وتنادى بشياء وتجعل الكثير يؤمن بها ويتبعون طريقتك
ولكن فى النهاية يجدون انك تقول ما لا تفعل

وبعد ذلك كله وفى عز غضب الشارع الفرنسى يخرج رئيس وزراء فرنسا ويعلن انها يتحمل كل ما حدث فى فرنسا
يرجع ديغول ويلقى خطاب للامه ويدعوى الى انهاء الاضراب واقامة انتخابات برلمانية فتهدأ فرنسا
ذلك لان ديغول مازل الكثير يحبه ويثق به
ثم تنصاع الحكومة فتجعل الحريات للجميع وترفع اجور العمال
ويتغير المجتمع الفرسى كله وتصبح الحريات فى كل شىء وتصبح فرنسا كما ترونها الان
ايها الساده الى الان يتكلم ويتذكر الشعب الفرنسى احداث مايو
بل تأثيرها مازال الى الان موجود فى فرنسا

تغيرت فرنسا وتغيرت واصبحت من الذين يتسمتعون بالحريات … الحرية فى كل الشىء
الحرية التى اذتنى كثيرا
فقط لانها كانت بلا حدود
لقد جعل الله متعة الاكل حدودها الشبع
ومتعة الشراب حدودها الارتواء وفى الحالتين كي تستمتع يجب عليك اما ان تكون جائع او عطشان
وكقيس على ذلك الكثير ومن هذا الكثير الحرية
ليس هناك شىء بل حدود فالحدود هى ذروة الشىء ومتعته والشعور بالوصول الامر الذى يجعلك تشعر بالراحة …
كانت حرية بل حدود تفعل ما تشاء واصبح كل شىء مباح
اهاااااه ….
الحمد لله على نعمه الاسلام الذى جعل لكل شىء حدود وضعها الخالق الذى يعلم كل شىء

لقد انغمسنا فى المتع والشهوات واخذتنا الدنيا وهى فى اجمل زينتها … أوروبا
ان تأكل بيتزا مارجريتا فى نابولى وتشرب النبيذ فى جنوب فرنسا او الشامبنيا فى شمال فرنسا
ان تنتظرك حبيبتك وهى متعطره باشانيل 5
لتاخذها لتناول العشاء فى مطعم السفراء او القطار الازرق Le Train Bleu
القطار الازرق ذالك لمطعم الذى عندما دخلته اول مرة كنت كالذى على رأسه الطير
شىء فى قمة من الجمال تخيل انك تأكل الطعام داخل عربة قطار ولكنك تشعرفيها بأنك فى قصر من قصور ملوك فرنسا اللوحات والروسمات على الجدران والسقف كأنك فى تحفة معماريه
انها حياة الترف والبذخ
ان تعتاد التسوق فى حى روديو درايف بكاليفورنيا
ان تعتاد ان تكون ملابسك من اشهر المحلات كلويس فويتون
ان تجوب اوروبا وستمتع بكل ما تقدر ان تستمتع به
كما مشيت فى الشانزلزيه كما ضحكت وصرخت وبكيت وعشقت فيه
لقد اخذتنى فرنسا اخذتنى الشهوات والملذات وانغمست فيها مؤمنا ان هذا هو الصحيح هكذا تكون الحياة
ان تعمل وتأكل وتشرب وتتمتع بكل الطرق فلا يستطيع احد ان يلومك مادمت انسان ناجح فى عملك
كنت اصرف جميع اموالى التى كنت اكسبها فى حياة الترف نعم فقد اشتغلت مع صديقى على فى التجارة
واصبحنا نكسب الكثير
ايها الساده لقد عشت حياة الترف فى اقصى درجاتها
نسيت السياسية واتبعت شىء اخر كان اسمه الحياة دون حدود دون قيود دون ازعاج
واصبحت مصر ازورها كالضيف وارى زوجتى وابنائى مرة فى السنة
وقبل رجوعى اقول لهم
المرة دى هى الاخيرة بعد كده هيكون كل شغلى فى مصر وابتسم بوجه كله برود وكذب

هكذا تغيرت.. تغيرت مع تغير المجتمع الفرنسى بعد احداث مايو
واصبحت مثل شبابها اريد الحريه فى كل شىء رغم اننى كنت قد تجاوزت الاربعين من عمرى
هل يتغير الانسان … نعم يتغير بل ويصبح انسان اخر
يتغير فكره طريقته اسلوبه مبادئه تتغير حياته
ومما تغير فيه حبى للغناء والموسيقى فقد قولت لكم من قبل اننى ليس من عشاق الغناء
ولكن فى اوروبا اصبحت اعشق الموسيقى …تغير حالى

داليدا كما حضرت له من حفلات كما اخذت معها صوراً تذكارية بل وصل الامر بى اننى لا اسمع الا هى واحفظ الكثير من اغنيها
لم يكن لى هدف او طريق اتبعه وكأننى جئت هذه الحياة من اجل ان اعيش فقط
ما كنت اتبعه اؤمن به هو السياسة الافكار النظريات الاحزاب الحرب ولكن كل هذا قد قلعته
بالمعنى الصحيح نزعته فى سخطاً شديد فقد وجدت ما اؤمن به هو كذب وما اقوله ليس بصحيح واشخاص اتبعتها فوجدتها فى النهايه ماهى الا انسان يصيب ويخطى فى حين كنت اظن انهم لا يخطأون!

واصبحت فى دائرة اخرى وفى مركب اخر من مراكب الحياة
هل يأتى ع الانسان وقت يجد فيه ان ما فعله من نجاح وتحقيق اهدافه وما وصل اليه من مكانة تحسده الناس عليها هو ليس ما كانه يريده
هل تسعى على هدف وتريد تحقيقه وتضحى بالكثير من اجله وعند الوصول لهذا الهدف تشعر وتجد فى شىء من الذهول والندم والحزن بأن هذا ليس ماتريد
الم يكن سيدنا آدم يريد ان يأكل من الشجرة ذلك لان الشيطان وسوس له ان هذا هو الخلود
حتى اصبح هذا ما يريد
حتى ولو كان الله نهاه عن هذا وعند الحصول عليها كان الندم
قد يزين الشيطان او النفس اشياء اهداف افكار اشخاص تحاول الوصول اليها او تحقيقها او اتبعها ولكنك تجدها تؤدى بك فى النهايه الى الهاويه

داليدا … ماجعلها تتعب فى حياتها انها لم تحصل على ماتريد او انها لم تعرف ماذا تريد
نعم فقد عصرت داليدا ورأيتها
وقرات عنها الكثير فى حياتها وبعد وفاتها
واغرب ما عرفته عنها قصه حياتها
وعلمت ذلك بعد موتها نعم بعد ان انتهت المسرحية
واسدل الستار هااا اه اه .. داليدا !

اراها جيدا واتذكرها وهى طفلة
طفلة تستحى اللعب مع الاطفال بسبب ذاك الحول الذى كان فى عينيها
اراها وهى تخشى اباها عندما يمنعها من الخروج ويقول لأمها لقد كبرت يولاندا وهى مازالت فى الثانية عشر من عمرها
اراها سعيدة بعد نجاح العمليات التى عملتها لعينيها ولتصبح عينيها بل حول
بل وتصبح اجمل العيون
اسمع حديث نفسها لها بعد موت ابيها وهى تقول يجب ان افعل ما اريد يجب ان احقق ما احلم به فقد مات ماكان يخيفنى

اراها وهى تشترك فى مسابقة جمال مصر رغم معارضه امها
ارى سعدتها وهى تفوز بملكه جمال مصر
اراى فرحتها عندما تحقق ما تريد وتدخل عالم السينما المصرية وتمثل الافلام وتشتهر باسم داليله
الم تعشق التمثيل ؟

الم يكن حلم حياتها ان تصبح ممثلة مشهورة ؟
اشعر بها كل مرة اقرأ فيها سطور حياتها بقوة اردتها عندما تقررالذهاب الى باريس للبحث عن الشهرة فيها
تفعل ذلك بكل اصرار رغم رفض امها ان تذهب ابنتها بلد بعيد وحدها

كما ابتسم عندما اتخيلها وهى جالسه فى مقعدها فى الطائرة الذاهبة لباريس
و تقوم بالتدريب على توقيع اسمها تفعل ذلك لانها تعلم بكل تأكيد انها سوف تصبح نجمة باريس الاولى!
كما احزن عليها عندما تتفاجاة
بأن الوصول الى الشهرة صعب والنجاح فى باريس يتطلب الكثير
وتبدأ رحلة البحث والتعب وتذهب لكثير من مكاتب واستديوهات التمثيل ولكن دون جدوى
كم استغربها وهى فى اشد ما كانت فيه من فقر وجوع
تكتب لامها تطمئنها انها بخير وسوف تصبح قريبا من نجمات باريس!

وتصبر داليدا وتزداد قوة ولكن دون جدوى
حتى تيأس وتقرر الرجوع لمصر وبالصدفة يقابلها رجل ويعجب بجمالها
فيسألها هل مارست الغناء من قبل
فتجيب عليه بالنفى
فيحاول اقنعها ان تجرب الغناء وانه قادر على تدريب صوتها لتصبح مغنية ولكن دون جدوى لانها ترى نفسها ممثله
ولكن فى النهاية يستطيع اقناعها بالغناء
وتغنى داليدا واول ما تغنى فى النوادى الليلية
وتكتب لامها انها تعمل فى الغناء وتغنى فى اكبر قاعات باريس!

ولكن يحدث مالم تتوقعه داليدا تنجح فى مجال الغناء وتصبح نجمة فرنسا وتغنى فى اشهر قاعات باريس اولمبيا وتغير اسمها من داليله الى داليدا
وتجوب العالم و تغنى بأكثر من 7 لغات وتصبح من نجوم العالم و تحصل على الكثير من الجوائز
بل ويكرمها شارل ديغول رئيس فرنسا وتصبح نجمة فرنسا الاول

اتعلمون اننى مازلت اقرأ الى الان حياة داليدا واحتفظ بها فى مكتبتى ليس بسبب اننى رأيتها كثيرا وكنت متيم بها وبغنائها ولكن ما فعلته داليدا غير كل شىء فى نفسى .. نعم كل شىء

عندما اقرأ فى سطور حياتها ارها جيدا عندما تعود لمصر بعد نجاحها لتزور الحى
الذى نشأت وتربت به حى شبرا
اراها عندما رأت بيت امها وابيها وهى تبكى فى آنين
وكأنها تتمنى ان تعود تلك الايام
تنجح داليدا ولكنها تبكى وهى فى قمة نجاحها تبكى حزنا وليس فرحاً

اقف هنا كثيرا فى شىء من الاستعجاب عندما اعرف ان داليدا
وبالتزامن مع نجاحها ونجوميتها تتزوج من الذى تحب وتشعر انها فى اسعد ايام حياتها
ولكن فاجأة وبعد شهور من الزواج تقرر الطلاق
لانها اكتشفت انها لا تحب زوجها
وبعد الطلاق بفترة ينتحر زوج داليدا الاول ذاك الرجل الذى كانت تحبه داليدا

ويزداد عندي الذهول عندما
تحب داليدا رجل اخر بل وتعشقه وتساعده على النجاح
لانه كان فى بدايه مشواره الفنى
ولكنه لا يستطيع النجاح ويفشل امام الجمهور
وفتذهب داليدا لتواسى حبيبها وتهون عليه فتجده قد انتحر!!!
وتكون هى اول من يراه منتحر وتصرخ داليدا صرخه يفزع لها كل من فى المكان
وتحزن حزن شديد بل وتحاول الانتحار ولكن يتم منعها فى اخر لحظه
لقد فقدت حبها فقدت سعادتها

ورغم ذلك تستمر داليدا وتزداد شهرتها وتنجح فى جميع انحاء العالم
وتصبح اغانيها فى كل مكان
وتحب مرة اخرى ولكن يحدث مالم يتوقع … الانتحار !!!
وتحزن داليدا على موت حبيبها
الذى انتحر
ورغم ذلك تستمر وتستمر وتنجح

ولكن رغم نجاحها اراها وهى وحيدة وهى حزينة
وهى لا تعلم لماذ هى ليست سعيدة رغم تحقيق ماكانت تحلم به
وتأتى ايام وسنوات على داليدا تراها الناس تضحك وهى فى الحقيقة تبكى

وفى وقتها كنت انا من اشد المعجبين بداليدا لا اسمع الا هى ولا ارى الا هى
بل وصل الامر انها عندما كانت تستلم جائزة
كنت اشعر اننى انا الذى استلم تلك الجائزة
وان هذا النجاح هو فى الحقيقة لي
اذهب الى جميع حفلاتها واتابع اخبارها
واصبحت من عشاق داليدا

ثم تأتى الثمانيات واشعر اننى وحيد وتشعر داليدا ايضا بالوحدة
ويبدأ الخوف يدخل قلوبنا واليأس والاكتئاب
فقد كنت انا فى حالة اكتئاب شديد لقد نجحت فى التجارة وفعلت كل ما اريد وعندى ما اريد
اشعر بالوحدة فقد رجع صديقي على الى مصر منذ زمن
اما انا فاصبحت معتاد على الغربة تركت زوجتى وابنائى فى مصر
واصبحت ازورهم سنويا واشعر بينهم اننى غريب
نعم اكثر من 18 عام فى فرنسا ارروبا لقد اصبحت بلدي غريبة علي
اصبح اهلى غرباء واصبحت نفسى غريبة علي
وجدت نفسى حزين افعل ما اريد ولكنى حزين كيف هذا نعم
ذلك لاننى لا اعلم ما اريد ما الذى يجعلنى سعيد ما الذى يزيل عنى الهم والحزن
حتى فاض الحزن والهم الى ان جعلنى اقرر فى 2مايو 1987
الانتحار

جلست فى شقتى فى المساء وجعلت افكر
مايو بدايه فرنسا معى وسوف يكون نهايتى فى مايو ايضا
لقد فعلت ما اريد وحققته كنت اريد عيش حياة المتع والترف
كنت اريد المال والغنى
اريد التمتع بكل الطرق اريد الحياه بكل شهواتها
لقد اردت واخذت ما اردت ولكنى وجدت ان هذا ليس ما اريد!
كنت كتائه قد ضل الطريق وتعب ويأس وكل ما يريده هو النوم … النوم الطويل
كى استريح من البحث وانتظار النجاه … كنت اريد الموت

فى مساء 2 مايو جلست وحيداً اسأل نفسى هل استطيع الانتحار … هل استطيع ان افعلها ؟
واخذت اقول وانادى على كل شخص قرأت عنه واعرف عنه انه انتحر كنت انادى بصوت مكبوت ممزوج بالالم .. نعم كان صوتى يتألم بل كانت نفسى كلها تتالم
كيف فعلتها يا إرنست همينغوي … قول لى ياارنست هل شعرت بالالم عند فعلها
قولى لى ولا تكذب هل حقا وجدت الراحه فى فعلها
وانت يا فان جوغ … هل هى حقا تحتاج للشجاعة ام انها تحتاج للجبن
نعم … اليس نريد الانتحارر للهروب مما نحن فيه
او بسبب ان الحزن يدوم للابد … اليست هذه جملتك الاخيرة

يا كل من انتحر ردو علي … اجيبوا كيف استطيع فعلها
واخذت ابكى بكاء شديد واقول
لقد تعبت حقا تعبت اه اه اه ..
اقتربى ولا تخافى فقط قولى لي ياكليوباترا كيف فعلتيها
انى اراها صعبه علي… اريدها ولكنى اخافها
قولى لى كيف استطعتى قتل نفسك … قولوا لي جميعاً
ولكن قبل ذلك قولوا لي هل استرحتم بعدها … هل وجدتم فى الانتحار ماتريدون
واخذت انتحب وابكى بكاً شديد

ثم بعدهاشعرت بالخوف وكرهت الموت
فقد شعرت بالراحة بعد بكائى هذا فقد كان بكاء كثير الدموع
وجدت نفسي تقوم فى نشاط لتشغيل اغانى داليدا !!
ووقفت فى الشرفه واخذت انظر الى باريس واستمع لداليدا
وكأن ما كنت فيه كان كابوس لا اريد ان اتذكره
وتذكرت داليدا واغانيها وحفلاتها التى حضرتها
ولكن ظلت عالقة فى ذهنى فكرة الانتحار
ثم طرأ فى بالى ان اذهب الى داليدا ببعض الورود
دون سبب
قد يكون امتنانا لها حباً لها اعجاباً بها لا اعلم
ما كنت اعلمه جيدا ان فكرة الانتحار مازالت تداعبني
كنت اريد ان اشغل نفسى بأى شىء وفعل اى شىء حتى لو كان ان اذهب الى داليدا لاقدم لها الورود
ونظرت الى ساعتى فوجدت ان الوقت قد تأخر فققرت الذهاب لها صباح 3 مايو 1987

لم انام … كنت اشعر بالخوف وعندما اتى الصباح اخذت سيارتى واشتريت الورود
كنت اقول ان لم استطيع مقابلتها فسوف اترك لها الورود على بابها
هكذا جعلت هناك شىء يجب على فعله .. جعلت نفسى فى شغلً

و فى الصباح ذهبت الى هضبة مونمارت فى شارع أورشانت … مكان منزل داليدا واوقفت سيارتى فى الشارع
واخذت الورد فى يدى وتمشيت الى منزلها وتغمرنى السعادة
كلما كنت اقترب كنت اشعر بالفرح حتى نسيت اننى منذ ساعات قليلة كنت سوف اقدم على الانتحار!
وعندما اقتربت من المنزل وجدت انااس تقف حول منزل داليدا
فقولت فى نفسى لعلهم معجبين واقتربت اكثر واكثر وان انظر الى الناس الواقفه امام منزل داليدا
واجد فى وجوهم الفزع وعندما وصلت وجدت من يبكى ومن يتكلم ومن فى صمت فقولت لمن وجدته امامى
ماذا حدث
فقال فى حزن
لقد ماتت داليدا … انتحرت

كل ما استطيع ان اقوله ان ما حدث لى بعد تلقى خبر انتحار دليدا
اننى لم اقم بأي ردة فعل الا عندما ارتميت فى حضن زوجتى واخذت ابكى وابكى وامسك فى ملابسها … تماما كطفل يمسك ملابس امه خوفا ان يضيع منها
نعم ففى ذلك اليوم الذى علمت ان داليدا قد انتحرت شعرت بالفزع شعرت بالموت يقترب منى
لم استطيع ان اذهب الى شقتي كنت اشعر ان الموت ينتظرنى هناك
وكنت فى خوف شديد
كانت نفسى تكلمنى … هيا افعلها لقد فعلتها داليدا
الست من معجبينها الست تراها انها شىء عظيم
اذا لم التردد … اتبع ما انت تحب اتبع ما انت تعشق
اه اه اهااااا من نفسى ومما تقول

داليدا قولى لى هل ضاقت عليك الدنيا رغم ما وصلتى له … الم يعطيك نجاحك شى
الم يجعلك فى سعادة … الست هذا ما كنتى تريدين رد علي ولا تصمتى
والا كرهتك وكرهت هذا الفن الذى ظننت يوما انه عظيم … لقد قتلك
اخذتى منه ما تريدن من شهرة ونجومية ولكنه فى النهايه قتلك
وتركت سيارتى واخذت امشى وانا فى بكاء كنت اردد هذا الجملة وابكى بسبها
ماتت فى الوقت اللى كنت هموت فيه
و ظلت نفسى تلح علي الانتحار ولكنى مع ازدياد الحاحها كان يزيد خوفي حتى ذهبت سريعا الى للحجز على اول طائرة الى مصر
ظللت فى الشارع طوال اليوم حتى اتى ميعاد الطائرة
وظللت اتسأل
كيف انتحرتى يا داليدا كيف استطاعت ان تفعلها ؟!
لقدكان يوم عصيب

لقد انتحرت داليدا فقط لانها لم تسطيع الحصول على ماتريد
لم تستطيع الحصول على زوج تحبه ويحبها
على ابناء على بيت تجلس فيه تعد الطعام وتنظف الملابس
وتهتم بأبنائها وزوجها وتسهر على راحتهم
كانت تريد تصبح امراة فقط …
نعم فأنى اتذكر جيدأ اخر كلمة كتبتها داليدا وضعتها بالقرب منها ثم انتحرت
الحياة اصبحت لا تحتمل … سامحوني
هكذا هى

اشعر بعد تجاوز الثمانين ان ذاكرتى اصبحت ككتاب تاريخ
هل حقا انا محظوظ اننى عصرت الكثير من الاحداث التاريخية وشاركت ايضا فى الكثير منها
ام ان هذا من سوء حظى
اننى الان فى جامعة القاهرة …
اجد دائما فيها ايام شبابى اجمل ايام عمرى
انظر اليها فى حب واشعر بكل جزء فيها يرحب بى

ارى الكثير من الاعلانات والدعايه الذى يكتب فيها
"اليوم اجتماع كافة القوة الوطنية للوصول لتوافق وطنى"
نعم … تذكرت انه اليوم الذى اتفقت عليه جميع اطياف وقوى الشعب السياسية
لتجس معا للوصول للتوافق والحل السياسى الذى يرضى الجميع فى اكبر قاعات جامعة القاهرة
قاعة الاستقبال الكبرى
اه هاا اه ان نفسى تريد الذهاب

تريد ان تحضر هذا الاجتماع
الذى سوف يحضره الكثير ويشاهده ايضاً الكثير
تريد نفسى النقاش والكلام … تماماً كالأيام الخالية

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

عـازف على وتـر الحنـين ..! -رواية جميلة

هدوء .. اعصار .. وقت يمضي .. دماء تسيل
انكسار .. شوق .. حب

"و اذا فرقت اﻻ‌يام بينكما "
فﻼ‌ تتذكر لمن كنت تحب غير كل احساس صادق ..*
و ﻻ‌ تتحدث عنه اﻻ‌ بكل ما هو رائع و نبيل…
" فقد اعطاك قلبا …و أعطيته عمر "*
و ليس هناك اغلى من القلب و العمر في حياة اﻻ‌نسان

و اذا جلست يوما و حيدا تحاول ان تجمع حولك ظﻼ‌ل ايام جميله عشتها مع من تحب …
اترك بعيدا كل مشاعر اﻻ‌لم و الوحشه التي فرقت بينكما
حاول ان تجمع في دفاتر اوراقك كل الكلمات الجميله التى سمعتها ممن تحب*
و كل الكلمات الصادقه التى قلتها لمن تحب
و اجعل في ايامك مجموعه من الصور الجميله لهذا اﻻ‌نسان الذي سكن قلبك يوما*
مﻼ‌محه و بريق عينيه الحزين و ابتسامته في لحظه صفاء ..
ووحشه في لحظه ضيق ..
و اﻻ‌مل الذي كبر بينكما يوما …و ترعرع حتى و ان كان قد ذبل و مات ..

"و اذا سألوك يوما عن انسان احببته "
فﻼ‌ تقل سرا كان بينكما ..*
و ﻻ‌ تحاول ابدا تشويه الصوره الجميله لهذا اﻻ‌نسان الذي احببته ..
اجعل من قبلك مخبأ سريا لكل اسراره و حكاياته ..
(((فالحب اخﻼ‌ق قبل ان يكون مشاعر)))

" و اذا شاءت اﻻ‌قدار و اجتمع الشمل يوما "
فﻼ‌ تبدا بالعتاب و الهجاء و الشجن ..
و حاول ان تتذكر آخر لحظه حب بينكما لكي تصل الماضي بالحاضر …

"و ﻻ‌ تفتش عن اشياء مضت ﻻ‌ن الذي ضاع ضاع …*
و الحاضر اهم كثيرا من الماضي …
و لحظه اللقاء اجمل بكثير من ذكريات وداع موحش ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

رواية عابر سبيل للكاتبة المتألقة احلام مستغنامي "الفصل الخامس"رواية شيقة

الفصل الأول

كنا مساء اللهفة الأولى, عاشقين في ضيافة المطر, رتبت لهما المصادفة موعدا خارج المدن العربية للخوف.
نسينا لليلة أن نكون على حذر, ظنا منا أن باريس تمتهن حراسة العشاق.
إن حبا عاش تحت رحمة القتلة, لا بد أن يحتمي خلف أول متراس متاح للبهجة. أكنا إذن نتمرن رقصا على منصة السعادة, أثناء اعتقادنا أن الفرح فعل مقاومة؟ أم أن بعض الحزن من لوازم العشاق؟

في مساء الولع العائد مخضبا بالشجن. يصبح همك كيف تفكك لغم الحب بعد عامين من الغياب, وتعطل فتيله الموقوت, دون أن تتشظى بوحا.
بعنف معانقة بعد فراق, تود لو قلت "أحبك" كما لو تقول "ما زلت مريضا بك".
تريد أم تقول كلمات متعذرة اللفظ , كعواطف تترفع عن التعبير, كمرض عصي على التشخيص.
تود لو استطعت البكاء. لا لأنك في بيته, لا لأنكما معا, لا لأنها أخيرا جاءت, لا لأنك تعيس ولا لكونك سعيدا, بل لجمالية البكاء أمام شيء فاتن لن يتكرر كمصادفة.

التاسعة والربع ,وأعقاب سجائر.
وقبل سيجارة من ضحكتها الماطرة التي رطبت كبريت حزنك.
كنت ستسألها , كيف ثغرها في غيابك بلغ سن الرشد؟
وبعيد قبلة لم تقع, كنت ستستفسر: ماذا فعلت بشفتيها في غيبتك؟ من رأت عيناها؟ لمن تعرى صوتها؟ لمن قالت كلاما كان لك؟
هذه المرأة التي على ايقاع الدفوف القسنطينية, تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء. ماالذي يدوزن وقع أقدامها, لتحدث هذا الاضطراب الكوني من حولك؟
كل ذاك المطر. وأنت عند قدميها ترتل صلوات الاستسقاء. تشعر بانتماءك الى كل أنواع الغيوم. الى كل أحزاب البكاء, الى كل الدموع المنهطلة بسبب النساء.

هي هنا. وماذا تفعل بكل هذا الشجن؟ أنت الرجل الذي لا يبكي بل يدمع, لا يرقص بل يطرب, لا يغني بل يشجى.
أمام كل هذا الزخم العاطفي, لا ينتابك غير هاجس التفاصيل, متربصا دوما برواية.
تبحث عن الأمان في الكتابة؟ يا للغباء!
ألأنك هنا, لا وطن لك ولا بيت, قررت أن تصبح من نزلاء الرواية, ذاهبا الى الكتابة, كما يذهب آخرون الى الرقص, كما يذهب الكثيرون الى النساء, كما يذهب الأغبياء الى حتفهم؟
أتنازل الموت في كتاب؟ أم تحتمي من الموت بقلم؟

كنا في غرفة الجلوس متقابلين, على مرمى خدعة من المخدع. عاجزين على انتزاع فتيل قنبلة الغيرة تحت سرير صار لغيرنا.
لموعدنا هذا , كانت تلزمنا مناطق منزوعة الذكريات, مجردة من مؤامرة الأشياء علينا, بعيدة عن كمين الذاكرة. فلماذا جئت بها إلى هذا البيت بالذات, إذا كنت تخاف أن يتسرب الحزن إلى قدميها؟
ذلك أن بي شغفا إلى قدميها. وهذه حالة جديدة في الحب. فقبلها لم يحدث أن تعلقت بأقدام النساء.
هي ما تعودت أن تخلع الكعب العالي لضحكتها, لحظة تمشي على حزن رجل.
لكنها انحنت ببطء أنثوي, كما تنحني زنبقة برأسها, وبدون أن تخلع صمتها, خلعت ما علق بنعليها من دمي, وراحت تواصل الرقص حافية مني.
أكانت تعي وقع انحنائها الجميل على خساراتي, وغواية قدميها عندما تخلعان أو تنتعلان قلب رجل؟
شيء ما فيها, كان يذكرني بمشهد "ريتا هاورث" في ذلك الزمن الجميل للسينما, وهي تخلع قفازيها السوداوين الطويلين من الساتان, إصبعا إصبعا, بذلك البطء المتعمد, فتدوخ كل رجال العالم بدون أن تكون قد خلعت شيئا.
هل من هنا جاء شغف المبدعين بتفاصيل النساء؟ ولذا مات بوشكين في نزال غبي دفاعا عن شرف قدمي زوجة لم تكن تقرأه.

في حضرتها كان الحزن يبدو جميلا. وكنت لجماليته, أريد أن أحتفظ بتفاصيله متقدة في ذاكرتي, أمعن النظر إلى تلك الأنثى التي ترقص على أنغام الرغبة, كما على خوان المنتصرين, حافية من الرحمة بينما أتوسد خسارات عمري عند قدميها.

هي ذي , كما الحياة جاءت, مباغتة كل التوقعات, لكأنها تذهب الى كل حب حافية مبللة القدمين دوما, لكأنها خارجة لتوها من بركة الخطايا أو ذاهبة صوبها.
اشتقتها! كم اشتقتها, هذه المرأة التي لم أعد أعرف قرابتي بها, فأصبحت أنتسب الى قدميها.
هي ذي . وأنا خائف, إن أطلت النظر إلى العرق اللامع على عري ظهرها , أن يصعقني تيار الأنوثة.
هي أشهى, هكذا. كامرأة تمضي مولية ظهرها, تمنحك فرصة تصورها, تتركك مشتعلا بمسافة مستحيلها.

أنا الرجل الذي يحب مطاردة شذى عابرة سبيل, تمر دون أن تلتفت. تميتني امرأة تحتضنها أوهامي من الخلف. ولهذا اقتنيت لها هذا الفستان الأسود من الموسلين, بسبب شهقة الفتحة التي تعري ظهره, وتسمرني أمام مساحة يطل منها ضوء عتمتها.
أو ربما اقتنيته بسبب تلك الاهانة المستترة التي اشتممتها من جواب بائعة, لم تكن تصدق تماما أن بامكان عربي ذي مظهر لا تفوح منه رائحة النفط, أن ينتمي الى فحش عالم الاقتناء.

كنت أتجول مشيا قادما من الأوبرا, عندما قادتني قدماي الى "فوبور سانت أونوريه" . ما احتطت من شارع تقف على جانبيه سيارات فخمة في انتظار نساء محملات بأكياس فائقة التميز, ولا توجست من محلات لا تضع في واجهاتها سوى ثوب واحد أو ثوبين. لم أكن أعرف ذلك الحي , أصلا.
عرفت اسم الحي في مابعد, عندما أمدتني البائعة ببطاقة عليها العربون الذي دفعته لأحجز به ذلك الثوب.
بتلك الأنفة المشوبة بالجنون, بمنطق" النيف" الجزائري تشتري فستان سهرة يعادل ثمنه معاشك في الجزائر لعدة شهور, أنت الذي تضن على نفسك بالأقل. أفعلت ذلك رغبة منك في تبذير مال تلك الجائزة التي حصلت عليها, كما لتنجو من لعنة؟ أم لتثبت للحب أنك الأكثر سخاء منه؟
أن تشتري فستان سهرة لامرأة لم تعد تتوقع عودتها, ولا تعرف في غيابك ماذا فعل الزمن بقياساتها, أهي رشوة منك للقدر؟ أم معابثة منك للذاكرة؟ فأنت تدري أن هذا الفستان الذي بنيت عليه قصة من الموسلين لم يوجد يوما, ولكن الأسود يصلح ذريعة لكل شيء.
ولذا هو لون أساسي في كل خدعة.

أذكر يوم صادفتها في ذلك المقهى, منذ أكثر من سنتين, لم أجد سوى ذريعة من الموسلين لمبادرتها. سائلا ان كانت هي التي رأيتها مرة في حفل زفاف, مرتدية ثوبا طويلا من الموسلين الأسود.
ارتبكت. أظنها كانت ستقول"لا" ولكنها قالت "ربما" .
أحرجها أن تقول " نعم ".
في الواقع, لم نكن التقينا بعد. لكنني كنت أحب أن أختلق, مع امرأة , ذكريات ماض لم يكن. أحب كل ذاكرة لا منطق لها.
بدأنا منذ تلك اللحظة نفصل قصة على قياس ثوب لم يوجد يوما في خزانتها.
عندما استوقفني ذلك الفستان قبل شهرين في واجهة محل, شعرت أنني أعرفه. أحببت انسيابه العاطفي. لكأنه كان يطالب بجسدها أن يرتديه, أو كأنه حدث لها أن ارتدته في سهرة ما , ثم علقته على " الجسد المشجب" لامرأة أخرى , ريثما تعود.
عندما دخلت المحل , كنت مرتبكا كرجل ضائع بين ملابس النساء. فأجبت بأجوبة غبية عن الأسئلة البديهية لتلك البائعة المفرطة في الأناقة قدر فرطها في التشكك بنيتي.

Dans quelle taille voulez-vous cette robe Monsieur

?

كيف لي أن أعرف قياس امرأة ما سبرت جسدها يوما الا بشفاه اللهفة؟ امرأة أقيس اهتزازاتها بمعيار ريختر الشبقي. أعرف الطبقات السفلية لشهوتها. أعرف في أي عصر تراكمت حفريات رغباتها, وفي أي زمن جيولوجي استدار حزام زلازلها, وعلى أي عمق تكمن مياه أنوثتها الجوفية. أعرف كل هذا… ولم أعد , منذ سنتين ,أعرف قياس ثوبها!

لم تفاجأ البائعة كثيرا بأميتي, أو ألا يكون ثمن ذلك الثوب في حوزتي. فلم يكن في هيئتي ما يوحي بمعرفتي بشؤون النساء, ولا بقدرتي على دفع ذلك المبلغ.
غير أنها فوجئت بثقافتي عندما تعمدت أن أقول لها بأنني غير معني باسم مصمم هذا الفستان, بقدر ما يعنيني تواضعه أمام اللون الأسود, حتى لكأنه ترك لهذا اللون أن يوقع الثوب نيابة عنه, في مكمن الضوء, وأنني أشتري ضوء ظهر عار بثمن فستان!
قالت كمن يستدرك:
– أنت رجل ذواقة.
ولأنني لك أصدق مديحها, لاقتناعي أن الذوق لمثلها يرقى وينحط بفراغ وامتلاء محفظة نقود, قلت:
– هي ليست قضية ذوق, بل قضية ضوء. المهم ليس الشيء بل إسقاطات الضوء عليه. سالفادور دالي أحب Gala وقرر خطفها من زوجها الشاعر بول ايلوار لحظة رؤيته ظهرها العاري في البحر صيف 1949.

سألتني مندهشة لحديث لم يعودها عليه زبائن , شراء مثل هذا الثوب ليس حدثا في ميزانيتهم.
– هل أنت رسام؟
كدت أجيب " بل أنا عاشق" . لكنني قلت:
– لا … أنا مصور.
وكان يمكن أن أضيف أنني مصور " كبير" , مادمت موجودا في باريس لحصولي على جائزة أحسن صورة صحافية عامئذ. فلم يكن في تلك الصورة التي نلتها مناصفة مع الموت, ما يغري فضول امرأة مثلها. ولذا هي لن تفهم أن يكون هذا الثوب الأسود هو أحد الاستثمارات العاطفية التي أحببت أن أنفق عليها ما حصلت عليه من تلك المكافأة.
من قال إن الأقدار ستأتي بها حتى باريس, وإنني سأراه يرتديها؟

هاهي ترتديه . تتفتح داخله كوردة نارية. هي أشهى هكذا, وهي تراقص في حضوري رجلا غيري, هو الحاضر بيننا بكل تفاصيل الغياب.
لو رأى بورخيس تلك المرأة ترقص لنا معا, أنا وهو, لوجد " للزاندالي" قرابة بالرقص الأرجنتيني, كما التانغو, انه " فكر حزين يرقص" على إيقاع الغيرة لفض خلافات العشاق.
في لحظة ما , لم تعد امرأة . كانت الهة إغريقية ترقص حافية لحظة انخطاف.
بعد ذلك سأكتشف أنها كانت الهة تحب رائحة الشواء البشري, ترقص حول محرقة عشاق تعاف قرابينهم ولا تشتهي غيرهم قربانا.
لكأنها كانت قسنطينة, كلما تحرك شيء فيها , حدث اضطراب جيولوجي واهتزت الجسور من حولها, ولا يمكنها أن ترقص إلا على جثث رجالها.
هذه الفكرة لم تفارقني عندما حاولت فيما بعد فهم نزعاتها المجوسية.
ماالذي صنع من تلك المرأة روائية تواصل , في كتاب, مراقصة قتلاها؟ أتلك النار التي خسارة بعد أخرى, أشعلت قلمها بحرائق جسد عصي على الاطفاء؟
أم هي رغبتها في تحريض الريح, باضرام النار في مستودعات التاريخ التي سطا عليها رجال العصابات؟
في الواقع كنت أحب شجاعتها, عندما تنازل الطغاة وقطاع طرق التاريخ, ومجازفتها بتهريب ذلك الكم من البارود في كتاب. ولا أفهم جبنها في الحياة, عندما يتعلق الأمر بمواجهة زوج.
تماما, كما لا أجد تفسيرا لذكائها في رواية, وغبائها خارج الأدب, الى حد عدم قدرتها, وهي التي تبدو خبيرة في النفس البشرية, على التمييز بين من هو مستعد للموت من أجلها, ومن هو مستعد أن يبذل حياته من أجل قتلها. انه عماء المبدعين في سذاجة طفولتهم الأبدية.
ربما كان عذرها في كونها طفلة تلهو في كتاب. هي لا تأخذ نفسها مأخذ الأدب, ولا تأخذ الكتابة مأخذ الجد. وحدها النار تعنيها.
ولذا, قلت لها يوما: " لن أنتزع منك أعواد الثقاب, واصلي اللهو بالنار من أجل الحرائق القادمة".

ذلك أن الرواية لم تكن بالنسبة لها, سوى آخر طريق لتمرير الأفكار الخطرة تحت مسميات بريئة.
هي التي يحلو لها التحايل على الجمارك العربية, وعلى نقاط التفتيش, ماذا تراها تخبئ في حقائبها الثقيلة, وكتبها السميكة؟
أنيقة حقائبها. سوداء دائما. كثيرة الجيوب السرية, كرواية نسائية , مرتبة بنية تضليلية, كحقيبة امرأة تريد إقناعك أنها لا تخفي شيئا.
ولكنها سريعة الانفتاح كحقائب البؤساء من المغتربين.
أكل كاتب غريب يشي به قفل, غير محكم الإغلاق, لحقيبة أتعبها الترحال, لا يدري صاحبها متى, ولا في أي محطة من العمر, يتدفق محتواها أمام الغرباء, فيتدافعون لمساعدته على لملمة أشيائه المبعثرة أمامهم لمزيد من التلصص عليه؟ وغالبا ما يفاجأون بحاجاتهم مخبأة مع أشيائه.
الروائي سارق بامتياز. سارق محترم. لا يمكن لأحد أن يثبت أنه سطا على تفاصيل حياته أو على أحلامه السرية. من هنا فضولنا أمام كتاباته, كفضولنا أمام حقائب الغرباء المفتوحة على السجاد الكهربائي للأمتعة.

أذكر, يوم انفتحت حقيبة تلك المرأة أمامي لأول مرة , كنت يومها على سرير المرض في المستشفى, عندما خطر على بال عبد الحق, زميلي في الجريدة, أن يهديني ذلك الكتاب.. كتابها.
كنت أتماثل للشفاء من رصاصتين تلقيتهما في ذراعي اليسرى, وأنا أحاول التقاط صور للمتظاهرين أثناء أحداث أكتوبر 1988 .
كانت البلاد تشهد أول تظاهرة شعبية لها منذ الاستقلال, والغضب ينزل الى الشوارع لأول مرة, ومعه الرصاص والدمار والفوضى.
لم أعرف يومها , أتلقيت تينك الرصاصتين من أعلى أحد المباني الرسمية , عن قصد أم عن خطأ؟ أكان العسكر يظنون أنني أمسك سلاحا أصوبه نحوهم, أم كانوا يدرون أنني لا أمسك بغير آلة تصويري, عندما أطلقوا رصاصهم نحوي قصد اغتيال شاهد إثبات.
تماما, كما سوف لن أدري يوما: أعن قصد, أم عن مصادفة جاءني عبد الحق بذلك الكتاب.
أكان ذلك الكتاب هدية القدر؟ أم رصاصته الأخرى؟ أكان حدثا أم حادثا آخر في حياتي؟ ربما كان الاثنان معا.

ليس الحب, ولا الاعجاب, بل الذعر هو أول احساس فاجأني أمام ذلك الكتاب ." ليس الجمال سوى بداية ذعر يكاد لا يحتمل" . وكنت مذعورا أمام تلك الرؤى الفجائية الصاعقة, أمام ذلك الارتطام المدوي بالآخر.
أي شيء جميل هو في نهايته كارثة. وكيف لا أخشى حالة من الجمال.. كان يزمني عمر من البشاعة لبلوغها.
كنت أدخل مدار الحب والذعر معا, وأنا أفتح ذلك الكتاب. منذ الصفحة الأولى تبعثرت أشياء تلك المرأة على فراش مرضي.
كانت امرأة ترتب خزانتها في حضرتك. تفرغ حقيبتها وتعلق ثيابها أمامك, قطعة قطعة, وهي تستمع الى موسيقى تيودوراكيس, أو تدندن أغنية لديميس روسوس.
كيف تقاوم شهوة التلصص على امرأة, تبدو كأنها لا تشعر بوجودك في غرفتها , مشغولة عنك بترتيب ذاكرتها؟
وعندما تبدأ في السعال كي تنبهها الى وجودك, تدعوك الى الجلوس على ناصية سريرها, وتروح تقص عليك أسرارا ليست سوى أسرارك, واذ بك تكتشف أنها كانت تخرج من حقيبتها ثيابك, منامتك, وأدوات حلاقتك, وعطرك , وجواربك, وحتى الرصاصتين اللتين اخترقا ذراعك.
عندها تغلق الكتاب خوفا من قدر بطل أصبحت تشبهه حتى في عاهته. ويصبح همك, كيف التعرف على امرأة عشت معها أكبر مغامرة داخلية. كالبراكين البحرية, كل شيء حدث داخلك. وأنت تريد أن تراها فقط, لتسألها " كيف تسنى لها أن تملأ حقيبتها بك؟"

ثمة كتب عليك أن تقرأها قراءة حذرة.
أفي ذلك الكتاب اكتشفت مسدسها مخبأ بين ثنايا ثيابها النسائية, وجملها المواربة القصيرة؟
لكأنها كانت تكتب لتردي أحدا قتيلا, شخصا وحدها تعرفه. ولكن يحدث أن تطلق النار عليه فتصيبك. كانت تملك تلك القدرة النادرة على تدبير جريمة حبر بين جملتين, وعلى دفن قارئ أوجده فضوله في جنازة غيره. كل ذلك يحدث أثناء انشغالها بتنظيف سلاح الكلمات!
كنت أراها تكفن جثة حبيب في رواية, بذلك القدر من العناية, كما تلفلف الأم رضيعا بعد حمامه الأول.
عندما تقول امرأة عاقر: " في حياة الكاتب تتناسل الكتب", هي حتما تعني "تتناسل الجثث" وأنا كنت أريدها أن تحبل مني , أن أقيم في أحشائها, خشية أن أنتهي جثة في كتاب.
كنت مع كل نشوة أتصبب لغة صارخا بها: " احبلي .. إنها هنيهة الإخصاب"
وكانت شفتاي تلعقان لثما دمع العقم المنحدر على خديها مدرارا كأنه اعتذار.
أحاسيس لم أعرفها مع زوجتي التي كنت لسنوات أفرض عليها تناول حبوب منع الحمل, مهووسا بخوفي أن أغتال فتتكرر في طفلي مأساتي. فكرة أن أترك ابني يتيما كانت تعذبني, حتى انني في الفترة التي تلت اغتيال عبد الحق, كنت أستيقظ مذعورا كما على صوت بكاء رضيع.
مع حياة ,اكتشفت أن الأبوة فعل حب, وهي التي لم أحلم بالإنجاب من سواها. كان لي معها دوما "حمل كاذب".
لكن, إن كنا لا ننجب من "حمل كاذب" , فإننا نجهضه. بل كل إجهاض ليس سوى نتيجة حمل تم خارج رحم المنطق, وما خلقت الروايات إلا لحاجتنا الى مقبرة تنام فيها أحلامنا الموءودة.

إن كنت أجلس اليوم لأكتب , فلأنها ماتت.
بعدما قتلتها, عدت لأمثل تفاصيل الجريمة في كتاب.
كمصور يتردد في اختيار الزاوية التي يلتقط منها صورته, لا أدري من أي مدخل أكتب هذه القصة التي التقطت صورها من قرب, من الزوايا العريضة للحقيقة.
وبمنطق الصورة نفسها التي تلتقطها آلة التصوير معكوسة, ولا تعود الى وجهها الحقيقي الا بعدما يتم تظهيرها في مختبر, يلزمني تقبل فكرة أن كل شيء يولد مقلوبا, وان الناس الذين نراهم معكوسين, هم كذلك, لأننا التقينا بهم, قبل أن تتكفل الحياة بقلب حقيقتهم في مختبرها لتظهير البشر.
إنهم أفلام محروقة أتلفتها فاجعة الضوء, ولا جدوى من الاحتفاظ بهم. لقد ولدوا موتى.

ليس ثمة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة. اذن يمكننا بالنسيان, أن نشيع موتا من شئنا من الأحياء, فنستيقظ ذات صباح ونقرر أنهم ما عادوا هنا.
بامكاننا أن نلفق لهم ميتة في كتاب, أن نخترع لهم وفاة داهمة بسكتة قلمية مباغتة كحادث
سير, مفجعة كحادثة غرق, ولا يعنينا ذكراهم لنبكيها, كما نبكي الموتى. نحتاج أن نتخلص من أشيائهم, من هداياهم, من رسائلهم, من تشابك ذاكرتنا بهم. نحتاج على وجه السرعة أن تلبس حدادهم بعض الوقت, ثم ننسى.

لتشفى من حالة عشقية, يلزمك رفاة حب, لاتمثالا لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق, مصرا على ذياك البريق الذي انخطفت به يوما. يلزمك قبر ورخام وشجاعة لدفن من كان أقرب الناس اليك.
أنت من يتأمل جثة حب في طور التعفن, لا تحتفظ بحب ميت في براد الذاكرة, أكتب , لمثل هذا خلقت الروايات.
أذكر تلك الأجوبة الطريفة لكتاب سئلوا لماذا يكتبون. أجاب أحدهم " ليجاور الأحياء الأموات" , وأجاب آخر " كي أسخر من المقابر" , ورد ثالث " كي أضرب موعدا" .
أين يمكنك, الا في كتاب, أن تضرب موعدا لامرأة سبق أن ابتكرت خديعة موتها, مصرا على إقحام جثتها في موكب الأحياء, برغم بؤس المعاشرة.
أليس في هذه المفارقة سخرية من المقابر التي تضم تحت رخامها , وتترك الأموات يمشون ويجيئون في شوارع حياتنا.

وكنت قرأت أن (الغوليين) سكان فرنسا الأوائل, كانوا يرمون الى النار الرسائل التي يريدون إرسالها الى موتاهم. وبمكاتيب محملة بسلاماتهم وأشواقهم وفجيعتهم.
وحدها النار, تصلح ساعي بريد. وحدها بامكانها انقاذ الحريق. أكل ذلك الرماد, الذي كان نارا, من أجل صنع كتاب جميل؟
حرائقك التي تنطفئ كلما تقدمت في الكتابة, لا بد أن تجمع رمادها صفحة صفحة, وترسله الى موتاك بالبريد المسجل, فلا توجد وسيلة أكثر ضمانا من كتاب.
تعلم اذن أن تقضي سنوات في انجاز حفنة من رماد الكلمات, لمتعة رمي كتاب الى البحر, أن تبعثر في البحر رماد من أحببت, غير مهتم بكون البحر لا يؤتمن على رسالة, تماما كما القارئ لا يؤتمن على كتاب.
فكتابة رواية تشبه وضع رسالة في زجاجة والقائها في البحر. وقد تقع في أيدي أصدقاء أو أعداء غير متوقعين. يقول غراهام غرين, ناسيا أن يضيف أنه في أغلب الظن ستصطدم بجثث كانت لعشاق لنا يقبعون في قعر محيط النسيان. بعد أن غرقوا مربوطين الى صخرة جبروتهم وأنانيتهم. ما كان لنا الا أن نشغل أيدينا بكتابة رواية, حتى لا تمتد الة حتف انقاذهم. بامكانهم بعد ذلك, أن يباهوا بأنهم المعنيون برفاة حب محنط في كتاب.
ام حبا نكتب عنه, هو حب لم يعد موجودا, وكتابا نوزع آلاف النسخ منه, ليس سوى رماد عشق ننثره في المكتبات.
الذين نحبهم, نهديهم مخطوطا لا كتابا, حريقا لا رمادا. نهديهم ما لا يساويهم عندنا بأحد.

بلزاك في أواخر عمره , وهو عائد من روسيا, بعد زواجه من السيدة هانكسا, المرأة الأرستقراطية التي تراسل معها ثماني عشرة سنة ومات بعد زواجه منها بستة أشهر, كان يقول لها والخيول تجر كهولته في عربة تمضي به من ثلوج روسيا الى باريس:
" في كل مدينة نتوقف فيها, سأشتري لك مصاغا أو ثوبا. وعندما سيتعذر علي ذلك, سأقص عليك أحدوثة لن أنشرها".
ولأنه أنفق ماله للوصول اليها, ولأن طريق الرجعة كان طويلا, قد يكون قص عليها قصصا كثيرة.
حتما, أجمل روايات بلزاك هي تلك التي لم يقرأها أحد, وابتكرها من أجل امرأة ما عادت موجودة هنا لتحكيها.

ربما لهذا, أكتب هذا الكتاب من أجل الشخص الوحيد الذي لم يعد بامكانه اليوم أن يقرأه, ذلك الذي ما بقي منه الا ساعة أنا معصمها, وقصة أنا قلمها.
ساعته التي لم أكن قد تنبهت لها يوما كانت له, والتي مذ أصبحت لي, كأني لم أعد أرى سواها. فمنه تعلمت أن أشلاء الأشياء أكثر ايلاما من جثث أصحابها.
هو الذي أجاد الحب , وكان عليه أن يتعلم كيف يجيد موته. قال " لا أحب مضاجعة الموت في سرير, فقد قصدت السرير دوما لمنازلة الحب, تمجيدا مني للحياة". لكنه مات على السرير اياه. وترك لي كغيره شبهة حب, وأشياء لا أدري ماذا أفعل بها.

ساعته أمامي على الطاولة التي أكتب عليها. وأنا منذ أيام منهمك في مقايضة عمري بها. أهديه عمرا افتراضيا. وقتا اضافيا يكفي لكتاية كتاب. تائها في تقاطع أقدارنا, لا أملك الا بوصلة صوته, لأفهم بأية مصادفة أوصلنا الحب معا الى تلك المرأة.
أستمع دون تعب الى حواراتنا المحفوظة الى الأبد في تلك الأشرطة, الى تهكمه الصامت بين الجمل, الى ذلك البياض الذي كان بيننا, حتى عندما كنا نلوذ بالكلام. صوته! يا اله الكائنات, كيف أخذته وتركت صوته؟ حتى لكأن شيئا منه لم يمت. ضحكته تلك!
كيف ترد عنك أذى القدر عندما تتزامن فاجعتان ؟ وهل تستطيع أن تقول انك شفيت من عشق تماما من دون أن تضحك, أو من دون أن تبكي!

ليس البكاء شأنا نسائيا.
لا بد للرجال أن يستعيدوا حقهم في البكاء, أو على الحزن إذن أن يستعيد حقه في التهكم.
وعليك أن تحسم خيارك: أتبكي بحرقة الرجولة, أم ككاتب كبير تكتب نصا بقدر كبير من الاستخفاف والسخرية! فالموت كما الحب أكثر عبثية من أن تأخذه مأخذ الجد.
لقد أصبح , لألفته وحميميته, غريب الأطوار. وحدث لفرط تواتره, أن أفقدك في فترات ما التسلسل الزمني لفجائعك, فأصبحت تستند الى روزنامته لتستدل على منعطفات عمرك, أو على حادث ما , معتمدا على التراتب الزمني لموت أصدقائك. وعليك الآن أن تردع نزعتك للحزن, كما لجمت مع العمر نزعتك الى الغضب,أن تكتسب عادة التهكم والضحك في زمن كنت تبكي فيه بسبب امرأة, أو بسبب قضية, أو خيانة صديق.
مرة أخرى,الموت يحوم حولك إيغالا بالفتك بك, كلؤم لغم لا ينفجر فيك, وإنما دوما بجوارك. يخطئك, ليصيبك حيث لا ترى, حين لا تتوقع. يلعب معك لعبة نيرون, الذي كان يضحك, ويقول انه كان يمزح كلما انقض على أحد أصحابه ليطعنه بخنجره فأخطأه.
اضحك يا رجل, فالموت يمازحك ما دام يخطئك كل مرة ليصيب غيرك!

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
روايات طويلة

شرق الليل -رواية

التصنيفات
روايات طويلة

:: موضوع مهم ::فشجاني حنينه والنحيبْ○◘المشاعر والرومنسية رواية


كيف حال رواد القسم الأعزاء~
موضوعنا اليوم يتحدث عن المشاعر بشكل عام والرومنسية بشكل خاص
ارجوا ان تستمتعوا وتستفيدوا


المشاعر امر جميل
تشعرك أن من يتحدث معك أنسان راقي
اليوم أعزائي قررنا الطرق على ابوابها معكم
برحلة خاصة نغوض بها ببحر العواطف والمشاعر
لنأخذ الجميل المفيد ونرمي النتن دون العودة إليه
أحبتي ما دعانا لنقيم هذا الموضوع هو بعض العقليات الخاطئة
والمفاهيم المعوجة عن العاطفة الطاهرة والرومنسية الراقية


مدخــل

ياطائر البان ,قد هيجت أشجاني
وزدتني طربا يا طائر البان

إن كنت تندب ,إلفا قد فجعت به
فقد شجاك الذي بالبين أشجاني

زدني من النوح ,واسعدني على حزني
حتى ترى عجبا من فيض أجفاني

للمشاعر والعواطف انواع كثيرة جداً
لو عددناها لصعب احصائها علينا
تتراوح بين
حب ،كرهـ،أمل ،ألم ،أنكسار إلخ
لا بد وأن تحتوي روايتنا على بعضاً منها
فالرواية عادتاً ما تتناول حياتنا الواقعية بطريقة درامية
لكن ما بال روايات هذه الأيام باتت سطحية بشكل لا يطاق
لا تحمل سوا تصنيف واحد وهو الرومنسية المنحطة
أعذروني على هذا التعبير فنحن هنا لنستمتع ولست أأنبكم
لكن أحبتي ألا تلاحظون ان جمال روايتكم يندثر تحت تأثير ذالك الدخيل
عدا هذا نحن نكتب لنعبر عن عواطفنا لنخرج طاقة ما من أعماقنا
ولسنا مستعدين لأي أثم ناتج عن هوانا
أعزائي بدايتاً أريدكم ان تعو امراً وهو حكم الروايات .!
أتعرفون ما حكم الروايات بشكل عام ؟؟
سؤل الشيخ سعيد الغامدي فأجاب
حكمها كحكم سائر الكلام الطيب حلال والخبيث حرام
إذاً احبتي انظروا لما تكتبون وأختاروا ما سينفعكم دنيا وأخرة
نأتي لنقطة مهمه جداً الرومنسية بين اصحاب الجنس ذاته
التي لا تمد للرومنسية بصلة انما هي من كبائر الذنوب
فكيف تكتبون عنها لا أدري .. أكتبوا ما تحبون لكن لا تهينوا الصداقة
الصداقة تعتبر من المشاعر الطاهرة يمكننا ان نتركها كما هي، فهي تحمل الكثير من
المواقف الجميلة دون داعي لتدخلوا القذارة إليها
يمكنكم وصف صديقين يحبان بعضهما ويضحيان لأجل مصلحة بعضهما
ويبقيان على الفطرة
دعونا نكتب عن الكثير من المواقف بعقلانية
يمكنكم ان تقتبسوا من الشعر العفيف بعض المواقف
فهو يحمل الكثير من الجماليات
أكتبوا عن زوج ضحا لأجل زوجته عن أبن منح لأمه مستقبله
عن اخت قدمت عيناها لأختها عن صديق تخلى عن وطنه
أكتبوا عن كل شيء بهذة الحياة عن جميع المشاعر
أكسروا الروتين بأن تكتبوا عن مشاعر نعايشها لكننا لا نشعر بقيمتها
لا تسجنوا انفسكم بين قضبان الانحطاط والمفهوم الخاطئ للرومنسية
الرومنسية ليست لمس وغمز وكلام ملغوم

أترككم مع ناميا×

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده